4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12764
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12329
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43734
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13879
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15016
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14693
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

قراءةٌ تنفع الناسَ لمطلعِ سورة المرسَلات : أصنافُ الآياتِ المُرسَلات

10/7/2010 11:06:00 PM

عدد المشاهدات:4599  عدد التعليقات: 5
10/7/2010 11:06:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

قراءةٌ تنفع الناسَ لمطلعِ سورة المرسَلات : أصنافُ الآياتِ المُرسَلات

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين

*[ وَالْمُرْسَلَاتِ (1) عُرْفًا {1} فَالْعَاصِفَاتِ (2) عَصْفًا {2} وَالنَّاشِرَاتِ (3) نَشْرًا {3} فَالْفَارِقَاتِ (4) فَرْقًا {4} فَالْمُلْقِيَاتِ (5) ذِكْرًا {5} (5/أ) عُذْرًا أَوْ (5/ب) نُذْرًا {6} إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ {7} ] المرسَلات .

(1)

تعريف المصطلحات

المُرسِـلُ : هو الله سبحانه :

*[ حم {1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ {3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ {4} أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ {5} رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {6} رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ {7} ] الدخان .

المُرسَـلون : هم الرُّسُـل :

*[ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ {130} ] الأنعام .

*[ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ {36} بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ {37} ] الصافات .

ألمُرسَـلُ إليهم : هم كل مخلوقاتِ الله المُكـلَّفةِ التي منها الجن والإنس ومنهم النبيون سواء كانوا رُسلا أو لمْ يكونوا :

*[ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ {6} ] الأعراف .

*****

المُرسَـلات : التي وردت مرة واحدة وفي مطلع سورة المُرسَلات - مفردها مُرسَلة - هي :

(أ) الرسالاتُ البيّناتُ النصِّيةُ المكتوبة التي أنزلها الله سبحانه على رُسله المُرسَلين وفرض عليهم تبليغها للمُرسَل إليهم مجردَ تلاوةٍ :

*[ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ {30} ] الرعد .

*[ الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ {92} فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ {93} ] الأعراف .

*[ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً          {39} ] الأحزاب .

*[ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا {164} رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {165} لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا {166} ] النساء

 

(ب) والرسالات كذلك هي : الأحداث التي تلفت انتباه أُولي الألباب والأبصار ممن يشهدونها إلى بشارة لهم مِن الله سبحانه تثبِّـتهم على الحق :

*[ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً {75}‏ ] الإسراء .

*[ .. وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ {13} ] آلعمران .

أو تلفت انتباههم إلى حدث يكون إنذاراً لهم لعلهم يرجعون إلى الحق الذي يريده الله منهم :

*[ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ {2} ] الحشر .

وحي الله سبحانه ووحي الشيطان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=139&cat=5

وقد تكون الرسالة عقابا شديدا من الله يُهلِك به طاغين في البلاد في رسالةٍ إلى آخَرين لعلّهم يلتقطونها ليُصلحوا ما أفسدوه من قبلِ فوات الأوان .. وليس قبلَ just before  : 

الزلازل رسالة  بضرورة التغيير 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=188&cat=4

*[ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا {8} فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا {9} أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا {10}  رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا {11} ] الطلاق .

(2)

*[ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ]

هي آيات الله المُرسَلاتُ التي أنزلها الله لتُعرِّف الناس بالمعروف الذي عليهم أن يَعرفوه ليصبح عندهم عُرفا ورأياً عامّا يتعارف الناس عليه بأنه خير . فإذا فهِم الناس هذه الآيات فهْما مناسبا لعصرهم ومنسجما مع الفطرة السوية التي فطر اللهُ الناس عليها تكوَّن منها رأيٌ عامٌ للسلوكيات المقبولة عند الناس حتى لو خالفها عمليا أكثرهم .

فأكثر الناس في الغرب يزنون ، ومع هذا فهم يُقرون بأن الزنا أمر سيّء ، وكذلك السُّكر . وأكثر المؤسسات والتجمعات البشرية فيها فساد وسرقات ومع ذلك فهي تصف نفسها بالبِرّ والتقوى والإصلاح والأمانة لأن العرف والرأي العام يحترم هذه الأسماء والأوصاف :

تزوير دين الله يليه خطورة تزوير فطرة الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=297&cat=3

 

لم ترد كلمة (عُرْف) في القرآن إلاّ مرتين ، في سورتيْ المرسلات والأعراف :

*[ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {199} ] الأعراف .

