البديل النافع لجامعة الدول العربية : مجلسٌ دستوري نُخبوي عربي أعلى

يحكم بين الأنظمة والشعوب ويحفظ لكل طرَف كرامَته

بديلا للعنف الحالي .. وإلاّ .. فالقادمُ أعظم !

على ضوء مقال

بديل ثقافة العنف لتغيير  الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

الحمد لله رب العالَمين

(1)

بَعدإخفاق الجامعة العربية في جمْع العرب على شيء نافع

وفي ظل فقدان العرب للإرادة السياسية التي حالت دون وحدتهم منذ الهزيمة المفصلية الحضارية الكبرى التي استحقتها الأُمة سنة 1917 قبل قرن (وتتحمل مسئوليتَها كل الأمة من أدناها إلى أعلاها ومن أقصاها إلى أقصاها ).. حسبما ما بيّناه في مقالنا التشخيصي :

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

 فإن أي معالجة للأوضاع لا تقوم على أسس حضارية تستهدف تغيير الإنسان أوَّلاً ، ستصل – كما يحدث الآن فعلا – إلى طريق مسدود حتى لو أسفرت عن بعض الإصلاحات الشكلية .

مع هذا ، فإن ما لا يُدرك كُلُّه لا يُترك جُلُّه ! وحتى لو أُدرك كله فسوف تظل ألمشكلة الأُم لكل المشكلات هي الوضع المتأزم بين الأنظمة والشعوب الذي لولاه ما كانت المآسي التي نسمع عنها ونشاهدها اليوم :

*****

شعوبٌ تعفنت أوضاعُها فتعفنتْ أوضاع أنظمتِها ، فهي تحاول هدم البيت على من فيه دون أن تملك مخططا وتصاميم لبناء بيت جديد .. وأنظمةٌ وجدتْ نفسها على شجرة بدون سُلّم يمكِّنها من أن تنزل عنها بأمان . وحتى لو وُجد السلّم فقد يظل العالق على الشجرة يمنعه وصِيُّه من النزول الآمِن ، مع أنّ كل المعطيات تقول : ليته كان فعلَ !

غيرُ المستفيدين من كعكة النظام – وهم أكثر الناس – ظلوا بفطرتهم يرددون :

إذا لم يكن للمرء في دولة امريءٍ : جمالٌ ولا مال تمنى زوالَها

وما ذاك عن بغضٍ لها غير أنه  : يُؤمِّل أُخرى فهو يرجو انتقالها !

حاجة البشر إلى مرجعية واحدة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=23&cat=4

(2)

فما العمل إلى أن يتيسرَ الحل الأمثل فيما سبق عرضُه ؟

التصدع قائم والطوفان قادم فعليكم بسفينة النجاة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=29&cat=3

⁽¹⁾ بعد أن طال الأمد على إخفاق جامعة الدول العربية في جمْع العرب على شيء نافع ،..

⁽²⁾ وبعد تراجُعِ قوة الوصاية التي أنشأتها ومجيءِ أُخرى لها مصلحة في تغييرٍ ما ..

⁽³⁾ وبسب صعوبة إنشاء مجلس دستوري سيادي أعلى في كل بلد عربي ، مع أنه ممكن ..

فإن من الخير أن يطالَ التغييرُ الجامعةَ العربية  لتتحول إلى مجلسٍ دستوريٍّ نُخبويٍّ عربيٍّ أعلى يكون وجوده لمصلحة جميع الأطراف حين يُغني الحكامَ والمحكومين عن العنف . بل إن مجرد الإحساس بوجوده رقيبا وحَكما يكفي لتخفيض الفساد العام الذي علِقتْ في وحْله الجماهير أوّلاً ومن بعدها الأنظمة . كما يُشعر الأنظمة أنها لا تملك سلطةً مطلقة تؤدي إلى طغيانٍ ومَفسدةٍ مطلقةٍ :

الطغيان فإكثار الفساد يُؤذنان بخراب البلاد 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=257&cat=5

*****

مختصر فكرة المجلس الدستوري الأعلى

على ضوء المقال تحت العنوان

1. يتكون المجلس من عضوين محايدين (أو ثلاثةٍ) عن كل بلد ليسوا مما يُعرف بالموالاة ولا المعارضة :

*[ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا .. {46} ] سبأ .

نعم للمناصحة .لا للمعارضة والموالاة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=160&cat=3

2. على أن يكونَ كلٌّ عضوٍ *[ القويَّ الأمين ] وفوق الأربعين ، أو أن يكونَ أحَدُهما من رجال القانون والقضاء المشهودِ لهم بالحكمة والجُرأة ، ويكونَ الآخرُ سياسياً معروفا بالأمانة ، لتتكامل القوة مع الأمانة .

الأجير الصالح هو القوي الأمين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=76&cat=3

3. لا يتقاضى العضو راتبا من بلده بل يكون لأعضاء المجلس كلِّهم رواتبُ مجزيةٌ تُغنيهم عن الدناءة وعن ممارسة أيِّ عمل آخر ، ومعلَنةٌ تمنع القيل والقال .. تكون من ميزانيةٍ مكشوفةٍ تقدمها دول المجلس . بهذا يحوزون على ثقة الناس فيهم ويكون لهم بهذه الثقة سلطانُ  يستطيعون به تحسُّسَ (بالحاء) الحقائقِ ومتابعةَ الأمور .

