4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12761
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12327
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43732
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13877
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15009
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14691
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

خطب جمعة

الخطابُ المُنَشَّرُ بجَلِيِّ العبارة ... والخطابُ المُشَفَّرُ بخَفِيّ الاشارة

9/6/2010 1:35:00 PM

عدد المشاهدات:5431  عدد التعليقات: 2
9/6/2010 1:35:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

الخطابُ المُنَشَّرُ بجَلِيِّ العبارة .. والخطابُ المُشَفَّرُ بخَفِيّ الاشارة

 

الحمدُ لله ربِّ العالَمين 

 *[ يسأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ..    {219} ] البقرة .                                                      

 *[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91} وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {92} لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {93} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ {94} ] المائدة .

في هذه الآيات  الكريمة  من كتاب الله العظيم نوعان من الخطاب : خطابٍ مُنشَّرٍ بجليِّ العبارة ... وخطابٍ مُشفَّرٍ بخفي الاشارة .

(1)

الخطابُ المُنَشَّرُ بجَلِيِّ العبارة

تُبيِّن آية المائدة اعلاه  قاعدة هامة في التحليل والتحريم ، وهي ان كل ما زاد إثمُه وضرره على نفعه فهو خبيث ، ينطبق عليه قول الله سبحانه *[ ويُحرّمُ عليهم الخبائثَ {157} ] الأعراف ، يستوي في هذا ما ذكره الله سبحانه في كتابه الكريم بالاسم كالخمر أو ما ثبت بالأبحاث العلمية والتجارب البشرية أن ضرره اكبر من نفعه كالمخدِّرات والدخان ( التبغ ) الذي الحقْته منظمة الصحّة العالمية بالمخدِّرات .

 

 وفي آيات المائدة وصَفَ الله سبحانه الخمر والميسر والانصاب والازلام بانها رجس من عمل الشيطان الذي امر الله سبحانه وتعالى باجتنابه كلِّه . ومفهومُ الاجتناب هو عدم القرب . فمِن قولِه سبحانه  *[ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ .. {37} ]  الشورى ، وقولِه تبارك اسمه *[ ولا تقربوا الفواحشَ ] يُفهم انَّ ( اجتنبوا ) صيغةَ أمْرٍ تعني( لا تقربوا ) صيغةَ نهْيٍ . وفي ذلك رد على المشككين الذين يحاولون ان يقولوا ان الله لم يُحرّم الخمر ، ولو شاء تحريمه لقال كما قال في غيره من المحرمات : حُرمت عليكم الخمر . والصحيح  ان الخمر والميسر بالذات نَهى الله سبحانه عن الاقتراب منهما كما نَهى عن الاقتراب من الفواحش ومنها الزنى .. لان مِن شان الاقتراب منها كلِّها ان يؤدي الى الوقوع فيها . فالذي يجالس شاربا للخمر او لاعبين للميسر يسهل عليه ان يقع في الخمر والميسر كالذي يخلو بفتاة يسهل عليه الزنى!!! .

*****

 وتُبيِّن الاية 92/المائدة أعلاه ان أحكام الخمر والميسر يجب ان يطاع فيها الله والرسول اي انْ تُؤخذ من البلاغ المبين ( القرءان الكريم ) الذي فرض الله على رسوله الكريم تبليغه للناس ليكون به رسولاً ، وليس من أقوال البشر حتى لو نُسبت إلى الله ولم تكن من القرءان . بل ان الله حذر الذين امنو ان يتولوا عن طاعة الله وطاعة الرسول : اللهِ سبحانه فيما أنزل على رسوله الكريم فبلَّغه للناس جميعا في هذا الامر بالذات قائلا (واحْذروا) . ويتأكد هذا المفهوم ويتبيّن من قول الله سبحانه :

*[ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155} ] الأنعام .

فقد أمر الله سبحانه باتِّباع هذا الكتاب المبارك وحذّر مَن يطلبون رحمة الله .. حذّرهم مِن عدم اتباعه قائلاً : ( واتَّقوا ) عدمَ اتّباعه !!!

 وقد عرف الاقدمون ان الخمر  والخمار أخذا  اسميهما من التغطية . فالخمر يُغطي العقل ويؤدي الى السُكر الذي يجعل السكران لا يعلم ما يقول . لذلك ظل حُكم عدم قرب الصلاة للسكران ساري المفعول حتى ينتهي سُكره ويعلمَ ما يقول ، فليس في الأمر نسخٌ . والنهي ليس عن صلاة السكران فقط بل عن فِعْله كلّ متعلقات الصلاة ومنها قراءة القرءان والدعاء ودخول المساجد . فالصلاة ليست حراماً على مَن يشرب الخمر إذا لم يكن سكران ، ولكنها تحْرُم على السكران فيكون مَن يصلي وهو سكران قد اقترف ذنبين : ذنبَ شرب الخمر وذنبَ الصلاة وهو سكران .

(2)

الخطابُ المُشَفَرُ  بخَفِيِّ الاشارة

مع الاسف الشديد غفل المسلمون عن الخطاب المشفَّرِ بخَفِيِّ الاشارة الموجود في ايات المائدة اعلاه ، كما غفلوا عن آلاف الاشارات القرءانية التي لو عرفوا بعضها لما ظلّوا يهبطون حتى وصلوا إلى هذا الحضيض المخزي !!!!!.

