4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12763
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12327
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43732
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13878
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15010
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14692
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

من نحـــن

ما لم يُعرَف عن ( القرءانِ والرسولِ ) حتى كان ما كان !

10/2/2010 11:23:00 PM

عدد المشاهدات:7033  عدد التعليقات: 3
10/2/2010 11:23:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

ما لم يُعرَف عن ( القرءانِ والرسولِ ) حتى كان ما كان !

 

*[ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ]

 وكَفى !

 *[ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى .. آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ !! ]

 

(1)

 وردت كلمة ( القرءان ) بأداة التعريف وبدونها 58/ مرة . ووردت كلمة ( الرسول ) بأداة التعريف وبدونها 116/ مرة ، في إشارة بيّنة أوّلية ليست عبثية أنّ الرسول (116) = الرسول نفسه + القرآن (58 × 2) .

نفهم من هذا أنّ :

الرسولالرسول بنفسه حالةَ كونِه *[ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً {2} ] البيّنة =

القرآن (116 – 58  = 58 )

يؤمن به ويبلّغه ويتّبعه خلفاءُ الرسول النبي الكريم : الرسولِ في التبليغ الثابت .. والنبيِ في الإتباع المُحدَث/المتجددِ لما أُنزل من القرءان من أجل التطبيق المتجدد :

*[ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(3) ] ألأعراف .

 فالأمر باتِّباع الكتاب موجَّه إلى النبي والمؤمنين على السواء بعد انْ يتبلغوه من الرسول مجرَّد تلاوةِ ءايات ، وقد بيّن الله سبحانه هذا المفهوم في سورة البينة بقوله :

*[ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ(1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً(2) ] البينة .

 فالرسول الكريم هو رسول من الله حالة كونه يتلو صحفاً مطهرة من القرآن الذي به استـحق درجته العليا : الرسول . وبِخلاف هذا فهو نبي و بشر يصيب ويخطيء .

*****

 وتكريما لعبده ورسوله فقد اكد الله سبحانه ان القرءان الذي هو قول الله عز وجل *[ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قـِيلاً {122} ] النساء .. هو قول الرسول محمد كذلك :

*[ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} [ الحاقة .

وهو قول رسول الله جبريل : قولا واحدا :

*[ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {19} ذِي قُوَّةٍ عِنـدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {20} مُطَاعٍ ثـَمَّ أَمِينٍ {21} ] التكوير.

فليس للرسول الكريم محمد قوْلٌ سوى القرءان . فمن نسب اليه كرسول كلمةً واحدة غير القرءان فقد افترى على الله لأن مَن يفتري على الرسول الامين المرسَل فقد افترى على الله المُرسِل . لهذا لم يرد في القرءان كله ايُّ ذكْرٍ للافتراء على الرسول بينما اعتُبر الافتراء على الله اظلمَ الظلم في 13/ آية :

إبراهيم يسأل والله سبحانه  يجيب

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=161&cat=5

(2)

*[ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى {134} ] طه .

*[ وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {47} ] القصص .

 فقد علم حتى العصاة من الناس ان حاجة الناس الى رسول مـن الله هـي حاجتهم الى آيـات الله التي بالإيمان بها يستحقون وصـف ( مُؤْمِنِينَ ) . من اجل هذا تَوفّى اللهُ سبحانه رسولَه بشخصِه حين اكمل انزال اياته عليه فكمُل بذلك الدين الذي هو كتاب الله القرءان مِن قبل ان تكمُل الحياة التي تتغير باستمرار ويجب ان يتغيّر معها فَهْم هذه الآيات كما يتغير فرْع الشجرة الذي يحمل الثمر بينما أصل الشجرة ثابت (24 – 25) إبراهيم :

*[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {24}‏ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25} ] إبراهيم .

الأصالة  والتجديد الثابت والمتغير   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=37&cat=3

(3)

*[ وَلَمَّا جَاءَهُمْ (كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ …(89) [ البقرة .

*[ وَلَمَّا جَاءَهُمْ (رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101) ] البقرة .

 نفهم من هذا انّ : رسول من عند الله = كتاب من عند الله[1] .

مع الفارق بين شخص الرسول وكتاب الله العظيمِ الذي هو كلام الله سبحانه المتَّصف بكماله ، ليس فيه نقص المخلوقين ولا حتميةُ ضعفهم وموتهم . تعهد الله عز وجل بحفظه من أن يُغيّره أو يضعفه الزمن ليظل ذكراً خالداً للعالمين   *[ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ] . تأثر به فآمن حتى الجن ورأوه *[ قُرْءَانًا عَجَبًا(1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْد ] الجن ، ولم يلفت انتباههم الرسولُ نفسه ولم يقولوا فيه كلمة واحدة لانشغالهم بالإنصات للقرءان الكريم !!!!!

(4)

من (58) مرة التي وردت فيها كلمة  (قرءان) هناك مرة واحدة لا تشير إلى القرآن نفسه وهي قوله سبحانه :

*[ ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ {15} ] يونس .

ومن (116) مرة التي  وردت فيها كلمة (رسول) هناك مرتان لا تشيران إلى الرسول المُرسَل بآيات الله سبحانه وهما :

*[.. فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ .. (50) ] يوسف .

*[ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) ] مريم .

فتكون كلمة  (الرسول) المرسَل بآيات قد وردت بعدد سور القرآن الكريم = 114/ سورة لتشير إلى أنّ الرسول هو القرآن الكريم بكل سُوره . لذلك كان ارسال الرسول بالقرءان رحمة للعالمين ، وليس بشخصه . وقد وصف الله سبحانه الرسول بأنه كريم أيْ دائمُ العطاء كثيرُه ووصف القرءان بأنه كريم دائم العطاء كثيرُه ، ومعنى هذا أنَّ الرسولَ الذي توفاه الله بشخصه فانقطع عطاؤه سيظلُّ دائم العطاء كثيرَه بالقرءان الكريم الى يوم الدين .

(5)

 تكرر ذكر (رحمة) مضافةً الى الله سبحانه وغيـرَ مضافةٍ ( 114 ) مرةً منها مرة واحدة وُصف بها الرسول الكريم بانـه أُرسل بالقرءان رحمة للعالمين * [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107} ]  الانبـياء .. ومـرة اخرى وُصف بـها النبي بانه رحمة * [ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ ] 61/التوبه ، أي للذين امنوا ممن عاصروه وكانوا معه ، وليس للذين امنوا كلِّهم ولا للناس ولا للعالَمين .

