4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12763
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12328
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43733
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13878
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15010
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14692
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

نظراتٌ قرآنيةٌ في بدءِ خَلْق الكوْنِ : السمواتِ والأرضِ وما بينهما

4/8/2010 3:01:00 AM

عدد المشاهدات:4995  عدد التعليقات: 16
4/8/2010 3:01:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

 

نظراتٌ قرآنيةٌ في بدءِ خَلْق الكوْنِ : السمواتِ والأرضِ وما بينهما

 

الحمــدُلله رب العالَـــمين

حقائقُ أوّليةٌ نصِّيةٌ

* [ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ

وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً {51} ] الكهف .

* [ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء ] 7/هود

* [ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء ] 45/النور

* [ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {30} ]

 

(1)

آية الكهف أعلاه تقريرٌ من الله الخالق سبحانه [ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ]  أنّ الذي عنده الخبر اليقين عن خلق السموات والأرض والكون ، وعن كل ذرة فيه وما هو أصغر .. هو الرب الذي خلق ، وأنَّ المخلوقين أعجز من أن يعرفوا وحْـدَهم كيف خُلقوا وخُلق الكون من قبلهم .

 ولكن بعضهم يمكن أن يختلقوا معلومات وأعدادا لتضليل الناس بدعوى العلم كما فعل داروين ويفعل الذين يزعمون أن الإنسان موجود على الأرض منذ ملايين السنين بينما الرجوع بأعداد البشر اليوم إلى الخلف بحساب المتواليات الهندسية يدحض هذه المزاعم !

 

 * [ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ   {16} ] الرعد .

*****

الذرة في القرآن هي أصغر وحدةِ وزْن لها اسم ، وهناك ما هو أصغر منها . المستقدِمون عرفوا الذرّة حسب ما استطاعت حواسُّهم إدراكه . أما المستأخِرون في العصر الحديث ، فقد أدركوا بالأدوات المعرفية المعاصرة التي يسَّرها لهم ربُّهم أنّ الذرة أصغر بكثير :

* [ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {61} ] يونس .

* [ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء {7} ] هود .

يُفهم من هذه الآية أن الماء كان موجودا قبل خلْق السموات والأرض ، وأنّ عرش الله/الإدارة كان على الماء ، وأنّ الماء كان رتقا/مُركباَ من زوجين متكامليْن (ككل زوجين) من الغاز ملتحميْن ، كما بتنا نعرف اليوم عن  مكوناتِ الماء  الأوكسجين والهيدروجين :

* [ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ {47} وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ {48} وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {49} فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {50} وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {51}‏ ] الذاريات :

هذه الآيات من سورة الذاريات رَبطت بين بناء الله للسماء وتوسيعها ، وفرْشِ الأرض وتمهيدها لِما خلق الله عليها من أزواج (كل ذلك بأيْدٍ/جنودٍ وأدواتٍ له سبحانه لا يعلمها كُلّها إلاّ هو) .. وبيْن وجوبِ لجوء الناس بسرعة (ففِرّوا) إلى الله الخالق وحْده طلبا لعونه المباشر وعبر دليل صنعتِه/كتابه Manual .. لمعرفة كيف بدأ الخَلْقَ ومعرفةِ العلاقة بين خلق الكون واتساعه وبين تمهيد الأرض .. لاستثمار هذه المعرفة في توقعاتٍ مستقبلية لتحسين عمارة الأرض ونوعية الحياة تعميرا لا تدميرا :

* [ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ {101} ] يونس .

(2)

* [ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {19} قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {20} يُعَذِّبُُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ {21} وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ {22} ] العنكبوت .

الخطاب في الآية/22 هنا هو للذين إذا ساروا في الأرض وطاروا في السماء بحثاً عن حلول لمشكلاتهم وإجاباتٍ لأسئلتهم .. فَرّوا/أسرعوا إلى الله يسألونه ويستهدونه .. ليعرفوا كيف بدأ اللهُ الخلْقَ ماديا وإنسانيا . إقرأ عن دلالة الإشارة في قوله سبحانه [ وَلَا فِي السَّمَاء ] التي لم يعرف عنها الأقدمون شيئا في مقال :

وعدان قرءانيان بالإستخلاف في الأرض

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=26&cat=6

فإذا تدبرْنا كلمات الله سبحانه على ضوء المدارك البشرية اليوم التي أوصلهم إليها سيْرُهم في الأرض وفي السماء .. فهِمنا أن الله رب العالَمين فتَق رتْقَ الماء بأن  فصل الأوكسجين بسرعةٍ عن مركب الهيدروجين وخلق منه الأرض نُسخةً أولى من الكواكبِ ، وظل الهيدروجين يملأ فضاء السماء على شكل غاز كثيف هو دخان إلى أن أتم سبحانه تهيئة الأرض للحياة وبارك فيها بأن جعل قليلَها يُعطي الكثيرَ.

