5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12771
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12335
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43744
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

أضواءٌ بيانيةٌ على بعضِ آياتٍ الصبرِ القرآنيةٍ

3/22/2010 1:31:00 AM

عدد المشاهدات:4272  عدد التعليقات: 7
3/22/2010 1:31:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

أضواءٌ بيانيةٌ على بعضِ آياتٍ الصبرِ القرآنيةٍ

فالصبرُ مِفتـاح الفَـرَج

* [ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ]

 

الحمد لله رب العالمين

(1)

وردت مشتقات الصبر (103) مرات ومشتقات الرضى (73) مرة . واقتُصر الصبر على البشر فلم يُضِف اللهُ سبحانه الصبر إلى نفسه لا بالاسم ولا بالفعل . أما الرضى فأضافه اللهُ سبحانه إلى نفسه وأضافه إلى البشر المخلوقين .. في إشارة أولية إلى أن الرضى أرقى من الصبر .

 

* [ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {9} قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {10}‏ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ {11} وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ  {12} ] الزمر .

هذه الآيات الكريمة من كتاب الله العظيم هي أرجى الآيات القرآنية في بيانِ أهمية الصبر ومتعلقاتِه التي أهمها العِلم والتقوى والإحسان التي يجمعها إخلاصُ الدين لله :

 

ففي مقابل الإنسان الجحود لنعمة ربه (8/الزمر) يَذكر القرآنُ (1) أولي الألباب (2) العالِمين    (3) المتقين (4) المحسنين (5) المخلصين دينهم لله (6) الصابرين الذين (7) يقابلون نعمة ربهم عليهم بصلاة شكر نافلةٍ لله آناءَ الليل (في جوفه) تجعلهم يرجون رحمته .

صلاة القيام آناء الليل ليست التراويح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=90&cat=4

فلا عجب إذن أن يميِّزهم ربهم بصفة (الصابرين) الذين سيدخلون الجنة دون أن يُحاسَبوا لأن مصيرهم كان قد تحدد وهُم في غمرات الموت حين توفتهم ملائكة الموت طيبين (32/النحل) ليكونوا في جنب الله (56/الزمر) ومن المقربين عقب موتهم *[ فروْحٌ ] 89/الواقعة . لذلك استعمل القرآن فاء التعقيب :

* [ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {32} ] النحل .

* [ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ {85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ {86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {87} فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ {89} ] الواقعة .

*****

وعلى النقيض من هؤلاء يأتي (المجرمون) كما سماهم القرآن ، الذين لن يُسألوا عن ذنوبهم (78/القصص) ، لأن مصيرهم كان قد تحدد وهم في غمرات الموت كذلك (93/الأنعام) ، لأنهم كانوا يفترون على الله ويقولون عليه غير الحق مع ما ترتب على هذا من إفساد كثير :

ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون :  لماذا !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=21&cat=5

لهذا سيصطلون بالنار عقب موتهم *[ اليومَ ] 93/الأنعام . وحين يعلمون أن الصابرين المقربين أصبحوا في جنب الله 56/الزمر .. يندمون على تفريطهم في هذه المكانة :

* [ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93} ] الأنعام .

* [ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92} فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ {93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ {94} إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ {95} ] الواقعة .

* [ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {55} أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {56}‏ ] الزمر .

سبع طرائق بسبعة طرق فاختر طريقك إلى الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=83&cat=5

 

(2)

آياتُ تزكيةٍ/ تربويةٍ في الصبر

1. * [ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً {5} إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً {6} إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً {7} وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً {8} رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً {9} وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً   {10} ] المزمل .

الصبر هنا الذي أُمر به الرسول الكريم هو صبر المصلحين الذين يَسبحون عكس التيار ويتعرضون لاتهامات الناس فيصبرون على ما يقولون من أكاذيب ، كما صبر الرسول الكريم  وصبر أولوا العزم من الرسل الذين أَعطوْا الدعوة حقها من الوقت ولم يستعجلوا :

2. * [ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ {35} ] الأحقاف .

3. * [  وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {41} الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {42}‏ ] النحل .

الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون هنا هم الذين هاجروا في الله أيْ قرروا أن يستجيبوا لدعوة الحق ومخالفةِ ما عليه الناس من أباطيل ، اقتداءً بالرسل الكرام إرضاءً لله . هذا يقتضي شجاعةَ عقول نادرةً في الناس . أما الجهاد في سبيل الله فهو جهادُ قتالٍ فيقتضي ظروفا مناسبةً وشجاعةَ قلوبٍ هي أيسر بكثيرٍ على الناس :

الجهاد والهجرة في الله .. وفي سبيل الله   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=115&cat=5

 لهذا قال شاعر :

إن الشجاعة في القلوب كثيرة : ورأيتُ شجعان العقول قليلا !

دليل هذا الفهم أن قوله سبحانه *[ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ ] باعتزالٍ جزئيٍ أو كُلّي للناس .. وردت مرة واحدة في القرآن في سياق استجابةِ أو عدم استجابة الناس لدعوة الحق في نجم الآيات نفسه من سورة النحل :

* [ إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ {37} ] النحل .

أما الجهاد الكبير بالقرءان فلا بواكي له

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=72&cat=3

4. * [ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {96} مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {97} فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {98} إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {99} إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ {100} ] النحل .

الصبر هنا هو على ما يمكن أن يفقده الإنسان من متاع الدنيا سواءٌ بنفاد المتاع نفسه أو بعجز الإنسان عن الإنتفاع به . فمَن صبر على هذه قيَّم الله سبحانه كل عمله بدرجة أحسنِ أداءٍ أدى به ذلك العمل . فإن وصلتْ درجة أدائه وإتقانه لعملٍ ما 9/10 مثَلاً ، ولكنه قصّر أحيانا فإنه يُعطَى هذه العلامة على كل عمله لأن الرب الحليم الغفور يعفو عن كثير من ضعف الإنسان وخطئه بشرط أن يعترف به ويحاول تصويبه إذا علِمه .. لا أن يُصر عليه :

* [ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {135} ] آل عمران .

فئات الناس عند الموت فاختر فئتك من الآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=104&cat=5

5. * [ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ {101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ {104}‏ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ {105} قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ {106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ {107}

قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ {108} إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {109} فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ {110} إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ {111} ] المؤمنون .

الصبر هنا هو صبر الذين كانوا يتلون على الناس آيات ربهم ، ويدعونهم إلى تحكيمها . وبدلا من أن يسمعوا منهم ويقولوا *[ سَمِعنا وأطَعْنا ] كانوا يُكذِّبون *[ وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ ] ويضحكون منهم . ولأن الدعاة إلى هذه الآيات كانوا يصبرون ولا يردون على السخرية ، فقد جعلهم الله هم الفائزين .

6. * [ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {49} فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {50}‏ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {51} الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ {52} وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ {53} أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ (أ) بِمَا صَبَرُوا (ب) وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {54} ] القصص .

الذين صبروا هنا هم بعض أهل الكتاب الذين علموا من كتابهم أن القرآن كتاب الله فآمنوا به لأنهم كانوا مسلمين لله من قبل إنزال القرآن أو اطّلاعهم عليه . ولأن هؤلاء تعرضوا لأذى أقوامهم وصبروا بل إنهم دفعوا السيئة بالتي هي أحسن .. فقد جعل الله أجرهم مضاعفاً . وربما انطبق هذا على النائب الأمريكي السابق (مارك سلجاندر) الذي أعلن في شهر21/ 9/2009 على فضائية الجزيرة أن المسيح كان مسلما وأن كل أنبياء الله كانوا مسلمين وأن القرآن كتاب مقدس .

ظهور الحق وقيام الأشهاد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6

7. * [ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ {31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ {32} وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {33} وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {34} وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {35} وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  {36} ] فصلت .

