الأدبُ و الفنُّ : أساليبُ تعبيرٍ كلاميةٌ وصوتية حركية (دراما) لم تُذكر في القــــــرآن العظيم

بجليّ العبارة بل بخفيّ الإشارة .

بعضها نافع وأكثرها اليومَ (لهْوٌ) يُلهي عما ينفع .

الدراما يمكن أن تسهم في تغييرِ وإصلاح المجتمع لنشرِ ثقافة إيجابية

متناسقةٍ مرجعيتها كتاب الله ، وتتبناها الدولة .

الْحَمْـــــــــــــــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِـــــــــــــــــينَ

*[  اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي  أَحَـــــــــــــداً {38} ] الكهف .

اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بعبادة ربي  أحـــــــــــدا (110/الكهف) .

*[ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ :

^(أ) فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ^(ب) وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ  أَحَـــــــــــــداً {110} ] الكهف .

عناوين فقرات البحث : مقدمة .. القرآن ليس شعرا ولا نثرا بل كلامٌ متميز ليس كمثله كلام (1) آيات الفرقان هي آيات الهُدى = الدستور . وقفة على نجمٍ من نجوم الفرقان القــرآنية (2)  خَــلْقُ الله للبشر والأنعام من أزواج لديها دافع لا يُقاوَم هو خلقٌ فريدٌ ليس كمثله شيء (3) *[ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ] ليتعارفوا وتتلاقحَ أفكارهم وتجاربُهم وتتكامل . (4)  مفهومُ كلٍ من اللهــو واللعب من كلمات الله الثابتة (5) الفن اليوم / غناء وتمثيلا / هو من اللهو .. لكنْ (6) اللحن (7) تشكيل كلمات الله القرآنية فهْمٌ متجددٌ فمتغيرٌ غيرٌ محفوظ (8) الجديد من القرآن عما ورد فيه من إشارات إلى الغــناء والغِنى والاستغناء (9) الفريقان : المُترفون المنشغلون بالسمر غناءً وتمثيلا ، وكذلك الخرافيون المنشغلون بالتغني بالقرآن وبالصلاة على النبي / بينما يهجرون القرآنَ ولا يتدبرونه / يستحقون كلهم ما هم فيه من العذاب (10) الخلاصـــــــــة : المغني المتكسب بالغناء إذا سُئل عما أسهم به في عمارة الأرض فقال ، كنت أغني ، سوف يقال له :  كنتَ تُــغــنّي ! فارقصْ الآن إذَنْ !!!

مُقدَّمـة

القرآن ليس شعرا ولا نثرا بل كلامٌ متميز ليس كمثلِه كلام

*[ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ !

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً {82} ] النساء .

. خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف قبل أن يُعلَم منه شيء

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

وهو أحسنُ الحديث وأحسن القَــصص وأصدق القول ، كما أن اللهَ *[ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ] و*[ .. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {11} ] الشورى . وكما أن السماوات والأرض هي *[ .. صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ .. {88} ] النمل ، كذلك خلْقُه للكائنات الحية أزواجاً ونشرُها في الأرض / بدافعٍ لا يُقاوَم / *[ .. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {11} ] :

*[ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {23} ] الزمر .

*[ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ {3} ] يوسف .

*[ .. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً {87} ] النساء . *[ .. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً {122} ] النساء .

مما يتميز به القرآن أن كلماته وآياته وردتْ في سياقات (contexts) ثابتةٍ تعين على معرفة مفاهيمها التي (لا) تُؤخذ من معاجم اللغة ولا من أشعار العرب ، إضافة إلى ما فيه من أرقامٍ وأعداد بإحصاءاتٍ تعين كذلك على معرفةِ ما أشكل من مفاهيم الكلمات والآيات . فالإحصاء العددي لحروفِ القرآن / المكتوبةِ والمقروءة / وكلماتِه وآياته يفوق الخيال . وهو يفسر ما يصعب تفسيره بدونه ، كما يتبين من بعضِ الإحصاءات العددية في مقالات هذا الموقع التي قطعت الشك باليقين في كثير من الأفكار والنبوءات الغيبية الكبيرة ، المتعلقة بهذه الأرض المقدسة التي جعل الله أحداثها مقدمة لتغيير العالَم . هذا يجعلنا نفهم قول منزل القرآن سبحانه :

*[ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً {25} عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً {26} إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً {27} لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28} ] الجن .

وإذا كان سياق الكلمات والعبارات والآيات يحدد مفهومها فإن للأعداد سياقا من أعدادٍ أُخرى وكلماتِ هو الذي يحدد قيمتها ومفاهيمها المتغيرة . فمثلا العدد 13/ رجلاَ  هو غير العدد 13/ امرأة وغير العدد 13/ صفحة . والعدد (59) قد يكون يوماً أو سنة أو قرنا أو عمرا أو كمية .. ولكن العدد (659) في سياق مطلع سورة الإسراء :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها تبين حتمية تحقق وعود الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

هو عدد آخرُ يشير إلى فترةٍ زمنية تتعلق بنبوءات حسمت فهماً مغايرا لخرافات وأوهام المستقدمين والمستأخرين . إقرأ عن أهمية بعض الأعداد وإحصائاتها المبسطةِ في مقال من مقالاتنا :

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم  ..  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=338&cat=6

(1)

آيات الفرقان هي آيات الهُدى التي يُكتفَى باتّباعِها عند فقْد السيادة ،

كمــا اكتٌفي بها في العهد المكي .

وهي دستور الدولةِ والمجتمع الإسلامييْن الربانييْن في الدولة الإسلامية الحرة ،

التي دينها وقانونها هو (دين الحق) كتابُ الله .

وشريعتها دين الحق بفهْمٍ متجدد للقرآنِ يناسب العصر :

مفهوم الشَّريعة و مفهوم الشِرْعة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=333&cat=4

*[ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ

وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33} ] التوبة .

وقفة على نجمٍ من نجوم الفرقان القــرآنية تُبين أن القرآن يصنع الفرقَ :

الصابئين والصابئون حرف يصنع الفرق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=24&cat=4

*[ وَمَا (اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ) مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّــي عَلَيْهِ تَوَكَّلْــتُ  وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {10} فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ : جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ، وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً ، يَذْرَؤُكُمْ فِيــــــه لَيْسَ كَمِثْلِـــــه شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {11} ] الشورى .

