حقائق انفرد بها القرءان الكريم

عن هجرة الرسول الكريم موسى سنة 1225/ قم

كشَفَها حرفُ تشبيهٍ في القرءان الكريم وإليكم البيان :

*[ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ

لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ {43} ] الأعراف

(1)

*[ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ... يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً .. {55} ] النور .

فحرف التشبيه ( الكاف في كما ) يفيد أنّ هناك شبهاً بين استخلاف الذين امنوا من بني إسماعيل ( أهلِ الكتاب الآخِر ) في الأرض واستخلاف الذين مِن قبلهم بني اسرائيل ( أهل الكتاب الأول ) استخلافاً مشروطاً غيرَ أبدي في الحالتين .

وقد صدقت الوقائع التاريخية أوْجه الشبه هذه في سنن الاستخلاف وفي نزْعه وفي مدته :

حقيقة الوعدين بوراثة الأرض المقدسة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=173&cat=6

أ .  فكان شرط الاستخلاف على بني اسرائيل *[.. أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً {2} ] الإسراء . وهذا الشرط كان كذلك على الذين امنوا من بني إسماعيل وعلى الرسول الكريم نفسه منذ الأيام الأولى *[ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً {9} ] المزمل .. كما تأكد مفهومه في ءاية وعد الاستخلاف *[.. يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً .. {55} ] النور .

ب .  وكان إيقاف الوعد في الحالتين بسبب مخالفة شرط الاستخلاف ، وأدى التشابه في الشرط ثم في مخالفته إلى تساو ٍ في فترات الاستخلاف التي انتهت بعقوبتين كُبريين للطائفتين اللتين تكلمت عنهما  آيات مطلع سورة الإسراء : 

*[ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً {4} ] الإسراء ، والمقصودون هم بنو إسماعيل وبنو إسرائيل كلاهما :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

(2)

1. فالفترة بين خروج و هجرة الرسول الكريم محمد ومن معه 622/م إلى تحقّق الوعد بعقوبة بني إسماعيل على إفسادهم الأول سنة 1258/م = 636/ سنة . فإذا افترضنا أن خروج الرسول الكريم موسى وهجرتَه مع بني اسرائيل كانت سنة 1225/ قم .. فإن الفترة بين هذه السنة  إلى تحقّق الوعد بعقوبة بني اسرائيل على إفسادهم الأول سنة 589/قم  = 636/ سنة .

ففي سنة 589/ قم .. دخل نبوخذ نصر القدس بعد أن جاس خلال الديار ثم عاد بعد ثلاث سنين 586/قم ليسبي بني اسرائيل إلى بابل . فإذا أَكدَّ هجرةَ موسى في تلك السنة تشابُهٌ ءاخرُ فقد انتفى عنصر الصدفة :

2. إذ أن الفترة بين هجرة الرسول الكريم موسى ومَن معه سنة 1225/ قم .. إلى تحقّق الوعد بعقوبة بني اسرائيل الثانية سنه 70 /م = 1295/ سنة . والفترة بين هجرة الرسول الكريم محمد ومن معه سنة 622/م إلى تحقّق الوعد بعقوبة بني إسماعيل الثانية سنة 1917/ م = 1295/سنة !!!!!

3. والتشابه الثالث مع الفارق الكبير هو أن بني اسرائيل حينما قيل لهم *[..ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ.. {21} ] المائدة ، أي كتب لكم دخولـَها سنة 1225/ قم .. قالوا :  *[ .. سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا .. {93} ] البقرة ..  فحُرِّمت عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض .

ومعنى ذلك أنهم دخلوها سنة 1185/قم ، حتى جاء سرجون الثاني وأزال دولة السامرة سنة 721/ قم  أي بعد 464/سنة .

أما بنو إسماعيل الذين وُعدوا الوعد الحق بالاستخلاف في الأرض فقد دخلوا الأرض المقدسة وفتحوا القدس سنة 635/م وظلوا فيها حتى احتلها الصليبيون سنة 1099/م ، أي بَعد 464/سنة كذلك !!!!

ومعنى هذا  أنهم بقولهم *[.. سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا .. {285} ] البقرة ، فقد استثمروا الأربعين سنة بعد الهجرة سنة 622/م  حتى نهاية حكم الخلفاء الراشدين سنة 662/م في تأسيس دولة امتدت من أواسط آسيا إلى شمال إفريقيا . وبهذا يتبيّن الفرق بين من قالوا ويقولون لربهم       *[ سمعنا وعصينا ] وبين من قالوا ويقولون لربهم *[ سمعنا وأطعنا ] !!!!!!!!!

(3)

بهذه الحقائق والإحصاءات التي فـُهمت من ءايات مطلع سورة الإسراء  ومن حرف التشبيه  والمشبه به في ءاية الوعد الحق - وهي إحصاءات صدّقتها وقائع التاريخ - تَبيّن أن هجرةَ الرسول الكريم موسى وخروجَه من مصر كان سنة 1225/ قم ، وفي عهد فرعون مصر رعمسيس الثاني الذي هلك سنة 1225/ قم .. كما ذُكر في :

Encyclopedia World Dictionary – Page 1296

لقد صَدق اللهُ ورسولـُه ( اللهُ فيما انزل والرسولُ فيما بلـّغ عنه قرءانا ) وهو يقول :

*[ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24} ] الأنبياء .

