4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12763
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12328
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43733
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13878
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15013
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14692
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

طاعةُ الرسول : غفل المسلمون التراثيون عن مفهومها الحق فضلّوا ضلالاً بعيدا !

4/18/2012 5:32:00 PM

عدد المشاهدات:5158  عدد التعليقات: 4
4/18/2012 5:32:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

طاعةُ الرسول : غفل المسلمون التراثيون عن مفهومها الحق فضلّوا ضلالاً بعيدا !

طاعة الرسول وعلاقتُها بالعبادةِ وبالصلاةِ والزكاة خاصةً

*[ وَأَقِيموا الصَّلوةَ وَءَاتُوا الزَّكوةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {56} ] النور

لاحقاً للمقال على الرابط :

السبيل الوحيد للنجاة في آية : (110) الكهف

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=349&cat=3

 

*[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} ]

(1)

طاعةُ الرسول مربوطة دائما بطاعة الله

ربطت طاعة الرسول عليه السلام بطاعة الله سبحانه (طاعة واحدة) في أكثر من عشرين آية من كتاب الله . وأُمر المؤمنون بطاعة الرسول تحديداً (تأكيداً لطاعته الدائمةِ لله) في موقعين لتتعلق بها ثلاثة امور هي : (1) القتالُ (2) وإقامة الصلاة (3) وإيتاءُ الزكاة .. لِما علم الله سبحانه أن كثيراً من الضلال والضرر سيلحقان بالأمة بسبب رجوعها في هذه الامور خاصة إلى غير الرسول أي إلى غير الكتاب الذي نُزِّل عليه وبه صار رسولاً وأُمر ومن معه باتباعه .

 

من ذلك احتجاج كثيرين بالصلاة والزكاة وزعْمُهم أنهما لم تفصلا في القرءان وإنما أُخذت تفصيلاتهما مما أسموه افتراء على الله والرسول (السنة النبوية) وفي ظنهم أنها سنة الرسول كذلك . فأمرَ الله سبحانه أن تؤخذَ أحكام القتال حرباً وسِلماً ، وأن تقامَ الصلاةُ وتُؤتى الزكاةُ وتؤخذَ أحكامُها خاصةً ككل الأحكام عامةً ، تفصيلاً عن الرسول (وليس عن النبي ) أي من ءايات الله  في الكتاب الذي نُـزِّل عليه ، وبه صار رسولاً ، فكان مرجعَه الوحيد إيمانا واتباعا وأُمر أن يبلغه للناس لا يزيد عليه ولا ينقص منه : 
*[ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتبٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ …(89) ] البقرة .

*[ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتبَ كِتبَ اللَّهِ  وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) ] البقرة

فأهمية الرسول من عند الله هي في الكتاب من عند الله الذي أنزله عليه ليتبعه الناس وليقوم بعد وفاته مقامه ليكونوا به وبآياته مؤمنين ، فيتجنبوا الذلَّ والخزيَ والمصائبَ والعذابَ :

*****

لم ترد *] رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [ إلا مرة واحدة في الكتاب لينصرف مفهومها إلى الكتاب الدائم الذي يناسبه أن يكون من عند الله ، لأن الكتاب الذي من عند الله أهم من شخص الرسول بكثير . فالأول كلام الله تعالى غيرُ مخلوق . لهذا لا يصيبه ما يصيب المخلوقين من الضعف والموت وانتهاء الصلاحية . والثاني مخلوق يضعف ويموت وإنما تدوم رسالته التي هي القرءان . وقد اختص الله سبحانه رسوله محمداً عليه السلام بوصف *] رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ {2} ] البينة ، التي لم ترد إلا مرة واحدة وفي سورة البينة .