إلامَ يعود ضمير الهاء في كمِثل(هـِ) شيء ؟

الأقدمون طالما قالوا إن الضمير في (كمثلِه) يعود إلى الله ، فهو الذي ليس كمثله شيء مخلوق . وحتى الإنسان الآدمي الذي خلقه الله (بيديه / بنفسه) ونفخ فيه من روحه / مودِعا فيه نُتفة من كل صفاته / لا يُشبه خالقَه في الصورة ولا يدانيه في القدرة ، وهذا حق .

نظرات قرآنية في خلق الإنسان على مرحلتين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=344&cat=5

لكن هناك مفاهيم إصلاحية خفية غابت عن أذهان البشر : فالهاء في (كمثله) كذلك تعود إلى ⁽¹⁾ الذرءِ (الخلقِ والنشر) طريقةً للخلق من أزواج ، وتعود إلى ⁽²⁾ الاختلاف في أول النجم . كل ذلكم ليس كمثله شيء آخَــر لتحقيق التكاثرِ والاختلاف (الفطري الخَــلْــقي) الإيجابي المحمود بين المخلوقات . وعلى رأس ذلكم اختلافُ ألسِنة الناس واختلاف ألوانهم بحيث يتكاملُ ما يختلفون فيه ، خلافا للخلاف والتفرق المصلحي الآني :

*[ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ {22} ] الروم :

*[ يَخْلُقُكُمْ فِي  بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {6} ] الزمر .

*[ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14} ] المؤمنون .

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} ] الحجرات .

وقد تكاملت معرفتي باللسان الإنجليزي وخصائصِه / الذي تعلمته وعلّمته للصفوف الثانوية طيلة ربع قرن / مع معرفتي باللسان العربي الذي أحببتُه وعلّمْتُه سنين ، فأنتجتْ / بفضل الله سبحانه / طريقة لدراسة وفهم القرآن العظيم ليس كمثلها طريقة في فَهْمِ المقروء . هذا هو السر في المعرفة الإبداعية غيرِ المسبوقة التي تُقدمها مقالات موقعي (كونوا ربانيين) الـ (371) حتى الآن ، وكلماتُ صفحتي :

www.kuno-rabbaniyeen.org

www.Facebook.com مدرسة الربانيين – محمد راجح دويكات

*[ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182} ] الصافات .

(2)

خَلْق الله للبشر والأنعام من أزواج خَلقٌ فريدٌ ليس كمثله شيء

هذا يذكرنا بأنّ الطرق الأخرى كالاستنساخ مثلا لن تكون كخلق الله للبشر والأنعام من أزواج . أنظر إلى خلقِ الجنين وحركته في بطن أمه على الشبكة ثم ولادتِه منذ اللحظة الأولى بحاسوب رباني في ناصيته (56/هود) يُحركه ويوجهه بالفطرة متصلاً بالحاسوب الرباني الأُم في *[ .. أُمِّ الْكِتَابِ .. {4} ] الزخرف . وتذكّــرْ تحدي الله لكل مغرور *[ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ .. {11} ] لقمان .

عندئذٍ ستوقــنُ :

*[ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {64} ] غافر ، *[ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14} ] المؤمنون .

*[ فَذَلِكُمُ اللّهُ (رَبُّكُمُ الْحَقُّ) فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {32} ] يونس *[ .. أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {54} ] الأعراف . فالخَلْق لله والأمر والتدبيرُ لرب العالمين ، على الترتيب .

*[ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ] : بسبب طريقة التكاثر هذه من أزواج يتم نشر هذه الكائنات الحية في الأرض / وغداً في الكون / وليس كمثلها طريقة من صنع البشر ! بها يخلقكم أزواجا وينشركم بسبب ما اختلفتم فيه . وليس كالاختلاف شيء يؤدي إلى انتشار الناس وتوزيعهم على الأرض  فتتلاقحُ الثقافاتُ والحضارات بدلا من الصراعات المدمرة .

وبسبب طريقة التزاوج والتلاقح هذه ، وما فيها من دافع لا يقاوَم ، تهاجرُ وتنتشر هذه المخلوقات في الأرض وينجذب بعضها إلى بعض بطريقة مُحيرة لكنها منضبطة . كل زوج / وأحيانا كل صنفٍ /  يسعى إلى زوجٍ يُكمله قد يكون على بعد ألوف الأميال .

خلْقُ المخلوقات الحية من أزواج فيه قدرُ ثابت من جيناتِ / مورثاتِ بعض هذه الأزواج وفيه قدر متغير ومتجدد من جينات أخرى ، وفيه قدر متغير مكتسب . هذا الخلق الرباني بثوابته الجينية ومتغيراته المكتسبة قضاه الله سبحانه وهو يشرف عليه / حالة بحالة / من أجل تطوير وتحسين خلْق الإنسانِ والكائنات الحية تماما كما قضى أن الدين هو أصل ثابت هو كلمات الله وأنّ فَهْمه متغير ليواكب العصر :

الأصالة  والتجديد الثابت والمتغير   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=37&cat=3

حين غفل الناس عن هذا المفهوم الثقافي عن الحكمة من الاختلاف انتشر العنفُ وسفك الدماء وعمّ الشقاء .

*[ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ {118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ .. {119} ] هود . فالمختلفون الذين يرحمهم ربهم لا يضرهم الاختلاف .. بل ينفعهم :

عجز الأمة  وسبباه : التنازعُ فالفشلُ .. فالعجْــزُ 

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=145&cat=3

الاختلاف بين الأمم وتنوع حضاراتهم إيجابي من أجل تقدم عمارة الأرض . الاختلاف السلبي هو الخلاف الذي يؤدي إلى التفرق والتنازع بين البشر وبغْيِ بعضِهم على بعض ، وخاصة بين أهل الدين السماوي الواحد :

*[ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64} ] النحل .

*[ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105} ] آلعمران .

*[ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {159} ] الأنعام .

*[ .. وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {32} ] الروم .

