مَن لم يعقِلْ القرآنَ ببعضِه وبالواقعِ فليس عربياً ولا مؤمنا

*[ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {2} ] يوسف

*[ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً ] الشورى

*[ وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً {12} ] الأحقاف

*[ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {58} ] الدخان

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ {4} ] إبراهيم

*****

*[ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ

وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ {15} ] السجدة .

كما يستكبر التراثيون بالأحاديث عن آيات القرآن ،

ويستكبر غيرهم بأقوال المشاهير !

الحمــــــــــــــــــــــــــد لله ربِّ العالمــــــــــــــــــــــين

(1)

البرهان على مفهوم العنوان من آيات القرآن

*[ وإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ{196} ] الشعراء .

*[ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ      {12} ] الأحقاف .

*[ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ {103} ] النحل .

*[ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ! قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ {44} ] فصلت .

*[ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً {113} ] طه .

*[ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {7} ] الشورى

*[ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} ] فصلت .

*[ قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {28} ] الزمر .

*[ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ        {37} ] الرعد .

*[ الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {97} ] التوبة .

(2)

البيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

وردت كلمة (عربي و عربيا) في القرآن العظيم (11/مرةً 3+8) ، كلها تصف القرآن بأنه عربي وتصف اللسان الذي به نزل بأنه لسان عربي . وفي مرةٍ منها وُصف القرآن بأنه أُنزل حُكْماً عَرَبِيّاً ليحكم بين الناس *[ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ ] إذا فُهم بلسان عربي مبينٍ يُبيِّن بعضه بعضا ، كما نفعل في هذا الموقع . فالأصل هو اللسان ومنه يكتسب الأفراد إسمهم وكذلك الجماعات ، فيقال (رجل عربي) لمن لسانه الذي يعبر به عن نفسه عربي ، (وشعب عربي) لمن يتكلمون اللسان العربي وحجتهم فيه القرآنُ الذي هو مُعجم اللسانِ العربي القرآني . فإذا أردناه مُفهرسا رجعنا إلى (المُعجم المُفهرَسُ لألفاظ القرآن الكريم ) .

بهذا المعنى لا وجود لكلمة عرب ولا لشعب عربي منذ مطلع القرن الهجري الثاني الذي بدأ به هجْر القرآنِ واللسانِ العربي الذي به نزل القرآن .  ووردت كلمة (عُـرُباً) مرةً واحدة تصف نساء الجنة بأنهن – كأزواجهن حتماً - عُــرُبٌ يتفاهمون باللسان العربي . وعُرُب جمع قلة لعارب ، ومِثلها صُدُقٌ جمع قلة لصادق و صُبُرٌ جمع قلة لصابر و عُبُد جمع قلة لعابد . فالقرآنُ الذي ذكَر اللسانَ العربي لم يذكر العرب بل ذكَر الأعرابَ عشْرَ مرات ذمَّهم في تسعٍ منها !!

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف قبل أن يُعلَم من شيء

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

ولم يرد في القرآن وصْفٌ لبلاد بأنها عربية ولا لشعب بأنه عربي لعِلْم الله سبحانه بأن الناس سوف يُبدّلون اللغة العربية اللاغية (لغة الأعراب) بلسان القرآن العربي الحيِّ دائما ، وليظل المجال مفتوحا لمن شاء من البشر أن يُؤمن بالقرآن ويدرسَ لسانه العربي ليتمكن من فَهمه ، فيكونَ عربيا لا بعِـرق ولا قومية ولا لونٍ بل باللسان . بهذا يتمكن من شاء من البشر أن يجمع ⁽¹⁾ فضلَ وشرفَ الإيمان بالقرآنِ إلى ⁽²⁾ فضلِ وشرف إتقانِ اللسان العربي الذي به نزل  . هذا هو مفهوم قوله سبحانه :

*[ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ {44} ] الزخرف .

نعم ! وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ، أنت وإياهم عن التفريط في هذا الذكر الذي هو شرف عظيم لك ولقومك الناطقين بلسانه الذي هو لسانك فكنتم به عُرُبا :

*[ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً {97} ] مريم .

*[ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {58} ] الدخان .

*[ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {3} ] الزخرف .

