5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12770
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12334
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43742
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

تغييرُ ما بنفْسِ الإنسانِ لتغييرِ أدائِه... هو الحلُّ لِتغييرِ أوضاعِه!

8/20/2010 6:09:00 PM

عدد المشاهدات:4347  عدد التعليقات: 4
8/20/2010 6:09:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

تغييرُ ما بنفْسِ الإنسانِ لتغييرِ أدائِه ...

هو الحلُّ لِتغييرِ أوضاعِه !

 

الحمدُ للّهِ ربِّ العالَمين

(1)

بعد سقوط النظرية الشيوعية في التغيير القائلة بأنّ تغيير أوضاع الناس يتم بتغيير وسائل حياتهم المادية التي أهمها أدوات الإنتاج ، لم يبْق في الساحة سوى الطرحِ الإسلامي الرباني الذي تؤيده سُننُ الله/أقدارُه عبر التاريخ كما تؤيده أحداثُ الواقع . وهو الطرح الذي اكتشفه الغربيون بالتجربة المُرة ، ومارسوه عبْر القرون الخمسة الماضية .

يقوم الطرح الإسلامي الرباني القرءاني نظريا على قوله سبحانه :

*[.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّــــــى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ .. (11) ] الرعد/التغيير .

*****

فأوضاع المجتمع  / إنسانيةً ومادية / لن تتغير ما لم يتغير الإنسان نفسه . وإنّ تغيُّـر الإنسان ذاتيا أو تغييره من الخارج  يتم بتغيير ما بنفسه من معتقدات وقناعات ومفاهيم سلوكية ايجابا أوسلبا . وإذا كان هذا التغيير في استطاعة كل فرد بحيث يشكل عنصر السبب في خطة ومعادلة التغيير ، فإن تغيير الأوضاع الذي يشكل عنصر النتيجة هو أكثر تعقيدا وتشابكا ، ولا يتم إلا عبر حسابات دقيقة ليست في مقدور فرد أو أفراد .

لهذا لم يكن عبثا أن يختص الخالقُ نفسَه / وهو رب عمل الإنسان على الأرض/ بهذه الحصة في تغيير الأوضاع لما يقتضيه ذلك من حسابات ليست في قدرة البشر وحدهم .

فصاحب العمل في أية مؤسسة هو الذي يغير أوضاع المؤسسة ومن فيها . ويتم ذلك حسب عوامل وأسباب واعتبارات منها تغيير العاملين لمستوى أدائهم بحيث يقرع أسماعَهم على الدوام قولُه :

غيّروا أداءَكم أُغيِّرْ أوضاعَـكم!!

(2)

*[.. فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ {40} ]

إذا كانت آية التغيير التي تُعتبر قاعدته الكلية قد خصصت حصة كل مِن البشر وخالقِهم / ربِّ عملهم/ في التغيير فقد جاء خطاب الله سبحانه لرسوله الكريم – عليه وعلى المُرسَلين السلام - بمفهوم تطبيقي يضع الـنقاط على الحـروف : *[ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ {40} ] الرعد .

وقد تكرر هذا المفهوم في كتاب الله العظيمِ إحدى عشْرة مرة : فحصة الرسول الكريم وكل الدعاة هي دعوة الناس – والداعي أوُّلهم - إلى تغيير ما بأنفسهم ، أي محاولة تغيير الإنسان : فكرا و سلوكا ، عِلما وأداءً . أما حساب النتيجة واستحقاقاتِها فهو على الخالق العظيم / رب العمل العليم الحكيم[1].

أداة البلاغ المؤثرة

لم يكتف الله سبحانه بتحديد حصة الرسول الكريم بالبلاغ الذي به يغيِّر الإنسان أداءَه أوَّلا حتى يُغير ربُّ عمله جلّ وعلا أوضاعَه .. بل إنه حدد أداة البلاغ الفاعلةَ والمؤثرة وزوده بها بحيث يمكن تلخيصها في كلمات ثلاث : الكلمة الطيبة المطبقة . هذه الأداة حددت مواصفاتِها الآيةُ الكريمة المُحكَمة إلى قيام الساعة :

*[ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ…(125) ] النحل .

