4/26/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12756
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12323
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43728
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13875
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15008
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14688
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

خَمسُ حقائق لا بُدَ أن تُعرَف عـَن القرءان قبل أن يُعلَمَ منه شيء

4/27/2010 1:11:00 AM

عدد المشاهدات:14689  عدد التعليقات: 22
4/27/2010 1:11:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

خَمسُ حقائق لا بُدَ أن تُعرَف عـَن القرءان قبل أن يُعلَمَ منه شيء

 

*[ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ {1} ] الكهف

*[ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} ] الأحقاف

 

(1)

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ

فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء

وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {4} ] إبراهيم

 

أُولى هذه الحقائق التي بدون معرفتها عن القرءان والإقرار بها فلن يُعلم منه  شيء ينفع الناس .. هي أن الله سبحانه أنزله بلسان عربي مبين يُبيِّن بعضُه بعضاً ، وليس باللغة العربية لغةِ المعاجم وأشعار وخرافات العرب وأحاديثهم ، التي أجمع (!!) العرب والمسلمون التراثيون على أنه نزل بها لُغةً وأنه يُفهَم بها فاستعجم عليهم حتى ضلّوا السبيل .

باطل الإجماع : فلا إجماع إلا على باطل

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=184&cat=3

عِلما أن الفرق بين اللغة واللسان كبير بدليل أن الذي أنزل القرءان ذكر كلمة (لسان) - بمعنى آليّة البيان - 15/ مرة ولم تُذكر في الكتاب كله كلمة (لغة) ، ببساطة لأن جذر (اللغة) هو (اللغو) والكلام الفارغ  الذي امتدح الله سبحانه المؤمنين لإعراضهم عنه وذمَّ الكافرين بالقرءان الذين دَعى بعضُهم بعضا إلى عدم سماعه وإلى اللغو فيه أيْ أن يقولوا فيه الكلامَ الفارغ الذي توارثه العرب عن القرءان مثلَ قول أشياعهم من بعدُ أنه حمال أوجه لا يصلح للإستدلال به (وإنما في زعمهم يُستدلّ بالسُّنة) ، وأن كثيرا من آياته منسوخ نسخته أحاديثهم التي جعلوا بها عبدا لله فوق الله  حين زعموا أن كلام العبد ينسخ كلام اللهِ الرب !

*[ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً {43} ] الإسراء .

*[ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ {26} فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ {27} ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ      {28} ] فُصلت .

أليس هذا ما يحدث اليومَ ! يَلغون فيه حين يزعمون أنه لغة عربية . لهذا جعل الله *[ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً .. {46} ] الإسراء !

*****

وقد جعل الله سبحانه القرءان مُيَسّرا باللسان العربي الذي كان لسانَ الرسول المُرسَلِ ولسانَ المُرسَلِ إليهم ليجعل بيانَه وفهْمه ميسّرا لهم ، خلافا لما يراه الذين اتخذوه مهجورا منذ أكثر من عشرة قرون :

*[  فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً {97} ] مريم .

*[ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ {195} وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ {196} ] الشعراء .

لهذا لم يكن عُذرٌ لا للرسول إذا قصّر بتبليغ الرسالة ، ولا للمُرسَلِ إليهم إن قصّروا في فهمها والإيمان بها ثم اتِّباعها لعرْضها على الناس :

*[  فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ {6} ] الأعراف .

*[ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {54} ] النور .

*[ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {43}

وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ {44} ] الزخرف .

نعم ! وسوف تُسألون عنه : أنت وإياهم !!! ولم يقل (يُسألون) .

ومن المؤسف أن العرب لم يعرفوا عن لسانهم – لسانِ القرءان – ما عرفه الإنجليز عن لسانهم الإنجليزي الذي له اسمان عندهم بمفهوم واحد هو ( اللسان الإنجليزي English Tongue ) و English Language  التي تعني كذلك (اللسان الإنجليزي) الذي تنطق به ألسُنُ الأحياء فيكون Current Language لأن المقطع Lang يعني (لسان) . والأمواتُ لا ألسُن لهم ينطقون بها :

*[ ألَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ؟! أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ؟! أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ؟! أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ؟!.. {195} ] الأعراف ...

