السُّحت .. تحديداً

هو المال الحرام المُكتَسَبُ بالافتراء على الله كذبا !!

 الحمدُ لله ربِّ العالَمين

(1)

البرهان على العنوان من آيات القرآن

*[ قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ ^(أ) بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى {61} فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى {62} ] طه .

*[ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ^(ب) ... {42} وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ {43}  ] المائدة .

*[ وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {62} لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ {63} ] المائدة .

*[ انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً^(أ) {50} ] النساء .

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {168} إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {169}‏ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ       {170} ] البقرة .

(2)

^(أ) تبين آية النساء (50) أعلاه انّ الإثم الذي يقترفه المفترون على الله كذبا يكفي لاستحقاقهم العذاب الذي حل بقوم فرعون ، عذاباً صاروا به  *[ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ {56} ] الزخرف .     

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2

وذلك لزعمهم انّ ما جاء به موسى هو سحر عندهم مِثْلُه *[ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ.. {58} ] طه . تماما كما افترى كثير من (المسلمين التراثيين) على الله الكذب حين زعموا ان كُتب الحديث عندهم مثل القرءان وأنها وحْي يوحى ، ونسبوا الى رسوله الكريم - افتراءً عليه - أن الله آتاه القرءان ومِثْله معه ، فأسحتهم بعذاب مرتين كُبرَييْن بسبب افترائهم على الله كذبا الذي حذرت منه آية طه (61) وأرّخت له الآية 134/طه :

بينهما  659/سنة : ( 1258/ م – 1917/ م ) .

وكان الله قد أسحت بني إسرائيل مِن قَبلهم بعذاب مرتين كُبرَييْن كذلك :

بينهما  659/سنة : ( 589/ قم – 70/ م ) !!!!

وقد بيّنتْ هذه النبوءات بشكل مذهل اياتُ مطلع سورة الاسراء :

. قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

التي خُتمت بالحلّ المُقَدَّم لأُولي الألباب من الطرفين ، الذي أساسه :

*[ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ... {9} ] الاسراء

إطار حل القضية الفلسطينية حلاّ ممكنا لا ظلم فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=174&cat=6

^(ب) وتبيّن آية المائدة (42) ان الكذبَ على الله عز وجل والترزقَ بالافتراء عليه او على رسوله ما لم يقُله الله في كتابه الذي هو وحْده حق اليقين الذي لا ريب فيه .. هو أكْل السحت ، يستوي فيه مَن يكذب على الله تعليماً أو افتاءً ومن يستمع للأكاذيب والافتراءات عليه تعلُّماَ ودراسةً *[ سَمَّاعُـونَ لِلْكَــذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ] ، وأنَّ مَن يسترزق بالمرويات المكذوبة ( والرسول منها بريء ) *[ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ {82} ] الوقعة ..  ومَن يسمعونها ويصدقونها كلَّهم في استحقاق العذاب الشديد سواء . ( 6+7 ) لقمان :

*[ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {68}‏ ] الانعام

النهي عن القعود مع الظالمين الخائضين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=162&cat=3

(3)

بهذا يتبين ان السحت ليس المالَ الحرام على اطلاقه الذي قد يُضرُّ اكتسابُه بأفراد بل هو المكاسب الحرام التي تُلحِق الضرر البالغ بالأمّة كلها فتُدفَع على شكل ( شهادات ورواتب او وظائفَ ومواقع ) يكسبها من يفترون على الله الكذب فتُعمي قلوبَهم عن الحق كما تُعمي قلوبَ  مَن يصدقونهم في افتاءاتهم التي تتناقض كلُّها او جُلّها مع كتاب الله العظيمِ .

*[ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ {14} ] المطففين

الإفتاء في الدين حق لله لا للبشر

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=28&cat=3

 وتُبيِّن آيةُ المائدة (63) أنَّ واجب النهي عن الافتراء على الله وما يؤدّي إليه هذا الإفتراء من المُسارعة في الإثم والعدوان  ( في الاوّلين وكذلك في الآخِرين ) يقع على عاتق الربانيين المُنظرين الذين مهمتهم تعليم الكتاب ودراسته ( 79/آل عمران )  بغير أرتزاق به ، وان واجب النهي عن اكل السحت والاسترزاق بالافتراء على الله ما لم يقله في كتابه العظيم هو واجب الأحبار والمسئولين التطبيقيين .