الذين صبروا هنا هم الذين عرفوا حقيقة الإيمان وقاعدته الكبرى *[ ربُّنا الله ] معترفين أن الله الذي خلقهم هو ربُّهم الذي يُدبر الأمر ويُشرع . ولا يؤمن بهذا بل لا يعرفه إلاّ القليل ، غافلين عن حقيقة أن الجاهليين الذين سماهم الله مشركين كانوا يعترفون بالله خالقا فلم ينفعهم [ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ {87} ] الزخرف ، إذ كانوا ينكرون أنه ربُّهم ، اعتقادا منهم أن أموات آبائهم الذين اتخذوا أصنام أحجار رموزا لهم كانوا هم الأرباب . ومع أن القرآن أقام عليهم الحجة إلاّ أن كثيرين منهم أصروا على خطئهم ، قائلين بلسان الحال (عنزة ولو طارت !) :

·       [ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ {31} فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {32} ] يونس :

عشرة معالم على طريق الإسلام الرباني

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=114&cat=5

فالذين عرفوا هذا الحق *[ ربُّنا الله ] إيماناً به عبر العصور ثم استقاموا عملاً ..

كيفية التزكي بالدخول في دين الله الإسلام      

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=254&cat=3

تتنزل عليهم الملائكة وهم في غمرات الموت وتبشرهم بالجنة وتتوفاهم طيبين . أما استقامتهم فتُبين مفهومَها الآياتُ بعدها :

فقد كانوا يدعون إلى الله (لا إلى فئات أو قبائل) ويعملون صالحا ويُعلنون أنهم مسلمون وكفى . وكانوا يصبرون ويدفعون السيئةَ بالحسنة حتى صار بعض من عادوْهم أولياء لهم حميمين . والقرآن يقرر أنه لا يصبر على هذا إلاّ من كان نصيبه من الخير عظيما ، وينصح من ينزغه الشيطان أن يقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) بدلا من أنْ يعد إلى العشرة كم ينصح بعض الغربيين .

8. * [ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً {66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً {67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً {68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً {69} ] الكهف .

امتحان الصبر هنا الذي رسب فيه موسى هو عدم صبر الإنسان على ما يجهل ملابساته ، التي أهمها سببه الخفي . لهذا وصف الله أكثر الناس بأنهم لا يعلمون حين يعلمون ظواهر الأمور ويغفلون عن نتائجها المتأخرة أو أسبابِها الخفية فيوقعون أنفسهم في المتاعب :

* [ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ {6} يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7} ] الروم :

الفرح بنصر الله ونبوءات سورة الروم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=137&cat=5

فمن صبر حتى يعرف السبب  زال عنه العجب فأراح واستراح . وقد أصاب شاعر :

ستبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلاً : ويأتيك بالأخبار مَن لم تُزودِ

9. * [ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {186}‏ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ {186} ] آل عمران .

الصبر هنا هو على البلاء في الأموال والأنفس وعلى أذى المخالفين حين يلتزم الصابرون ببيان آيات الكتاب . فإن رافقته التقوى بمعنى اتخاذ الأسباب الوقائية كتجنُّب إستفزاز الآخَرين بالإضافة إلى اتِّقاء ما نهى الله عنه .. دل ذلك على تمتع الصابر بالعزم وهو الإرادة القوية التي لا بد منها من أجل الوصول إلى الهدف .

وقد تكرر الحض على الصبر على المصائب على لسان لقمان لولده وهو يعظه مُذكرا أنّ إقامة الصلاة تقتضي الأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر . وهذا من شأنه أن يجر على المؤمن متاعب تصيبه . فإن صبر كان ذا عزم وإرادة تؤهله لخيرٍ لا بد أن يأتيه :

10. * [ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ  {17} ] لقمان ] .

وتأتي قصة نبي الله يوسف - وهي أحسن القصص القرآني -  بصبره وتقواه ومعرفته بالأسباب الوقائية التي تقي من السقوط .. تأتي أبلغ مثل على أهمية التقوى والصبر ومقدار ما ينتظر الصابرين من أجر دنيوي قد ينتقلون به من القاع إلى القمة في الدنيا ، كما انتقل  يوسف ، فوق ما ينتظره من جزاءٍ أوفى في الآخرة :

11. *[ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {90} ] يوسف .

12. * [ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ {39} وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {40} وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ {41} إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ {42} وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {43} ] الشورى .