هذا الانتشار الذي يبدو للبشر فوضويا هو في الحقيقة مدروس ومراقب بكلياته ودقائقه ومنضبط بشكل ليس كمثله شيء . وما علينا لمعرفة هذه الكليات والتفاصيل إلاّ أن نتفكر في الحياة وندرس القرآنَ ، دليلَ الخلق الرباني (Manual) الذي نجد فيه مما نجد حثـــاً على البحثِ فيما خلق اللهُ والتفكرِ في قدرة الخالق غيرِ المحدودة :

*[ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ .. {20} ] العنكبوت .

*[ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ((وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا)) وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {59} ] الأنعام .

هذا الذرءُ / خَلقاً وانتشارا / يُحدث تلاقحاً في الأفكار والمعلومات والتجارب والسلع إضافة إلى الهجرات الطوعية التي يتحقق بها الانتشار طلبا للرزق أو العِلمِ ، أو الهجرات القسرية بسبب الحروب وما يصاحبها من ظلمٍ آني ، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات والشعوب :

. من سنن الله تلاقح الحضارات وتسابقها  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=50&cat=3

هذا عزاءٌ لكل من يتضرر عاجلا لينتفع آجلا إذا (استعان بالله وصبر) كما فعل نبي الله يوسف الذي به ذرأ الله بني إسرائيل في الأرض فلخص يوسفُ تجربته المُرةَ في بداياتها ، الحلوةَ في نهايتها بقوله الذي وثقه عنه ربه :

*[ .. إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {90} ] يوسف .

(3)

*[ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ] ليتعارفوا وتتلاقحَ أفكارهم وتجاربُهم وتتكامل .

*[ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ {118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ .. {119} ] هود . فالمختلفون الذين يرحمهم ربهم لا يضرهم الاختلاف .. بل ينفعهم :

عجز الأمة  وسبباه : التنازعُ فالفشلُ .. فالعجْــزُ 

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=145&cat=3

لذلك سوف يظلون شعوبا وقبائل و .. ليتعارفوا وتتلاقح أفكارهم وتجاربهم وتتكامل ، ومن أجل هذا شرع الله الحج *[ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ.. {28} ] الحج . لكنه لم يخلقهم لاستمرار الحروب والصراعات المدمرة التي تدمر في لحظات ما أنتجه الناس في سنوات . لهذا أنزل لهم مرجعية ووضع لهم آلياتٍ لتقليص الخلافات بينهم وحسْمِها قبل أن تتفاقم :

*[ تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{63} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ((الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ)) وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64} وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {65} ] النحل .

.  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

حُكمُ الله في اختلاف البشر ليس كمثله حُكمٌ لمخلوق . هذا يجعل كل أحكام البشر المخلوقين في الاختلاف الفكري النظري لاغــية ، فتبطُل كل التشريعات والإفتاءات المنسوبة إلى مخلوقين أيّــاً كانوا *[ يَسْتَفْتُونــــ(ــَكَ) !!! قُلِ *[ اللّهُ يُفْتِيكُمْ ] .. {176} ] النساء . مثلُ هذه التشريعات والإفتاءات البشرية هي التي أنتجت الخلافات السلبية المدمرة وهذا الواقعَ المرير :

خلاصة مفهوم الآية (10/الشورى) في أول النجم أعلاه :

هذه هي وصية الرسول الكريم / بكلمات الله ربه / إلى المؤمنين بأنّ أيّ اختلاف بينهم على أمر ذي بال (شيء) يجب أن يُرد إلى الله بمعنى البحثِ في كلمات وآيات كتابه (Manual) *[ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {24} ] الشورى ، ثم ردِّ الأمر إليه / بالتوكلِ عليه / ليهديهم إلى ما ينفعهم *[ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ {17} ] الرعد .

بديل ثقافة العنف لتغيير الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

هذه الوصية المكتوبة بالكلمة والحرف / ككل القرآن / لم تأتِ بوحي نبوةٍ شفهي لا يصلح حجة إلاّ على من أوحي إليه ، فإذا مات ماتت معه ! لهذا أنزل اللهُ على الرسول بوصفه نبيا كذلك :

*[ وَاتَّبِعْ (مَا يُوحَى إِلَيْكَ) وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {109} ] يونس .

ولكنه سبحانه ألزمه باتباع القرآن إذا نزل :

*[ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} ] القيامة .

وألزمه وألزم الذين آمنوا معه باتّباع ما أُنزل إليه من آيات الكتاب / القرآنِ بكلماتها وحروفها . ولم يتوفَّ الله شخص رسوله إلاّ بعد أن أكمل دينه كلماتٍ قرآنيةً بحروفها وآياتها وأعدادها وسياقاتها الثابتة :

*[ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {2} اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ (وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء) قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {3} ] الأعراف .

(4)

مفهومُ كلٍ من اللهــو واللعب من كلمات الله الثابتة

ذَكر القرآنُ (اللهْوَ واللعبَ) مقترنيْن ستّ مرات ، منها :

*[ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {64} ] العنكبوت .

مفهوم اللهوِ هو الانشغالُ / التلهّي بما هو أدنى عن ما هو خير . يشمل هذا اللهوَ بنوعيه ^(أ) الفنِّ ، من غناء وتمثيل ونحتٍ ورسمٍ .. ^(ب) ولهْــوَ الحديث الذي يُلهي عن أحسن الحديث / كتابِ الله / وهو أخطر .

أما اللعب فهو الاشتغال بما لا ينفع الناس في مهمة (عمارة الأرض) التي خلق الله الإنسان لإنجازها *[ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا {61} ] هود .. ككل الألعاب الرياضية التي منها كرة القدم والملاكمة والمصارعة الوحشية التي فيها من العفن والفساد الرياضي إضافة إلى العفن الفني والعفن الديني ما جعل معيشة البشر ضنكا . الغريب أن المستفيدين من هذا العفن من البشر يُطلقون على مشاهير الفن والرياضة (نجوما) و(أبطالا) دون أن يخطر ببالهم أن جذر الأبطال والبطولات في اللسان العربي القرآني هو (الباطـــــــــــــــــــــــل) :

كلمات البطولة والبطولات والبطل والأبطال مشتقة من الباطل

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=203&cat=4

آيات تذكر أللهْــوَ واللعب :

*[ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {64} ] العنكبوت .

*[ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {32} ] الأنعام .

*[ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {20} ] الحديد .

*[ إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ {36} ] محمد .

