4/27/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12761
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12327
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43732
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13877
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15009
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14691
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

مقـــالات

وصْفُ وفاةِ أيِّ إنسان بالخسارة استهزاءٌ بئايات الله الذي لا يتوفى أحداً إلاّ إذا وفّى

12/7/2011 4:19:00 PM

عدد المشاهدات:4426  عدد التعليقات: 2
12/7/2011 4:19:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

وصْفُ وفاةِ أيِّ إنسان بالخسارة استهزاءٌ بئايات الله الذي لا يتوفى أحداً إلاّ إذا وفّى

دورَه في عِمارة الأرض . فهو الذي علِم ما لم يعلموا ،

*[ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {2} ] الجن

 

مُقدَّمة

*[ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1}

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ{2} ] المُلك

فالله الذي بيده المُلك هو الذي بيده الموت والحياة :

*[ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ {140} ] البقرة .

وهو يتوفى الإنسانَ (1) بالموت حين يُوفِّي الإنسانُ نصيبَه/ مساهمتَه

في عمارة الأرض (61/هود) :

*[ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ {17} ] الرعد / التغيير .

*[ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً {145} ] آلعمران .

*[ وَلا تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً {231} ] البقرة .

*****

واللهُ يتوفى الإنسانَ (2)  في منامه

حين يُوفِّي الإنسانُ مهمتَــــــه اليومية في عمارة الأرض ونفْعِ الناس .

لهذا ينام العاملون الذين ينفعون الناس ، ويَأرقُ البطّالون !

*[ أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ

خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {136} ] آلعمران .

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين

(1)

*[ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ {41} اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ (1) حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ : (2) فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {42} ] الزُّمر .

 

*[ .. هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {32} أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى {33} وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى {34} أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى {35} أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى {36} وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37} أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {38} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى {40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى {41} ] النجم .

قوله سبحانه *[ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ] بيّناه في المقال :

حتى لا نندم حين لا ينفع الندم 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=59&cat=3

قوله سبحانه *[ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى ] يُفهم منه أن الإنسان يُجزَى جزاءً وافيا في الدنيا على حصيلة سعيه في عمارة الأرض خيراً بخير وشرا بشرٍ Tit for Tat .. ولكنه يُجزى *[ الْجَزَاء الْأَوْفَى ] في اليوم الآخِر إذا وفّى ما عليه أنْ يُعطيَه متخطياً الصعاب ، ومقتحما العقبات ولم يُنكَس على رأسه ويتولَّ لأقل عقبة تعترضه*[ وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى ]

 

وخلافاً لظن الذين يأخذون دينهم من غير كلمات الله فإن أعمار الناس تزيد وتنقص حسب معطيات كثيرة في الواقع تُردُّ إلى الله أوّلاً بأول ساعةً بساعةٍ بل لحظةً بلحظةٍ . فبموجب آخرِ ساعةٍ/ لحظة يتخذ الله سبحانه قراراتٍ كثيرةً منها آجالُ الناس النهائيةُ وأرزاقُهم وأُمورٌ أُخرى .. فيمحو بعضَها ليُثبت أُخرى بدلا منها *[ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {39} ] الرعد ، ويُبقي أُخرى كما هي من بعد أن كانت قبلَ ذلك تقديريةً عندما خلَقهم *[  وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً {2} ] الفرقان :

حقيقة القضاء والقدر من كتاب الله

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=96&cat=5

*[ وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {11}‏ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ : هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ (1) تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّا (2) وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {12} ] فاطر .

سؤال لم يُسأل من قبل .. فك شيفرة مرَج البحرين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=123&cat=6

فمع عدم استواءٍ البحر الفراتِ سائغِ الشراب ، إشارةً إلى الأمة الصالحةِ ، والبحرِ المِلحِ الأُجاج – إشارةً إلى ألأمم الضالة – فإن لكلٍ دوراً في الحياة (الله به أعلم) مرتبطا بعُمره الإفتراضي الذي ينتهي بتاريخ انتهاء صلاحيته (Expiry Date) يكون خلاله صالحا للإسهام في عمارة الأرض كما يريدها ربُّها الذي هو صاحب العمل فيها وحسب السُّنن/ القوانين التي أقرّها سبحانه لتيسير وتسهيل حركة الحياة .