والتعبير القرآني (فَفَتَقْنَاهُمَا) وليس (فصلناهما مثلا) ، يُفهم منه أنّ ألفتق أحدث صوتا كما نسمع في الواقع حين نفتق قطعتيْ قماش مرتوقتين/مَخيطتين :

·       [ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {30} وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ {31} وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ {32} وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {33} ] الأنبياء .

 

قوله سبحانه [ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ ..] ليس موجها إلى الذين كفروا بكتاب الله من الأوّلين الذين لم يروا – ولهم عذرهم- ولكنه موجّه إلى الذين يكفرون بهذا الكتاب من الآخِرين اليوم الذين عندهم بعض العلم عن ..

(1) نظريةِ خلق الكون وما يسمونه الإنفجار الكبير Big Bang ، وعن ..

(2) أن كل شيء حيٍّ أصله ماء (30/الأنبياء) . والإنسان شيء مخلوق فهو في أصله ماءٌ ، وكل المعادنِ والمكونات الأخرى للمادة أصلها ماءٌ مكوِّناه الأُكسجين والهيدروجين  :

* [ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً {54} ] الفرقان .

 

(3)

وبجمْع آيات (الأنبياء) أعلاه إلى آيات (فُصلت) التي تُفصِّلها أدناه قد نفهم أن الله حين فتق الأوكسجين وخلق منه الأرضَ ثم الكواكبَ بقي الهيدروجين على شكل دخان/غاز يملأ الفضاء وتتشكل منه السماء :

* [ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11}‏ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12} ] فصلت .

 

فلما تم خلقُ كوكبِ الأرض نُسخةً أولى من سبْع نُسخٍ ، لتكون من بعد ذلك سبْعَ كواكبَ أرضين طباقا (في طبقاتٍ تحُدّها مداراتٌ متطابقةٌ متماثلة) في ستة أيام من أيام الله .. لمّا تم هذا فرغَ سبحانه للسماء التي كانت على شكل غاز/دخان من الهيدروجين فجعلها سبع سماوات طباقا في يومين .. إثرَ سلاسلَ من الإنفجارات الهيدروجينه التي  بها خلَق الله الشمس والنجوم في كل المجرات . وما زالت أكثر مكونات النجوم الملتهبة – ومنها الشمس - من الهيدروجين :

·       [ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ {3} ] المُلك .

* [ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً {12} ‏] الطلاق .

 

فالسموات السبع طبقات متطابقة لا تفاوت بينها ، وكذلك نُسخ الأرض السبعُ في بداية عمارة الإنسان لها ماضيا ومستقبلا . وقد أقسم الله سبحانه أن يجعل الإنسان يركب كل طبق من الأرض عن الذي دونه ، فيسّر غزو الإنسان للفضاء لهذا الهدف :

* [ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ {16} وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ {17} وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ {18} لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ {19} فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {20} وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ {21} ] الإنشقاق .

ولكن الإنسان كفور إذا أصاب نجاحا نسي ربه فقتله غرورُه كما قتل قارونَ الذي [ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ] .. فرد عليه ربُّه متوعدا وأنفذ فيه وعيده بأن خسف به وبداره الأرض وخاطب البشر ليعتبروا :

·       [ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ {78} ] القصص .

*****

ولعل الذين أطلقوا على إحدى مركباتهم الفضائية اسم ( المتحدي Challenger) قد غرهم عِلمهم فأغضبوا اللهَ الذي قبِل التحدي فجعل سقوط المركبة في ثوانٍ مُدوِّيا ومأساويا بأن عطّل عمل (جِلدة) صغيرة فيها قد لا تساوي سنتا ، ليقول لهم ولكل مغرور وفي سورة العنكبوت التي جعل الله خيوط بيتِها أوهى الخيوط مع أن شبكة الإتصالات العنكبوتية هي فضل كبير من الله على الناس :

* [ يُعَذِّبُُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ {21} وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ {22} ] العنكبوت .

 

 (4)

* [ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً {13} وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً {14} أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً {15} وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً {16} وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً {17} ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً {18} ] نوح .

 

قوله سبحانه [ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ ] يفسره الواقع المحسوس بأن سماء الأرض لها قمر واحد ، فماذا عن باقي الأرضين ؟ الجواب أن كلمة (الْقَمَرَ) هنا هي اسم جنس لكل جرم سماوي منير يدور حول كوكب في سمائه الدنيا :

* [ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً {61} ] الفرقان .

