4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12763
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12328
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43733
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13879
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15013
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14692
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

نظراتٌ قرآنية في خَلق الإنسان على مرحلتين [ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ ] و [ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ]

3/7/2012 5:35:00 PM

عدد المشاهدات:5570  عدد التعليقات: 10
3/7/2012 5:35:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

نظراتٌ قرآنية في خَلق الإنسان على مرحلتين [ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ ] و [ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ]

   عطفاً على بحثٍ :

 

.  نظرات قرآنية في بدء خلْق الكون 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=238&cat=5

 

الحمــــــــــــــــــد لله ربِّ العالَمــــــــــــــــــــــين

من الآيات ( 9-12/ فُصّلت) نرى أن خلْق الأرض منذ (فجر) يوم الحياة الدنيا الذي بدأ بالفَتْق الكبير .. قد تم في ستة أيامٍ ربانية (!) وأن جعْـل السماءِ سبعَ سماوات تم في يومين . والآيات التالية تذكر أنّ ما بين السماوات والأرض خُلق في ستة أيام فيكون مجموع أيام خلْق السماوات والأرض أربعة عشر يوما ربانياً ، كل يوم كألف سنة بشرية مما يعُـدون :

*[ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ( وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {54} ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  {55} ] الأعراف .

*[ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ (في يومين) وَالْأَرْضَ (في ستة أيام)  ( وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} ] السجدة .

مفهوم الإستواء على العرش من كلمات الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=339&cat=5  

 

مُقدَّمة لا بد منها

1. لن يَفهم هذا البحثَ ولا غيرَه من مقالات وأبحاث هذا الموقع إلاّ من يعرف اللسان العربي الذي نزل به القرآن وكان من قومٍ يعلمون ، عندهم القدرة على فهْم تفصيلاته :

*[ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} ] فصلت :

. خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف قبل أن يُعلَم منه شيء

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

2. ولن يَفهم هذا البحث إلاّ من قرأه كاملا بأناةٍ ، وفهِم قول اللهِ ربِه :*[ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ : أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {40} ] النحل .. ففَهمَ أن هذا النص القرآني الكريم الذي تكرر في القرآن ثماني مرات لا يعني أن كل أمْـر لله يتحقق فورا – من بدايته إلى نهايته -  في ثانية أو ثوانٍ . بل مفهومه أن الله إذا أراد شيئا فإنه يتحقق يقينا بسبب أمْر الله ، بينما لا يتحقق مما يريد المخلوقون إلاّ بعضُه ، وقد لا يتحقق . فالفاء في (فيكون) هي سببية وليست تعـقيبية لتفيد الفورية . أمْر الله يتحقق حسب سُننٍ وبرامجَ ربانيةٍ ، وما نراه أحيانا يتحقق فورا كان قد تم الإعداد له من قبلُ ليكون آيةً للناس . خـلْـق السماوات والأرض مثلاً لم يتحقق فورا بل على مراحل استغرقت أربعة عشر يوماً ربانيا ، كلُّ يوم *[ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {47} ] الحج .

 

ودخول الناس في دينِ الله/كتابِ الله/ أفواجا في الأوّلين لم يتحقق في يوم وليلة بل في (22/سنة) هي فترة قياسية في حركات الإصلاح السماوية والأرضية ، وكذلك وعود الله بإهلاك المكذبين بآيات الله وإنجاءِ/ نصرِ المؤمنين كانت بعد إعذارٍ وإنذار وإمهالٍ بدون إهمال . وكذلك رؤيا يوسف *[ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {4} ] يوسف .. تحققت من بعد عقود ، ووثقها القرآن في آية هي صفٌّ في مدرسة فكرية سياسية إصلاحية يستحق مَن يتخرج منها علامة رقم الآية 100/100 التي أحرزها يوسف :

*[ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {100} ] يوسف .

قولُ يوسف *[ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ] هو قول الله الذي فهِمه يوسف من تجربته التي استخلص منها أن ربه يحقق ما يشاء بلطف وهدوء يقتضيهما العلم والحكمة ، وهذا يستغرق وقتاً . وهو ما يعرفه البشر اليوم بالديبلوماسية الهادئة :

. الدبلوماسية الهادئة نتعلمها من القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=250&cat=4

. طريقة تحريم القرآن للخمر بالديبلوماسية الهادئة    

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=301&cat=3

3. وصَف الله نفسه بأنه (خبير) 33/مرة ، منها أنه كذلك (عليم خبير) و (حكيم خبير) و (لطيف خبير) . عِلمه بما يَخلق ابتداءً وبالأحداث المستقبلية تقديري *[ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2} ] الفرقان ، أما علمه بالماضي والحاضر فيقيني ودقيق . لهذا يقول سبحانه *[ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء {140} ] آلعمران ،*[ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ {94} المائدة . ولو كان العلم وحده يكفي لَما ذكر سبحانه الخبرة التي تُكتسَب بالتجربة وتُثري العلمَ ، ولَما ذكَرَ الحكمة ، واللطفَ اللذين يميزان العمل الناجح .