الصبر هنا رُبطَ بالمغفرة ويعالج مشكلة فردية وجماعية كبرى : فسياق الآيات يتحدث عن طريقة الرد على البغي والعدوان الفردي والجماعي :

أ. قولُـه سبحانه [ هُمْ يَنتَصِرُونَ ] هو شرط أوّل على من ينتصر لنفسه إذا اعتُدي عليه . فإذا كانت عنده القدرة بنفسه على الرد فليفعل ، لكن عليه أن لا يستعين بغيره لأنه سيُضطر إلى أن يُعينه بالمقابل وقد يكون ظالما ..

وفي تفسير القدرة على الرد يقول سبحانه في سورة البقرة :

* [ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ : فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {194} ] البقرة .

فقد اشترطت هذه الآيةُ امتلاك المُعتدَى عليه بعض الأدوات (الباء تفيد التبعيض) التي تُشبه أدوات المعتدي . وبدون أداةٍ قريبة من أداة المعتدي لن ينفع المعتدَى عليه أنّ له حقا في الرد . إذ عليه أن لا يتسبب لنفسه بمزيد من الأذى . أدرك هذا من اشتُهروا بالحلم كالأحنف بن قيس الذي مع كونه إذا غضب غضِب لغضبه مئةُ ألف من تميم لا يدرون فيمَ غضبَ .. فقد كان يقول :

رضيتُ ببعض الذل خوفَ جميعه : كذلك بعض الشر أهون من بعض !

ب. وقولُـه سبحانه *[ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ] يعنى أن يكون الرد بقدر العدوان : واحدةً بواحدةٍ ، صاعاً بصاعٍ لا صاعين ، كما يزعم أهل الحمية التي لا تكون إلاّ جاهلية ..

وقد ذكّرتْ الآيةُ بوجوب إتقاء غضب الله ، بأن يلتزم المُعتدَى عليه بدرجة الرد بالمِثل  . فإن اتقى والتزم كان الله معه : وليُغلَبنَّ مغالِبُ الغلاّبِ !

ج. وقوله تبارك اسمه *[ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ] هو توصية من الله إذا سنحت فرصة للعفو قبل الرد تؤدي إلى الصلح [ والصُّلْحُ خيرٌ ] .. أن يستجيب لها المظلومُ مطمئنا إلى أنّ أجر عفوه الذي ترتب عليه إصلاحٌ .. سيكون على الله .

د. الآيتان (41 و 42/الشورى) تؤكدان هذه المفاهيم في حق من يُظلَم أن ينتصر لنفسه (بالتفصيل المذكور) ، ولا إثم عليه ، لأن الإثم هو على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض غير ملتزمين بالحق من كتاب الله الذي هو الحق :

*[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31} ] فاطر .

13. * [ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ {18} فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ {19} ] سبأ .

14. * [ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ {32} إن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ {33} أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ {34} ] الشورى .

15. * [ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ {5} ] إبراهيم .

وردت (صبّار/صيغةَ مبالغةٍ) ثلاث مرات مربوطةٍ بصيغةِ مبالغةٍ للشكر (شكور) :

ففي آيات سبأ كان واجب أهل سبأ أن يحمدوا الله ويشكروا له أَنعُمه التي أهمها نعمة الأمن في سفرهم البعيد إلى قرى فلسطين بأن يسّر لهم محطات متعددة من القرى على طول الطريق تُقصّر مسافات السفر . وبدلا من أن يَقدروا اللهَ حقَّ قدره على تلك النعمةَ ، كانوا إذا ذكّرهم بعض الصالحين بها استخفّوا بها زاعمين أنها وقِلّتها سواء . وربما كره المجرمون واللصوص  نعمة الأمن هذه التي حالت بينهم وبين جرائمهم . النتيجة كانت أن الله حرمهم منها ومزقهم كل مُمزَّقٍ ( فتفرقوا أيدي سبأ ) .

هذا يُذكّرنا بالأمن الذي كنا نحس به في سفرنا بين مدن وقرى الضفة قبل سنة 2000/م . فلما لم نشكرْ لله حرَمنا من هذا النعمة ومزقَنا كل مُمزقٍ وباعَـد بين أسفارنا حتى صرنا نُضطر للوصول إلى مكان (كحوارة) يبعُد دقائق إلى السير ساعات !!!

