4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12761
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12327
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43732
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13877
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15009
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14691
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

من نحـــن

تعريفٌ بمدرسة الربّانيّين

7/26/2010 6:19:00 PM

عدد المشاهدات:7314  عدد التعليقات: 11
7/26/2010 6:19:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

تعريفٌ بمدرسةِ الربّانيّين

 

*[ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ]

 وكَفى !

*[ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى . آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ !! ]

 

يقول*[ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ] ... *[ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ] :

*[ .. وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ

بِمَا  كُنْتُمْ (1) تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا  كُنْتُمْ

(2) تَدْرُسُونَ (79) ] آلعمران .

 

(1)

 مدرسةُ الربّانيّين مدرسة ( فكرية سلوكية ) ( إسلامية ربانية ) إصلاحية تهدف إلى تغيير ما بأنفس الناس فكراً وسلوكاً (بالكلمة الطيبة المطبقة) التي هي أداة التغيير الأولى والأهم . أشار الله سبحانه إليها في أكثر من موقع في كتابه الكريم الذي هو دليل (  Manual)[1] الخالق الصانع عن وإلى مخلوقه ومصنوعه الإنسان :

 *[ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125) ] النحل .

فالحكمة هي حسن التطبيق من الداعي إلى الله وكتابه على نفسه أوَّلاً ، قبل أن يدعو غيره إلى تطبيق وعمل ما في وُسعه . ومِن الأمة ثانيا قبل أن تدعو أمما غيرها إلى ما يُحييها . لهذا يقول الله سبحانه مفصلا ومبينا :

*[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ؟! {2} كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {3} ]  الصف .

فمَن لم يفعل الشيء بنفسه أوَّلاً فليس من الحكمة أن يدعو الناس إليه ، إذ لن يصدقه أحد . ولا يكفي أن لا يفعل القائل عكس ما يقول كما يظن أكثر من يتلون الآيتين . بل من الحكمة أن لا يدعو إلى شيء إلا إذا كان قد طبقه بنفسه ليعلم أوَّلا أنه ممكن التطبيق ، وليحترمه الناس ثانيا لسلوكه وفعله قبل أن ينظروا في قوله . وقد كان هذا ما طبقه/فعله الرسول النبي الكريم الذي عُرف بالصادق الأمين قبل دعوته للناس. وكان هذا ما فعلَته أمة المسلمين قبل أن تدعو غيرها من الأمم ! وكان ذلك هو السرّ في إقبال ملايين الناس على الإسلام ودخولهم فيه قبل أن يطغى الزبد على *[ مَا يَنْفَعُ النَّاسَ ] :

جواب السؤال الصعب : أين الخلل ؟ والسؤال الأصعب : ما العمل ؟؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

والموعظةُ الحسنة هي الكلمة الطيبة مـن القرآن الكريم الذي كان ولا يـزال *[ أَحْسَنَ الْحَدِيـثِ ] وأصدقَ القـول و       *[ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ] . فإذا كان جدال فبالتي هي أحسن وهي الكلمة أو الموعظة من القرآن الكريم المناسبة للواقع ، إذ أنّ لكل مقام مقالا فيه هو أحسن المقالات . لذلك أمر الله سبحانه الناس بعد أن (1) يُنيبوا إليه (2) ويسلموا له (3) أن يتَّبعوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهم مِنْ رَبِّهم ، وهي الكلمة أو الآية المناسبة للواقع من القرآن العظيم :

*[ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)(1) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ (2) وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(54) وَاتَّبِعُوا (3) أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ(55) ] الزمر.

فمدرسة الربّانيّين

هي نمط تفكيرٍ  وفَهْمٍ  وتعبيرٍ وسلوكٍ تنتسب إلى [ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] ولا تنتسب ولا يحِلُّ أن تُنسب إلى فرد أو أفراد . ليست شيعة لفرد ولا فرقةً ولا حزبا سياسيا ولا فئة ولا تنظيما . فهْمُها بشري ظني متجدد ، أما القداسة فللنص القرآني وحده ( القرءان الكريم الذي هو الكِتاب كُلّه All in one ) . 

وهي مدرسة مفتوحة يأخذ منها ويعطي فيها عطاء فَهْمٍ وفكر وسلوك لا يَسأل عليه أجرا كلُّ مَن يؤمن بقول الله سبحانه :

*[ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) ] فصلت .

ومِن أحسنِ ما أُنزل إلينا من ربنا في كتابه المفصل  ذلك النص القرآني الكريم الذي أرسى به الله سبحانه أساس الحوار أو الجدال المثمر كتسوية  Compromise  بين معتقدات كل أهلِ الكتابيْن . وهو نص رُبط أوَّلا بأهل الكتاب الأوَّل . ولكن المسلمين اليوم – وهم أهل الكتاب الآخِر- بحاجة ماسة إليه ليتحاوروا على أساسه قبل أن يحاوروا الآخَرين :

*[ قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (1) أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ (2) وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا (3) وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) ] آل عمران .

*****

هذه الأسس الثلاثة للعقيدة السليمة التي لا تُقرُّ شخْصنة الدين ( لذلك خلت الآية مِن أيِّ اسم لرسول أو بشر لتربط الناس بربِّ البشر) هي ما يخاطب المسلمون بها ربهم مرات في اليوم دون أن يعيها كثيرون :

*[ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) ] الفاتحة .

وإذا كانوا يقولون أنهم لا يعبدون إلا الله وأنهم لا يشركون به شيئا .. إلا أنهم يُشركون بربهم حين يتخذون (علماءَهم وفقهاءَهم ونبيَّهم) – أمواتا وأحياء -  أربابا من دون الله في معرفة الدين ، يضاهئون بذلك قول الذين من قبلهم الذين :

*[ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) ] التوبة .

فقد اعتبر الله سبحانه عملهم شِركاً مع أنهم لم يصلّوا لهم ولم يصوموا :

يا أهلَ الكتابيْن : تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ compromise

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=109&cat=2

نداء إلى رجال الكهنوت من قبل فوات الأوان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=124&cat=6

(2)

تُقدّم مدرسة الربّانيّين خطابا إسلاميا ربانيا قرءانيا معاصراً لكل البشر ، يلتزم بالنص القرآني الكريم ممثِّلا لعنصر الأصالة والثبات في معادلة التغيير ، ولكن بفهم إنساني عصري متجدد ممثِّلا لعنصر التحديث المثمر :

الأصالةُ والتجديدُ : الثابتُ والمتغيرُ

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=37&cat=3

لذلك سمى الله سبحانه القرآن الكريم ذِكْراً مُحدَثا وسمّاه ( الكِتابَ ) وقال إن آياته [ كُتُبٌ قَيِّّمة ]  ( أُحْكِمَتْ ) وخُتمت فلا تبديل فيها . لهذا كُتبَ القرآن بكل آياته ووُثق منذ لحظات نزولها لينتقل إلى العالَمين نقيا كما أنزله الله سبحانه على رسوله الأمين .

