4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12762
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12327
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43732
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13877
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15010
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14691
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

الفضائياتُ لا تزال تتسابق لتكريس العـفَــنِ الديني (السُّني والشيعي) المسئولِ عـن كل مصائب الأمّة ج 1

7/1/2013 4:13:00 AM

عدد المشاهدات:5814  عدد التعليقات: 0
7/1/2013 4:13:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

الفضائياتُ لا تزال تتسابق لتكريس العـفَــنِ الديني (السُّني والشيعي) المسئولِ عـن كل مصائب الأمّة : ج 1

فهل يُعقَل أن لا تشذّ منها فضائية واحدة

تدعو الناس إلى فَهْمٍ / عصري مُحدثٍ لكتابِ اللهِ القرآن الذي به أعــزَّ اللهُ السابقين الأوّلين

*[ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ

وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {63} ] الأنفال !

 

عناوينُ البحث :

(1) العلم الذي لا ينفع أنتج ورسّخَ ثقافة أنّ الخلافَ رحمة  (2) مصير كل الفرق التي فرّقتْ دينها من أهل الكتابيْن قاتم (3) البشر كلهم ما زالوا يجهلون مفهومَ (لا إلهَ إلاّ الله) : المشركون الأولون كانوا يُقرّون أنّ الله خلقهم فلم ينفعهم ، وكذلك الآخِرون (4) والبشر كلهم ما قدروا الله حق قدْره (5) أكبرُ وِزر ضلالِ البشر يحمله الكهنوت المتكسبون بالدين فهُم المغضوب عليهم ، أمّا الذين يتبعونهم فهُم الضالون (6) العبيد لا يُبدِعون لأنهم لا إرادة لهُم (7) بديلُ التوحيد الوحيدُ هو الشرك ، فإمّا التوحيدُ وإمّا الشِّركُ الذي لا يغفــره الله (8) لا يكون الإسلامُ إلاّ للهِ ربِّ العالمين (9) الاجتهادُ في فهْم وتطبيق النص القرآني هو المأجور صاحبُه أصاب أم أخطأ ، ولا اجتهاد في غيره (10) الطريق الثالث محليا ، إقليميا و عالميا هو الصراط المستقيم الذي يخُطّه القرآنُ ، وهو البديل الوحيد لسُبل الضلال كلِّها التي يسلكها البشر .

 

الْحَمْـــــــــــــــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِـــــــــــــــــينَ

 

(1)

أكذوبة (خلاف أمتي رحمة) تعني أنّ اتفاقهم نِقمة !

تحت أكذوبة (خلاف أمتي رحمة) شجع أهلُ الضلال المتكسبون بالباطل من الكهنوت على الخلاف والتفــرُّق ليظل الناس منقسمين عاجزين ومستقرين في هذا الواقع المخزي ، مُدَّعين أن سادتهم من أهل العِلم اختلفوا بسبب عِـلمهم كما ادعى أشياعهم أهلُ الكتاب الأول .

فما هو ((العِلمُ)) الذي بسببه اختلف أهل الكتابيْن وتفرقوا ، و*[ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {32} ] الروم ، فكان لهم ما كان مما شابتْ له الوِلدان ؟

القرآن يُبيّن : *[ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ (أ) آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ (ب) وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ        {34} ] النور :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

الآيات المبينات تبيِّن الحقائق وتصدق بيانَها أمثلة تطبيقية من وقائع التاريخ ، وكلاهما موعظة للمتقين الذين يدرسون الآيات والأمثلة ليتقوا / يتجنبوا الوقوع فيما وقع فيه الأقدمون :

بداية الخلل عند أهل الكتابين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=60&cat=6

فالعـِـلم الذي كان بسببه التفرق والاختلاف عندنا – ولا يزال – هو علمُ التفصيلات التي لم يحتاجوا إليها بدايةً لاكتفائهم بأساسيات الكتاب التي كانت وصايا إيمانية عامة كَفتهم في واقعهم :

الوصايا العشر عند أهل الكتابين مثل على النسخ

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=33&cat=5

فظلوا موحِّدين موحَّدين طالما لم يكونوا بحاجة إلى عِلمٍ بالتفصيلات ، وكان الرسول النبيُّ بشخصه بينهم يرُدون إليه خلافاتهم البسيطة بساطة مداركهم ومشكلاتهم ، فيحكم فيها بما أراه الله وفَهِمه من كتاب الله حسب الواقع الخاص لكل مشكلة وفي ذلك السياق التاريخي الذي مضى :

*[ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً {105} ] النساء .

