4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12764
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12329
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43734
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13879
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15016
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14693
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

مقـــالات

ما لا يذكُره كثيرون : هناك حسابٌ في الدنيا .. وحسابٌ أكبرُ في الآخِرة

10/29/2010 6:04:00 AM

عدد المشاهدات:4867  عدد التعليقات: 4
10/29/2010 6:04:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

ما لا يذكُره كثيرون : هناك حسابٌ في الدنيا .. وحسابٌ أكبرُ في الآخِرة

*[ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً {49} ] الكهف

 

*[ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ

فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ {45}‏ ] ق

*[ الحمدُ للهِ ربِّ العالَمِين ]

(1)

مقدَّمة

*[ قُلْ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا   يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ {108} وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {109} ‏] يونس .

*[ وَقُلِ : الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ .. {29} ] الكهف .

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ : قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ .. {170} ] النساء .

*****

*[ وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ {82} ] يونس .

*[ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ {7} لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ {8} ‏] الأنفال .

*[ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {24} ] الشورى .

*****

كان المفروض فيمن يقرأُ – قراءةَ فهْمٍ - آياتِ كتابِ اللهِ العظيمِ التي منها آياتُ المجموعة الأولى أعلاه أن يعرف فيُؤمن :

أ. أن الحق هو ما جاء مِن ربِّكم . فإذا عقَـلها/ربطها بآيات المجموعة الثانية أعلاه عرف يقينا أن الحق لا يُعرَف - وكذلك الباطل- إلاّ من كلمات الله اليقينية التي جاء بها الرسول آياتٍ مُرسَلاتٍ من عند الله وحياً يوحَى وشهد بإنزالها اللهُ سبحانه ، والملائكةُ ، وروحُهم جبريل الذي نزل بها (166/النساء) ولم يَنزل عليه بكلمة واحدة سواها مما نُسب إليه من الأحاديث والخرافات :

ما لم يعرف عن الرسول والقرءان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=98&cat=2

ب. وأنّ مَن لا يرضى بهذه الحقيقة الإيمانية الكبرى ، فيسب القائلين بها بأنهم قرآنيون  فهو من المجرمين الذين لن يُسألوا عن ذنوبهم لأنهم كانوا قد حُكموا مسبقا وهم في غمرات الموت !

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَاأَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ :

بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ

وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93} ] الأنعام

ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون :  لماذا !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=21&cat=5

(2)

*[ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {7}

وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ {8} ‏] الزلزلة

*[ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} ] الشورى

لن نضيع وقت القارئ في سرد الأكاذيب والخرافات التي نُسبت إلى الرسول أو النبي من غير كلمات الله القرءانية التي أبطل المُضِلون بها مفاهيم هذه الآيات مع ما ترتب على إبطال المُفتَرين لكلِّ أو جُل كلمات الله التي وعَد الله سبحانه أن يُحقَّ بها الحق ويُبطل الباطلَ :

ظهور الحق وقيام الأشهاد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6

وسنحاول أنْ نتدبّر كلمات الله في هاتين الآيتين مستعينين بكلمات الله في آياتٍ أُخرى تُلقى عليها مزيدا من الضوء لتُبينها :

المفهوم العام لآيتَي الزلزلة أن كل مَن يعمل أقلَّ خيرٍ أو شر يراه مكتوبا مُحضَرا في كتابه يوم تُزلزَل الأرضُ زلزالَها ليقوم الناس بعد ذلك لرب العالمين في يومِ البعث والحساب الأكبر :

1. يومئذٍ يَرى الإنسانُ كلَّ ما عمِل مِن خير أو شرٍ مفصلا في كتاب .

*[ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً {13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً {14} ] الإسراء .

الكاميرا الخفية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=153&cat=3

 *[ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين  {12}‏ ] يس .

2. ويَرى فيه ما سبق أن عمِله في الدنيا من خير أو شر قليلا أو كثيرا وقد رُبط بما رآه من نعيم أو عاناه من مصائب (30/الشورى) أعلاه :

*[ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {47} ] الأنبياء .

3. ويَرى فيه :

أ. إن كان مُفلحاً/ناجحا أنه حوسب حسابا أوّليا في الدنيا يجده مُحضَرا مفصلا في كتابِ أعماله سيرةً ذاتيةً له وقد غَلبت فيها نِعمُ الله التي جوزي بها جزاء وافيا في الدنيا ، [ ثم يُجْزاهُ الجَزاءَ الأوْفى {41} ] النجم ، في الآخرة .