إقرأوا عن مفاسد ومخازي الألعاب والمباريات الرياضية وهدرها وغسيلها للمليارات :

http://arabic.cnn.com/business/2015/05/27/how-fifa-makes-money-billions

*[ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {11} ] الجمعة .

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {9} ] المنافقون .

*[ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {3} ] الحجر .

*[ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ {12} ] محمد .

*[ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى{5} فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى{6} وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى{7} وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى{8} وَهُوَ يَخْشَى{9} فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى {10} ] عبس .

*[ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ{1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ{2} كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ{3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ{4} كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ{5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ{6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ{7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ{8} ] التكاثر .

*[ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {37} ] النور .

وهناك مَن اتخذوا اللهوَ واللعبَ دينا لهم *[ .. وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً {42} ] الفرقان :

*[ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ {50} الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {51} ] الأعراف .

*[ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ... لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ {70} ] الأنعام .

أكثر الشعــرِ لهْو وكذب ، وقليله صادق ومؤثر :

الشعر شكل كلام يحكمه وزنٌ وقافية تذهبان بشيء من دقة التعبير عن الفكــرة المقصودة . وقد يستهوي الشاعــرَ وزْنٌ أو قافية تجعله يقول ما لا ينفع بل يضر . أحد أُمراء بلدة (قُم) أراد أن يشعر فخاطب القاضي : أيها القاضي بقُم ... ولما لم يدر ما يقول ، أكمل قائلا : قد عــزلناك فقُــمْ ! لهذا كان للقرآن رأيٌ سلبي في أكثر الشعراء مستثنيا قلة منهم :

*[ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ {221} تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {222} يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ {223} وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ {224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ {225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ {226} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {227} ] الشعراء .

*[ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِــرٍ مَّجْنُونٍ {36} ⁽³⁸²⁴⁾ ] الصافات . ولأنهم اعتبروا الشعــراء كاذبين فقد ألصق أعداء التغيير تهمة الشعر بالرسول الكريم بل بالرسل وهداةِ أقوامِهم المصلحين ، فرد الله عليهم :

*[ بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ {37} ] الصافات .

*[ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِــرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} ] الحاقة .

(5)

الفن اليوم / غناء وتمثيلا / هو من اللهْو .. لكنْ

 يمكن لقليله أن يكون هادفا ونافعا خلافا لواقع أكثرِه اليوم .

إطلاق اسم (نجوم) على مشاهير المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات مهزلة لأنّ النجم يُهتدى به ويُقتدى ، سواء نجومُ السماء أو نجوم القرآن بينما لا تجد من يقتدي بهؤلاء إلا مَن طُبع على قلوبهم :

*[ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {97} ] الأنعام .

*[ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ {16} ] النحل .

*[ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ {2} النَّجْمُ الثَّاقِبُ {3} ] الطارق .

فالنجم الثاقب الذي يطرق أبواب السماء فيستجاب له هو الدعاء بنجمٍ من كلمات الله وآياته :

. خير الدعاء ما كان بكلمات الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=70&cat=3

 بخلاف أكثرِ نجوم الفن الذين هم قدوة سلوكية سلبية للبشر . لهذا تراهم يكيلون بمكيالين مكيالٍ لهم ومكيال لغيرهم ، فيقولون مثلا / مع أنهم يشتغلون بالفن / : (معندناش ستات تشتغــل في الفن) ويضيفون :

https://www.youtube.com/watch?v=T1a-dclvTxs

لقد سمعت مغنيا لبنانيا هو الأكثرُ شهرة والأجمل صوتا والأرقى معنى يشكو حاله على إحدى الفضائيات بعدما شاخ وكسدت سوقه ، ككل المغنين والفنانين حينما يشيخون . فلما قيل له إن هناك مغنين ممن شاخوا ولا يزالون مطلوبين .. رد بكلمة واحدة (تجسس) .

ولعمري هذه نقيصة كبرى لا يختص بها أهل الفن وحدهم في أمة هي الأكثر تبعية وولاءً للأجنبي واستقواءً به عبر التاريخ وخاصة في (أندلس) ملوك الطوائف الذين دفعوا الثمن باهظاً كما يتبين من آخر حلقتين من مسلسل الدراما السورية (ملوك الطوائف) اللتيْن حُجبتا مؤخرا ربما بضغطٍ ممن يخشون المصير نفسه . على الشبكة تجد غيضا من فيض هذه التبعية والاسترزاق الرخيص إذا بحثت عن مقولة (تشرتشل) : إذا مات العرب ماتت الخيانة . عِلما أن تشرتشل هذا كتب في مذكراته أنه كان في بريطانيا (25) ألف جاسوس نازي عشية قيام الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ! فما عسى أعدادهم تكون في أمة لا تخرج من هزيمة حتى تدخل في هزائم أخرى !

أما إذا بحثتَ عن (عمليات الكونترول) المخزية فستجد ما يندى له الجبين رغم دعاوى الثورات والبطولات والنضال والكفاح وأهازيج النصر الفارغ التي تنسجم مخرجاتها مع هذا الواقع المخزي الذي تفسره إنذارات الله شديدة اللهجة :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {27} ] الأنفال .

هذا الواقع المخزي من أهم أسبابه وأعراضِه شيوعُ اللهوِ واللعب والفساد عند العرب خاصة دون أن يكون لديهم ما يُعوّضون به عن سلبيات ونقائص اللهو واللعب :

(أ) اللهْوُ / الغناءُ من الفن كان يمارس في المناسبات فقط كالأعراس وهو المقصود بقوله سبحانه :

*[ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ (لَهْواً) انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {11} ] الجمعة .

(ب) أما لهوُ الحديث الخطير الذي دمّر الأمة فهو الذي انشغــل به (المسلمون) المحمديون بأكاذيبِ وخرافات سُنتهم وأحاديثهم التي استبدلوها بأحسنِ الحديثِ كتابِ الله / القرآنِ (23/الزمر) . هذا هو المقصود بقوله سبحانه :

*[ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ {6} ] لقمان . حسبما بيّناه في باكورة مقالات هذا المشروع الإحيائي :

جواب السؤال الصعب أين الخلل ؟ والسؤال الأصعب ما العمل

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

*[ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ {6} وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {7} يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {8} وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ {9} ] الجاثية .

