الشعوبُ المحجورُ عليها ليست حرةً ، فلا يظهرُ فيها ديكتاتورٌ .. إذْ لا إرادةَ لها ، ولا له !

فردا أو اُمةً : السفيه يُحجر عليه 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=295&cat=5

عرفَ هذا وقصَده :

جو بايدن حين قال : حسني مبارك ليس ديكتاتورا ! (اخبار CNN )

وقصَده القاضي العراقي حين خاطَب صدام حسين :

" أنت لست ديكتاتورا ولكن المحيطين بك أظهروك على هذا النحو".

فأجاب صدام حسين قائلا " شكرا لك".

ظانّاً أنه يمدحه ، غيرَ مدركٍ لغمزة القاضي  !!

من عرف هذا علِم حقيقةَ ما جرى ويجري !!

الحمــــــــــــــــدُ لله رب العالَمـــــــــــــــــــين

(1)

قال الحائط ⁽¹⁾ للإزميل : لِم تشقُني ؟ قال : سلْ من يدُقني !! فالإزميل – وإن بدا أنه يشُقُّ - لا إرادةَ له ! ومع هذا فهو الذي يتعرض للكسر لأنه رضي أنْ يَشُقَّ ! أمّا ⁽²⁾ المطرقةُ الظاهرةُ التي تدق الإزميل .. فتُمسك بها ⁽³⁾ يدُ الله الخفيةُ التي لها الإرادة الحقيقيةُ :

*[ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى {17} ] الأنفال .

يد الله هذه لا يُدركها البشر ، لهذا يرفضون الإعترافَ بها فتختلط عليهم الأمور ولا يجدون لها تفسيرا ينفعهم ! الأحداث الكبار التي بيّنتْها أبحاث هذا الموقع تُعرّي موروثاتهم الفكرية ، ومع ذلكم لا يزالون مصرين على عدم الإعتراف بخطئهم :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

إذنْ ، يدُ الله التي تُمسك بالمطرقة هي التي تدقُّ الإزميل حقيقةً وبه تَشقُّ ! فمن أراد أن يعرف حقيقة الدقِّ والشقِّ ، فليسألْ صاحبَ اليد الذي له المشيئةُ ، لا مرتزقةَ البشر الذين يُغنون الموّالَ الذي يطلبه مَن يدفع لهم . المؤمن الذي يعرف سُننَ صاحب اليد ترتاحَ نفسُه فلا يأسى ولا يفرح :

*[ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {29} ] التكوير .

*[ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {23} ] الحديد .

عرف هذا الذي قال :

وما من يدٍ إلاّ يدُ الله فوقَها : وما ظالمٌ إلاّ سيُبلى بأظلمِ !

أما الذين يُمثلون دوْرَيْ المطرقة والإزميل فهُم حقيقةً :

*[ صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {39} ] الأنعام .

*****

إذا عرفنا هذا :

رجعنا إلى ما يقوله رب الناس في مِثل هذه الحالة التي تَلتبِس فيها الحقائق ، وتتوزع مسئوليةُ مشيئةِ البشر المحدودةِ عليهم كلِّهم بنسب متفاوتة ، ويُتركُ فيها الحليمُ حيران :

*[ قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ {14} ] الجاثية .

(2)

المحجور عليهم من البشر عبيد يملكهم بشرٌ فهُم لا يقدرون على شيء

ذنبهم أنهم تحجرتْ عقولهم فرضُوا أن يستعبدَهم بشرٌ مِثلُهم

*[ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {29} ] الزمر .

الربانية المتجانسة  و الديموقراطيات المتشاكسة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=16&cat=5

*[ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ !! الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {75} ] النحل .

فالمحجور عليه عبد مملوك لا يقدر على شيء إلا إذا أذن له به سيدُه / وصيُّه . فكيف إذا كانوا أسيادا متشاكسين ، كوَرثة (سايكس/ بيكو) ! فهو لا يملك قرارا يُمليه ؟ بل يُمليه وصِيُّه عليه حتى لو كان فيه دماره .. فكيف يكون ديكتاتورا ، خاصةً إذا كان مغروراً ومأفونا ؟؟!!

فإن قال يوم يرى العذابَ : كنتُ يا رب مُكرَها ! سيقال له : هب أنك كنت مُكرها وأنت في المصيدة ، فهل كنتَ مكرها على الدخول فيها ؟! ألم أقُل لكم :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ {13} ] الممتحنة .

السلطان هو صاحب السلطة ،  أو الحُجة  القوية 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=311&cat=2

(3)

وصايةُ الوصيِّ على المحجورِ عليه مُقيدةٌ بسُنن الله وإرادته

لكن ، ما الذي يمنع الوصيَّ أن يأمر المحجورَ عليه  بعملِ ما ينفع الناس ويُرضي أكثرَهم فيوفر على نفسه وعلى وصيِّه المشكلات ؟

الجواب : الوصي يتحمل بعض المسئولية ، ولكنه – مهما كانت قدرته - لا يستطيع أن يتصرف بمستوى أعلى بكثيرٍ من مستوى أداء الناس ، ولا أن يأتيَ بأُولي أمر من الناس – يتخفى الوصيُّ وراءّهم - إلا منهم أيْ من المتوسط الحسابي لمستوياتهم الذي يحدده معدلُ علاماتهم في الأداء . فأُولوا الأمر طينةٌ من عجينة شعوبهم حتى لو انتخبوهم *[ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ {59} ] النساء ، بحيث لو جئتَ برأسٍ سليم ووضعتَه على جسد سقيم لانتقل السقم من الجسد إلى الرأس بالعدوى !!