وفي آيات الشورى فإن كثرة الصبر والشكر هما واجب الملاّحين والمسافرين في البحر الذين لا يحمد اللهَ منهم إلاّ كل صبار شكور يدرك أن الله سبحانه هو خالق السُنن التي بها تسيِّر الرياحُ السفنَ بأمر الله . فإذا أراد الله لتلك السفن ألاّ تجري أسكن الريح . فإن قال قائل : نحن اليوم لسنا بحاجة إلى الريح لتُحرك السفن .. يأتي رد الله مُقدما أن الله قادر على إغراق هذه السفن وجعلها تتصادم على الرغم من أنها مزودة بالرادار ، كما حدث مرارا .

وفي آية إبراهيم رُبطت كثرة الصبر والشكر بالإيمان أن آيات الله كافية لإخراج الناس من الظلمات إلى النور . هذه هي قاعدة الإصلاح الكبرى . 

16. *[ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ {65} ] الأنفال .

17. * [ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {66} ] الأنفال .

الدقة البلاغية في التعبير التي غابت عن أذهان الأقدمين فجعلتهم يقولون بنسخ آية لأُخرى هي الفرق بين *[ عِشْرُونَ صَابِرُونَ ] و *[ مِّائَةٌ صَابِرَةٌ ] .

فآية الأنفال(65) تقرر أنّ عشرين رجلا مؤمنين كلهم صابرون يغلبون مئتين من الذين كفروا ، مع ملاحظة أن المؤمنين أرقى إيمانا وأعلى درجة من (الذين آمنوا) . فاسم الفاعل يُفيد الخبرة في الفعل أكثر من الذي يفعله مرة أو مرات : فليس كل من علّم واحدا مسألة يُسمى معلما ، ولا كل من دفع تهمة عن آخر يُسمى محاميا ، ولا كل من نجّر قطعة خشب يسمى نجارا .. حتى يتكرر العمل من كلٍّ منهم ويصبح له وصفاً . وكذلك ليس كل من كفر كافرا ، ولا أشرك .. مشركا ، ولا سرق .. سارقا ...

القرءان يصنع الفرق : تعريف السارق وعقوبته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=88&cat=5

فالسُّنة الربانيةُ بنصرِ عشرين مؤمنين كلهم صابرون على مئتين من الذين كفروا هي وعد رباني لا يتخلف . ولكنْ توفرُ عشرين مؤمنين كلهم صابرون ليس أمرا سهلا . لهذا ذكر الله سبحانه بديلا أيسر هو أنّ مجموعةً من مئةٍ صابرةٍ في مجموعها (بمتوسط حسابي في الصبر فوق الخمسين) ستغلب ضعف عددها من الذي كفروا لأن الله يكون مع الصابرين .

18. * [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {125} وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ {126} وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {127} إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ {128} ] النحل .

الصبر هنا مربوط بالتقوى والإحسان أيْ بالأخذ بالأسباب الوقائية وبالإتقان الذي لا يتحقق إلاّ بإعطاء كل عمل حقه من الوقت . وهذا الصبر ومتعلّقاته لا يكون إلاّ بعون من الله :

إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى : فأوّل ما يجني عليه اجتهادهُ !

19. * [ وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى {131} وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132} ] طه .

الإصطبار هنا هو أكثر من الصبر لما فيه من زيادةٍ في المبنى تفيد زيادةً في المعنى . ويحتاجه الناس الذين قضى الله أن يتفاضلوا في الأزواج والأولاد . والإمتحان في هاتين النعمتين صعب جدا ونسبة الرسوب فيه عالية . والإمتحان الصعب سماه القرآن (فتنةً) :

مفهوم الفتنة وأصنافها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=159&cat=3

* [ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ؟! وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً {20}‏ ] الفرقان .

