التطبيقُ العصري للحج القُرآني النافعِ للناسِ اليومَ

يتحقق بثلاثين فوجاً في السنة

*[ لِيَشهدوا منافِعَ لَهُمْ {28} ] الحج

*[ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ {17} ] الرعد/التغيير

لاحقا لمقالِ

من قول الله في الحج ومن أحسن من الله قيلا ؟!

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=116&cat=4

وبحثِ

الحج الذي ينفع الناس من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=53&cat=5

* [ فَللّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {36} ]

 (1)

حين ⁽¹⁾ يُؤمن الناسُ بالآخرةِ على حقيقتها كما هي في كتاب الله ، لا في المرويات الخرافية التي من أسوئها أحاديث الشفاعة ..

يكونون  قد ⁽²⁾ آمنوا بكتابِ الله القرآنِ أوَّلاً :

*[ بالكتابِ كُلّه ] 119/آل عمرانAll in one  :

فحافظوا على صَلاتهم حين خافوا الآخِرة فأقاموها كما بيَّنها الله في كتابه ، ولم يُضيِّعوها باتِّباعهم أهواءَهم وشهواتِهم (59/مريم) :

*[ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ] .

لهذا ، فهُم كذلك يُصدقون قولَ الله في كتابه *[ ألحجُّ أَشهُرٌ مَعلوماتٌ ] .. وقولَه *[ لِيَشهدوا منافِعَ لَهُمْ ] ويُكذَّبون الترمذي الذي صدّقه كل المسلمين التراثيين عبر القرون بأَكاذيبه التي أفسدَ بها الدين والتي منها (الحج عرفة) . هذه الفريةُ بمفهومها المتوارَث ينقضها قولُ الله سبحانه الذي يُضيف الحجَّ إلى البيت لا إلى عرفة :

*[ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {97} ] آل عمران . فلم يقل (حج عرفة) !

وقولُه سبحانه *[ ومَنْ كَفَرَ ] يصف أُولئك الذين يكذبون بئايات الله ويُبطلونها كمرجعية وحيدة لدين الحق الذي منه أنَّ الحج هو حِج البيت لا حج عرفة . لهذا تلتْ آيةَ فرْض الحج آياتٌ تبين هذا المفهومَ وتُشير إلى العام الأسود (102/هـ) الذي بدأ فيه المسلمون يرتدون عن دين الله الحق ويهجرون كتاب الله إلى كتابة أباطيل الحديث لتبدأ أُولى هزائمهم العسكرية :

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

*[ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ؟! {98} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {99} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ {100}‏

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {101} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {102} ] آل عمران .

  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

*****

فحين يعرف الناس كيف يكون الحج من كتاب الله وأنَّ الله لا يُعبد إلاّ بأمر الله الذي أنزله إليهم كتاباً (5/الطلاق) ، فإن المنافع التي سيجنيها البشر وأهلُ البلد من الحج ستفوق التوقعات :

والحج أشهُرٌ شمسية أربعٌ معلوماتٌ للناس . وهي أشهُرٌ إصطلاحيةٌ حُرُمٌ متتابعةٌ (5/التوبة) يتصالح عليها البشر كهدنةٍ يسود فيها الأمنُ باتِّفاقٍ في موسم الحرثِ وتوالُدِ الأنعام وصيْد البر الذي حرّمه الله على كل الناس في هذه الأشهُر الأربعة الحُرمِ حين يكون صغيرا قليلاً نفْعه .

هذه الأشهُر تتسع لثلاثين فوجا من الحُجاج ، كل فوج يُؤدي الحج في أيامٍ للحج معدوداتٍ ، كانت قبل القرآن معلوماتٍ للناس (28/الحج) حين كانوا يحجون ليشهدوا منافع لهم يتبادلونها في أيام معلومات من العام . ولم يسمح واقعهم بأكثر من أيام معلومات في العام ، ولهذا سُمي العام (حِجة) *[ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ {27} ] القصص .

فالحج في أيامٍ معدودات من أشْهُر الحج المعلومات هو معرِضٌ دُولي ومؤتمَراتٌ تُعقَد في (3-4) أيامٍ لكل فوج من أفواج الحُجاج الثلاثين كل عامٍ .. يمكن للمتعجل أن يجعلها يومين ، ولغيره أن يجعلها أربعةً مشروطة بالتقوى ، فهي في المتوسط ثلاثةُ أيام :

*[ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {203} ] البقرة .

