4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12764
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12328
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43734
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13879
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15014
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14692
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

الحجُّ الذي ينفعُ الناسَ ... مِن كتابِ الله القرءانِ

8/2/2010 12:47:00 PM

عدد المشاهدات:5602  عدد التعليقات: 10
8/2/2010 12:47:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

الحجُّ الذي ينفعُ الناسَ... مِن كتابِ الله العظيم

 

*[ الْحَمْـــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِــــــــــينَ ]

*[ قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95} إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ  {97} ] آلعمران .

(1)

وَرَدَ هذا الامر للرسول النبي الكريم  ولكل مؤمن بالقرءان ان يقول *[ صَدَقَ اللهُ ] في سياق حقيقة ايمانية كبرى : أن التحريم انما هو لله فقط حسب كلماته وآياته التي هي أساس ملّة إبراهيم ، وأن اقصى مايمكن ان يفعله مخلوق حتى لو كان رسولا هو ان ينقل التحريم عن الله فقط بتلاوة آيات الله وكلماته لا غير (129/البقرة) . وقبل هذه الايات اقام الله سبحانه الحجة على مَن زعموا ان نبي الله يعقوب حرَّم اموراً قائلا لهم :

*[ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاة ُ{93}... ] آلعمران .

 

 فقد حرّم اسرائيل على نفسه بعض الطعام ولم يحرّمه على غيره . فعل هذا مِن قبل ان تُنزل التوراة ( قبْلها بقرون ) ، وإلا فما كان له ان يُحرّم حتى على نفسه . لذلك لام الله سبحانه النبي محمداً لانه حرَّم على نفسه امراً أحلّه الله ، وأفْهمه انه ليس من حقه ان يُحرم شيئاً حتى على نفسه طالما ان مصدر التشريع القرءانَ ينزل عليه :

*[ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ! تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {1} ] التحريم

 

 ثم تحدى الله سبحانه بني اسرائيل ان يأتوا بالتوراة فيتلوها . وسيظهر انهم افتروا على الله الكذب حين زعموا ان الله حرّم عليهم اطعمة معينة لم يُذكر تحريمها في التوراة التي ينبغي ان تكون وحدها مرجع الدين عندهم طالما آمنوا بها ، منذراً كل الذين يفترون على الله الكذب فينسبون اليه سبحانه ما لم يقله في الكتاب :

*[ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {93} فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {94} قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95} ] آلعمران .

*****

 هذه التقدمة لآية فرْض الحج لم توضع هنا عبثاً ، ولكنها مقدَّمة لامور كثيرة حرّمها الناس وامور شرعوها واضافوها الى الحج بينما لم يذكرها الله سبحانه في كتابه ، الذي هو المرجع الوحيد للتشريع النظري واول مراجع التطبيق العملي ، او ذَكرها دون ان يكون لها المفهوم الذي فهمه الناس بأهوائهم أو حسب مداركهم ، بحيث ربا الباطل فيها حتى اصبح زبدا طاغيا على الحق . وقد امر الله سبحانه رسوله ان يقول الاية (95) تلاوة ، وأمر النبيَّ ان يَدْرسها وان يُعلّم الناس ما فيها من كتاب ( مفاهيم نظرية ) وحكمة ( تطبيقات عمليـة ) لِيتزكوْا بها ويغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله مابهم .

 

 هذه هي ملّة ابراهيم وطريقة التغيير التي نسبها الله سبحانه الى رسوله وخليله ابـراهيم علـيه السلام وسمـاهـا [ الإسلام ] وربطها بئايات الله وبالكعبة  واليها اشارت الايات ( 129-131 ) وما قبلها وما بعدها من سورة البقرة :

*[ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ (1) يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ (2) الْكِتَابَ (3) وَالْحِكْمَةَ (4) وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ {129} وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {130} إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} ] البقرة .

فردا أو اُمةً : السفيه يُحجر عليه 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=295&cat=5

(2)

الكعبة المباركة هي برج ارسال موجات بث الله سبحانه (ايحاءاتِه) [ هدى للعالَمين] ، أي الى كل الناس على الارض في كل العصور وهي برج استقبال بثهم الى ربهم . وبيوت الله سبحانه هي ابراج تقوية الاشارات الربانية الى اجهزة البشر في الصدور ( القلوب السليمة و مقدَّمات الادمغة ) . لهذا كان لعُمّارها من الرجال الذين يُكثرون من الصلاة فيها والذين يُسبّحون لله فيها بالغدو ( في صلاة الفجر حين تسبق غدوّ الناس أي ذهابهم الى اعمالهم ) كـما يسـبحون لله فيها بالآصال فـي صـلاتيْ أو صلاةِ *[ طرفيْ النهار ] حين يروحون من اعمالهم ، ليبدأ العمل بلقاء ( او ملاقاةِ ) رب العالمين وينتهي بلقائه ( او ملاقاته ) في طرَفِ او نهاية كلٍّ مِن فترتي العمل الصباحي والمسائي في البلدان التي يكون فيها يوم العمل على فترتين :

 

*[ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {35} فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {36}‏ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {37} لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {38} ] النور .

إقامة الصلاة كما بينها الله في كتابه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=54&cat=5

وعُمّار بيوت الله من الرجال الذين لا يلهيهم عمل ولا مكسب عن الصلاة والتسبيح فيها يجزيهم الله سبحانه بمستوى احسنِ ما عملوا ويزيدهم اجراً من فضله ويرزقهم بغير الحساب الذي يحتسبون ، تعويضاً لهم عما فاتهم من الكسب بسبب سعيهم الى الصلاة في بيوت الله وعمارتها . فكيف بعُمّار الكعبة التي يقصدونها ليَعمُروها بكثرة الصلاة عندها ( عمرةً ) والطواف بها ( حجّاً ) ! فان الكعبة هُدىً للعاَلمين .

اما القرءان فذِكرٌ للعالَمين ولكنه هدى للمؤمنين وللمتقين . لهذا – والله سبحانه اعلم – نتوجه بصدورنا التي هي اجهزة الاستقبال والارسال فينا الى الكعبة المباركة  لتكون الاشارةُ المُلتقَطة اقوى ، تماما كهوائي التلفاز او صحنه . وحين نرفع ايدينا ونتوجه الى الكعبة تكون هوائياتِ إرسالٍ تُرسِل ما تَبثُّه قلوبُنا السليمة غيرُ المعطوبة الى الله رب العالمين من دعاء وتستقبل ما تستقبله منه من إلهامات عبْرَ اجهزة الارسال والاستقبال الربانية فوق الكعبة .