ومفهوم الآية أنّ الأمْر بالعرف هو ألأمْر بالمعروفُ الذي عرّفه اللهُ وعرفه الناس بأنه خير حتى أصبح من أعرافهم التي يدعمها الرأي العام . لهذا يسهُل على الآمِر أن يأمر به أمْراً لأنه يجد عونا عليه من الناس والقانون ، كما كان عليه الحال في العهد المدني . والأمرُ بالمعروف اليوم (وكذلك النهْي عن المنكر) هو مهمة جهاز الشرطة أوّلاً ثم الناسِ كلٍّ بما يستطيع .

 

قبل أيام قُتل رجل أعمال ألماني تدخَّل لمساعدة فتاتين حاول شابان السطو عليهما لسرقتهما ، فارتد إليه الشابان وقتلاه ضربا على مرأى ومسمع المارة الذين لم يحرك أحدهم ساكنا . وكان بإمكانهم برفع الصوت والتجمهر مثلا أو بالزعم أن الشرطة قادمة أن يجعلا المجرميْن يهربان قبل إتمام جريمتهما . ولما انتشر بين الناس أن الرجل قُتل لمساعدته آخَرين – وهي ثقافة مدمرة - ردت الشرطة بأنه قُتل لأن الآخَرين لم يساعدوه !!!!!!!

 

فإن لم يكن الأمر عُرفاً معروفا عند الناس فلا يأمر به الدعاةُ أمرا وإنما يَدعون إليه بالحكمة التطبيقية من الداعي على نفسه أوّلا والموعظة الحسنة ، وهي الكلمة الطيبة القابلة للتطبيق في الواقع من القرءان الكريم كما أمَر اللهُ الرسولَ النبي الكريم – وهو إمام مدرسة الربانيين الأولين - أن يفعل طيلة العهد المكّي ففعلَ ، وكما يجب أن يفعل الربانيون الآخِرون :

تعريف بمدرسة الربانيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=4&cat=2

(3)

*[ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ]

هي آياتُ الله المُرسَلاتُ التي تُبيّن/تكشف المُنكرَ لتَعصِف به :

وقد عطف العليم الخبير العاصفاتِ عصفا على المُرسلات عُرفا (بالفاء) التي تُفيد التعقيب في إشارة إلى عدم انفكاك (النهي عن المنكر) عن (الأمر بالمعروف) .. وإلى أنّ الأمْر بالمعروف – وهو بِناءٌ - يجب أن يسبق النهيَ عن المنكر – وهو هدْمٌ – إذ لا يُشجع الناسَ على قبول هدم بناء متصدعٍ أكثرُ من أن يُعرَض عليهم بناءٌ سليم ينفع الناسَ !

 

لذلك أعدَّ الربانيون منذ مطلع الألفية الثالثة مجسماً فكريا لبناءٍ رباني قرءاني متجانس وخاطبوا به شعوب الأرض قبل أن يطلبوا منهم هدم ما عندهم من بناء متصدع متشاكس لم ينفعهم في الدنيا ولن ينفعهم في الآخرة !

   نحو مشروع حضاري عالمي للألفية الثالثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=75&cat=2

*[ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ {18}‏ ] إبراهيم .

هذا مثَل مادي محسوس يبيّن أمرا معنويا ليُيسِّر فهمَه ، كشأن كل أمثال القرءان الحسيّة التي يضربها الله للناس لعلهم يتفكرون ويعقلون !

*[ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ {43} ] العنكبوت .

 

*[ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ  {81} ] الأنبياء .

والبشر كلهم اليوم يشهدون بأنفسهم الدمار الذي تُحدثه العواصف والأعاصير التي تقف أعتى القُوى أمامها عاجزة دون أن تَعتبر :

*[ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {24} تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ {25} ] الأحقاف .

*[ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ {12} ] الرحمن .

العصف هو التبن أو القش الذي تعصف به الريح فتفصله عن الحَبِّ . والحَب هو غذاء الإنسان عموماً والتبن والقش هما غذاء الحيوان .

*[ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ {5} ] الفيل .

والعصف المأكول هو روث الحيوان الذي يؤول إليه العصفُ/ التبنُ والقش بعد أكله .

*****

أما علاقة المرسلات عرفا بالعاصفات عصفا فهي أن الصنفين يشتركان في أن الأُولى تأتي بالحق والثانية تعصف بالباطل حسب سُنّة الله سبحانه :

*[ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18} ] الأنبياء .