*****

فإذا كانت أيام الحج أربعةً على الأكثر كما يُفهَم من القرآن فإن موسم الحج بأيامه الـ (120) يوما يمكن أن يكون (ثلاثين) فوجا يتشكل كل فوج من أصحاب مهنةٍ من مِهن الناس الذين عليهم أن يلتقوا ليتعارفوا ويتبادلوا الأفكارَ والآراء والتجارِبَ والمنافعَ ذاتَ الصلة بمهنتهم أوّلا لتطويرها ، وثانياً لتحسين أدائهم فيها وفي الحياة ، تقييماً وتقويماً .

هذا هو بإيجاز مفهوم الحج الرباني القرآني ولا يكون الحج أو أيّةُ عبادة أو عملٍ مَرضيّا من الله بعد سَنة (632/م) إلاّ إذا كان ربانيا قُرآنيا حسب كلمات الله النصِّية المُنزَلةِ المُفصَّلة في كتابه العظيمِ تفصيلاً لا يَنفَـدُ :

لا حلّ إلاّ بمرجعية نصِّية علوية مكتوبة

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=148&cat=3

*[ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {2} اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {3} ] الأعراف .

*[ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً {109} قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {110} ‏] الكهف .

نعم ! لا يشرك بكيفية عبادة ربه أحدا (لا نبيا ولا عالما ولا بشرا) ، لأن ربه وحْدَه هو القادر على إدخاله الجنةَ أو النارَ . بهذا :

⁽¹⁾ يرجو (يأمل) أن يلقاه ربُّه مطمئناً في الصلاة ،

⁽²⁾ ويرجو (يأملُ) أنْ يُدخلَه ربُّه الجنةَ يوم الحساب :

كيفية التزكي بالدخول في دين الله الإسلام من كتاب الله      

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=254&cat=3

إقامة الصلاة كما بينها الله في كتابه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=54&cat=5

الزكاة والصدقات من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=62&cat=5

الحج الذي ينفع الناس من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=53&cat=5

الصيام من كتاب الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=65&cat=3

(2)

دلالاتُ قولِ الله المُنزَل : يَا بَنِي ⁽¹⁾ آدَمَ خُذُواْ ⁽²⁾ زِينَتَكُمْ عِندَ ⁽³⁾ كُلِّ مَسْجِدٍ

وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {31} الأعراف

خِطابُه تبارك اسمه لبني آدمَ هنا * [ يَا بَنِي آدَمَ ] بأنْ يأخذوا زينتهم .. وليس للذين آمنوا فقط .. مفهومُه الأوّلُ أنَّ هذا الأمر بدلالاته موجه إلى كل البشر. فكيف يوجه اللهُ أمرا إلى مَن لم يُؤمن به وبكلماته بعد .. إلاّ أن يكون ربُّهم قد فطَرهم على هذا ؟ فمن استجاب لفطرة الله سعِد ، ومن لوَّثها بهواه شَقي ، وواقع البشر يُثبت هذا !

كتاب الله القرآن يَذكر أمرا آخَر موجها إلى الناس وليس إلى الذين آمنوا فقط هو حِج البيت :

* [ قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95} إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {97} ] آل عمران .

فالبيتُ العتيق الذي ببكة وضعه الله للناس وفرض على كل من استطاع إليه سبيلا من الناس أن يحجوا إليه ليشهدوا منافع لهم . ومعنى هذا أنَّ مَن لا يستطيع أن ينفع الناس بحجه كالعاجز والهرِم (الذي لا يعلم بعد عِلمٍ شيئا) والصغير وغيرِ القادر على الإقامة الكريمةِ في مساكن (لا في الشوارع) .. فلا حج عليه !