لهذا قضى الله سبحانه في كل الأموات وعلى رأسهم النبيون أنّ لهم أعمالَهم  التي ناسبت عصرهم وواقعهم ، وأن على الأحياء أن تكون لهم أعمالُهم التي يجب أن تناسب واقعهم وعصرهم وأنهم لن يُطلب منهم أن يعملوا ما كان الأموات يعملون :

*[  تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {134}‏ + {141} ] البقرة . والكلام في الآيتين عن النبيين !

الرواية عن الأنبياء وتمثيل أدوارهم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=141&cat=3

 ومع وضوح كل هذا في القرءان الكريم إلاّ أن العرب اختاروا لفظة (لغة) التي لا علاقة لها باللسان ، لا لشيء إلاّ لأنّ الشيطان زينها لهم ليظل أكثرُ كلامهم لغْوا  ينطق به واقعهم ، من بعد أن أضلَّهم الشيطان عما ينفعهم من تدبُّر القرءان وفَهْمِه باللسان العربي الذي به أنزله الله سبحانه وهو يَعلم أن كلمة واحدة منه لن تموت طالما ظلت ألسُن الناس تنطق بها إلى يوم الدين ، في مقابل كلمات اللغة العربية التي مات  الكثير منها ، ومع ذلك لا يزال عبئا على الدارسين والمعلمين !

(2)

ثاني الحقائق التي يجب أن تُعرف عن القرءان قبل أن يُعلَم منه ما ينفع الناس هي أن القرءان *[ مُبِين ] : فكلماتُه وآياتُه *[ مُبيِّنات ] يُبيّن بعضُها بعضا بدون الرجوع إلى معاجم اللغة أو أشعار العرب التي تصلح أن تكون مراجع لما لغتْ به ألسُن العرب عبر القرون . ولكن هذه المراجع لا تصلح أبدا لتفسير ألفاظ القرءان وآياته لأن فيها من اللغو والإضافات المريبة  ما في لهو الأحاديث التي فبركوها ونسبوها ظلما إلى الرسول الكريم الذي ما كان عليه أن يُبلِّغ الناس إلاّ ما أُنزل إليه إنزالا/قرءاناً كريماً (67/ المائدة) ليُحصَر فيه البلاغ المبين :

. القراءة الآخرة للقرءان : خطاب إسلامي

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=66&cat=2

إن الطريقة الوحيدة لبيان القرءان وتفسيره هي مقارنةُ ألفاظه بعضِها ببعض والنظرُ في الألفاظ الأخرى التي ترتبط بها اللفظة المعنية وفي سياقها . ويقتضي هذا الإحاطةَ بكل لفظة تتعلق بالموضوع ومشتقاتها وسياقاتها في القرءان ومقارنةَ كلِّ هذا بعضِه ببعض على ضوء واقع الناس في العصر . وبدون هذه الإحاطةِ بكل الآيات المتعلقة بالموضوع الواحد لن يُعرف من مفاهيم القرءان شيء ينفع الناس .

لهذا ربط الله سبحانه بين عدم الإحاطة بئاياته وبين التكذيب بها  ليسألَ الذين كذَّبوا بآياته عما شغلهم عن دراستها والإحاطة بها :

*[ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {39}] يونس .

*[ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ {79} إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ {80} وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ {81} وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ {82}

وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ {83} حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ : أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ؟! {84} وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ {85} ] النمل .

*****

لقد غفل العرب الذين عرفوا اللغة العربية ولم يميِّزوا بينها وبين اللسان العربي القرءاني ( دع عنك المسلمين الأعاجم الذين قد يكون لهم  بعض العذر ) .. غفلوا عن مجرد التفكير في عمل معجم مُفهرس لألفاظ القرءان العربي يعينهم على الإحاطة بكلمات الله وآياته حتى سبقهم المستشرقون الغربيون الذين عرفوا عن قَدْرِ القرءان أكثر مما عرف أهلُه ، بدليل أنهم أهتموا بعمل فهارس لألفاظه تُيسر لهم الرجوع إليه ، كان مِن أكبرها نفعا ( كتاب نجوم الفرقان في أطراف القرءان ) الذي ألّفه وطبعه في (ليبسك سَنة) 1842/م المستشرقُ الألماني (فلوجل) الذي استفاد منه ومن فكرته  بعد قرن (!) المؤلفُ المصري محمد فؤاد عبد الباقي في كتاب فرَغ منه يوم الأحد 7/8/1938/م وسماه :