(3)

ما لُغةُ حِمْيَر بِلُغَـتِنا .. ولا لِسانُهم بلِسانِنا

عرف بعض العرب الأقدمين الذين كان لسانهم عربياً ، فنزل القرآن بلسانهم .. عرفوا الفرقَ بين اللغة واللسان فاستخدموا معرفتهم هذه لينصروا الحمية القبلية بدلا من أن يستثمروها بما ينفعهم ، وعلى رأس ذلك تدبُّر القرآن لفَهمِه ، فقالوا : ما لُغةُ حِمْيَر بِلُغَـتِنا .. ولا لِسانُهم بلِسانِنا ، ما يدل على أنهم أدركوا الفرق بين اللغة التي كان يتكلَّمها أمواتُهم فأصبحت بموتهم لغوا .. وبين اللسان الذي درجت ألسنةُ ألأحياء على النطق به Current Language . أما الأموات فلا لسان لهم لينطقوا به فهُم لا ينطقون :

*[ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{194} أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ{195} إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ{196} ] الأعراف .

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف قبل أن يُعلَم من شيء

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

   من آيات البرهان أعلاه نستنتج ما يلي :

1. من آية الزخرف أعلاه *[ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {3} ] نفهم أن القرآن لا يمكن عقلُ/ ربْطُ آياته بعضِها ببعض وبالواقع إلا باللسان العربي الذي به أنزله الله . فإذا تُرجم إلى أيِّ لسانٍ آخر أو لغةٍ لم يعُد قرآنا :

. ترجمة القرآن كُله كتفسيره كله لا نفع فيهما

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=331&cat=4

 وقوله سبحانه *[ جَعَلْنَاهُ ] يعني أنه في كومبيوتر أُمِّ الكتاب عند الله ليس عربيا . فلما أراد الله إنزاله على بشر جعله بلسان عربي مبين ليعقله البشر بهذا اللسان . ثم إن القرآن لا يناسبه أن يقول فيه منزله (خلقناه) لأنه ليس مخلوقا وليس فيه عيب المخلوقين ولا نقصُهم . من ذلكم أنه ليس له تاريخ انتهاء صلاحية Expiry Date .

2. العُـرُبُ أو العرَبُ اليوم هم قِـلةٌ ينتسبون إلى اللسان العربي القرآني وليس العكس ، فيكون شرفا لهم أن ينتسبوا إلى اللسان القرآني ، لا إلى عِرق ولا إلى قومية . ولأنه لا يوجد في العالم – غيرُ قليلٍ من الربانيين أينما كانوا - يعرفون هذه المعلومة .. فإنه لا يوجد عُرُب أو عرَبٌ يستحقون شرف الإنتماء إلى اللسان العربي القرآني .. بل هناك أعراب (سُموا عرباً مجازا لا حقيقةً) يُصرون على انتمائهم إلى عِرقٍ وقوميةٍ وإلى ما يسمونه اللغة العربية التي أكثرها لغو وكلام فارغ هو عِبءٌ على الدارسين .

علاوة على ذلك لو كان هؤلاء الأعراب عـربا حقيقةً يعرفون هذه المعلومة البسيطة - كما كان الجيلان الأوّلان من المهاجرين والأنصار عُـرُبا أو عرباً (لسانهم عربي) -  لكانوا قوما يعلمون ولكانت تفصيلاتُ القرآن ميسرة لهم (3/فصلت) ، ولأحدَث القرآن لهم ذكراً/سُمعة طيبة بين الأمم (113/طه) ، ولعلموا أن صراط الله المستقيم الذي يوصل إلى الهدف بأقلِّ زمن وبأقصر الطرق هو القرآن الذي لا عِوَج فيه (28/الزمر) .

الخـُـــــــــــــــــلاصة

العربُ اليوم (لغةً) هم في الحقيقة أعرابٌ *[ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ {78} ] البقرة ، بكل مستوياتهم . وهم فعلا أشد كفرا ونفاقا من غيرهم *[ وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ {97} ] التوبة .. والعربُ (لسانا) لا وجود لهم يُذكر حتى الآن لجهل الأعراب والبشر باللسان العربي القرآني وبالقرآن نفسه بداهةً . نسأل الله أن يهديهم ويهدي كل شعوب الأرض إلى الإيمان بكتابه العظيم لسانا عربيا ليتمكنوا من فهْم تفصيلاته ويكونوا مؤمنين مسلمين عُــــرُبا أو عَـــــرَبا (لا) أعرابا أُميين لا يعلمون ولا يذَّكرون ولا يعتبرون !

تلاوة القرآن حقَّ تلاوته هي قراءته قراءةَ فهْمٍ

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=276&cat=4

*[ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ

لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً

فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ {79} ] البقرة .

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] –  فلسطين

---