والحج طواف بالبيت فقط ، والعمرة صلاةٌ عنده :

من قول الله في الحج .. ومن أصدق من الله قيلا   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=116&cat=4

وإذا كان الحج حقاً لله على الناس ، فإن الصلاة فَرضٌ على المؤمنين بكتاب الله . فهُم يؤمنون بأن الله فرَضها عليهم *[ كِتاباً موْقوتاً ] ليُقِيموها كيفيةً وتوقيتاً كما بيّن الله لهم في كتابه :

* [ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً {103} ] النساء :

إقامة الصلاة كما بينها الله في كتابه            

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=54&cat=5

(3)

أمْرُه سبحانه لبني آدم * [ خُذُواْ زِينَتَكُمْ ] عند وليس (في) :

أ. هو إشارة إلى أن المسجد الأوّل المقصود هنا هو البيت الحرام الذي هو المسجد الوحيد الذي يُصلي الناس عنده (35/الأنفال) وليس فيه ، ويحجون بالطواف به (قريبين منه) لا حوْلَـه ، بعيدين عنه . هذا ما يقتضيه سياق/نجم الآيات (26 – 37/الأعراف) .

فلا يُقبَل منهم أن يحجوا إليه أو يعمروه بصَلاةٍ عندَه إلا وقد أخذوا زينتهم .. خلافاً لما يفعله المسلمون التراثيون الذين يُصلّون عنده ويطوفون حوله أشباه عُراةٍ في مناظر مُنفرة لا زينة فيها ، زاعمين – كما زعم الجاهليون – أنهم وجدوا آباءَهم كذلك يفعلون وأنّ الله أمرهم بهذا في سُنتهم المزعومة التي منها خرافة ملابس الإحرام ، ومُفترين على الرسول النبي الكريم وعلى عمر بن الخطاب أنهما قبّلا الحجرَ/الصنم الأسود ، وهذه معصية فاحشة .

وقد بيّن القرأن مُسبقا وأرَّخ لهذا أن المسلمين للسُّنة المزعومة التي وجدوا عليها آباءَهم سوف يعودون إلى ضلال الجاهليين *[ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ] ، وأن عودتهم هذه سوف تكتمل زمن البويهيين في العام الهجري (373) الموافق للسنتين الميلاديتين (983/984) :

المراجعة الدورية لإصلاح  الأخطاء وعدمُ العودة إليها     

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=87&cat=6

* [ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {28} ] الأعراف .

وقد بيّنا مفهوم قوله سبحانه * [ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ]  في الآيتين (29 و 30) من سورة الأعراف في الفقرة (3) من بحث :

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين                  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2

ب. وقولُه سبحانه * [ عِندَ كُلِّ مَسْجِد ] إشارة إلى نهْي الله سبحانه أن يدخل أيَّ مسجد أو أن يَقربه فيكون عنده مَن لم يكن قد أخذ زينته احتراما للمسجد وحتى لا يتأذى المصلون برائحة ملابس عمل العمال التي يدخلون بها المساجد . البشر كلُّهم استجابوا بالفطرة فلا يدخلون معابدهم إلاّ وقد أخذوا زينتهم . كثير من المسلمين التراثيين خالفوا داعيَ الله وداعيَ الفطرة فتراهم يدخلون المساجد في أيام العمل بملابس العمل المتَّسخة . فإذا ذكَّرْتَهم أعرضوا ورفضوا أيَّ تذكير لهم بوجوب أخْذ زينتِهم عند كل مسجد فكيف في المسجد نفسه ؟!

ج. معنى هذا أنه ليست هناك صلاةٌ أثناء العمل ، بل هناك صلاةٌ يلتقي فيها رجالُ المؤمنين في بيوت الله ⁽¹⁾ قبل الغُدو إلى العمل ⁽²⁾ وصلاةٌ يلتقون فيها في الآصال (36/النور) ، بعد الإنتهاء منه سواءٌ كان لنهار العمل طرفان/نهايتان *[ وأقِمْ الصلاةَ طَرفَيْ النهار {114} ] هود ..  كما كان عليه الحال في الماضي وحتى الآن في جزيرة العرب .. أو كان له طرف واحد كما هو عندنا وفي أكثر بلدان العالَم اليوم .

في هاتين الحالتين يكون العامل ⁽¹⁾ قد أخذ زينته عند خروجه من بيته للصلاة فالعمل ، ⁽²⁾ وأخَذ زينتَه بعد ترْكه العملَ في الآصال للصلاة الثانيةِ التي بعدها أو من بعدِها يرجع إلى بيته الذي جعله اللهُ له سكناً بعد شقائه في عمل كدَّ فيه وأتقنه . وقد بيّنا هذا في بحث إقامة الصلاة من كتاب الله المشار إليه آنفاً .