( المُعجَم المُفهرَس لألفاظ القرءان الكريمِ )

 وبدونه ما كان لي ولا لغيري أن نعرف عن هذا القرءان ولا منه ما بيّناه في مقالاتِ وأبحاثِ هذا الموقع التي بلغت حتى الآن (133) مقالاً وبحثاً غيرَ مسبوقة لفتت انتباه الألمان (وغيرِهم) الذين باتوا يرون أنّ في القرءان الكريم (جينوم) من التفصيلات الهائلة شبيهةٍ بتفصيلات (الجينوم البشري) المذهل الذي اكتُشف في مطلع الألفية الثالثة واعتبره بعضهم أهم كشف علمي في التاريخ !!

إبحث على الشبكة العنكبوتية عن (الجينوم البشري) و (الجينوم القرءاني) .

*****

ومَن يدري فلعلَّ الألمان الذين كان مارتن لوثر أوّلُ المحتجين من أهل الفكر على  الخرافات الدينية منهم ، وكان الأمراءُ الألمان – بدافع غريزة القطيع - أوّل مَن نصره من أهل القوة إثرَ محاصرة الجيش العثماني لفينّا سَنة 1529/م .. فكان للألمان شرف السبق إلى حركة الإصلاح الأوروبية ليكونوا بها سادة العالَم لولا المغامراتُ النازية ... فلعلهم يسبقون مرة أُخرى (إن لم يسبقهم غيرُهم) إلى إعلان اعترافهم بدايةً بأن القرءان هو كتاب من عند الله ! وعندئذٍ سيرجعون عن تقييم هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية ليروها على شدتها نصرا وخيرا لهم وللعاَلمين لأن القرءان نفسه [ رحمة للعالَمين ]  ، فكثيرا ما كانت الهزائم خيرا للمهزومين حين يَعتبرون الهزيمة عرَضاً لمرض يجب أن يُشخَّص ويُعالَج كسبب  للعَرَض.. فتدفعهم الهزيمة دفعاً إلى تقييم وتقويم ما بأنفُسهم كما فعل نصارى الغرب من بعد خسارتهم للقسطنطينية ثم حصار العثمانيين لفينّا في قلب أوروبا :

لماذا نهضوا وتخلفنا ولا نزال

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=15&cat=3

ومن يدري فلعل هزيمة ألمانيا هزيمتين مُنكرتين في حربين عالَميتين كانت عقابا من الله لهم على كتمانهم الحق الذي عرفه بعضهم عن القرءان وأنه هو كتاب الله ساري المفعول وأنّ مَن آمن به فقد آمن :

*[ بِالكِتاب كُلّه ] All in one !

ومن يدري فلعل مِثل هذا الكتمان للحق الذي ينفع الناس يكون سببا في هزيمة آخَرين هزيمة منكرة  في الدنيا والآخِرة إذا أصروا عليه :

نداء إلى رجال الكهنوت من  قبل فوات الأوان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=124&cat=6

 إنّ أبحاث هذا الموقع ربما كانت مجرد حرف الألف في أبجدية الجينوم القرءاني تتكوّن منها إجابات على مئات الأسئلة ستنفع البشر ، بدءاً بالسؤال الصعب : أين الخللُ ؟ ومرورا بالسؤال الأصعب : ما العملُ ؟

جواب السؤال الصعب أين الخلل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

وهما سؤالان بدون الإجابة الشافية عنهما في أيّ مجال – وفي مجال الإصلاح العام من باب أوْلى – لن يكون إصلاح ، إذ لا يمكن وصْف الدواء إلاّ بعد تشخيص الداء !!!