(أ) المفروض في النوع الأول من اللهْو ، الذي قد يكون بعضه إيجابيا ، أنه من الفنون التي تُقــدَّم للناس على أنها أساليبُ تعبير مؤثرةٌ / منها القليل من الأدبِ الهادف ( شعراً ونثرا ) ، والغناءِ والتمثيل / الذي يُعين على التقييم والتقويم المستمريْن .. خلافا لما يُــلحَقَ بالرقص والطبل والزَّمرِ والـــرسم والنحت وكل ما يُقصد به هدرُ الوقتِ وإلهاء الناس عن التفكير في واقعهم لتقييمه وتقويمه .

والمفروض أنّ الفنون هي أشكالُ كلامٍ نافع ، ورموزٌ لكلام وحركاتٌ معبرة يُقصد بها عرضُ أفكارٍ / بطريقة مؤثرة وجاذبةٍ قد تكون ساحرة في قوة تأثيرها / لتثبيتِها أو تجديدِها أو تغييرِها بهدف تغيير الإنسان والمجتمع ليُسهما في تجديد وتطوير عمارة الأرض بأقل قدر من الإفساد الذي لا بد من حصول شيء منه أثناء حركة الإعمار .

لكن الواقع يقول أن أكثر ما يُعرف بالفنون هو لهْوٌ يتفرغ له البطالون (من الباطل) الذين لا ينتجون ، وفوق ذلك فهُم يُــلهون غيرَهم عن أن يعملوا ما ينفع الناس ، فهُم يُفسدون ولا يُصلحون (48/النمل) ، بدلالة واقع الفن والفنون المخزي في بلاد العرب التي تقل إنتاجية العاملين فيها عن نصف ساعة يوميا بينما يهدرون ساعات في ممارسة الفنون أو سماعها ومشاهدتها ، دع عنك ما فيها من فساد وإفساد !

المجتمعات العربية ليس فيها من الإيجابيات ما قد يُغطي على سلبيات الفن في الغرب . عندنا اقــتُصر الفن على الإثارة الغريزية بعرضٍ مقزز للحوم النساء ، واللهْوِ وهدْرِ الوقتِ والترفيه الذي لا رسالة فيه ، بينما المفروض :

أنْ لا يلهوَ إلاّ مَن عَــمِل ثماني ساعات ونام ثماني ساعات ليكون منتجا .

الفن بالمفهوم الحالي أكثره صفُّ حروف وجرشُ كلام مع انخفاضٍ في الإنتاجية / فهو كالخمر والميسرِ إثمُهما أكبر من نفعهما / بما فيه من إفسادٍ مقصودٍ يتحول إلى طغيانٍ وإكثارٍ في الفساد يستحق المجتمع الذي يُشجعه أن يصب عليه ربه صوت عذاب كما هو الحال في البلاد العربية التي سبقت إلى إنتاج (العفن الفني) وتصديره ، فكيف إذا اشتهرت بتصدير (العفن الديني) كذلك لتَجمع الحشَفَ إلى سوء الكيْــلة !

وقد شهد بمخازي الفن والفنانين كثيرون ممن طال عليهم الأمد وأصبحوا عاجزين عن الاستمتاع العاجل به وبمكاسبه . كما شهد بهذه المخازي مؤخرا شاهد من أهل الفن من قبل أن يعجز :

  محمد صبحي : الأفلام الحالية تقدم المرأة المصرية كعاهـــــــرة :

http://elyaoum.com/pages.php?option=browse&id=40359#.VSKjxeGQKMI

*[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} ] الفجر .

*[ .. كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ، بَلَاغٌ : فَهَلْ يُهْلَكُ (إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) {35} ] الأحقاف .

*[ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ (إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) {47} ] الأنعام .

أصل التمثيل في القرآن : صناعة التماثيلِ الحسية / الأصنام ، وضربُ الأمثال المعــنوية بكلماتٍ مختصرةٍ أو بقصصٍ مَحكيةٍ في تمثيليات سينمائية أو تلفزيونية (دراما) وصور متحركة ، يمكن أن تنفع الناس إذا استخدمت للتقويم ورُبطت بآيات ربهم مرجعا للحق .

لكن الممثلين اليوم *[ .. خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {102} ] التوبة ، إذا *[ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ {102} ] التوبة .

الرواية عن الأنبياء وتمثيل أدوارهم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=141&cat=3

*[ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74} ] الأنعام .

*[ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52} ] الأنبياء .

*[ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ {43} ] العنكبوت .

*[ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17} ] الرعد .

 (6)

الَّلـــحن

كثير من الناس يَلحنون بمعنى أنّ لهم ضمنَ لسان منطقتهم الخاصة لَهجةُ (dialect) يُميلون بها ألسنتهم فتُميز إقليما أو بلدة معينة أو حارة يُعرفون بها ، كما يُعرف العراقيون بلحنٍ / لكنةٍ / لهجةٍ غيرِ لهجة السوريين أو اللبنانيين أو الأردنيين أو الفلسطينيين أو المصريين أو السودانيين أو الليبيين أو التونسيين أو المغاربة . كل هذه اللهجات تختلف عن اللسان الفصيح (Formal Tongue) الذي إذا نطق به بعض المتعلمين منهم لا تكاد تعرف بلده . هذه الألحان / اللهجات تكون بارزة في العامية بحيث يُعرف الناس من لهجاتهم ، وتقلّ / وقد تختفي / في اللسان الفصيح . وقد يكون للبلدة لحن معين كما لأهل نابلس من فلسطين وكما للخليل وقضاء رام الله ...

وقد يكون اللحنُ / اللهجة / اللكنة مقصوداً تُعرف به فئة معينة من المنافقين الذين *[ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ {26} ] محمد ، فأشار إليهم القرآن :  

*[ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ {29} وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ {30} ] محمد .

*[ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {78} ] آلعمران .

مِثلُ هؤلاء اليوم مَن يُطيلون لحاهم ويكثرون من الصلاة على النبي ويرفعون شعارات تستهوي الدهماء ليحسبوهم متدينين . وبعضهم يرفعون شعارات قوميين أو وطنيين أو مناضلين أو .. ليُخفوا حقيقتهم !

أما سيما المنافقين الظاهرية التي عُــرفوا بها فهي :

*[ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ {4} ] المنافقون .