كما تكررت كلمة ( رحيم + رحيما ) 115 / مرة وصفاً لله سبحانه ، الاّ مرة واحدة فقط وُصف بها الرسول الكريم :

* [ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {128} ] التوبة .

 لهذا كله جاء أمْر الله سبحانه إلى رسوله الكريم بقصْر التبليغ على ما أُنزل إليه من ربه بدون زيادة ولا نقصان :

*[ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا[2] أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) ] المائدة .

فلو أنه – سلام عليه وعلى المرسَلين - أضاف الى البلاغ المُبين المنزَّل قرءانا ، أو نقص منه كلمة بل حرْفَاً واحداً لما اعتُبر مبلّغا ولَما استحق عصمةً/حراسةً مباشرة من الله عز وجل . وهي عصمة تأكدت مربوطة بالتزامه بكل آيات القرآن العظيم . لذلك كان يقف على أرضٍ صلبة وهو يتحدى المشركين :

*[ .. قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ(195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ(196) ] الأعراف .

*[ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) ] الإسراء .

والكلام هنا عن القرءان  (82 – 88) ألإسراء .

فبدون القرآن العظيم ما كان محمد بن عبد الله ليستحق من الله سبحانه إلا حصته من الرحمة التي وَسِع بها كل شيء . أما الفضل الكبير من الله عز وجل على رسوله الكريم فكان اصطفاءَه بإنزال القرآن العظيم عليه .. إذ به صار رسولا . وليس الفضل الكبير عليه بالنبوة لأن الأنبياء مِن قبله كانوا كثيرين :

*[ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ (87) ] الحجر .

*[ .. وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً {99} مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً {100} ] طه .

. السبع المثاني التي آتاها اللهُ الرسول َ

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=227&cat=3

(6)

لهذا جاءت البشرى من الله سبحانه لرسوله الكريم مضافة إلى التحذير البيّن وهو في الطريق إلى المدينة مهاجراً :

*[ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِين (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءَايَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) ] القصص .

 فبسبب القرآن الذي فرضه الله سبحانه على رسوله أُخرج من بلده مكة التي سماها الله (مَعاد ، من العوْد !) :

المراجعة الدورية لإصلاح  الأخطاء وعدم العودة إليها

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=87&cat=6

وبسبب هذا القرآن سيُرجعه الله سبحانه إليها في ثماني سنوات كما يشير عدد كلمات البشرى *[ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ] .

 لهذا جاء التحذير بألا يصُدَّ الكافرون الرسولَ عن آيات الله بعد إنزالها إليه ، إذ بها وحدها تكون الدعوة إلى ربه التي جاءت صريحة مؤكدة مرات أخرى منها قوله سبحانه * [ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيـدِ (45) ] ق ، وقوله عز وجل * [ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ] الفرقان .

ولم يُذكر الجهاد الكبير في القرآن كله إلا في هذه الآية المكية ليكون القرءان ( بالثبات عليه ) هو أداةَ الجهاد الكبير :

أما الجهاد الكبير بالقرءان فلا بواكي له

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=72&cat=3

وفي المرة الثانية التي ذُكر فيها الجهاد في القرءان المكي زكَّى الله سبحانه المجاهدين في الله الذين يتصدَّوْن للمفترين على الله كذبا او المكذبين بالحق الذي هو القرءان ، ووَصفهم بالمحسنين ووَعد ان يكون معهم .

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ {68} وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {69}‏ ] العنكبوت .

وإذا كان تحذير الله سبحانه لرسوله من أن يشرك بآيات الله أيَّ شيء واضحاً وشديداً فما عساه سبحانه يقول للمسلمين اليوم بعد أن صدّهم عن آيات الله الكثيرُ من لهْو الحديث !!

 يقيناً لو أن المسلمين فرضوا (القرآن) على أنفسهم كما فعل الرسول الكريم لردّهم الله سبحانه إلى ما كانوا فيه *[ خيرَ أُمّةٍ أُخرِجتْ للناس ] وفي فترة قياسية أخرى !!!

(7)

هذا المَثْنى لمفهوم ( الرسول ) بأنه :

(أ) الرسولُ بشخصه وهو يتلو القرءان ..      

(ب)  والقرآنُ الذي هو رسالة الله عبْر رسوله إلى العالمين .. يماثله تسمية الله سبحانه لجبريل الـذي هو رسـول الله سبحانه من الملائكة الى رسوله مـن البشر .. تسميته ( الروحَ )     *[ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} ] الشعراء ، كما سمّى القرءانَ الكريم الذي نزل به جبريل على قلب الرسول :

*[ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {97} ] البقرة...

سماه كذلك روحا * [ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا ] الشورى . وفي آيات سورة الطلاق وفي نجم آيات هي الأشدّ إنذاراً وتخويفاً والأبْين في تسمية القرآن العظيم ( رسولا ) ، خاطب الله سبحانه *[ أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ ءَامَنُوا ] ليدركوا هذا المفهوم اذا ارادوا ان يجنبوا اقوامهم العذاب الشديد :

*[ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ ءَامَنُوا : قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ  وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) ] الطلاق .

في الآيتين (10-11) أربع قرائن قُسمت مناصفة ، تشير اثنتان منها ( أَنْزَلَ ، ذِكْرًا) إلى القرآن العظيم تحديداً . وتنطبق الإثنتان الأُخريان ( رَسُولًا ، يَتْلُو)على الرسول الكريم بشخصه في مواقع أخرى . ولما كانت ( رَسُولًا ) هنا بدلاً من ( ذِكْرًا ) أو مفعولاً لأجْله ( ذِكراً : من أجل أن يكون رسولاً ).. فإن الرسول هنا هو الذِّكر المنزَّل : يتلو وينطق ويقص ويتكلم ويحكم ويهدي وينذر[3].  ولكن لم يرد مطلقاً  أن الرسول بشخصه قد أنزله الله سبحانه أو سماه ( ذِكْرًا ) . بل سمّاه ( مذكِّر ) في آية واحدة *[ فَذَكِّرْ : إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ(21) ] الغاشية .