د. قُوله سبحانه * [ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ] خطاب لبني آدم كذلك يضبط درجة الزينة والأكل والشرب بحيث لا يكون طغيانٌ/تجاوزٌ للحد فيها . وقد أثبتت الأزمات الإقتصادية الحالية التي أثّرت على كل البشر أن ثقافة الإستهلاك غيرِ الراشد عند بني آدم هي من أهم أسبابها :

* [ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى {81} وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى {82} ] طه .

أثر ثقافات الإستهلاك  والإستعجال في  الأزمات      

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=106&cat=4

تحذيرٌ بكلماتِ الله للمكذبين بئاياتِ الله

بِسببِ افترائهم على الله

* [ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {34} يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {35} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {36} فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ... {37} ...

إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ {40} ] الأعراف .

فهل عرفتم سبب عدمِ تفتُّح ابوابِ السماء أمام دعاء ملايين المصلين والحُجاح ممن يُؤمنون بالمرويات التراثية الظلامية (حدّثنا وروى) التي تجعلهم يُكذِّبون بئايات الله ، ويستكبرون عنها بمروياتهم وخرافاتهم وافترائهم على الله  ؟؟؟!!!

ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون :  لماذا !     

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=21&cat=5

(4)

أصحابُ الثلاثين مهنةً في الحج الرباني  

العاملون (والمتقاعدون) المستطيعون نفعَ أنفسِهم والناسِ بالحج

في ثلاثين فوجاً كلَّ أربعة أشهُرٍ من السنة الشمسية

1. المفكرون الربانيون المسئولون عن تقييم سلوكيات المجتمع لتقويمها/إصلاحها أوَّلا بأوَّل في خطاب الجمعة الذي يتيسر اليوم أن يكون مركزيا ..  لتقويمها قبل أن يطول عليها الأمد فتصبحَ زبداً رابياً من عاداتٍ باليةٍ يصعب إصلاحها كما هو حال كل المسلمين التراثيين اليوم :

تعريف بمدرسة الربانيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=4&cat=2

هذا هو الهدف الثاني من صلاة الجمعة الذي يلي إطلاعَ الأُمةِ على المستجدات الأسبوعية في واقعها كهدف أوّل :

الجديد من القرآن والواقع عن الصلاةِ الوسطى صلاةِ الجمعة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=9&cat=3

هؤلاء المفكرون العالِمون بالقرآن من الربانيين من مختلف المِهن هم أهل الذكر الذين أمَر اللهُ الذين لا يعلمون أن يسألوهم بشرط ألاّ يترزقوا بهذا العمل فيجعلوا رِزقَهم أنهم يُكذبون حين يدورون مع أرزاقهم حيث دارت (82/الواقعة) :

لا أسألكم عليه أجرا ولا أقول لكم عندي خزائن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=241&cat=2

وقد بيَّن الله سبحانه أن الذِّكر الذي يجب أنْ يُسأل أهلُه هو كتاب الله الذي أنزله الله إنزالاً إلى النبي (إِلَيْكَ) فصار به رسولاً ، وأنزله إلى الذين آمنوا (إِلَيْكُمْ) وأوجب عليهم أن يتفكروا فيه حتى والنبي حيٌّ .. وجعل القَصمَ عقابَ الظالمين الذين لا يلتزمون بهذين الأمرين (سؤالِ أهل الذكر والتفكرِ فيه) :

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44} ] النحل .

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {7} وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ {8} ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ {9} لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ !! {10}‏ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ {11} ] الأنبياء .

*****

لهذا يمكن أنْ يكون الفوجُ الأول من أفواج الحُجاج منهم بحيث يَبقى بعضهم طيلة موسم الحج ليُجيبوا عن تساؤلات الحجاج من كل المهن . عندئذٍ لن يكون هناك كهنوتٌ ظلاميون خُرافيون يُضلون الناس بغير عِلم تكسُّبا بالسُّحتِ/المالِ الحرام المُكتسَبِ بالإفتراء على الله :

السحت هو المال المكتسب بالإفتراءعلى الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=35&cat=3

*[ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ

قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ !!

أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ !

قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ {16}

المُتَّبَعون مغضوب عليهم والمتَّبِعون هم الضالون

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=206&cat=4

أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً

وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17} ] الرعد

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

2. المسئولون عن الأمن الداخلي والخارجي

رجال الشرطة والجيش

3. العلماءُ النظريون الباحثون في سُنن الله في الكوْن المنظور .