وقد ورد اللحن في القرآن مرة واحدة كصفة للمنافقين الذين يُعرَفون بلحنٍ مرتبطٍ أكثره في واقع اليوم بالغناء الذي صارت ألحانُه تميز المغنين بحيث بات الناس يعرفون المُلحِّنَ والمغني من (لحن) الأغنية ، حتى صار هذا المعنى للّحن أكثرَ شيوعا بكثير من الهمْزِ واللمزِ اللذيْن توعد الله سبحانه فاعليهما الهمّازين اللّمازين *[ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} ] الهمزة .

*[ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ {8} وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ {9} وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ {10} هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ {11} مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ {12} ] القلم .

على أن الأغنية (لحنٌ وكلمة) فتكون بعضُ الألحان جميلة وهادفة إذا كانت كلمات الأغنية كذلك . وقد يُعرف بعض الملحنين والمغنين بألحانهم الجميلة وكلماتهم الهادفة كوديع الصافي وفيروز من لبنان ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم من مصر .

فهل هناك ذكرٌ للغناء بلفظه في القرآن غيرُ أنه من اللهو الذي يُلهي عن ما هو خير منه ؟

(7)

تشكيل كلمات الله القرآنية فهْمٌ متجددٌ فمتغيرٌ غيرٌ محفوظ

أما آيات الله بكلماتها وحروفها وترتيلها / سياقِها (نجومِها) وإحصاءاتها فقد تعهد الله بحفظِها .

*[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9} ] الحجر و *[ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ {64} ] يونس ..

(أ) لكنْ وعْـدُ الله بحفظ كلمات الذكر .. لم يشمل وعدا منه بحفظ ((تشكيل)) الحروف ، لِعــلمه سبحانه أن التشكيل فهْمٌ ، وفهْمُ كلمات الله وآياته يجب أن يظل متجددا حسب الوقائع المتغيرة بسبب الزمان والمكان ورؤية الناس لآيات الله في الكون المنظور التي منها وسائل معيشتهم واتساعُ مداركهم ..

ضابط صحة أيّ فهْم للقرآن أن ينفع الناس     

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=362&cat=4

(ب) أخطر مثل على (تزوير التشكيل) كان ولا يزال ضمةً على حرف لام (وكــلَّ) بدل فتحةٍ تقتضي كسرَ الراءِ في (مستقِــرٍ) في قوله سبحانه ، ليكون لقراءة الآية مفهوم إصلاحي تؤيده آياتٌ قرآنية كثيرة :

*[ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ، (وَكُلُّ) أَمْرٍ مُّسْتَقِــرٌّ {3} ] القمر ، والصواب :

*[ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (وَكُلَّ) أَمْرٍ (مُّسْتَقِــرٍ) {3} ] القمر ، بفتح اللام وكسر الراء .

(ج) القراءة بالضمة توحي بأنّ الاستقرار محمود بحيث لا يكون تجديد . لهذا زعموا أن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وزادوا الأمر سوءاً فقالوا (ما ترك الأوائل قولا لقائل) ، دون أن يتذكروا أن القرآن نفسه (ذِكْرٌ مُحْدث) منذ نزوله وإلى قيام الساعة :

*[ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم (مُّحْدَثٍ) إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2} ] الأنبياء .

*[ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ (مُحْدَثٍ) إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ {5} ] الشعراء .

 وأنه إذا كانت كلماته ثابتة ، فإن بيانَها / فهْمَها يجب أن يظل مُحْدثا ، مُحَــدّثاً وجديدا .

الأصالة  والتجديد الثابت والمتغير   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=37&cat=3

(د) الفهم السقيم للبشر الذي جعلهم يتحدثون عن (الاستقرار) لدرجة التعفنِ كمطلبٍ ، بدلا من (الأمنِ والعــدل) :

إبراهيم يسأل : فأيّ الفريقين أحق بالأمن ؟ والله سبحانه  يجيب

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=161&cat=5

هذا الفهمُ أنساهم كلمات ربهم وآياته في سورتيْ الأنبياء والشعراء أعلاه فأوقعهم في حبائل الشيطان الذي أغراهم بالتزوير وأملاه لهم *[ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ {25} ] محمد . وحين لم يستطع تزوير كلمات الله أملى لهم أن يزوروا تشكيلَ بعضها كما زوروا (الفتحة) في آية القمر التي تبين أن الناس كذبوا بالقرآن لأنهم اتبعوا أهواءَهم / كما يفعلون اليوم / واتبعوا ( كــلَّ ) ما استقر عندهم من عادات وممارسات وسلوكيات متعفنة وجدوا عليها آباءهم ، بدلا من اتّباع ما أنزل الله بفهْمٍ مُحدثٍ متجدد :

*[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ (اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ) قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ((مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا)) أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21} ] لقمان .

(هــ) يقابل الفهمَ السقيم الموروثَ هذا الفهْمُ ((الميسرُ الممتنعُ)) بيانا للقرآن . فهو ممتنعٌ إلا على مَن يسّره الله له ليشملَه تحدي الله سبحانه :

*[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33} فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} ] الطور .

*[ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ {156} فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {157} ] الصافات .

الذين شكلوا كلمات الله الثابتة أصابوا وأخطأوا ، لأن التشكيل فهْمٌ ، وفهْم كلمات الله الثابتة بحروفها أراده الله متجددا حسب الواقع المتغير . هذا هو الإعجاز القرآني الذي لا يُرى مثله في أيِّ كلامٍ مخلوقٍ لمخلوق . معنى هذا أن شيئا من تشكيل الحروف الثابتة لا بد أن يتغير بعد هذه التغييرات العصرية الكبيرة ليؤدي مفهوما نافعا لم يعرفه الأقدمون الذين ظنوا كلّ التشكيل ثابتا ثبات الكلمات والحروف .

فإذا عرفنا أنّ التشكيل ( فَهْــمٌ ) يُفترض أن يكون متجددا كلما تجدد واقع البشر ليفهموا من الذكْرِ المُحدثِ / القرآنِ أمورا مُحدَثة تنفعهم .. أدركنا لماذا جمد الناس على( فهْمِ ) كلمات وآيات الله بل وعلى تشكيل الكلمات حتى وإن كان تشكيلها الموروث لا يؤدي إلى أيّ معنى ينفع الناس . من ذلكم تلكما الكلمتان ( يَغْنَوْاْ ، تَغْــنَ )  .

