4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12763
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12328
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43733
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13878
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15013
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14692
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

النساءُ في كتابِ اللهِ العظيم .. ثانياً : النكاحُ والزواجُ وأحكامٌ عامة

10/19/2010 1:24:00 AM

عدد المشاهدات:5596  عدد التعليقات: 2
10/19/2010 1:24:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

النساءُ في كتابِ اللهِ العظيم .. ثانياً : النكاحُ والزواجُ وأحكامٌ عامة

تكمِلةً لدور المرأة ولباسها في الحياة

 في البحث المنشور :

إنقاذاً للأسرةِ نواةِ المجتمع : النساءُ في كتاب الله العظيم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=111&cat=5

وما لم يُعرَفْ عن الزواج .. وبَديليْه مِن كتاب الله العظيم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=110&cat=5

]* قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ !! [

*[ فَللّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]

 (1)

أ. *[ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ !!! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ …(127) [ النساء .

ب.*[  يَسْتَفْتُونَكَ !!! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ …(176) [  النساء .

بكلمات الله هذه ردّ الله سبحانه الإفتاء في أمور النساء - وكذلك فتوى الكلالة - إلى كتابه الكريم المباركِ فقط في المرتين خاصة ، بمعنى أن أحكام النساء والكلالة خاصةً إنما تؤخذ باستفتاء الله سبحانه أيْ باستفتاء آياته (بكلماتها وإحصاءاتها) فقط ومن مواقع متعددة من الكتاب المجيد لتفهم على ضوء الواقع .

 

ج.*]  يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1) [ النساء .

قوله سبحانه ] وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [  وليس أزواجها مع قدرته سبحانه على ذلك … إشارة إلى أن الأصل هو: رجل واحد لزوجة واحدة تُحقق له السكينة في جو من المودة والرحمة : الرجل للشقاء والكد والتعب وخدمة الناس ، والزوجة لتؤمّن له السكينة والراحة بعد شقاء العمل في خدمة الناس :

]* وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى(116) فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(117) [ طه .

وقد ذكر الله سبحانه (الشقاء) مرة أخرى محذراً :

]* قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) [ طه .

فجعل عدم إتباع تعليماته سبحانه سبباً للضلال والشقاء[1] الذي إذا أضيف الى الشقاء وتعب العمل أنتج كلاهما المعيشة الضنك .. بينما العيش في نظام تعليمات الله سبحانه رديف للجنة التي لا ضلال ولا شقاء فيها .

 

لهذا كان الرجل بحاجة إلى زوج (زوجة) يسكن إليها بعد شقاء وتعب العمل :

]* وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) [ الروم .

كما جعل الله سبحانه الليل ليسكن الناس فيه فلا عمل :

]* هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ(67) [ يونس .

فجعل سبحانه السكن (في) الليل كله للناس جميعا وجعله مظلما ليناسب السكونَ وقلة الحركة ، وجعل النوم (به): أي بجزء منه ، وكذلك بجزء من النهار الذي يسّر الإبصار فيه كُلّه ليناسب الحركة والعمل :

*[ إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً {7} ] المزّمل .

*[ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً {9} وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً {10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً {11} ] النبأ.

]* وَمِنْ ءَايَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ(23) [ الروم .

 

كما جعل الله سبحانه البيوت المصدر الثالث للسكن والسكينة ، فسميت البيوت مساكن لتكون سكناً :

]* وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا …(80) [ النحل .

]*.. وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا …(24) [ التوبة .

(2)

]* وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا(1) فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ(2) فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا(3) وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ(3) نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا(4) [ النساء .

الملاحظ هنا أن الخطاب جاء للناس منذ أول السورة ] يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ..[ وليس للذين آمنوا فقط . فإنَّ ما في هذا الخطاب وخاصة الإقساطَ في اليتامى وكونه شرطاً للتعدد هو عام للناس كما يلاحظ اليوم عند البشر الذين يكادون يتفقون على رفض تعدد الزوجات بالمَرّة ولا يرون سبباً لاستثناء هذا الرفض – إلا المسلمين التراثيين  [ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ] ، فهُم يفتخرون بالتعدد ويعتبرونه ( علامة/ماركة تجارية ) لهم !!

وحصْر العدد بأربع يشمل النساءَ والإماءَ/المستخدَمات . الاّ ان العدل لا يُشترط بين الاماء/المستخدَمات .

تعدد النساء في كتاب الله العظيم

  http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=12&cat=4

(1) ( تُقْسِطُوا) أي تعدلوا وزيادة هي الإحسان[2]. فالقسط هو العدل والإحسان :

]* قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ …(29) [ الأعراف .

]* إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ …(90) [ النحل .

]*… وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا …(152) [ الأنعام/6 .

]* وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ(47) [ الأنبياء .

فعند القول يجب العدل وعند التنفيذ والتطبيق فالقسط (العدل + الإحسان) أولى .

(2) قوله سبحانه ] مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ [ يفيد جواز الجمع بين اثنتين أو ثلاث حتى أربع نساء في الوقت الواحد. هذا هو فرق المعنى عن القول (اثنتين وثلاثاً وأربعاً) الذي يفيد مجموع النساء المسموح بهن طيلة الحياة سواء من ماتت منهن أو طلقت .

وبما أن الحصر للعدد لم يرد في الكتاب كله إلا في هذه الآية فإن شرط الخوف من عدم الإقساط في اليتامى يعتبر شرطاً أولَّ ومبدئياً للسماح بنكاح أكثر من واحدة : أي أن تكون ثمة مصلحة لأيتام . وهذا الاهتمام يتناسب مع رحمة مَن خلقهم بهم، ومع المجتمع الإسلامي الذي قد يكثر فيه الأيتام لأكثر من سبب بحيث قُدِّم لمن يعتني ببعضهم تسهيل نكاح أكثر من واحدة إلى أربع حتى تتحقق العناية بهم بشرط ثانٍ هو ضمان العدل الظاهري بين النساء ما لم يكنّ اماءً او مستخدَمات *] مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ  [ . أما قوله سبحانه :

]* وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا(129) [ النساء ...

 

فقد علم الله سبحانه أنّ العدل بين النساء[3] فوق طاقة البشر فأذِن ببعض الميل لكنه لم يسمح بالطغيان *] كُلَّ الْمَيْلِ [  الذي تُهمَل به المرأة بحيث تبقى معلقة فلا يُعرف مصيرها. وتعويضاً عما يلحق بإحداهن من غَبن فقد أمَر الله سبحانه أن يُصلَح ما يمكن أن يؤدي إليه بعض الميل من جهة أخرى، إضافة إلى ما في العناية بالأيتام من خير يستحق أن يكون ثمناً للنقص في العدالة بين النساء لكن بدون تجاوز للحد يؤدي إلى الطغيان *] كُلَّ الْمَيْل ِ[ .

تعدد النساء في كتاب الله العظيم

  http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=12&cat=4

(3) ] صَدُقَاتِهِنّ َ[جمع (صَدُقة) :  وردت مرة واحدة فقط في الكتاب كله . وهي هدية تُنحَل للمرأة دليلاً على الصدق والعزيمة في الطلب وهي من سمات نِحلة الإسلام، بينما تخالف مجتمعات أخرى فتفرض على المرأة وهي الطرف الأضعف أن تقدم هي هدية الزواج. والصَدُقات غير الأجور التي يتقرر بعضها قبل الدخول دفعةً أُولى تُنحل للمرأة هديةً (صَدُقة) غيرَ مستردة ، وبعضها يُقدَّم بعده فرضاً[4]. اما المهر والمهور فلم تُذكر في كتاب الله اطلاقا ولا ايٌّ من مشتقاتها.

. للنساء في كتاب الله أجور لا مهور 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=63&cat=3

(3)

]* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا(4) (19) وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا(20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى(5) بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا (6) غَلِيظًا (21) [ النساء .

 

(4) ذُكر الخير الكثير في القرآن الكريم مرتين :

فقد ربطه الله سبحانه في المرة الأولى بمعاشرة المرأة بالمعروف والصبر على قسمة الله[5] تعالى له فيها وخاصة إذا كرهها أو كره منها شيئاً، وقد وعد الله سبحانه مَن يأخذ بتوصية الله سبحانه له بالصبر على امرأة يكرهها (لغير فاحشة مبينة) أن يؤتيه بسببها خيراً كثيراً ، وربط الله سبحانه الخير الكثير في المرة الثانية بالحكمة التي هي حسن التصرف والتطبيق، وهي أهم ما يحتاجه الرجل في التعامل مع امرأته أو زوجته :

]* الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ(269) [ البقرة .