فيكون مفهوم الآية مؤكِّداً لما استُقرىء : إذا غاب الرسول الذي يتلو آيات الله بنفسه بقي القرآن المنزَّل من الله سبحانه فقط يتلو آياته بيُسر ويبلغها وينذر بها مَن يخلُفون الرسول الكريم في تبليغ القرآن والإنذار به :

*[… وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ .. (19) ] الأنعام .

أما مَن يقرؤُه ويجتهد في فهمه فليس خليفة للرسول الكريم ، ولكنه من أهل الذكر الذين أُمر الذين لا يعلمون أن يسألوهم ( 43/النحل ) . أما أولوا الأمر من الذين امنوا فيمكن أن يكونوا - اذا احسنوا - خلفاء النبي في التطبيق : يُصيبون ويُخطئون كبشر كما كان يُصيب ويخطيء كنبي ولكنه كان يُصوَّب إذا أخطأ في التطبيق لكونه نبيّا . أما كرسول مهمته التبليغ عن الله سبحانه فلم يكن يخطيء أبداً .

(8)

وفي الاتباع ( تتبُّع الآيات) من أجل تطبيقها ، وردَ فعل الامر ( اتَّبعْ ) للنبي الامين ثلاث مرات مقترنا بما ( يوحَى  او أوحي ) وحْيا عاما : أي (1) وحْيَ رسالة اوّلا تشريعا وتطبيقا ، كتابا وحكمة . فان لم يكن قد نزل بعدُ وحْيُ رسالة حِكميٌ للاتِّباع والتطبيق (2) فوحْيَ نبوّة شفهياً .

ولكن النبي أُمر في الرابعة ان يتَّبع وحْي الرسالة قرآنا فور نزوله *[ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} ] القيامة .. مبيّنا انّ وحْي الرسالة لا يُبدَّل ولايُنسخ خلافا لوحي النبوة الذي يُنسخ إذا نزل قرءانٌ ينقضه  :

 *[ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {15} ] يونس .

لذلك اتبع النبي والمسلمون القِبلة الجديدة فور نزول القرءان بها وتركوا القبلة الاولى التي كان الله قد اوحى بها الى النبي إيحاء ( شفهيا لعلمه سبحانه انها ستلغى ) . وبهذا اتَّبع المسلمون  الرسولَ/القرءانَ . اما مَن أصرّ على وحي النبوة فاعتبره الله سبحانه منقلبا على عقِبيه !!!

مفهوم الوسطية القرءاني  يتحقق باتِّباع الرسول/القرآن الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=17&cat=3

والايات من سورة الطلاق تتكلم عن واقع ينشأ بعد فساد شديد وعقاب مؤلم للناس . فالخطاب موجَّه لأولي الالباب الذين امنوا الذين تقع مسئولية التغيير على عاتقهم . فعليهم ان يعتبروا الذِكْر المنزَّل مِن السماء بما فيه من ايات الله هو الرسول . به وحده ينجوا الذين آمنوا وعملوا الصالحات من العقاب ... ويُخرَجون بالذكر من ظلمات الكرب العظيم التي كانوا فيها مع الناس الى النور والحياة الطيبة . فإن فعلوا ذلك كانوا في الجنة خالدين فيها ( ابداً ) . وليسوا خالدين فقط كأكثر الفائزين !!

مفهوم الخلود والخلود الأبدي في الجنة والنار

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5

واعتبارُ الكتاب المنزِّل رسولا يقوم مقام الرسول بشخصه إذا غاب تكرر في آيتين أشكل فهمهما على المفسرين . الأولى :

*[ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُون (44) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ (45) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ(46) ] الزخرف . والثانية :

*[ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) ] السجدة .

(9)

دفع عدم الإحاطة بآيات الله سبحانه الأقدمين من المفسرين أن يتساءلوا عن معنى الطلب من الرسول الكريم أن يسأل مَن قبلَه من الرسل وهم أموات.. وعن تأكيد الله سبحانه أن الرسول الأمين سَيلقى موسى بلا شك . ولم يجدوا مخرجاً سوى فرضية أن ذلك سيكون في رحلة الإسراء كما وردت في أكاذيب الأسفار ، مع أن الله سبحانه الذي قصّ في الكتاب أحسن القصص لم يذكر حادثة الإسراء سوى في آية واحدة لا غير هي مطلع سورة الإسراء ، ولو علم الله سبحانه أن في غيرها من تفصيلاتٍ ما ينفع الناس لذَكره فإن الله عز وجل لا يعجزه شيء!

ولو ربطوا الآيتين المذكورتين في الزخرف والسجدة بآيتي سورة الطلاق (10-11) التي اعتَبر الله سبحانه القرآن الكريم (الذكر) فيهما رسولا يتلو وينطق ويتكلم ويحكم ويهدي وينذر ويقص وربطناهما كذلك بئايتي الإسراء (105 - 106) اللتيْن سمى الله سبحانه فيهما الرسول الكريم قرءاناً ، لاستبان الأمر بأن لقاء الرسول الأمين بموسى عليهما سلام الله ، وسؤالَه لِمن قبله من الرسل عن مبدأ وحدانية (الألوهية والربوبية ) التي لم تُحرَّف في التوراة :

*[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ .. {36} ] النحل ..

إنما هو إشارة دقيقة إلى أنه سيذهب إلى المدينة حيث أهل الكتاب ويطلع على التوراة التي لا تزال حتى اليوم تؤكد وحدانية (الرب الهك ) وتُحذر من الإشراك به . فكأنه بهذا يلقى موسى لأن موسى كرسول لله لم يأت بشيء سوى كتاب الله الذي سماه الله ( كتاب موسى ) من قبل إضافة المَلاحق التي جعلت اسمه العَلَم (التوراة) .

وكذلك من يستمع إلى تلاوة القرآن أو يتلوه بنفسه فهو من جهة يستمع إلى كلام الله سبحانه ، ويستمع إلى ويَلقى كل رسل الله فيه كما يستمع إلى الرسول ويلقاه في الوقت نفسه في كل ما تلا من القرءان وخاصةً في 332 مرة تبدأ بقوله سبحانه لرسوله الكريم ( قل) . وقد قال ما أمره الله سبحانه أن يقول ، كما تلا ( 92/ النمل) وقالَ كل آيات الله عز وجل مراراً . لذلك اعتُبر القرانُ قولَ الله سبحانه وقولَ رسوله الكريم قولا واحدا : مَن ءامن به وقرأه فقد ءامن

*[ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ  {119} ] آلعمران All in one ، وقرأ الكتابَ كلَّه :

*[ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا(27) ] الكهف

*[ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {43} ] الحاقة .