4. المخترِعون والمبدعون

5. العاملون في الشبكة العنكبوتية والمواقع الإلكترونية

6. الأطباء والجراحون من كل التخصصات

7. المهندسون والمقاولون التطبيقيون

8. القضاة والمحامون وموظفوا المحاكم

9. العاملون في المدارس والراشدون من طلابها

10. العاملون والدارسون في الجامعات

11. الأُدباءُ والكُتّاب والشعراء

12. العاملون في وسائل الإعلام

13. الموظفون الحكوميون

14. أصحاب وموظفوا المؤسسات الخاصة

15. العاملون في قطاع البناء

16. العاملون في القطاع الصناعي الثقيل والخفيف

17. العاملون في قطاع المواصلات والنقل الأرضي

بمن فيهم السائقون العموميون

18. العاملون في قطاع الطيران والنقل البحري

19. تجار مواد البناء

20. تجار المواد الغذائية

21. تجار الألبسة

22. تجار السيارات

23. تجار الكهربائيات

24. المستثمرون في العقارات

25. الممثلون والمغنون الملتزمون بالفن الذي يرتقي بالإنسان

26. العاملون في القطاع الزراعي

27. الحدادون والنجارون

28. الحِرفيون الآخَرون اليدويون

29. الوزراءُ ومعاونوهم والولاةُ وكبارُ الموظفين..

يُقدِّمون توصياتِهم لرؤسائِهم ..

30. أعضاءِ المجلس الدستوري الأعلى/ أو رؤساءِ الدول في العالَم ، ورؤساءِ السلطات التنفيذية . ويكون حَجُّ هؤلاء في يوم الحج الأكبر الذي يصادقون فيه على توصيات الوزراء وكبار الموظفين بجوار بيت الله الحرام الذي مَن يُرِدْ *[ فيه بإلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقْه مِنْ عَذابٍ أليمٍ  {25} ] الحج .

بهذا اليوم يُختَتَم موسم الحج السنوي فتكونُ فرصةُ الحجِ النافعِ قد أُتيحت لـِ (15/مليون) حاجٍ أو أكثر سنويا حين يلتزمون بأمْر ربٍّ رحيمٍ يُريد بهم اليُسرَ ولا يُريد بهم العُسرَ (85/البقرة) :

فيكون هذا اليومُ عيداً بحق يُحتَفل فيه :

⁽¹⁾ بذِكرى إكمال نزول القرآن (3/المائدة)

في 10/3/632/م الموافقِ آنذاك لـِ 10/ذي الحجة/10/هـ

⁽²⁾ وبما يتحقق بالحج من منافعَ كثيرةٍ ابتغاها الناس

*[ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً {2} ] المائدة  ..

لا يتحقق منها اليوم شيءٌ !

هذا التقسيم ليس مُنزَلا ولا ثابتاً ، ويمكن تغييره بما يحقق منافع أكثرَ للناس تمكث في الأرض ! بهذا نتجنب مشكلات كثيرة جعلت الحج عبئا ثقيلا لا نفع منه ، منها الزحامُ الشديد الذي يُصعِّب الحجَّ على الناس حين يكون عليهم أن يحجوا في يوم واحد . ومنها صدُّ ملايين الناس الراغبين في الحج عن المسجد الحرام بحُجة عدم قدرة مكان الحج على استيعابهم ، كما يُصعِّب الهمَّ الأمني على حكومة البلد .

فإذا أُدي الحج كما يُفهَم من كتاب الله .. كان مُلاقاةَ تعارُفٍ بين البشر والبشر (مسلمين وغيرَ مسلمين) تتمُّ برعاية الله ربِّهم الحقِّ الذي يُنزلُ عليهم السكينةَ عند بيته المحرَّم (37/إبراهيم).. ليتبادلوا الأفكارَ والمعارف والخِبراتِ والخِدماتِ والسلعَ في سلسلة معارضَ ومؤتمراتٍ حضارية جاذبةٍ . بهذا يتحقق قولُ ربِّهم الذي خلَقَ بأن بيتَه الحرام مباركٌ وهُدىً للعالَميـــــــن :

*[ قُلْ صَدَقَ اللّهُ

فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95}

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ

مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {96} ] البقرة

*[ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى

وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ

أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ {18}‏

أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ

كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {19} ] الرعد/التغيير .

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---