أما  (الحِكْمَة) التي رُبطت بالكتاب عَشر مرات في القرآن الكريم [ الكتاب والحكمة ] فهي التطبيقُ العملي المتجددُ المُناسبُ للواقع والمحكومُ به .. للتشريع النظري الثابت المُنزَّل المفروض *[  كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ] الذي سمّاه الله كذلك ( الكتاب ) إشارةً إلى ثباته ككلّ نصٍّ مُوثقٍ مكتوب ، ولأن التشريعَ النظري الثابت المُنزَّل المفروضَ/المكتوب هو أبرز ما فيه . أما ما فيه من حكمة تطبيقية فهي أمثلة بعضها إنساني عام وبعضها خاص بواقع فيؤخذ مفهومه .  يقول الله سبحانه :

*[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(25) ] إبراهيم .

*****

فالقرآن الكريم هو اصل الشجرة الطيبة (24-25 / إبراهيم) التي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار(35/النور) . نَصّه القرآني الرباني ثابت مقدس بكل حرف فيه ، أما الفرع المنبثق عن الأصل وهو الفهمُ البشري الظني للنص وطريقةُ تطبيقه الحِكمية اللذان يُثمران تغييرَ سلوكِ الناس وأدائهم .. فمتجددان . وكما لا يحمل الفرع القديم للشجرة ثمرا بعد أن أدّى ما عليه في حينه، بل يصبح معظمه - إذا طال عليه الأمد- حطبا وعِبئاً على الشجرة لا حياة فيه .. فكذلك الفهمُ القديمُ للنص المقدس المستند إلى واقع تغيّر كله أو جلّه لا يصلح كثير منه للناس . بل إنه يشكل الزَّبد الرابي الذي احتمله السيل الذي أنزله الله سبحانه أصلاً من السماء ماءً نقياً مباركاً ، قبل أن يطغى عليه ويلوثَه الزبد المتنامي مع الزمن . هذا مثَل للحق والباطل كما ضربه الله سبحانه في سورة الرعد/سورةِ التغيير :

*[ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(16) أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ(17) [ الرعد .

 فهو يضرب السيل والزبد مثلا حسيا على الحق والباطل ، كما يضرب الحق والباطل ببعضهما ويضرب كل واحد منهما بنفسه من أجل أن يتحسن أداء الإنسان ومستوى عمارته للأرض !

ومن الواضح أنّ الزبد المقصود هو أقاويل البشر الذين اتخذ بعضُهم بعضا أولياء وأربابا مشرعين من دون الله ومُفتين ، مهما كانت تسمياتهم : فمن تمسك بما أنزل الله من السماء فهو كالبصير يعيش في النور ومن تمسك بالزبد فهو كالأعمى يعيش في الظلمات !!!

*****

وكمَثل على الزبد الذي حُشيت به عقول المسلمين عبر قرون نذكر اعتقادهم بأنّ (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) . وهو اعتقاد مدمّر يدعو صراحة إلى ترك الأخذ بالأسباب ومُدخلات الصدق والفلاح المؤدية إلى نتائج ومُخرجات الصدق والفلاح . وقد أمر اللهُ الرسولَ الكريم أن يدعو الله سبحانه بنقيض هذا الحديث المُفتَرى :

*[ وَقُلْ رَبِّ :

أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ

وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا(80) ] الإسراء .

وكأنّ هذا المعتقد الزائف دعوة إلى ترك الدنيا لغير المؤمنين بحجة أنها لا تساوي جناح بعوضة ، بينما عرْض الله سبحانه للناس قائم بسعادة الدارين كليهما وثوابِ الدنيا والآخرة معاً لمن شاء

*[ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا(134) ] النساء .

ويؤكد هذا المفهوم قولُه سبحانه :

*[ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ (1) حَيَاةً طَيِّبَةً (2) وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(98) ] النحل

(1) حياةً طيبةً في الدنيا و(2) حياةً طيبةً في الآخرة .

وليس مصادفة أن يَربط الله سبحانه وعْده المذكور بقراءة القرآن قراءةَ فهم للتطبيق وليس مجردَ تلاوةِ هذرمة ! لهذا جاء الأمر لمن لا يعلم :

*[ … فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(43) ] النحل .

   كما جاء الأمر للرسول نفسه :

*[ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءَايَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ    (87)  [ القصص .

والذكر المقبول بعد إكمال نزول القرآن الكريم (سَنةَ 632/م) هو القرآن فقط الذي أصبح        *[ الكِتاب كُلّه 119/آلعمران ] All in one . لذلك جاء في الآية بعدها :

*[… وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44) ] النحل .

ماينفع الناس من وحْي الرسالات والنبوات موثق في القرآن الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

*****

فالرسول النبي الكريم كان إمامَ أهل الذكر ومبيِّن آياته للتطبيق في زمنه فقط وأحياناً في ساعته ، ولم يُبينْ غير آيات الله [ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ] التي احتاجها الناس في عصره  لأنه لم يكن يعلم الغيب . وبعد وفاته – وحتى في حياته - أوجب الله سبحانه على المؤمنين أن يتفكروا في آيات الله لمعرفة بيانها حسب واقعهم فحسْب . وقد وردت تلك الآية مرة ثانية في سورة الأنبياء لتؤكد الحكمَ وحقيقةَ الذكر بالنسبة للمسلمين. فبعد قوله سبحانه :

*[… فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(7) ] الأنبياء .

بيّن الله سبحانه الذكر المقصود بعد إنزال القرءان بقوله :

*[ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ!! (10) ] الأنبياء .

فالذكر الذي رضيه الله سبحانه بعد سنة 632/م هو القرآن الكريم الذي قال الله عز وجل فيه :

*[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9) ] الحجر .

وأهل الذكر هم الأحياء من أهل القرءان . أما الأموات كلهم بمن فيهم النبيون فقد قال الله فيهم :

*[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ

لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ

وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {134}‏ ] {141} البقرة .

فمن أراد أن يعْلم ، فليسأل عالِما بالقرآن من الأحياء , فإن أجابه منه ، تحمّل المسؤول مسؤوليةَ الجواب ، وإن أجابه من غير القرآن فقبِلَ ، تحمل السائل مسؤولية القبول !!!

(3)

بعد أن اطَّلعتْ مدرسة الربّانيّين على وعيد الله الذي :

*[ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ]

 القائلِ فيه :

*[ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) ] البقرة .

*****

ألا يكفي الذين يكتمون بينات الكتاب ويفضلون عليها أقوال البشر .. ألا يكفيهم وعيدا استواؤهم في استحقاق لعنة الله وفي الخلود في العذاب مع الذين ماتوا وهم كفار!! إلا إذا تابوا وأصلحوا ما أفسدوه بالكتمان ، وبينوا الحق مما في الكتاب. وهو وعيد يؤكده ميثاق الله سبحانه الذي واثق به كل من أوتي الكتاب :

*[ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ(187) ] آل عمران .