فكلا الفريقين ، المحجورِ عليهم والأوصياء *[ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ {68} ] القصص ، وإن بدا أن الأسيادَ الأوصياء هم أصحاب القرار . الصحيح أنّ فوقهم كُلِّهِم ربٌّ حيٌّ قيومٌ *[ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ {68} ] القصص ، وله سُنةٌ ثابتةٌ في التغيير يُذكِّر بها الناسَ برسائلَ بعضُها أحداثٌ كونية :

الزلازل رسالة  بضرورة التغيير  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=188&cat=4

 وبعضُها كلماتٌ قرآنية هي سُنةٌ ربانيةٌ في الإهلاك وسببِه ، وسنةٌ ربانيةٌ في التغيير . فحيثما رأيتَ مصائبَ تُصيب الناس فاعلمْ أن هناك ذنوبا :

*[ .. كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ {54} ] الأنفال .

*[ ولاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ {31} ] الرعد .

*[ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {23} ] الفتح .

*[ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً {43} ] فاطر .

*[ .. إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ .. {11} ] الرعد / التغيير .

*****

مفهوم هذا النصِّ القرآني/ كلماتِ الله أنَّ أيَّ تغيير مهما كانت درجته (الباء للجزئية فلم يقل ما في قوم) يُحدثه رجال المجتمع (ثم نساؤهم بعدهم) في أفكارهم وأدائهم العملي – يُغيرون به الإنسان - سيُحدث الله تغييرا بقَـــــــــدَرِه في أوضاعهم : خيرا بِخير وشرّا بِشر Tit for Tat :

ما لا يذكره كثيرون : هناك حساب في الدنيا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=197&cat=4

(4)

فبدايةً أصلِحْ الطينةَ .. يُصلحْ اللهُ العجينةَ !

*[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {53} ] الأنفال .

*[ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {115} ] التوبة .

وفي بيان مَّا يَتَّقُونَ يقول سبحانه محذراً من اتِّباع غير كتاب الله الذي أنزله مباركا فبلّغه الرسول خالصا كما أُنزل عليه ليكون اتِّباعُه طاعةً لله والرسول ، طاعةً واحدةً :

*[ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155} ] الأنعام .

أيْ فاتبعوا كتاب الله المبارك سبيلا واحدا لله .. واحذروا أن تتبعوا غيره من السُّبل فتكونوا قد اطعتم غيرَ الله والرسولِ ، بل شاققتم الله والرسول ، ففرقتُم دينكم وأصبحتم شيَعا :

مشاققة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين 

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=171&cat=4

*[ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي : مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153} ] الأنعام .

*[ مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ] : عبارة حالية تبين حال اتِّباعِ الناس للصراط المستقيم . فلا يكفي أنّ الصراط نفسَه مستقيم *[ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} ] الفاتحة .. بل يجب أن يكون اتِّباعُ البشر له مستقيماً ، حتى لا يتيهوا في السبل الملتوية فيتفرقوا شيعا وطوائف ومذاهبَ *[ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ {221} ] البقرة .. وحتى لا يظلوا يجترون الدعوات الفارغة إلى التقريب بين المذاهب ، دون أن تجد راشدا يقول إنّ التقريب بين باطل وباطل لنْ تكون حصيلتُه إلاّ باطلاً مُضاعَفاً !

ليس التقريب بين المذاهب هو المطلوب بل توحيد مرجعية الدين

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=126&cat=5

*[ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {159} ] الأنعام .

 بعد كل هذه المصائب : ألمْ يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=310&cat=2

خُلاصةُ القول

الكلام عن تحرير البلاد ورفعِ الحَجْرِ عنها لا معنى له قبل تحرير العباد من السفاهة التي ⁽¹⁾ تُكبل عقولَ أكثرهِم وتجعلهم يعبدون الطاغوت الخُرافي الذي وجدوا عليه آباءَهم ⁽²⁾ وتجعل بعضهم الآخَر يستعجلون الكسبَ الحرام  فيدخل الطرفان في مصيدة العبودية الدائمةِ للبشرِ أمواتِهم وأحيائِهم .. علما أن رب البشر أرادهم أن يكونوا أحرارا ليحملوا مسئولية أعمالهم ولم يَطلب منهم أن يكونوا عبيدا دائمين لله إلاّ حينما يُذنبون ويرجعون منيبين إليه تائبين ! *[ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ {30} ] ص ، أو حينما يتلون آياتِه بسمِه فلا حريةَ لهم أن يُغيروا في كلماتها وحروفها كلمةً ولا حرفاً . لهذا ترى المؤمنين يستعيذون بالله من الشيطان الرجيم حتى لا يستزلَّهم عن آياته قبل إعلانهم أنهم يقرؤون القرآن *[ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {1} ] الفاتحة .

*****

فعلى مَن تقع مسئولية تحرير العباد قبل البلاد ، إذنْ ؟ الجواب : على كل أفراد المجتمع حسبما آتاهم الله *[ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا { 7} ] الطلاق و*[ لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا {286} ] البقرة . يعلم هذا الذي *[ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7} ] طه .

وكما لا *[ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ {9} ] الزمر ،

في الأجر إن أحسنوا ..

فهُم لا يستوون في الوِزر إن قصروا وأساؤوا :

مَن يُضل مَن في الآية ( 17) من الفرقان ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=305&cat=3

بدايةً : حرِّرْ عقْلَ الإنسانِ ،

ونوِّرْه بالعلم والإيمانِ تتحررْ - في عقـــــــــــــودٍ - الأوطانُ :

كلمةُ الإستقلال لا معنى لها .. بل التمكين والحرية  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=269&cat=3

هزائمنا حضارية علاجها مشروع حضاري

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=317&cat=2

بدون هذا وذاك ستذهب كل الجهود والتضحياتِ سُدى ،

وإن أثمرتْ فمِن بعد قـُـــــروووووون :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها  (6)

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين

---