فقد بدأ بالحكمة التي هي حُسنُ التطبيق من الداعي على نفسه اوَّلا ، ووضْعُ كل شيء في محله . وثنّى بالكلمة الطيبة التي شبهها الحق سبحانه بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها (المتجدد) في السماء تُؤتي أكلها كل حين بإذن ربها :

مثل الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=138&cat=2

*[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ : أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ(26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ(27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ(28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ(29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ(30) ] إبراهيم .

وطريق الدعوة هذا هو طريق الرسلِ والانبياء الكرام كلِّهم ، كما أنه طريق الهُداة (7/الرعد/التغيير) . كان الله سبحانه يؤهلهم - إذ هم أجِنّةُ في بطون أُمهاتهم - لأن يكونوا أمثلة ونماذج سلوكية/أئمّةً يفرضون على الناس احترامهم قبل أن يبدأوا بدعوة الناس إلى الخير وإلى الإقتداء بهم . ولا عجب لذلك أن يُعرف الرسول الكريم بالصادق والأمين قبل عقود من بعثته بحيث فرض على القوم احترامه والرغبة في الاستماع إليه .

(3)

كتاب الله هو أساس التغيير الأمثلِ والأسرعِ للإنسان

جاء دين الإسلام آياتٍ نصِّيةً عُلويةً بيناتٍ منذ نوح مرورا بإبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان الذين كانوا كلُّهم مسلمين بنص كتاب الله العظيم .. وانتهاءً بخاتم أنبياء الله محمد - عليه وعليهم جميعا سلام الله -  جاء دين الإسلام هذا ليركز على القاعدة نفسها للتغيير :

إن تغيير الأوضاع كنتيجة لا يتم إلا عبْر تغيير الإنسان نفسِه ( فكرا ونفسية وسلوكا ) كسبب . وكما دعا نوح قومه (11/ نوح) ، دعا هود قومه :

*[ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ(52) ] هود .

فقد دعاهم إلى أن يفتحوا صفحة جديدة في السلوك حتى يغير الله تعالى أوضاعهم فيصبحوا أغنياء أقوياء . وكأنه يقول لهم بإيجاز على لسان الخالق رب العمل سبحانه :

غيّروا أداءَكم أُغيرْ أوضاعَكم .. ولن أُغيِّرَ حتى تُغيّروا !

وإن لم تفعلوا استبدلتُ بكم !!

*[ .. وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ {38} ] محمد .

*[ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ {40} عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ {41} فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ {42} ] المعارج .

لتعرف مفهوم استبدالِ المشارقِ بالمغارب ، والمغاربِ بالمشارق أُنقر على :

سؤال لم يُسأل من قبل .. فك شيفرة مرَج البحرين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=123&cat=6

 

رسالة القرءان هي آخِـر طبعة من دين الإسلام

حين أنزل الله سبحانه القرءان على خاتم أنبيائه ليكون آخر طبعة من دين الإسلام فقد جعلها محفوظة في كتاب كريم تعهد سبحانه بأن يحفظه بحيث يُنقل بالحرف-  دون زيادة ولا نقصان ولا تحريف - والكلمةِ والعبارة والسياق وإحصاءِ كل هذا .. إلى يوم القيامة للحساب ، وليظل مهيمنا ، فهو المرجع ، لكل الطبعات السابقة وكل ما نُسب ويُنسب إلى الرسل والأنبياء الكرام وكل مخلوق :

ما ينفع الناس من وحي الرسالات و النبوات موثق في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

في هذا الكتاب وثق الله سبحانه طريقة تغيير أوضاع الناس وجعَلَها واضحة لا شبهة فيها ولا لَبس . أوحى بها إلى رسوله الكريم نصّا في آية التغيير وما يتعلق بها من الأدوات – كلٍّ في ظرفه وواقعه - وتطبيقا مناسبا للعصر كما فعل الرسول النبي فعلا في سيرته العملية التي وثق مراحلها ومفاصلها وكثيرا من تفصيلاتها القرآن الكريم . ولمعرفة الفرق بين مهمة الرسول ومهمة النبي أُنقر على الرابط التالي :

.  الرسول والنبي : أصل البلاء عدم التمييز بين مهمتيهما

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=218&cat=6

لذلك لم يُجهد الرسول النبي نفسَه ولا أصحابَه في التنظير والتجريب ولا أضاع الوقت وهدَر الجهود كما فعلنا ولا نزال منذ تسعين سنةً … بل طبق سُنة أو قانونا للتغيير أخذه عن ربه جاهزا موثقا مجربا مُعَدا للتطبيق .

