4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12764
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12329
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43735
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13879
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15016
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14693
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

القوة المعرفية والقوة المادية : مفاهيمُ الثقافةِ والمدنية والحضارة

2/25/2010 4:36:00 AM

عدد المشاهدات:5245  عدد التعليقات: 2
2/25/2010 4:36:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

القوة المعرفية والقوة المادية :

مفاهيمُ الثقافةِ والمدنية والحضارة (الحَداثةِ)

من جذورها القرآنية

 

الحمد لله رب العالَمين

(1)

الثقافة

Culture

أ. *[ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {57} ] الأنفال .

ب.*[ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً {61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {62}‏ ] الأحزاب .

 

وردت مشتقات (ثقِف) ست مرات في كتاب الله ليس منها كلمة (ثقافة) . وفي المرات الست وردت الكلمة متعدية إلى مفعول من البشر كما يتبين من الآيتين أعلاه بمعنى : السيطرة التي كانت سيطرة مادية عسكرية ً آنذاك . فما هو مفهوم الثقافة الذي يرتبط بالسيطرة اليوم ؟

 

باستقراء الطرق الواقعية التي تتم بها سيطرة أفراد أو جماعات على آخَرين سيطرةً بعيدة المدى بغير القوة المادية (العسكرية والإقتصادية) تتبادر إلى الأذهان السيطرة المعرفية (الثقافية) التي ثبت بالتجربة أنها تُثبِّت السيطرة المادية (العسكرية والإقتصادية) .

فتكون الثقافة هي :

(1) المعارف والأفكار والقناعات الإنسانية لدى فرد أو جماعة التي تدفعهم وتوجههم ..

(2) والمعلومات المادية العلمية التي يملكونها ويتمكنون بها – إن كانت قويةً مُحدثَةً عصرية - من التأثير على غيرهم والسيطرةِ عليهم لجعلهم يُغيرون ثقافتهم وسلوكياتهم المنبثقةَ عنها كما سيطر الغرب المتقدم على الشرق المتأخر سيطرةً ماديةً (عسكريةً واقتصاديةً) ، وسيطرةً ثقافيةً ثبَّتتها منذ 1917/م .

من هنا جاءت مقولةٌ غربية :

المعرفةُ قوّة

knowledge is power

التي أكدتها مقولة مسئول فرنسي : نحن لا نملك بترولا ، نملك أفكارا !

وحتى تكون المعرفة الإنسانيةُ قوةً لمن يمتلكها يجب أن يُبرهَن عليها :

(أ)  ببراهينَ وحُججٍ نظرية أقواها ما كان عُلوياً يقينياً مكتوباً ، يدعمها ..

(ب) ببراهين تطبيقية عملية بأنها تنفع الناس وتمكث في الأرض .

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه البراهين والحُجج وسماها (سلطانا) لأنها تُمِد من يمتلكها بسُلطة (سلطان) يؤثر بها في الآخَرين حين يجدونها تنفعهم  :

*[ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ {156} فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {157} ] الصافات .

*[ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ] 17/الرعد .

*[ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {96} ] هود .

*****

فقد كانت آيات الله سلطانا مبينا أيْ حجة بالغةً كأنها سلطان يأمر الناسَ أمْرا فيطيعون . لهذا أمدّت آياتُ الله موسى وهارون بمصدر قوة فرضت نفسها على السحرة الذين ضربوا مثلا يُحتذى في سرعة الإيمان بالحق فور أن تبيَّن . وما منع فرعون وملأَه أن يؤمنوا ألاّ استكبارُهم ككل المنتفعين بالباطل من الكهنوت والكُبراء الذين سوف يتبرؤ منهم الذين اتَّبعوهم وأطاعوهم :

 

*[ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً {64} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً {65} يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ : يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا : رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً {68} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً {69} ] الأحزاب .

موقف لسحرة فرعون : ما أحوجنا إلى مثله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=30&cat=4

ومع الأسف الشديد لم يُعر الأفكارَ كمصدر قوة أحدٌ معروف من العرب والمسلمين التراثيين طَوال القرن الماضي لأن أحدا ممن عُرفوا فيه لم يعرض مشروعا ثقافيا مترابطا ، ببساطة لأنه لا يملكه . وكل ما عُرض حتى وقت قريب هو قِطع غيار معرفية مبندقة أكثرها خرافي لم تصلح لتشغيل آلةِ الأمة المتعطلة الصَّدِئة منذ قرون .