مفهومها أنه رسول ينوب عن الله تعالى ويقوم مقامه حين يتلو ءايات الله فقط *] رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) [ البينة ، أي حالة كونه يتلو ءايات الله من صحفها المطهرة . وورد قوله سبحانه *] رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعلَمِين{61} {67} {104}  [الأعراف ، ثلاث مرات لتعود إلى رسل الله تعالى نوح وهود وموسى عليهم السلام . والفرق بين مفهومي التعبيرين تبيّنه الأيات ( 163- 169 ) النساء .. فتدبرْها لتعلم الفرق الكبير بين القرآن وكل ما نزل قبله على الرسل او أوحِي الى النبيين بمن فيهم محمد سلام الله عليهم اجمعين :

*[ لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً {166} ] النساء .

(2)

وقد ضاهأ المسلمون أهلَ الكتاب ، فنبذوا كتابَ الله (رسولَ الله) وراء ظهورهم بعد عام (101) هجري حين بدأ الزهري وغيره بكتابة الحديث النبوي خلافاً لأمر النبي بعدم كتابة أي شيء عنه سوى القرءان :

. بداية الخلل عند أهل الكتابين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=60&cat=6

واعتبروه حديث الرسول بدون تمييزٍ بين النبي والرسول وأن الله سبحانه قد أمر بطاعة الرسول تحديداً في كل آيات الطاعة لتظل طاعةُ الله فيما أنزل عليه من الكتاب ، وطاعةُ رسوله فيما بلّغ عنه .. فرضاً على المؤمنين إلى يوم الدين . ذلك أن المهمة الوحيدة للرسول هي تبليغ آيات الله سبحانه بعبودية مطلقة بعد أن يؤمنَ بها فقط ثمّ يتبعَها معهم  (انظر الأيات 285/البقرة ، 67/المائدة ، 2- 3 /الأعراف) . فاتباع الرسول هو اتباع آيات الله تعالى تحديدا :

.  الرسول والنبي : أصل البلاء عدم التمييز بين مهمتيهما  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=218&cat=6

*[ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ ءَايتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَـخْزَى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحبُ الصِّرطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) ] طه .

*[ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ ءَايتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) ] القصص .

*[ رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّهِدِينَ (53) ] آلعمران .

فالأصل هو ما أنزل الله سبحانه أي القرءان تحديداً . فإن اتباع الرسول هو اتباع ءايات الله .

مفهوم الوسطية القرءاني يتحقق باتِّباع الرسول/القرآن الكريم :

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=17&cat=3

وفي الذين أطاعوا سادتهم العلماء وكبراءَهم الفقهاء والمسئولين ولم يطيعوا اللهَ فيما أنزل ، والرسولَ فيما بلَّغ من ءايات الله يقول سبحانه :

*[ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يلَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) ] الأحزاب .

 تدبر الأيات ( 27-31 ] الفرقان ، التي تؤكد مفهوم طاعة الرسول وأنها اتباع القرءان تحديداً .

(3)

مواقعُ طاعة ( الرسول ) في كتاب الله

 أوّلها : آيات القتال في الآيات (69-84) من سورة النساء التي توسَّطها أمْرٌ (1) بطاعة الرسول وأمْرٌ(2) بتدبر القرءان :

*[ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصـّلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفـِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)… الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّغُوتِ فَقتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطنِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطنِ كَانَ ضَعِيفًا (76)… مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلفًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطنَ إِلَّا قَلِيلًا (83) ] .

.  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

 إن توثيق هذا الأمرِ من اثنين بطاعة الرسول ، وهذا الأمرِ من اثنين في سورة النساء تحديداً إنما ليذَّكَّر أولوا الالباب بأن هذه السورة التي تضمنت الأمرين الاثنين تضمنتْ كذلك وجوبَ رد الإفتاء (الذي هو بيان مركب) وخاصة في شئون النساء إلى الله سبحانه أي إلى كتابه الكريم وليس إلى النبي :

الإفتاء في الدين حق لله لا للبشر

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=28&cat=3

  *[ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ !! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ …(127) ] النساء .