فلم يكن غريبا لهذا ألا يستغرق تغيير الأوضاع في جزيرة العرب كلها إلا أقل من ربع قرن (22/سَنة) بسرعة الناقة والبعير ، بحيث تمكنت دعوة الإسلام الرباني بذلك القانون وعلى هذا الطريق من تغيير وجه العالم ومسار التاريخ في أقل من جيلين !!

(4)

الرسول النبي الكريم هو أول المائة الأوائل في التاريخ

لذلك كان الرسولُ النبي الكريم محمدٌ الرجلَ الوحيد الذي جمع – بشكل متميز- بين الدعوة النظرية كرسول مبلِّغ ، والتطبيق العملي كنبيٍّ داعيةٍ وحاكمٍ رئيسِ دولة في مُدّةٍ قياسية (22/سَنة) .

هذه الخاصية الفريدة في سرعة إثمار الدعوة التغييرية هي التي جعلت المؤلف الأمريكي (د. مايكل هارت) يرى النتيجةَ فيُصنِّفه على رأس المائة الأوائل في تاريخ الإنسانية ، ويُصر على ذلك حتى في الطبعة الثانية لكتابه ، التي غيَّر فيها في ترتيب شخصيات أخرى .

 

*[ سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ {53} ]

حين قرأ المسلمون الاوَّلون قوله سبحانه :

*[ سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {53} ..] فُصلت ، لم يدُر بخلَدهم كثيرٌ مما تجلى للمتدبرين ، وكَشفه الواقع بعد ذلك . ولعل على رأس الآيات في الآفاق والأنفس الفارقَ الكبير بل الهائل بين سرعة تغيير الأوضاع حسب سُنة الله المقررة نصا في القرآن الكريم والتي طبق شقها الزمني الأول الرسولُ النبي وصحابته الأبرار.. وبين بُطء تغيير الأوضاع عند الرسل الآخَرين ، وعند الأوروبيين الذين اعتمدوا على تجاربهم العملية بما كان فيها من أخطاء ومآس استغرق المرور فيها وتصحيحُها قرونا قبل أن يكتشفوا مفهوم القانون الذي أنزله الله سبحانه جاهزا مجربا على رسوله الكريم :

   نحو مشروع حضاري عالمي للألفية الثالثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=75&cat=2

إن هذا الفارق الكبير بين سرعة التغيير عند المؤمنين المسلمين وبُطئه عند غيرهم لَيستدعي إلى الذاكرة بيتا جميلا رقيقا من الشعر ينطبق على رسول الله إلى الناس كافة وعلى مَن له فيه أسوةٌ حسنة :

مَن لي بمِثل سيرِك المدلَّلِ  : تمشي الهُويْنى وتجي في الأول !!!

 

التغييرُ حسْب قانون الله سبحانه هو الأسرع

إنَّ في هذا الفارق الكبير لآيةً كونية وعبرةً لكل مَن ينفَد صبره إذا قيل له أنْ لا أمل في تغيير أوضاع المسلمين والعالَم إلا إذا غيّر الناس فكرَهم ونفسياتِهم وبالتالي سلوكَهم نحو الأشياء بالعلم ، ونحو بعضهم بعضا بنظام فكري سليم … فيظن المتعجل نافدُ الصبر أنّ الأمر يطول بهذا الطرح ، والنفس مولعة بحب العاجل !

ولو تفكر أي عاقل دارسٍ لسنن الله في التاريخ – حتى وإن لم يَعرف النص النظري من كتاب الله تعالى- لأدرك أنّ التغيير السريع والمضمون للأوضاع لا يتم إلا بتغيير الإنسان نفسه ، وأنّ إخفاق العرب والمسلمين في تغيير أوضاعهم طوال التسعين عاما الأخيرة لآيةٌ أخرى على صدق قانون التغيير الذي أهملوه ولا يزالون … ولو أنّ بعض التغير الإيجابي بدأ يظهر على أفراد من الأمة بحيث صدق عليها قول من قال : نحن أمة تتأخر وأفراد لا يكفي تقدُّمهم !!!