 وبما ان الله سبحانه آخِذٌ  بناصية كل   دابة ( وهي مركز التفكير واتخاذ القرار في مقدمة دماغ كل مخلوق من ماء ) فيوحي إلى النحل وللارض ولكل شيء ، فـإن لكـل مَـن في السماوات والارض أنْ يسـأله سـبحانه ( 29/الرحمن ) . ولذلك قال *[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ]  وليس للمؤمنين فقط ، إلا المشركين منهم الذين استثناهم رب البيت سبحانه بالنّص من انْ :

*[ يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ {17} ] التوبة .

كما استثنى المحارِبين من المشركين من ان يقربوا المسجد الحرام مجرد قرب :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {28} ] التوبة .

وهم المشركون المحاربون الذين ذكرهم مطلع سورة التوبة وقال فيهم :

*[ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ {5} ] التوبة .

(3)

 قوله سبحانه *[ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ] فيه اشارات :

أ. بما ان هذا البيت قد وُضع للناس كل الناس ، فكان أذان ابراهيم بالحج اليه للناس *[ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ {27} ] الحج ، فــإن *[ حِجَّ البيتِ ] هو فرْضٌ من الله على كل الناس شريطة ألا يدخلوه *[ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ] التوبة ، ايْ مُظهِرين أيَّ شيء يُعرَف به الذين  يشركون بالله آلهة يَخلقون ، أو أربابا  يُشرّعون  من اعمال او رموز . وبذلك يكون البيت هُدىً للعالَمين وليس للمؤمنين فقط : المؤمنون يقصدونه ليعمروه بالصلاة عنده عُمرةً ، وليحجوا إليه بالطواف به حَجّاً  فيزدادوا ايمانا . اما الناس فلله عليهم حِج البيت بالطواف به ( وهذا امر ميسور لكل انسان ) ولا بد ان يكون ذلك هُدىً لمن اراد الهُدى وسعى اليه طالما انه يُؤدَّى حسب كتاب الله  وبطريقة حضارية تجعل الحج متعة لا عبئاً ثقيلا .

التطبيق العصري للحج النافع للناس 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=267&cat=5

 واذا كان الله سبحانه يقول فـي الحـج *[ ولله على الناس حج البيت ] فانه يقول في الصلاة *[ .. إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً {103} ] النساء . وقوله سبحانه *[ ومَن كفر .. ] يبيّن الفـرق بين ( من كفر ) و ( الكافر) ، فإن من يرفض ان يحج البيت مع استطاعته قد كفر ، وكذلك من زعم أن الحج هو على الذين آمنوا فقط وليس على الناس . ولكنه لا يكون بهذا وحده كافراً فليس كل من اشرك مشركا او آمن مؤمناً او صلَح صالحاً  او سرق يكون سارقاً ...

القرءان يصنع الفرق : تعريف السارق وعقوبته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=88&cat=5

ب. *[ حِج البيت ] الذي فرضه الله سبحانه حقاً له على الناس هو كثرة الطواف بالبيت أيْ قُرْبه *[ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {29} ] الحج .. في أيـام معـدودات ( كانت قبل ذلك منذ إبراهيم معلومات ) ، وفي اشهر للحج معلومات يتفق الناس عليها كأشهُر حرُم ( هُدنة ) وتكون معلومة عندهم ، بشروط منها الاستعداد للحج فور اتخاذ قرارٍ به بالامتناع عن الرفث الى النساء ( الجماع ومقدماته ) وعن الفسوق عن امر الله مهما كان صغيرا حتى لو كان لمزاً وتنابزاً بالالقاب . أما الجدال فمَنهيّ عنه في الحج نفسه ( إضافة إلى النهي عن الجدال في أنّ الحج أشهُرٌ معلومات وليس يوما واحدا ) ، وكذلك الامتناع عن صيد البر الذي حرمه الله على الذين  آمـنوا ( وليس على الحُجاج فقط ) *[ ما دمتم حرما ] أيْ طيلةَ أشهُر الحج الحُرُم . وما عدا ذلك فهو من متممات الحج :

 وتُبين هذه الامورَ آياتٌ مبيِّناتٌ من سورة الحج (25 – 34) ومن سورة البقرة (195 – 203) 

آياتُ الحج من سورة الحج

(4)

*[ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {25} وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ {26} وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27} (1) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {28} ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ (2) وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {29}

 ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {30}‏ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {31} ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {32} لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ {33} وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ {34} ] الحج .

*****

 بيّنتْ هذه الايات مفهومَ الحج الذي هو *[ حِج البيت ] بكثرة التطوّف به  *[ في ايام معلومات ]  صارت بعد نزول القرءان معدودات !!  يتبادل الناس فيها منافع لهم قبل الطواف ، ومن ذلك ذبح الانعام لمصلحة جميع الناس غنيِهم وفقيرِهم بشرط ان يُذكر اسم الله عليها حتى لا تكون قرابينَ لآلهة تُشرَك مع الله تعالى وتُذبح على النُصُب .

هذا هو مفهوم الحج كما بينه الله سبحانه لإبراهيم واسماعيل . ولم يَرِد في القرءان كله انـه كان فـي الفترة بينهما (مـنذ 1835/ قم) وحتى مَبعث رسول الله محمد بالقرءان (610/م) رسالاتٌ يمكن ان تكون عَدّلت في مفهوم الحج ومناسكِه التي بيّنها الله سبحانه لابراهيم .

 

 وبذلك يكون التواجد بعرفات ومنى ورمي الجمرات وملابس الاحرام وغير ذلك مما لم تُشِر اليه الايات المذكورة ولا غيرها من ءايات هي مناسك نسكها الناس من بعد ابراهيم واسماعيل حتى بعثِ الرسول الكريم بالقرءان . منها ما نهى الله سبحانه عنه ومنها ما سكت عنه للذين عرفوه على حقيقته حينما كان القرءان ينزل عليهم وكانوا عليه شهداء سواء على نزول الايات او على ممارسات الناس واعمالهم ، كلٌّ يُبيّن الاخر !!

 

اما مَن بعدَهم الذين لم يشهدوا تلك الممارسات والاعمال ( ومنهم قطعا بشر من العالَمين في كل مكان لم يسمعوا سماعا بتلك الممارسات ) فما كان لهم ولا عليهم ان يُبيّنوا ايات حق اليقين التي شهدوا انها الحق ... ان يبينوها بوقائع واحداث من ماضٍ لم يشهدوه بانفسهم بل نُقلت تفصيلاته اليهم نقلا ظنياً احتمله مرور الزمن *[ زبدا رابيا ]

 

 وعلى هؤلاء الناس الذين يؤمنون بالقرءان ولم يشهدوا واقع نزوله ان يُبيّنوا اياته بعضَها ببعض وبواقعهم *[ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِـيمٌ {176}‏ ] النساء ، وان يحيطوا بها علماً وبواقعهم أي ان يحيطوا بكل ايات الموضوع الواحد حتى لايُكذِّبوا ببعضها حين لا يستطيعون فهْمها بسبب عدم الاحاطة بها . اقرأ الايات التالية وتدبرْها لتفهمها :

*[ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ {79} إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ {80} وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ {81} وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ {82} وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ {83} حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ؟! {84} وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ {85} ] النمل .