يقابل هذا الوعيدَ وعدٌ للذين يُمسّكون ( يتمسكون ويجعلون غيرهم يتمسكون ) بالكتاب بأنّ لهم *[ أجْرَ المُصْلِحين ] الذي لم يُذكر في الكتاب كله إلا مرة واحدة في هذه الآية :

*[ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ(170) ] الأعراف .

*****

.. فبعد أن اطَّلعتْ مدرسة الربّانيّين على هذا الوعد وذاك الوعيد متأثرة بتحذير الله سبحانه للنبي الامين – سلام الله سبحانه عليه وعلى المرسلين – *[ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ !! ] … فإن مدرسة الربّانيّين تُعلن أنها ترى في الزّبد الذي يعلو ماء الحياة المنزلَ من السماء نقيا مباركا .. ترى فيه مَثَلاً حسيا على كتاب الله العظيمِ الذي أنزله اللهُ من السماء على رسوله الكريم حقا نقيا مباركا قبل أن تطغى عليه زبدا رابيا أفهام البشر المتأثرةُ بضعفهم وأهوائهم وأكاذيبهم وواقعهم الذي خلا .

هذا الوعد للذين يمسكون الناس بالكتاب هو الوعد نفسه للذين آمنوا بالله ورسله (بأشخاص الرسل كرسل لا كأنبياء) وبما صاروا به رسلاً وهي *] ءَايَاتُ اللَّهِ [ التي تقوم مقامهم بعد موتهم :

*[ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19) [ الحديد . وهؤلاء هم السابقون بالإيمان (المقربون) من الأولين أيام الرسل ، ومِن الآخِرين مِن بعدهم الذين يستحقون جنة الخلود الأبدي التي لا تفنى أبدا ولا يفنى ما فيها :

*[ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) [ الحديد . أما جنة أصحاب اليمين التي *] عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ [ فتدوم بما فيها ما دامت السماوات والأرض فقط :

مفهومُ الخلود ومفهومُ الخلود الأبدي في الجنة والنار

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5

*****

 وترى مدرسة الربّانيّين لذلك أن هذا الزبد الرابي الذي لم ينفع الناس منذ قرون ولن ينفعهم الآن من باب أولى ( لا في الدنيا ولا في الآخرة بدليل وقعهم المُخزي اليوم ) هو في أكثر هذه الآلاف المؤلفة من الأسفار والكُتُب التي ألّفها وألِفها البشر ( بعد السابقين الأوّلين والتابعين) باجتهاداتهم التي تأثر أكثرها بالأطماع والأهواء البشرية والواقع المتخلف للبشر كلهم آنذاك . أما ما كان صالحا منها في واقعه فقد تخطى الواقع المعاصر أكثره !

هذه الأسفار/الكتب هي التي أشار إليها الله سبحانه في مطلع سورة الجمعة بعد إشادته سبحانه بتميّز الجيل الذي بعث فيه الرسول الكريم وآمن به وبرسالته القرآنِ ، وهو جيل السابقين الأوّلين الذين كانوا مصاحف بَشرأ تمشي على الأرض دون أن تَشغَلَها الأسفار البشرية التي لم يعرفوها لا هُم ولا رسولُ الله .. وكذلك جيل الذين اتبعوهم بإحسان من قبل أن يبدأ الخلل الذي جعل الأمة تحذو حذو من سبقوها من أهل الكتاب فتستبدلُ [ الَّذي هُو أَدْنَى ] بكثير – وهي الكتب والأسفار من صنع البشر على اختلاف أسمائها- *[ بالَّذِي هُو خيْرٌ ] وهو كتابُ اللهِ العظيمُِ المنزل رحمة للعالمين :

*[ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(4) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(5) ] الجمعة .

*****

وقد أدى خلْطُ المسلمين وعدم تمييزهم حتى اليوم بين [ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ] (النظرية والتطبيق) وما هو ثابت صحيح وما يجب أن يتجدد ليكون صحيحا صالحا للتطبيق، أدى إلى الجمود الحياتي العام وانفصال ما فهِمه الناس من الدين عن واقعهم بحيث فقدوا الإيمان بصلاحيته للحياة فصاروا مكذبين بآيات الله  معرضين عنها ظالمين .

(4)

وترى مدرسةُ الربّانيّين أن (الخيرَ) هو في كتاب الله العظيم الذي هو وحده (الحقُّ) مُعرفا ، لا يشاركه في هذا سِفر ولا كتاب .. كما لا يشارك اللهَ سبحانه في الألوهية شيءٌ ولا في الربوبية أحد . فيه ما أنزل الله على رسوله الأمين من *[ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ] :

*[ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ {113} ] النساء

*[ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ

وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57)

قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا

هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(58) ] يونس

ففضل الله ورحمته هما كتابه الكريم الذي أنزله بفضله ورحمته .. لولاه ما زكا مِن أحدٍ ولا أفلح ولا دخل الجنة لا من المسلمين ولا النبي نفسه :

*[… وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا…(20) ] النور .

*[ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ(30) ] النحل :

ماذا بعد رجوع الناس إلى ربِّهم بالموت ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=214&cat=5

هذا القرآن هو الذي يستحق أن يفرح الناس به وهو خيرٌ مما جمع الأوّلون من مال ويجمع الناس في كل عصر من مال وكتب وأسفار!!

*****

ومما يلفت النظر أن الله سبحانه لم يأمر بالفرح إلا مرة واحدة : بالقرآن !! ولم يُجِزه إلا مرة واحدة : بنصر الله :

*[ … وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4) بِنَصْرِ اللَّهِ… ] الروم .

الفرَحُ بنصرِ الله ونبوءاتُ سورة اللاوم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=137&cat=5

لهذا لم يكن عجيبا أن يُردِّد الرسول الكريم التزام كل الرسل الكرام بمجانية الدعوة وتبليغ رسالة الله لأن أجرهم عليها من الله هو خيرٌ مما يجمعون :                                                                                             
*
[ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(47) ] سبأ .

فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل كبرهانٍ على الحق :

(خيراً) أيْ قرءاناً

أو ... ليصمت !!