فإذا لم يكن هناك حقٌّ يَعرفه ويشهد به أشهاد .. ظل الباطل حيا . فإذا قام أشهاد يشهدون بالحق وهم يعلمون قذف الله بالحق على الباطل ... فإذا هو زاهق !

ظهور الحق وقيام الأشهاد

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6

 (4)

*[ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ]

هي آياتُ الله المرسَلاتُ التي تنشر الحق فتُحيي الناس بالجُملة من بعد موتهم حقيقةً أو حُكماً ..  فتحييهم بهدايتهم إلى الحق والخير :

*[ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {11} ] الزخرف . 

فَأَنشَرْنَا : أحييْنا بالجُملة .

*[ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ {9} ] فاطر . 

النُّشُورُ : إحياء البشر بالجُملة من بعد موتهم : حقيقةً في الآخرة أو حُكما في الدنيا ، كما سيكون إحياؤهم ونشورهم بأمر الله حين تُنشر حقيقةُ المسيحِ كلمة الله (الإنجيلُ الحق) الذي بُعث من (قُمران)  لتلتقي شهادتُه بالحق مع شهادات الحق في  (القرءان) .

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

*[ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ {28} ] الشورى . 

وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ : يُعممها على الخَلْق . ومن هذا نشْر الكتب .

 

*[ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا  كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {122} ] الأنعام .

*****

فكما يَنشر/يُعمم الله سبحانه رحمته بالرياح والسحاب والغيث ، فإنه ينشر رحمته بآياته المرسَلات في الكتاب المسطور وآياته المحسوسات في الكون المنظور . وحين تُصدق إحداهما الأخرى فتُفهمُ يَحيى الناس بالهُدى الذي فيها وبالعِلم .. من بعد موتهم بالضلال وبالجهل :

فتوحات كتاب الكون المنظور تبشر بفتوحات

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=172&cat=4

*[ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {57} ] الأعراف .

 

*[ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123} وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى     {124} ] طه .

(5)

*[ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ]

هي الآيات المرسَلات لتكون فُرقاناً يُعين على التفريق أو التمييز بين البدائل التي أهمّها الحق والباطل . وقد عُطفت الآياتُ المرسلات الفارقات على الآيات المرسلات الناشرات لرحمة الله .. بفاء التعقيب كذلك لتفيد أن حاجة البشر بعد أن يَحيوْا بئايات الهُدى العام التي تبين المعروف من المنكر ، ستكون حاجتهم إلى مُرسَلات فارقات تُفصِّـل وتُفـرِّق بين الحسن والأحسن ، والقبيح والأقبح ، والظلم والطغيان ، والميل عن حدود الله والميل العظيم عنها ...

 

فالآيات المرسلات الفارقات هي الفرقان . ويبدو أن الاسم على صيغة المُثنى كالقرآن اختاره الله سبحانه ليُبرز الهدف الذي من أجله أنزلها ، كما تشير صفة المثاني إلى آيات الكتاب المُرسَلات كلِّها لِتُقرأَ قراءتين : قراءةً في الأوّلين وقراءةً في الآخِرين:

  . القراءة الآخرة للقرءان : خطاب إسلامي عصري

  http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=66&cat=2

*[ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ  {185} ] البقرة .

 

*[ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {23} ] الزُّمر .

 

فالفرقان هو بعض آيات القرءان ، ولكنه بعض متميز بحيث أُطلق على الكل من باب تسمية الشيء – ومنها الكتب – بأبرز ما فيه :

*[ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1} ] الفرقان .

كما سُمي الذِّكرَ ، لأن الرسول الكريم أُمر أن يُذكّـر الناس به وكذلك الربانيون مأمورون :

*[ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ {45} ‏] ق .

*****

والقرءان فرقان كذلك لأن الله سبحانه نزّله مُفرقا ولم يُنْـزله دفعةً واحدة :

*[ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ (1) مُبَشِّراً (2) وَنَذِيراً {105} (3) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {106} قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ : لاَ تُؤْمِنُواْ .. ] الإسراء .

 

وقد وعد الله سبحانه الذين آمنوا إذا اتقَوا اللهَ أن يُيسر لهم ما يفرقون به بين البدائل بحيث لا يلبسون إيمانهم بظلم ، بل يكونون دائما على هُدى من ربهم :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {27} وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ {28}

يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {29} ] الأنفال .

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {28} ] الحديد .

