5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12771
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12335
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43744
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

نظامُ التعاونِ والتكافلِ (الضمانِ الإجتماعي) من كتابِ الله العظيمِ

12/31/2010 4:55:00 AM

عدد المشاهدات:4800  عدد التعليقات: 2
12/31/2010 4:55:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

نظامُ التعاونِ والتكافلِ (الضمانِ الإجتماعي) من كتابِ الله العظيمِ بديلاً للتأمين

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين

(1)

البرهان على العنوان من آيات القرءان

 *[ فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {63}‏ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {64} ] يوسف .

 *[ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً {9} ] النساء .

*[ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {265} أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ {266}

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ {267} الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {268} يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {269}‏ ] البقرة .

*[ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {82} ] الكهف . 

*[ وَالَّذِينَ آمَنُـوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُـوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَـقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصـْلَحَ بَالَهُمْ {2} [ محمد .

*[ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ {5} ] محمد .

ورد اصلاح البال مرتين وفي مطلع سورة محمد . أولاهما وعدٌ بإصلاح البال (بالحياة الطيبة) في الحياة للذين آمنوا  بما نُزّل على محمد تنزيلا *[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ] الإنسان . هؤلاء هم الذين أخلصوا دينهم لله ولم يلبسوا إيمانهم بظلم إشراك مرويات البشر بما أنزل اللهُ قرآنا يُتلى :

*[ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ {82} ] الانعام .

 

المرة الثانية التي ورد فيها إصلاح البال ، وفي مطلع السورة نفسها ، تصف الذين قُتلوا في سبيل الله بأن الله كان قد أصلح بالهم حين آمنوا تحديدا *[ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَـقُّ مِن رَّبِّهِمْ ] . بهذا خرج من شرف القتل في سبيل الله ملايين الذين قُتلوا عبر التاريخ دون أن يعرفوا ما الذي *[ نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَـقُّ مِن رَّبِّهِمْ ] ، وأنهم ليسوا أحياءً عند ربهم يُرزقون ! ولن ينفعهم أنّ المُضلين أطلقوا عليهم اسم الشهداء :

. مفهوم الشهادة والشهيد والشهداء في كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=177&cat=3

(2)

من كلمات الله سبحانه التي لا مبدل لها في هذه الآيات وفي غيرها نخلص الى ما يلي :

مصطلح التأمين على الحياة بيّنٌ فساده ولا يصح استعماله . فليس هناك قوة على الارض تستطيع أن تُؤمّن حياة ايِّ كائن حي . وواقع البشر يشهد بما اكدتْه آيات الله سبحانه :

*[ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ .. {185} ] آلعمـران .

*[ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ {38} ] النساء ..

*[ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ .. {30} ] الزمر.

*[ .. فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {61} ] النحل .

بل ان اصحاب شركات التأمين لا يستطيعون ان يؤمّنوا حياتهم لا افراداً ولا هيئات اعتبارية . والمقصود بهذا المصطلح اشتراكُ مَن يخشى على نفسه او على ورثته الفقر والحاجة .. اشتراكُه مع شركة تتولى تأمينه او تأمين ورثته من الفقر . وبما انّ الناس يختلفون في هذا المسألة – مع حاجتهم إليها - فإن الحكم فيها يجب ان يكون لله سبحانه . بهذا اوصى الرسول الكريم فيما وثقه عند ربه قرءانا لتكون هذه الوصية اليقينيةُ ( وصيةَ الله ورسوله) وصيةً واحدةً :

*[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ

ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {10}‏ [ الشورى .

وعليه فإن على المُؤْمن الذي يُصدق بكلمات الله التي لا ريب فيها ان يوقن انه سبحانه لن يخذل مؤمِنا يعمل صالحاً بل انه سيُصلح باله ( يمنحه هدوء البال ) (2/محمد) فلا يدَعه للقلق لا على نفسه ولا على مَن وراءَه :

*[ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {97} فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {98} ] النحل .