*****

وكما أنّ القرءان الكريم الذي هو الأساس لهذه الأبحاث  يبيِّن بعضُه بعضا فكذلك هذه الأبحاث يزيدُ بعضُها بعضَاً بيانا بما يسّره اللهُ سبحانه من أداتيْ الحاسوب والشبكة اللتيْن قد يكون لمن سبقوا إلى اختراعهما وتطويرهما – إذا آمنوا بالقرءان - نصيبٌ من أجر عند الله لا ينفدُ ، ولا تساوي شيئاً مقارنةً به كلُّ المليارات من أرباحهم في الدنيا  .

هذه الأبحاث – باستثناء ما فيها من آيات ربّانية قرءانية هي وحدها حقُّ اليقين – هي فَهْمٌ بشري ظني لكلمات الله من كتابه العظيم الذي بلّغه عنه رسوله الكريم بأمانة مُطلقة لا يرتاب فيها مؤمنٌ ، ليكون وحدَه ( بعد سَنة 632/م ) قولَ اللهِ ورسولهِ قولاً واحدا لا قوليْن :

ما لم يعرف عن الرسول والقرءان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=98&cat=2

*[ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ .. {15} ] 49 .

*[ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ {15} ] السجدة .

لذلك وصفَ الله سبحانه كتابه القرءان بأنه ( الْكِتاب كُلّه ) All in one وأنه وحْده حقُّ اليقين 51/الحاقة ، وأنه لا ريبَ فيه 2/البقرة :

ما ينفع الناس من وحي النبوات موثق في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

ولأنّ هذه الأبحاث فهْمٌ مُحدَث لذِكر مُحدَثٍ (2/الأنبياء) يبدو غريبا في الآخِرين كما بدا الذِّكرُ نفسُه غريباً في الأوّلين ، ولأنه يعالج أمراضا مزمنة مستعصيةً لا ينكرها عاقل استقرت عليها عقولُ الناس وأهواءُهم حين استكبروا واتّبعوا ما استقرَّ عندهم من الباطل * [ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ {3} ] ...

 لكل هذا وذاك لن يَفهم هذه الأبحاث إلاّ من كان قصده معرفةَ الحقيقة فصبر على قراءتها ( طُوى ) أيْ مرتين على الأقل !

*****

ومع حرصي على اختيار الكلمات والتعبيرات فإنني أُقرّ أنني بشر أصيب وأُخطيء في اتباع وفَهْمِ ما أنزل الله من آياتٍ بكلماتها وحروفها وإحصاءاتها ... فأنا متَّبع لما أنزل اللهُ قرءانا ولا يحل لي أن أدعو الناس إلى اتّباع قولي أو قولِ أيّ بشر (كبرهان) ، لأنّ البرهان هو قولُ اللهِ ورسولهِ قرءاناً . فهو وحْده قولُ الله الذي أنزله ، وقولُ رسوله الذي بلّغه وقاله نيابةً عن الله :

*[ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} ] الحاقة :

الإجتهاد في فهم القرءان حسنة بعشر أمثالها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=36&cat=3

أما أفهام البشر – وأنا منهم – فهي أضواءٌ كاشفة تُلقَى على النص لتبيِّنه وتكشفه للناس . فإذا كانت هذه الأفهام/الأضواءُ تفسر الواقع وتنفع الناس أقبلوا عليها ولن تستطيع قوة على الأرض أن تمنعهم . ولكنَّ أحدا لن يُصغي إليك إذا حملتَ سراج زيت وعرضتَ على الناس - في عصر المصابيح الكهربائية - أن تنير لهم به الطريق أو أن يقرءوا على ضوئه كتابا ، تماما كما لو طلبتَ منهم العودة إلى التنقل على الحمير والبعير!!