 

(5) وردت كلمة ( أَفْضَى ) مرة واحدة في الكتاب : ] أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ [ : خلا به وكشف له ما لا ينكشف لغيره . هذا أكثر مما يسمونه العيش والملح اللذيْن يُفترض أن يمنعا سوء العِشرة والمعاملة . ويتحقق الإفضاء بمراحل العلاقة الزوجية: الملامسة وهي المداعبة المشتركة الخارجية . والمباشرة وهي التقاء البشرتين) . والمس وهو التقاء العضوين بحيث يمكن أن يكون حمل حتى بدون إدخال . فإذا حصل المس الذي رُبط في عشرات آيات الكتاب بالضُر- وفي قليل منها بالخير-  فقد وقع المحظور لخروج الأمر غالبا عن السيطرة . وآخر مراحل العلاقة الدخول . وكل ذلكم من الرّفث .

(4)

الملامسة

]* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ(7) إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ(8) وَأَرْجُلَكُمْ(9) إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا : } وَإِنْ كُنْتُمْ (10) مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَر أَوْ ( جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ(11) أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ(12) فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً) { فَتَيَمَّمُوا (13)  صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) [ المائدة .

. أحكام قرب الصلاة والقيام إليها من  كتاب الله   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=181&cat=5

(7+11+12) هذه هي الحالات الثلاث التي يجب بعدها الوضوء للصلاة : بعد القيام من النوم ، وبعد قضاء الحاجة أو متعلقاتها ،  وبعد مداعبة النساء مداعبة فيها إثارة توجب التبريد بالوضوء . فإن كان مسٌّ غالباً ما يبلغ الأمر به مداه وتتحقق به الجنابة فيجب التطهر وهو الاغتسال جيداً. أما متعلقات الصلاة التي نُهي الجنب عن فعلها كدخول المسجد وقراءة القرآن والدعاء فيكفي لها الاغتسال من الجنابة وهو دون التطهر :

]* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا (إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ) حَتَّى تَغْتَسِلُوا  }وَإِنْ كُنْتُمْ (10) مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَر( أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً) فَتَيَمَّمُوا{  صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا(43) [ النساء/4 .

برؤوسكم : أي بجزء منها، ولو أرادها كلها لقال : وامسحوا رؤوسَكم كما قال  ] فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ [  أي كلَّها .

*[ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [: معطوفةً على ( وُجُوهَكُمْ ) تفيد غسل الأرجل إلى الكعبين .

]* وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [: معطوفةً على ] برؤوسِكم[ تفيد جواز المسح أي مسحِ بعض الأرجل إذا كانتا نظيفتين . واشتراط الخفين أو الجوربين هو إجراء حِكمي لضمان نظافة الرجلين عند المسح فلو كان الجوربان قذرين فلا يصح المسح عليهما .

 

(10) المرض أو السفر حالتان وليسا ناقضين للوضوء . ويتصل بهما قوله سبحانه (فتيمموا) وليس ] فَلَمْ تَجِدُوا مَاء فَتَيَمَّمُوا [ فالمريض والمسافر يُباح لهما التيمم مع وجود الماء أو عدمه . لأن عدم وجود الماء يُبيح التيمم للمسافر والمقيم ، والسليم والسقيم .

 

(13) تيممُ الصعيد الطيب هو قصد مكان مرتفع مضمون الطهارة - وعكسه الغائط وهو المكان المنخفض الذي كانت تُقضى فيه الحاجة طلباً للستر- سواء كان عليه تراب أم لا . لهذا ورد الطلب بمسح جزء من الوجوه والأيدي( بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ) مرة بقوله سبحانه منه كما في آية المائدة السابقة ومرة بدونها كما في آية النساء :

*[ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) [ النساء .

 

الإشارة إلى عفو الله سبحانه ومغفرته (43/النساء) تذكير بأن الوضوء أو الغسل بالماء هو الأصل طالما تيسّر، وأن التيمم هو دونه لكن يَجبره عفو الله سبحانه ومغفرته .

(5)

المباشرة

أما المباشرة فهي التقاء البشرتين ، مبادلة ومشاركة ، فإذا حصل هذا صعب أن لا يبلغ الأمر مداه :

]* أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ(14) وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ(15) وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ ءَايَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187)[ البقرة .

(14) *[ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [ ليكن الهدف من المباشرة ما أنزل الله لكم في الكتاب. وأول ذلكم تحقق السكينة والمودة والرحمة كما ورد في الآية 21/الروم[6].

ومن أهداف المباشرة المؤدية إلى الدخول إنجاب الذرية . لذلك شبهت النساء بالحرث وهي الأرض وما تُنبت . والدخول بهن حرْث يُقصد به الإنبات ولا أحد يحرث إلا حيث ينبت الزرع بغض النظر عن طرق وكيفيات الحرث طالما كان مكان الحرث الذي شرعه الله سبحانه يُنبت زرعاً أي ذرية .

ومما كتب الله أن تكون المبادرة والبداية من الرجل فيكون هو الباديء/المباشر حِفظاً لكرامة المرأة وحيائها . لهذا قال (باشروهن) وهو خطاب للرجال . ومن ذلكم مراعاة مقدَّمات الدخول ملامسة ومباشرة ومساً . وقد اوجز الله سبحانه هذه فقال: ]* وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ …(223) [ البقرة ، أي عليكم بمقدَّمات تتحقق بها النتائج (الأهداف) ، وهي إشارة دقيقة جداً :

(15) بكل بساطة واختصار فإن الصيام من الفجر حتى الليل (بمفهوميه) هو عن ثلاثة أشياء    فقط : الأكل والشرب ومدخلهما الفم ، ومباشرة النساء، مع نهْي الله سبحانه حتى عن الاقتراب من هذه المحظورات خشية الوقوع فيها .

الصيام من كتاب الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=65&cat=3

(6)

المحيض

]* وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ(16) قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ(17) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ(18) أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) [ البقرة .

(16) المحيض الأولى مصدر ميمي بمعنى الحيضِ وحكمِ المباشرة أثناءه . والمحيض الثانية اسم زمان وهو وقت الحيض . وقد أمر الله سبحانه باعتزال النساء أي البعد عنهن وقت الحيض . فإنّ (اعتزل) أو أياً من مشتقاتها لم ترد في كتاب الله إلاّ مربوطة بالناس . فلا يُعتزل إلاّ الناس . ولا تُعتزل الأمكنة . وقد أكد الله سبحانه هذا المفهوم وقيّده بأن المقصود هو عدم الاقتراب من النساء حتى يَطهُرن أي ينقطع دم حيضهن . (يَطهُرن) فعلٌ لازم . والحكمة من عدم الاقتراب من الحائض معروفة ، بحيث لا تؤدي الإثارة إلى وقوع المحظور وإلحاق (الأذى) بالطرفين .

 

أما الحكمة الأخرى من عدم الاقتراب فهي درْء أيِّ نفور من المرأة بسبب رائحة دم الحيض وأذاه ، وهو نفور يمكن أن يؤدي إلى كُره للمرأة يتنامى بحيث يهدم البيت. على أن الاقتراب ممكن إذا انقطع دم الحيض ولم تتمكن المرأة من التطهر بالماء. ولكن الدخول يظل محظوراً حتى تتطهر المرأة أي تغتسل جيداً. ومعروف أنّ خير الطيب بالنسبة للمرأة هو التطهر بالماء (والصابون). ولم يأذن الله سبحانه بإتيان المرأة ومن حيث أمر الله إلا بعد أن (تتطهر) بالماء بعد أن (تطهُر) من دم الحيض. وعلى من يستكثر هذا أن يعلم أن صيام أسبوع في الشهر هو إجازة إجبارية يحتاجها كل من الرجل والمرأة بحيث تكون العلاقة بعد أسبوع من الجوع قوية تُقوّي الصلة بين الاثنين وتُشعرهما بحاجة الواحد للآخر. فالجوع أمهر طباخ !!

(7)

مسّ المرأة

يفهم مسّ المرأة من كتاب الله العظيم أنه أقل الممارسة التي يمكن أن ينتج عنها حمل :

] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا(49) [ الأحزاب/33 .

