إحصاءات عَددية و نبوءاتٌ قرءانيةٌ : البشر على موعد مع طاعونٍ .. إلاّ

 الْحَمْـــــــــــــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمـــــــــــــــــــِينَ

(1)

البرهان على العنوان من نجوم آيات القرآن

*[ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12}‏ ] يس .

*[ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً {29} ] النبأ .

*[ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {6}‏ ] المجادلة .

*[ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً {49} ] الكهف .

*[ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار {34} [ ابراهيم .

*[ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً {93} لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً {94} ] مريم .

*[ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً {25} عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً {26} إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً {27} لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28}‏ [ الجن .

البيــــــــــــــــــــــــان

(2)

 باستقراء آيات الاحصاء ومشتقاته ( من 12/ آية ) ندرك ان الاحصاء الرباني هو معرفة وتوثيق كل التفصيلات الكمية العددية والنوعية عن كل شيء . والاحصاء اكثر شمولا من العدد ، ويشمل تفصيلات كثيرة . فمعرفة عدد سكان بلد امر يسير ولكن احصاء سكان البلد يعني معرفة تفصيلات كثيرة عن السكان .. عددُهم واحد منها . لهذا يقول سبحانه :

*[ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ] ابراهيم .

 والاحصاء الرباني للخلق موثق في إمام مبين ، أيْ في كتاب لا ريب فيه :

*[ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {59}‏  ] الانعام .

 ومعنى هذا أنّ الإحصاء الرباني نفسه إمامٌ يمكن ان يُهتدى به طالما ان كتاب الله إمامٌ يُهتدى به . ولكن الاحصاء عموما كالائمة من البشر يمكن ان يهدي الى الحق او الى الباطل :

مفهوم الإمام والأئمة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=157&cat=3

 *[ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ {41} ] القصص .

وكذلك علم الاحصاء يمكن ان يُسترشد به الى ما ينفع الناس ويمكن ان يستغل في تزييف الحقائق وتثبيت الاكاذيب والاباطيل . ومن ذلك احصاءات الناخبين وما يُسمى بالاستفتاءات واستطلاعات الرأي التي كثيرا ما يحكمها الهوى .

(3)

 والاحصاء العددي في كتاب الله العظيم يرشدنا الى فهم الايات والنبوءات . من ذلك ما ذكره الله سبحانه في مطلع سورة الاسراء عن إفسادين كبيرين وعقوبتين كُبرييْن حلّتا بأهل الكتاب الاول ( بني اسرائيل ) بفارق زمني مقداره 659/سَنةً .. وإفسادين كبيرين وعقوبتين كُبرييْن حلّتا بأهل الكتاب الآخِر ( بني إسماعيل والمسلمين التراثيين ) بفاصل زمني مساوٍ بين العقوبتين كذلك ، ومقداره 659/سنة . وقد بينّا هذا في مقالين :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

 ومع ما في هذه الاحصاءات العددية القرءآنية - وغيرُها كثير- التي تطابقت بشكل مذهل مع احصاءات عددية تاريخية .. مع ما فيها من اشارات كثيرة غفل عنها البشر حتى الان وكشفتها مدرسة الربانيين هنا ... إلاّ ان الأكثر إثارة وعجبا ان العقوبة الكبرى المشتركة الاولى لاهل الكتابين معاً : يهودا ونصارى من جهة ومسلمين من جهة اخرى بدأت سنة 1346/ م حين اجتاح طاعون الموت الاسود ( Black Death ، وهو مرض رئوي قاتل  ) قادما من الصين .. اجتاح اوروبا النصرانيةَ سنة 1347 ومناطق من العالم الاسلامي واواسط اسيا مرورا بالشام ومصر ، واستمر حتى سنة 1352 .

*****

تقول المراجع التاريخية إن عشرين الفا كانوا يموتون في القاهرة يومياً وان ثلث سكان اوروبا ( 25 / مليوناً ) قد هلكوا . وتقول دائرة المعارف البريطانية ان سكان انجلترا سنة 1400 / م لم يزيدوا بعد ذلك الطاعون عن نصف عدد سكان البلاد قبل مئة سنة . وان سكان الف قرية قد انقرضوا تماما .

(4)

 فهل سيشهد اهل الكتابيْن بعد 659 / سنة من العقوبة المشتركة الاولى الكبرى بالطاعون عقوبةً مشتركة كبرى ثانية بين سنتَيْ  2005 - 2011 .. بطاعون آخر او بغيره ؟! وهل سيتطور مرض الطيور ( سارز ) الرئوي الخطير الذي شغل البشر منذ 2005 الى طاعون آخر وحرب جرثومية يُضطر الناس بعدهما الى الإنابة الى ربهم وكتابه العظيم القرءان ( دليل الخلق  Manual ) الذي لن تُحسم خلافات البشر وتنتهي صراعاتهم الا به ؟

 أمْ انّ ربهم سيرحمهم – إن أحسنوا التصرف - ويجمعهم على كتابه العظيم قبل ذلك في يوم سيكون عيدا عالميا سماه القرءان العظيم : يوم الجمع ؟!

بشرى لأهل الكتابين بيوم الجمع  لا ريب فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=80&cat=6

وسماه المسيح في القرآن*[ عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا {114} المائدة :

من مخطوطات نجع حمادي إلى قمران إلى القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=40&cat=6

*[ وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {54} ] الأنعام .

*[ قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {12} ] الأنعام .

*[  قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ {158} ] الأنعام

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] –  فلسطين

---