(5)

وترى مدرسة الربّانيّين أن ( الحقَّ ) النظري في الإنسانيات خاصة وكثيرا من تطبيقاته هو في كتاب الله وحده ، الذي هو وحده العاصم من الضلال . وهو وحده حبل الله الوثيق . وهو وحْده وصيةُ الرسول الكريم [ كونوا ربّانيّين بما كُنْتُم تُعلِّمون الكتابَ ] .. ووصيةُ النبي الأمين الوحيدة للمسلمين ، إذ لم يوص بشيء وهو في آخر ساعاته من الدنيا سوى بكتاب الله حتى في مرويات البخاري ( كتابِ العلم حديث رقم 111 .. لذلك قال عمر حسبنا كتاب الله) :

 ورد في البخاري كتاب العتق حديث رقم 2373  مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ شَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ شَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ. بالإضافة إلى ما ورد في تاريخ مسلم كتاب الحج حديث رقم 2137 :

وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ .

 في كتاب الله ذِكرُ الرسول الكريم وسيرتُه وذِكْرُ وسيرةُ أصحابه الأبرار ، وذِكرُ الأمم الماضية بالقدْر الذي ينفع الناس ، مَن صلَح منهم ومن ضل ، بل وذِكْرُ مفاصل التاريخ إلى يوم القيامة :

جدول زمني بأحداث تاريخية مفصلية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=94&cat=6

إليه – إلى القرءان - أشار الرسول الكريم مخاطبا الناس جميعا فيما وثقه عنه ربه سبحانه :

*[… هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) ] الأنبياء

*[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {10}‏ ] الشورى .

*****

قارن الذين يردّون الحُكم إلى الله فيما يختلفون فيه .. بمن يقول الله سبحانه فيهم :

*[ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) ] غافر .

في مقابل هؤلاء الأشقياء .. يذكر القرآنُ السعداءَ :

*[ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَءَامَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) ] محمد .

والقرآن بيَّنَ الإيمان بأنه الإيمان *[ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ] وهو القرآن كله    ( ما نُزِّلَ ) ، بدون تكذيب بآية او كلمة واحدة منه (كما سبق أن أُمر الرسولُ نفسه بتبليغ *] ما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّه ِ[ بدون أن يتقول على ربه *[ بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ] ...

هذا البيان للإيمان الحق ، وفي سورة ( محمد) بالذات دليل على وجوب تذكُّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهذه الحقيقة على الدوام إذا أرادوا أن يُصلح الله بالَهم . وهو ثواب لم يذكر في الكتاب إلا مرة أخرى فقط حين وعد الله سبحانه زمرة أخرى ذُكرت بعد ذلك في السورة نفسها ووُعدت بصلاح البال ، وهم الذين :

*[ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ] محمد .

وترتيب الزمرتين يُذكّر بترتيبهما في قوله سبحانه :

*] وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ …(19) ] الحديد .

وعلى العكس منهم في تتمة الآية :

*[… وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19) ] الحديد .  قارن إصلاح البال مرتين بالفرح مرتين في الآية 58/ يونس لتجد الأسباب نفسها لكل من الفرح وإصلاح البال !

*****

وإلى كتابه القرءانِ أشار الله سبحانه بوصفه مذكرات الرسول وقومه إلى مَن بعدهم ، أملاها الله سبحانه بنفسه وأمَر بكتابتها وتوثيقها تكريماً لهم :

*[ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ(44) ] الزخرف .

ولم يقُل (يُسألون) !!

ولمن يظن الذكر والخير والشرف في غيره قال سبحانه معرضاً موبخاً :

*[ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ؟؟!! (10) ] الأنبياء .

كما أنه ذِكرٌ للعالَمين كتبه الله سبحانه بنفسه وتعهّد بحفظه تكريما لبني آدم الذين جعلهم خلفاءَه في الأرض ليعمروها بإذنه وأمره :

*[ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) ] ص .

ثم خص من العالمين مَن شاء أن يستقيم :

*[ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) ] التكوير .

  *[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ] فاطر .

*****

لذلك كله : حينما يدعو المسلمون المؤمنون *[ رَبَّ الْعَالَمِينَ ] في صلاتهم قائلين *[ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ] يأتيهم الجواب فوراً في الآية الثانية من ثاني سور القرآن العظيم سورةِ البقرة :

*[ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2) ] ...

 فمن أراد الهداية من الله سبحانه ليكون من المتقين وجدها في القرآن العظيم الذي لا ريب فيه ، بينما كل ما سواه ظني مشكوك فيه فوق أنه منسوب إلى مخلوق لله !!

*[ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(71) ] الأنعام .

ولم يُنسب ( الْهُدَى ) في آيات الكتاب إلاّ إلى الله سبحانه .

*[… قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ(44) ] فصلت .

(6)

وترى مدرسة الربانيين :

1. انَّ تذكيرَ الناس بعضَهم  بعضاً بالقرآن كما أمر الله سبحانه رسوله الأمين :

*[… فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ] ق .

 

2. وهدايتَهم وتبشيرهم بالقرآن الكريم كما يقرر الله سبحانه :

*[ إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) ] الإسراء .

*****

فقد نسَب الله سبحانه الهداية إلى نفسه أوَّلاً وإلى كتابه القرآن العظيم ثانيا في كثير من الآيات وإلى الرسول الأمين وهو يتلو القرآن *[ رَسولٌ مِن الله يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً  ]  ثالثا وجمَع مصادر الهداية هذه في ختام سورة الشورى تحديداً :

*[ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) ] الشورى .

ومن عجيب تدبير الله سبحانه أن يرد ذِكر [ الرسول ] بأداة التعريف وبدونها (116) مرة في القرآن الكريم وأن يرِد ذِكر *[ القرآن ] (58) مرة (منها 57/مرةً كتاب الله) في إشارة عددية اعجازية إلى أنّ *[ الرسول ] له مفهومان هما :

(1) الرسولُ الكريم حالة كونه [ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً {2} ] البينة ..

(2) والقرآنُ العظيم الذي به صار النبي محمدٌ رسولا من أجْل أن يكون مبشرا ونذيرا وقرآنا ، فهذه ثلاثة مفاعيل لأجله :

*[ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً {105} وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {106} ] الاسراء، أي من اجل ان تكون مبشراً ونذيراً وقرءاناً  فإذا غاب الرسول بشخصه فالرسول بداهة هو رسالته التي هي [ القرآن ] !! وليس ما رُوي عنه وأضيف إليه من خرافات ربت زَبداً رابيا عبر القرون فانطبقت عليه القاعدة : ما فسد قليلُه بطَل كثيره !!

*****

والقرآن الكريم هو *[ الصِّدق ] الذي جاء به من عند الله تبارك اسمه الرسولُ الصادق الأمين . أما غيره ففيه كذب على الله واختلاف كبير :

*[ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ(30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ(31) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ(32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ(35) ] الزمر .

وقوله سبحانه * [ يَهدي للّتي ]  وليس (إلى التي) مفهومه أنّ القرآن يهدي ، لأنّ ما فيه من كلمة وشهادة … هي أقوم من غيرها لصدورها عن مصدر واحد هو الخالق العظيم فلا اختلاف فيها بينما كل كلام سوى القرآن فيه اختلاف كثير!!

*[… وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82) ] النساء .