*****

ذالك السياق التاريخي بما عمِله أهلُه مضى وانتهى بشهادة الله سبحانه في أعمال الأموات كلهم ومنهم النبيون والصالحون وغيرُ الصالحين :

 *[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {134} {141} ] البقرة .

وبقيتْ منه سُنن الله فيهم أسباباً ونتائجَ *[ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {62} ] الأحزاب ، *[ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {23} ] الفتح .. فوثقها سبحانه في كتابه بالكلمة والحرف ليَعتبر بها البشر إذا ربطوا أسباب الظواهـرِ بنتائجها أو أخذوها جاهزة من كلمات الله *[ وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ {34} ] الأنعام ، أو من المَصدريْن :

فلما تَوفّى الله سبحانه نبيه وانتهى واقعه بعد ساعات من وفاته (وظل الرسول حيا يُمثله القرآن في كل واقع) كان المفروض فيهم – إذا اختلفوا في أيّ شيء – أن يتبعوا وصية الله ربِّهم التي سبق أن بلّغهم إياها رسوله فيُنيبوا / يرجعوا إلى الله الذي كان الرسول النبي نفسه يتوكل عليه ويُنيب إليه . هذه هي وصية الرسول الكريم إليهم لو كانوا يعقلون :

*[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {10} ‏] الشورى .

كانت وصية الرسول القرآنية هذه بيانا لأمر الله الجازم لهم ، من قبل أن يقعوا في المتاعب ، حين أمرهم أنْ يستجيبوا لله وللرسول استجابة واحدة ، لله فيما أنزل على الرسول قرآنا يُتلى وللرسول فيما بلّغهم من هذا القــرآن . لهذا اعتبرها الله استجابة واحدة فقال (دعاكم وليس دعواكم) :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25} ] الأنفال :

*****

 لم يستجيبوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ ، فلم يرُدوا خلافَهم إلى كتاب الله من بعد عمر بن الخطاب الذي عُرف عنه قوله والنبي في آخر ساعاته من الدنيا : حسْبنا كتابُ الله ، فسلِمَ وسلِم معه المسلمون من الفتنة . أما مَن بعده فقد ظنوا أن كتاب الله لا يوجد فيه أحكام تفصيلية لِما اختلفوا فيه فالتمَسوها في أحاديث وأعمالِ أُمةٍ قد خلتْ .. فوقعوا في الفتنة التي لم تُصبْ الذين ظلموا منهم خاصة !

مفهوم الفتنة وأصنافها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=159&cat=3

كان ذلك لبساطة مداركهم آنذاك وعدمِ اطّلاعهم على ما عَــرف بعضَه البشرُ وبيّناه في مقالنا :

بديل ثقافة العنف لتغيير الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

فكانت موقعة الجمل وموقعة صِفين وما بعدهما . وكلما طال عليهم الأمد تعقدت مشكلاتهم وكثرتْ مطامع كثيرين منهم دون أن يبحثوا في كتاب الله عــن حلولٍ خلاّقةٍ لخلافاتهم ومشكلاتهم منه ، بل صاروا يأخذونها من أي مرجع ( إلاّ ) كتاب الله ، فـكـمَن لهم الشيطان في تفصيلات خلافاتهم وحلولِها وأصبحتْ كل تفصيلات الشيطان هذه في ظنهم (عِلما وفِقها) عبدوا سادتهم وكبراءَهم (67/الأحزاب) القائلين به وظلوا يُراكمونه ويستخدمونه في بغْي بعضهم على بعض حتى اليومَ ، تماما كأشياعهم من أهل الكتاب الأول الذين سبق أنْ سلّط الله عليهم سريعاً مَن يبغي عليهم دون أن يعتبر بهم وبما حصل لهم أهل الكتاب الآخِر ، على النحو الذي بيّناه من القرآن والواقع في أكثر من مقالٍ في هذا الموقع :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية عند البشر

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

*[ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ {19} ] آلعمران .

*[ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {93} ] يونس .

*[ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ {14} ] الشورى .