 من المناسك التي نسكها الناس من بعد ابراهيم واسماعيل ونهى الله سبحانه عنها صلاةُ الجاهليين عند البيت التي لم تكن *[ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً {35} ] الانفال ، وكذلك الطواف ( أشباه عرايا / كحالهم اليوم ) ، محتجين بالحجة التقليدية لأهل الباطل واعداء الاصلاح والتغيير ( إنّا وجدنا ءاباءنا على أُمّة ... ) . اقرأ الايات ( 26 – 33 ) من سورة الاعراف . ومنها قوله سبحانه موثّقا في حق اليقين في سياق الكلام عن الحج :

*[ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ {27} وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمـَرَنَا بِهَا قُـلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمـُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَـعْلَمُونَ {28} ] الاعراف .

لذلك امرالله سبحانه بني آدم ان يأخذوا زينتهم عند كل مسجد ولم يستثنِ المسجد الحرام لا في هذا الموقع ولا في غيره ، محذراً مِن ان يُشرَك بالله شيء ومِن انْ يُفترى عليه سبحانه :

*[ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {31} قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {32} قُلْ إِنَّمـَا حَرَّمَ رَبِّيَ (1) الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِـنْهَا وَمَا بَطَنَ (2) وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَـقِّ (3) وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مـَا لـَمْ يُنَزِّلْ بِـهِ سُلْطَاناً (4) وَأَن تَـقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعـْلَمُونَ {33} ]  الاعراف .

هذا ردُّ الله على الذين حرّموا أخْذَ ( بني آدم !! ) زينتهم عند المسجد الحرام الذي هو المسجد الوحيد الذي يصلي الناس عنده ( وليس فيه ) ويطوفون به ( قريبين جدا منه ) وشرعوا لهم – افتراءً على الله – ما أسموه ملابس الإحرام التي يعرف كل حاج سلبياتها الكثيرة !!!!

(5)

 مِن المناسك التي نسكها الناس قبل نزول القرءان *[ ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ... {67} ] الحج ،  ولم يشرعها الله سبحانه لابراهيم واسماعيل ولا لرسول قبل محمد عليهم سلام الله ، ولم يذكرها الله سبحانه في كتابه الكريم ( ولا أَعلَمُ اشارةً اليها ) لا بأمر فعل ولا نهي .. منها رمي الجمار التي ابتدعتها قريش ( كما يروي التاريخ ) منذ حادثة الفيل سنة 570/م ، واخذ الناس بعدها يرمون قبر ( ابي رغال ) الذي خان البيت ومكة حين تعاون مع ابرهة الحبشي ودلّه على اقصر الطرق الى مكة . والى هذا يشير جرير الشاعر وهو يهجو الفرزدق :

اذا مات الفرزدق فارجموه  :  كما ترمون قبر ابي رغال !!

 ولان الله سبحانه لم يذكر هذا الفعل في القرءان الكريم ولم ينْهَ عنه ، فربما فعله النبي الامين تنفيرا للناس من الخيانة التي اتفق كل البشرعلى استبشاعها منذ القِدم ومنذ لم يتمكن الاسكندر المقدوني من فتح مدينة صور الا بتعاون وخيانة رجل من اهلها قتله الاسكندر بعد ذلك . ولكن الله سبحانه لم يجعل من رمي الجمرات مَنْسكا لعلْمِ الله ان العبرة منه ستُنسى كما حدث بالفعل وسيكون عبئاً ثقيلا على الحجاج وسببَ تنفير من الحج كله كما اثبت الواقع ولا يزال في كل عام !!!!!!

*****

 ومن هذه المناسك التي نسكها الناس *[ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ (1) يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ (2) وَرِضْوَاناً  {2} ] المائده .. منها الذهابُ الى عرفات ليشهدوا منافع لهم *[ يبتغون فضلا من ربهم ] قبل الايام المعلومات التي يبتغون فيها ( رضوانا ) . وهي الايام التي اوصى الله سبحانه بها الحجاج ليذكروا الله فيها كما هداهم ويذكروا اسمه على مارزقهم من بهيمة الانعام . وقد اشار الله سبحانه اشارة وحيدة في سورة البقرة تجعل حكم الذهاب الى عرفات ادنى من حكم الطواف بالصفا والمروة ، الذي اشعرنا الله سبحانه بجواز التطوع به ولكنه لم يَفْرضه :

*[ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ {158} ] البقرة .

 وقد اعقب الله سبحانه هذه الاية بأشد الايات وعيداً للذين يكتمون ما انزل الله سبحانه من البيّنات التي بيّنها للناس في الكتاب ( ومنها بيّنات الحج ) علماً ان الله أنزل الكتاب مفصلا ( 114/الأنعام ) وتبيانا لكل شيء ( 89/النحل ) ولا يحتاج الى تفصيل من أحد ولا من النبي ، بل الى بيانِ ( والبيان غير التفصيل ) ما خفي منه على الناس في واقعهم ( وليس الناس جميعا ) ،  وليقوم بذلك اهل الذكر كما فعل النبي الامين الذي كان إمام اهل الذكر في عصره ، ولم يُعْفِ ذلك الناسَ من واجب التفكر فيما نُزِّل إليهم حتى والنبيُّ حيٌّ :

*[ .. فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44} ] النحل

مفهوم تفصيل الكتاب ومفهوم بيان آياته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=125&cat=5

ولم يربط الله سبحانه التطوّف بالصفا والمروة بشهود منافع ، ولكنه ربط ذهاب الناس الى عرفات بشهود منافع لهم وجعل هذا مباحا  ( لا واجبا ) :

*[ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ {198} ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {199} ] البقرة .

نفهم من هاتين الايتين :

1.       أنّ الذهاب الى عرفات يكون ابتغاءً لفضل من رب العالمين ، أجازه الله سبحانه بيعا وشراءً وتبادلَ منافع وافكارٍ في معرِضٍ ومنتدى دولي ، مع ما يمكن ان يرافق هذا مِن هفوات وذنوب على عرفات . ولذلك أمرهم ان يستغفروا الله عز وجل بعد انتهاء اقامة كل فرد او مجموعة في عرفات التي لم تُحدَّد بيوم واحد  بل تستمر معرضا دوليا ومنتدى ثقافيا طيلة أشهُر الحج المعلومات من العام .