 (2)

الله سبحانه توفَّى رُسلَه الكرام حين وفَّوا تبليغَ رسالات الله

فانتهت مهمتُهم على الأرض ليعيشوا فوراً *[ فِي جَنبِ اللَّهِ {56} ] الزمر ، *[ معَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً {69} ] النساء :

فئات الناس عند الموت فاختر فئتك من الآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=104&cat=5

 (1) رسول الله موسى ، سلام الله عليه

فقد توفى اللهُ رسولَه الكريم موسى من بعد أن تبلّغ وبلّغ *[ كتابَ موسى ] الذي كان نواةَ التوراة ، فانتهت مهمته التي أحسنَها كرسول ، ولم تبق له مهمةٌ يُحسنها حين تمرد قومه عليه فآثر الإنسحابَ :

*[ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ {144} وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ {145} ] الأعراف .

*[ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ  {154} الأنعام ] .

فلما لم يأخذ قومُه بأحسنِها (المقالِ الذي يناسب المقامَ) بل *[ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا {93} ] البقرة ، *[ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ {24} ] المائدة .. لم يُنجز لهم ربُّهم وعدَه بالنصر على خصومهم سريعا (سَأُرِيكُمْ) بل جعلهم يتيهون في الأرض أربعين سنةً فارقهم فيها موسى إلى مَدين .. إلى أنْ هلك الجيلُ الذي عصى :

*[ قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {25} ] المائدة .

وقد بيّنا هذا في بحثنا غيرِ المسبوق :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

 

(2) رسولُ الله *[ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ] سلام الله عليه

ظل عيسى يدعو قومه بني إسرائيل إلى الرجوع إلى التوراة ليأخذوا بِأَحْسَنِهَا ايْ بالمقالِ الذي يناسب المقامَ الذي كانوا فيه تابعين ضعفاءَ تحت حكم الرومان :

. مفهوم أعطوا ما لقيصر لقيصرمن كتاب الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=68&cat=2

ولم يكن كلامه منذ البداية موثقا في كتاب ، فقد كان بيانا لآياتٍ من التوراة مناسِبةٍ أو مناسبٍ بيانُها للعصرِ ومرحلةِ الضعف والهوان التي كان قومه يعيشونها ويرفضون التسليم بها (كحالنا منذ قرْن) ، داعيا إياهم إلى تغيير ما بأنفسهم ، ومن ذلك نبذ العنف مع بعضهم ومع غيرهم وصولاً إلى أن يُغير الله ما بهم .

فلما علم الله سبحانه (عِلْمَ واقعٍ) أن المسيح قد وفّى ما عليه من البلاغ وأنّ قومه لن يستجيبوا ، شاء سبحانه أن يتوفاه فأوحى إلى الحواريين أن يطلبوا مائدة احتفالية من السماء (عُرفت عند المسيحيين بالعشاء الأخير أو الرباني) ، بقصد الإحتفال بإيمانهم في مناسبةٍ علِم اللهُ وعلموا أنها ستتزامن مع انتهاء دوْر المسيح بشخصه على الأرض ليحلَّ محلّه دورُه ككلِمةٍ برسالته الإنجيل  .

لهذا كانت هناك حاجة أن تكون تلك الكلمة/الرسالةُ موثقةً مكتوبة ليرجعوا إليها عند الخلاف . فأنزل اللهُ الإنجيلَ مكتوبا مع المائدة ، على النحو الذي بيناه في بحثنا :

من مخطوطات نجع حمادي إلى قمران إلى القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=40&cat=6

أما المسيح نفسه فقد توفاه الله وأماته (33/مريم) على الأرض ورفعه إليه ليعيش فوراً *[ فِي جَنبِ اللَّهِ {56} ] الزمر ، *[ معَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً {69} ] النساء . وبموته دون أن يستجيب له قومه ، كان مقررا – حسب سُنةِ الله – أن ينتقم الله منهم *[ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ {41} ] الزخرف .. ولكن الله أمهلهم قرابةَ أربعين سنةً أُخرى لعلهم يرجعون ! فلما لم يرجعوا إلى الحق الذي جاءهم به المسيح انتقم منهم فبعث عليهم تيطس سنة 70/م في وعْد الآخرة ، وقطَّعهم في الأرض أُمما إلى أن جاء بهم لفيفا في وعد الآخرة للمسلمين الخرافيين سنة 1917/م الذي تزامن مع وعد بلفور !!

. قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

 

 (3) رسول الله محمد سلام الله عليه

 جاءت وفاة رسول الله محمد من بعد أن نزلت عليه آخرُ آية من القرآن ليبلّغها للناس مربوطةً بكل المحرمات من الأطعمة حتى لا يحتج أحد بأباطيل الناسخ والمنسوخ في القرآن :

*[ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {3} ] المائدة .

 

فلما أكمل الله دينه الحق بإكمال إنزال القرآن ، وأتم بإكماله على المؤمنين نعمته في يوم الحج الأكبر ، جعل المسلمون المؤمنون الأولون هذا اليوم عيدا كان المفروض أن يُسمى (عيدَ إكمال القرآن) . ولكن المزوِّرين مِن بعدِهم بدّلوه إلى عيد بطونٍ وأكلِ لحوم وأسموه عيدَ الأضحى .. كما بدّلوا (عيد إنزال القرآن في رمضان) إلى ما أسموه افتراءً على الله عيدَ الفطر ، عِلما أن الكلمتين (أضحى و أفطر/أكل) لم تردا أبدا في كتاب الله ولا أيٌّ من مشتقاتهما !

 

المسلمون الواعون علموا بعد نزول آية المائدة أن إكمال مهمة الرسول تعني قرب وفاته إذ لم تعد هناك حاجة إلى رسول بعد إكمال الرسالة وإكمال تبليغها . وقبْلها كانت قد نزلت سورة النصر لتشير إلى قُربِ انتهاء مهمته كنبي حاكمٍ طبق القرآن في عشرة أعوامٍ ، وقائدٍ شهد النصر ودخولَ الناس في دين الله أفواجا :

*[ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1}

وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2}

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً {3} ] النصر .

. أصعب مراحل الدعوة إلى التغيير

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=258&cat=6

بهذه الإستجابة من قومه لدعوته من قبل أن يذهب به اللهُ وفَّروا على انفسهم انتقام الله منهم *[ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ {41} ] الزخرف . وربما انطبقت هذه السُّنة الربانيةُ على كل مصلح أخلص الدين لله ، فقام يُنذر قومَه بما أنذر بمثله رسلُ الله أقوامَهم ، فلما لم يستجيبوا حتى ذهب الله به .. انتقم الله منهم ! وربما كان جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده من هؤلاء المصلحين . لهذا اعقبت موتَهما الهزيمة الكبرى الثانيةُ سنة 1917/م :

عدة أهل الكتابين المشتركة في الآخِرين 659

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=55&cat=6

. محمد بن عبد الوهاب مصلحاً والوهابيةُ ديناً بشرياٍ سُنيا باطلا    

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=272&cat=6

وبتلك الإستجابة وفّى محمدٌ مهمتيه كرسول كريمٍ مبلغٍ لرسالةٍ اكتمل نزولها ، وكنبي أمينٍ مطبقٍ لها شهد انتصارها بنفسه في فترة قياسية (22/سنة) ، ما جعل المؤلف الأمريكي د. مايكل هارت يضعه على رأس المئة الأوائل في التاريخ ! لذلكم توفاه الله صادقا أمينا ليعيش *[ فِي جَنبِ اللَّهِ ] *[ معَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً {69} ] النساء .

 

بسطاء المسلمين آنذاك – وهم أكثر الناس الذين يميلون إلى الشخْصنة – عظُمت عندهم وفاة النبي فغطَّت صدمتُهم بها على حقيقة أنها تلازمت مع انتصار الإسلام وإكمال الدين وإتمامِ النعمة بفضل من الله ، وهذه هي الأهم :

*[ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58} ] يونس ..