*[ وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {17} ] الجاثية .

*[ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ .. {106} ] آلعمران .

فالبينات بتفاصيلها التي جاءوا بها لدعم أمانيهم ومصالحهم وتبرير ظلم بعضهم لبعض كانت كلها أحاديث وأكاذيبَ أو أقوالا تخطاها الزمنُ والواقع ، فمزقهم اللهُ بها كلَّ مُمَزَّقٍ وجعلهم أحاديث (19/سبأ) . ومع ذلك ظلت عندهم حتى اليوم علما مقدسا قالوا فيه (ما ترك الأوائل قولا لقائل) :

*[ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى  اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {60} ] الزمر .

*[ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {213} ] البقرة :

عجز الأمة  وسبباه

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=145&cat=3

(2)

مصير الفـِـرَقِ كلِّها قاتم في الدنيا والآخرة

تفريق الدين بسبب التشيُّعِ للأكاذيب والأقاويل على الله ورُسله شمِل كل الفرق (من السّنة والشيعة) التي استكبرت عن آيات الله بما راكمتْه *[ زَبَداً رَّابِياً {17} ] الرعد ، من الأحاديث والأكاذيب والخرافات التي تقوّلتْها على الله حين نسبتها إلى رسوله . فهي مشمولة بقول الله :

*[ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ            {93} ] الأنعام .

عذاب الله (أ) للمفسدين (ب) المسرفين (ج) والمجرمين المكذبين بآيات الله استكبارا بما عندهم من عِلم بالخرافات .. أتى ولا يزال يأتي تصاعُديا . وأشدُّه الحرب الأهلية التي يذوق فيها الناسُ بعضُهم بأسَ بعض . ما يحدث في سوريا مَثلٌ على أشد العذاب في الدنيا *[ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ {16} ] فصلت :

*[ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً (أ) مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ (ب)  مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ (ج)  يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ {65} ] الأنعام .

العذاب من فوقكم بالأعاصير والفيضانات والصواعق كما العذاب من تحت أرجلكم بالزلازل ينتهي في ساعات أو أيام ويتعاطف الناس فيهما . أما العذاب بالحرب الأهلية فربما لا ينتهي في سنوات لبقاء أسبابه الموروثة وأهمها التفرق والاختلافُ الموروث قرونا . فقد سهّل هذا على قُوى العالَم الأُخرى (استحمارَهم) من بعد تفرقِهم . وهذا تعبير قرآني وصمَ الله سبحانه به الذين حُمّلوا كتابَ الله (التوراة كما القرآنَ) ثم لم يحملوه :

*[ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {5} ] الجمعة :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

لهذا تبرّأ الله سبحانه وبرّأ رسوله الكريم من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، بسبب أكاذيبهم عليه واستهزائهم بآيات الله حين زعموا أنَّ خلافهم رحمة . مع الأسف سبق لي أن شاركتُهم هذا الزعم وأنا من الضالين ، وكان من مراجعي كتابُ (رحمة الأُمة في اختلاف الأئمة) قبل أن أجعل مصيره كمصير عِجلِ السامري :

*[ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً (( لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ )) إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ    {159} ] الأنعام .

. الربانية السماوية تُجمّع و التراثية البشرية تُفرق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=248&cat=3

كان فرعون هو صاحبَ سياسة (فرّق تَسُد Divide to rule) فوصفه الله أنه *[ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ] :

*[ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {4} ] القصص .

وأنه *[ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ {31} ] الدخان . ولكن فرعون ومَلأه استحقوا أسوأ الأوصاف لمّا استكبروا وكذّبوا بآيات الله *[ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْــرِمِينَ {75} ] يونس .

لكل ذلكم حكَم ربهم عليهم : *[ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {46} ] غافر .

*****

حلّ مشكلة التفرق لا يكون إلاّ بالرجوع إلى (الذِّكْــر) الذي يجب أن يسعى( إليه ) الذين آمنوا كل يومِ جمعة ، وإلاّ فلا صلاة لهم . فهو المرجع الواحدُ والوحيد القادر على توحيدهم وإنقاذهم من الهاوية :

 الجديد من القرءان والواقع عن صلاة الجمعة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=9&cat=3

فيا أيها الناس : لا تُضيعوا صلاتكم (59/مريم) بأكاذيبكم على الله ورسوله التي فرّقــتْكم وجعلتكم شِيعا ، فصِرتم طوائفَ ومذاهبَ وقومياتٍ وفئوياتٍ (يطوف) عليها كلِّها الشيطانُ ، واعتصموا بحبل الله سبيلا للنجاة وافعلوها ولو مرة :

.  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

وارجعوا إلى ربكم وكتابه  *[ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {32} ] الروم .