 والغريب ان المسلمين عبر القرون لم يصدّقوا بقول الله تعالى *[ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ] وصدّقوا بحديث مُفترى يقول ( الحج عرفة ) لم يرد له ذِكر لا في البخاري ولا في مسلم . ومع ذلك يؤمن المسلمون ان الحج يوم واحد هو يوم عرفة ويكذبون الله سبحانه الذي يقول *[ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ  ] !! اليس في قول الله سبحانه الحلُّ لمشاكل الحج والحجاج الذين تضيق بهم اماكن الحج منذ اليوم ؟! فكيف ( ان شاء الله تعالى ) بعد ان يَؤمَّ البيت الحرام عشرات ملايين الحجاج سنويا  فلا يستطيع أحد تحمُّل مسئولية صدّهم  عنه وخاصةً حين ينضب البترول ويصبح الحج أهمّ مصدر دخل لأهل البلاد !!

 

2.       إنّ الاشارة الى ذكر الله عند المشعر الحرام مشروطة بكون الافاضة من عرفات لان المشعر الحرام يقع على طريق عرفات –  مكة . وقوله سبحانه *[ فإذا افضتم من عرفات ... ] وليس ( بعد افاضتكم من عرفات .. ) يفيد ان ذكر الله عند المشعر الحرام بالذات يكون اذا افاض الناس من عرفات ، اما اذا افاضوا من مكان آخر يتعارفون عليه ويرونه اكثر ملاءمة لابتغاء فضل من ربهم وتبادلهم منافع لهم ، فإن ذكر الله عز وجل يكون في طريق عودتهم الى حيث سيقيمون الايام المعدودات التي يمكن ان تُختصر الى يومين بعد الافاضة او تُمدَّد ( بحيث تظل ايّاماً لا اسابيعَ ولا اشهرا ) لمن شاء ، اذا علم انه سيتقي الله ، اذ ان الذنب في المسجد الحرام وعنده ليس كذنبٍ فيما سواه :

*[ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {203} ] البقرة

*[ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {25} ] الحج .

 

3.       قوله سبحانه *[ ... وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ {198} ] البقرة .. مفهومه ترْكُ ما ورثوه عن آبائهم من ضلالات اعتبروها ذكرا لله اذ انهم كانوا قبل نزول القرءان الذي هو الذكر الحق ، كانوا من الضالين . وقد أُمروا ان يذكروا الله عز وجل كما هداهم في كتابه الذي قال في مطلعه *[ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} ] البقرة ، وحذّرهم من ان يقولوا كمن قال :

*[ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ {200} ] البقرة ، او ان تأخذهم العزة بالاثم اصراراً على الباطل وحمية جاهلية اذا قيل لاحدهم *[ اتَّقِ اللّهَ {206} ] البقرة ، بل هداهم الى ان يقولوا :

*[ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {201} ] البقرة .

 وهداهم الى ان يذكروا الله كذكرهم آباءَهم قبل ان هداهم الله او اشدَّ ذكراً .

*****

 يُفهم من هذا انهم كانوا يذكرون آباءَهم ويتفاخرون بهم وبأعمالهم ( وكثير منها ضلال ) فأمرهم ان يستبدلوا بذلك ذكرَ الله وهو ما نزل من الحق الذي امرهم ان يسعوا اليه كلَّ جُمعه . والحج – وهو تجمع اكبر – أوْلى ان يلتزم الناس فيه بالقرءان/ ذكرِ الله :

 فبدلاً من القصص الفارغة والخرافات واللغو الكثير شعراً ونثراً ، امَرهم اللهُ ان يذكروا الله بسماع قصص القرءان وتحليلها والاعتبار بها بربطها بواقعهم متذكرين قوله سبحانه مخاطباً رسوله وكل مؤمن بالقرءان :

*[ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ {3} ] يوسف .

 

 وبدلاً من ان ينشغلوا بذكر آبائهم وما وجدوهم عليه من ضلالات كانوا يخشعون لها  أمَرهم ان يهتموا بما انزل الله ( قرءاناً ) لتخشع قلوبهم له :

 *[ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {16} ] الحديد .

 

 وبدلاً من ان يُحدّث بعضهم بعضا بلهو الحديث الذي يجذب البسطاء الغافلين من الناس والذين لا يعلمون ، ذكّرهم ربهم :

 *[ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {23} ] الزمر .

 وبدلاً من ان يفخر بعضُهم على بعض كما تفاخر جرير والفرزدق بعد ذلك وهم ينيبون الى آبائهم قائلين :

اولئك آبائي فجئني بمثلهم  :  اذا جمعتنا يا جرير المجامع !

أمَرهم ان يفخر أحدهم بأنه ينيب الى الله ربه ويتوكل عليه كما فعل الرسول الكريم في وصيته الى المسلمين المؤمنين بالقرءان :

 *[ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {9} وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {10}‏ ] الشورى

*****

 وذِكْر الله سبحانه كما هَدى اليه المؤمنين الذي صدعوا بأمر الله لهم :

 *[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً {136} ] النساء...

 ذِكر الله هذا هو *( الكتاب كلّه ) All in one الذي لم يعرف الرسول الكريم ولا النبي ولا المؤمنون الأولون سواه . رفعهم به الله سبحانه واستخلفهم به في الارض ومكّن لهم هذا الكتابَ ديناً  في الارض وبدّلهم به من بعد خوفهم امنا ..

 

 ذِكْر الله هذا هو الذي يجب ان يُذكر في الايام المعدودات في الحج كما في كل صلاةِ جمُعة وفيما سواها كلما احتاج الناس الى حسم خلاف او معرفة حق من باطل . وليس ذكرَ الله مجردُ عبارات محددة فقط كررتها ألسنتهم درْوشةً حتى فقدت اثرها في النفوس .

4.       قوله سبحانه :

*[ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {199} ] البقرة .. مفهومه ان يتحرك الناس بنظام واحد يلتزمون به كوفد واحد *[ يَـوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً {85} ] مريم ، طيلة اشهر الحج بحيث يسلكون الطريق الذي يجِده  الناس  ميَّسراً ، لا انْ تخرج كل فرقة او شيعة على هواها ليتكرس بذلك انقسام الامة الواحدة التي تحج الى بيت الله الواحد لتؤدي مناسك موحَّدة .

 

5.       وهذا النص (199/البقرة) هو مما يُميّز الحج الذي هو وفود جماعية الى بيت الله العتيق في أشهُر الحج المعلومات ... يميّزه عن العمرة التي هي صلاة وعمارة للمسجد الحرام بلا طواف كما يُصلّى في أيِّ مسجد ويُعمَرُ بالصلاة فيه اوعنده . ولم تُذكر العمرة في ايات سورة الحج التي بيّنت مناسكه كما عرّفها الله سبحانه لابراهيم عليه السلام مع ان الله سبحانه ذكر الطائفين والقائمين والركّع السجود ، وانما فُهمت كعمارة انسانية لبيت الله الحرام على شكل قيام وركوع وسجود تُتلى فيها صُحُفُ إبراهيم ، من قبل ان يكون هناك قرءان يُتلى .