فيكون ضمير(الهاء) في(لِقَائِهِ) عائداً إلى رسول الله موسى  والكتابِ (13/الإسراء)  كليهما باعتبار أن كتابَ موسى المُنزَّل يَقوم مقام موسى فلقاؤهما لقاء واحد .  ومثل هذا قوله سبحانه :

*[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ(20) ] الأنفال . (عنه) وليس (عنهما) ، لأن التولي إذا كان عن كتاب الله الواحد كان توليا عن الله ورسوله : الله ِ فيما أنزل ورسولِه فيما بلّغ عنه !!

فضمير الهاء في (عنه) عائد إلى ( اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) كليهما يجمعهما كتابُ اللهِ الواحدُ ، فإنّ ما أنزله الله سبحانه قرآناً هو رسالة الله سبحانه عَبْرَ رسوله الكريم الى العالَمين ، وهو نفسه ما بلّغه عليه السلام عن الله ، لذلك فإن مَن يتولى عن القرآن إنما يتولى عن الله سبحانه ويتولى عن الرسول الكريم :

*[ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ (1) مَا أُنْزِلَ (2) إِلَيْكَ (3) مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) ] المائدة .

(10)

 لهذا فقد اقترنت طاعة الله سبحانه بطاعة الرسول عليه السلام (وليس النبي) اكثر من عشرين مرة في الكتاب ، وليس لكونها طاعةً واحدة من مفهوم سوى أن طاعة الله سبحانه هي في ما أَنزل على رسوله من الكتاب الذي لم يُسمح له بالإيمان بغيره ( 15/الشورى) ، وليس فيما روت الأسفار المتناقضة من افتراءات وأكاذيب وخرافات فيها اختلاف كثير، وأن طاعة الرسول هي فيما بلّغ عن ربه من الكتاب فحسب ( 51/العنكبوت ) !!

وقد تكررت الآيات التي يكون فيها (الله ورسوله) فاعليْن لفعل واحد أو التي يعود فيها الضمير الواحد إلى الله سبحانه ورسوله الكريمِ كليهما :

*[ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا ءَاتَاهُمُ (اللَّهُ وَرَسُولُهُ) وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) ] التوبة .

 فالإيتاء هنا واحد : اللهُ يَقسم ورسولُه يُعطي حسب قسمة الله عز وجل .... لكنَّ الفضل لله وحده !!

من هنا كان مفهوم (وما آتاكم الرسول ) في قول الحق :

*[ .. وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا …(7) ] الحشر :

أنّ ما آتاكم الرسول لتأخذوه هو :

(1) ما آتاه الله اياه في الكتاب أمراً ونهياً كما يتبين من مطلع الآية نفسها وما بعدها . إذ أن الرسول كمبلِّغ لِما آتاه الله من القرءان العظيم لم يكن يُؤتي الناس إلا ما آتاه الله إياه قرآنا .

(2) وفي إيتاء وإعطاء الناس مالَ الفيْء المشارَ إليه في آيات سورة الحشر . فقد آتاه ربه آيات بموجبها أعطى ما قسمه الله .

من هنا جاء ما نسب الى النبي (إنما أنا قاسم والله يعطي)[4]. والصحيح أن الله هو القاسم ، والرسول أعطى ما قسمه الله . ويتبيّن مفهوم الإيتاء الأول من قوله سبحانه :

*[ وَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ[5] يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا[6](100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) ] طه .

 

*[ وَمَنْ يَعْصِ (اللَّهَ وَرَسُولَهُ) وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ    (14) ] النساء .

 ولم يقل (حدودهما) إذ ليس للرسول بشخصه حدود . وإنما هي حدود الله سبحانه نسبها إلى نفسه فقط ( حدود الله ) ثلاث عشرة مرة[7] في كتاب الله العظيم . فلما التزم الرسول الأمين بتبليغها دون زيادة ولا نقصان ظلت حدود الله التي لا نعرفها إلا من خلال رسوله ، إما بشخصه يتلو القرءان أثناء حياته - إذ لم يكن يكذب على الله - وإما من القرآن الكريم الذي هو رسالة الله إلى الناس أجمعين ( سواء في حياته او بعد وفاته ) .

 

*[ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ) أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ(62) ] التوبة .

ولم يقل (يرضوهما) ، لأن الله سبحانه نسب الإرضاء غايةً ، إلى نفسه فقط في أكثر من عشر آيات .

 

*[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا (لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) [ الأنفال .

 ولم يقل (إذا دعواكم) إذ هي دعوة واحدة . ولن تكون كذلك إلا إذا كانت مرجعيتها  كتاب الله لا غير . فهو الوحيد من بين كل كتب الأرض المتفق عليه بين المسلمين المؤمنين ، والذي لا يمكن ان يتفق البشر – حين يتفقون - الّا عليه دليلا للخلق( Manual ) .

 

*[ وَإِذَا دُعُوا إِلَى (اللَّهِ وَرَسُولِهِ) لِيَحْكُمَ[8] بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) .. إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى (اللَّهِ وَرَسُولِهِ) لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) ] النور .

ولم يقل في المرتين (ليحكما) لأن حكم الله تعالى هو حكم رسوله[9] والعكس صحيح ولا يكون ذلك إلا إذا كان حُكم الرسول الكريم يُعرف بمجرد تلاوة آيات القرآن الذي هو رسالة الله إليه وإلى العالمين :

*[ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) ] النساء . أيْ بما أراك الله في الكتاب .

وقد التزم الرسول الأمين بما أنزل الله  إليه في القرآن المجيد بشهادة الله سبحانه له وللقرآن

*[ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ[10] يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) ] النساء .

*[ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) ] الأنعام .

ومع ذلك فإن الله سبحانه في آيات النور المذكورة (وغيرِها) لم يُضف الخشية والتقوى إلاّ إليه سبحانه . أما في الطاعة فإن طاعة الله سبحانه تُلزم بطاعة الرسول فيما بلّغ عن ربه في الكتاب ، لهذا كانت طاعة الرسول هي طاعة لله سبحانه :

* [.. وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً {79}  مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) ] النساء .