فهناك إذن قمر أو أقمار منيرة تدور في سماء كل كوكب خلَقه ويخلقه الله سبحانه أثناء عملية توسيع الكون التي تشير إليها الآية 47/الذاريات أعلاه :

سبع طرائق بسبعة طرق فاختر طريقك إلى الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=83&cat=5

 

(5)

* [ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ {22} وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {23} وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24}‏ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ {25} وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ {26} وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27} ] الروم .

   

بقي أن نعلم أن إشارة آية الطلاق (12) أعلاه إلى سبع أرضين طباقا كالسماوات هي إلى إمكانية أن يصل الإنسان إلى الأرض (2) المريخ مثلاً حين تكمل عمارةُ هذه الأرض بعد أن تحققت إشارة الآية 22/العنكبوت (..) أعلاه بوصوله إلى السماء/الفضاء ، وبعد أن يتحقق وعد الله في سورة الزخرف بأن يجعل ملائكةً (خَلقاً وخُلُقاً)  في الأرض يخلفون إلى أن تتم عمارة هذه الأرض الأولى  :

 * [ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {24} ] يونس .

إقرأ عن النبأ العظيم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=143&cat=6

 

  عُمُـرُ الكـوْن

من الآيات ( 9-12/ فُصّلت) نرى أن خلْق الأرض منذ (فجر) يوم الحياة الدنيا الذي بدأ بالفَتْق .. قد تم في ستة أيامٍ ربانية (!) وأن جعْـل السماءِ سبعَ سماوات تم في يومين . والآيات التالية تذكر أنّ ما بين السماوات والأرض خُلق في ستة أيام فيكون مجموع أيام خلْق السماوات والأرض أربعة عشر يوما ربانياً :

* [ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ( وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {54} ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  {55} ] الأعراف .

* [ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ (في يومين) وَالْأَرْضَ (في ستة أيام)  ( وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} ] السجدة .

*****

فيكون عمرُ السماوات والأرض وما بينهما التي نحن جزء منها منذ فجْر الفتق الكبير حتى بدء خلْقِ أول مخلوقٍ من الجن عهِد الله إليه بعمارة الأرض قبل الإنسان .. وينفعنا أن نبحث فيه أربعةَ عشر ألف سنة ربانيةٍ ! ولا ينفعنا أن نبحث فيما كان قبل خلق الماء لأن الخلْق الذي أمَرنا الله سبحانه أن نسير في الأرض لنعرف كيف بدأ .. هو الذي بدأ بفجرالفتْق الكبير .

 

(6)

وبفجرالفتْق الكبير بدأ يوم الحياة الدنيا الذي يقابله اليومُ الآخِر. وقد ذُكرت (الدنيا) في القرآن 115/مرة تقابلها (الآخرة) 115/مرة ، وفهِمنا من سورة المعارج أن يوم الحياة الدنيا سوف يكون عند نهايته (عِمارة الأرض السابعة) خمسين ألفَ سنة وكذلك اليوم الآخِر :

* [ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ {1} لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ {2} مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ {3} تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ {4} ] المعارج :

مفهوم الخلود والخلود الأبدي في الجنة والنار

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5

 

ومع أنّ [ الأمرَ كُلّه للهِ ] فقد استخلف/أناب اللهُ سبحانه الإنسانَ عنه نيابة جزئية لعمارة الأرض وظل تبارك اسمه حيّا قيوما بحيث تكون له الكلمة العليا الأخيرة بنقرة Click في كل مرحلة وكل مفترق طرق يقف عليه الإنسان حائرا – كما هو اليوم . هذا هو مفهوم قوله سبحانه الذي تُثبته من الواقع كثيرُ من نبوءات هذا الموقع :

[ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {82} فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {83}‏ ] يس .

لقد تحدثنا عن فهْمنا البشري للفتق/الإنفجار الكبير الذي بدأ الله به خلق الكون المادي وبقي أن نُذكّر بالزلزال الكبير الإنساني الذي ظل الله رب العالمين يصنع مراحلَه على عينه طيلة عشرات القرون لنشهد قريبا بإذن الله قصَّ الشريط وإزاحةَ الستارة عن اسم المشروع الذي سيُحدث هذا الزلزالَ بنقْرة ( Click كُن ) فيكون !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

 

*****

بالفطرة والتجربة أدركت إداراتُ بعض القوى الكبرى هذه السُّنة الربانية واتّبعتها . ففي 10/3/2010 نَقل الرئيس الأمريكي الحالي عن أبراهام لينكولن قولَه :

( دور الحكومة المركزية يقضي بأن تقوم بكل ما هو ضروري مما لا يمكن للمواطنين القيامُ به بدون مساعدة ) .