 هذا وعْـد مؤكد من الله عز وجل *[ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ] وعهْـدٌ منه سبحانه *[ فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ ] . فقد رَبط الله سبحانه الحياة الطيبة في الدنيا بالإيمان وعمل الصالحات .

أمّـا الإيمـان فبـما *[ نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَبِهم ] . وما نُزّل على محمد هو القرءان تحديداً الذي ذكرتْه الآية 98/النحل أعلاه ، ولا شيء سواه *[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ] . وأما عمـل الصالحـات فيجب ان يكـون حسب قراءةِ القرءان/فَهْمهِ قراءةً عصرية يَحيى بها الناس ( 98/النحل) ، واتباعِ احسنِ ما انزل الله سبحانه فيه وهو ما ناسب الواقع (55/الزمر) .

 

(3)

يقرر الله سبحانه (9/النساء أعلاه)  أنّ الانسان بفطرَتِه يخاف على ذُريته مِن بعده وأن علاج هذا الخوف هو في تقوى الله سبحانه وفي الاقتصار على القول السديد الذي ذُكر في القرءان مرتين وبيّنه الله سبحانه وبيّن عاقبته في اواخر سورة الاحزاب ، وربَطه بعدم أيذاء رسول الله بالافتراء عليه غيرَ القرءان كما فعل الذين آذَوْا موسى *[ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى .. {88} ] طه .

فقد زعموا أنه رسول العِجْل ، فردّ موسى عليه السلام على هذا الايذاء والافتراء :

*[ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {5}‏ ] الصف .

لهذا حذّر الله سبحانه الذين آمنوا ألاّ يؤذوا الرسول الكريم بالافتراء عليه ما لم يقله في القرءان الذي أُمر بتبليغه تلاوةً :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً {69} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {71} ] الاحزاب .

وتُبين الاية ( 64/يوسف) أعلاه ان الله سبحانه هو خير الحافظين سواء للانسان نفسه او متعلقاته وانّ أيّ وعْد من بَشر بتأمين حياة أي انسان او ممتلكاته هو وعد بما لا يملك يقيناً . ولا تزعم شركات التأمين انها تتخذ ايَّ اجراءات لحماية المؤمَّن عليه من الموت او التلف .

ولكنّ حقيقةَ عملها أنها تقوم بتعويض المتضرر . فالأوْلى ان تُسمى شركات التعويض .

*****

مِن اسماء الله سبحانه (المُؤمِن) في لسان القرءان العربي ، ايْ ( المُؤمِّن) في لغتنا العربية الدارجة . ولكلا الكلمتين مفهوم واحد هو : القادر على الحفظ والتأمين . لهذا قال يعقوب عليه السلام لاولاده :

*[ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ .. {64} ] يوسف ..

ولم يقل : هل أُءَمنّكم ... كما أمّنتكم...

فاذا كان الله سبحانه هو المُؤمِن ( المؤمِّن) الذي يجعل الانسان المُؤْمِن آمناً على نفسه اذا اصابه الكِبَر، وعلى زوجته وذريته الضعفاء في حياته أو مِن بعده فإن اقساط التأمين عند الله سبحانه مضمونة الدفع مضاعفةً عند الاستحقاق بوعد منه سبحانه  :

*[ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {39}‏ ] سبأ .

بل إن الحبّة عنده تثمر مئات الحبّات ، وهو فوق ذلك *[ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {64} ] يوسف . وتبين آية الكهف (82) ان صلاح أب الغلامين اليتيمين كان ( بوليصة/ وثيقة تأمين ) لهما ولِما ادَّخر لهما ابوهما من كنز أوْشكَ ان يضيع لولا ان الله سبحانه يسّر لهما مَـن حفِظه لهما حتى بلغا اشُدَّهما ! 

(4)

التعاون والتكافل (ألتضامُن) : الحقُّ والحق المعلوم

على ان كون الله سبحانه هو المُؤمِن/المُؤمِّن الحقُّ ، كما انه *[ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ] لا يمنع ان يَرزُق الناسُ بعضُهم بعضا *[ فَارْزُقُوهُـم مِّنْهُ ]   بتبادل السلع  والخِدمات عن تراض منهم ، ولا مانع ان يتكافل النـاس ويتعاونوا على البر والتقوى لأنهم خلفاء الله في الأرض يُجيز من أعمالهم ما يشاء ويُعدّل ما يشاء ويمنع ما يشاء !