بل إن طاعة أولي الأمر من المؤمنين هي طاعة لله تعالى إذا التزموا بكتابه الذي هو رسالته إلى رسوله الأمين ، ومِن بعده إلى الناس أجمعين . لذلك عُطِفوا على الرسول وجُعِلت طاعتهم جميعاً معطوفة على طاعة الله سبحانه ومشروطة بها :

*[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا (أَطِيعُوا اللَّهَ) و(أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) {59} ] النساء .

. بديل ثقافة العنف لتغيير  الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

ولن تكون طاعةُ الله سبحانه وطاعةُ رسوله طاعةً واحدة إلا في حالة واحدة : إذا كانت مرجعيتها واحدة لا أكثر. ولا يكون ذلك إلا إذا كان الكتاب وحده هو مرجعية الحق . يبيِّن هذا ويؤكده وصية الرسول الكريم التي وثقها الله سبحانه عنه ورضيها للمؤمنين ، وفي سورة الشورى بالذات لتكون ضابطاً للشورى :

*[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[11] ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(10) ] الشورى .

لكل ما ذُكر فإن (مفهوم) ما نُسب إلى النبي (2361/مسلم/ كتاب الفضائل) من حديث تأبير النخل صحيح :

(لا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل) .

*****

وقد أنذر الله سبحانه من يُفرِّقون بين الله ورسله بعذاب مهين فقال :

*[ إِنَّ الَّذِينَ (1) يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ (2) وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ  (3) وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ (4) وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا(150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(151) ] النساء .

والتفريق بين الله ورسله مفهومه القول : هذا قول الله (القرءان) وهذا قول رسوله(السُنة) فيجعلونهما قولين مختلفين ، يفضلون ما ينسب إلى الرسول إفتراء او الى النبي ظناً ، على ما في كتاب الله تعالى بحجة النسخ أو حجة عدم التفصيل في القرءان أوعدم القدرة على فهم آيات الله والزعم بأنها حمّالة أوجه متناسين قول الله سبحانه في آياته :

*[ بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ءَايَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ !! إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون (52) [ العنكبوت .

ومعرضين عن قوله عز وجل :

*[ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ  الْحَمِيد ِ(6) ] سبأ .

*[ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) ] الرعد .

*[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) ] البقرة .

فإذا علمنا أن (الكتاب) وردت في القرآن العظيم (230) مرة تُستثنى منها ثلاث مرات هي (أمُّ الكتاب) ، وعلمنا أنّ ( الحق ) وردت (227) مرة ، تأكدت عندنا المعادلة الثلاثية :

*[ الذي أُنزل إليك من ربك ] = ( الحق ) = ( الكتاب ) بدون زيادة ولا نقصان .

 

*[ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) [ الأحزاب .

 فالوعد واحد : فهو من الله سبحانه يبلغه رسولُه قرآناً .

 

*[ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {64} ] آلعمران .

فضمير الهاء في *[ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ ] يعود الى الله سبحانه والى الكتاب . فالله سبحانه لا يقبل ان يُشرَك به شيءٌ ولا بكتابه كلام لأحَد . فأي كلام لبشر يُشرك بكتاب الله يعني اتخاذ البشر اربابا ( 79 – 80 ) آلعمران .

. يا أهل الكتابين تعالوا إلى كلمة سواء

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=109&cat=2

 (11)

الرسول بعد وفاة الرسول نفسه هو القرآن المجيد ( كتاب الله )

مفهوم ما سبق من الأدلة أنه إذا غاب الرسول  بشخصه فالقرآن هو الرسول حقيقةً ، اذ لو بُعث الرسول بشخصه مرات أُخرى لَما أضاف ولا نقص من القرءان بلاغاً مبيناً حرفاً واحداً. فالقرءان هو رسالة الله الى الرسول والعالَمين الباقيةُ إلى يوم الدين . حفِظه الله سبحانه بمفهومين:

(1) فقد حفظه تبارك وعلا مِن أنْ يُفسده الزمن أو التقادم كما يُفسد الزمنُ الغذاءَ والدواءَ وكلَّ شيء مخلوق له تاريخ انتهاء صلاحية  ( Expiry date ) ،

(2) وحَفِظه من التحريف فلا يأتيه الباطل (الفساد أو التحريف) من بين يديه ولا من خلفه .

ويؤيد هذا المفهوم بالإضافة إلى ما ذكر أن كتابَ الله الكريم (القرآن) والرسولَ الكريم الذي نزل عليه : كلاهما - كما ورد في كتاب الله العظيمِ :

يهدي / ويحكم/ ويتلو/ ويقص/ وينطق/ وينذر/ ويبشر .

وكلاهما : بشير/ ونذير/ وشاهد

 فكلاهما يهدي :

*[ إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا        (9) ] الإسراء .

*[… وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) ] الشورى .

 

 وكلاهما يحكم :

*[ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ .. (213) ] البقرة .

*[ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ] آل عمران .

*[ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) [ النساء .

*[ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى (اللَّهِ وَرَسُولِهِ) لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) ] النور .

 وليس ( ليحكما ) لأن الحُكم واحد ، فهو من الله يبلّغه رسوله .

*[ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(41) ] الرعد .

*[ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) ] يونس .

فالله سبحانه : يحكم ، ورسوله : يحكم ، و(الله ورسوله) : يحكم ، والقرآن المجيد : يحكم .

 

 ولكن القرءان وحده يتكلم :

*[ أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ(35) ] الروم .

سلطاناً = كتاباً ( 156 / الصافات ) .

ولم ترد آية واحدة تنسب الكلام الى شخص الرسول ، لأن القرءان هو كلام الله ، وليس كلام الله ورسوله ، بينما هو قول الله ورسوله . وانّما أُضيفت اليه تلاوة ايات الله وقراءتها .

 

 وكلاهما يتلو :

*[… فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ ءَامَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ .. ] الطلاق .

 فالذكر الذي سماه الله تعالى ( رسولا )  يتلو .

*[ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ …(2) ] الجمعة .

 

وكلاهما يقصُّ :

*[ إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(76) ] النمل.