فقد ظن الناس ان الخمر فقط  هو خَمْر الشراب الذي يُغطي العقل ويُلغيه مؤقتاً ، ولكن السكران مصيرُه ان يُفيق بعد ساعات . ولم يخطر ببالهم ان يفكروا بخمر الكلام الذي يُغطي العقول ويُجمِّدها ويمنعها من التفكير سنوات وعقودا وقرونا ، خاصة وان الخمر المشروب يتكون من عصير لا باس به اذا كان طازجا ، ولكن حين يطول عليه الامد يتخمر ويصبح مادة أُخرى هي التي تخمُر العقولَ وتُجمدها لساعات .

اما الكلام المخمَّر الذي طال عليه الامد قروناً فالملاحظ انه خمَر العقول وجمَّدها ومنعها من التفكير ليس ساعاتٍ بل سنواتٍ وقرونا كما حصل مع اهل الكتابيْن عبر التاريخ وخاصّةً مع المسلمين التراثيين الذين لا يزالون سُكارى بخَمر المرويات التراثية ، رافضين اتِّباع ما أنزل الله ( قرءاناً ) بحجة مخالفته لما وجدوا عليه آباءَهم :

*[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ

قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ

إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21} !!! ] لقمان

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3 ‍‍‍

لذلك فان الاشارة المُشّفَّرة في ايات المائدة ينبغي ان يُفهم منها النهي عن اتِّباع كلام البشر الذي طال عليه الامد فانتهت صلاحيته للاستهلاك الادمي ككل شيء تخطّى تاريخَ انتهاء صلاحيته Expiry date  حتى لو كان في اول عهده صالحاً .  من اجل هذا وَصف الله سبحانه كتابه الكريم القرءان بانه ذِكْر مُحدَثٌ   (2/الأنبياء) دائماً فيه الجديد . فإذا كان النصُّ القرءاني ثابتا مُعجِزاً لا يتغير فإنّ فَهْمَه يجب أن يكون كما أراده مُنزِّلُه دائما  مُحدَثاً متغيرا نافعاً للناس   حتى لا تجمُد العقول على أيِّ فهْمٍ بشري له أو لغيره اذا طال عليه الامد .

وكما يوقِع الشيطان العداوة والبغضاء بين الناس أفراداً بسبب الخمر والميسر كما هو مُشاهَد في الواقع فإن خمر الكلام الذي طال عليه الأمد ( المرويات التراثية ) قد أوقع العداوة والبَغضاء بين الناس جماعاتٍ فصاروا فِرَقاً وشِيَعاً كل حزب بما لديهم فرِحون ، كماصدّهم عن ذِكر الله ( القرءان ) حتى هجروه فهْما وتدبُّراً . ولو ظلوا معتصمين بحبل الله الواحد ، كتابِ الله ، لما تفرّقوا .

.  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

ويحضرني هنا موقف في برنامج مشهور على إحدى الفضائيات شاهدتُه قبل سنوات قُرابةَ ساعتين ذهبتا هدْراً إلاّ آخرَ دقيقة هي خيرٌ من أكثر البرامج :

طلب مُقدم البرنامج من كلٍّ من المتحاوريْن أن يُلخّص موقفه في نصف دقيقة : فقال المُحاور الأوّل ، وكان كرديا ، موقفي هو هذا العَلَم الكردي علَماً لدولة كردية في شمال العراق !!! فقال المُحاور الآخَر ، وكان سوريا ، أما موقفي فهو هذا الكتاب – ورفع القرءان  : كتابٌ واحد ، من ربٍّ واحد ، نزل على رسول واحد ليكون المؤمنون به أُمّةً واحدةً في دولة واحدة ، ثم وضع القرءان على الطاولة .... فكان المَشهدُ الذي كلما ذكرتُه بكيتُ ، وما زلتُ اعتبره أهمَّ من كل ما شاهدتُه على الفضائيات : أخذ المُحاورُ الكرديُّ القرءان وقبّله ووضعه على رأسه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!   إن في ذلك لعِبرة  !!

*****

وكما غفل الناس عن خطاب الإشارة في كلمة ( الخَمْر ) فقد غفلوا عن خطاب الاشارة في كلمة الميْسِر الذي سماه الله سبحانه الميسر ولم يُسمِّه القمار مثلا ليوحي إلى الناس ان الميْسِر الذي يراه بعضُهم مكسبا ميسَّراً وسهلاً انما هو مكسب خطِر مدمِّر فحرام ، وكذلك كلُّ مكسب يبدو مُيَسّرا وسهلاً ، كما تُشاهد وتتكرر امثلة حياتية كثيرة في واقع البشر حتى بات العقلاء يتوقفون إذا عُرض عليهم ايُّ كسب يبدو ميسّراً سهلاً . من اجل ذلك يختبر الله سبحانه خوْف الذين امنوا ( وليس الحُجاجَ فقط ) من الله بأن ييسِّر لهم صيداً سهلاً حرَّمه الله عليهم وهم حُرُمٌ أيْ في فصل تحريم الصيد الصغير ، كما هو الحال في أكثر بلدان العالَم اليوم التي تحْظُر الصيد في فصل التوالُد :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ {94} ] المائدة .

ومع ذلك يقع كثير من الناس في الخطا القاتل القائل ( عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة ) الذي يجعلهم يستيسرون الربح العاجل يظنونه ( صيداً ) سهلاً ، وهو يخفي وراءه خرابَ البيوت !!!

كما أنّ في كلمة (الميسر) إشارةً إلى الأحاديث التي ظنها الناس مُيسرة بخلاف القرآن – في زعمهم - الذي وجدوه طلاسمَ مُعسرةً ، وحمّال أوجه فهجروه ، ليكون ما كان ..

 

*[ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ {49}

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ {51}

بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً {52}

كَلَّا !! بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ {53} ] المدثر

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس – *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين.

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008