 

لم ترِد كلمة ضَمان ولا مشتقاتها في كتاب الله  ووردت مشتقات كل من التعاون والتكافل عَشْر مرات .. فلا مانع أن يكونَ هناك نظام حكومي او مؤسسي  بصندوق خاص غيرِ صندوق الصدقات  يتولى تأمينَ المحروم وهو الذي يُحرَم من ماله او مصدر رزقه او صحته وقوته بحيث لا يستطيع العمل . ففي الايتين اللتين ذُكر فيهما الحـق والحـق المعلوم الـذي يجب في اموال العاملين والموسِعين جعل  الله سبحانه هذا الحق *[ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ] مرتين :

(أ) *[ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً {20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ {23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ {24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {25}  المعارج .

 

(ب) *[ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {15} آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ {16} كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ {17} وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ {18} وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {19} وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ {20} وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {21} وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ {22} فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ {23} ] الذاريات .

عطْفُ المحروم على السائل هنا هو عطف تخصيص . فالسائل الذي له حق في اموال العاملين من الفئتين ( المحسنين والمصلين) المذكورين هو المحروم تخصيصاً سواء سأل او لم يَسأل . اما السائل الذي مهنته السؤال دون ان يكون محروما من نعمة كان فيها فلا يُعطى من هذا الحق .

 

هذا التعبير أصلٌ في أنّ هذا الحق المعلوم الذي تأخذه الدولة تدفعه لتأمين المحرومين . والمحروم هو الذي حُرم نعمة الصحة او القدرة على العمل أو الكسب أو حُرم نعمة المال لمصيبة اصابته في ماله . ومثل هذا المحروم كان قد أنفق ونفع الناس والمجتمع ودفع الحق المعلوم الذي عليه ، فمِن حقه على المجتمع ان يكفُله .

*****

أما الحق غير المعلوم ( بنسب متفاوته ) فمن الخير ان يُدفع الى مؤسسات او شركات تتولى اعطاء المحرومين من هذا الحق حين يكون / أوْ لا يكون / هناك نظام حكومي يتولى الأمر كما هو الحال في نظام تقاعد بعض النقابات . ويبدو من النص القرآني في آيات المعارج وآيات الذاريات أنّ هناك فئتين رئيستين في نظام التعاون والتكافل الرباني :

(1) الفئة/الشريحة الأولى : هي التي تُفهَم من آيات المعارج ( 19-27) . فإن الهلع الذي خُلق وفُطر الانسان عليه بحيث يخاف أنْ يمسّه الشر ( ومن ذلك الفقر والحاجة ) لا يسلم منه :

*[ إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ {23}  .. وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ {26} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ {27} ] ..

بحيث يدفعون لصندوق التكافل في الدولة (إن وجد او لمؤسسة تكافل )... يدفعون حقاً معلوماً ( نسبةً معلومةً) مـن دخْـلهم يُخصص للمحرومين الذيـن حُرموا من نعمة كانوا فيها . ومفهوم المحروم والمحرومين يؤخذ من القرءان نفسه (67/الواقعة و 27/القلم) ويشمل ذلك إلزاماً كلّ العاملين من المُصلين الذين سيُحرَمون يوماً ما مـن نعمـة الكسب والعمـل لعجزهم أو موتهم ، كـما يشمل كلَّ من كـانوا مكلَّفين بالانفاق عليهم وهم الوالدان والاقربون الذين هم الورثة ( 215/البقرة) اذا اصبحوا بسبب عجز الكاسب او وفاته محرومين من النعمة التي كانوا فيها بوجوده .