*[… أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِي…(130) ] الأنعام .

*[ يَابَنِي ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(35) ] الأعراف .

*[… إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) ] الأنعام .

*[ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِ رَبِّكُمْ …(71) ] الزمر .

فقد جعل الله تلاوة الآيات وقصّها واحداً . وكما أن القرآن يقصّ فالقرءان يتلو، كما أنّ الرسول يقص آيات الله ويتلوها .

 

وكلاهما ينطق :

*[ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(29) ] الجاثية.

*[ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(62) ] المؤمنون .

والكتاب هنا هو كتاب الله الذي بموجبه فقط سيُحاسب الناس :

*[… كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا…(28) ] الجاثية .

أما كتب أعمال البشر ففردية تنسب إلى الفرد ، لأن لكل فرد كتابَ أعمال :

*[ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ(19) ] الحاقة .

*****

*[ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى(2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى    (5) ] النجم .

ينطق في الآية (3) مثنى لكل من الرسولين : الرسول الكريم حين ينطق بالقرآن الكريم ، وكذلك القرآن الكريم نفسه الذي ليس فيه كلمة واحدة تنطق عن هوى البشر بل كله ينطق بالحق :

*[ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ !! (71) ] المؤمنون .

لذلك كان الحقُّ ، بل حقُّ اليقين الذي انزله الحق سبحانه ، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو ما أُوحي إلى الرسول الكريم من الكتاب الذي ( لا ريبَ فيه ) . أما ما سواه من ايحاءاتِ نبوة – حتى لو صحت نسبتها - فليست من هذا  ( الحق ) الخالد ( فكيف بما افتُري عليه جزئيا او كليا !) لأنها كانت محكومة بواقعها ولهذا أمر النبي بعدم كتابتها حتى لا يَجمُد الناس على واقعٍ قد يتغير كُلُّه أو جلُّه .       يقول سبحانه :

*[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ(31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32) ] فاطر.

فالحق المطلق مُعرَّفاً هو ما في كتاب الله القرءانِ فقط . لهذا أورثه الله سبحانه  بعد إنزاله على الرسول الأمين .. أورثه الذين اصطفاهم من عباده .

والذي لا ينطق به الرسول الأمين عن الهوى هو القرآن فقط بدليل أن الضمير (هو) يعود إلى القرآن . فهو الوحْي الذي يُوحى . ولم يُسمِّ الله سبحانه ولا في آية واحدة الرسولَ بشخصه وحْياً أبداً . بل كان عليه السلام يُنذِر بالوحي أي بالقرآن :

*[ قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ…(45) ] الأنبياء .

*[ .. وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ…(19) ] الأنعام .

ولم ترد كلمة ( الوَحْي ) إلا مرتين فقط : مرة في سورة النجم ، ومرة في سورة الأنبياء (كما مر) تُحدد مفهوم الوحي وتبينه . أما ضمير (الهاء) في (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) فتعود إلى الاسم الأقرب إلى الضمير : (الوحي) وهو القرآن . وجبريل عليه السلام هو شديد القوى الذي علَّم القرآن أي نقله بعلاماته (التي تعين على فَهمه) الى الرسول الأمين بعد أن علّمه اللهُ إياها . يُبين هذا قول الله سبحانه :

*[ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْءَان َ(2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَان َ(4) ] الرحمن .

*****

فالرحمن سبحانه *[ عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ] أي وضع فيه علاماتٍ في مواقع نجوم آياته كما وضع علاماتٍ في مفاصل التاريخ ليهتدي الناس بها كما يهتدون بنجوم السماء ومواقعها في ظلمات البر والبحر . لذلك أقسم الله تعالى بمواقع النجوم لإبراز أهميتها . فَعَل الله ذلك قبل خلق الإنسان ، وشبّه علامات القرآن ونجومَه بعلامات الأرض ونجوم السماء التي يَهتدي بها الناس . ولم ترد كلمة ( علامات) : إلا مرة واحدة في القرآن المجيد:

*[ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُون َ(16) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(18) [ النحل .

 

 والله كذلك هو الذي علّم الإنسان البيان ( كيف يبين ما يريد ، أي يعبّر عن نفسه بالكلمات والإشارات) . وهو الذي علّم الرسول النبي الأمين ويُعلّم الناس القرآن وهو آيات الله المسطورة كما علّم المخترعين والمكتشفين آياتِ الله المنظورة بأنْ اوحى اليهم كما يوحي الى النحل ويأخذ بناصية كل دابة :

فتوحات كتاب الكون المنظور تبشر بفتوحات في كتاب الله المسطور

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=172&cat=4

 *[ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا(113) ] النساء .

*[ ..  فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) [ البقرة .

 

وكلاهما يُنـذر :

*[ وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) ] الأحقاف .

*[ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) ] الأعراف

فالكتاب وحده يُنذر، والرسول بالقرءان تلاوةً ينذر . وأداة الإنذار الوحيدة هي القرآن ( به) :

*[ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ …(19) ] الأنعام .

 

وكلاهما يُبشر:

*[ إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) ] الإسراء .

*[ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) ] مريم .

فجعل اللهُ سبحانه تبشير الرسول وإنذاره بالقرآن فقط . فالرسول بالقرءان تلاوةً ، وكذلك القرآن وحده ، كلاهما يبشر وينذر :

*[ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ {30} ] الرعد .

(12)

القرآن المجيد والرسول الأمين كلاهما بشير/ ونذير/ وشاهد :

فكلاهما بشير ونذير:

*[ حم(1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا و َنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) ] فصلت .

*[ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا و َنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) ] فاطر.

والحق هو كتابُ اللهِ العظيمُِ ، به كان الرسول بشيراً ونذيرا ً.

*[ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) ] الفرقان .

( ليكونَ ) وليس ( ليكونا ) فعبد الله الرسول الأمين هو نذير بالفرقان . فهما نذير واحد . وليسا نذيرين . فإن غاب الرسول بشخصه كعبد لله قام كتابُ الله الفرقانُ مقامَه .

 

وكلاهمــا شاهـد[12]:

فالرسول الكريمُ شاهد على أهل عصره ( هؤلاء ) بأنّه بلّغهم رسالة ربه وهي القرآن كما نزل عليه ، وسيشهد لمن آمن وعلى من كفر :

*[ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ (1) كَفَرُوا (2) وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42) ] النساء .