بالخبرة تكون إعادة الخلْق على الله أهون منه ابتداءً ، وكذلك كل ما يعمله البشر بدايةً وإعادةً :

*[ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27} ] الروم .

وبخبرته سبحانه *[ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ {1} ] فاطر و*[ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {39} ] الرعد ، بل إنه يزيد في الآجال ويَنقص منها (11/ فاطر).. بناءً على ما يرِده من مُستجداتِ كل ساعةٍ و لحظةٍ ، بعضُها يختلف عن تعليمات الله لجنود التنفيذ عنده ، الذين هم في النهاية مخلوقون يُصيبون ويُخطئون . لهذا فإن أقضية الله في الأمور تُقـيَّمُ كل لحظة لتُقوَّم . وحبذا لو أنّ الإنسان الذي فيه نفخة من روح الله وشيءٌ من صفاته *[ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ ]  يعتبر ويستفيد من كل صفاته التي من أهمها التقييمُ والتقويم المستمران حسب المستجدات كل ساعةٍ أو شهر أو سنةٍ أو قرن أو ألفيةٍ :

الطاغوت الذي تتوارثه الأجيالُ بجعل الأمم    

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=279&cat=6

 فهو سبحانه بِعلم الساعة/اللحظة الذي يُردّ إليه باستمرار يُنزل الغيث ويقضي بما يكون في الأرحام ... وهذا يُغذي الأمل في نفوس العباد بأن ما يعملون وما يقولون ويدعون يأخذه الله في الأعتبار حينما يقضي في الأمور ، وأن الأقلامَ لم تُرفع والصحفَ لم تجف كما افترى المفترون على الله حين افتروا على رسوله :

*[ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {34} ] لقمان .

*[ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ {47} ] فصلت .

*[ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {85} ] الزخرف .

أي أن عنده علماً يقينيا دقيقا بما حدث في الماضي ويحدث في كل لحظة من الحاضر  ، لدرجة أن شيئا من ورقة لا يسقط – حين يسقط - إلا بعلمه :

*[ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {59} ] الأنعام .

 (1)

خَـــلْـــقُ الملائـكـــــــــــــة

في الكون ، ولتحقيق استوائه على العرش بالمفهوم أعلاه ، خلَق اللهُ الملائكة جنودَ تنفيذٍ بولاء مطلَقٍ*[ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ {31} ] المدَّثر ، فكان منهم :

*[ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ {28} وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ {29} ] الأنبياء .

*[ .. وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {49} يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {50} ] النحل .

 

وكان منهم للمهمات الخاصة *[ مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6} ] التحريم . كان على رأسهم – ولا يزال – الروحُ الأمين ، روحُ القُدُسِ جبريلُ رسولُ المهمات الخاصة إلى البشر ، منها مهمته الخاصة إلى مريم أُم المسيح (سلام الله عليه وعلى المرسلين) :

*[ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} ... قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} ] مريم .

وكذلك مهمته الخاصة بإنزال القرآن بالحرف باسم ربه (بالنيابة عنه) على الرسول الكريم محمد (سلام الله عليه وعلى المرسلين) ليتلوه على الناس باسم ربه كذلك *[ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} ] العلق :

*[ حم{1} عسق{2} كَذَلِكَ ( أيْ بالحرف) يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {3} ] الشورى .

(2)

خَـــلْـــقُ الجـِــــــــــــن

وفي الأرض ، خلَق الله الجانّ من نار السَّموم – 27/ الحِجر -  ليكونوا ذوي بُنيةٍ بدنيةٍ / جسدية/ قوية وسريعة الحركة تؤهلهم للأعمال الشاقة ، واستخلفهم ليعبدوه بتجهيز البنية التحتية للأرض تمهيدا لعمارتها . بسبب قوتهم البدنية تلك التي رافقها ضَعفُ عقولهم (14/سبأ) *[ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} ] الفجر ، فصار إفسادُهم أكبرَ من إصلاحهم فكان لا بد أن يُنهيَ الله عقدَه معهم .

كلّف الله الملائكة ، تقودهم *[ مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ ] يصلحون للمهمة ، بإجلاء الجن عن الأرض وتسيير الأعمال فيها في مرحلة انتقالية ريثما يُعدُّ الله خليفة له يخلف الجن ويَصلح للمهمة . انضم إلى الملائكة (إبليسُ) الذي   *[ كَانَ مِنَ الْجِنِّ {50} ] الكهف .

(3)

خَـلْـقُ الإنسان في الأرض

*[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} ] الذاريات

كلمات دلالية : الجانّ  و الإنسان .. الجِن و الإنس (الناس)  ..

بشَــر و مَــلَـك وملائكة .. آدم

(الجان) – 7/مرات – مفرد الجن واسم جنس لهم . هم أوّل من خلقهم الله سبحانه لإعمار الأرض . خلَـفتْهم فيها الملائكة التي انضم إليها إبليس لطرد الجن من الأرض وتسيير الأعمال فيها في مرحلة انتقالية . ثم خلَف الإنسانُ البدائيُّ الأولُ الملائكة .

(الجن) – 22/مرة – جمع الجان واسم جنس لهم كذلك . يقابلهم (الإنس) *[ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ         {112} ] الأنعام .

