الواهمون يظنّون أنَّ دخولَهم الجنةَ حتميٌّ إذا زُحزِحوا عن النار

وسوف يُصدَمون بسبب سوءِ فَهْمِهم لقول ربهم

*[ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ]

لاحقا لمقال

ألوهْم الخطير عند مسلمي رضاع الكبير        

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=286&cat=5

الحمد لله ربِّ العالَمين

(1)

البُرهان على العنوان في آياتٍ من القرآن

*[ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ {1} رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً {2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ {3} ] البيِّنة .

*[ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ؟ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ : أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ {35} وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {36} وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {37} ] يونس .

من الوهْمِ الخطير عند مسلمي رضاع الكبير الذي لن ينفكوا عنه – ككل أوْهامِهم – إلاّ برجوعهم إلى البيِّنة من صحف القرآن المطهرة ..

زعْمُهم الذي أرداهم : ما بعد الدنيا من دار إلاّ الجنةَ أو النار !

فمن لم يدخل النار .. ليس له –  في زعمِهم – إلاّ الجنة !

*****

الصواب : هناك مَن سوف يُزَحزَحون عن النار ولن يدخلوا الجنةَ !

بل يُقال لهم : كونوا تُراباً ،

فيحسدهم الكافر وهو يساق إلى النار ، ويقول :

*[ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ]

*[ إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ

وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً !! {40}‏ ] النبأ

*[ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ !! {27} ] الحاقة

وكان الردُّ على أُمنيته قد سبق في القرآن

*[ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ {36} وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ {37} ] فاطر

المنذرون في ليلة القدر ينذرون بالقرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=185&cat=3

(2)

البيــان

*[ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن ⁽¹⁾ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ⁽²⁾ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ {185} ] آل عمران .

*[ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ {25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ {26} يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ {27} مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ {28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ {29} خُذُوهُ فَغُلُّوهُ {30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ {31} ] الحاقة .

كنا نظن حتى وقتٍ قريب أن الناس يوم الحساب الأكبر في اليوم الآخِر سوف يُذهب بهم إمّا إلى الجنة أو النار ، وأنّ من ينجو من النار سوف يفوز بالجنة . لكن بعد أن بدأنا نتدبرُ كلمات الله وآياته ونُحيطُ بها عِلما كافرين بطاغوت المرويات الخرافية التي أساسها السُّنة النبوية المزعومة ..

مفهوم سنة الله وسننه فلا سنة لأحد إلا لله

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=81&cat=2

 وقفْنا على قول الله سبحانه (الذي هو قولُ رسوله الكريم) في آيةِ آل عمران أعلاه التي تُبينها آياتُ الحاقة (التي تُحق الحق) ، لنكتشف بعضاً من الوهمِ الكبير الذي كنا عليه ولا يزال يُعشش في عقول الكبير مِنا والصغير  :

لو لم يكن في اليوم الآخِر إلاّ جنةٌ أو نار لقال سبحانه (فمن زُحزح عن النار فقد فاز .. بالجنة) . ولكن الفوز في الآية سوف يكون من نصيب الذين لن يستحقوا النار وعْدا من الله ربِّهم     *[ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ] ، واستحقوا الجنة بأحَد وعْـدين آخَرَين في الآية (62/البقرة) أو الآية (69/المائدة) .

 (2)

بيَّنا في مقال سابق أن زمرتين رئيستين من الناس سوف تنجوان من النار بأحد هذين الوعدين وتستحقان الجنة .. ذكَرتْهُما آيتان أشكلتا على كل المفسرين عبر التاريخ ، فبيّنا مفهومهما الذي ينفع الناس :

* [ إِنَّ { ⁽¹⁾ الَّذِينَ آمَنُواْ ⁽²⁾ وَالَّذِينَ هَادُواْ ⁽³⁾ وَالنَّصَارَى ⁽⁴⁾ وَالصَّابِئِينَ { :

مَنْ ^(أ) آمَنَ بِاللَّهِ ^(ب) وَالْيَوْمِ الآخِرِ^(ج) وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} ] البقرة .

* [ إِنَّ ⁽¹⁾ الَّذِينَ آمَنُوا ⁽²⁾} وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً } فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {69} ] المائدة .

الصابئين والصابئون حرف يصنع الفرق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=24&cat=4

فالذين لم تصِلهم رسالة سماوية بالحكمةِ والموعظة الحسنة (حجةً مؤثرةً) ولم يُلوِّثوا فطرةَ الله التي فَطر الناسَ عليها بجرائم ترفضها الفطرة السوية .. لن يُعذَّبوا .

وكذلك الذين لم يُؤمنوا *[ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ] ولم يعملوا صالحا حسب ⁽¹⁾ رسالة سماوية أو حسب ⁽²⁾ الفطرة السوية ، ولكنهم لم يكونوا مجرمين ، أو مكذبين بآيات اللهِ ظالمين ، أو صادّين عن سبيل الله .. لن يدخلوا الجنة حسب الآيتين أعلاه ! فماذا يكون مصيرهم ؟ هؤلاء وأُولئك هم الذين يقال لهم *[ كونوا ترابا ] فيحسدهم الكافر والمجرم والظالم المكذب بئايات الله والصادُّ عن سبيل الله الذي حق عليه العذاب ويقول *[ يا ليتني كنتُ ترابا ] .. تُراباً مِثلَهم ، ويضيف *[ يا ليتها كانت القاضية ] .

فئات الناس عند الموت فاختر فئتك من الآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=104&cat=5

*****

*[ .. وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {12} وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً {13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً {14} مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {15} وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً {16} ] الإسراء .

قولُـه سبحانه *[ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ ] بيَّنا مفهومَه في مقال :

الكاميرا الخفية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=153&cat=3

وقولُـه *[ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ] مفهومُه :

بعثنا فيهم رسولا أو مُصلحا منهم يأمُـرُهم باسْم الله :

*[ أَنِْ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ]

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3

 الطاغوت الذي تتوارثه الأجيالُ بجعل الأمم    

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=279&cat=6

*[ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ

أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {63} ] النور

*[ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى

مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ

أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159} إِلاَّ الَّذِينَ :

(أ) تَابُواْ

    (ب) وَأَصْلَحُواْ

(ج) وَبَيَّنُواْ

فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160} ] البقرة

*[ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ {156}

 فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {157} ] الصافات

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين

---