*[ يَسْتَفْتُونَكَ !!!! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَللَةِ … يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) ] النساء

*****

وأكثر الأمور تعقيدا وخطورةً هي أمور السلم والحرب كما يتبين من واقع المسلمين اليوم . لذلك تحتاج أحكامهما إلى استنباطٍ يجريه الذين يعلمون . لهذا - والله أعلم - قضى الله سبحانه في الأيات المذكورة أن تُردَّ أخبارُ وأمور *[ الْأَمـْنِ وِ الْخَوْفِ ] إلى الرسول في حـياته مع التوكل على الله ، ويجب على المؤمنين طاعته . أما بعد وفاته فترد أوَّلا إلى الله سبحانه بالتوكل عليه وتُرد ثانياً إلى ( مجلس الخلافة الدستوري الأعلى) وإلى أولي الأمر من الذين امنوا (المستوى السياسي) إن وجدوا . وقد نهى الله سبحانه عامةَ المؤمنين أن يذيعوا أيَّ شيءٍ من أخبار السلم والحرب لقلة معرفتهم بها وبأسرارها فكيف بممارستها :

ألإذاعة والإشاعة مفاهيم مشتقاتهما في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=340&cat=4

مهمة ( الرسول ) هي تبليغ ما أُنزل إليه من ربه ، فإذا طَبق *[ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ]  حُكماً وقضاءً بين الذين آمنوا وبين أولي الأمرِ فهو *[ من رسول ] إذ لا بد أن يقوم ببعض عمل ( الرسول ) في تبليغ ءايات الله لنفسه وللناس عند الرجوع إليها تشريعاً ، وبعمل النبي في التطبيق حين يوحَى إليه ايحاءات نبوية تطبيقية أو يجتهدُ في الفهم والتطبيق فيصيب ويخطيء .. علماً أن الله سبحانه لم يكن يُقرّه على خطأ في التطبيق النبوي العام بل يُصوبه قرءاناً . لذلك جاء وعد الله تعالى أن لا يرسل *[ مِن رسول ] إلا ليطيعه الله سبحانه (يستجيب له) ويحكّمه المؤمنون ويطيعوه :

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) [النساء

وقد وثق الله سبحانه هذه الحقيقة الخطيرة في الأيات (29-44) من سورة النمل لمنع العسكريين والغوغائيين من جـرّ الأمة إلى مغامرات مدمرة لو كان أمرُ ( الْأَمْنِ/السّلْم  و الْخَوْفِ/الحرب ) بأيديهم . فكيف حين يضطر الحكام إلى جرّ الأمة إلى حروب مدمرة تحت ضغط الدهماء والعامة والذين لا يعلمون !!

بديل ثقافة العنف لتغيير  الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

(3)

ثاني المواقع التي ورد فيه الأمر بطاعة الرسول تحديداً هو الأيات (54-56) من سورة النور التي وثق الله سبحانه فيها الوعد الحق باستخلاف الذين آمنوا في الأرض ذاكراً شروط الاستخلاف وشروط ديمومته :

*[ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّلِحتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْـدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُـمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلوةَ وَءَاتُوا الزَّكوةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) ] النور .

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

فالرسول الكريم عليه ما حُمل وفُرض عليه وهو فقط البلاغ المبين الذي لا ريب فيه ، يتلوه عليهم بلسانهم . فلم يُحمِّل الله سبحانه الرسول ولا أي رسول إلا البلاغَ المبين ، كلماتٍ من الله هي آياتٌ معجزةٌ في كتاب ، وبلسان قومه الأحياءِ ، لا بلُغة الأموات اللاغية :

*[… فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلغُ الْمُبِينُ(35) ] النحل .

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ …(4) ] إبراهيم .