(3)

تناقض المشركين الجاهلين بالأمس كتناقضِ أشياعهم المشركين الغافلين اليوم

ألقرآن العظيمُ أحكمَ معرفتنا بالماضي وبالحاضر اللذيْن بِتنا نعرفهما اليوم من القرآن والواقع :

*[ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ (أ) آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ (ب) وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {34} ] النور .

الآيات المبينات من القرآن العظيمِ كانت هي حُجة الرسول الكريم على الناس . التزم بها هو نفسه وطلبها من كل صاحب رأيٍ ، مشيرا إلى القرآن :

*[ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ (هَذَا) ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ          {24} ] الأنبياء .

يُخبرنا القرآن العظيمُ عظَمة مُنزّله سبحانه أن النبي الأمين كان يتردد ويتقلب بين وصْف الله لقومه بالمشركين وبين إجاباتهم المتكررة على أسئلته لهم التي يُفهم من (ظاهرها) أنهم موحدون ، تماماً كأشياعهم اليوم الذين يزعمون أنهم مُوحدون حين يقولون (لا إله إلاّ الله) !

(1) فقد أجابوا مرارا وتكرارا على أسئلته لهم ، كما يجيب أشياعهم اليوم لو سألتَهم ، ظانّين إجاباتهم بدَهيات :

*[ وَلَئِن سَأَلْتَهُم : مَّنْ خَلَقَهُمْ ؟ لَيَقُولُنَّ ((اللَّــهُ)) فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ {87} ] الزخرف .

*[ وَلَئِن سَأَلْتَهُم : مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ؟ لَيَقُولُنَّ ((اللَّهُ)) فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ          {61} ] العنكبوت .

*[ وَلَئِن سَأَلْتَهُم : مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا ؟ لَيَقُولُنَّ ((اللَّــهُ)) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ {63} ] العنكبوت .

*[ وَلَئِن سَأَلْتَهُم : مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؟ لَيَقُولُنَّ ((اللّــَهُ)) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {25} ] لقمان .

*[ وَلَئِن سَأَلْتَهُم : مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؟ لَيَقُولُنَّ ((اللّـــــَهُ)) قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ    {38} ] الزمر .

*[ وَلَئِن سَأَلْتَهُم : مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؟ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ((الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)) {9} ] الزخرف .

*[ قُل : لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ؟ {84} سَيَقُولُونَ (( لِلَّــهِ)) قُلْ : أَفَلَا تَذَكَّرُونَ {85} قُلْ : مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ؟ {86} سَيَقُولُونَ (( لِلَّــهِ)) قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ {87} قُلْ : مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ؟ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {88} سَيَقُولُونَ (( لِلَّــهِ)) قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ {89} بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {90} ] المؤمنون .

 

(2) ولكنهم كانوا ينقضون شهادتهم حين يتساءلون مستنكرين :

*[ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ ((إِلَهاً وَاحِداً)) إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ {5} ] ص ، متناسين إقرارهم مرارا وتكراراً – كحال أشياعهم اليوم – أن الله الواحد هو الذي خلقهم وهو يرزقهم ...

ولحسم الأمر ، أمر الله الرسول النبي الأمين أن يكُـفَّ هو ومن معه من المؤمنين عن التقلب بين ظنهِم موحدين وبين وصْفِ ربِّهم لهم بالمشركين . فهم وآباؤهم حقيقة مشركون جاهلون . أما أشياعهم اليوم فهُم مشركون غافــلون ، فهؤلاء أسوأ ، وسيكتشفون هذه الحقيقة وهم في غمرات الموت :

عقاب المكذبين الآخرين الغافلين اليوم أشد من عقاب الجاهلين الأولين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=128&cat=4

*[ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ {109} ] هود . وقد اقتضى الأمر أن يخاطب الله سبحانه رسوله النبيَّ بحزم :

*[ فَاعْلَمْ ! أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ {19} ] محمد .