فعلى كل الناس إذاً – وأنا منهم - أن نتّبع  ما أنزل اللهُ رسالاتٍ سماويةً بكلمات الله ، نفهمها فهْماً عصريا كما أمرَ اللهُ النبيَّ والذين آمنوا أن يتبعوا معاً ما أنزل اللهُ إلى النبي وإليهم قرءانا صار به رسولا وبفهْمٍ عصري يناسب عصرهم .. لا أن يتّبعوا فهْمَ وتطبيقات أولياء من البشر في عصرٍ مضى أيّا كانوا :

*[ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {2} اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {3} ]

ثم بيّن لهم ربهم عاقبةَ عدم اتّباع كتاب الله المنزل :

*[  وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ {4} فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ {5} فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ {6} ] الأعراف .

وقد لخّص اللهُ سبحانه الخللَ الذي بسببه أذِن اللهُ بضلال قوم من قبل أنْ يُغيّر أوضاعهم تغييرا سلبياً بعد تحذيرهم مُقدّما فلم يستجيبوا :

*[ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {115} ] التوبة .

ثم بيّن لهم ما الذي عليهم أن يفعلوه وما عليهم أن يحذروه حتى يرحمهم الله بتغيير ما بهم من أوضاع تغييرا إيجابيا من جديد :

*[ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155} ] الأنعام .

فمن رأى في شيء مِن هذا الفَهْم المُحدَث ما ينفعه فليبارك الله عليه ... ومن رأى غير ذلك فليردّ عليّ إن شاء بفَهمٍ مِثله لكتاب الله ليس فيه استخفاف بعقول الناس . فكما يتحدى القرءان البشر وغيرهم أن يأتوا بمِثْل حديثه بُنياناً ونصـّاً .. فهو يتحداهم أن يأتوا بمِثْل حديث مستمدٍّ من نصوصه بياناً وفَهْماً :

*[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33}

 فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} ] الطور

(3)

ثالث هذه الحقائق التي بدون معرفتها لن يُفهم القرءان هي الإيمانُ بالله إلهاً خالقا لا يُشرَك به شيءٌ وربّاً واحدا لا يُشرَك به أحدٌ ، والإيمانُ بأن كتابه القرءان هو وحده حق اليقين الذي لا ريب فيه وأن كل كلامٍ غيرِه منسوبٍ إلى بشر لا يساوي – إذا خالف القرءان -  شيئا ً . وهذه الحقيقة مبثوثة في كل سور القرءان وفي هذه الأبحاث المُؤسسة عليه .

فالقرءان – وللهِ وكتابِه المثَلُ الأعلى – يشبه برنامج حاسوب أعده فنّي ماهر وأغلقه بإحكام [ أُحكِمَتْ ءاياتُه ] بحيث لا يستطيع الدخولَ إليه لفَهْمِه والإستفادةَ منه إلا مَن أرضى مُعِدّه ودفع الثمن . وأوّل دفعة من هذا الثمن هي الإيمان به وحده كتاباً من عند الله كاملاً مُفصَّلا إيمانَ يقين ، وبأنه بعد سَنة 632/م هو ( الكِتاب كُلّه ) All in one . وهذا يقتضي عدمَ الإيمان بغيره من كلام حتى لو نُسب إلى الله نفسه كما في الأحاديث القدسية .. فكيف بما نُسب إلى النبي أو غيره وهو الذي أمَره ربُّه *[ وَقُلْ ءامَنْتُ بما أنْزلَ اللهُ مِن كتابٍ {15} ] الشورى .. لأن الإعراض عنه أو الإيمان بكلمة من غيره يُعتبر نقْضا للإيمان به *[ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ: لاَ تُؤْمِنُواْ !! ].. كما أنّ الإيمان بإلهٍ خالقٍ مع الله أو ربٍّ مشرعٍ معه هو نقْضٌ للإيمان بالله الذي توعد أن لا يغفر أن يُشرَك به (116/النساء) :

*[ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {31} ] التوبة .

 هذا كله هو مفهوم قوله سبحانه في أكثر من موقع :

 أ. *[  إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {104} إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ {105} ] النحل .

 

ب. *[ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ {146} ] الأعراف .

