5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12770
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12334
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43742
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

أُولوا الأرحامِ .. أُولوا القُربى .. ذَوو القُربى

5/13/2010 4:25:00 AM

عدد المشاهدات:4203  عدد التعليقات: 2
5/13/2010 4:25:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

أُولوا الأرحامِ .. أُولوا القُربى .. ذَوو القُربى

 

الحمد لله ربِّ العالمين

(1)

أُولوا الأرحامِ (وردت مرتين)

*[ إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء {5} هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {6} ] آل عمران .

*[ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {75} ] الأنفال .

*[ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً {6} ‏] الأحزاب .

*[ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {32} ] النجم :

حتى لا نندم حين لا ينفع الندم المفهوم القرآني لللمم                        

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=59&cat=3

فالأرحام هي مستودعات الأجنّة في بطون النساء . والذين تربطهم علاقة بهذه الأرحام هم *[ َأُوْلُوا الْأَرْحَامِ ] من (أوْلَى ، أوّل ، أُولَى) . واختصارا هم الأرحامُ الذين هم :

(1) الإخوةُ الأشقاء (ذكورا وإناثا) الذين يشتركون بخروجهم من رحِمٍ واحد ،

(2) الأعمامُ والعماتُ الذين يشتركون مع الوالدِ بخروجهم من رحمٍ واحد . لهذا سمّى القرآنُ الأعمام آباءً (133/البقرة) ،

(3) الأخوالُ والخالاتُ الذين يشتركون مع الأم بخروجهم من رحم واحد .

أمّا الوالدان (الأب المباشر والأُم) فقد خصهم الله سبحانه بعلاقة مميَّزة عن كل العلاقات البشرية  وأمَر (بعد عبادتِه وحْده) بالإحسان إليهم وإلى كل ما يمت إليهم بسببٍ/صِلة . لهذا قال *[ وبِالْوالِدَيْن إحْساناً ] وكررها 5/مرات .. فدخل في هذا الأمر بوجوب الإحسان إليهم مرةً أُخرى كلُّ الإخوة من الأب أو الأم (أشقاءَ وغيرَ أشقاء) والأعمامُ والعمات والأخوال والخالات ثم أُولوا القربى ثم ذوو القُربى .

*****

وحين ذكر القرآن بعضَ أُولي الأرحام الذين هم أَوْلى ببعض في كتاب الله (6/الأحزاب) ليتوارثوا ، ووصَفهم بالأقربين (7/النساء) .. ذكَر الأبويْن (الوالديْن المباشريْن وهما الأقربان من الوالدِين) قبلَهم وقدَّمهم عليهم (7/النساء) .

هؤلاء هم أقرب إلى بعضهم من أُولي القُربى الذين يأتون بعدهم في الأولوية وأقربُ من ذوي القربى . وبعض أُولي الأرحام (لا كلَّهم) أوْلى ببعضٍ في الميراث ، كما بيّن الله سبحانه في آيات الميراث من سورة النساء (11 و 12 و 176) .

قانون المواريث الإسلامي من كتاب الله            

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=91&cat=5

 لهذا أمر الله بوَصْل أقوى العلاقات مع أُولي الأرحامِ (الأرحام) ونهى عن قطْعها واعتبر الإفسادَ في الأرض نتيجتين حتميتين للتولي عن كتاب الله :

*[ فهَلْ عسَيْتُم إنْ تولّيتُم أنْ تُفسِدوا في الأرضِ وتُقَطِّعوا أرحامَكم ! {22} ] محمد .

*[ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً {6} ‏] الأحزاب .

*[ وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ {73} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {74} وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {75} ‏] الأنفال .

فالأقربون من أُولي الأرحام هم (بعضهم) المستحقون للميراث في كتاب الله ، وهم أَوْلى به من بقية المؤمنين كما أنهم أولى بالإنفاق عليهم والوصية المكتوبة لهم :

*[ لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً {7} وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً {8} ] النساء .

*[ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {215} ] البقرة .

*[ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ {180} فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {181} ] البقرة .

قوله سبحانه [ فَمَن بَدَّلَهُ ] : إشارة إلى الترمذي ( والذين اتبعوه ) الذي بدّل قول الله في وجوب أن يوصيَ المورِّثُ للورثة بحصص إضافية لأكثر من سبب .. بدّله بحديث مكذوب يقول (لا وصية لوارث) :

القرءان يبينه القرءان / الوصية المكتوبة          

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=57&cat=3

 

(2)

أُولوا القُربى (ثلاث مرات) هم الأوْلى بعد أُولي الأرحام

*[ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً {8} ] النساء .

يدخل في قوله سبحانه *[ أُوْلُواْ الْقُرْبَى ] هنا .. بقيةُ أولي الأرحام من غير الورثة كالإخوةِ (حين يحجبهم عن الميراث الأبناءُ) والأعمامِ والعمّاتِ والأخوال والخالات ، وخص منهم اليتامى والمساكينَ بعطفِ تخصيصٍ .. فيُعطوْن من الميراث كما تُعطى جوائز الترضية (بالتراضي) لبعضِ من فاتتهم جوائز الحصص المفروضة ابتداءً .