*[ فاعلم أنه لا إله إلاّ اللهُ واستغفر لذنبك ] ما مفهومه ؟   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=370&cat=2

(4)

كل البشر ما قَدروا اللهَ حق قدْره

البشرُ ما قدروا اللهَ حق قدرِه مرتين ، فأراد *[ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً {60} ] النساء :

(1) مرة حين أشركوا بالله الخالق فلم يقدُروه حق قدْرِه . فهو – في ظنهم -  بحاجة إلى شريك ، غيرَ مُقدرين عــظَمته ، وهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا (41/فاطر) ، وقد مضى على خلقهما آلاف السنين .. بينما لا تستطيع كل قوى الأرض أن تُمسك قمرا صناعيا أن يزول بعد بضع سنين من إطلاقه . بل إن قبضته سبحانه لتتسع للأرض بكل حجمها بينما لا تتسع قبضة أقوى بشر لحمل أكثر من بضعة كيلوغرامات !

*[ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {67} ] الزمر .

وما قدروه حق قدره حين لم يدركوا الفرق الكبير بين قدرتِه سبحانه على الخَلق وقدرةِ الناس الذين لا يستطيعون مجتمعِين أن يخلقوا ذبابا حيا ولا خليّة حية *[ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ {74} ] الحج !

*[ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{72} يَا أَيُّهَا النَّاسُ : ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ{73} مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{74} ] الحج .

(2) ومرة حين لم يقدُروا اللهَ (ربّــــاً مدبرا ومشرِّعاً) فلم يقدُروا كتابَه حق قدره ، وكتابُه أعظمُ من كل خلْقه ، زاعمين أن كتابَ الله التوراة وكتابَ الله القرآنَ ليست لهما قيمة فهناك من الكتب والأسفار ما هو أهم منهما ، غير مدركين أنهم حين حملوا هذه الأسفارَ بدلا من كتاب الله اعتبرهم القرآنُ مكذبين بآيات الله ظالمين وأنّ مَثلهم *[ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً {5} ] الجمعة) :

*[ وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ{91}

وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (أ) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ (ب) وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ{92} ] الأنعام .

*****

أما مسلمو رضاع الكبير وشُربِ بول البعير فظلوا يزعمون أنّ القرآن حمّال أوجه لا يصلح للاستدلال به ، وإنما يُستدل بالسُّنة المزعومة ، فهي حسب افتراءاتهم قاضية على القرآن وناسخة له . بل وصل تكذيبهم بآيات الله درجة الزعم أنّ السُنة عندهم تشريع مستقل فلا يجب عرضها على القرآن ، وأن القرآن بحاجة إلى السّنة أكثر من حاجة السّنة إلى القرآن ! تعالى الله عنهم وعن افتراءاتهم علوا كبيرا !

*[ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155} ] الأنعام . واتقوا ماذا ؟ اتقوا اتّباعَ غيرَ سبيل الله  من السُبلِ فتتفرقوا عن سبيل الله الواحد ، كتابِ الله :

*[ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي ، مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ، وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ   {153} ] الأنعام .

لقد صدق الله ربُّنا العظيمُ *[ (أ) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ (ب) وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ{92} ] الأنعام . إن الذين يؤمنون بالآخرة يوما للحساب حقيقة (بدون خرافات الفداء أو الشفاعة) لا بد أن يؤمنوا بالقرآن ليعرفوا منه أُسسَ الثواب والعقاب . الذين لا يؤمنون بالآخرة ، فلا يؤمنون بالقرآن ، لا يعرفون هذه الأُسس فلا يقيمون صلاتهم (ولا أيّ عمل لهم) حسبما أنزل اللهُ قرآناً بل حسب السُّنة المزعومة وفقهِ الأموات الخرافي :

*[ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً {59} ] مريم . هؤلاء يُضيعون صلاتهم حين لا يحافظون على ثوابها ، إذ لا ثواب إلاّ على صلاة تُقام حسبما أنزل الله قرآنا ، فعمِل مَن أقامها *[ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {110} ] الكهف . نعم ! لا يشرك بالله أحدا بكيفية أداء أيّ عبادة على رأسها الصلاة . الذين يظنون أنهم يعبدون الله حسب أحاديث مروية عن النبي (صلوا كما رأيتموني أُصلي !) أو أيّ بشر يعصون ربهم الذي أمرهم أنْ ((لا يُشركوا)) بكيفية عبادته (( أحدا )) دون استثناء ، غافلين عن أنّ الرسول الكريم نفسه كان يقول *[ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {15} ] يونس ، *[ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً{21} قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً{22} إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {23} ] الجن .