 

3. وأنّ إنذارهم يكون بالقرآن الكريم كما فعل الرسول الأمين بأمر من ربه سبحانه :

*[… وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ …(19) ] الأنعام .

*[ كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي ءَاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(5) ] فصلت .

 

4. وأن تعليم الناس *[ الكتاب والحكمة ] أي النظرية والتطبيق إنما يكون بعد تلاوة آيات الله من القرآن الكريم :

*[ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) ] البقرة .

وقد أنذر الله مَن يستبدل بآيات الله أيَّ كلمةٍ سواها ، محذّراً رسوله الكريم .. ليُسْمعهم:
*
[ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءَايَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(87) ] القصص .

فالتزم عليه السلام بأمر ربه ولم يقل غيرها قائلا فيما وثقه عنه ربه سبحانه:
*[ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْءَانَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ(92) ] النمل .

 

5. وأن [ مِلّةَ إبراهيمَ ] التي أُمر الرسول الأمين أن يتَّبعها :

*[ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) ] النحل .

هي طريقة التعليم آنفةُ الذكر بمراحلها الأربع :

(1) تلاوةِ آيات الله  فقط  و (2) تعليمِ ودراسةِ ما فيها من فكر وتشريع نظري ثابت  و (3) تعليمِ ودراسةِ طريقةِ التطبيق المتجددة ... لتكون (4) النتيجةُ التزكيةَ/التربية  التي هي تغيير ما بالنفس من فكر وسلوك تغييراً ايجابياً يُرضي اللهَ سبحانه الذي بيده تغيير [ ما بِقوم ] من أوضاع .

فآيات الله سبحانه في ملة إبراهيم هي بذْر الزرع الذي بذره الرسول الأمين فكان زرعا :

*[ .. أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ .. {29} ] الفتح ..

 فأثمر مصاحفَ مِن البشر تمشي على الأرض . وكان حصادُه وحدة وعزة وقوة وغنى عمّ الدنيا خيرُه قبل أن يختلط البذر بالزوان والأشواك فلا زرع *[ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ] ولا حصاد *[ يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ .. {17} ] الرعد . فمَن يزرع الشوْك لا يحصد به عِنَبا !!

 

6. وأن جهاد المخالفين الكبير إنما يكون بالقرآن الكريم  تذكيراً وتبشيرا وأنذاراً وثباتاً عليه ، كما أُمر الرسول الكريم أن يفعل فالتزم :

*[ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ] الفرقان

أمّا الجهادُ الكبيرُ بالقرآن ( ثباتاً عليه ) فلا بواكيَ له !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=72&cat=3

(7)

نعم ! ترى مدرسةُ الربانيين أن الالتزام بما ذُكر كما فعل الرسول النبي الكريم مع المؤمنين (الأوَّلين) ، واتباعَ ( ملة إبراهيم ) في التعليم والدعوة – كما أمر الله سبحانه رسوله الكريم أن يفعل ... ففعلَ :

أ. حقيق أن يجعل (الآخِرين) من الناس يُغيّـــرون ما بأنفسهم من فكر وسلوك بحيث يحققون شرط الله سبحانه عليهم قبل أن ينجز وعده بتغيير ما بهم من أوضاع حسبما قرر ذلك واضحا في قانون التغيير العام الذي وثقه سبحانه في كتابه الكريم وفي سورة الرعد ، بما فيها من ذِكرِ البرق والرعد والصواعق تأتي مقَدَّماتٍ وآلامَ مَخاضٍ من قبل ولادة التغيير الحق كما هو مُشاهَد في الواقع اليومَ :

*[… إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ …(11) ] الرعد .

تغييرُ ما بنفس الإنسان لتغيير أدائه .. هو الحل !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=74&cat=5

تغييرا يكون *[ رحمةً للعالَمين ] ليتحقق ثانيةً وعد الله سبحانه كما تحقق أول مرة :

*[ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(7) ] الممتحنة .

*[ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(63) ] الأنفال .

ب. كما أن الالتزام بالقرآن ونصوصه بما فيها من إعجاز بياني ودقة متناهية في التعبير حقيقٌ أن يرفع المستوى البياني الهابط لأبناء الأمة والذي يؤثر ويتأثر بالمستوى العقلي والفكري الذي تجمَّد على درجة مؤلمة من التخلف والسوء بحيث عادت إليهم صفة (الأميّين) التي سبق أن أطلقها أهل الكتاب من بعد إبراهيم وموسى عليهما السلام على العرب أبناء إسماعيل (قبل أن يعمموها على كل الناس سواهم) لعدم وجود كتاب سماوي عندهم يَعلمون الحق منه . وهي تسمية أقرها الله سبحانه حين وصف العرب الذين بُعث فيهم رسول الله بأنهم ( أميّون ) كما وُصف النبي قبل أن ينزل عليه الكتاب (القرآن) بأنه ( النبي الأمي ). أما بعد نزول الكتاب عليه فقد رقّاه الله سبحانه إلى درجة [  رسول ] فلم يعد أميّاً ، بل أصبح قارئا (غير كاتب) فور أن قال له جبريل [ إقْرَأ باسْمِ رَبِّك الّذي خَلَقَ ] إذ لا يليق برسول أن يكون أُمِّيا ، وقد يليق بنبيّ كما كان محمد قبل أن يُرسَل  :

*[ … وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ(43) وَمَا ءَاتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ(44) ] سبأ .

فلما نزل القرآن إليهم لم يعُد الذين آمنوا به أميين لأنهم أخذوا يتعلمون منه [ الكتاب والحكمة ] أيْ (النظرية والتطبيق) ، فنمّى ذلك فيهم ملَكة ( فهْم المَقروء) التي لم تضرّهم معها عدم القدرة على الكتابة . إذ أن طفلا في العاشرة يستطيع أن يكتب ، لكن القدرة على ( فهْم المقروء) قد لا تكون عند أناس يحملون أعلى الشهادات ، إمّا لعدم امتلاكهم مثل هذه القدرة حقيقة ، وهو أمر مشاهد في عالم الواقع ، وإما لأنهم ليسوا (موضوعيين) أي أنهم يتأثرون بأمانيّهم وأهوائهم ومصالحهم عند قراءة النص فلا يفهمون حقيقةَ معناه فَهُم *[ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ]

 

هذا ما أشار الله سبحانه إليه بالنسبة إلى بعض أهل الكتاب الذين وصفهم بالأميين لهذا السبب مع وجود كتاب عندهم يزعمون انهم يؤمنون به (جُملةً) كحال المسلمين التراثيين اليوم :

*[ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ(78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79) ] البقرة .