فقد ساوى اللهُ سبحانه بين الذين كفروا بالله وبالرسول وبين الذين عصوْا الرسولَ/القرءانَ :

*[ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً {20} قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً {21} قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً {22} إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {23} ] الجن .

 

أما بعد وفاته فهو لا يدري ما أحدثوا بعده ولا يستطيع أن يشهد إلا على مَـن رآه وسمعه بدليل قولِه سبحانه ( هؤلاء ) وقولِه عز وجل عن المسيح وهو رسول : 

*[ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ    (117) ] المائدة .

 

 والقرءان نفسه شاهدٌ على المسلمين والناس بعد وفاة الرسول الكريم يُبيّن شهادتَه الأشهادُ (وردت مرّتين) . لهذا جاء نص الآية (143) من سورة البقرة عاماً من المثاني ليؤدي مفهومين :

*[ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ  شَهِيدًا {143} ] البقرة .

 فشهادة الرسول في حياته أنه بلّغ القرآن الكريم للناس : فيشهد للمسلمين الذين آمنوا وأطاعوا الرسول وعلى الناس الذين كفروا وعصوا الرسول ، بل آذوْه بالافتراء عليه في حياته وبعد مماته :

إيذاء الرسول أكبر من إيذاء النبي

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=89&cat=4

وقد حذَّر الله سبحانه الذين امنوا  مِن ايذاء الرسول بالافتراء عليه كما سبق ان أُوذي موسى بالافتراء عليه بأنه رسول العِجْل  88/طه :

. الإفتراء على الله أكبر من الشرك

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=27&cat=4

اما بعد وفاته فليس من مفهوم لشهادة الرسول إلا أنها شهادة القرآن المجيد يُبيّنها الأشهادُ به . فالقرءان هو شهادة الله لمن آمن وصدّق به ، وعلى من كفر وكذّب . ويوم القيامة سيُفاجأ الذين كانوا يزعُمون ان القرءان غير مُفصَّل بل فصّلته سُنّتهم المزعومة افتراءً على الله ورسوله .. سيُفاجؤون بخلاف ظنهم حين يكتشفون الحقيقة  :

*[ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ : يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظـْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً {49} ] الكهف .

 وحين يدعو اللهُ سبحانه *[ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ] فسيُدعون وينادى عليهم: ( يا أمة الرسول محمد) أو ( يا أمة القرآن) ، فالإمام هو الرجل الذي يُقتدى به *[ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ] أو ( الكتاب ) الذي يُتعلم منه ويُهتدى به *[ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ] .

مفهوم الإمام والأئمة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=157&cat=3

لهذا كان قول الله سبحانه :

*[ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(105) [  التوبة ...

مؤكِّـداً لمفهوم الشهادة المذكور بأن الرسول الكريم سيرى عمل المؤمنين في حياته بعد الله سبحانه فيشهد له ( للعمل) أو عليه .. كما سيرى الأشهاد بالقرآنِ ذلك العمل بعد وفاته فيشهدون ويحكمون له أو عليه في الحياة الدنيا إضافة إلى شهادتهم يوم القيامة .

*[ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ {51} يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ {52} ] غافر .

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18} ] هود .

ظهور الحق وقيام الأشهاد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6

 (13)

الخُــــــــــــــلاصة

خلاصة البحث أن الرسول يقوم مقامَه كتابُ الله ( القرآنُ )  فهو الذي بُعث وأُرسل الرسول من أجله هدايةً وتبشيراً وإنذاراً وحكماً وشهادةً على الناس . اذ كيف يُفهم قول الله سبحانه الى يوم القيامة الا على هذا الاساس :

*[ ... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ؟! {15} ] الاسراء .

واعتبار القرءان العظيم رسولا يقوم مقام الرسول نفسه هو التكريم الحق للرسول وليس اعتبارَ السُنةِ المزعومة والأحاديثِ الحافلة بالمتناقضات والخرافات وبما لا يليق لا بالرسول ولا بالنبي .. مُمثلةً للرسول . وإذا كانت التجربة الإسلامية التطبيقية الأولى قد نجحت نجاحاً منقطع النظير بقيادة الرسول النبي الكريم وفي (22/سَنةً) ، فإنما كان ذلك بفضل الله سبحانه وفضل كتابه العظيم اللذيْن بهما أفلح *[ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ] ، ويمكن أن تُفلح تجربة إسلامية أخرى أو تجارب بفضل آخر من الله عز وجل وفضل كتابه :

فالله سبحانه حي قيوم لا يموت . وكتابه محفوظ كما نزل على رسول الله ، لم يأته باطل من بين يديه ولا من خلفه . وفي هذا بث للأمل في نفوس البشر. أما القول بأن التجربة الإسلامية الأولى قد نجحت لأن الذي قادها نبي رسول ، فسيكون مدعاة إلى الإحباط والقنوط بعد أن علمنا أن الله سبحانه لن يبعث أنبياء بعد محمد عليه السلام ولا رسلاً باشخاصهم .

بل إن قضاء الله سبحانه – وهو عالم الغيب والشهادة - بأن يتوفى رسوله الكريم حينما اكتمل نزول القرآن ، وبأن يحفظ اللهُ القرآنَ حياً بدون تغيير في كلمات آياته ... لأكبر دليل على أن القرآن المجيد (كتاباً وحكمة، نظرية وتطبيقاً) يمكن بل يجب أن يكون أساساً لتجربةٍ بل تجاربَ إسلاميةٍ ناجحة أخرى بإذن الله ، بدون حاجة إلى أشخاص أنبياء ولا رسل لأن في القرآن العظيم من النبوات والرسالات ما يكفي لحياة لا ضلال فيها ولا شقاء :

ما ينفع الناس من وحي الرسالات و النبوات موثق في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

 

*[ تِلْكَ ءَايَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ

فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَءَايَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) ] الجاثية

 

*[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33}

 فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} ] الطور

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 



1 هذه المعادلة بمفهومها تبيّن ما أشكل على المفسرين من قوله سبحانه *[ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ(81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) ] آلعمران .