(والمُصَلّون) هنا هم العاملون الذين ينفعون بعملهم أنفسهم حسب المفهوم العام للصلاة الذي بيناه في بحث ( الزكاة والصدقات من كتاب الله) على الرابط :

الزكاة والصدقات من كتاب الله                       

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=62&cat=5

ويشمل هذا الرجالَ والنساء العاملين بمن فيهم النساء العاملات في بيوتهن .

 

(2) اما الفئة/الشريحة الثانية في آيات الذاريات ( 15-19 ) التي تتكامل ارقامها مع ايات المعارج ( 19-27 ) فهي عامةٌ للمحسنين المتقين الذي أخذوا بالاسباب الوقائية ، فكانوا قليلا من الليل ما يسهرون ليأخذوا حظهم من السكن والنوم فيه بحيث يستيقظون مبكرين بالأسحار فيستغفرون ويقيمون صلاة الفجر التي يَغدون بعدها الى اعمالهم مبكرين . فهؤلاء المتقون المحسنون العاملون المبكّرون بالعمل يكونون في العادة موسِعين فيكون في أموالهم حق مفتوح ( بنسبة تصاعدية يحددها الواقع ) ليستفيدوا منه غُرما / وهم يعملون / وغُنْما إذا صاروا محرومين .

*****

 فصندوق المحرومين ( يقابله في الانظمة الحالية صندوق التقاعد والضمان الاجتماعي ) تستفيد منه فئتان بشريحتين بحيث يكون الاشتراك في واحدة منهما الزامياً للفئتين وهم كل العاملين في المجتمع الاسلامي على الموسِع قدَرُه حقاً مفتوحا حسب الواقع وعلى المُقتر قدَرُه حقا معلوماً . ودفْع هذا الحق برِضىً هو من الزكاة بمفهومها العام كذلك الذي هو ما ينفع الإنسان به الآخَرين كما بيناه في بحث الزكاة والصدقات الذي أشرنا إليه آنفا (الزكاة والصدقات من كتاب الله) .

                    

بهذا يكون هذا الحق لكل الذين امنوا من العاملين في المجتمع ( وليس الأغنياء فقط ) من *[ .. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {55} ] المائدة ، أي خاضعون لأمر الله تعالى طالما أنهم يُقيمون الصلاة ويؤدّون (راضين) حقاً مالياً فرضه الله سبحانه لمنفعتهم ومنفعة غيرهم .

أمّا الذين أسلموا من غير المسلمين فقَبِلوا أن يلتزموا بنظام الدولة فهم من المصلين بالمعنى العام للصلاة الذي بيّناه في بحث الزكاة والصدقات من كتاب الله .

 

(5)

بهذا نرى ان مصطلح التأمين على الحياة ليس صواباً لا مُسمىً ومفهوماً ولا اسماً ، اذ لا يملك مخلوق ان يؤمِّن حياة احد ، علاوة على أنَّ توقُّع المشتركين في التأمين (على الحياة) لمبالغ طائلة تُدفع لِمَن بعدهم يجعل مِن الامر مقامرةً خطِرة تُغري المستفيدين باقتراف جرائم استباقية ليتمتعوا بأموال شركات التأمين الكثيرة ، فيكون حال المشتركين في (التأمين على الحياة) كمن سعى الى حتفه بظلفه .

 

وليس الامر كذلك في مؤسسات التعاون والتكافل ( الضمان الاجتماعي ) التي لا يستفيد منها الورثة إلا اذا كانوا عاجزين عن الكسب لصغرهم او شيخوختهم أو لعاهة فيهم : فلا يستطيعون العمل أو أحيانا لا يجدونه  .

فإذا كانت شركات التأمين العام حاليا – بغضّ النظر عن الاسم - مؤسسات تعاون وتكافل راسخة تحت رقابة الدولة وبضمانتها وبحيث تَسُدُّ انظمتُها كل ثغرات السلبيات او جُلَّها فيكون نفعُها للمجتمع اكثرَ من سلبياتها واضرارها .. فان الاشتراك فيها مع غياب مؤسسة التعاون والتكافل في المجتمع أمر مقبول .

والله سبحانه أعلى وأعلم

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008