*[ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ .. ]

ذِكرُ الله هو ما نزل من الحق  وهو القرآن المحفوظ

*[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ] الإنسان

*[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9} ] الحجر

الحمد لله رب العالمين

(1)

سياقُ آيةِ العنوان وآياتِ بيانِها في القرآن

*[ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {16} اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {17} إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ {18} وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {19} ] الحديد .

*[ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ {2} ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ {3} ] محمد .

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ{100} وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{101} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{102} وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{103} ] آلعمران .

 (2)

البيـــــــــــــــان

إذا ربطنا الآية (100/آلعمران) هنا بآية العنوان (16/الحديد) أدركنا أن الله حذر الذين آمنوا مُقدما من أنَّ طاعة بعضِ أهل الكتاب فيما كانوا عليه من ضلال ستردهم كافرين مثلَهم إذا عدلوا عن آيات الله التي كان يتلوها عليهم رسول الله إلى أقاصيص وخرافات وافتراءات أهل الكتاب على الله ، التي يُفهَم من نَص آية الحديد أن الذين آمنوا كان يُصغون إليها :

سبب الضلال : إن تطيعوا ، وسبب الهداية : إن تُطيعوا  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=277&cat=3

 ففي خبر تاريخي يُفسر النص أن بعض بُسطاء الذين آمنوا شدتهم أقاصيص أهل الكتاب فطلبوا من الرسول الكريم أن يقُص عليهم مِثلها ، فتلا عليهم قولَ ربِّهم :

*[ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ    {3} ] يوسف .

ثم إنهم طلبوا أن يُحدثهم بأحاديثَ كتلك التي يُحدِّث بها كهنوت أهل الكتاب من أسفارهم بدلا من آيات التوراة ، فتلا عليهم قولَ ربهم أنَّ آيات القرآن هي أحسن الحديث لأنها ذِكرُ الله وهُداه :

*[ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {23} ] الزمر

وفي مرة ثالثةٍ استنفدوا بها فُرصهم من الخطأ طلبوا أن يُذكِّرهم رسول الله بما تخشع له قلوب البسطاء من الأساطير والخرافات التي زخرت بها أسفار كهنوت أهل الكتاب .. فأنزل الله سبحانه آية العنوان يُقرِّعهم باستفهام استنكاري تعجبي ، ويكشف لهم أن فريقا من أهل الكتاب هم الذين يحاولون إضلالهم ليردوهم بعد إيمانهم كافرين . وأن عليهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله الذي أنزله آياتٍ قرآنيةً هي الحق . وقد بيّنا هذا في بحث على الرابط :

. بداية الخلل عند أهل الكتابين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=60&cat=6

(3)

كان هذا في الأوّلين . أمّا اليوم في الآخِرين ، والقرآن يُقرأ هذه القراءةَ العصريةَ الآخِرة ، فآية العنوان (16/الحديد) تحث الذين آمنوا الذين تخشع قلوبهم لأحاديثِ وأقاصيص وخرافات (حدثنا وروى) التي ورثوا أكثرَها عن أهل الكتاب - كما هو مشاهد في الواقع .. تحثهم على أن يرتقوا ليصبحوا مؤمنين تخشع قلوبهم *[ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ] . والعطفُ للبيان أنّ المقصود بذكر الله هو القرآن المحفوظُ الذي هو *[ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ] إنزالاً عن طريق جبريل :  فيه أحسنُ القَصص (3/يوسف) ، وأحسنُ الكلمات (96/المؤمنون) ، وأحسنُ القول (18/الزمر) ، وأحسنُ الحديث (23/الزمر) ، وأحسنُ تأويلٍ (59/النساء) ، وأحسن تفسيرٍ (33/الفرقان) ، وأحسنُ الحُكم (50/المائدة) ، وأحسنُ موعظةٍ (125/النحل) .

وخشوع القلوب لآيات القرأن الذي نزّله الله تنزيلا (106/الإسراء ، 4/طه ، 23/الإنسان) يُؤهل الخاشعين لها للإرتقاء إلى زمرة ودرجة المؤمنين الذين يؤمنون فقط بما أنزل الله على رسوله ولا يرتابون ، ليستحقوا بهذا نصرَ الله . فإذا لم يُنصروا لم يكونوا مؤمنين ، بشهادة هذا الواقع المخزي منذ قرن على الأقل :

*[ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {15} ] الحجرات .

*[ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ..       {19} ] الحديد .

*[ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ {47} الروم .

الفرح بنصر الله ونبوءات سورة الروم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=137&cat=5

فإنّ كتاب الله القرآنَ من دون كل الكتب المعروفة عند البشر هو وحده حق اليقين (51/الحاقة) الذي لا ريب فيه (2/البقرة) . لهذا حذّر الله سبحانه رسولَه من أن يُؤمن بسواه *[ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ {15} ] الشورى :

وتبين آياتُ مطلع الأنفال مظاهرَ الإيمان بالله ورسوله بأنها وجَلُ القلوبِ إذا ذُكر الله ، لا إذا ذُكر النبي أو غيره كما يفعل غوغاء مسلمي (حدثنا وروى) ، وأنه ازدياد الإيمان إذا تُليت عليهم آياتُ الله فجعلتهم يتوكلون على ربهم (لا الأحاديث والخرافات) ... ليستحقوا بذلكم وصف المؤمنين حقا :

*[ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {1} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {4} ] الأنفال .