 

6.       اما الطواف *[ ... وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {29} ] الحج ، فهو مِسْكُ خِتام مناسك الحج . ولم يقل ( حول البيت العتيق ) لان الطواف يجب ان يكون قريبا من البيت العتيق كقوله سبحانه *[عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً {6} ] الإنسان وقوله *[ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ {28} ] المطففين .. أيْ قُربَها .. وليس طوافا بالمسجد الحرام ولا حوله . ولعدم ادراك الناس لهذا المفهوم فانهم يطوفون في كل وقت بحيث يتعذر علـى كثيرين تنفيذ امر الله *[ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ] .. فيطوفون بعـيدين عنه !!

 

آياتُ الحج من سورة البقرة

(6)

*[ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {195} وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {196}

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ {197} لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ {198} ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {199}

 فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ {200} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {201} أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {202}‏ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {203} ] البقرة .

 

1.  توسطت الايةُ ( 195 ) أعلاه اياتِ القتال قبلها التي تجيز مقابلة العدوان مع وصية بتقوى الله عز وجل حتى لا تنفلت الامور ويستغل بعض المسلمين هذا الإذن باقتراف ما لا يُرضي اللهَ ربَّهم . وقد وعد الله سبحانه ان يكون مع المتقين الملتزمين بما يَرضى الله عنه . فان لم يكونوا من المتقين لم يستحقوا الوعد ووُكلوا الى انفسهم . كما توسطت الايةُ المذكورة الأمرَ بإتمام الحج والعمرة لله أي إلتزاما بما شرع الله لا تقليداً للبشر.

 فمَن *[ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ] أي ضاقت لضيق الزمان او المكان ( والاصل ان تكون صدورهم منشرحة بالحج ) فقد اعفاهم ربهم الغفور الرحيم من الأعمال الثانوية التي تُعتبر متممةً للحج والعمرة ... مقابل ما استيسر من نوع الهدْي أو قيمتِه مالاً ( مِن الهَدْي : مِن لبيان نوع ما بَعْدها ، وبمعنى بدلاً مِن ). ولم يَجعل الله لهذه الفدية بديلاً مِن صيامٍ او صدقةٍ كما في عدم الإتمام لعُذر كالمرض . لأن مَن لا عذر لهم سوى ان صدورهم تضيق بالاعمال المتممة للحج هم عادة من ميسوري الحال . لذلك لم يخيّرهم الله سبحانه في فديةِ عدم الاتمام بل انه اشترط عليهم الّا يأخذوا زينتهم بحلق رؤوسهم ايذانا بانتهاء الحج والعمرة حتى يبلـغ الهديُ مَحِلـه *[ ... إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ {33} ] الحج .

 لهذا امر الله سبحانه المؤمنين القادرين بأنفسهم – هُم - ( لا بعونٍ خارجي 39/ الشورى ) ان يرُدوا العدوان بمثله وبالإنفاق من اجل ذلك لانهم ان لم يفعلوا القَوا ( انفسَهم واهليهم واموالَهم وكلَّ شيء ) الى التهلكة بأيديهم ، اذ يكونون وكأنهم فعلوا ذلك بأنفسهم . ومفعول ( تُلقوا ) محذوف ومقَّدر لان هذا الفعل لا يتعدى بحرف جر . انظر ( لقي ، القى )  ومشتقاتهما في المعجم المفهرس لالفاظ القرءان الكريم  .

وكذلك قدّم الله سبحانه بقوله *[ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ] قدّم بهذا لحكم الإحصار الذي يُعفِي من إتمام الحج والعمرة مقابل هَدْيٍ بسبب ما علم الله سبحانه ان بعض ما يمكن ان يفهمه المسلمون كمناسك للحج سيكون صعباً وفي احيان سببا للهلاك كما هو الحال في رمي الجمرات وفي تكرار الطواف والسعي في اوقات الزحام . وحين جعل الله سبحانه ما استيسر من الهـدي ( أي ما وجدتموه ميّسراً ) بديلا لاعمال الحج الثانوية المتممة له سواء منها ما كان حقا او نسَكه الناس ووجدوا عليه اباءَهم .. فقد رحم حجاجاً كثيرين من ان يُلقوا بانفسهم الى التهلكة التي قد يتعرض لها بعض الحجاج في بعض اعمال الحج كما حدث مراراً وتكراراً .

 

2.  مفهوم قول الله سبحانه *[ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ]:  أمْرٌ منه ان يكون الحج والعمرة بكل اعمالهما الرئيسة والثانوية لله ، أي لأجل رضوانه وحسب ما شرع في كتابه كما فعل النبي حقيقةً  لا كما ورد في المرويات التراثية الخرافية . وهذا هو مفهوم قوله سبحانه العامّ *[ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ] لربك ، وكذلك قوله عز وجل :

*[ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162} ] الانعام .

 فالنُسُك هو ما ينحر من الانعام .

 ومفهوم كلمات الله سبحانه في مقدَّمة الاية ( 196 ) انْ يَجمع الناس القادرون من خارج منطقة المسجد الحرام الحجَّ والعمرة في سفر واحد ، وان يتمموهما لله ( أي لاجل رضوانه وحسبما شرع في كتابه الكريم ) . وإتمام الشيء ( كما يتبين من آيات الإتمام في كتاب الله تعالى ) هو ان يُضاف اليه شيء قليل ليصبح تاما :

*[ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ...{142} ] الاعراف . فالإتمام كان باضافة الرُبع .

*[ .. عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ... {27} ] القصص .

فالإتمام هنا كان باضافة الخُمس من الكل . وإتمام الشيء فيه مشقة ، لهذا كان اجرُه عظيما لان المُتمّمين ( وهم المحسنون ) قليل . ادرك هذا شاعرٌ فقال :

وما كل هاوٍ للجميل بفاعل :  وما كل فعّال له بمتمم !

وقد اثنى الله سبحانه على ابراهيم عليه السلام حين أتمَّ ما امتحنه الله به :

*[ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ... {124} " البقرة ، فكان جعْلُه للناس إماماً جزاءَ إتمامه لما امتحنه الله به .