فقد أخذ الله ميثاق النبيين بلا استثناء ومنهم النبي محمد عليه السلام بأن يراعوا التسلسل الوظيفي فيؤمنوا بمن يعاصرهم من رسول (كيحيى النبي وعيسى الرسول) أو ينزل عليهم هم من كتاب اعتبره الله سبحانه رسولاً، وأن يقدموه على ايحاءات النبوة لهم أو لغيرهم كما حدث في مسألة القِبلة التي أمر الله عز وجل الرسول النبي والمسلمين بشأنها أن يتبعوا الرسول وليس النبي الذي كان قد أمرهم بالقِبلة الأولى : لأن الرسالة أعلى درجة وأرقى وأوثق من النبوة . أما التحذير الشديد في الآية (82) فهو موجه حقيقة للنبيين ولكل الناس بأنّ مَن يتولى عن الرسول ورسالته التي هي الكتاب المنزل من الله سبحانه تحديداً كان فاسقاً . أما الدليل الذي يؤكد هذا الفهم ويبينّه فهو الآيات المبينات التي سبقت هاتين الآيتين من سورة آلعمران وفيهما يأمر الله سبحانه كل النبيين والرسل أن يوصوا أتباعهم المؤمنين بأن يكونوا ربّانيّين يُعلّمون الكتاب فقط ويدرسونه كما يدرسون كل ما يُعين على فهمه : *[ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(80) ] آلعمران .

لذلك اشار الله سبحانه الى موسى وهارون عليهما سلام الله سبحانه بالمثنى كرسولين رجلين *[ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ {47} ]  طه ، ومرة بالمفرد كرسالة واحدة *[ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {16} ] الشعراء ، معتبرا الرسالة الواحدة رسولا واحدا .

 

[2] ما = نكرة مبهمة تعني كلّ ما . لم يخصصها إلا قوله سبحانه *[ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك ] ولم يقل (ما أوحي!)

[3] الإستعمالات المجازية في اللسان العربي كثيرة . منها قوله سبحانه على لسان أخوة يوسف *] وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ(82) [  يوسف ، مع أن القرية وهي مجموعة البيوت لا تُسأل . إنما يُسأل أهلها . وكذلك العير وهي قافلة الإبل والبـغال والحمير . فإنـها لا تُسأل وإنمـا يُسأل الناس الذيـن كانوا معها . وكذلك إذا قلنا (خرجت المدرسة) و (تقدّمت المدرسة) فإنما نقصد طلابها . وقد نقول : (صورة ناطقة) إذا كانت معبرة عن شيء بوضوح …

[4] كتاب البخاري، باب العلم، حديث رقم 69. والصحيح ان الله سبحانه هو القاسم وكان النبي يعطي ما قسم الله بامـانة وعدل ( 7- 9 / الحشر ) وكذلك يُفترض أنْ يفعل البشر . *[ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا {32} ] الزخرف .

[5] انظر الآية *[ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(5) ] الجمعة .

[6] انظر الآيتين *[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) [ النحل .

[7] منها مرة واحدة *[ حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ {97} ] التوبة ، أضيفت إلى كتاب الله تعالى ولم تضف ولا مرة واحدة إلى شخص الرسول .

[8] *] وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فيه … {213} ] البقرة . مقارنة الآيتين تشير إلى أن حكم الكتاب هو  حكم (الله ورسوله) .

[9] حين يبلِّغ أي رسول لله  أمراً لله عز وجل ، فإن طاعة المطيع أو معصيته للرسول هي طاعة لله تعالى أو معصية له ، وكذلك لو جادلَ الرسولَ فهو يجادل الله سبحانه *[ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ(74) ] هود .  وإنما كان إبراهيم عليه السلام يجادل رسل الله  من الملائكة ، ولم يجادل اللهَ نفسَه . لذلك كان من يفتري على الرسول مفتريا على الله الذي ارسله واعتبره امينا . ولهذا لم يُذكر في القرءان كله الافتراء على الرسول وانما شدد الله النكير على المفترين على الله واعتبر افتراءهم اظلم الظلم لأن من يَفتري على الرسول الامين فقد افترى على الله المُرسِل !!

[10] *[ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ(43) ] الرعد . بمقارنة الآية هذه مع آية 166 من سورة النساء نستنتج أن شهادة الملائكة = شهادة من عنده علم الكتاب . وقد تأكد هذا المفهوم في آية سورة آلعمران التي تبين أن أولي العلم والملائكة هم *[ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ] :

 *[ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ] آلعمران . وقد وعد الله سبحانه باستخلاف ملائكة حقيقةً او  ليعينوا *[ مَن عنده علم الكتاب ] مِن البشر مستعينين بعلم الآفاق والأنفس ، حين تتعقد مشكلات البشر وتشتد المخاطر بحيث يحتاجون إلى (علم للتوّ والساعة) يُسيّرون به الأمور على الأرض ويعالجون به المشكلات قبل حدوثها أو استفحالها. وليس عبثاً أن تَرِد هذه الإشارة في سورة الزخرف التي تتحدث عن حضارة الزخرف وحاجتها إلى القرآن  *[ والكتاب المبين   ] ، وفي آية منها جُعل هذا الوعد مَثَلاً لمسلمين مؤمنين كما كان عيسى ابن مريم عليه السلام مثلاً لبني إسرائيل *[ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ(59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ(60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(61) ] الزخرف/43.

[11] لذلك وردت صيغة [ يسألونك ] خمس عشرة مرة في القرآن المجيد ، أُمر الرسول الأمين جواباً على أربع عشرة مرة منها أن يجيب بكلمات الله فقط [ قلْ ] . أما صيغة  [ يستفتونك ] فلم ترد سوى مرتين ردّ الله سبحانه فيهما حقّ الإفتاء الى الله  نفسه أي إلى كتابه ولم يَسمح للنبي الأمين أن يُفتي *[ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ !! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ…(127) ] *[ يَسْتَفْتُونَكَ !! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ…(176) ] النساء . أما السبب فهو أن الإفتاء يقتضي الإحاطة بكل آيات الله سبحانه المتعلقة بالموضوع وكل مُدخلات واقِعه ، ولم تكن آيات الكتاب قد اكتمل نزولها بعد ولم يكن ميسراً الاحاطة بها !!

*[  حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون ؟! (84) ] النمل .

*[  بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ …(39) ] يونس .

[12] *[ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءَانَ مَهْجُورًا(30) ] الفرقان .



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008