أيْ يرون أنفسهم كبارا بغير كتاب الله الذي هو الحق سواءٌ استكبروا بعلمهم بمرويات تراثية وشهاداتٍ وألقاب حصلوا عليها ، أو بمواقع ومناصب لهم ، أو بأرباب اتخذوهم وركنوا إليهم … فجعلهم استكبارُهم هذا يُعرضون عن آيات اللهِ ربهم بل يُكذِّبون بها حينما دُعوا إليها لتحكم بينهم أو بين الناس . لذلك استعجموا القرءانَ لأن الذي أعدَّ برنامجه وأنزله أغلق قلوبهم حتى لا تستفيد منه :

 

ج. *[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً {57} ] الكهف .

 

د. *[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {21} وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {22} ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {23}

انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24} وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ {25} وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ {26} وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {27}‏ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {28} ] الأنعام .

(4)

رابع هذه الحقائق هي أن الله الذي أنزل القرءان على صيغة المثنى يعلم أنه أنزله ليُقرأ قراءَتين مختلفتين في عصرين مختلفين اختلافا كبيرا : عصرِ سُرعة  البعير وعصر سرعة الأثير. هذا هو إعجاز القرءان حقيقةً الذي لا يدانيه فيه أيُّ كتاب كتبه بشر مخلوق : بُنيانُ كلماته ثابتٌ لا يتغير.. وبيانُها/ فهْمُها متغير ومناسب لكل عصر !! لذلك حكَم الله سبحانه بالخسران على من لا يعرف أهمية العصر في الإيمان وفي عمل الصالحات المناسبة للعصر :

*[ وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ     {3} ] العصر .

لقد فهِم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان .. فهِموا ما احتاجوا أن يفهموه من القرءان في واقعهم البسيط في كل شيء : في مداركهم ووسائل حياتهم المادية وبساطة مشكلاتهم .. فنهضوا به في فترة قياسية (22/سَنة) . فلم يلجأوا إلى تفسير القرءان كله لأنهم عرفوا أن القرءان لم ينزل إليهم وحدهم بل نزل ذكرا ورحمة للعالَمين الذين سوف يكون على كل جيل بل كل أُمة منهم أن يتدبروه ليأخذوا حصتهم من مائدته . ولكن الذين جاءوا من بعدهم اقترفوا خطأين شنيعين دعمَ الواحدُ منهما الآخر :

الخطأ الأول : أنهم خلطوا بين النصِ والفهْم ، النظريةِ والتطبيق ، فظنوا الدين في التطبيق المُثمر والمدهش الذي أنجزه النبي وأولئك السابقون الأولون في عصرٍ مضى .. فأخذوا ينسخون عنهم في عصرٍ غيرِ عصْرهم ، ويضيفون إلى ما ينسخونه كل مرةٍ ما زيَّن لهم الشيطان من زخرف القول غرورا ، ونسوا أو تناسوا الأصلَ النصّي النظري الذي أخذ عنه والتزم به  [ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ] . وقد بينّا هذا بإيجاز وتفصيل في مقال وفي بحث على الموقع ذكرناهما أنفاً :

جواب السؤال الصعب أين الخلل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

. القراءة الآخرة للقرءان : خطاب إسلامي

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=66&cat=2

والخطأ الثاني : أنهم لم يدركوا أن الدين هو كتاب الله الذي أنزله الله كاملا مفصلا وثابتا من قبل أن تكمل الحياة التي سوف تتغير باستمرار ليتغير معها فهْم الدين حسب العصر . ولم يدركوا أنه لا يحل لأهل عصر أو واقع أن يُلزموا أنفسهم بفهمِ وتطبيقاتِ وأعمالِ أمة قد خلت حتى لو كانت أمة أنبياء . فالتوصية الربانيةُ التي لا تعيب الأنبياء والصالحين .. والتي ذكرناها في الحقيقة الأولى (1) تقول بدون لَبسٍ : *[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ..]  لا : ما ترك الأوائل قولا لقائل !!!

*****

وفي القرن الثالث الهجري جاء البخاري ومسلم والترمذي ليمثلوا تيار مرويات الأحاديث التي إن لم تكن مكذوبة كانت قد تخطاها العصر فوق أنها منسوبة لعبد مخلوق لله فلا قيمة لها مع كلام الله !