فالمسّ أقله ما يمكن أن يؤدي إلى حمل وعِدة وهو التقاء العُضوين والامناء بدون إدخال ، وأكثر منه الدخول .

]* قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا(20) [ مريم .

 

ومسّ المرأة هو الحد الذي يحق لها به كامل ما فُرض لها من الأجر إن كان طلاقٌ:

]* وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(237) [ البقرة/2 .

فنِصف ما فُرض لها إذا طلقها الرجل يتحقق لها بدون مسّ ، إلّا أن تتنازل هي عن هذا النصف أو بعضِه أو يتنازل الرجل الذي بيده حق فسخ عُقدة النكاح بأن يدفع أو يتنازل عن كامل الحق الذي دفعه أو أكثرِه .

أما إذا كان (مسٌّ) ولو بدون إدخال فحق المرأة في كامل ما فُرض لها بيّن ، إذا كان الراغب في الطلاق الرجل . على أن (الفريضة) المشار إليها في الآية الكريمة هي الأجور التي تستحقها المرأة بمجرد عقد عقدة النكاح. وليست الصُدقات التي هي نحلة أو هدية لا تُردّ :

]* وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ..(4) [ النساء .

]*.. فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(24) [ النساء .

للنساء في كتاب الله أجور لا مهور 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=63&cat=3

(8)

الدخول

الدخول هو نهاية العلاقة وآخر مراحل الرّفث إلى النساء :

]* حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ..(23) [ النساء .

(6) قوله سبحانه ]* وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا[7](21) [ النساء .. إشارة إلى عقدة النكاح وما تتضمنه من عرْض وقبول بالتراضي المشروع . وقد ربط الله سبحانه كلمة (زوج) في الآية نفسها بالميثاق الغليظ الناتج عن عقدة النكاح وليس عن مجرد عَقد كبقية العقود. وتسمية عَقد النكاح عُقدة إشارة بيّنة إلى أنها لا تُحل بسهولة، وأنها عُقدت لِتدوم فلا يصح أن تؤقّت .

وقد ذكر الله سبحانه عُقدة النكاح مرتين في آيتين من سورة البقرة : مرة عند عَقد العقدة ، ومرة عند فكِّها بالطلاق . وفي الحالتين يحتاج عقْد العقدة وفكُّها إلى عزيمة :

العزم شرط لعقدة النكاح وشرط لحلها بالطلاق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=44&cat=5

]*.. وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ ..(235) [ البقرة .

]*.. أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ..(237) [ البقرة .

*[ وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {227} ] البقرة .

 (9)

المحرمات من النساء

]* وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ(17) ءَابَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا(22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ(18) وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ(19) وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا  (23) [ النساء .

(17) (نكح) تتحقق بمُجرد عقد (عُقْدَةَ النِّكَاحِ) ، وإن كان هذا ليس مقصوداً لذاته :

]* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ..( 49) [  الأحزاب .

 

(18) قوله سبحانه (اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) ثم ( مِنَ الرَّضَاعَةِ) حسم الأمر بأن المحرمات بالرضاعة هن الأمهات والأخوات بسبب الرضاعة ولو أراد غيرهن لقال (مثلاً) بعد تحريم الأمهات اللاتي أَرضعنكم : (وكل من ذكر من الرضاعة) ليشمل الأخوات وغيرهن .

وقد أكد الله سبحانه عدم تحريم أحد من النساء إلّا مَن ذُكر في كتاب الله المنزل المفروض . فقال بعد ذكر آخر المحارم : (كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) . والملاحظ أن الله سبحان يقول ( بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ) وليس (بين أُختين) !

. الحول القرءاني = أربعة أشهر وعشرا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=6&cat=3

]* وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ(19) إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ(20) وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ(21) أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ(22) غَيْرَ مُسَافِحِينَ(23) فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً(24) وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ (25) كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(24) [ النساء .

(19) (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ) : النساء الملتزمات بعُقدة نكاح يحرُم نكاحهن على غير بعولتهن أو أزواجهن حتى تُحَل عُقدة نكاحهن بغير إكراه ، إذ لا إكراهَ في الدين . وهذا الصنف هو آخر المعطوفات من المحرمات من النساء في الآية السابقة .

 

(20) ( كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) : هذه المحرمات كتبها الله سبحانه عليكم في الكتاب الموثق كتشريع نظري دائم/قانون ، لا كحكمة تطبيقية آنية محكومة بواقع . وغيرُ ذلك مما يُحرمه البشر أو ينقل عنهم فلا يعتدّ به لأن الله سبحانه هو الرب المشرع فقط أما البشر وعلى رأسهم النبيون الكرام فهم مطبقون لنصوص التشريع على أهل عصرهم .

 

 أما إذا اقتضى التطبيق الحياتي وهو الحكمة تفضيلَ نكاح أو استبعاده دون تحريم فهذا متروك للناس يختارون من دائرة المباحات ما فيه خير لهم حسب اجتهادهم، لكن بدون تحريم. فالتحريم هو حق لله سبحانه لا نأخذه إلا من كتابه فإنّ الله تبارك اسمه لامَ النبي حين حرّم شيئاً خاصاً على نفسه 1/التحريم :

]* يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(58) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ(59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ(60) [ يونس .

 

(21) (ذلكم) : كل ما ذكر من المحرمات . ولو قال (ذلك) فقد يُفهم بند واحد أو آخِرُ بند من كل ما ذُكر.

(22) (مُحصِنين) : مفهومها أن الإحصان شرط لاستمرار العقدة : سواء إحصان الرجل لنفسه من الفاحشة أو قدرته على إحصان أي تحصين زوجته منها ، وأن الإخلال من أحد الطرفين بهذا الشرط موجب لفسخ العقدة . وقد تأكد الأمر بالنسبة للرجل والمرأة بقوله سبحانه :

(23) (غَيْرَ مُسَافِحِينَ) . إذ أن ارتكاب السِّفاح وهو الجهر بالزنى من احد الزوجين وثبوت ذلك عليه موجب لفسخ العقدة . وقد تأكد هذا في سورة النور:

]* الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ(3) [ النور .

 

 فقد جعل الله سبحانه نكاح الزانية أو الزاني كنكاح المشرك أو المشركة المحرَّميْن على المؤمنين . ومع أن الله سبحانه قد فتح إمكانية التوبة لمن يقذف المحصنات في الآية الخامسة من النور ، فإنه لم يشترط بعد توبة القاذف الإيمانَ قبل الإصلاح ، إذ يبدو أن القذف على سوئه لا يُخرج مَن يقترفه من الإيمان . أما الزنى فيُخرجه .

 

 لهذا اشترط اللهُ الإيمانَ من جديد على من يقترفون الكبائر الثلاث : الشركَ بالله سبحانه ، وقتلَ النفس بغير الحق ، والزنى ، وخاصة إذا اقترفها عباد الرحمن :

]* وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(70) [ الفرقان/25 .

 

 فاشترط على عباد الرحمن خاصة التوبةَ عما ذُكر والإيمانَ من جديد وأن يعملوا عملاً صالحاً وليس فقط أن يعملوا صالحاً وكأنه يشير إلى الفرق بين من (عمل صالحاً) على إطلاقه ومنه الكلمة والتنظير وبين من عمل عملا صالحاً . إذ أنّ العمل مِحك التوبة والإيمان . لهذا قدّم الله سبحانه الحكمة وهي حسن التطبيق العملي على الموعظة الحسنة (125/النحل)[8] كطريق وحيد للدعوة إلى سبيل الله . أما الذين :

]*.. أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا(60)[ مريم/19 .

فقد اشترط عليهم بعد التوبة الإيمانَ والعملَ الصالح على إطلاقه : قولا أو عملاً .

على أن فُرص التوبة لمن يكفر ويؤمن– كفرَ عقيدة أو كفر كبيرة- لا تتعدى المرتين  كالطلاق . فإذا كانت الثالثة وجَمع إلى الكفر زيادةً فيه أو ظلماً فلا توبةً تُقبل ولا عُقدةَ نكاح تبقى :

]* إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا(137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا(139) [ النساء .

وعدد المرات هنا هو ضابط الآيات التالية :

]* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيداً {167} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا(168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) [ النساء .

 

والظلم هنا هو الشرك بالله (وهو ظلم عظيم) والإفتراء عليه (أو على رسوله) كذبا (18+19/يونس) . فهذا أظلم الظلم الذي إذا أُضيف إليه الصدّ عن سبيل الله أي عن آياته سبحانه بحجة الأحاديث كان الضلال البعيد الذي لن يغفر الله لفاعله لتكون عاقبتَه الخلودُ الأبدي في جهنم !

]* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) [ آلعمران .

فإنَّ من يزداد كفره كالمريض يزداد مرضه حتى يهلك . أما إذا استقرّ ثم قلّ فشفاؤه ممكن .

(24) ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ) = فما انتفعتم به من خِدماتهن التي يقمن بها بناء على طلبكم (استفعل = طلب الفعل) . وفي هذا أكثر من إشارة : أولاً أن الزوج هو صاحب العمل القائم – بل القوّام - على أمر الأسرة ، فهو الذي يطلب ويبادر حفظاً لكرامة المرأة . والاستمتاع هنا ليس الغريزي فقط – فهو مشترك - بل هو الانتفاع مع الرضى[9] بما تعمله المرأة وتؤديه من خِدمات بوصفها أجيراً أو عاملاً مميَّزاً وخاصاً  يعمل في مؤسسة خاصة لها صاحبُ عمل .

وأصحاب العمل هم مِن أولي الأمر: تجب طاعتهم مشروطةً بطاعة الله حسبما أنزل الله على رسوله من الكتاب .

وقد قضى الله سبحانه كما يفهم من النص أن تَأخذ الزوجة من الزوج أجراً مفروضاً على خدماتها يتناسب مع مدى انتفاع صاحب العمل بهذه الخِدمات ، تماماً كخدمات الأجيرين المستخدَمين الذين يوظفهم أو يستخدمهم اصحاب العمل ومنهم زوج المرأة الذي كتب/فرض الله عليه شقاء العمل .

فالمرأة في بيتها عامل يستحق أجراً يدفعه الزوج فرضاً عليه ( فريضة ) من الله بالمستوى المعروف عن مثلها – كحد أدنى للأجر - ولهما أن يتفقا بالتراضي على أيّة زيادة عن الحد الأدنى كعلاوة إتقان يدفعها الزوج حسب المؤهلات والأداء الفردي للزوجة … تماماً كما هو الحال في سوق العمل . وتُعتبر حصتُها من نفقات الأسرة العامة جزءاً من أجرها . فكما أنّ الرجل عامل يعمل ويخدم الآخرين ويتقاضى أجراً ، فكذلك المرأة تعمل وتخدم صاحب عمل واحد هو زوجها ووالد اولادها. والمستفيدون من عملها في بيتها هم زوجها وهي وأولادهما وبيتهما ، وبالتالي المجتمع كله الذي يَقوى ويسعد إذا كانت نواته – وهي الأسرة - قوية سعيدة . فالمرأة أجير خاص فلا تشقى . والرجل أجير عام عليه أن يكد ويتعب ويشقى .

وهذا الأجر المفروض هو غير الصَّدقُات المنحولة للمرأة نِحلةً (اسم هيئة) أي هدية الزواج *] وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً[ التي تعرف بالشبْكه . اما المهور فلم ترد في كتاب الله تعالى لا اسماً ولا مُسمىً ولا ايٌّ من مشتقاتها :

للنساء في كتاب الله أجور لا مهور 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=63&cat=3

ويمكن للدولة أن تُسهم كلياً أو جزئياً في دفع أجر أو راتب للمرأة المتزوجة العاملة في بيتها ، لأن مردود هذا العمل يعود في النهاية على المجتمع كله وعلى الدولة ، بدلاً من عملها خارج بيتها وما يتبع ذلك من أضرار ومآس اقتصادية وإنسانية وسلوكية .

فعملها خارج بيتها هو – كما يعلم أصحاب العقول- بِطالة مقنّعة تُفقد الجهاز الحكومي كفاءته وإنتاجيته ، وكذلك أكثر المؤسسات الخاصة . كما أنها بمزاحمتها للرجال على الأعمال تُسهم إسهاما كبيراً في مشكلة البِطالة المستعصية في كل بلدان العالم ، ولا داعي لذكر المفاسد الإنسانية والخُلُقية المترتبة على خروج المرأة (والمقصود أكثر النساء) من بيتها وتخلّيها عن تخصصها كراعية بيت وأم وزوجة لتمارس أعمالا لم يُصممها الذي خلقها لممارستها !!

 

(25) وفي ختام الآية 24/النساء ، يقرر الخالق سبحانه أنه عليم بالحقائق النظرية حكيم أي خبير بتطبيقاتها العملية في الواقع . فما يقرره الله سبحانه في هذه الآية – وفي كثير غيرها - يجمع النظرية والتطبيق الصالحيْن لكل عصر .

(10)

مفهوم الإحصان والمحصَنات ونكاح المستخدَمات

*[ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ(26) الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ(27) أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ(28) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(25) يُرِيدُ اللَّهُ(29) لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ(30) وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا(31) (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ(32) وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا(28) [ النساء .

(26) الإحصان : هو حِفظ ما ينبغي حِفظه :

]* وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ(80) [ الأنبياء ،أي لتحفظكم في حروبكم .

]* ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ(48) [  يوسف ، أي تحفظون وتدّخرون .

لهذا سُمي الحِصنُ حِصناً لأنه يحفظ مَن فيه . وسُمي الحصان حصاناً من دون الدواب لأنه يحفظ صاحبه من المهالك بسرعة الكرّ والفر .

ثم استُعمل الإحصانُ اصطلاحاً للمرأة خاصة بمعنى العفّة وحفظ الفرج إلا عن زوج أو بعل .

]* وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا … (12) [ التحريم .

]* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ …(31) [ النور . فإحصان الفرج هو حفظه من الإستعمال المحرم .

]* قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ(7) [ المؤمنون .

*****

وفي تحديد المحصَنات رأى الأقدمون أنّ المحصنات هن النساء المتزوجات أو الحرائر عموماً تمييزاً لهن عن الإماء المملوكة رقابهن وخدمتهن . أما اليوم فقد سقطت صفة الحرية كسبب للإحصان إذ أن كل نساء الأرض (نظرياً) حرائر ومع ذلك فأكثر النساء في الدول الغربية التي هي أكثر حريةً غيرُ محصَنات أي غيرُ مُحصِنات لفروجهن .

بل إن هذا القدْر المنفلت من الحرية الشخصية عندهم قد دمّر المرأة ودمّر الأسرة . وهذا برهان على أن الحرية التي فهمت سبباً للإحصان في الماضي لم تكن مقصودة لذاتها بل لأن الحرة لم تكن تعمل في الخدمة العامة التي ثبت في العصر الحاضر أنها تؤثر في درجة الإحصان تأثيراً سلبياً يكاد يكون تاماً في المجتمعات المتقدمة مادياً التي لا تعرف دليل الخلق الرباني Manual .

 

وإذا استقرأنا آيات كتاب الله العظيم ، نرى عوامل الإحصان وأسبابَه كثيرةً بحيث تُحقق للمرأةِ درجة من الإحصان حسْب النقاط التي تتوفر فيها ككل شيء يراد تقييمه بالنقاط أو الدرجات . ومن هذه العوامل والأسباب :

أ‌.   فهْمُ وتذكّرُ آيات الكتاب/الذكر المتعلقةِ بالنساء خاصة : فبَعْد تذكير الرجال والنساء بعدم تمني ما فضّل الله به بعضهم على بعض لارتباط ما فُضّلوا به بسيئات يمكن بسببها أن يكتسبوا نصيبا منها .. يقول سبحانه :

]* الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ …(34) [ النساء .

 

 فالرجال (جنس الرجال) فُضلوا بالقدرة القيادية – كما يشهد واقع كل البشر- وبالقدرة على العمل الشاق وما يقتضيه من صبر وتحمل ، وبالقوة الجسديةوبالقدرة على الإنفاق تبعاً لذلك . لهذا كله جَعل الخالق العليم بخلقه قيادةَ الأسرة للرجل أباً أو أخاً أو ابناً أو زوجاً . وقد وصف الله سبحانه النساء الصالحات بأنهن قانتاتٌ لله وكتابه أي خاضعاتٌ مطيعات كما وَصَف نساءَ النبي وهن أسوة نساء المؤمنين (كما أنّ رسول الله أسوة رجالهم) … وصفهن بطاعة الله ورسوله ( وليس نبيّه ) :

]* وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا(31) [ الأحزاب .