*****

* [ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {113} وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ {114} وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {115} ] التوبة :

حقيقة الولاء والبراء من كتاب الله                     

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=108&cat=2

الملاحظ أن الله سبحانه لم ينْه النبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين إذا لم يتبيّنْ لهم أنهم من أصحاب الجحيم . بهذا تسقط كل الروايات المكذوبة أن النبي نُهي عن الإستغفار لأمه وأبيه :  

أ. لأن أمه وأباه وأهلَ عصرهم لم يُبعث فيهم رسول ، وبهذا لم يتبينْ أنهم من أصحاب الجحيم لينطبق عليهم نَصُّ النهي عن الإستغفار لهم ، خلافا لمن شهدوا إنزالَ القرآن وكفروا به آنذاك ، أو يكذّبون بآياته منذ أكثر من عشرة قرون :

[ وما كنا مُعذِّبين حتى نبعثَ رسولا {15} ] الإسراء .

وأولئك (قبل نزول القرآن) لم يُؤتَوا كتبا من الله ليدرسوها فتقامَ عليهم بها الحجة كما هي قائمة اليوم على كل المسلمين التراثيين وعلى رأسهم العرب وكثيرٌ غيرهم ممن عرفوا دعوة الحق إلى القرآن  :

*[ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ {44} ] سبأ .

فأولئك لم يُؤتَوا بيّناتٍ من الله ، إذ لو أُوتوها وزلّوا من بعدها  لما استحقوا أن يكون الله معهم غفورا رحيما ، بل عزيزا حكيما – والفرق كبير :

* [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {208} فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {209} ] البقرة .

*****

ب. رسل الله نوح وإبراهيم ومحمد (سلام الله عليهم) لم يشهد آباؤُهم نزول الرسالات عليهم إكراما من الرحمن الرحيم للرسل الذين ما كانوا ليسعدوا في الجنة وهم يرون آباءَهم في النار فيما لو أصروا على الكفر .

وقد دعا نوحٌ لوالدْيه اللذيْن استحقا الدعاء لأنهما ماتا – كما يبدو – قبل أن يُرسَل نوح الذي مكث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما . ولكنه نُهي عن التعاطف مع من ظنه ابنَه لأنه سيكتشف أنه لم يكن ابنه :

* [ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً {26} إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً {27} رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً {28}‏ ] نوح .

* [ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {10} ] التحريم .

*****

ودعا إبراهيمُ لوالديْه اللذيْن ماتا حتما قبل أن تنزل عليه صحف إبراهيم هنا في الواد المُقدَّس طُوى الذي نزلت فيه الوصايا العشر على موسى :

تكليم الله سبحانه لموسى أين كان ؟!               

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=202&cat=5

ولكنه تبرأ من عمه آزر (والعم أب 133/البقرة) لمّا تبيّن له أنه عدوّ لله .

* [ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء {39} رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء {40} رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {41} ] إبراهيم .

*****

فلماذا يكون رسول الله محمد استثناءً فلا يدعو لوالديْه اللذيْن لم يشهدا رسالته ؟ علما أن القرآن لم يَذكر هذا بجليِّ العبارة ، ولكن يُفهم بالإشارة من استغفار نوح وإبراهيم لوالديهم أنّ آية نهْي النبي والذين آمنوا عن الإستغفار *[ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ] .. لا تشير إلى والديْه ، ولا إلى أحد من أُولي رحِمه . فدخل في النهي أبو لهب الذي لم يكن من أُولي رحِم النبي لأنه كان أخا غير شقيق لأبيه بينما كان أبو طالب أخا شقيقا لأبيه فكان من أُولي رحِمه . لهذا جاء نص النهي عن الإستغفار *[ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى ] .

 

 فأبو طالب الذي كان عمَّه الشقيق كان من أُولي رحِمه . لهذا قدّم للرسول الكريم من العون والدعم ما سيُشقي الرسولَ أنْ يرآه في النار ، بينما وعَده الله أن لا يُشقيه بهذا القرآن (2/طه) . وقرار الله أن لا يغفر أن يُشرك به يدعو للإستنتاج أن أبا طالب آمن سراً وبقي يكتم إيمانه (كما كتمه رجل مؤمن من آل فرعون) ليكون أقدر على دعْم ابن أخيه . وفي هذا عبرةٌ ، والله سبحانه أعلم :

*[ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ {28} ] غافر .

(3)

ذَوو القربى (12/مرة)

هم الأقارب من غير أُولي الأرحام وأُولي القربى

*[ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ {89} إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  {90} ] النحل .

*[ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً {26} إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً {27}‏ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً {28} ] الإسراء .

 

* [ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {174} أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ {175} ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {176} ‏

لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {177} ] البقرة .

 

البِرُّ : هو كل عمل ينفع الناس حين يُؤدَّى باتِّباعِ ما أنزل الله من الكتاب (3/الأعراف) ، منسجما مع كتابِ الأبرار المرقومِ الذي يشهده المقرَّبون (20 – 21/المطففين) .

وفي هذا ردٌّ على الذين يزعمون أن المسلمين بخير حين يُصلّون خمس مرات إلى قِبلة واحدة ! ويصومون رمضان ! ويَحجون البيت .. !

 

فلو كانت أعمالهم هذه وغيرُها من البِرِّ الذي يرتضيه الله لما كانت أحوالهم مخزية منذ قرون من بعد أن ساد السابقون الأوّلون منهم الدنيا :

*[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {53} كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ {54} ] الأنفال .

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008