*[ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ... {233}‏ ] البقرة . فجَعَل مدة إتمام الرضاعة حولين كاملين . ومفهوم ذلك ان ( الرَّضَاعَةَ ) المعتبرة في قوله سبحانه ( وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ ) 23 /النساء هي اكثر من نصف الحولين بكثير وليست خَمس رضعات ولا عشرا كما افترى المفترون على الله ورسوله .  فالحولُ قُرآنياً هو اربعة أشهرٍ وعشرُ ليالٍ . إعْقِل الآيتين 240، 234 / البقرة ، وإرجع إلى الرابط :

. الحول القرءاني = أربعة أشهر وعشرا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=6&cat=3

(7)

وإتمام الحج والعمرة معاً في سفر واحد بأداء كل اعمالهما التي بيّنها الله سبحانه في كتابه هو الافضل لمن يقدر عليه لِما للإتمام من الأجرالعظيم . ولكن الله ذو رحمة واسعة وهو يحيط بكل شيء علماً . لذلك قدّر ظروف الناس وقدراتهم فجعل على مَن لا يُتموّن الحج والعمرة فديةً بحكمين وعلى من يتمونهما قُربةً هي شكر لله بحكـمين ( 195/ البقرة ) :

اولاً : حكم الاحصار لمن لا يُتمون الحج والعمرة لأيّ سبب غير المرض . على هؤلاء هَدْيٌ (أوقيمته) يُذبحُ او يُقدَّمُ في الحج قـبل حلق الـرأس ( وهو أهمّ زينة للرجل ولذلك سمي الحلاق مُزيِّنا ) وأخذ الزينة للمرة الثانية بتغيير الملابس إشعاراً بانتهاء المناسك . اما حلْقُ الرأس واخْذُ الزينة اول مرة فيكون قبل الطواف بالبيت حجا، وقبل الصلاة عنده عمرةً *[ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ... {31} ] الاعراف .

وبذلك تكون التوصية الربانية لفترة إقامة الحاج في اماكِن الحج بمقدار التزيُّن بحلْق الرأس وتغيير الملابس مرتين : مرةً قُبيل الحج ومرة عند انتهائه ، حتى لا تطول اقامة الحجاج فيشق ذلك على الناس  ويقابل هذا ما يُسمى الان في كُل دول العالم بتحديد فترة إقامة الزائر فيها .

 

ثانيا.   أما مَن أُحصر لكونه مريضا او به أذى من رأسه فلا يستطيع ان يحلق ليتزين قبل الطواف والصلاة ، لهذا لا يستطيع اتمام الحج والعمرة ( لان من إتمامها اخذ الزينة عند المسجد الحرام ، خلافا للممارسة التراثية  )  وهذا هو الحكم الثاني للاحصار ، فعليه فدية من صيامٍ او صدقة او نُسك على التخيير لكونه معذوراً :

*[ ... إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ... {89} ] المائدة ..

او ما ينحر من الانعام ، ولا يشترط ان يكون ذلك في الحج .

 و ( أُحصرتم ) عكسها ( أمِنتم ) في الآية نفسها التي عكسها ( خفتم ) في آية البقرة/239 التي تعطي تيسيرا مشابها في الصلاة لمن لا يستطيعون ان يقوموا لله قانتين :

*[ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ {238} فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ {239} ] البقرة .

 وحكم الإحصار في الحج والعمرة كحكم قصْر الصلاة في السبب والكيفية : اما السبب فهو الخوف من فتنةٍ او امتحان صعب يتعرض له الحاج او المصلي اذا اراد ان يُتم الحج والعمرة او ان يتم الصلاة سواء كانت الفتنة ضيقاً نفْسيا بالعبادة ( لضيق الزمان أوالمكان أو الظروف بسبب الافتراءات على الله ورسوله التي ما انزل الله بها من سُلطان ) أو كان الإتمام فوق طاقته او بسبب خوفٍ حقيقي :

*[ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً {101}‏ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً {102} فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً     {103} ] النساء .

 

ويلاحظ ان الله سبحانه يقول في آية الحج *[ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ ]  196/ البقرة ويقول في اية قصر الصلاة 102/النساء :

*[ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ ] .

 وقوله ( منكم ) في آية الحج : يعني المُحصَرين .

*****

 اما كيفية حكم الاحصار وحكم القصر فمفهومهما جواز عدم اتمام الحج والعمرة وكذلك عدم إتمام الصلاة بقصر وقت كل منهما بحيث تُؤدى اعمالهما الاساسية ويُترك منها ما تُخاف نتائجه : ففي الصلاة قصراً مثلا تؤدى الصلاة قياماً او رجالاً ( مشاةً ) او ركبانا بحيث تُقرأ الفاتحة وشيء من القرءان فركوع فسجود ( هو مجرد انحناء طالما لم يتيسر سجود على الارض ) وتكون نهاية الصلاة بالسجود مرة واحدةً لا يكون بعدها ركوع القعود الذي يمارسه المصلون اذا اطمأنوا يدعون ربهم فيه مقتربين اليه *[ ... وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ {19} ] العلق ،  ويختمونه بالتسليم .

اما *[ الحج والعمرة ] فاعمالهما الرئيسة هي كثرةُ الطواف ( ثلاث مرات او اكثر ) بالبيت العتيق ايْ قُربَهُ للحج ، وكثرةُ الصلاة عنده عُمرةً ، وذِكْرُ الله سبحانه في ايام معدودات ( كانت قبل القرءان معلومات في وقت معلوم مَرّةً في العام ) يمكن ان تكون يومين للمتعجل او تكون اكثر من ذلك لمن اتقى بشرط الا تطول ليُفسَح المجال لاكبر عدد من الناس ان يحجوا ويعتمروا بهدوء وبدون زحام شديد .

*****

ثالثا . الاصل في مقدَّمة الاية ( 196 ) ان يُتَم الحجُ والعمرة لله - أيْ حسبما يُرضي اللهَ – بأن يبدأ الحاج بالطواف بالبيت العتيق ( حجّاً ) ثم بالصلاة عنده والطواف بين الصفا والمروة ( عُمرةً ) . وبهذا تُجمع الى الحج اوّلا العمرةُ ثانياً . يُفعل ذلك طيلة الايام المعدودات التي يمكنه قبلها ان يشهد عرفات بوصفها معرِضا ومؤتمراً ومنتدى دُوليا حضاريا ، يبتغي الناس فيه فضلا من ربهم بتبادل السلع والخدمات والافكار .

وقد جعل الله سبحانه شهودَ هذا المؤتمر الخطوةَ الاولى في إتمام الحج *[ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ] . وعلى المُحصَر بدون عذر الذي لا يرغب في اتمام الحج والعمرة باداء متمماتهما الثانوية – ومن ذلك التواجد بعرفات - ، عليه ان يقدم فديةً هَدياً بعد ان يُنهي حَجّه ليُعتبر كالمتمم لهما .. اما المُحصَر بعذر فعليه فديةٌ من صيام او صدقة او نسك في أي وقت ليُعتبر مُتمِّما . اما غيـر المُحصَر الذي يأمَـن إتمامَـه للحج والعمرة فلـه ان يتمـتع [ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ] كما في الشطر الثاني من الآية وعليه هَدْيُ شكرٍ في الحج لِما اعانه الله عليه من الاتمام ، فإن لم يجد فصيام شُكْر عشرَة ايام :

*[...ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ... ] .