 نعم ! أنْستْهم صدمةُ الموت هذه الحقيقةَ الإيمانية .. إلاّ أبا بكر الصديق الذي انفرد بعبارته الإيمانية التي ميزتْه عن كل المسلمين حتى اليوم :

مَن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات .. ومن كان يعبد اللهَ فإن الله حيٌّ لا يموت !!

فاستحق بعد عامين أن يكون في *[ فِي جَنبِ اللَّهِ ] *[ معَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً {69} ] النساء .

(3)

أكثرُ حالات الوفاة عاطفيةً لا تُبرر وصْفَها بالخسارة

أكثر حالات الوفاة التي يحزن لها البشر هي وفاة أحد الأبوين أو كليهما وقد تركا أيتاماً في وضعٍ مؤثر فِعلاً صوّره شاعر حكيم :

وأكثر ما يدعو القلوبَ إلى الأسى : بكاءُ يتيمٍ جائعٍ حول أيِّمِ

ولكن هذا لا يبرر القولَ بأن وفاة الأب أو الأم كانت خسارة حتى للأطفال ، إذ لم يكن يُتْـــــمُ محمدٍ بوفاة أبويه خسارةً له كما علم هو حتما بعد أربعين سنة وكما نعلم الآن . وهناك ما هو أسوأ من الموت ، ومع ذلك ترك أثرا إيجابيا على طفل أو أطفال . وما حالة المخترعِ الأمريكي سوريِّ الأصلِ (ستيف جوبز) مؤسسِ (آبل) وصانعِ ثروتها عنا ببعيدة . فقد تخلى أبواهُ عنه منذ طفولته ولم يتلقَّ تعليما جيدا ولا جامعياً . ومع هذا لم يتخلّ عنه ربُّه الذي خلقهَ فيسّر له خيرا منهما ليصور مِثلَ حالته شاعرٌ حكيم آخرُ :

ليس اليتيم من انتهى أبواه : من هم الحياة وخلّفاه ذليلا

فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما : وبحُسن تربية الزمان بديلا :

إن اليتيم هو الذي تلقى له : أُما تخلتْ أو أبا مشغولا !

 

خُلاصــــــــــــــةُ القــــــــــــــــــــولِ

اعتَبر القرآنُ الموت مصيبةً من المصائب التي تصيب الناس*[ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ {106} ] المائدة ، ولم ينكر عليهم أن يحزنوا لما يصيبهم *[ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ {84} ] يوسف .. ولكن المؤمن المتفكر يدرك أن كثيرا مما يكرهُ الناسُ فيه خير لهم :

*[ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {216} ] البقرة

بل إن المصائب التي قد تكون*[ جَزَاء وِفَاقاً {26} ] النبأ ، على ذنوب اقترفها المُصاب .. قد تكون امتحانَ صبرٍ على شكلِ صعوباتٍ هي ضرائبُ يحتاجها الناس ، والمُصابُ منهم ، لتطوير عمارة الأرض وتحسين نوعية الحياة . فمن صبر عليها وأدّاها راضياً عن الله (119/المائدة) .. فقد رضي الله عنه (8/البينة) فأفلح :

*[ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ    {155} ] البقرة :

أضواء بيانية على بعض آيات الصبر القرآنية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=233&cat=5  

الصبرُ ومشتقاتُه ومجالاتُه 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=312&cat=5

وعليه ، ينبغي أن لا يقول أحد إن موت فلان من الناس خسارة بعد أن علم أنه لم يمُت إلا بعد أن انتهت مهمته ومساهمتُه/نصيبُه في عمارة الأرض في واقعٍ انتهى بموته فعلِم اللهُ أنّ من الخير له و لغيره أن يتوفاه *[ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ! {140} ] البقرة .

وحتى لا يظل الناس يجترون عباراتِ الرياء الإنتقائية للأموات بتذكيرِ الناس بأعمالهم ليتجمدوا عليها ، سواء كانت صالحةً أو طالحةً ، فقد حسم الله سبحانه الأمر بكلماتٍ منه مُحكمةٍ تكررت مرتين في القرآن عن أعمال النبيين ، وهم صفوة البشر:

*[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {134} ] البقرة .

*[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {141} ] البقرة .

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008