ولوْ قُرِئت الطبعة الآخِرة لكتاب الله الآخِر (القرآن) قراءةً عصرية تنفع الناس لوجدها القارئون مصدر قوةٍ معرفيةٍ خلاّقة وطاقةِ إبداع كما بيّنا في مقالات وأبحاث هذا الموقع التي منها :

الحلول الخلاقة تؤخذ من كتاب وكلمات الخلاق العليم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=61&cat=3

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

*[ قلْ صدَقَ اللهُ ]

*[ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ

لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {21} ] الحشر .

*****

ففي هذه الطبعة الآخِرة الدائمة (هذا القرآن) الذي هو (الكِتابُ كُلُّه) All in one .. فيها من القوة أكثرُ بكثير مما في الطبعة الأولى ومُلحقاتها من كتاب الله (التوراة والإنجيل) التي ربط الله سبحانه بين أخذ الأوّلين بما أُنزل منها وبين القوة والرِّفعة ، ووثق هذا في القرآن الكريم :

*[ وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ {170}‏ وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {171} ] الأعراف .

 

*[ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} ] الأعراف .

 

*[ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ     {63} ] البقرة .

 

*[ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا .. {93} ‏] البقرة .

. أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

*****

بهذا المفهوم الثاني اليوم في الآخِرين يمكننا أن نقرأ قول الله سبحانه :

*[ وأعِدّوا لهم ما استطعْتُم من قوة ]

فحين نفتقر إلى القوة المادية (العسكرية والإقتصادية) النوعية التي لم ينفعنا ما امتلكناه منها قوةً كمِّيةً ذهب بها هبوطُنا الإنساني طيلة القرن الأخير .. فإنّ علينا أن نرجع أوّلاً إلى إعداد القوة المعرفية الثقافية الإنسانية التي أصْلها الثابت كتاب الله القرآن ، فنأخذَ كتاب الله بقوة أيْ بفهم عصري مُحدثٍ ينفعنا وينفع الناس ، ونستمسك به لنُغيّر ما بأنفسنا ونجدد بناء الإنسان قبل أن نطلب من الله أنْ يُغير ما بنا .

وقد بيّنا أوجه هذه القوة التي نستطيع بها أن نجعل العالَم كله يرهبنا (!) رهبة احترام لا رهبةَ قرف منا ومن خرافية أقوال وسلوكيات وأشكال كثيرين منا !

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

وقد سبق للمؤمنين الأوّلين بالتوراة والإنجيل الذين اتبعوا المسيح أن أخذوا كتاب الله بقوة معرفية ثقافيةٍ سلوكيةٍ (بدون سلاح مادي بالمَرة) أرهبوا بها الدولة الرومانية في الغرب رهبة احترام لهم ولدينهم - يومَ جعل اللهُ في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً (27/الحديد) - جعلت الدولةَ كلها تدخل في دينهم الذي به ثقِفَ / سيطر المؤمنون بكتاب الله منذ 312/م على الغرب والشرق ليتحقق لهم وعد الله حتى سنة 635/م (55/آل عمران) حين استحق الوعدَ مؤمنون آخَرون أفضلُ منهم ثَقِفوا العالَم وسيطروا عليه بثقافةٍ معرفية فكريةٍ حضاريةٍ كانوا بها مبصرين من قبل أن يستبدلوا بها ثقافةً خرافية سيطرت عليهم هم فأصبحوا بها عُمياناً مُستَعبَدين .

 

لهذا استأنف الله وعده منذ سنة 1917/م للذين اتبعوا عيسى في حكمته ، فجعلهم بعين العلم المادي الواحدة فوق الذين كفروا بالحق وهم أكثر البشر ..

لأن الأعور خير لعمارة الأرض من الأعمى :

*[ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {55} ] آل عمران . أُنقر على الرابط التالي لتعرف مفهوم النبأ العظيم في الآخِرين :

. النبأ العظيم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=143&cat=6

 

(2)

المدنية

Civilization

المدنية : هي الإنجازات المادية المتقدمة للناس المدنيين سكانِ المدن (civilians in cities) . فإذا جُمعت إلى هذه الإنجازات ثقافتُهم المسيطرة عليهم كانت الحصيلةُ حضارتَهم (حَداثتهم)  .