المزيد عن دورِ حكومة الله المركزية ودورِ البشر تجِده في بحث :

حقيقة القضاء والقدر من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=96&cat=5

 

(7)

مفهوم السماء ومفهوم الأرض في القرآن

لكثيرٍ من الكلمات في اللسان العربي القرآني – كما في اللسان الإنجليزي وربما غيره – اكثر من مدلول/مفهومٍ ، ولكنَّ نَجْمَ الكلمات (السياق Context) هو الذي يحدد المعنى المقصود المنسجم مع باقي كلمات السياق . هذا هو أحد معاني النجم في قوله سبحانه :

[ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {15} وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ {16} أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ ؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ! {17} ] النحل .

 

أذكُرُ أن سؤال استخراج معنى الكلمة الإنجليزية من سياقها كان أحد أهمّ الأسئلة في امتحانات الصفوف الثانوية العليا وفي فحص شهادة الدراسة الثانوية قبل نصف قرن ، ومنه اكتسبتُ بعد فضل الله سبحانه مهارة معرفة معاني الكلمات من سياقها ، بدلا من اللجوء إلى الإستعارات المجازية وتعقيداتها .

 

الأرض وكذلك السماء ، يحدد مفهوم كل منهما السياق :

ففي الأرض (451 + 10/ مرة) : قد يُشير السياقُ إلى جنس الأرض من الكواكب السبعة (12/الطلاق) التي عَمَرها الجنُّ ويَعمُرها البشر الآن وسوف يَعمُرونها مستقبلا [ طبَقاً عن طَبَقٍ ] 19/الإنشقاق ، بدءاً بالمريخ .

وقد يشير السياق إلى الكرة الأرضية كلها ببَرها ومائها (133/آل عمران) .

وقد يشير إلى جزء منها وهو اليابسة التي تُنبت الزرع (36/يس) .

وقد تكون الأرضَ المقدسة (21/المائدة) .. وقد تشير إلى أرض مصر (55/يوسف) ...

 

وكذلك السماء (120/مرة) : فهي بناء (22/البقرة) وسقف محفوظ (32/الأنبياء) ومرفوع (5/الطور) بعَمَد مسحورةٍ غيرِ مرئية (2/الرعد) ، ولا يُمكن أن تقع على الأرض ألاّ بإذن الله الذي يُمسكها (65/الحج) :

فقد تكون السماءُ اسم كل الفضاءِ الدخاني/الغازي بعد خلق الأرض وقبل أن يقضيها الله سبع سماوات طباقا بما خلق فيها من نجوم وغيرها (3/المُلك) .

وقد تكون الفضاءَ الذي يلف الأرض فوق كل مكان منها حتى حدود/أقطار سماء الأرض التالية (33/الرحمن) .

وقد تكون كلَّ السماء الدنيا للمجموعة الشمسية التي زيّنها الله بمصابيح الكواكب (12/فُصلت) . وقد سماها القرآن (السماء الدنيا) نسبةً إلى الحياة الدنيا التي سوف تُبدَّل الأرض بعدها غير الأرض والسمواتُ .. أو لأن هناك سماواتٍ قصِيةً وأُخرى قُصوى في مجموعات شمسية أُخرى . 

وقد تكون الفضاءَ بعد السحاب المسخر بين السماء والأرض (164/البقرة) .

وقد تكون الجزءَ من السماء الذي تجري فيه الرياح ويَسبح فيه السحاب فينزل منه الماء (22/البقرة) وتطير الطيور في جزءٍ منه [ في جَوِّ السَّماءِ) 79/النحل ...

 

خاتمةٌ لا بد منها

مع كل هذا التسلسل الفكري فإن ما ذُكر في هذا البحث هو بيانٌ/فهْمٌ بشري ظني أوّلي لكلمات الله اليقينية في كتابه القرآن الذي هو دليل الخَلْق Manual . فما كان صوابا من هذا الفهم الأوّلي فالفضل فيه لله سبحانه وكلامه .. وما كان غير ذلك فهو بسبب عجز البشر وأنا منهم ، وتبقى كلمات الله النصِّيةُ حق اليقين . وبما أنه قد يسّره للذِّكر فسوف ييسر له دائما من يعرف صواب بيانه . فإذا جاء هذا البيانُ [ على قَدَرٍ on time ] نفع الناسَ فمكث في الأرض .. أليس هو مَن وعَدَ [ ثُمَُ إنّ عليْنا بَيانِه {19} ] القيامة !

 

* [ قُلْ صَدَقَ اللهُ ]

* [ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {57}

وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ {58}‏ ] غافر

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

  



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008