الناس - 241/مرة – وهم جنس الإنسان الآدمي (من آدم) في عصر ، أو الناس جميعا في كل العصور :

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {1} ] الحجرات .

*[ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً {158} ] الأعراف .

(الإنسان) - 65/مرة -  يقابله الجان ، استُعملت كاسم جنس ، واحده (إنسي : 26/مريم) وجمعه (أَناسي : 49/الفرقان) و (أُناس : 5/مرات) .

(الإنس) – 18/مرة – جمع الإنسان الآدمي ، ومفرده (إنسي) التي جمعُها (أَناسي ، وجمعُ القلة أُناس) .. في مقابلةِ (الجن) *[ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي .. {130} ] الأنعام

(بشر) - 36/مرة + بشرين/مرة – للمفرد والجمع . يقابله (مَـلَـك) *[ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ        {31} ] يوسف . وهو الإنسان الآدمي ، لأن الذين خوطبوا بئايات الله هم البشر من نسل آدم .

القول الموثق في المس وعلاقة الجن بالإنس

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=49&cat=2

 

اليوم الرباني في الأحداث المِفصلية الأرضيةِ ألفُ (سنةٍ شمسيةٍ أو عامٍ قمريٍّ)

(لا ملياراتٍ ولا ملايينَ)

يصطفي في نهايته من عباده من يشاء لإحداثِ تغيير مفصلي

*[ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ (في يومين) وَالْأَرْضَ (في ستة أيام)  ( وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْــفَ سَـــنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} ] السجدة .

*[ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ             {14} ] العنكبوت . سورة نوح = (952) حرفا مكتوبا (50/عاما = 48/سَنة) !

في كل مرحلة من وِحدةٍ زمنية (يومٍ رباني = ألفِ سنةٍ أو عامٍ) أو وحدات .. كان اللهُ يصطفي من أهل كل مرحلة من يراه مؤهلا للتغيير وبدء مرحلة جديدة من عقاب وإصلاح كما كان قد اصطفى إبليس من الجن ليكون مع الملائكة لإجلاء قومه عن الأرض من قبل أن يتمرد ويصير ظالما لنفسه (32/فاطر) . فالله الرب سبحانه *[ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ {29} ] الرحمن .

وفي كل شأن من شئون البشر ينبغي أن يكون بعضُه تلاوة آياتٍ مناسبة من القرآن ، كما كان الرسول الكريم يفعل وربه يشهد عليه وعلى الناس *[ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (معك) {3} ] العلق .

*[ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {61} ] يونس .

 

*[ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {75} ] الحج .

*[ مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {179} ] آلعمران .

*[ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ    {130} ] البقرة .

*[ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ (3) ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم (2) مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ (1) سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {32} ] فاطر .

*[ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ {59} ]

(4)

خَـــلْـــقُ الإنسان الأول

*[ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2} ] الفرقان

*[ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {47} ] الحج

*[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {26} وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ {27}

*****

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ {29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {31} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {32} قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {33} ] الحِجر .

 

*[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{30} وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34} ] البقرة .

*****

آيات سورة الحجر أعلاه (26 - 33)  بينات لحقيقة أن الإنسان خُلق على مرحلتين : مرحلةِ الإنسان الذي لم يُذكر اسمُ أبيه (26/ الحجر) ، التي ربما دامت يوما ربانياً/ ألف سنة ، أو أكثرَ ، من قبلِ أن يقضي الله بإنهائها لعدم أو ضَعف أدائها وإثمارها .. ومرحلةِ الإنسان البشر الذي أبوه آدم الذي آتاه ربه *[ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً {84} فَأَتْبَعَ سَبَباً {85} ] الكهف ، وذُكـر بنوه في القرآن ثماني مرات (يا بني آدم) ، وأُمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولا تزال مرحلته مستمرة .

فحص الكفاءة الذي نجح فيه آدم ورسب الملائكة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=158&cat=3

*[ أللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {6} ] السجدة .

*****

بعد كفّ يد الجن عن الأرض ليعملوا في موقع آخرَ ، خلق اللهُ الربُّ الإنسانَ نُسخةً مغايرة أولى وتجريبيةً قدَّرها تقديرا ككل شيء يخلقه بداية *[ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2} ] الفرقان ، فلم يخلقه (كما خلق آدم) بيديه/بنفسه بل بإشرافه ليكون مقَدَّمة لما هو أفضل . لهذا قال (خلقْنا) بالجمع كما سبق أن خَلق اللهُ الربُّ الجان فقال (خَلَقْنَاهُ) مضيفاً خلْقهم إلى اللهِ رباً (خلافا لآدمَ البشرِ من بعد ذلك ، فقد خلقه الله بنفسه/ بيديه) في إشارة إلى ضمان نجاحه *[ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ {75} ] ص .