الكلمتان ( يَغْــنَوْاْ ، تَغْــنَ ) وردتــا في أربع آيات ، لم يفهمها الأقدمون فشكلوهما وجمّدوا التشكيل فظن من بعدهم أن التشكيل من الله فهو محفوظ كالحروف ، مع أن كلمات الله بحروفها هي المحفوظة لا بتشكيلها *[ حم {1} عسق {2} كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {3} ] الشورى .

وقد بيّنا كيف أن تجديدَ تشكيلِ *[ جَنَّاتِ عَدْنٍ ] لم يعرف أحد معنى لها ينفع الناس . وحين جددنا التشكيل إلى *[ جَنَّاتٍ عُــدْنَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ] تبينتْ لنا مفاهيم جديدة عرضناها في بحثنا :

. أهم إشارات الساعة اكتمالُ عمارة الأرض كلها 

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=392&cat=5

حين ظن الأقدمون أنّ *[ كَأَنْ لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ] تعني (كأنْ لم يُقيموا فيها) .. فهُم  لم يحسنوا تشكيلهما ليكون لهما معنى يبينه مِن بعدِهم الواقعُ الذي يشير إلى أنّ الكلمتين مشتقتان من (الغِناء) المعروف وما يرافقه في هذا العصر من الطغيان في اللهو والسفه والسمر والسهر والعهر الذي كان شيءٌ منه حتى وقت قريب في المناسبات ثم أصبح (ظاهــرة !) هي شُغــلُ كثيرٍ من الفضائيات والمشاهدين والناس .. كما أنّ ظلامية الخرافات والكذب على الله هي شغل كثير من الفضائيات المحسوبة ظلما على الدين . أقول (ظلما) لأن الدين لا يكون إلاّ دينَ الله الذي افترى عليه البشر من كل الطوائف عبر القرون :

الدينُ ، دينُ الله ، هو كتاب الله  بكلماته  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=314&cat=4

(8)

الجديد من القرآن عما ورد فيه من إشارات إلى الغــناء والغِنى والاستغناء

في القرآن العظيم ، بالتشكيل الموروث ، لم يرد ذكرٌ للغناء لفظاً ، وظن الأقدمون أن كلمة (اللهو) أغنتْ عنها عِــلما أن اللهو أعــمُّ من الغناء . الغناء والطبل والزمر وما يرافق ذلكم من الرقص والحركات هي اللهوُ المقصود الذي ألهى الناس عن ذكر الله وخطاب النبي يوم الجمعة . وكذلك التجارة المباحة تصبح في حكم اللهو إذا ألهت المصلين والمستمعين عن ذكِــر الله في خطاب الجمعة الذي يُلقيه الحاكم ، لا مَـن هبّ ودبّ :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {9} ] الجمعة :

*[ وَإِذَا رَأَوْا (تِجَارَةً أَوْ لَهْواً) انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ  مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {11} ] الجمعة .

 الجديد من القرءان والواقع عن صلاة الجمعة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=9&cat=3

أكثر الأقوام غِــناءً وسوءَ عاقبة في الأقدمين كانوا (مَدْينَ قومَ شعيب) و (وثمودا قومَ صالح ، وعاداً قوم هود) .

قوله سبحانه *[ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ] جاء وصفاً ^(أ) لمدْينَ قومِ شعيبٍ الذين (كانوا بخيرٍ) ولكنهم بدلا من أن يشكروا لله انشغلوا بالغناء وما يرافقه حتما من السفاهة والفساد كحال أمثالهم اليوم . وجاء ^(ب) وصفاً لثمود قومِ (صالح) وعادٍ قوم (هود) الذين كانوا (مستبصرين) .. من دون الأقوام الذين كذّبوا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم وبرفضِهم للتغييرِ :

(أ) *[ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ {84} ] هود .

*[ الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ {92} ] الأعراف .

(ب) *[ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ {67} ] كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ {68} ] هود .

*[ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ {61} ] هود .

في هذه الآية عن ثمود ذكــر الله الهدف من خلق الإنسان ليعمرَ الأرضَ بطلب من ربه *[ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ] واختص (ثمودَ) *[ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} ] الفجر .

*[ وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ {38} ] العنكبوت .

وقد جمع الله الإثنتين / مدين وثمود / في آية واحدة لما بينهما من الشبه الذي أكده حرف التشبيه (كما) .

*[ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ {96} ] هود .

بتشكيل الكلمتين / بحروفهما الثابتة / بحيث تُقرآن (يُغــنّوا) و (تُغــنِّ) نصل إلى مفهوم الغناء الذي إذا أصبح ظاهــرة فيها طغيان وفساد وكثيرُ طبْلٍ وزمْــرٍ وسهر وسمر وعُهر ، كما هو الحال في كثير من بلاد العرب اليوم وفي الأندلس قبل سقوطها ، آذَن بالخراب المشهود الذي أسقط بُلدانَ الفن الهابط في الهاوية .

ويبدو أن عادا وثمودا في أواخر أيامهما قد انشغلوا بالغناء والعمارة المادية عن الإصلاح والعمارة الإنسانية فحقت عليهم كلمة الله *[ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ {96} وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ {97} ] ] يونس :

الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=71&cat=5

وحين أُهلكوا لم تبق منهم بقية تدل على ما كانوا فيه من اللهوِ والفساد غناءً وطبلاً وزمرا وعُهرا . فلما حقّــت عليهم كلمة العذاب ، فكأنهم لم يُغنّــوا *[ فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ {8} ] الحاقة . وكذلك حالُ كل منطقة من الأرض وحالُ الأرضِ كلها حين تنشغل بالغناء وتوابعه من السمر والسهر وما يرافق ذلكم من طغيان وإكثارٍ في الفسادٍ ، فتنشغلُ بهذا اللهو عن العمارة المادية للأرض أو عن العمارة الإنسانية التي تقتضي (فرملة) الفساد أولا بأوّل حتى لا يصبح طغيانا يتجاوز الحدود في كثرةِ الفساد (12/الفجر) :

*[ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تُغَــنِ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {24} ] يونس .

*[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} ] الفجر .