الجذور القرآنية للمدنية هي (مدينة ، ومَدين) وبينهما صفات مشتركة :

فالناس في المدينة كما كانوا في مَدين يَبدون ، كما يشير الواقع :

(1) بخيرٍ ، رزق كثيرٍ *[ إِنِّيَ أَرَاكُم (1) بِخَيْرٍ {84} ] هود .. خلافا لمن هم *[ بادونَ في الأعرابِ ]

(2) ولديهم  طعامٌ زاكٍ ورزقٌ موفور (19/ الكهف) .

(3) وهم  لطفاء 19/الكهف .. خلافا للبوادي والقرى حيث الخشونةُ في الطباع والطعام .

(4) وتتزايد أعدادهم (86/الأعراف) لنزوح الناس من البوادي والقرى إلى المدن .

(5) وفيهم  فساد مالي وجنسي سببه كثرتهم وأنهم مُطفِّفون يكيلون بمكيالين ، ويزِنون بميازينَ معطوبةٍ لا بالقسطاس المستقيم (85/هود) .

 

البرهان على هذه الصفات من آيات القرآن :

أ. *[ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا (2) أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ (2) مِّنْهُ (3) وَلْيَتَلَطَّفْ .. {19} ] الكهف .

 

ب.*[ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ (5) تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم (1) بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ {84} وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ (5) مُفْسِدِينَ {85} ] هود .

 

ج.*[ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ {176} إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ {177} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {178} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {179} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ {180} أَوْفُوا (5) الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ {181} وَزِنُوا (5) بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ {182} وَلَا تَبْخَسُوا (5) النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ (5) مُفْسِدِينَ {183} ‏] الشعراء .

 

د.*[ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ (5) الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ (5) تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {85} وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً (4) فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ             {86} ] الأعراف .

هـ.*[ وقالَ نِسوةٌ في المدينةِ امرأةُ العزيزِ تراودُ (5) فتاها عنْ نفسِه ... {30} ] يوسف .   

 

                                    (3)

الحضارةُ (الحَداثةُ)

Moderation

 ( moderate + modern )

الحضارة هي مجموع المنجَزات المادية والثقافية للشعوب المتمدنة الحاضرة في العصرٍ بخيرها الذي ينفع الناس فيشهد للأُمة . أما المنجزات المادية والثقافية في عصر مضى فلا تُسمى حضارة حتى لو كانت صالحة في وقتها .

فحضارات الأمم هي ما حضر ونفع من منجزاتهم في العصر الحاضر/المُحدَث . أما منجزاتهم في الماضي فليست حضارة بعد أن انتهت صلاحيتها للإستهلاك الآدمي فأصبحت قديمةً غير حاضرة/مُحدَثةٍ ولا صالحة . فمن أراد أن يكون متحضرا ذا حضارةٍ فعليه أن يجدد منجزاته (1) باستمرار لتكون حاضرة (upgraded) حين تكون (2) متجددةً عصرية/مُحدثةً  مناسِبةً للعصر  Modern(1) ووسطية لا غلوَّ فيها ولا تطرف Moderate . بهذا يتجنب المتحضرُ الحاجةَ إلى التغيير الجذري المُكلف بعد أن طال أمدُ الجمود على فَهْم وعملِ الأموات .

لذلك يقول الله سبحانه في أموات النبيين وهم صفوة البشر :

*[ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ

لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ

وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {134}‏ {141} ] البقرة .

ويقول في وصْف كتابه العظيم القرآنِ بأنه ذِكرٌ عصري مُحدَثٌ يقترب حساب الناس حين يُذَكَّرون به فيُعرضون عنه بحجة ما قال وفعل الأنبياءُ وأموات البشر:

*[ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1} مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2} ] الأنبياء .  

*****

دليل هذا من مفهوم جذر الكلمة (حضَر ، أحضر ، حاضر) في كتاب الله :

*[ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ {12} وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ {13} عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ {14} ] التكوير .