فمن يعمل خيرا يُجزَ به في الدنيا جزاءً وافيا هو دفعةٌ أولى على الحساب – تُدفَع له بتوقيت من رب العالَمين – أما في الآخرة فيُجزاه الجزاء الأوفى . وبهذا يتبين كذبُ الذين افتروا على الرسول أو النبي بل على الله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وأنّ الدنيا لا جزاءَ فيها ! فعرْضُ الله قائمُ لكل البشر :

*[ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا {134} ] النساء .

*[ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {148} ] آل عمران

*[ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ {145} ] آل عمران .

*****

ب. أمّا إن وُجِد خاسراً / راسباً لم يُرِد إلاّ الحياة الدنيا (العاجلةَ) فيرى في كتاب أعماله أنه لم يرَ في دنياه إلاّ ما شاء اللهُ له أن يراه ، وأنه قد أذهب طيباتِه في حياته الدنيا واستمتع بها فلا نصيب له في الآخِرة (الآجلة) :

*[ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ {15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {16} ] هود .

*[ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ {20}‏ ] الأحقاف .

*[ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً {19} كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً {20} انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً {21} ] الإسراء .

4. ويَرى فيه أن الله سبحانه لم يُهمل صغيرة ولا كبيرة في الدنيا من خير أو شر إلاّ حاسب عليها كليّاً أو جزئيا - حسب سُننه سبحانه في الحساب التي منها :

أ. أن ما أصابه من خير فبفضل من الله ، وما أصابه من شر فبسبب أخطائه وذنوبه . وبما أنّ أحدا من البشر – مؤمنا أو غير مؤمن – لم يُعصَم من الذنوب فإن أحدا منهم لم يَسلم من مصائب الدنيا وعثرات الزمن ومتاعب الحياة  *[ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ] :

*[ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا {79} ] النساء .

  حقيقة القضاء والقدر من كتاب الله

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=96&cat=5

ولكنه سبحانه – حسب سُننٍ له كذلك - يقبل توبة عباده عن ذنوبهم من قبل الموت (لا قبلَه)  فيغفر ما يشاء منها .

*[ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {25} ] الشورى .

أما السيئات (الأدنى من الذنوب) فيعفو عن كثير منها تِلقائيا ويُكفِّر ما يَطلب العبد تكفيره منها إذا دعاه :

*[ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ {193} ] آلعمران .

*[ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} ] الشورى .

فهو سبحانه يعفو عن كثيرٍ من سيئات عباده ، لهذا يَقيهِم من كثير من مصائبَ استحقوها بسبب سيئاتهم لولا عفوُه عن كثير منها ! فالحمد لله رب العالمين .

أفلا يتدبرون القرءان  درجات تكفير السيئات

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=201&cat=3

*****

ب. وأنه سبحانه كان يعفو عن كثير من سيئات العباد  ولا يُؤاخذهم بما (بكل) ما عملوا من سوء :

*[ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا {58} ] الكهف  .

*[ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا {45} ] فاطر.

*****

ج. وأنه سبحانه كان يصيبهم كُلَّهم ببعض ذنوبهم في الدنيا :

ولكنه  لعدْله  لم يُساوِ بين مَن لم يُذنب في مجالٍ وبين من أذنب فيه حتى لوتاب .. لا في الدنيا ولا في الآخرة ، كما أنه بداهةً لم يُساوِ بين من أذنب وتاب وبين مَن لم يتُب .

 *****

د. وأنه سبحانه طبق هذه السّنة الربانية على النبي الأمين على مكانته عنده ، فلم يُعفه (فكيف يُعفي غيره !)  من عقوبات دنيوية (هزيمة اُحد واحدة منها) على ذنوب بدرت منه مع أنه كان دائم الإستغفار ، وقال له ولمن معه :

*[ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا ؟! قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ  عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {165} ] آل عمران .

 وظل ربه يقول له :

*[ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ {55} ] غافر .

والذنب هنا هو استعجاله للنتائج - وهو خطأ قاتل لامَه ربُّه عليه بشئ من الشدة لأنه كاد أن يعصف بالدعوة كلِّها :

*[ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ {35} ] الأنعام .

*[ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً {75} ] الإسراء .

لهذا ذكّره دائما أنّ الإيمان انقلابي لا مداهنةَ فيه وأوصاه أنْ لا يُدهِن في أساس الإيمان وهو أنّ الله وحده هو رب العالَمين :

الإيمان انقلابي والتطبيق تدريجي

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=73&cat=3

*[ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ   {19} ‏] محمد :

والذنب هنا هو استبطاؤه والمؤمنين وعدَ الله المشارَ إليه في الآية قبلها كما استبطأ يونسُ وعدَ الله فذهب مغاضبا قومه بدون إذن ربه . وقد أشار الله سبحانه إلى مِثل هذا الواقع (واقع ما فيش فايدة) بأنه المرحلة التي تسبق النصر بالحق :

*[ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {110} ] يوسف .