 

فبعد استواء الله على العرش أخذ يدبر أمْر الكون في يوم كان مقداره ألفَ سنة من سنين البشر ظلت وِحدة زمنية لقياس أيام الله التي يقرر الله فيها إحداث تغييراتٍ مفصلية يفرُق فيها كل أمر مُعدّ للتطبيق (حكيم : 4/الدخان) . إلى هذا اليوم يشير سبحانه بكلماته *[ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ {29} ] الرحمن . ولا يليق بالله العظيمِ أن يكون يومُه الذي يُحدث فيه تغييرات مفصلية هو مليار أو مليون سنة كما يطلُع علينا بين الحين والآخَر من يرجمون بالغيب الذين قال فيهم ربهم *[ ما أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً {51} ] الكهف :

*[ حم{1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ {3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ {4} أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ {5} رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {6} ] الدخان .

بعد الإستواء على العرش الذي رافقه وتبِعه خلْقُ الملائكة (5/السجدة ، أعلاه) قضى الله ذلك اليوم الرباني الأول في الإعداد لمشروع مخلوقٍ لعمارة الأرض *[  إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {100} ] يوسف . في نهاية اليوم الرباني بدأ اللهُ الربُّ *[ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ {7} ] ثم *[ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ] ثم من *[ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ] ثم من *[ طِينٍ لَّازِبٍ {11} ] الصافات ، تَحقق به الغرض . فلأنه مخلوق/ مصنوع من مادة الأرض كان مؤمَّلا أن يهتم ويستمتعَ بعمارتها ، حين يُذكره أصله الطينُ بالغاية من خلْقه وهي عمارة الأرض :

*[ تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{2} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ{3} اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ{4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ{5} ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{6} الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ {7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ {8} ] السجدة .

*[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ] المؤمنون

مفهوم بركة ليلة القدر المباركة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=178&cat=3

*[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {26} وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ {27} ] الحِجر . هذا الإنسان لم يكن بشرا كما في الآية (28/الحجر) أعلاه ، التي تلي هذه الآية (27) .

*[ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {13} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ {14} وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ      {15} ] الرحمن . لم يكن هذا الإنسان بشرا إذ لم يكن في خلقه بُشرى لكونه نسخةً تجريبية تقديرية .

هذا الإنسان البدائي خلقه الله بالوكالة فقال *[ خَلَقْــنَا ] كما خلق الأنعام التي قال فيها *[ عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً ] .

*****

هذا الإنسان البدائيُّ الأولُ عاش حينا من الدهر ، وِحدةً زمنيةً من أيام الله ( الوحدة يومٌ/ألفُ سنة) أو أكثر ، لم يترك فيها أثرا مذكورا لأنه لم يُزوَّد بخميرة معلومات يعقلها/يربطها ليختصرَ بها الزمنَ وينطلقَ منها إلى معلومات جديدة . فقد كانت بدايته من الصفر ، كما تحدثت عنه أدوات بدائية عُثر عليها ، خلافاً للإنسان الآدمي من بعد ذلك الذي عـلَّم ربُّه أباه آدمَ الأسماءَ كلها منذ البدايةِ ليختصر بمعرفتها الزمن .  كان هذا الحينُ من الدهر أجلا مُسمى معروفا للإنسان أُعطي فيه فرصةً ليعمل ككل أو جُل العقود بين أصحاب العمل والمتعهدين الذين يتعهدون بإنجاز عملٍ في مدة معلومة :

*[ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {34} ] الأعراف .

*[ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {36} ] البقرة .

ولكنْ ربُّـــه الرحمنُ الرحيم كان قد جعل له أجلا آخَرَ مسمى عنده لا يعرفه الإنسان حتى لا يركَـن إليه ، فمدّد الله  لذاك الإنسان الأجل لعله يُنجز شيئا يُذكَر ، كما قضى للإنسان البشر من بعد ذلك *[ أَجَلاً ، وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ] :

*[ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ {1} هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً ، وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ {2} ] الأنعام .

*****

لكن يبدو أن ذاك الإنسان لم يُنجز شيئا مذكورا مع تمديد أجله ، فاستحق أن يُنهي اللهُ ربُّه عقده معه وان يورث الأرضَ بمنحِ السيادةِ عليها لغيره ، حسب سُنة الله بتوريثها للصالحين لعمارتها (105/الأنبياء) . لهذا أهلك جنسَ هذا الإنسانِ (بإفناءِ أكثرِهم) ببعض قوى التنفيذ عند الله التي منها الحرُّ الشديد أو الجليد مصحوبا *[ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ {6} ] الحاقة ، عمت الأرض وأفنتْ جنس هذا الإنسان الذي ربما إليه تشير بعض الحفريات القديمة عن الإنسان النيدرتالي أو إنسان المايا أو غيره من أصحاب القدرات البدنية الخارقة والعقول الضعيفة .  في هذا الإنسان البدائي يقول ربه :

*[ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً {1} ] الإنسان . الجواب : نعم !

وربما إلى هذا الإنسان البدائي أشارت الملائكة *[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} ] البقرة .

 (5)

خَـــلْـــقُ الإنسانِ البشَرِ

ثم كان قرار الله سبحانه أن يُعدّل في خَلق الإنسان ويخلُقه بنفسه/بيديه وعن خبرة بواقع الأرض آنذاك ، من بعد العلم التقديري بالأمر ، ليكون *[ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ {88} ] النمل .