(9)

الفريقان :

(أ) المترفون المنشغلون بالسمر غناءً وتمثيلا ، مُستغنين به عن العمل النافع ،

(ب) وكذلك الخرافيون الذين يهجرون القرآنَ بمعنى عدمِ تدبــره لتحكيمه ،

مستغنين كذلك عما ينفع الناس من تدبره لفَهْمِه كما أمر الله ،

ويشتغلون ويترزقون / يتكسبون بالتغني به وبالصلاة على النبي ،

يستحقون كلهم ما هم فيه من العذاب ، بشهادة الواقع :

*[ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْـــنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون {26} ] الأحقاف .

*[ فَمَا أَغْـــنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ ] : إشارة إلى الغناء الذي استغنى به وبأجرِه (!) المغنون عن ما ينفع الناس فلم تنفعهم مكاسبهم الخيالية بدلالة سوء خاتمتهم وندمهم إذا شاخوا .. وكذلك المستمعون والمشاهدون الذين لم يُغنهم استمتاعُ سمعِهم وأبصارهم وأفئدتِهم بما سمعوه وشاهدوه .

تشخيص الحالة المصرية *[ أو تقولوا ..          

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=387&cat=4

(10)

الخلاصـــــــــة

لكي تعرفوا سبب عذاباتكم / أيها الناس / إقرؤوا قول ربكم :

*[ حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ {64} لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ {65} قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ {66} مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ {67} أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ {68} ] المؤمنون .

*[ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ {67} ] مستكبرين بنكوصِكم على أعقابكم عن آيات الله وهجْرِكم للقرآن : بعضكم بالسمر والسهر في الغناء والرقص والطبل والزمْر ، وبعضكم منشغلين بخرافات الأحاديث والسنة المزعومة .. فكلكم هاجرون للقرآن . أليس هذا واقعَ حياتكم وفضائياتكم ؟! سواءٌ :

(أ) المترفون المنشغلون بالسمر غناءً وتمثيلا / فنانين ومستمعين / متكسبين به ومستغنين عن الإنتاج والعمل النافع الذي يأمرهم به كتابُ ربهم *[ .. وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ .. {17} ] الرعد .. هؤلاء / إذا استمروا على ما هم عليه /  سيُسأل أحدهم يوم الحساب : بماذا نفعتَ الناس وأسهمتَ في عمارة الأرض ؟ وحين يقول كنت محترفَ غناءٍ أغني !

 فيُقال له : كنتَ تُــغــنّي ! فارقصْ الآن إذَنْ !!!

(ب) وكذلك الخرافيون الذين طبع الله على قلوبهم فهجروا القرآنَ بمعنى عدمِ تدبــره خلافا لأمر الله *[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ! {24} ] محمد ، واشتغلوا بالتكسب والتغني به ، مُستغنين كذلك عن عملٍ منتج ينفعون به المجتمع . فكيف إذا هجروه وانشغلوا بأحاديث وخرافات هي أكاذيب على الله وعلى رسوله !

هؤلاء كلهم يستحقون ما هم فيه *[ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ {21} ] السجدة ، لأنهم يجحدون بآيات الله التي تُدين الطرفين بمعصية الله :

*[ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ {22} ] السجدة .

*[ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْـــنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون {26} ] الأحقاف .

*[ فَمَا أَغْـــنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ ] إشارة إلى الغناء الذي استغنى به وبأجره المغنون عن ما ينفع الناس ، فلم تنفعهم مكاسبهم بدلالة سوء خاتمتهم وندمهم .. وكذلك المستمعون والمشاهدون والمشجعون الذين لم يُغــنِهم استمتاع سمعِهم وأبصارهم وأفئدتهم بما سمعوه وشاهدوه .

ومِثلهم / بل أسوأ منهم / الذين انشغلوا بالمدائح النبوية وترنموا بالصلاة على النبي كما توهموها موهمين أنفسهم والناس أنّ هذا هو الدين . الحقيقة *[ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30} ] الأعراف . فعلوا ذلكم بدلا من أن يشتغلوا بتدبر القرآن وآيات الله ومعرفةِ بيانها الذي وعــد الله أنْ يُيسره في يومٍ سماه يومَ القيامة وفي سورة القيامة *[ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ {19} ] القيامة .

*[ .. إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {92} ] النحل .

لقد سمعتُ أحد الإسلاميين المعروفين عندنا يستهزيء بالقرآن قائلا (شو القرآن ؟ هذا حمال أوجه) فكان عاقبة أمرِه خُسرا !! لقد صدق الله *[ .. نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ {67} ] التوبة *[ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ] .

لهذا / أيها الناس / لن يتغير شيء من أوضاعكم إلى الأحسنِ طالما بقيتُم هاجرين للقرآن ، كتابِ ربكم (Manual) ، وبقيتْ صلاتكم وخُطب جُمعكم الخرافية على ما هي عليه حتى لو شهدتمْ مئاتِ الانقلابات وأحرقتم ملايين الإطارات المطاطية / التي يرتد أذاها عليكم / وقمتم بألوف الإضرابات والمظاهرات والانتفاضات والثورات والزعــرنات التي لم تجنوا منها إلاّ مزيدا من الويلات .. وحتى لو أُجرِيتْ لكم مئاتُ الانتخابات وأجريتْ على التعليم والامتحانات مئاتُ التغييرات .. لن يتغير شيء من أوضاعكم حتى تُغيروا ما بأنفسكم فيغيرَ ( اللهُ ) أوضاعكم :

خطابا للرجال : سُننُ الله في التغيير ، مختصرها  

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=398&cat=4

ختاماً ، رغما عن المحاولات التي تقوم بها قوى عالمية تظن أن التغيير القادم لن يكون في مصلحتها ، فإن الله رب العالمين وعَد أن يصطفي بشرا صالحين يخلفونه ويخلف بعضهم بعضا بعد أن وصل (العنف والفساد) المنظمُ درجة من السوء لن يخلص العالم منه إلا ربه الذي خلق *[ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ {60} ] الزخرف . وقد بيّنا مفهوم الملائكة هنا ومفهوم هذه الخلافة الحقيقية في مقالنا :

. لن يُخلصَ العالَمَ إلاّ مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=358&cat=6

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس *[ الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ] *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

  www.Facebook.com مدرسة الربانيين – محمد راجح دويكات

---