 

فالنساءُ الصالحاتُ قانتاتٌ (مطيعات بخضوع) لأمر الله تعالى الذي بلّغه رسولُه قرءاناً وخاصة في تقريره مبدأ القوامة للرجال على النساء . لذلك فهن حافظات لأنفسهن ولكل ما غاب عن رجالهن ، ملتزمات في هذا الحفظ والإحصان لأنفسهن بما تعهد الله سبحانه بحفظه وهو الذكر أي القرآن الكريم :

]* إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[10](9) [ الحجر .

لهذا أصاب الشاعر وأخطأ وهو يصف نساءً مؤمنات بقوله :

يُحسَبن من لين الكلام زوانيا : ويَصُدهن عن الخنا الإسلامُ

فقد أصاب بقوله (الإسلام) إذا كان مفهومه أن الإسلام هو (القرءان) الذي كمُل به الدين حين أكمل الله إنزال آياته ، وامتدح الله المُمسّكين به ووعدهم بأجر المصلحين . ولم يُذكر أجر المصلحين إلا في موقع واحد من كتاب الله العظيم

]* وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ(170) [ الأعراف .

ولكنه حين نسب إليهن لين الكلام أخطأ لأن القرآن الكريم/الذِّكرَ يقول لهن :

]*.. فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا(32) [ الأحزاب .

 فإذا كان الله سبحانه قد أمر نساء النبي بهذا حتى لا يطمع فيهن الذي في قلبه مرض، فنساء المؤمنين أوْلى أن لا يكون كلامُهن ليّنا، وأن يقُلن ما يُعرف عن العفيفات المحصنات من القول دون كنايات ولا توريات ولا ألغاز ولا ابتسامات يمكن أن يُساء فهمها .

 

ب‌.  أما سبب الإحصان الثاني فهو لزوم أكثر النساء بيوتهن إلا لحاجة . ومفهوم ذلك عدم انخراطهن في الخدمة العامة ، وهذا هو الحكم العام :

]* وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَءَاتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا(34) [ الأحزاب .

 

فنساء رأس عِلية القوم أمَرَهن الله سبحانه وبنص كتاب الله الذي هو ذِكر للعالمين .. أمرهن أن يلزمن بيوتهن وألا يظهرن على الناس دونما حاجة ظهورَ البُرج . والإشارة إلى الجاهلية الأولى الممتدة منذ *[ الصُّحُفِ الْأُولَى {18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى {19} ‏] الأعلى ،  توحي بقِـدم جاهلية تبرج النساء واستقرارها على هذا النحو الذي تعيشه المرأة في هذا العصر .

وبسبب هذا اللزوم لبيوتهن وعدم ظهورهن على الناس بكثرة ولو بغير زينة فقد طهّرهن الله سبحانه وأذهب الرجس عنهن وعن أهل البيت كله بسبب التزامهن له .

 

وفي الآية الأخيرة أمرهن اللهُ أن يتذكرن ما يُتلى في بيوتهن (ولم يذكر المسجد) من آيات الله تعالى التي اختص منها آيات الحكمة التطبيقية العملية التي تحتاجها النساء دون آيات المفاهيم النظرية التي وردت في أكثر من موقع ، يُعلِّم بها الرسولُ النبي الكريم الرجالَ الكتابَ والحكمة معا أي النظرية والتطبيق. وقوله سبحانه ( وَالْحِكْمَةَ ) هو عطف للخاص على العام ، أي: وأخصّ آياتِ الحكمةِ .

 

ج. والسبب الثالث المُعِين على العفة والإحصان هو ما ذكره الله سبحانه خاصة في سورتي النور والأحزاب من التزام المرأة المؤمنة بلباس الكمال الساتر لكل مواقع الإغراء والإثارة في جسدها حين تدعو حاجتُها أو حاجةُ المجتمع إلى ظهورها في الحياة العامة :

إنقاذا للأسرة نواة المجتمع : النساء في كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=111&cat=5

]* قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَائِهِنَّ أَوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ …(31) [ النور .

فقد ربط الإحصان هنا بغض البصر وعدم إبداء ما لم يشِع/يظهر في البلد من زينة المرأة ، وخص ضرورة ستر منطقة الخمار وأضاف إليها الصدر الذي يكشف بعضَه جيْبُ الثوب وهو ما تحرص على إظهاره اليوم ، إغراءً وفتنةً ، كل النساء الغربيات ومن تأثر بهن :

]* يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(59) [ الأحزاب .

فقد تبيَّن من النص- ويُثبت هذا الواقعُ - أنّ اللباس الساتر يدفع عن المرأة المؤمنة الشبهة والأذى ويُسهم في خفض الإثارة لدى الرجال . بل إن آية النور لم تُعطِ البعول/والأزواج – في غير مخدع الزوجية- أكثرَ مما أعطت للأَحَد عشر صنفاً الأخَرين مِن حق النظر إلى الزينة التي يباح لها إبداؤها أمامهم . وهي الأجزاء التي تحتاج إلى إبدائها في عملها البيتي فقط ، ضمن الضابط العام :

]* وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ[ ]* وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا [ . فالمحرمات التي تهواها النفس نهى الله سبحانه حتى عن مجرد الاقتراب منها ومن أسبابها .

 

د. أما السبب الرابع للإحصان فهو الزواج . فقد اعتبر الله سبحانه المُحصَنة بالنكاح حراماً على غير زوجها أو بعلها ولو بعقدة نكاح حتى تبرأ منه بطلاق وغالبا بعدة .

]* حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ …(23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ …(24) [ النساء .

 

هـ. والسبب الخامس المعين على الإحصان هو أهل المرأة في مَنبتِها من حيث كونُهم صالحين وقادرين على الحفظ والحماية بحيث تَحسِب هي والناسُ حسابَهم. لذلك يقول سبحانه :

]* ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ {59} [ الأحزاب .

فإذا عُرفت المرأة ذاتُ المنَبِتِ ، وعُرفت بردائها الساتر، تهيّبها وتهيّب أهلَها الفساقُ . لذلك قيل :

تعدو الذئابُ على مَن لا كلابَ له : وتتقي صولةَ المستأسدِ الشاري !

إذ أن قيام الدولة بمهمة الحماية وتوفير الأمن للناس قد لا يكون كافياً في كل ظرف .

(11)

نظام الزواج ونظام النكاح العام

إرجع إلى بحثنا : ما لم يُعرف عن الزواج وبديليه من كتاب الله ، على الرابط :

ما لم يُعرف عن الزواج وبديليه من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=110&cat=5

(12)

]* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ (1) تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا(31) (2) وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ (2) وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا          (32)[  النساء .

 

(1) هذا النص الكريم أصل من أصول التعامل المادي بين الناس تبادلاً للسلع و الخِدمات . فشرط التراضي من الطرفين هو أهم شرط في عَقد بين اثنين أو جهتين أو أكثر ، لا يصح العقد إلا به . ويُستثنى منه أي تراض على أمر محرم كالزنى والميسر. ومن شرط التراضي هذا استُنبطت وأخذت حُرمة الغش والغبن الفاحش والتسعير، وكان الإكراه على أمرٍ موجباً لفسخ العقد فيه . وإن إهمال شرط التراضي في المعاملات يؤدي إلى التقاتل والفتن على المستوى الفردي والجماعي !

(2) *] وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْن َ[  

هذه الكلمات الربانية في النهي عن التحاسد وتمني الناس لأنفسهم ما عند الآخرين .. موجهة للرجال والنساء خاصةً كجنسين :

أ. أن لا يتمنى الرجال ما اختَص الله سبحانه به النساء من خصائص تُناسب دورَهن في الحياة مِن حيث أنهن أزواج للرجال يسكنون إليهن ، وأمهات لأطفال ، ومُدبرات بيوت ، وما جعل الله سبحانه فيهن من الجمال والرقة والعاطفة والصبر، وما رحِمهن الله سبحانه بسببه من شقاء الخدمة العامة

 

ب. وكذلك ألا تتمنى النساء ما اختص الله سبحانه به الرجال من خصائص تناسب دورهم في الحياة مِن حيث أنهم الكاسبون المكلَّفون بخدمة الناس والصبر على صعوبات الحياة وهَمِّ تأمين حاجات بيوتهم ، وما جعل الله سبحانه فيهم لذلك من القوة الجسدية وتحكيم العقل بحيث يكون قادة المجتمعات منهم ، ويكونون هم القوامين على النساء أي رؤساءَ الأُسَر.