(6)

*[ فَالْمُلْقِيَاتِ  ذِكْرًا ]

*[ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ]

بفتح القاف أو كسرها : هي الآيات بكلماتها النصِّية التي ألقاها الله سبحانه إنزالاً على رسوله لتُلقِي (أو يُلقَى) ببيانها على من يشاء اللهُ من عباده ، ومنهم النبي ، والذين يصطفيهم الله من عباده (32/فاطر) فتُذكرَهم وتنذرهم بعدم فِعل أُمور . فإن فعلوها فقد استحقوا الإنذار أوّلا فالإعذار آخِراً/ثانياً (3) فالعقوبةَ التي يطول أمدها :

*[ إنّا سَنُلقي عليْـْكَ قوْلاً ثَقيلاً {5} ] المزمل .

  هذا الإلقاء على الرسل يكون إنزالاً بكلمات مُنزلةٍ يَنزِل بها ملَك من الملائكة :

*[ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ  فَاتَّقُونِ {2} ] النحل .

*[ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {22} كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ {23} فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ {24} أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ {25} سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ !! {26} ] القمر .

*[ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {62} ] الأحزاب .

صدق الله العظيم ! فما أشبه اليومَ بالأمس !! مع فارقِ واحدٍ هو أنّ الدعاة اليوم مصلحون يقتدون برسل الله إذ يُمسِّكون بالكتاب (170/الأعراف) وبأنبياء الله إذ يدعون الناس إلى اتِّباع ما أَنزل إليهم ربُّهم من هذا الكتاب (3/الأعراف) !

*****

*[ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ] هي (1) بُنيانُ الرسالات النصية (2) وبيانُها/فهْمُها .. نورٌ على نور : نورُ الفهم الذي ينفع الناس إذا كان مُحدَثا عصريا كأيِّ طعام أو شراب .. على نور النَّص . هذا الفهْم/البيانُ لكلمات الله المُنزلة لتطبيقها في الواقع المعيشي يُلقيه اللهُ إلقاءً بإيحاءٍ خفي على من يشاء من عباده ، كما يُؤتي الحكمةَ (حُسنَ التطبيق) من يشاء  :

*[ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ {15} ] غافر .

*[ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {269} ‏] البقرة .

(7)

آياتُ الذِّكر صنفان

أوّلهما : آيات تُذكّـر الناس بالله ربِّهم وتوقظهم من الغفلة التي علِم الله سبحانه أنها سوف تكون أوّل عُذر يعتذر به الغافلون عن آيات الله ربهم ، ولن ينفعهم :

*[ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا (1) كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا (2) أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ {173} ] الأعراف :

عقاب المكذبين الآخرين الغافلين اليوم أشد من عقاب الجاهلين الأولين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=128&cat=4

والعذران هما (1) الغفلة ، (2) وتقليد أموات الآباء (من قبل) دون برهان من الله أيْ دليلٍ من آياته . لهذا ذكَر الله سبحانه بعد هاتين الآيتين نبأ الذي انسلخ من آيات الله وذكّر بعاقبة مِثْل هذا الإنسلاخ :

*[ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ {177} ] الأعراف .

 

والمفارقة العجيبة أنّ الأبناء الذين يُلقون باللائمة على آبائهم الذين أبطلوا آيات الله وانسلخوا منها بحجج واهية ذكرناها في أكثر من مقال ، وسوف يسمونهم مُبطلين لآيات ربهم .. هم الذين يتهمون غيرهم بأنهم مبطلون إذا جاؤوهم بآيات من كتاب ربهم تُبيّن بطلان ما هم عليه من أكاذيب السُّنة والإجماع والقياس :

مثل الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=138&cat=2

*[ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ {58} كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ {59} فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ {60}‏ ] الروم .

إن مجيء هذه الآيات المُبشِّرة في سورة الروم وفي ختامها إشارة إلى مِسك الختام وحُسن العاقبة للذين يؤمنون بها ويفهمونها في عصر سيطرة ثقافةِ ورثة الروم !

إرجع إلى : بشرى لأهل الكتابيْن بيوم الجمع لا ريب فيه :

بشرى لأهل الكتابين بيوم الجمع  لا ريب فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=80&cat=6

وثاني الصنفيْن من آيات الذكر هي آياتُ ذكْرِ أو قصصِ أو تاريخِ الأوّلين لكل من يقرأ القرءان مؤمنا به حقيقةً كما وثّقها الله سبحانه حقَّ اليقين في آخِر طبعةٍ من كُتبه إلى رُسله : القرءانِ العظيم الذي هو ( الكتابُ كله All in one  ) .. مبيِّنا سُنن الله التي لا تبديل لها :

الكتاب والحكمة/ التوراة والإنجيل ..