مَّا أَحْضَرَتْ : ما جاءت به من منجزات حاضرةٍ/مُحدَثة نافعة تشهد لها لتدخل بها الجنة . وسيتبين لها أنّ ما كان قديما منها غيرَ حاضر في عصره فلم ينفع الناس .. لن ينفعها يوم الحساب . فالذي يُقدم لضيف طعاما فاسدا انتهت صلاحيته للإستهلاك الآدمي يُعتبر مجرما لا كريما ، فكيف إذا باع هذا الطعامَ بثمنٍ بخس *[ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ {187} ] آلعمران ؟!

 

*[ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً {49} ] الكهف .

حَاضِراً : شاهداً لهم . وآية آل عمران التالية (30) تبين أنّ العمل الحاضر هو العمل الذي ينفع الناس فتثقل به موازين الإنسان *[ وأمّا ما ينفَعُ الناسَ فيمكثُ في الأرضِ {17} ] الرعد . والناس اليوم يُسمّون مثل هذا العمل والسلوك حضارياً .

 

*[ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {29} ‏ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ {30} ] آلعمران .

مُّحْضَراً : شاهدا لها . فإن ثقلت به موازينها صارت في عيشة راضية . أما السوء فتود لو أن حسابها عليه يُؤجل إلى أمد بعيد .

 

*[ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ {4} عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ {5} ] الإنفطار .

مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ : ما تجده كل نفس من خيرٍ قدّمته في حياتها فنفعت به الناسَ فوجدتْه حاضراً يشهد لها  . وكذلك ما ترتب عليه بعد موته من آثارِ خيرٍ نفعت الناس أو أضرّت بهم ..

*[ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} ‏] يس .

 

*[ واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ {163}‏ ] الأعراف .

حَاضِرَةَ الْبَحْرِ : قريبةً من البحر وشاهدةً على ما فيه ومن ذلك وفرة السمك  . فكانوا يَعْدون (من العدْوِ : يستعجلون :) صيد السمك يوم السبت مع أن الله أمرهم أن يمشوا مشيا في مناكبها طلبا للرزق (15/المُلك) في كل الأيام بما فيها السبت .

فأراد الله أن يبتليهم/يمتحنهم بوفرة السمك يوم السبت ، فكانت سهولةُ الصيد فيه تُغريهم بالعَـدْوِ والعجلة (كشأن أكثر الناس) خلافا لأمر الله وطاعةً للشيطان الذي يُغري الناس بالكسب إذا كان سهلا وسريعا ، فيُوسوس إليهم : إذا هبّت رياحك فاغتنمها ، وعصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة .. !

أثر ثقافات الإستهلاك  والإستعجال في تفريخ الأزمات

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=106&cat=4

فلما اختلفوا في السبت جعل الله العمل فيه حراما ، جزاءً وفاقاً :

*[ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {124} ] النحل .

 

*[ .. وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ .. {282} ] البقرة .

تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ : أمر الله سبحانه بكتابةِ الدين صغيرا او كبيرا إلى أجله ، ومن ذلك البيع بالآجل فهو دَين يجب توثيقه . أما التجارة الحاضرة - السلعة وثمنها – إذا كانا حاضرين (خُذ وهات) ولم يتجاوز أيُّ منهما تاريخ انتهاء صلاحيته .. فلم يطلب النص القرآني كتابتَها ، ولم ينهَ عنها إذ علم الله سبحانه أن البشر سيتعاملون بمستندات القبض كالفواتير حتى في الدفع العاجل لأكثر من سبب .

(4)

الحضارة الإسلامية

Islamic Moderation

أساس منجزاتِها الثقافية : قراءةٌ عصرية مُحدَثةٌ لكتاب الله المسطور (القرآن)

وأساس منجزاتِها المادية : قراءةٌ عصرية مُحدَثةٌ لكتاب الله المنظور (الكـون)

. ندرة الباحثين في آيات الله المسطورة وكثرتهم في آياته المنظورة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=101&cat=4

أصلها الثابت نظري رباني .. وفَرْعُها المثمرُ تطبيقي إنساني

متجددٌ مُحدَثٌ مناسبٌ/ نافعٌ للحاضر الإنساني

للمزيد :

الأصالة والتجديد الثابت والمتغير                     

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=37&cat=3

 

*[ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ {156}

 فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {157} ] الصافات

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008