وعلى البشر (وأولهم النبي محمد) ما حُمّلوا وهو الإيمان بهذا البلاغ المنزل واتِّباعه . وكما حُمل أهل الكتاب التـوراةَ (5/الجمعة) فقد حُمل المسلمون القرءان . وكما فعل أهل الكتاب بعد فترة حين *[ لَمْ يَحْمِلُوهَا ] وحَملوا أسفار أحبارهم ورهبانهم بدلا منها ، فقد حَـمل المسلمون بعد جيلي الصحابة الكرام وتابعيهم ( 2-4/الجمعة ) أسفارَ سادتهم العلماءِ وكبرائهم الفقهاء بدلا من حمْل القرءان إيماناً واتباعاً ، فكان مَثَلُ الطائفتين كمثل الحمار يحمل أسفاراً لا تنفعه !!

 ومما يجب أن تتقطَّع له قلوب المسلمين خوفاً من الله عز وجل (110/التوبة) وصْفُه للذين فعلوا ذلك بالمكذبين بآيات الله والظالمين :

*[… بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِأيتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ (5) ] الجمعة ..

مع أنهم ظلوا يتلون التوراة والقرءان هذرمةً ، ويزعمون أنهم بهما يؤمنون .

*****

حتى في الصلاة والزكاة أَمر الله سبحانه نساء النبي ( وهنّ أعلم الناس بما كان يفعله النبي ) أن يُطعن الله ورسوله (وليس نبيه) وفي الأية نفسها التي أمرهن أن يَقرَرن (يُقمن) في بيوتهن وألّا يظهرن على الناس دونما حاجة ولو بغير زينة :

*[ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلوةَ وَءَاتِينَ الزَّكوةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) [الأحزاب .

وفي هذا بيان لكون قرار نساء النبي في بيوتهن هو طاعة لله ورسوله تماماً كما أُمر المؤمنون بطاعة الله ورسوله في كل أمر . أما ربط طاعتهن لله ورسوله في الصلاة والزكاة وهن أقرب الناس الى النبي فبيان لكل مؤمن أن الصلاة والزكاة كغيرهما من الأحكام يجب أن يُطاع فيهما الله ورسوله : اللهُ فيما أنزل والرسولُ فيما بلّغ عنه –  طاعة واحدة لا طاعتين !

لقد علم الله سبحانه *[ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14) ] المُلك .. أن أكثر المسلمين سيجادلون بالباطل ليُدحضوا به الحق وأنهم سيتخذون ءايات الله هزواً يبطلونها وينسخونها ويعرضون عنها بحجة أسفار الحديث والفقه ، وأنهم سيتخذون الصلاة والزكاة مَثَلين على أن الله سبحانه لم يُفصِّل كثيراً من الأحكام وأن النبي (أو الرسول فلا فرق عندهم) هو الذي فصّل كيفية الصلاة ونسبة الزكاة .

(4)

ثالث المواقع بطاعة الرسول (تحديداً وليس النبي) في سورة النور هو في نجم ءايات الوعد الحق الذي ربط الله سبحانه تحققه واستمرارَه بعبادة الله وحده دون الإشراك به *[ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ] وبطاعةِ الرسولِ/اتِّباعِ القرءان ، وخاصة في الصلاة والزكاة وتفصيلاتهما ، كما سبق أن أمر (في سورة النساء) بردّ شئون الحرب والسلم خاصة إلى الرسول في حياته وإلى القرءان وخلفاء الرسول بعد وفاته وليس إلى الأحاديث والأخبار المروية عن النبي - سواء قالها أو لم يقلها - لأن النبي نفسه (بغضّ النظر عما أوحى الله سبحانه إليه غير القرءان وحي نبوة ، أو اجتهد في فهمه وتطبيقه في واقع معين كبشر) قد أمره الله تعالى وأمر المؤمنين معه أن يتبعوا ما أُنزل إليهم من ربهم (قرءانا) فور نزوله ، وأن يقدموه على أي إيحاء نبوي أو اجتهاد قبله أو بعده . وأشهر مثل على هذه القاعدة الإيمانية هو مَثل القِبلتين الأولى والآخِرة الذي بيناه في مقال :

مفهوم الوسطية القرءاني  يتحقق باتِّباع الرسول/القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=17&cat=3

*[ وَكَذَلِكَ جَعَلْنكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هـَدَى اللَّهُ…(143) ] البقرة .