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=1&cat=5

هذا هو مفهوم قول الله سبحانه يحكي عن رسوله الكريم :

*[ .. قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ : هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24} ] الأنبياء .

أيْ في هذا القرءان تجدون ذكرَ وخبر وسيرةَ من معي ومَن قبلي حق اليقين ، ففيه وحده البرهان على الحق يقيناً :

*[ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {44} وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ {45} ] الزخرف .

وكل خبر آخر عنهم من غير القرءان فهو خبر تاريخي ظني لا يصلح وحده برهانا ولكنه قد يعين على فهْم كلام الله إذا لم يتعارض معه :

ما ينفع الناس من وحي الرسالات و النبوات موثق في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

وكما أنكر المكذبون الأوّلون أن أقوال الرسل وسِيَر الأنبياء الصحيحةَ هي الموثّقة في القرءان.. فكذلك ينكر المُكذبون الآخِرون بئايات الله والمنسلخون منها اليوم أنّ سيرة الرسول الكريم وأصحابِه الأبرار هي تلك الموثقة حق اليقين في القرءان العظيم .

*****

ولأنهم لا يعلمون هذا القول الحق فهم يُعرضون عن دعوة الربانيين لهم أن يكونوا ربانيين : يُعلِّمون كتاب الله وحده ويدرسونه ويدرسون كل ما يُعينهم على فهْمه :

*[ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79} ] آلعمران .

 

وكلا الصنفين من آيات الذكر – التي تَـذكُر والتي تُـذكّر – هما *[ ذِكْـرٌ للعالَمينَ {104} ]  يوسف . وقد نزّله الله سبحانه على عبده *[ ليكونَ للعالَمينَ نذيراً {1} ] الفرقان .

فالرسول الكريم هو نذير بالقرءان للعالَمين/للناس جميعا :

*[ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا .. {158} ] الأعراف .

أمّا في بيان القرءان وتطبيقه فالنبي (لا الرسول) كان يبين - قولا أو تطبيقا - لأهل عصره فقط ولم يبين للناس أمرا يحتاجونه بعد وفاته بلحظة . وعدمُ تبيينه أمْرَ خلافته بعده هو أشهرُ مثل وأبْينُه على هذه الحقيقة الإيمانية الكبرى التي ضلت الأمة ضلالا بعيدا بسبب عدم معرفتها بها . والنتيجة هي ما نرى من انتكاس المسلمين من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت : الأمواتِ وأسفارهم وما نشهده بسبب هذا من ذُل وخِزيٍ *[ .. وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ {16} ] فصلت .

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

(8)

أخطرُ الأمثلةِ على الآياتِ الْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا

من أدق وأخطر الأمثلة على الآيات الملقيات ذكرا لتذكير الناس وتحذيرهم تلك الآيات التي تبيّن أحكام الردة التي لها مَعلَمان هما :

أ.  الكفرُ المُعلَن : بالله إلها وربا واحدا أو التكذيبُ بآياته المنزلةِ بكلمات الله نفسها على رسله .

*[ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85} كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {86} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {87} خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ {88} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ {89}

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ {90} ] آل عمران .

المُلاحظ أن الذين أعلنوا ردتهم بالكفر بعد الإيمان يُمكن أن يغفر الله لهم إذا تابوا من بعد ردتهم وأصلحوا ما أفسدوه ..

أما الذين ارتدوا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا وعداءً وإيذاءً للحق ودعاته فلن تُقبل توبتهم لعلمه سبحانه أنهم لن يتوبوا حقيقةً .

وهذا النص (90/آل عمران) يمكن أن يردع الفجرة والعتاة الذين يمكن أن يُطمعهم ظنهم أن الله سيغفر لهم في النهاية إذا تابوا مهما كانت جرائمهم كما يوهمُهم التراثيون . وقد علم النبيُّ الأمين مفهوم الآية فقال لأهل مكة بعد العفو عنهم : إلاّ أربعة نفر اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة !

فلم يأمر بقتلهم لكفرهم أو لردتهم بل لجرائمهم التي ارتكبوها وإيذائهم للمؤمنين ! ولم يرد في كتاب الله نصٌّ ولا إشارة نص تَذكر عقوبة دنيوية على المرتدين إذ يكفيهم ما أعدّ الله لهم من عذاب إذا ماتوا وهُم كفار بالحق (86- 90/آلعمران) .