*****

 والملاحظ ان هَدْي الاحصار لمن لم يشأ ان يُتم الحج والعمرة هو هدْي فدية مالية مقابل عدم الاتمام ( ومثل ذلـك جزئياً الغرامات ، وهي عندنا صَدَقات ) ، اما هدي التمتع بالعمرة الى الحج فهو هَدْيُ شكر لله على التمتع والرضا باتمام العمرة  والحج وجمعهما معاً في سفر واحد وأدائهما معاً :

صلاةً للعمرة ( التي اُخذت من قوله سبحانه :

*[ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ {18} ] التوبه ...

وطوافا للحج ، الـذي اُخــذ مـن قولـه سبحانه :

 *[ وَلِلّهِ عَلَـى النَّاسِ حِجُّ الْبَيـْتِ ]  *[ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ] .

 

 قولُه سبحانه *[ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ] مِثلُ قولِه *[ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ] وقولِه *[ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ ] : فكما يجوز ان تُؤدَّى العمرة وحدها والحج وحده ، يجوز ان يُجمعا ويؤدَيا معا ، وكذلك صلاة دلوك الشمس التي تمتد من المغرب إلى العشاء فتُؤَدّى صلاةً واحدة مجموعةً في منتصف المدة فتسمى صلاة العشاء *[ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ {16} ] أو صلاتين واحدةً بعد الغروب والأُخرى عند غسق الليل . وكذلك يُمنع خلطُ مال اليتيم بجمْعه إلى مال الوصي .. او البدأُ بأكل مال اليتيم اوَّلاً إلى أن ينفد قبل أكل مال الوصي آخِرا .

*****

 رابعا . مفاهيم قوله سبحانه :

 *[ .. ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {196}‏ ] البقرة :

أ‌.     إن التمتع بالعمرة الى الحج وجمعَهما معا ( ذَلِكَ ) لا يكون لمن يسكنون منطقة المسجد الحرام الذين يمكنهم ان يحضروا الصلاة فيه ويعمروه في أي وقت . اذ انّ على هؤلاء ان يفسحوا المجال للقادمين من خارج منطقة المسجد الحرام . لذلك امرهم بتقوى الله وانذر المخالفين منهم بعقاب شديد . ولانهم يستطيعون الاتمام فليس على هؤلاء هَدْي .

 

ب‌.    ولكنهم ( سكانَ منطقة المسجد الحرام ) اذا تمتعوا بالعمرة الى الحج ( مخالفين مفهوم النص ) فعليهم هدْي كفارة ولا يقبل منهم الصيام الذي لم يشرعه الله سبحانه بديلا لهدْي الشكر من امثالهم بل شرعه بديلا ممَّن (1) يتمتعون بالعمرة الى الحج (2) ولا يجدون هدْياً ميسراً (3) وكانوا ممن سيرجعون الى مواطنهم بعد ثلاثة ايام من الصيام في الحج وسبعة يصومونها اذا رجعوا أحياءً .

 وانما فُرِض الهدْي بدون بديل على سكان المسجد الحرام ليَـقِلَّ عدد الذين يتمتعون بجمع العمرة الى الحج منهم صلاةً وطوافاً . اذ ان لهم ان يحجوا طوافاً فقط اما العمرة صلاةً فمتاحة لهم في أي وقت من السنة . وليس لهم ان يجمعوا الاثنين ليشُقّوا بذلك على الناس كما هو ملاحظ فعلا . لذلك قال لهم :

*[ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ]

*[ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ... *[ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَام {196} ] البقرة .

*[ .. فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ {196} ] البقرة .

*****

خامسا . والتمتع ( بالعمرة الى الحج ) له مفهوم ثان هو الفصل بين العمرة والحج بحيث ُتؤدى العمرةُ اوّلاً بالصـلاة عند المسجد الحـرام ( وبالتطوف بالصفا والمروة لمن شاء ) في أي وقت من السنة سوى اشهر الحج . ثم يُؤدَّى الحج في اشهُر الحج المعلومات طوافا بالبيت بعد الإفاضة من معـرِض ومؤتمرعـرفات الدُّولي . وقـد قُدِّمت العمرة هنا  *[ الْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجّ ِ ] خلافا لقوله *[ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ] لأن هذه الطريقة من الاداء التي يُفصل بها بين العمرة والحج لا تكون الا لمن يؤدي العمرة اوَّلا وفي أي وقت من السنة سوى اشهُر الحج ، لانه لو كان سيؤديها في اشهر الحج فان جمعها الى الحج في سفر واحد ( طوافاً وصلاةً ) يُحقَّق به قوله سبحانه  *[ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُـمْرَةَ لِلّهِ ] .

 

 طريقة الفصل هذه تناسب سكان منطقة المسجد الحرام , وقد يفعلها اخَرون ليسوا من منطقة المسجد ليتمتعوا بالعمرة في أي وقت من السنة بدون زحام ولارهق وبحيث يسهل عليهم الحج بعدها او قبلها فيتمتعون به بدلا مما يصيب الحجاج من رهق وتعب شديدين في اشهُر الحج .

وقد يتمتع الحاج بالعمرة اوّلاً قبل عرفات ، ثم يؤدي الحج بعد عرفات فيكون الطواف بالبيت وبالصفا والمروة في الايام المعدودات ( كانت معلومات فصارت معدودات ) . فالذي يجمع بينهما ( من القادمين الى مكة ) يتمتع بالجمع في سفر واحد  وبجهد اقل وفترة اقصر .

 والذي يفصل بينهما مؤديا العمرة اوّلاً ثم يؤدي الحج بهدوء يتمتع بذلك في فترة اطول . وعلى كل منهما ما استيسر من هدي الشكر على اتمام الحج والعمرة والتمتع بهما وباتمامهما . ولا تُقبل فدية الصيام الا ممن لم يجد الهدْي ممن سيرجعون بعد الحج الى بلدانهم .

 اما سكان منطقة المسجد او المقيمون مع اهلهم ( العاكفـون فيه ) فلا يقبل منهم الا الهَدْي لانهم لن يرجعوا ليصوموا سبعة ايام . والحكمة هنا بيّنة حتى لا يجمعوا العمرة الى الحج ، ويزداد الزحام حدة على ( البادين ) القادمين من الخارج .

*****

سادسا . قوله سبحانه *[ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ] يجعل الحج في أي وقت من الاشهُر المعلومات وليس في يوم واحد كما ورد في المصادر الظنية التراثية التي وجدنا عليها آباءنا . وهي الاشهُر الاربعة الحُرم التي يتحقق فيها الأمن والتي تكرر ذكْرها في القرءان الكريم وجُعل للناس أن يجعلوها معلومة بعقد بينهم اذ لا يمكن ان تكون حُرُما بحيث يَحُرم التقاتل فيها كما يَحُرم صيد البر الا اذا تعارف الناس على ذلك حسب واقعهم وبحيث لا يحل لواحد او طرف واحد ان يُخلّ بالاتفاق ويؤجل الاشهر الحُرم او بعضها كما يحلو له ( النسيء) .