 

ولكي يَرضى كلُّ جنس بدوره (بل كل فرد) لفت الله سبحانه انتباهنا إلى أنّ ما اختص الله سبحانه به الرجال مِن خصائص سيكون سبباً في اكتسابهم ذُنوباً وسيئات يُحاسَبون على قدْرٍ منها بعد أن يعفوَ سبحانه عن كثير.. وأن النساء كذلك سيرتكبن سيئات وذنوباً بسبب ما اختصَّهنَّ الله سبحانه به مِن خصائص وسيُحاسَبْن على نصيبٍ منها بعد أن يعفو الله سبحانه عن كثير.

فلا داعي لأن يحسِد الرجلُ المرأةَ  ولا المرأةُ الرجلَ على دوره في الحياة ولا على حصته مِن الميراث. بل لا ينبغي أن يحسد أحدٌ أحداً إذا علمنا أن ما يمكن أن يُحسدَ عليه فرد إذا كثُر أو كبُر كان أسئلةً في ورقة امتحانه تشكل كثرتُها عبئاً عليه لا يعلَمَه كثيرون.

هذا المفهوم الدقيق للآية أشارت إليه كلمة (اكتسبوا واكتسبن) فقد وردت هذه الصيغة بمعنى اكتساب الذنوب . أما (كسَبَ) فمعظم استعمالاتها أيضاً في اكتساب الذنوب وقليل منها في كسب الحسنات . ثم إن الحسنات تُضاعف أما التي يحاسَب الإنسان على نصيب منها فهي السيئات .

]* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ …(286) [ البقرة .

]*… لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ …(11) [ النور .

]* وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} [ الشورى .

وقد قدّم الله سبحانه بهذه الآية (32/النساء) ذات الإشارة اللطيفة الدقيقة إلى آية القَوامة(34) بعد ذلك التي جعل فيها القيادة والرئاسة للرجال على النساء بعد ان جعل للرجال عليهن درجةً . ومع أن هذا هو المطبّق عملياً على مستوى الدول والمؤسسات لأن الأمور فيها لا تتحمل المداهنة والغوغائية : إلا أنّ اهتزاز الصورة في الأسرة التي هي نواة الدولة أدى إلى انهيارها وانفلات أمور أفرادها ، وخاصة في المجتمعات الغربية ذات الديموقراطيات المتشاكسة .

ويقيناً لن يكون إصلاح

إلا إذا اعترف البشر بمبدأ القوامة للرجال على النساء

ورِضى كلٍ مِن الرجال والنساء بدورهم

المكمِّل لدور الآخر!!

(13)

آياتٌ من سورة النور

]* وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى(3) مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ (4) وَإِمَائِكُمْ (5) إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ(6) وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَءَاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي ءَاتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ(7) عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ (8) فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ (9) مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(10)(34) اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ  …(35) [ النور .

(3) *]  وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ [ : ندب الله سبحانه المؤمنين إلى جعل الأولوية في الإنكاح لمن لا زوجَ أو امرأةً له فهو أوْلى ممن له زوجة . والخطاب لأولياء أمور النساء من الرجال . وهذه من الإشارات الكثيرة إلى أن الأصل هو : امرأة واحدة لرجل واحد .

 

(4) ( عِبَادِكُمْ ) هذه هي المرة الوحيدة في الكتاب التي أضاف الله سبحانه كلمة (عباد) فيها إلى الناس . وفي عشرات المرات الأخرى أضيفت إلى الله أو إلى الضمير العائد إليه (عبادي/ عبادنا) لتُشير إلى أُجَراءِ الله على الأرض – وكل إنسان على الأرض أجير الله سبحانه عَلِم هذا أو جَهِله - على اختلاف درجات التزامهم . فإذا أراد عباداً معيّنين وصفهم (عباده المؤمنين/ لعبادنا المرسلين/ عباديَ الصالحون) .

 

ولم ترد في الكتاب كلّه كلمة (أجير) ولكن استُعمل الفعل (استأجر: استأجرْه/ استأجرتَ/ تأجُرني) أما (أجر وأجور) فاستعملتا كثيراً . يُفهم من هذا أن لفظة (عِبَادِكُمْ) تشير إلى الأُجراء أو المستخدمين عند الناس الذين كانوا في الماضي يفقدون كل حريتهم بالرّق فسُموا (عبيداً) . وهم اليوم يفقدون بعض حريتهم حين يلتزمون بساعاتِ ونظامِ عمل مفروض. وحين نسب الله سبحانه (عباد) مرة واحدة إلى الناس فكأنه يوصي بهم قائلاً أنهم وإن كانوا عبادَكم ومستخدَميكم وأُجراءَكم، فإنكم وإياهم جميعا عبادي وأُجرائي ومستخدَميَّ !!!!

 

(5) (وَإِمَائِكُمْ) : لم تستعمل كل من (أمة و إماء) بالمفرد والجمع إلا مرة واحدة في كل آيات الكتاب ولم تُنسب أيٌّ منهما إلى الله سبحانه ، تكذيباً للمشركين الذين نسبوا إليه – تعالى عن ذلك- الإناث دون الذكور ونسب المسلمون التراثيون إليه (يا أمَةَ الله) فردّ عليهم ساخراً منهم :

]* وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ(15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ(16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ(17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ !! (18) [ الزخرف .

 فالبنات من عباد الله كالرجال ، ولكن هلّا قبلتم لله سبحانه ما تقبلون لأنفسكم وأنتم لا تُحبون البنات لضعفهن ! أما وجدتم لتنسبوا إلى الله إلا البنات اللاتي يُنشَّأن في الحُلي ولا يصلُحن للقتال والخصام !!

 

من هذه الآية أُخذت كراهة تحلي الرجال بالذهب والفضة . والصحيح أنّ إشارة الله سبحانه هنا هي إلى كراهة تحلّي الرجال بأيّة حِلية تستعملها النساء . وقد نفّر الله سبحانه الرجال من التحلي بأية حِلية من حُليّ النساء حتى لو كانت خرزاً أو حديداً بأسلوب لطيف مؤثّر فيه غمز : فذكّر أنّ الذين يفعلون هذا من الرجال تنقصهم الرجولة ولا يصلحون للقتال ولا لرد الأذى عن أنفسهم في خصام .. تماماً كالنساء اللاتي لا يعيبُهن ذلك لأنهن لم يُخلقن للقتال ولا للخصومات، وإنما يَدفع الأذى عنهن رجالُهن القوّامون عليهن . لهذا قالوا :

كُتب القتْلُ والقتالُ علينا  :  وعلى الغانياتِ جرُّ الذيول

والاية/18 إشارة أخرى إلى عدم تواجد المرأة في مكان يمكن أن تتعرض فيه للأذى – ومنه السفر- إلا برفقة قائم عليها من الرجال المحارم .

 

(6) ( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) : الأصل أنّ مَن يطلب الإنكاح ينبغي أن يكون ذا طوْل/مستعداً لذلك مالياً بشكل خاص . وإذا لم يكن قادراً عفّ وصبَر حتى يرزقه الله من فضله . فإذا وُجد ظرف يقتضي الإنكاحَ قبل القدرة ، كأن يكون هذا أهونَ الشرين .. فقد أوصى الله سبحانه بذلك ووعد أن يُغني الأيامَى أحراراً أو (عباداً صالحين) من فضله .

 

أما غير الأيامى من الرجال الذين يسعوْن إلى نكاحِ أكثر من واحدة دون أن يكون في ذلك مصلحةٌ لأيتام أو هدف شرعه الله .. فلم يدخلوا في وعد الله سبحانه بالإغناء. وتُؤكد هذا المفهوم الآيةُ/3 من النساء :

]* فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا [ .

فالاكتفاء بزوجة واحدة أدعى أن لا يَكثر من تعولونهم من النساء والأولاد فتفتقروا وتجوروا. كما يُفهم أنّ نكاح ما ملكت الأيمان أقل نفقة ، وأهميةُ العدلِ فيه أقلّ!

 

ويُلاحظ أنّ الوعد بإغناء مَـن لا زوج له إذا قصد الزواج هو وعْدٌ غيرُ معلق بمشيئة ، بخلاف قوله سبحانه لأهل المسجد الحرام، مسوّفاً ومعلّقاً :

]* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(28) [  التوبة .