4. بمجرد تكوين المجلس يصبح سيد نفسه فلا سلطان لأحد عليه ولا على أفراده ولا تملك دولة محاكمتَه ولا عزله ولا معاقبته ولا قطع مصدر رزقه . المجلس نفسه هو صاحب الحق في كل ذلكم بموجب نظام مُعلَنٍ يضعه لنفسه مُقدَّما ليظل آمنا ونظيفاً .

5. مهمة المجلس الأساسية النظر في أي نزاع داخلي ينشأ بين الناس ممَثَلين بمجلس نواب البلد أو هيئاته الإعتبارية .. وبين السلطة التنفيذية فيه ، ويكون حكمه - بأكثرية تتناسب وخطورةَ القضيىة – مُلزِما للطرفين . فإن قضى أنَّ على رئيس البلد أو سلطته التنفيذية أن يتنحى فيجب عليه أن يتنحى محتَرماً ، بدون تردد ولا شوشرة ، ليُجنب نفسه المصير المأساوي الذي نشاهده ، وكثيرا ما تكرر وسيظل يتكرر حتى يرجع الناس إلى كتاب ربِّهم الحقِّ :   

أفرأيتَ إن متّعناهم سِنين . ثم جاءهم ما كانوا يوعَدون

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=285&cat=3

 وإذا قضى المجلسُ أنّ على المحتجين في الشوارع أن يُخلوها ويرجعوا إلى بيوتهم فعليهم الإلتزام فورا . وللمجلس أن يقر آلية تنفيذ قراره في واقعِه إذا لم يَلتزم به أحد الطرفين اختيارا .

والمجلس يقر نتيجة الإنتخابات في أي بلد من بلدان أفراده إذا اختُلف فيها ، وله أن يقر قانونا للإنتخابات يُسرِّع إعلان النتائج ويُصعِّب التزوير :

مهازل الإنتخابات في الديموقراطيات المتشاكسة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=192&cat=4

6. بوجود هذا المجلس ، وبعد انتخاباتٍ حرة ونزيهة في كل بلد .. لا يحق لأحدٍ من الناس أن يدعو إلى إضراب أو مظاهرة أو أيِّ عملٍ عُنفي أو يمكن أن يتحول إلى عنف وتخريب . بل يمكنه التعبير عن رأيه بأدبٍ وبلسان فصيح وتعبيراتٍ دقيقة وباسمه الحقيقي الرباعي إلى مُمثله في المجلس النيابي في بلده ، أو إلى المجلس الدستوري الأعلى عبر الشبكة .

7. وعلى المجلس أن يضمن حق القول والتعبير المدروس عن الرأي الذي يستطيع صاحبه تبريرَه بالحجة لا ببذاءة اللسان والشتائم . ونحن نقرأ في كتاب الله قولَ رسول الله موسى - الذي هو قول الله - للسامري الذي دعا قومه إلى عبادة العِجل (!) يعترف له بحقه في أن يقولَ وفي حقِّه في الحياة أن لا يُمسَّ بسوءٍ بسبب رأيه *[ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ {117} ] المؤمنون :

*[ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ (لَا مِسَاسَ) وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ .. {97} ] طه .

8. المجلس الدستوري في انعقاد دائم . فهو يُغني عن مؤتمرات القمة البائسة ويدفع الحرج عن الرؤساء لأنه يُكسبهم قوةً أمام الضغوط الخارجيةِ ، والداخليةِ الغوغائية التي كثيرا ما دفعت الأمة دفعا إلى الكوارث (1967 مثلاً) ، ويوفر الأموال والجهود التي تُهدَر لعقد مؤتمرات القمة .

9. حين تُقبلُ هذه الفكرة النظريةُ وتنجحُ في التطبيق فسيكون الواقعُ المتحقق أفضل من الحُلُم الباهت للوحدة العربية حين تصبح البلاد العربية وربما الإسلامية ولاياتٍ متحدةً بأقلِّ قدر من سلبيات الوحدة وأكثرِها إيجابيةً ، وأهمُّها الإستغناء عن هذه الأعداد الهائلة من الجيوش الجرارة وأسلحتها الصدئة التي لم يكن لها ما يبررها طيلة القرن الماضي سوي محاولةِ المحافظةِ على أنظمة كانت تموت بالسكتة القلبية ، فأصبحت تُردُّ إلى أرذل العمر وتقول هل من مزيد !

فإذا صلَحت الأنظمة وأيقنَ القائمون عليها أن لهم عمرا افتراضيا ليس من مصلحتهم أن يتخطوْه إذا زاد عن عَشر سنوات ، هي مدة كافية لمن يريد أن يترك أثراً مُشرفا من قبل أن يُردَّ إلى أرذل العمر *[ أوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {31} ] الحج :

*[ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} ] يس

القرآن سبق إلى تحديد مدة السلطة التنفيذية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=284&cat=6

.. إذا تحقق هذا ، فإن الأموالَ التي سيوفرها تقليصُ الفساد وتخفيض التسلح – المانيا واليابان مَثَليْن - كافيةٌ لإحداث نقلة نوعية تُسهم في التغيير المنشود الذي يُرضي اللهَ مالكَ المُلكِ وربَّ العالَمين !

البداية الجيدة نصف العمل ... 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=292&cat=4

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى (اللّهِ وَالرَّسُولِ)

إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {59} ] النساء

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين

---