هذا الإنسان بدأ بآدم الذي اصطفاه الله عمن قبلَه من الجن والإنس ، كما اصطفى مِن بعد ذلك نوحاً على البشر ، واصطفى آل عمران على العالَمين :

*[ إنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33} ] آلعمران .

فاصطفى الله آدمَ ليكون نُسخةً ثانية مطوَّرة وطوْراً آخَــر عن الإنسان الأول :

*[ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً {13} وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً {14} ] نوح .

بحيث يكون من الإنسان الأول ، لكونه من طين ، وليس منه لكونه بديلاً له (من : تفيد بيان جنس ما بعدها وتفيد البدلية منه) حسب سُنة الله في استبدال صالحين بغير الصالحين للمهمة التي كُلِّفوا بها ، كما استبدل الأتراكَ بالعرب من بعد إنذارهم :

*[ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم {38} ] محمد .

*****

وقد أجرى الله بنفسه هذه المرة تعديلات/تطويرات على خَلق آدم ، ومنحه رتبة وظيفية محترمة (خليفة) وكرّم بنيه ، وزوّده بقدرات أهّلته لأنْ تكون له صلاحيات منحها الله له لحمل الأمانةِ / مسئوليةِ عمله ، مع أن مادة خلْقه هي الطين الذي به كان امتدادا للإنسان الأول . الفوارق هي :

أ. أن الله لم يُكلف أحدا بخلق آدم (كما فعل مع الإنسان الأول) بل خلقه بيديه / بنفسه ليكون متقنا *[ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ {88} النمل . وقوله سبحانه (بيديَّ 75/ ص) يشير إلى إنسان آخر سبق خلْقُه بغير يديْ الله ، كما أشرنا . آدمُ هو المقصود في قوله سبحانه :

*[ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ {71} ] ص .

 

ب. وآدمُ – وليس الأنسانَ الأول -  هو الذي كرّمه الله وكرّم بنيه حين جعله خليفةً في الأرض ، خَلف الإنسانَ الذي قبله ، ويخلُف ربَّه وكيلا جُزئيا عنه ، ويخلف بنوه بعضُهم بعضا لعمارة الأرض :

*[ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {165} ] الأنعام .

*[ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ {61} ] هود :

*[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً (1819)  قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} ] البقرة .

 

ج. آدمُ البشر هذا عــلّمه ربه الأسماءَ كلها فكانت خميرةً معرفية جعلته وذريتَه يختصرون الزمن حين لم يبدأوا من الصفر كما بدأ الإنسان الأول .

د. هذا البشر الذي أعلن الربُّ عن خلقِه فخلقه الله بيديه هو الذي أسجد له الملائكــــةَ ، وحسده إبليس استكباراً   فكان من الخاسرين ككل المستكبرين عن الحق ، الفاسقين عن أمْر الله :

*[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ {29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {31} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {32} قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ       {33} ] الحِجر .

*[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34} ] البقرة .

*[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً {61} ] الإسراء .

*[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {50} ] الكهف .

*[ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ !! {75} ص .

هــ. وقد نَفخ الله في آدمَ من روحه (ولم يزوِّد بهذه النفخة الإنسانَ الأول ، ولا الجنَّ ، ولا الملائكة ، ولا الحيوانات الأخرى) بمعنى أنه منحه قدْرا (نُتفةً) من كل صفاته تبارك اسمه ، وأهمُها القدرة على الخلْق بمعنى الإبداع في الفكـر والصناعة ، مع أن الله هو أحسن الخالقين *[ َتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14} ] المؤمنون ، بل *[ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ {86} ] الحجر .

الحلول الخلاقة تؤخذ من كتاب وكلمات الخلاق العليم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=61&cat=3

والفرق بين القدرتين ، قدرةِ الخالق العظيم وقدرة الإنسان الآدمي ، هي كالفرق بين القادر على أن يخلق مثلهم   *[ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} ] يس .. وبين من لا يستطيعون مجتمِعين – في كل زمن - أن يخلقوا ذبابا :

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ {73} ] الحج .

ومن هذا الصفات القدرةُ على عقل / ربْط الأمور التي هي أداة الإبداع والتجديد الذي عـلِم الله حاجة آدمَ وذريتِه إليها لتطوير عمارة الأرض والوصول بها إلى هذا القدْر الذي ما كانت لتقدر عليه لا الجن ولا الملائكة ولا الإنسان الأول . بهذه الصفة من النفخةِ الإلهية نجح آدم في امتحان الكفاءة الذي عقده الله بينه وبين الملائكة حين رشّحوا أنفسهم لمهة عمارة الأرض بدلا من آدم ، وبها استحق أن يسجد له الملائكة اعترافا بأفضليته عليهم في مهمة عمارة الأرض :

فحص الكفاءة الذي نجح فيه آدم ورسب الملائكة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=158&cat=3

(6)

البديلُ الأخير للإنسان الآدمي .. ملائكي

لخلق الإنسان نشأتان ، وللإجهاض حكمان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=247&cat=5

 