فقد جعل الوعدَ بالإغناء هنا مسوَّفا ً، ومعلّقاً بالمشيئة . وقد أغنى الله سبحانه أهل المسجد الحرام بعد اثني عشر قرناً بالبترول. وحين يُفهم الحج من كتاب الله العظيم فإن الله سيغنيهم به عن البترول المتوقع نضوبه :

من قول الله في الحج .. ومن أصدق من الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=116&cat=4

. الحج الذي ينفع الناس من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=53&cat=5

(7) *[ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا ] : هذا خطابٌ للأسياد سابقاً الذين كانوا يملكون رقبة ومنفعة الإماء ، وخطابٌ لأصحاب العمل الذين تعمل عندهم فتيات فيملكون منفعتهم دون رقابهن ، وخطابٌ لأولياء أمور الفتيات في كل عصر بأن يُيسِّروا لِمن تشاء منهن أنْ تُحصِن نفسها بنكاح مشروع مقابل عقد مكتوب تؤدّي به لسيدها في الماضي ثمنَ رقبتها على شكل عمل لأَجَلٍ عنده أو على شكل مال … لأنهم إن لم يفعلوا ذلك فكأنهم حقيقة أو حكماً قد أكرهوهن ودفعوهن إلى البغاء سواء علموا ذلك أو جهلوه .

 

ولفظة (فتياتكم) هنا وليس (إمائكم) استعملت في الكتاب للمرة الثانية – كما مر- ليتخطى مفهومُها الإماءَ إلى الخادمات والعاملات المستخدَمات في العصر الحديث . ففي هذا النص أُمر المالكون وأولياء الأمور سابقاً وأُمر أصحابُ العمل وأولياءُ الأمور في هذا العصر ألا يمنعوا الفتاة من تحصين نفسها ضدّ الفاحشة سواء بمنعها من الزواج أو النكاح المشروع ليستفيدوا من عملها ، أو بإكراهها على نكاح لا تريده ، لهم فيه مصلحة مِن عَرَض دنيوي … لأنهم بهذا يدفعونهن إلى البغاء فكأنهم يُكرهوهن عليه .

وهذا أوضح نص وأقواه في تحريم منع الفتاة - وهي الصغيرة من النساء- خاصة من الزواج أو النكاح المشروعيْن ، وكذلك تحريم إكراهها على علاقة لا تريدها إما بسبب الطرف الآخر لشخصه أو لاعتراضها على نوع العلاقة مهما كانت . فإنَّ فِعْل هذا – كما يشاهَد في الواقع- قد يدفع الفتاة إلى الفاحشة !!

 

(8) *[ وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ] : أبقى الله سبحانه باب التوبة والإصلاح للمُكرِه والمُكرَهات مفتوحاً حتى لا يقنط الطرفان من رحمة الله فيزدادوا فُحشا وسوء . ولم يذكر الله سبحانه الشقّ الثاني في جواب الشرط  في حالة عدم إقلاع أيّ منهما مع القدرة .. وإنما أبقى العقوبة مفتوحة تخويفاً للمُكرِه والمكرَه وإنذاراً بعقاب يتناسب مع النتائج المفتوحة لمثل هذا الفسوق عن أمر الله. والإكراه محظور على أي أمر وليس على الدين فقط . إذ في الدين: لا إكراه *[ لا إكراه في الدين ..[ ولا يضمن عدمَ الإكراه على شئ إلاّ الدينُ !

 

(9) *[ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ[ هذا خطاب للمؤمنين في العصر الحاضر خاصة بأنّ ما ذُكر وبُيِّن في هذه الآيات هو مَثَل مما خوطب به الأقدمون وفعلوه يتكرر بشكل أو بآخر :

(10) فيكون موعظةً ودرساً للمتقين الذين يأخذون بالأسباب الوقائية في كل عصر. فإن القاعدة تُُؤخذ منها أمثلةٌ متعددة تتفق في أمور وتختلف في أمور ولكنها تتفق في انبثاقها من نفس القاعدة أو النص النظري .

(14)

مصطلحات البحث

1. رجل : واحد من جنس الرجال ، يقابله امرأة : واحدة من جنس النساء .

]* وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ .. (12) [ النساء .

الرجال: جنس الرجل أو جَمْعُه في مقابل (النساء) جنس المرأة أو جمْعها .

]* لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ …(32) [ النساء .

رجال :

أ. جنس الرجال ]* وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً …(1) [ النساء .

ب. الرجال مشاةً على أرجلهم *] فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا …(239) [ البقرة .

وعلاقة الاشتقاق بين الرَّجُل والرِّجْل ، ورجالٍ ورجالاً تفيد أن الرَّجُل خُلق ليمشي كثيراً في (مَنَاكِبِهَا) على رجليْن بل إن المشي هو أفضل الرياضات : *] وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ.. (45) [ النور . ومن رحمة الخالق العظيم بالمرأة توصيته بأن لا تعمل عملاً شاقاً ومنه المشي مسافة طويلة :

]* وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا ( وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ ) مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27) [ الحج .

فالرجال يأتون للحج وغيره رجالاً وعلى كل ضامر من كل فج عميق . أما النساء فيأتين على كل ضامر من كل فج عميق . والضامر وسيلة الركوب المريحة فلا تتأذى بها المرأة . فما ينبغي للنساء أن يمشين مسافات طويلة … ولا أنْ يقفْن في الحافلات!!

 

2. امرأة : واحدة من جنس النساء عزباء أو متزوجة :

]* وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ …(12) [ النساء .

واستعمال (رجل وامرأة) هنا فقط يفيد الجنس بغض النظر عن السن وعلى اعتبار ما سيكونه كل واحد منهم. أمّا عزباء – خلافاً لما يظن الناس- فلقوله سبحانه كذلك    *] وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ…(23) [ القصص ، وكانتا عزْباوين بدليل عرْض أبيهما إنكاح إحداهما لموسى عليه السلام .

وباستثناء آية الميراث المذكورة فقد ورد استعمال (امرأة) للبالغة فقط . فإذا أضيفت إلى رجل أفادت (حليلة) الرجل –  لا زوجَه- حين لا يكون في العلاقة بينهما سكن ولا مودة إمّا لفساد المرأة *] اِمْرَأَت نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ [ كما في معظم استعمالات الكتاب ، أو لفساد بعلها * ]امرأت فرعون [ فلا سكن ولا مودة .. أو لانتفاء السكن والمودة لأي سبب كالعقم ]* وقالت امرأت العزيز [ .

فقد كانت عاقراً كما يبدو إضافة إلى فسادها . *] وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا [ عن زكريا.   *] وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا…(128) [ النساء .

فلم تعد زوجاً مع سوء العلاقة . والشَّبه كبير لفظاً بين (الإمرأة) و (الإمْرة) إذ أنّ للمرأة إمْرةَ البيت أما القوّام/الرئيس عليها فهو الرجل . فالأمير نائب الملك الذي له السيادة ، وهو (أي الملك) في الغالب رجل .

 

3. نساء: جنسُ المرأة أو جمعها مقابل جنسِ الرجلِ أو جمعه . ولا مُفرد لها من جنسها ، إذ المفرد هو امرأة . وإذا أضيفت (نساء) إلى اسم آخر احتاجت إلى قرينة لتُبيّن مفهومها :

أ. فقد تكون النساء ما ارتبطن بعَقد نكاح مع المضاف إليه ]* وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ {22} [ النساء ، سواء دخلوا بهن أم لا (نكَحوا : عقدوا عُقدة النكاح) . وسواء كنّ (أزواجا) يُحققن السكن والمودة أو مجرد (حلائل) بعُقدة نكاح كذلك .

لهذا، لم يُشر القرآن الكريم إلى المطلقات بأنهنّ (أزواج) بينما أشار بالزوج والأزواج إلى من تتحقق بينهم السكينة والمودة والرحمة :

]* وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ …(35)[  البقرة . ولكنه قال :

]* وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ …(3) [ المجادلة ، لِمن تسوء علاقتهم بهن . ولم يقل (أزواجهم) .

 

ب. وقد يُشار بالنساء إلى الأزواج والبنات كما يُفهم من سورة الأحزاب :

]* يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ[11] وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ …(59) [ الأحزاب .

فإن أزواجه وبناتِه هن نساؤه اللاتي أشار إليهن سبحانه بقوله :

]* يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ …(32) [ الأحزاب .

فإنه عليه السلام وأزواجَه وبناتِه هم أهل البيت الذي أشار إليه سبحانه بقوله :

]*.. إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33) [ الأحزاب .