ولو علم الناس هذا ما غرّ أحداً زوجٌ ولا ولدٌ . ولَمّا قضى الله أن يحرم الرسول النبي الكريم من نعمة الولد الذكر (الإبن) عيّره بعض السفهاء فآلمه هذا . فأنزل الله سبحانه آيات قرآنية تواسيه وتحذره :

تُواسيه بأن عليه أن يشكر لله الذي أعطاه ما هو أكثر من الكثير (الكوثر) ، بل إنه أعطاه سبعا من النعم المزدوجة (مثاني النعم) التي لم يُؤتِها غيره وفوقها القرآن العظيم . لهذا فإن عليه أن يجعل كل عمله وعطائه لله .

وحذره من أن يتمنى ما عند غيره من نعم هي فتنة لهم :

* [ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ {3}‏ ] الكوثر .

* [ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ  فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى {130} وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى {131} ] طه .

* [ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ {87} لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ {88} ] الحِجر :

السبع المثاني التي آتاها اللهُ الرسول

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=227&cat=3

والعلاج الرباني القرآني لفتنة الزوجة التي قد يكره زوجُها منها شيئا (غير الفاحشة) فيصطبر عليها هي وعْـد من الله تبارك اسمه أن يجعل في ما يكرهه منها خيرا كثيرا ، وواقع البشر يُثبت هذا . ولم يُذكر الخير الكثير في القرآن إلاّ مرتين مربوطا بالإصطبار وبالحكمة :

[ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً {19}‏ ] النساء .

* [ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {268} يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {269} ‏] البقرة .

20. * [ وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً {20}‏ ] الفرقان .

الصبر هنا موجزٌ لموجِب الصبر في الفقرة السابقة : فإن رفع الله الناسَ بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضُهم بعضا سِخريا .. هو فتنةٌ وامتحان صعب لهم نظرا لتمني أكثر الناس ما عند الآخَرين وعدم رضاهم بما قسم الله لهم دون أن يتذكروا أن ما عند أحدهم اليوم هو كثير يقابله ما عند غيره من قليل سوف يصبح كثيرا على حسابه أو حساب غيره غدا :    

هكذا الأيام دولابٌ يسير : ولكَم يُسرع دولاب العصور

كلما استعلى على الدنيا أمير : ذلّ في أعماقها السُّفلى أمير

الفتنة والإمتحان والبلاء والتمحيص

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=230&cat=3                          

21. * [ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {199} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {200}‏ ] آل عمران .   

 المصابرة هنا على وزن (المفاعلة) تفيد المبادلة والمسابقة بحيث يحاول المصابرُ أن يتفوق على منافسه أو خصمه الصابر بأن يصبر أكثرَ منه لتكون له الغلَبة . والأمر الرباني هنا لم يطلب من الذين آمنوا أن يصبروا مثل صبر خصمهم الذي قد يكون صابرا بل بأن يكونوا أكثر صبرا منه . ويُعبر الناس عن هذا بلعبة عض الأصابع التي يخسر فيها من يقول (أخ) أوّلا !

(3)

الرِّضى

شهادة رضوان الله سبحانه عن فرد أو جماعة هي الشهادة الأولى التي إذا منحها الله سبحانه لبشر أو مجموعة كانت بُشرى من الله لهم بالفلاح وبدخول الجنة . وكل الراضين صابرون وليس كل الصابرين راضين . لهذا كان الصابرون الراضون أعظمَ درجةً وأجرا . فإذا كان الصابرون سيُوفَّون أجرهم بغير حساب ، فما هو أجر الراضين ؟

* [ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً {18} ] الفتح .

هؤلاء الذين بايعوا تحت الشجرة هم السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار المبشرون بالجنة ، وهم مئات (وليسوا عشرة فقط) . وقد ورد ذكرهم في الآية (100) من سورة التوبة  لتشير إلى علامتهم الكاملة التي أهَّلتهم لدرجة الرضوان المتبادل مع الله فاستحقوا ما بيّنته الآية كما استحقوا وصْفَ الله لهم بأنهم [ خير أمة اُخرجت للناس ] 110/آل عمران :

* [ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {100} ] التوبة .