ومدرسةُ الربانيين لذلك تدعو أبناء الأمة الذين يدَّعون الايمان بالكتاب أن يؤمنوا بما أنزل الله سبحانه من آياتٍ تفصيلا فيلتمسوا الحق فيها لا في غيرها ( متأسين بالرسول الكريم ) مِن أجل أن يهديهم الله سبحانه إلى ما فيها من الخير وأسرار الحقيقة . إذ بدون مثل هذا الإيمان سيَكلُهم الله إلى أنفسهم فيكونون الأميين الآخِرين  الذين *[ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ ] فينطبق عليهم قول الله سبحانه :

*[ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ(105) ] النحل .

وتكون نتيجة أوهامهم كنتيجة الذين من قبلهم من الأميين عبيد الأماني :

*[ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81) ] البقرة .

لذلك ترى أنهم ركنوا إلى افتراءات الأقدمين على الله ورسوله : مَن قال لا إله إلاّ الله دخل الجنة وإن سرق وإن زنى ... ويضيفون ، رغم أنف أبي ذرّ !!!!!!!!

*[  فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ {79} ] البقرة .

(8)

وترى مدرسة الربانيين أن المؤمنين الأوَّلين كان يكفيهم أن يعقلوا/ يربطوا آياتِ القرآن بواقعهم لينهضوا بها . لهذا خاطبهم الله سبحانه بقوله :

*[ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(2) ] يوسف .

فحينما آمنوا به أوَّلا ولم يؤمنوا بكتاب بشري سواه ، كان يكفيهم أن يعقلوا أيْ يربطوا آياته بالواقع والمناسبة التي كانت تنزل فيها ليفهموه فيؤثرَ فيهم فيطبقوه فيكونوا مصاحف بشرية تمشي على الأرض ....

أما المؤمنون اليوم فيحتاجون إلى إيمانٍ وعِلمٍ بكتاب الله المسطور (القرآن) وعِلمٍ آخَر بكتاب الله المنظور (الكون) يُبين الواحدُ منهما الآخر ويُربطُ به وبالواقع . فإن الحق في كليهما واحد لصدوره عن الخالق العظيم الواحد :

نُدرة الباحثين في آياتِ الله المسطورة .. وكثرتُهم في آياته المنظورة !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=101&cat=4

*****

بهذا يرى الربانيون الأمور بعينين اثنتين لا بعين واحدة كما يفعل أكثر الناس اليوم في كل العالم

*[ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ(44) ] العنكبوت .

*[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(176 ] البقرة .

فالحق هنا لا بد أن يؤيِّد ويبيِّن الحقَّ هناك . فكان التواصي(بالحق) وهو كتاب الله تعالى و ما أنزل الله فيه من آيات ، والتواصي بالصبر أثناء العمل الصالح لعمارة الأرض هما ضابطا الإيمان والعمل الصالح على الترتيب لأفراد المجتمع الإسلامي :

*[ وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) [ العصر .

 كان المسلمون حين يلقى الواحدُ منهم أخاه فيسلم عليه يقول له : أوصيك بالحق .. فيرد عليه الآخر : أوصيك بالصبر … وقد اختصر النبيُّ الأمين وصيته للمسلمين فجعلها مختصرة جامعة موافقةً لكتاب الله : فأوصاهم بكتاب الله ! ولم يوصِهم بغيره .

*****

وقد وعَد الله سبحانه ووعْده الحق :

*[ سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(53) ] فصلت .

لكل هذا قرر الله سبحانه أن الكمَّ الهائل من التفصيلات التي أنزلها الله سبحانه وبثها في كتابه المسطور تبيانا لكل شيء وكذلك تفصيلات كتاب الكون المنظور لن يفهمهما ويستفيد منهما ويعقلهما معا إلا قوم يَعلَمون (3/فصلت) :

مفهومُ تفصيلِ الكتاب ومفهومُ بيان آياته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=125&cat=5

نعم ! يعلَمون اللسان القرآني العربي ويفكرون به فهْماً وتعبيرا وهذا هو مفهوم قوله سبحانه :

*[ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا …(37) ] الرعد .

أيْ لِيُفْهَمَ باللسان العربي الذي به نزل ، لا باللغة العربية التي أكثرها لغْوٌ وكلام فارغ ، لهذا غُمرت الأسواق بعد هزيمة 1967 بكتب التراث لإلهاء الناس بما يضرهم ولا ينفعهم . والواقع يشهد بهذا !!

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف قبل أن يُعلَم من شيء

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

وقد أشار الله سبحانه في خواتيم سورة الإسراء التي فيها ما فيها من الإشارات والكلمات المشفّرة :

قراءةٌ عصريةٌ لمطلعِ سورة الإسراء وخواتيمِها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

أشار إلى عمق إيمان من يؤمنون بالقرآن العظيم بعد عِلم فتكونُ لهم عينان اثنتان يبصرون بهما :

* [ وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ : ءَامِنُوا بِهِ أَوْ : لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا(108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا(109) ] الإسراء .

والإشارة هنا هي إلى أُناس من أهل العلم الآخِرين سيدخلون في دين الله ( ملايينَ ) مُقتنعين بصحة آيات القرآن العظيم وصِدق وعود الله فيه التي بيّنا بعضها على هذا الموقع .. كما دخل  ( الأوَّلون ) *[ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ] !!

*****

قوله سبحانه *[ وَعْدُ رَبِّنَا ] إشارة إلى وعود كثيرة لله سبحانه وردت في كتابه الكريم تَحققَ بعضُها قبل الكثير منها الذي سيتحقق تباعاً كلما رأى أهل العلم آية من آيات الله سبحانه في الآفاق وفي أنفسهم فتزيدهم إيمانا وخشوعا .. كما ذكرنا في القراءة العصرية لمطلع سورة الإسراء وخواتيمها وفي :

حقيقة بعث وقيامة ونشور وظهور كلمة الله المسيح ابن مريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

فمَن لم يفعلْ ذلك كان ممن قال سبحانه فيهم :

*[ وَكَأَيِّنْ مِنْ ءَايَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ(105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) ]  يوسف .

*****

ويرى الذي يحيط بآيات الله عِلماً أن آيات الإسراء المذكورة هي إشارة إلى العلماء الذين وصفهم الله سبحانه في سورة فاطر بخشية الله (27-30) :

*[ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ] :

*[ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ (1) ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ (2) الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ(27) وَمِنَ (3) النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28) إِنَّ الَّذِينَ (4) يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا (5) الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا (6) مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ(29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ(30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ(31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32) [ فاطر .