في هذه الأية الكريمة تقرير لسُنة ربانية في البشر تجعلهم يستثقلون التغيير ويرونه كبيراً حتى في دائرة الحق نفسه تحسيناً وارتقاءً فكيف إذا كان التغيير يقتضي ترك الباطل واتباع الحق كما هو واقع المسلمين اليوم بل منذ قرون بعد أن طال عليهم الأمد فــَ *[ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً {18} ] الفرقان !!

*[ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتبَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فسِقُونَ(16) ] الحديد :

 بعد كل هذه المصائب : ألمْ يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=310&cat=2

الأمة الوسط هي التي لم يحمل عليها ربُّها إصراً (حِملاً يصعب حَمله) كما حمل على الذين من قبلهم إصراً وأغلالاً . فلم يُحمّل الأمة الوسط التي تتبع القرآنَ ما لا طاقة لها به (286/البقرة) فلا يكون واحدهم مُفرّطا ولا مُفْرطا ولا يحمل غِــلا ولا يُكنّ لأحد عداوة لشخصه ، لأنه يتَّبع ما انزل الله . لهذا فهم يَصلحون للشهادة على الناس .

 

 بعد كل هذه المصائب : ألمْ يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=310&cat=2

وإذا جادل أحدٌ في مفهوم ذِكر الله هنا فلا جدال بأن عطف البيان والتخصيص *[ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ] الذي هو القرءان تحديداً يبيِّن مفهوم الذِّكر .. إذ لم يُنزّل الله تنزيلا سواه *[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ] الإنسان . ولعلنا نجد البُشرى في الأية التي تليها والتي عقَلها (ربطها) الله سبحانه بها من أجل أن نعقل مفهوم الأية الأولى المعنوي بمفهوم الأية الثانية الحسي :

فبالقرءان المنزل من السماء نقيّا مباركاً يُحيي الله سبحانه القلوب القاسية حين تخشع لذكر الله وما نزل من الحق كما يُحيي الله الأرضَ الخاشعة بعد موتها بالماء النقي المبارك المنزل من السماء :

* [ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْأيتِ

لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(17) ] الحديد .

 (5)

الخـُــــــــــــــــلاصة

الرسولُ بعد وفاة النبي محمد هو القرءان . فالقرآن هو حُجةُ الله على البشر .

هذا هو مفهوم قوله سبحانه :

*[ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {15} ] الإسراء

وهو المبعوث رحمةً للعالَمين إلى يوم الدين .

مسألة القِبلة كانت مثلاً عملياً لتقرير قاعدة إيمانية كبرى كما سبق ، ألزم الله سبحانه بها حتى النبيين بمن فيهم محمد (سلام الله عليهم) وأخذَها عليهم ميثاقاً : أن يحترموا التسلسل الوظيفي الذي جعل الله به الرسولَ  Messenger of God أرقى رتبة من النبي Prophet ، سواء كانا رجلا واحداً أو رجلين ، وأنْ يُؤمن النبيُّ بالرسول والكتاب الذي نزل عليه سواء كان الرسول قبله (كموسى وسليمان) أو كان معاصراً له (كيحيى وعيسى) أو كان النبي والرسول رجلاً واحداً ككل الرسل ، ومنهم الرسول محمد عليهم سلام الله .

 

الذين أوتوا الكتاب أو أُورثوه من بعدهم أوْلى بالالتزام بهذا الميثاق الذي أقرّ به والتزم النبيّون وهم خير منهم ، بعد أن تكون أخبارٌ كثيرة قد وصلتهم بالطرق الظنية منسوبة إلى الله والنبيين والأولياء . تدبروا الأيات 78-83 من سورة آلعمران التي ختم الله بها هذا الميثاق ، مبينا مفهوم الربّـانية وانها اتخاذ كتاب الله المرجعَ الوحيد لتعليم الدين واهمّ مراجع دراستة :

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] –  فلسطين

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008