*[ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {36}‏ ] التوبة .. فكتاب الله هو الدين القـيم :

 *[ بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ {1} فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُر وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ {2} وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {3} إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ {4} فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {5} وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ {6}‏ ] التوبة .

*[ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ {197} ] البقرة .

(8)

أهمُّ ما حرّم الله في الأشهُر الحُرم ، مما هو غير محرم في غيرها ، بعد تحريم القتال فيها هو صيدُ البر . ولم يَخُصَّ الحُجاج بحرمة الصيد فيها لان الخطاب موجَّه إلى لذين امنوا اينما كانوا . فهم فيها حُرُمٌ لا يتقاتلون ولا يَقتلون الصيد طوال الأشهُر الحُرم :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيـدُ {1} ] المائدة .

*[... وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ ...] المائدة .

 ولو كان هذا النهي موجها للحجاج لذكره بعد النهي عن الرفث والفسوق والجدال ، ولكنه سبحانه كرّر النهي عن صيد البرّ في الاشهر الحرم في اربعة مواقع من كتابه الكريم منها :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ... {95} أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {96} جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {97} اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {98} مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ {99} قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ          {100} ] المائدة .

*****

 باستقراء الايات المتعلقة بالاشهر الحرم نفهم مايلي :

أ. لم يذكر الله سبحانه اسماء الاشهر الحرم وقد كانت اربعة متتالية كما يفهم من مطلع سورة براءة بدأت بيوم الحج الاكبر وهو الحج الذي يشهده الحاكم او مَن ينوب عنه ليُلقيَ في يومه الأكبرِ آخِرَ الحجِ( قبل الطواف فالإنصراف) بيانا يُهم الناس كما تُليتْ سورة براءة ، وكما تُلقى خطبة الجمعة قبل الصلاة . ومعنى هذا انه اذا كان الحج المذكور في السورة في شهر ذي الحجة فان الاشهُر الحرم الاربعة تشمل ذا الحجة ومُحَرَّماً وصفراً وربيعَ الاول بينما ما وجدنا عليه آباءنا يقول انها ثلاثة متتالية وواحد فرد هو رجب . فمن اصدق من الله قيلاً ؟!

 

ب. يُفهم من هذا ومن عدم ذكر الاشهُر الحرم بالاسم ( بل انه لم يُذكر اسم شهر في القرءان كله سوى اسم شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرءان ) .. يُفهم ان الاشهر الحُرم الاربعة هي اشهر اصطلاحية يتعارف عليها الناس ويلتزمون فيها بعدم التظالُم بالحرب و بحرمة صيد البرّ ، على الّا تُغيّر تقديما ولا تأخيراً الّا باتفاق وعقد يحكُمه واقع البشر وظروفُهم  بحيث لا تنتهي محظوراتها الا بحَلّ العقد بانتهاء وقتها كهدنة وجعْل ما حرُم فيها حلالا . لذلك يقول الله سبحانه *[ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ ] أي حللتم العقد الذي التزمتم به على اصوله بانتهاء الاشهر الحرُم .

*****

 وقد احلَّ الله سبحانه القتال في الاشهر الحرم اذا قوتل المسلمون فيه او اعتُدي عليهم ، ولكنه لم يستثن شيئا ولا احدا مِن حرمة صيد البر في الاشهر الحرم لان الحرب قد يردع الناسَ عنها توازُن القوى بينهم ، اما صيد البر فهو ضعيف . لذلك فرض الله سبحانه جزاءً مشدداً على مَن يقتل صيد البرّ متعمِداً في الاشهر الحرم وتوعَّد من يعود الى ذلك بالانتقام منه مذكرا بان الله    *[ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ {95}‏  ] المائدة . وفي كل او جل بلدان العالم اليوم هناك اوقات يباح فيها الصيد واوقات يُمنع بالقانون حتى لا يؤدي الاسراف في قتل الصيد خاصّة وهو صغير في فصل التوالد الى انقراض اصناف منه .

*****

قوله سبحانه *[ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ {198} ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {199} ] البقرة ... يبين ان اول مناسك الحج هو شهود منافع لهم في مكان يتعارفون عليـه *[ لِتَعَارَفُوا ] . والنص هنا ينسجم مع قوله سبحانه لابراهيم عليه السلام :

*[ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ... {28} ] الحج ، سواء جاء الحاج الى عرفات مباشرة او جاءها بعد ان صلى عند المسجد الحرام مؤديا العمرة .

فعرفات هي مكان مناسب تعارف عليه العرب بعد ابراهيم واتفقوا على ان يجتمعوا فيه ويتعارفوا لتبادل المنافع قبل الحج : بيعا وشراءً وتبادلَ خِدْمات وتبادلَ آراءٍ والقاءَ اشعارٍ وخُطبٍ .. لكنْ بدون جدال  ( هايد بارك ). ولكنهم قطعا لم يريدوه – كما لا يريده الله - مجرد مكان يقفون فيه ويتركونه مكبَّ نفايات كحاله اليوم .. ثم يتبجح المذيعون بوصفه صعيد عرفات الطاهر !!

الخــــــــــــــلاصة

 الخلاصة ان مفهوم الحج هو أَمُّ  ( قصْدُ ) المسجد الحرام للطواف بالبيت العتيق في أشهُرٍ للحج معلومات يجمع الحُجاج المسافرون اليه العمرةَ ، وهي الصلاة عند المسجد الحرام مبتغين من الحج والعمرة رضوان ربهم بعد حضور معرِض عرفات الدُّولي الذي يبتغي الناس فيه فضلا من ربهم بشهودهم منافع لهم . وعلى الحُجاج الرجال ان يأخذوا زينتهم عند المسجد الحرام . واهم مظاهر الزينة حلق الرأس والإغتسالُ وتغيير الملابس قبل الحج :

*[ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ... {27} ] الفتح .. وكذلك أخْذُ الزينة عند انتهائه . وبهذا فقد تحددت فترة اقامة الحاج في اماكن الحج بالفترة بين حلقتين وتغيير الملابس منعاً للاكتظاظ والزّحام وما يرافقهما من فوضى ورَهق تذهب بـ *[ مَا يَـنفَعُ النَّاسَ  ] من خيرٍ هو المقصود من الحج ومن كل ما شرعه الله سبحانه في كتابه العظيم .

 

*[  رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا  ]

*[ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ]

 

محمد راجح يوسف دويكات

  مدرسة الربانيين :

 خطاب رباني قُرءاني اسلامي معاصر

 يجمع بين اصالةِ النصِ القرانيِّ الثابتِ والتجديدِ في فهمِه وتطبيقِه .

 

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

   

 

 

 

 

          

 

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008