وقد أشكلت هذه آية العلماء على كثير من المفسرين مع الأهمية العظمى لمفهومها لأنهم لم يربطوها أو يعقلوها بنجم الآيات التي تتوسطها … فقد توسطت هذه الآيةُ إشارةَ الله سبحانه إلى آياته في العوالم الثلاثة من الكون المنظور: عالَمِ النبات وعالَم الجماد وعالَم الحيوان من أجل أن يتعلمها العلماء ويربطوها بكتاب الله إذا أرادوا أن يكونوا مؤهلين لشهادة *[ العلماء ] الذين يخشون الله تعالى بدلا من خشية عباده ، ويُقيمون الصلاة حسب ما بيّنها الله في الكتاب ، وإذا ما خاطبوا الناس تلوْا عليهم آيات الله *[ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا ] وعلّموهم ما فيها من كتابٍ وحكمة ، نظريةٍ وتطبيق ... فكانوا بهذا علماء ربانيين وكان تلامذتهم دارسين ربانيين .

فبالعلم المادي يؤهِّلون أنفسهم لعملٍ أو مصدر رزقٍ حسنٍ يُسهمون به إسهاما حقيقيا في عِمارة الأرض عمارةً مادية بالعِلم ، وعمارةً إنسانية بكتاب الله  فيكونون بهذا وذاك ( أعزة ) ، لا عالةً على المجتمع useless   eaters ، كما يستعينون بالعِلم على فهْم كتاب الله وآياته فهْما يؤثر فيهم *[ ويزيدهم خشوعا ]  فتتسعُ صدورهم مغفرة للآخرين . لهذا ختم الله سبحانه الآية بقوله  *[ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ] .

 ولم ترد كلمة *[ العلماء ] معرَّفةً إلا مرة واحدة في الكتاب لتشير إلى أن الصفات التي يُعرَّفون بها هي المذكورة في هذا النجم من آيات سورة فاطر :

مؤهِّلاتُ العلماء من كتاب الله العظيم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=34&cat=3

ووردت مرةً أخرى مضافةً إلى بني إسرائيل لتصف علماء بني إسرائيل بأنهم الذين يَعلمون أن كتاب الله القرءان هو الحق المبين لأنه مذكور في زُبُرهم/مخطوطاتهم :

*[ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ {195} وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ {196} أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ {197} ] الشعراء

(9)

تستمد مدرسةُ الربانيينَ اسمها ومنهاجها ، وكذلك كلُّ رباني ، من قول الله سبحانه :

*[ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا  كُنْتُمْ (1) تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا  كُنْتُمْ (2) تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ !!!(80) ] آل عمران .

فالرباني : أوّلاً

هو الذي يُعلّم كتاب الله العظيم ملتزما بنصوص آياته فلا يشرك معها نصا منهجيا لتعليم الدين ، كما لا يشرك مع الله ربا . يُعلّمها ويدرسها سُوَراً ونجوما وكلماتٍ وحروفا واحصاءً ، كما التزم الرسول النبي الكريم بها واتَّبعها فكان خُلُقه القرآن . والتزم بها واتَّبعها أصحابه فكانوا مصاحف بشرية تمشي على الأرض. ولكن الرباني في سبيل فهم النص القرآني المقدس (وهو نص متشابه مثاني) يدرس كل شيء يمكن أن يعينه على فهمه ، بدءا بالسيرة النبوية العملية ( لا السُّنّة التراثية التي لا أصل لها ) وهي أرقى تطبيق عملي حِكمي للقرآن الكريم في واقع معين ، وكذلك سيرة أصحابه الأبرار … يدرسهما من مصدرهما الأول اليقيني ( وكل مصدر آخر فهو تاريخ ظني ) وهو القرآن الكريم الذي أشار إليه الرسول الكريم وهو إمام الربانيين بقول الله ربِّه يحكي عنه :

*[ .. هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24) ] الأنبياء

*[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ  (10) ] الشورى .

ويدرس الربانيُّ التاريخَ والعلومَ المادية كما يدرس الواقع ، ويستعين من أجل تفسير القرآن بالقرآن – وهو أصح تفسير- بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لأن كلمات القرآن الكريم وآياته يُبين بعضُها بعضا بحيث يمكن لكتاب الله العظيم فِعلا أن يَحكم بين الناس في أي خلاف بشرط الإحاطة بكل الآيات المتعلقة بالمسألة . وما لم يحدث ذلك سيُكذِّب الناسُ بآيات الله حين يعجزون عن فهمها زاعمين أنها طلاسم وحمّالة أوجه وأنه ليس في القرآن تفصيلات . لذلك سيسألهم الله يوم القيامة :

*[ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ(83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَم تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ !!(84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ(85) ] النمل .

وقد عُطف التكذيب بآيات الله على الكفر بها *[ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ] سبع مرات في القرآن الكريم ، لتُعطي التكذيبَ بآيات الله ، والإعراضَ عنها ، والانسلاخَ منها مفهوما واحدا يصف المكذِّبَ بها والمُعرضَ عنها والمنسلخَ منها بغاية الظلم حتى لو لم يكن كافرا بها جملة :

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) [ الكهف .

*****

 فالمكذبون بآيات الله ليسوا كلُّهم كافرين بها كُلِّها ، أما الكافرون بها فكلهم مكذبون . لذلك تكرر الوعيد للذين *[ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ] ومنه وعيد الله سبحانه للذين حُمّلوا القرآن ثم لم يحملوه وفضَّلوا عليه أسفارا حملوها فأرهقتهم *[ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ] ، ولم تنفعهم بل أضلَّتهم حتى وصفهم الله سبحانه بالمكذبين والظالمين :

] مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) [ الجمعة .

كما وصَفهم بالمُعرضين عن آيات الله المبطلين لها :

*[ كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا(99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) ] طه .

*[ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ ءَابَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ(173) ] الأعراف/7.

*[… وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31) ] الجاثية .

.. يُفني كثيرون منهم أعمارهم في حفظ أحمالٍ وأوزار من الكتب وأسفار الحديث دونما طائل ، لا يذكرون اللهَ ولا القرآنَ إلا قليلا بينما يقول منزله سبحانه مردِّدا ذلك أربع مرات في سورة واحدة :

*[ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ{17} {22} {32} {40} ] القمر .

كما يقول سبحانه لرسوله الكريم محذراً ولغيره متوعداً :

*[ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءَايَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ    (87) ] القصص .

فعلى المعرِضين عن القرآن المُبطِلين لآياته أو بعضها بحجة أنّه حمّال أوجه أو أنّه طلاسم يصعب فهم آياته أو أن مِن آياته المنسوخَ فيشركون معه بل يفضلون عليه ما وجدوا عليه آباءهم من المرويات الخرافية ، غيرَ مقدرين خطورة هذه المزاعم وأمثالها ... عليهم أن يقرؤوا وصف الله سبحانه لأناس يُقسمون يوم القيامة أنهم لم يكونوا مشركين لظنهم أنهم كانوا سُنّيين مؤمنين موحدين :

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ!! (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(24) ] الأنعام .

فهل يُعفيهم من المسؤولية والعقاب أنّ الله سبحانه لم يُسمّهم مشركين إلاّ بخَفيِّ الإشارة مع كونهم من ( الذين أشركوا ) بكتابه مرجعيات أُخرى فصاروا كالذين :

*[ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(31) ] التوبة !!!