الأساس لمشروع حضاري ع + E  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=67&cat=2

(5)

أفضل الإصلاح وأضمنه ما تم حسب الدليل (( Manual

أما الآية الكونية الأخرى التي تحشر كل ذي عقل طوعا واقتناعا في اتجاه تغيير الإنسان قبل أوضاعه حسْب مواصفات كتاب الله فهي مَثل من الواقع الحديث :

فنحن نجد مع كل جهاز نشتريه – حتى ولو كان آلة حلاقة - كُتيّبا مفصلا (Manual ) يتضمن أموراً رئيسة ثلاثة :

أ. تعليماتٍ Instructions of use  لتشغيل وصيانة الجهاز تتضمن تعريفا به وبالغرض من صناعته .       

ب. كفالةً أو ضمانةً warranty or guarantee من الصانع - إذا احتُرمت التعليمات - بأنّ الجهاز سيعمل بشكل جيد وبدون أعطاب ، وبأن الجهة الصانعة تضمن هذا .

ج. تحذيراً warning من مخالفة التعليمات أو عمل أمور معينة تُعتبر محظورات يؤدي فعلها إلى إصابة الجهاز بالعطب فتُلغى الضمانة .

ومن الواقع الممارَس نسلك طريقين لإصلاح الجهاز إذا أصابه عطب :

1. إمّا بأن نعهد إلى خبير يدرس مخطط الجهاز وتعليمات الصانع ويتقيد بها ليتمكن من إتمام الإصلاح بسرعة وبشكل مأمون ومضمون .

2. أو نقومَ نحن أو آخرون بإصلاحه بالتجريب دون الرجوع إلى الدليل . وهذه الطريقة تستغرق وقتا أطول وجهدا أكبر ويكون الإصلاح – إذا حدث - أقل دقة وغير مضمون . وقد تؤدي التجارِب إلى أعطاب أخرى على الأغلب تزيد الطين بِلّةً .

*****

إن هذا المثَل من الواقع المادي يلمسُه الناس في البلدان المتقدمة ماديا وفكريّا فيفضلون الطريقة الأولى لإصلاح الجهاز كما يلتزمون أصلا بالتعليمات لضمان حُسن عمل الجهاز وسلامته وقايةً . وهذا المثَل هو بالضبط مفهوم قوله سبحانه حين أرسل الإنسان إلى الأرض ليكون خليفته أي وكيله وأجيره في إعمارها :

*[ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى (تعليمات) فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (ضمانة أو كفالة مشروطة) (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا (تحذير بحدوث عطب وإلغاء الضمانة) وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) ] طه .

بهذا نرى أن القرآن الكريم هو دليل ( Manual ) خَلْق الإنسان ، أنزله إليه خالقه وصانعه الخبير به البصير. وفيه يحدد اللهُ الصانعُ سبحانه مهمة الجهاز التي صُنع الإنسانُ ليؤديها وهي عمارة الأرض – ماديا وإنسانيا- بوكالة جزئية عن الله خالقِـه وربِّ عمله :

*[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً …(30) ] البقرة .

*[.. هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا …(61) ] هود .

وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا : طلب منكم عِمارتها .

*[ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) ] الكهف .

فأنتم تحت امتحانِ إرادةٍ وقدُرات ٍ!

مِن ذلكم ندرك أن خلافة الإنسان لله أي وكالتَه عنه إنما هي لمهمة محددة يقوم بها الإنسان بالنيابة الجزئية عن خالقه ورب عمله سبحانه . وهي وكالةُ تنفيذ بشكل عام فيها بعض التخطيط الذي يُدخله الله سبحانه في تخطيطه وامره :

*[ .. فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعا .. {42} ] الرعد . *[ .. بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً .. {31} ] الرعد .