(5)

أكبر الوِزر يحمله الكهنوت المتكسبون بالدين .. فهُم المغضوب عليهم

*[ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ {25} ] النحل .

*[ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ {13} ] العنكبوت

المُتَّبَعون مغضوب عليهم والمتَّبِعون هم الضالون

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=206&cat=4

الترزُّق والتكسُّبُ بالدين حرّمهما القرآن بدليلِ أن كل رسل الله قالوا للناس ما أمرهم ربُّهم أن يقولوه *[ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْــراً {90} ] الأنعام ، *[ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ {29} ] هود ، *[ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {47} ] سبأ :

لا أسألكم عليه أجرا ولا أقول لكم عندي خزائن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=241&cat=2

وقد تكرر هذا في القرآن العظيم . الداعية العالِمُ بالدين الحق يدعو الناسَ بالحكمة / القدوة الحسنة أوّلاً ، ومِن هذه أن يكون له عمل ينفع به نفسه والناس فيكسب منه عــيْشه رغداً كما كان حال الرسل والأنبياءِ الكرام . أما المُترزق والمُتكسِّبُ بالدين فهو يدور مع رزقه ومكاسبه حيث دارت ، بشهادة الواقع ، فيصبح مُزوِّرا للدين حسبما يريد الذي يدفع له *[ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ {82} ] الواقعة *[ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ {14} ] المطففين .. كالذي يدفع للمغني فيختار هو الموّالَ .

رجال كهنوت كل الأديان عبر التاريخ زوّروا الدين الحقَّ وظلوا بطّالين يترزقون بأديانٍ مزوَّرة *[ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {78} ] آلعمران . نعم ! يعلمون أنه لا يحل لأحد أن يترزق أو يتكسَّب بالدين الحق فكيف بدينٍ مُزوّرٍ ، لأنه سيجد نفسَه مضطرا لكتْم الحق لكي يحافظ على مكاسبه  *[ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {146} ] البقرة  .

مع الزمن مــرَد الكهنوتُ – في كل الأديان - على الباطل والبِطالة وفقدوا القدرة على عمل شيء ينفع الناس .. لهذا صاروا يتخذون لأنفسهم أشكالا غريبة لإرهاب العوام من لِحى طويلة يزيدها سوءً حلقُ الشاربين ، ومِن أغطية للرأس يتميزون بغرابتها دون أن يكون لها معنى .. العالم الغرْبي منذ خمسة قرون (1529/م) احتجَّ وثار على الكهنوت وعزلهم عن الحياة فنهض وتقدم . وها هم المحتجون على الخُرافة (البروتستنت) منهم ، على شاطئي الأطلسي ، يسودون العالَم كلَّه ويستحمرونه بحق . رجال الكهنوت عندنا ، لا يزالون مُصرين على الترزق والتكسب بدين مزورٍ ، وعلى عزْفِ اللحن الذي يُرضي من يدفع لهم سراً أو علنا ، حتى لو كان أجنبيا . لهذا تجد التخلف والخرافية والظلامية والسفهَ هي السمات الغالبة عليهم وعلى شعوب الشرق كلها ، متعلمين وأُميين ، فيُخرجها المُستحمِرون إلى الشوارع ويسوقونها إلى المسالخ كما الأنعام :

لماذا نهضوا وتخلفنا ولا نزال

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=15&cat=3

أمّا ما ينتظرهم عند الموت فرهيب .. نقول هذا مُبصِّــــــــــــرين :

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ ((الْيَوْمَ)) تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَــنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93} ] الأنعام .

هداهم اللهُ ((مِن قبل)) موتِهم يومَ يقول *[ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ {44} ] إبراهيم .

*[ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {60} ] الزمر .

يتبع ...

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

  www.Facebook.com مدرسة الربانيين – محمد راجح دويكات

*****

الفضائياتُ لا تزال تتسابق لتكريس العـفَــنِ الديني (السُّني والشيعي) المسئولِ عـن كل مصائب الأمّة : ج 2



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008