(4)

من الافتراءات على الله عز وجل ( وهي افتراءات على رسوله لأن من افترى على الرسول الكريم المُرسَل فقد افترى على الله الكريم العليِّ العظيم المُرسِل ! ) التي كان لها أثر مُدّمر على الامة والتي تنقضها آيات الله وكلماته ... من هذه الافتراءات ذلك القول المنسوب ظلماً وافتراء الى الرسول الصادق الأمين :

( اياكم ومحدثات الأمور ... فان شر الامور محدثاتها... )... اذ ينقض هذا الافتراء على الله ( ورسوله ) قوْلُه عز وجل في اكثر من موقع في كتابه العظيم يزكي المُحدَثاتِ : الذِّكْرَ المحدثَ ، والفهمَ المحدثَ للذكر ، والأمر المحدثَ من الله سبحانه :

أ. *[ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1} مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2} ] الانبياء .

فالقرءان الكريم كان ولا يزال ذِكراً مُحدثاً أي جديداً على الناسْ ولا يزال كثيرون يقولون عند سماعهم ايات منه : كأنني لم اسمع بهذه الآية قبل اليوم ! اما فهْمه العصري المحدَث فهو اعجب العجب!!

. القراءة الآخرة للقرءان : خطاب إسلامي عصري

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=66&cat=2

من هذا الفهمِ المحدث الفهمُ العصري الذي بيّنه الواقع والتاريخ لمطلع سورة الاسراء وخواتيمها بل كلّ مقالات وأبحاث هذا الموقع . وقد انزل الله سبحانه هذا الذكر المُحدَثَ بنيانا ثابتا مُعجِزا لا يتغير *[ تِبْياناً لِكلِّ شَيْءٍ ] يتغير دائماً ببيانه ومفاهيمه في مقابل ما اعتاد الناس سماعه من القول المكرورِ المُملِّ المعادِ الذي لا خير فيه كما عبّر عن ذلك شاعر جاهلي ( وما اشبه اليوم بالأمس ! ) :

ما ارانا نقول الا معاراً : او معاداً من قولنا مكرورا !

ب. *[ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ {5} فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُون !! {6} ] الشعراء .

فقد سفّه الله المُعرِضين عن الذكر المحدَث وتوعَّدهم بعذاب تصاعُدي يكون قريباً غير مُسوَّفٍ *[ فَسَيَأْتِيهِمْ ]:

*[ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ   {22} ] السجدة .

ج. *[ .. وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً {1} ] الطلاق .

فقد وعد الله سبحانه من يتقي اللهَ أن يجعل له مخرجا وأن يرزقه من حيث لا يحتسب وأن يُحدث له من المستجدات ما لم يتوقعه بشرط أن لا يتعدى حدود الله لا قولاً بالافتراء عليه او على رسوله ولا عملاً بمخالفة امر الله :

*[ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً {5}‏ ] الطلاق .

د. [ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً {113}‏ ] طه .

أيْ يُحدثُ لهم القرءان فهْما مُحدَثا جديداً ليكون لهم ذكراً نافعاً ، اذ بدون فهْم محدث عصري للقرءان لن يكون مُؤثِّراً . وواقع المسلمين والبشر يُثبت هذا .

ويستوي مع الذين *[ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ ] أيْ كرهوا الذِّكْرَ المُحدَثَ المُنزلَ .. اولئك الذين كرهوا الفهْمَ المُحدثَ للذكر والامورَ المحدَثة المستجدّة النافعة اتِّباعا لأهوائهم لأن مَصالحهم الآنيّة الضيّقةَ ارتبطت بما استقر من الاراء والأمور التي اصبحت تقاليد وعادات بالية تحجرت عليها العقول ... فاصابهم بسببها عذاب مستقر مقيم منذ مئات السنين :

*[ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ {3}... وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ {38} ] القمر.

*[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33}

 فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} ] الطور

   محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---