لهذا قام الطبري بتفسير القرءان في محاولة لفرملة الإنهيار الذي كان قد بدأ - كما بيّنا في جواب السؤال الصعب - في مطلع القرن الهجري الثاني إثر وفاة التابعي بإحسان عمر بن عبد العزيز .

ولكن الطبري ومَن بعده من المفسرين خُيل إليهم أن بإمكانهم أن يفسروا كل القرءان في عصر واحد غيرَ مدركين أنه لا يمكن لفرد أو جيل أن يبين ويفسر قرءانأ أنزله الله لِيُفهَم على مُكثٍ خلال عشرات القرون كما أنزله ليُقرأ مجرد قراءةٍ على مُكثٍ في قرابة عقدين (106) الإسراء .

وحين كانوا ( ولا يزالون ) يعجزون عن فهْم كثير من آياته كانوا يفسرونها بلغة العرب وأشعارهم (وخُنفشارياتهم) التي كانوا يفبركونها لدعم آرائهم التي نسبوا بعضها إلى النبي كذبا عليه ليلتقوا في خرافية تفسيراتهم مع خرافية الأحاديث التي برّأ اللهُ من الدعوة إليها كلَّ رسول ونبي ، وأمرَ الناس أن يكونوا ربانيين بتعليمهم ودراستهم كتاب الله ، لا السُنةَ ولهْو الحديث . وقد بينا هذا في مقال :

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2

لهذا وذاك جاءت تفسيراتهم لا تمت بصلة إلى هذا العصر الثاني الذي نعيشه . شهد بهذا المفكر الفرنسي (جارودي) الذي صُدم حين زار القاهرة سنة 1996 ورأى ما عليه الحال فعلق بجملة قصيرة معبرة : يجب أن نتوقف عن قراءة القرءان بعيون الموتـــــــى . وقد كرر مفهومها في سوريا مؤخرا : الإسلام حيٌّ فلا تُحنِّطوه !!!!!!!!

. ظهور الحق وقيام الأشهاد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6

 (5)

خامس هذه الحقائق أنّ فتْحَ الله سبحانه لبرنامج كتابه المسطورِ القرءانِ لن يتيسر إلاّ لقوم عندهم علمٌ :

(1) بلسان القرءان العربي كتابِ الله المسطورِ كما مرَّ ، وعِلمٌ :

(2) بكتاب الكون المنظور تاريخاً وعلماً تجريبيا ، لأن سُنن الله التي لن تجد لها تبديلا  بيّنها اللهُ  في (أ) آياته المسطورة في الكتاب وفي (ب) آياته المنظورة في الكون .. كلٌّ منها يُبيّن الآخرَ :

*[ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ {4} وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ {5} ] فُصلت :

مؤهلات العلماء من كتاب الله العظيم 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=34&cat=3

 

لهذا وعَد اللهُ ربُّ العالمين في خاتمة هذه السورة ووعْدُه حق :

*[ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ

حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ

أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ !! {53} ] فصلت .

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم  ..  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=338&cat=6

تفصيل هذا كله على الرابط :

ندرة الباحثين في آيات الله المسطورة والمنظورة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=101&cat=4

لكل هذا – والله سبحانه أعلم – كانت جموعُ الغربيين أهلُ (1) العلم بئايات الله في آفاق الكون المنظور هم المؤهَّلين (2) ليروا آيات الله في أنفُسهم من القرءان دليلاً للخلْق Manual  ليجمعوا *[ العِلمَ والإيمانَ {56} ] الروم  لأول مرة في تاريخ البشر كما بيّنتْ أبحاثٌ كثيرة على هذا الموقع .. منها :

خطاب عالمي بالإنجليزي : ترجمة 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=78&cat=2

   نحو مشروع حضاري عالمي للألفية الثالثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=75&cat=2

بشرى لأهل الكتابين بيوم الجمع  لا ريب فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=80&cat=6 

*[ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {106}

قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ : لاَ تُؤْمِنُواْ !!

إِنَّ الَّذِينَ (1) أُوتُواْ الْعِلْمَ (2) مِن قَبْلِهِ  إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً {107}

وَيَقُولُونَ :

سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً {108}

وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً {109} ] الإسراء 

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008