في مطلع الألفية الثالثة أوصل الإنسانُ الآدمي عمارةَ الأرض إلى هذا المستوى المتقدم من الإعمار المادي . ولكنه في الإعمار الإنساني خلط عملا صالحا وآخر سيئا كثيرا يعكسه طغيانٌ ما ، في كل البلاد ، وإكثارٌ للفساد دون أن يتم تقييمُ هذا كله لتقويمه . ومع الحروب والصراعات المدمرة بين الدول وعصابات الإجرام منذ الحرب العالمية الثانية التي تضع العالَم اليوم على حافة الهاوية .. مع كل هذا ، لم يحدث اعترافٌ بالذنوب والأخطاء حتى الآن تجعل الله سبحانه يتوب على البشر الذين ربما كان لهم بعض العذر لأنهم لا يملكون أو لا يعرفون قيمة دليل الخلق المُرسَل من ربهم ليُقيِّموا أعمالهم ويقوموها حسب تعليمات هذا الدليلِ/ القرآنِ المكدس على رفوف مكتباتهم ويُتلا على الأموات :

*[ وآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ   {102} ] التوبة .

وحين (1) لم يعترف بعضُهم بوجود هذا الدليل ، (2) ولعدم قدرة بعضهم على قراءته قراءة فهْمٍ ، (3) ولعدم اعتراف آخَرين به دليلا للخلْق من عند ربهم .. فقد شاء الله سبحانه أن يوجِد فيهم من يَسَّر لهم بيانه ليُقيم الحجة عليهم من قبل أن يعذبهم ويستخلفَ غيرهم . لهذا كانت أبحاث هذا الموقع غيرُ المسبوقة بيانا عصريا عقلانيا لدليل الخَلْق الرباني/القرآنِ لتشكل مشروعا حضاريا إنسانيا عالميا للتغيير يكون بإذن الله رحمةً للعالَمين :

   نحو مشروع حضاري عالمي للألفية الثالثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=75&cat=2

آيات سورة الزخرف (57 - 65) أدناه ، تبين أن البديل الأخير (للإنسان الآدمي الذي يبدو عاجزا عن التغيير) هو الإنسان الملائكي الذي سيوجده الله بمعجزة خارج الأسباب المألوفة تشبه معجزة خلْق المسيح التي تمت بغير الأسباب المألوفة للبشر الذين يتناسلون*[ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى {37} ] القيامة . كان خلْق المسيح مثلا لبني إسرائيل على أن قدرة الله سبحانه هي فوق الأسباب :

*[ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {59} ] آلعمران

*[ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ {57} وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ {58} إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ {59} وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ {60} ] الزخرف .

قوله تبارك اسمه *[ مِنكُم مَّلَائِكَةً ] هو خطاب لبني اسماعيل الذين آمنوا بالقرآن وحملوه طيلة القرن الهجري الأول من قبل أن يتخذه مَن بعدهم مهجورا حتى اليوم . وهو خطاب إنذارٍ وتبشير كذلك لأهل الكتابين الذين علِم الله أنهم سوف يلتقون على كتابه العظيم ليكونوا به *[ مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ] . (فبدلا من) المسلمين المحمديين والمسيحيين التراثيين الخرافيين الحاليين كلِّهم .. سيأتي الله ببشر يكونون كالملائكة خَلْقاً وخُلُقا في الأرض يخلُفون بحيث *[ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6} ] التحريم .. فـَ *[ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27} ] الأنبياء .

هؤلاء هم الذين يُبدلون (سيوفهم مناجلَ ورماحَهم محاريث) . ولكن هؤلاء الملائكة في الأرض سوف يكونون كذلك (منكم) يحملون اسمَ (مسلمين مؤمنين) كآباء أهلِ الكتابيْن الأوّلين : لا مسيحيين ، ولا يهودا ، ولا مُحمديين لا سُنةً ولا شيعة ، ولا يتسَمَّون بأسماءٍ *[ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ {71} ] الأعراف .

*[ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن : دَعَا إِلَى اللَّهِ ، وَعَمِلَ صَالِحاً ،

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {33} ] فصلت .

صدق اللهُ ربُّنا العظيمُ !

 

. النبأ العظيم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=143&cat=6

(7)

توقيت ظهور الإنسان الملائكي

أخبر الله عن توقيت هذا الجَعلِ لملائكة في الأرض يخلفون (61 – 64) مشيرا إلى تزامنه مع (عِلْمٍ للساعةِ/ للحظةِ) وهو عِـــــلمُ نقل الكلمةِ المقروءة والصوتِ المسموع والصورةِ المرئية في لحظة . فهو علمٌ لا يماري/ يجادل أحدٌ اليوم في أنه أصبح حقا منذ يوم القيامةِ ، قيامة المسيح الكلمةِ من قمران سنة (1947) :

. حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

 بل إن هذا العِلمَ أصبح عين اليقين منذ عقدين وفي عصر حضارة الزخرف الذي يوحي به اسم سورة الزخرف .. مع أنه كان خيالا لا يُصدَّق قبل بضعة عقود ! وحين يَظهر كلمة الله المسيحُ (إنجيلُ قمران) ستنتهي الخرافات والإفتراءات على الرسل التي أكبرها فرية تأليه المسيح التي سيحل محلها قولُ المسيح ، وهو قول الله ، في المهد صبيا وفي المهد كهلا  :

*[ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{64} ] الزخرف :

. نبوءة تكليم المسيح الناس في المهد وكهلا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=39&cat=6

*[ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{61} وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{62} وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{63} إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{64} فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ{65} ] الزخرف .