حقيقة القضاء والقدر من كتاب الله

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=96&cat=5

(6)

العبادةُ هي الإسهام في عمارة الأرض بوكالة خاصة عن مالكها

وعليه ، فإن العبادة المشار إليها في قوله سبحانه :

*[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ] الذاريات ...

هي مهمةٌ ينفذها الإنسان بالنيابة الجزئية/المقيَّدةِ عن الله ربِّه . وهذه المهمة ليست فقط ما عُرف تقليديا بالعبادات من صلاة وصيام وحج وتسبيح مع أهمية كل ذلكم في حياة الإنسان كأساليبَ شرعها اللهُ لتحسين الأداء . لأنه لا معنى لأن يوكِّل الخالق مخلوقا بهدف تسبيحه وحمده بالوكالة عنه . فالواضح من النصوص آنفة الذكر ومن واقع المهمة التي أنجزها الإنسان عبر التاريخ أن العبادة هي الإسهام في عمارة الأرض بوكالة تنفيذية مقيدة عن الله تعالى مالك الأرض والكون :

*[ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا {61} ] هود ..

بشرط معرفة الإنسان المُسهِم أنه وكيل عن الله سبحانه ينفذ خطته في الإعمار، وأنه ليس أصيلا يعمل لنفسه ولا وكيلا لأية جهة أخرى سوى الله عز وجل . وكما يعتبر البشرُ العمل لإرضاء جهة أخرى خيانة لا تُغتفر فإن الله سبحانه يعتبر إشراك غيره معه في أن يُعبد أو يُشرع شِركا لا يغفره (48 و 116/النساء) .

أما العبادات البحتة فقد شرعها الخالق سبحانه لربط الإنسان به وتذكيره باستمرار بهذه العلاقة بين الخالق رب العمل وبين مخلوقه وأجيره الإنسان لضمان أن يكون عمله إصلاحا لا إفسادا ، وتعميرا لا تخريبا وتدميرا . من أجل هذا جاء أمر الله تعالى واضحا :

*[ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(45) ] العنكبوت .

فذِكْرُ الله سبحانه ، وتذكُّرُ علاقة الإنسان بالله بتلاوة آيات الكتاب الكريم هو الهدف الأكبر من الصلاة وليس حركاتها الرمزيةَ من ركوع وسجود .. وأفضل الذكر تلاوة القرآن ، خاصة اذا فُهمت الصلاة انها لقاء بل ملاقاةٌ مُتبادَلةٌ لرب العالمين .

لهذا فهي تَنهى عن الفحشاء والمنكر ..

وتُعيد ربْط الإنسان بخالقه وبالمهمة الموكولة من الله إليه ..

إذا أُخذت من كتاب الله .

 

إقامة الصلاة كما بينها الله في كتابه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=54&cat=5

فإذا عرف الإنسان ذلك كانت معرفةُ هذه العلاقة روحا تدفعه – حركةً وتوجيهاً- للالتزام بما يقيده به خالقُه ربُّ عمله من تعليمات التشغيل والصيانة بوصفه صانعا ، تعليماتُه مُلزمة تحقق مصلحة المصنوع ، وبوصفه ربَّ عمل له الحق في تحديد ورسم خطة العمل لوكيله وأجيره طالما أنَّ ربه هو صاحب العمل الذي سيدفع أجر هذا الوكيل الأجير .

*[ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ

وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا

وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {52} ] الشورى .

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 



[1] لذلك تعهد الله سبحانه بحفظ وعصمة رسوله الكريم من الناس طالما التزم بتبليغ ما أنزل إليه من ربه في القرآن دون زيادة ولا نقصان أو كتمان . فقال له مطمئنا مشترطا : *[ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) ] المائدة .  وقال له ثانية في نجم آيات عن القرآن الكريم *[ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا(87) ] الإسراء . فلو أن الله سبحانه ذهب بالقرآن الذي بسببه كان الله وكيلَك (المدبّرَ لأمرك) لما بقي لك من حق على الله تعالى سوى حق الرحمة العامة للخلق على الله . لذلك كان الرسول الكريم شديد الثقة بالله وبنصره  له بسبب الرسالة التي كلفه بها وهي القرآن الكريم حتى أمره الله سبحانه أن يتحدى المخالفين كلهم قائلا *[… قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ(195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) ] الأعراف .



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008