والرَّباني : ثانياً

هو الذي يَدرُس كتاب الله العظيمَِ ويدرس كل شيء يعينه على فهمه وتطبيقه ليكون أجيرا مؤهَّلا عند الله سبحانه مالكِ مؤسِّسة الأرض وربِّ العمل فيها *[ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ] الذي جعل الإنسان خليفة له في عمارتها ، وحدد له مؤهلات الأجير الصالح الذي يرضاه رب الناس جميعا *[ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ   الْأَمِينُ ] .

لهذا يحرص الرباني مُعلِّما  ومتعلما دارسا  على أن يكون له عمل يتقنه ويحسنُه فيرزقَ به     (رِزْقًا حَسَنًا) ليكون بذلك  القويَّ/ الكَفيَّ . كما يعمل في الوقت نفسه على دراسة وتعلُّم كتاب الله سبحانه دراسةً نظريةً وتطبيقا ليكون بهما (الأمينَ ) المُتزكي بئايات الله ، القادرَ على الإسهام في تعليمه أو تعليم ما يستطيع منه : ( فخيركم من عَلَّـم القرءان وتعلمه!!).

(10)

  ختاما ترى مدرسة الرَّبانيين الذين يُسعدهم ان يوصفوا بأنهم  قُرآنيون – أنَّ سِرَّ نجاح الدعوة الإسلامية نجاحا قياسيا أول مرة بقيادة الرسول النبي الكريم إنما يرجع إلى التزامه التام والمطلق ، وكذلك أصحابه ، بكتاب منهجي واحد لا تناقض فيه ولا اختلاف . به ألّف الله سبحانه بين قلوبهم وجَعَلهم أفرادا وأمة (سلَماً) لرب واحد بدلا من أن يأخذوا عن أربابٍ متفرقين متشاكسين كما هو حالهم اليوم بل منذ قرون :

*[ يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) ] يوسف .

*[ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْءَانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) ] الزمر .

*[ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا !!! الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ]

وإذا كانت الإنابة إلى الله وحده تبدو الآن غريبة في الآخِرين ، كما كانت في البداية غريبة في الأوَّلين :

*[ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(46)[ الزمر .

*[… وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) ] الإسراء .

*****

إن الالتزام بما أنزل الله سبحانه في القرآن العظيم ، وطبّق منه الرسول النبي الكريم ، ووثقه الله سبحانه فيه ، ليوجب على الربانيين أن يتدبروا كتاب الله سبحانه كما أمر ، ويدرسوا كل ما يعين على فهمه .. لإعداد إجابات وحلول لمشكلات البشر التي أخذت بعضها تتعقد وتستعصي على الحل .

 وقد أعدّت مدرسة الربانيين  بفضل من الله أبحاثاً ربانية كثيرة بات أكثرُها منشوراً على هذا الموقع :

أنقر على ( كل مقالات وتعليقات وردود الموقع )

http://www.google.com/search?hl=ar&q=site:kuno-rabbaniyeen.org&start=120&sa=N

حتى إذا ما التقى تعقدُ تلك المشكلات البشرية وعدمُ جدوى الحلول البشرية لها مع إرادة الله *[ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ] ، وأخذَ الناس يلتمسون شفاءً لما فيهم من كتاب الله العظيم ، وجدوا من يقول لكل سائل :

يقول لكم ربكم الذي خلق !! وليس روى فلان عن علان …

ذلك أنّ الله سبحانه بيّن كيف تكون طاعةُ الله ورسوله طاعةً واحدةً . فحينما أمرهم بهذا قائلا
*[ … وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) ] الأنفال .

جاءهم بيان الله ربِّهم على الفور محدداً أهم صفات هؤلاء المؤمنين ومحذراً من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير :

*[ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ(4) ] الأنفال .

فقد وُصف المؤمنون حقا بأنهم الذين إذا ذُكر الله ( وليس النبي ولا غيره ) وجِلتْ قلوبهم ، وإذا تُليت عليهم آياته ( وليس الأحاديث والخرافات ) زادتهم إيمانا ....

*****

وعلى *[ الغافلين ] عن هذا البيان الربّاني – ومثلُه كثير- أن يذكروا تحذير الله سبحانه لرسوله الكريم (وهو من هو) ، وهو لغيره وعيد يقرع به أسماع البشر ، محذراً من سوء العاقبة :

*[ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ(94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ(95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ(96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَـــذَابَ الْأَلـِيمَ (97) ] يونس .

عقابُ المكذِّبين الآخِرين الغافلين أشدُّ من عقاب المكذبين الأوّلين الجاهلين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=128&cat=4

 

*[ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ]

*[ رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ]

 

مدرسة الربانيين

خطاب اسلامي رباني معاصر

 يجمع بين

 أصالةِ النص القرآني الثابتِ .. والتجديدِ في فهْمِه وتطبيقِه

فهي

مدرسةُ الرسولِ مُبلِّغاً يتلو آيات الله  

و النبيِّ مُعلِّماً يُبيِّنُها لمن عاصَروه .. و أصحابِه دارِسين

مدرسة الرسول يتلو الآيات والنبي معلما يبينها  

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=280&cat=2

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 



[1] يهتم الناس في البلدان المتقدمة خاصة عندما يشتري أحدهم جهازا، يهتم بدليله (Manual) المرافق له. وهو كتيب يحتوي على بنود أهمها:

 أ. وصف للجهاز والهدف منه وكيفية تشغيله واستعماله وصيانته بطريقة صحيحة ليسلم من الأعطاب (Instructions) .

ب. ضمانة من الصانع للجهاز (guarantee, warranty) بأن يعمل أطول فترة ممكنة بدون أعطاب إذا احترمت التعليمات.

ج. انذار (warning) بالغاء الضمانة إذا خولفت تعليمات التشغيل أو الصيانة لأن الجهاز بسبب ذلك سيصاب بالأعطاب ولن يعمر طويلا.

أليست هذه البنود التي اهتدى إليها الإنسان بالتجربة بعد قرون ومع ذلك أغفل تطبيقها على نفسه بوصفه مخلوقا أو مصنوعا لخالق أو صانع عظيم! أليست هي بالضبط ما سبق إليه [ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ] يضمن به الخالق العظيم حياة طيبة للإنسان وأجراً أوفى إذا احترم تعليمات خالقه، وينذره بإلغاء الضمانة إذا خالف التعليمات مع ما يترتب على ذلك من سوء العاقبة وأعطاب تجعل معيشته ضنكا :

[ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى(1) فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ(2) فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(3)(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي(4) فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) ] طه .

 فسبحان الله العظيم .

(1) (دليل عمل Manual) . (2) (تعليماتي My instructions) . (3) ضمانة warranty . (4) تحذير بالغاء الضمانة warning .



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008