أي أن خبري ومن معي من الذين آمنوا ، وخبرَ مَن قبلي موثَّق كلُّه حقّ اليقين في هذا القرءان الذي هو *[ الكتاب كُلّه ]  All in one والذي قد يختلف الناس في فَهمه البشري ، ولكن مِثل هذا الاختلاف سيكون يسيرا طالما اتَّفقوا على يقينيّة نصوصه الربانية .

أما الفائدة من هذه المكتشفات فهي أن كتاب الله القرءان الذي علِمنا منه ذكْر الماضي بشكل مذهل .. فيه ذِكْر حقيقة الحاضر وما سيكون في المستقبل القريب إن شاء الله . وهو مستقبل خيرٍ لمن يؤمنون بهذا الكتاب العظيم من جميع شعوب الأرض !!!  لذلك ختم الله سبحانه الكلام عن وعوده المذكورة في مطلع سورة الإسراء بتوصيةٍ لمن انطبقت عليهم هذه الوعود ، بل لكل البشر ، إذا أرادوا أن يحُلّوا مشكلاتهم حلولاً خلاّقة فيها الخير لجميع الأطراف بلا ظلم لأحد :

*[ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً {9} ] الإسراء :

إطار حل القضية الفلسطينية حلاّ ممكنا لا ظلم فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=174&cat=6

(4)

ومما يهدي إليه القرءان مكانُ الخروج والعبور بعد أن عرفنا زمنه . فهل في القرءان ما يشير إلى المنطقة التي عبر منها موسى وبنوا إسرائيل البحر ، خاصة بعد أن اطّلعتُ على بحث يُدّعى فيه أن الخروج والعُبور كان من  خليج العقبة إلى شمال الجزيرة العربية ، وأن بني إسرائيل تواجدوا هنا أو هناك في جزيرة العرب !!!؟ للاجابة أقول :

*[ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى {77} ] طه .

من قول الله هذا نفهم أن الرسول الكريم موسى لم يكن له أن يختار الزمن ولا الطريق الذي سيسلكه ، بل إن الله سبحانه هو الذي اختار له الزمنَ (  آخرَ الليل ) والطريقَ الذي كان سيوصله الى البحر الذي سيكون مصيدة لفرعون وجيشه ، بل إلى أقرب بحرٍ بداهةً . *[ إنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {100} ] يوسف . وقد أخبره سبحانه أنه سيجاوز البحر الذي سينفتح فيه طريق يابس وطمْأنَه أن عليه أن لا يخاف من أن يُدركه خصمُهم .

وقوله سبحانه *[ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً ] وليس ( واضرب أو ثم أضرب ) نفهم منه أن ضرْب موسى بعصاه البحر كان عَقِب إسرائه بهم بفترة وجيزة لأن اتِّباع فرعون وجنودهِ لهم كان بعد ساعات    ( عند الشروق ) :

*[ فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ {60}‏ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ {61} قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ {62} فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ {63} وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ {64} وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ {65} ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ {66} ] الشعراء .

وقوْلُ أصحاب موسى *[ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ] يشير إلى أن المسافة بينهم كانت قريبة ، ومعنى هذه الاشارات أن بني إسرائيل كانوا سيجتازون خليج السويس  الذي  يبعُد عن نهر النيل قرابة تسعين كيلومترا يستطيع جيش يغذُّ السير *[ بغْياً وعَدْوا {90} ] يونس ، أن يقطعها في ست ساعات أو أقلّ  بعد شروق الشمس *[ فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ ] ليكون على مقربة من المُطارَدين .

 وهذه التقديرات المعقولة لا تصح بفرضية أنه كان على بني إسرائل أن يقطعوا مسافة ثلاثمئة كيلومتر ليصلوا من نهر النيل إلى خليج العقبة ، إذن لكان فرعون وجنوده قد أدركوهم من قبل وصولهم إلى خليج العقبة بكثير !!!. فإذا كان الله سبحانه قد أبلغ موسى أنه سيضرب لقومه طريقا في البحر يبسا فليس من المعقول أن يوجَّهه إلى البحر الأبعد ( خليج العقبة ) بينما خليج السويس أقرب بكثير وبه يتحقق وعد الله سبحانه بإغراق فرعون وجنوده في يُسر ، فالله سبحانه *[ لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ] .

 وبذلك يتبيّن ان البحر الذي جاوزه الله سبحانه  ببني إسرائيل *[ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ {90} ] يونس .. هو خليج السويس ومنه الى المنطقة المعروفة بسيناء بغض النظر عن أصل هذه التسمية وصحتها .

أما بقية القصة فقد بيّنها القرءان من ألِفها إلى يائها :

*[ إن هذا القرءان يقُصُّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون {76} ] ألنمل .. وكل كلام ينقضه القرءان بجليِّ العبارة أو خفيِّ الإشارة لا قيمة له لا من الناحية العلمية الأكاديمية ولا من الناحية العملية التي تنفع الناس فتمكث في الأرض !!!!!!

للمزيد ، إرجع إلى بحثنا غير المسبوق :

. أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

*[ أم يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ .

 فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِين {34} ] الطور

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---