(8)

خاتمة في نظرية (داروين)

أشهر عنوانين لنظرية داروين هما :

1. أصل الأنواع  The Origin of Species

2. والبقاء للأصلح  Survival of the fittest .

أما أصل الأنواع الحيةِ كلِها فهو الطينُ (الماءُ والترابُ) ، بدليل بسيط هو أنّ كل الكائنات الحية تؤول إلى التراب من بعد موتها بما فيها الإنسانُ ، ولها وِحدةٌ واحدة مشتركة هي الخلية الحيوانية . هذه حقيقة واقعة :

*[ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير {45} ] النور .

*[ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{6} الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ{7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ{8} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{9} ] السجدة .

*[ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى {55} ] طه .

 

والكائنات الحية تتفاوت صعودا وهبوطا في سلم هذه الكائنات حسب الهدف الذي خلقها الله الرب من أجله . فهي مخلوقة لتؤدي بالفطرة والغريزة دورا في عمارة الأرض ، ولم توجَد صدفةً ولا عبثا كما ظن داروين والعلمانيون ، لأنها كلها مُسخرة للإنسان ، فالفرق بينها وبينه كبير جدا :

*[ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ {115} ] المؤمنون .

*[ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ {32} ] إبراهيم .

*[ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً .. {20} ] لقمان .

تسخير ما في السماوات للبشر ورد مرتين في إشارة إلى أن مهمة الإنسان لن تُـقتصر على الأرض . التقدم في غزو الفضاء - بعد يوم القيامةِ ، قيامة المسيحِ الكلمةِ من قمران - جاء تصديقاً وتأويلا عمليا لكلمات الله ، فسبحان الله العظيم !

 

فالإنسان مخلوق آخر خلقه اللهُ نفسُه ليؤدي دورا مركزيا في عمارة الأرض ، ثم الكون ، فسخر له الله ربه ما في السموات وما في الأرض لتحقيق الهدف ، بوكالة جزئية عن الله صاحب العمل . فهو لم يتطور عن حيوانات وإن كان مشتركا معها في أنه مصنوع من خلايا حية . حتى الإنسان الآدمي لم يتطور عن الإنسان الأول لأنّ إخفاق الإنسان الأول في المهمة دفع إلى مراجعة أسباب الإخفاق وأدى إلى أنْ (1) يخلق الله آدمَ بنفسه/بيديه هذا المرة ، كما يفعل البشر في هكذا حالات *[ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ {60} ] النحل ، وأن (2) يعطيه شيئا من كل صفاته حين نفخ فيه من روحه .

لهذا افلح هذا الإنسانُ الآدمي واستطاع أن يخطو خطوات جبارة لينتقل بها من عمارة الأرض إلى إعمار الكون . نظرية داروين لم تعترف أن الإنسان مخلوق ليس كالمخلوقات الأخرى وأنه مع الكائنات الحية أوجدها خالق واحد ظل حياً قيوماً يدبر أمرها كرب .. لأن داروين لم يجد في كتاب أهل الكتاب الأول ما يصلح بياناً لما يختلف الناس فيه ، ليُختصر به الجهد والزمن كما اختَصرت التجربة الإسلامية الأولى الزمن بالقرآن فنجحت نجاحا قياسيا في (22) سَنة :

*[ تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{63} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{64} ] النحل .

*****

أما نظرية البقاء للأصلح ، فالقرآن يعترف بقوة الذين يُضيفون أسبابا للقوة إلى الأسباب التي يُؤتيهم اللهُ إياها :

*[ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً {83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً {85} ] الكهف .

إلا أن القرآن يفرق بين الصالح والأصلح في درجة الجزاء ولا يجعل البقاء فقط للأصلح ، لأن الأصلح بحاجة إلى صالح ، ولكلٍ دورُه في الحياة :

*[ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون {32} ] الزخرف .

 القرآن يصوب عبارة داروين بما يصدقه الواقع : (السيادة للصالحين لعمارة الأرض) ، أما مجرد البقاء فللقادرين على التكيف   the fitوليس للأقدرين  the fittest فقط كما خُيل لداروين :

*[ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا :

عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ {105} ] الأنبياء .

*[ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ {106}

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107} ] الأنبياء

 

الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=71&cat=5

خلاصــــــــــــــــــــــــــــــة القــــــــــــــــــــــــــــــول

هذا البحث فيه أفكار يمكن أن تنفع الناس إذا فهموها وربطوها بواقعهم .  فكرته الرئيسة هي :

1. مفهوم استواء الله سبحانه على العرش هو أنه خلَق جنودَ تنفيذ عنده *[ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ {31} ] المدَّثر ، ليقوموا بكثير من أعمال إدارة الكون مع بقائه حيّا قيوما على أعمالهم ، كما يفعل مؤسسوا الدول *[ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ ] .. نعرف منهم الملائكة الذين وكّلهم ربهم بِخلق مخلوق/إنسانٍ بإذنه يصلح لعمارة الأرض ويكون في أحسن تقويم *[ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ] التين ، كما سبق أن أعطى اللهُ المسيحَ مِثل هذه القدرة بإذنه *[ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي {110} ] المائدة .