إرجع إلى الرابط التالي لتعرف مفهوم الذين آمنوا بالله ورسله :

الصابئين والصابئون حرف من القرآن يصنع الفرق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=24&cat=4

قولُه سبحانه *[ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ {2} ] محمد ، هو كذلك عطف بيان بأن الذين *[ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ] قبلها هم الذين آمنوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ آياتٍ تُتلى هي الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ لا مروياتٍ تُروى هي من عمل الشيطان . بإيمانهم بهذه الآيات وعملهم الصالحات بموجِبها استحقوا أن يُكفِّر الله عنهم سيئاتهم وأن يُصلح بالهم لأنهم آمنوا بالحق من ربهم وليس بمروياتهم وافتراءاتهم على الله ورسوله التي أوحى إليهم (لا إلى الرسول) بها الشيطان :

*[ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {78} ] آلعمران .

(4)

قوله سبحانه *[ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {16} ] الحديد .. هو إشارة تحذيرية للذين آمنوا أن لا يتبعوا أهل الكتاب من قبلهم في حمْلهم  لكتب وأسفار أحبارهم/كهنوتهم بما فيها من خرافاتٍ وافتراءات على الله .. بدلا من أن يحملوا (التوراةَ) كتابَ ربهم ، فصاروا بهذا ظالمين مكذبين بآيات الله :

*[ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {5} ] الجمعة .

وكذلك فعل مسلموا روايات (حدثنا وروى) الذين استبدلوا كتبَ أحاديثِهم وخرافاتهم (السُّنة النبوية) بالقرآن كتابِ الله ، فصاروا بهذا ظالمين مكذبين بآيات الله فغيرَ مؤهلين أن يهديهم الله ، على النحو الذي بيّناه مفصلا في :

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

(4)

الآيةُ (17/الحديد) تبث الأمل في النفوس بأن الذي يُحيي الأرض الميْتةَ (التي لا مظهر فيها للحياة) بعد موتها .. فيحييها بالماء المُنزَّل من السماء ، قادرٌ على إحياءِ النفوس الميْتةِ لاتِّباعها أساطيرَ وخرافاتٍ توارثوها أمواتاً عن أمواتٍ عبر القرون .. إحيائِها بِذكْرِ الله الحيِّ القيوم المُنزَلةِ آياتُه وكلماتُه من السماء :

*[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {170} ] البقرة .

*[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21} ] لقمان :

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3

لهذا اعتبر القرآن الجاهليين أمواتا حين كانوا يتبعون خرافاتِ آبائِهم الأموات بدلا من أن يكونوا أحياءً باتّباع ما أنزل الحي القيوم عليهم كلماتٍ في آيات بيِّنات :

*[ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {28} ] البقرة .

مفهوم ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=100&cat=6

ولهذا سمّى الله سبحانه نجوم كلماته بسياقاتها التي يَهتدي بها الناس ، سماها آياتٍ . فهي مُعجزةٌ (فمعرفتها قوة) في صياغتها ومفاهيمها وإحصاءاتها ، كما أنها مُعجزة في قدرة المؤمنين بها – حتى لو كانوا اثنين كموسى وهارون - على إحداث تغيير جذري كبير بسرعة فائقةٍ كما فعل *[ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ {29} ] الفتح .. في (22/سَنةً) ستكرر قريباً بإذن الله ، وكما فعل موسى وهارون : فحين قال موسى لربه :

*[ .. إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ {34} قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ {35}‏ ] القصص . لذلك :

حينَ جاء موسى وألقى العصا : فقد بطل السحرُ والساحرُ

إن نشأ ننزل عليهم من السماء آيةً  فظلت  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=294&cat=6

فآيةُ الله العصا أبطلت ما كان فرعون ومَلؤُه وسحَرتُه يأفِكون ، كما أبطلت هذه القراءةُ الآخرة للقرآن الكريم آلافَ بل ملايين كتبِ وأسفارِ الضلال والتضليل التي ظنها البشر طَوالَ عشراتِ القرونٍ شيئا ، فإذا هي هواء ، بدليل واقع العرب والمسلمين التراثيين المُخزي ، وواقع البشر المُزري .. ولم يبق إلاّ إعلانُ اعترافِ أحرارِ مفكري العالَم بما اعترف به سحرة فرعون :

*[ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ {120}‏ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ {121} ] الأعراف

ماذا لو فعلوها فكشفوا مستور لفائف قمران

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=270&cat=6

   نعَمْ ! ماذا لوْ فَعلـــــــــــــــــــــــــوها :

*[ فَآتَاهُمُ اللّهُ ⁽¹⁾ ثَوَابَ الدُّنْيَا

⁽²⁾ وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {148}‏ ] آلعمران

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين

---