وقوله سبحانه (تحتها) لمرة واحدة وليس (من تحتها) إشارة إلى أن بعض جناتهم هي يخوت عائمة . أما قوله (أبدا) في وصف خلودهم وخلود أمثالهم الأبدي في الجنة (وكذلك الخلود الأبدي في النار) فهو مفاجأة للناس لم يعرفوها قبل اليوم :

مفهوم الخلود والخلود الأبدي في الجنة والنار

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5

وقد وسّع القرآن دائرة المستحقين لشهادة الرضوان المتبادل من غير أولئك السابقين الأولين لتشملَ السابقين الآخِرين : 

مفهوم السبق وميادينه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=113&cat=5

وتشملَ *[ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ] بالمفهوم القرآني في كل عصر :

* [ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ {7} ‏ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ   {8}‏ ] البينة .

لكن *[ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ] هنا  هم الذين حصلوا على (شهادة الرضوان المتبادَل) من الله  فاستحقوا بها أن يكونوا خير البرية وأن يكون خلودهم في الجنة أبديا .. هؤلاء هم الذين :

أ. آمنوا إيمان الرسولِ والمؤمنين بما أنزل اللهُ تحديدا :

* [ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {285} ] البقرة .

وما أُنزل إلى الرسول من ربه تنزيلا (خلافا لما أوحي بدون قرينة) هو كلمات الله وآياتُه التي أنزلها حقيقةً على كل رسله ووثّق القرآنُ ماينفع الناسَ منها إلى يوم الدين .

 مراحل الهدى من التبليغ والإيمان إلى   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=56&cat=2

فمَن آمن بالقرآن فقد آمن [ بالكِتابِ كُلِّهِ ] All in one  119/آل عمران . أما مَن قبلنا فقد أوتوا [ نَصيباً مِن الكتابِ ] 23/آل عمران ، 44/النساء ، 51/النساء :

الكتاب والحكمة/ التوراة والإنجيل ..

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=1&cat=5

ب. وهم الذين عملوا الصالحات حسبما اُنزل إليهم من ربهم في الكتاب (القرآن) الذي أنزله الله إلى الرسول : [ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا {23} ] الإنسان .

* [ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {2} اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {3} ] الأعراف .

 (3)

آياتُ تزكيةٍ/ تربويةٍ في الرضى

هناك صنفان من الناس من حيث الإطمئنانُ النفسي :

أ. صنفٌ رضي بما قسم له ربه وأعطاه في الحياة الدنيا وينتظر حياةً أُخرى أفضل بكثير بشرط أن يصبر ويرضى . والرسول الكريم هو أوّل المسلمين فهو أوّل المقصودين بقوله سبحانه :

* [ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى {4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى {5} ] الضحى .

وكل مسلم لله يصبر ويتقي ويَرضى ينطبق عليه قول الله هذا : وسوف يُعطيه ربه من الدنيا حتى يرضى . لكنّ هذا الرضى بعطاء الله  يأتي متأخرا حين يتبيّن نجاحُه في امتحان الصبر أوّلا (والواقع يُثبت هذا) . هذا هو أحد مفهوميْ الآخرة/الآجلة . والمفهوم الآخَر للآخِرة هو الحياة الآخِرة بعد الموت والبعث . وحكاية أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر هي خرافةٌ ، الرسول منها بريء بدليل قول الله الذي أرسله بالحق :

* [ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً {134} ] النساء .

* [ مَنْ عَمِلَ (1) صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ (2) مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً (1) طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ (2) أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {97} ] النحل .

فبالعمل الصالح الذي ينفع الناس يستحق كل ذكر أو أنثى حياة طيبة في الدنيا هي ثواب الدنيا .. ويستحق أجرَه ثوابا في الآخرة إن كان مؤمنا .. على الترتيب .

ب. وصنفٌ رضي بالحياة الدنيا فهو يتصرف فيها تصرف من لا يرجو حياةً أُخرى لا ثوابا ولا عقابا . ومِثل هذا لا يكون عمله صالحا ينفع الناس ، كعملِ كلِّ من لا يخشى عقابا على إساءة

عاقبة عدم الإيمان بالآخرة

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=193&cat=3

 * [ إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ {7} أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {8} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ {9}

* [ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {10} ] يونس

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008