*[ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا {105} وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {106} وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا {107} ] النساء .

والذنب هنا هو خطأ قضائي وقع فيه النبي فصوّبه ربُّه قرءاناً .

وحتى بعد أن بشَّره في سورة الفتح إثر الحديبية أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقد ظل يأمره بالإستغفار لذنبه حتى بعد أن تحقق وعْدُ الله له بالنصر والفتحِ  :

*[ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً {3}‏ ] النصر .

*****

5. ويَرى الإنسانُ في كتابه أنه حوسب في الدنيا وسيُحاسَب في الآخرة كذلك على ذنوب اقترفها ، وأنّ عقوبة الدنيا على ذنْب اقترفه لم تحُطَّ عنه بالضرورة ذلك الذنبَ كلّه في الدنيا ولا في الآخرة ، بدليل قوله سبحانه على لسان ذي القرنين :

*[ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً {86} قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً {87} وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً {88} ] الكهف .

أمّا في الآخرة : فحتى المُسرف على نفسه إذا كان قد (1) تاب وأناب إلى ربه (2) وآمنَ وأسلم له (3) وأصلح ما أفسده باتِّباع أحسنِ ما أنزل الله من آياتٍ - وفي حالة موالاة أعداء الحق (146/النساء) - (4) اعتصم بالله (5) وأخلص دينه لله (6) من قبل الموت (لا قبله) .. فسيجد أنّ اللهَ يغفر الذنوب جميعاً :

*[ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ : لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53} (1) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ (2) وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ {54} (3) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {55} أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {56}‏ ] الزُّمر .

(3)

وفي المقابل فإن مَنْ عمل سوءاً ممن يؤمنون بئايات الله لا يحتاج مع التوبة إلى إيمان من جديد بل إلى توبة وإصلاح . وهذه تزكية لهم بأنهم مُحصَّنون بهذا الإيمان من كبائر الإثم والفواحشِ التي تُخرِج فاعلَها من الإيمان بحيث يحتاج مع التوبة عنها والإصلاح إلى إيمانٍ من جديد :

*[ وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {54} ] الأنعام .

*****

أمّا الذين يلبِسون إيمانهم بظلمِ الإيمان بغير آياتِ الله من كلام لبشر فهُم غير مُحصَّنين من الكبائر التي إذا عملوها فإن عليهم أنْ (1) يتوبوا (2) ويُؤمنوا بئايات الله  (3) ويُصلحوا (4) من قبل الموت (لا قبْلَه) لِتُقبل توبتهم :

*[ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ {67} ] القصص .

خِتاماً

فإن على المسلمين التراثيين أن يتخلَّوا عن أوهامهم في أنْ يَغفر ربُّهم ذنوبَهم ويرفع عنهم هذا العذاب المتصاعد دون أن يرجعوا إلى آيات الله التي يُذكَّرون بها .. ويتخلّوا وعن أوهامِهم في أنْ يرجعوا من الحج كيوم ولدتهم أُمهاتهم ، وأنّ العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما وكذلك مُجرد الصلاة إلى الصلاة ، وأن الجنة تُضمَن بشفاعة النبي حتى لأهل الكبائر(!!) فكيف بملايين المُصلّين على النبي كما توهموا الصلاة عليه !!

فقد ورثوا أمثال هذه الأوهام والإفتراءات قرونا ، فأذاقهم ربُّهم :

*[ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ {16} ] فصلت .

فما لم ينفعْهم في الدنيا بشهادة واقعهم المخزي .. لنْ لنْ لنْ ينفعهم يقينا في الآخرة !!

كيفية الصلاة على النبي من كتاب الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=43&cat=3

ظهور الحق وقيام الأشهاد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6

إن أمثال هذه المزاعمِ التي دمّرت الأُمة – وهي كثيرة - ينقضها القرءان الذي به صار النبي رسولا كريما . والقرءانُ يقول في الذين يخوضون في آيات الله بما يخوضون من أكاذيب افتروها على الرسول الكريم ورددوها قروناً :

النهي عن القعود مع الظالمين الخائضين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=162&cat=3

*[ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {42}

مَا يُقَالُ لَكَ

إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ :

إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ {43} ] فصلت 

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008