 

ولم ترد كلمة (البيت) مُعرّفة (بأل) إلا لتشير إلى البيت الحرام وفي (12) مرة . ووردت مرتين (أهلَ البيت) إحداهما عن أهل بيت إبراهيم عليه سلام الله *] رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ {73} [  هود ، والأخرى عن أهل بيت محمد سلام الله عليه … في إشارة إلى ما يضُمه بيتهما من أزواج وأولاد . وكلاهما أهل بيت الله الحرام الذي رفع قواعدَه إبراهيمُ وإسماعيل .

 

ج. وقد تُضاف (نساء) إلى الأنثى لتعني : زوجاتِ وبناتِ من ذُكروا من المحارم *] أَوْ نِسَائِهِنَّ {31} [ النور .

 

4. زوج / أزواج : الزوج هو النظير المكمّل لزوج آخر يقترن وجوده أو ذِكرُه به. والزوجان من كل شيء يتشابهان في كثير ويختلفان في قليل ليتكاملا في المهمة. لهذا خلق الله سبحانه من كل شيء زوْجين :

]* وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(49)[ الذاريات ، ومِن ذلك الإنسان :

]* وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى(45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى(46) [ النجم .

فقرر سبحانه بهذا أنّ الذكورة والأنوثة تعود إلى الرجل أولا ثمّ إلى عوامل وظروف (لحظة الإمناء) التي عقبها تُقرَّر الذكورة والأنوثة بمشيئة الله حقيقة وحسْب آخِر المستجدات ساعةً فساعة ، إذ يصعب على البشر عملياً التحكم في كل هذه العوامل في تلك اللحظة الحرجة حتى لو عرفوا بعضها أو عرفوها كلها !! ومع ذلك فقد أشارت بعض نصوص الكتاب إلى بعض هذه العوامل إشارات لطيفة جداً بل غاية في الإعجاز!!

 

ومن قوله سبحانه *] وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا {189} [  الأعراف ، تحددت العلاقة التكاملية بين الرجل أو الزوج وزوجه : واحد للتعب والشقاء يجْني ، والآخَر يوفر السكن والراحة له ويبْني . فإذا شابَتْ هذا الهدف من العلاقة شائبةٌ سُميّ الرجل أو الزوج بعْلاً والآخر امرأةً أو حليلةً[12]
]* وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا …(128) [ النساء .

]* قَالَتْ يَاوَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ(72) [ هود .

]* وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ …(31) [ النور .

ولو قال (لأزواجهن) لما جاز أن يبدين زينتهن لبعولتهن طالما لم تجمعهم بهن علاقة مودة ورحمة . لكن ما جاز للبعل يجوز للزوج من باب أولى وليس العكس صحيحا .

]* .. وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا …(228)[  البقرة .

فهم بعول بسبب سوء العلاقة . ولو كانوا أزواجاً ما صارت الأمور إلى القطيعة .

 

ومِن قوله سبحانه :

]* فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(230) [  البقرة .

من هذا النص الرباني الكريم الذي تبيّنه نصوص ربانية قرآنية أخرى نفهم ببساطة واختصار: أن المطلقة ثلاثاً تَحرُم على من طلّقها :

أ. حتى تنكِح هي زوجاً غيره : لم يُنسب (النكاح) إلى المرأة في كل آيات الكتاب إلّا مرتين فقط في سياق الطلاق فجُعل للمرأة فيهما الحق في أن تنكح هي زوجا راغبا فيها ،  فلا يُحمل النكاح فيهما على مفهومِ (عقْد عُقْدةِ النكاح) فحسب إذ لا معنى لهذا إثْر الطلاق الثالث الذي لا بد أن يكون فيه دخول تعتد من بعده ثلاثة قروء ، بدليل قوله *[ فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ] ، ولم يقل (بعدُ). أما نكاح الرجل للمرأة فقد بيّنت معناه الآية (49/ الأحزاب) :

]* .. إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا …(49) [ الأحزاب .

إذ لو قال الله سبحانه (حتى ينكحها زوجٌ غيره) لَفُهم أن مجرد العقد يكفي .

فيكون مفهوم (تنكح) الدخولَ بها والجِماعَ ، ولا حاجة للكلام عن خرافة العُسَيْلة وغيرها .

 

ب. وقد أكّد الله سبحانه هذا المفهوم بقوله( زوجاً) ولم يقل (بَعْلا). فلا بد أن يكون المتقدم إليها رجلا يقصِد إنشاء علاقة زوجية تحوطها المودة والرحمة وتتحقق بها  السكينة ، وليس مجردَ مُحللٍ استهزاءً بئايات الله .

 

ج. ومن قوله سبحانه (غيرَه) يُفهم أنّ الزوج المتقدم لا بد أن يكون غير الذي طلقها المرةَ الثالثةَ . ولولا هذا القيد لجاز أن يكون الزوجُ هو الزوجَ نفسَه كما إذا انقضت عدة المطلقة في المرة الأولى أو الثانية دون أن يراجعها زوجها .. فجاز بعدهما أن تنكح هي زوجَها نفسه لأن القرار هنا بيدها  كما أشارت إلى هذا الآية 232/ البقرة :

*[ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {232} ] البقرة .

 

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم

 

مدرسة الربّانيين

خطاب إسلامي رباني معاصر يجمع بين :

 اصالةِ النص القراني وثباتِه .. والتجديدِ والتغييرِ في فهْمِه وتطبيقِه

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - ] الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ [ -  فلسطين

 

 



[1] لهذا جاء وعد الله سبحانه لرسوله الأمين (ولكل من يؤمن بالقرآن العظيم ويلتزم به كما آمن الرسول به واتَّبعه) بعدم الشقاء :

*[ طه(1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى(2) ] طه .

[2] مرتبة الإحسان (من أحسن) لا يمكن تحقيقها إلا من خلال أحسن الحديث الذي هو كلام الله سبحانه: *[ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ … (23 ) ] الزمر .

[3] في العلاقة العاطفية ، كما يشير نجم الآية .

[4] *[… فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا         (24) ] النساء .

[5] *[ … نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(32) ] الزخرف . فمع كل الأسباب والمدخلات التي أُمِرنا أن نأخذ بها ونسلكها فإن النتائج والمخرجات في المعيشة هي قسمة الله تعالى بين الخلق يقضي بها سبحانه لاعتبارات متعددة ومتشابكة لا يعلمها كلها إلا هو عز وجل. والمرأة من أهـم معـالم معيشة الإنسان وكذلك رزقـه *[ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ …(71) ] النحل . فمن رضي عن الله سبحانه رضي الله تعالى عنه .

[6] *[ وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) ] الروم .

[7] ورد الميثاق الغليظ ثلاث مرات فقط في القرآن : مرتين للميثاق بين الله سبحانه والأنبياء (الأحزاب :7) وبين الله سبحانه وبين الذين أوتوا الكتاب (النساء :154) ، ومرة للميثاق بين الرجل وزوجه !! وفي ذلك إشارة لمن ينقض هذا الميثاق مع الزوج بدون سبب أنه ينقض ميثاقه مع الله !!

[8] *[ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125) ]  النحل .

[9] انظر (تمتع واستمتع) في المعجم المفهرس: *[ … أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا …(20) ] الأحقاف

*[ … رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ …(120) ] الأنعام/6 عن الإنس والجن : أي انتفع .

*[ … قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ(8) ] الزمر .

[10] *[ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ(94) ] الأنبياء .

[11] لم ترد (أزواج) بالجمع مضافة إلى فرد إلا إلى (النبي) عليه السلام. فقد وردت (أزواجك، أزواجه) سبع مرات مضافة إلى النبي (وليس إلى الرسول) تكريماً له ولهن وتمييزاً لهن عن غيرهن من النساء *[ يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ …(32) ] الأحزاب .

[12] وأما قوله سبحانه *[ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا(20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا(21) ] النساء ،

فيتعلق بحكم الزوجة (وليس مجرد الحليلة) التي يمكن لسبب أو لآخر (كعدم الإنجاب) أن تحل محلّها كزوجة مفضلة (بطلاق أو بغيره) زوجةٌ أخرى. وقد حرّم الله سبحانه أن يسترد الزوج شيئاً مما سبق أن أُعطي لها. وهذا الحكم هو غير حكم المطلقة التي لم تَعُد زوجةً بسبب سوء العلاقة وأحبت أن تفتدي نفسها بكل أو ببعض ما سبق أن أخذته فأجاز الله سبحانه ذلك *[ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(229) ] البقرة .

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008