لم يرسل الله إليه رسالات مكتوبة ، وجعل له أجلا مُسمى هو يوم رباني كامل (ألفُ سنة) ، ككل العقود المعتبرة بين البشر اليوم تكون إلى أجل مسمى . فلم يكن هذا الإنسان البدائي فيه شيئا مذكورا ، ولم ينفعه حُسن تقويمه *[ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ {44} ] النور ، حين افتقر إلى الكفاءة . ثم إن الله الرب الرحيم سبحانه أعطاه فرصة أُخرى حسب سُنته/قانونه في نظام الفرصتين يكون من بعدهما عقاب . فمدد له إلى أجل مسمى عنده . ومع ذلك أخفق في أداء مهمته عمارةِ الأرض .

2. هنا صار لا بد أن يتولى الله بنفسه خلق إنسان جديد يكون *[ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ] كذلك ، لكن بكفاءة كرّمه الله  وميّزه بها عن الملائكة . فخَلق آدم (1) بنفسه بمؤهلات جديدة صنعه الله بها على عينه (39/طــه) (2)  ونفخ فيه من روحه فأعطاه شيئا من صفاته وغرزها فيه وفطَره عليها . ولكي يتكامل الناس ويتخذ بعضُهم بعضا سُخريا (32/الزخرف) ، فقد قضى سبحانه أن يرثَ الناسُ جيناتِ هذه الصفات إذ هم أجنّة في بطون أُمهاتهم (32/النجم) فيظهرَ أكثرها في بعضهم بأمره ويتنحى بعضها في بعضهم بأمره ، والجينات من جنود الله كذلك .

3. نجح الإنسان الآدمي هذا في تطوير عمارة الأرض إلى هذا المستوى العلمي المادي المشهود لِما منحه الله من قدرةٍ على عقلِ الأمور وربطْها واستخلاصِ معلومات جديدة منها مكّنته من الإضافة والتطوير . أدعياءُ كل الأديان الأرضية (وكل الأديان منذ قرون كذلك) لم يدركوا أهمية عقل الأمور وربطها ببعضها وبالواقع ليجددوا فهمهم لدينهم أو ليبحثوا عن دين يشجعهم على التجديد والتطوير . والعلمانيون لم يعرفوا الله ربّهم ليسألوه عن حلول لمشكلاتهم التي بات كثير منها مستعصيا – بالعلم وحده - على الحل من بعد أن ضاقوا ذرعاً بالأديان الموروثة وخرافاتها .

لهذا تقدمنا بمشروعنا الحضاري العالمي التغييري الإصلاحي الذي هدانا الله إليه مؤسَّسا على كتاب الله القرآن ليُعيد لدين الله/دينِ الحق/كتابِ الله/ اعتباره وليجمع العِلمَ إلى الإيمان : من آمن بهذا القرآن فقد آمن *[ بِالكِتاب كُلِّه ] All in one ، ومن اتَّبعه فقد اتّبع الكتاب كله .

ما ينفع الناس من وحي الرسالات و النبوات موثق في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

 

مَغــــــــــــــــــــــزى البَــــــــــــــــــــــحث

الشعوب التي فَـعّـلـتْ جين العقل والربط والإضافة الذي بسببه سجد الملائكة لأبيهم آدم اعترافا بأفضليته عليهم أن يكون خليفة في الأرض .. هذه الشعوبُ استطاعت أن تبتكر وتطور ما أوصلها اللهُ به إلى السيادة على الأرض . والشعوب التي عطّلتْ جين العقل والربط والإضافة تجمدت عقولها عن التجديد والتطوير حين ظنت أن الأوائل عندها ما تركوا – منذ ألف سنة - قولا لقائل ، فهم اليوم يقومون بدور الإنسان البدائي المنقرض .

النتيجة أن المُـفعِّــلين الأسياد استحمروا واستعبدوا المُعطِّـلين . فلا الأسيادُ المُفعّلون لربهم شاكرين .. ولا العبيد المُعطِّـلون بعبوديتهم راضين ! الحل في رجوع الطرفين إلى ما خلقهم وفطرهم الله عليه من قرن العلم بالإيمان كما تنبأ القرآن في أواخر سورة (الروم !) ودعا إليه مؤخراً فيلم (دان براون : ملائكة وشياطين) . عندئذٍ ، يمكن أن يحيَوا كلُّهم بمشيئة الله ربهم حياة طيبة (97/النحل) حين يعلمون أن الله ربهم قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا *[ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {32} ] الزخرف : 

. الأساس لمشروع حضاري ع + E  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=67&cat=2

 

*[ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {286} ] البقرة .

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] –  فلسطين

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008