*****

ب. أما المَعلم الثاني للردة فهو النفاقُ : أي الكفر بالله أو التكذيب بآياته سراً والتظاهرُ بالإيمان بهما علناً مع ما يمكن أن يرافق النفاق من ظواهر سلوكية إفسادية للمجتمع تجعل النفاق أسوأ من الكفر المُعلن بشهادة الله  سبحانه :

*[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا {145} ] النساء .

                                    (9)

 *[ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ]

هي آيات الإنذار بالذكْـرِ على مرحلتين : مرحلةِ الإنذار/الأوّل ومرحلةِ الإعذار/الإنذارِالآخِر بطريقة أشدَّ لتكون مِـن بعدها العقوبة التي يكون لله المُنذرِ الأولِ العذرُ في إنفاذها وعدمِ قبول اعتذار مستحقها من بعد أن أُعطي فرصتين بلا عقوبة ، ولكنه لم يستفد منهما بل ازداد عصيانا . لهذا قالوا : لقد أَعذرَ من أَنذَر !

من الأمثلة القرءانية

على مبدأ إعطاء الفرصتين فالعقوبة

1. ما ورد في قصة رسول الله موسى والعبد الصالح في سورة الكهف : فبعد ذِكر شروط العقد وبيان صعوبة الوفاء بها :

*[ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا {66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا {67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا {68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا {69}  قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا {70} ]

ولما لم يستطع موسى الوفاء بالشرط جاءه الإنذار الأول الذي بعده جدد التزامه بالشرط مع اعترافه بصعوبة الأمر :

*[ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ! {72} ]

*[ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا {73} ]

أمّا الإنذار الآخِر/الثاني وهو الإعذار بعد خطأ موسى الثاني/الآخِر فقد كانت فيه شدة :

*[ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا !! {75} ]

فلما اعتذر موسى عن غلطته الثانية/الآخِرة كان يعلم أن اعتذاره سيُقبل .. لكنه كان يعلم مُقدَّما أنه لن يُقبل له عذر إذا اقترف الثالثة لأنه يكون قد استنفد حقه من الفرصتين بلا عقوبة . أما بعد الثالثة فستكون عقوبةٌ لمُوقِعها عُذره إن أوقعها بعد أن أَنذر وأَعذر :

*[ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا {76} ]

وحين اقترف موسى خطأه ثالثا لم يعتذر لعلمه أنه استنفد فُرَصه الثلاث ولا حق له بعد ذلك في أن يُقبل له عُذر . لهذا لم يجادل حين أبلغه العبد الصالح بالعقوبة :

*[ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا {78} ]

 فترتيب الفرص التي تُعطَى للناس بعد التذكيرِ بشروطٍ العمل ، والتحذيرِ ببيانِ عقوبةِ مخالفتها ..

أ. إنذارٌ بعد المخالفة الأولى لشروط العقد ..

ب. وإعذارٌ أشدُّ بعد المخالفة الثانية/الآخِرة ..

ج. وإنفاذُ العقوبةِ المعلومةِ مُقدّما إذا اقتُرفت المخالفة الثالثة .

*****

2. ومما في كتاب الله عن سُنة الله في نظام الفرصتين - خلافا للشائع عند الناس من خرافة الذي قتل تسعةً وتسعين :

لم ترد (عُذرا) في القرءان إلاّ مرتين تبيّن الواحدة منهما الأُخرى لتُؤديا المفهوم المذكور آنفا عن نظام الفرصتين . أولاهما في سورة المُرسلات أعلاه والأُخرى في سورة النساء :

*[ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ (1) ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ (2) ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً {137} بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {138} الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً {139} وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً {140}‏ ] النساء :

النهي عن القعود مع القوم الظالمين الخائضين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=162&cat=3

هذه الآيات تُعتبر إعذارا ثانيا/آخِرا لا عُذر لمؤمن بعده وبعد الإنذار الأول المنزّل المكتوب في الكتاب . فالكفر مرتين بعد الإيمان مرتين وازديادُ الكفر من بعد المرة الثانية حقيق على الله أن لا يغفر لفاعله بل أن يُميته ضالاً .

 

وقد اعتبرت آيات النساء القعود مع القوم الظالمين الذين يكذِّبون بالقرءان حين يخوضون في آيات الله زاعمين أنها حمّالة أوجه لا تصلح للإستدلال بها وأن سُنتهم المزعومة قاضية عليها .. اعتبرته مدخلاً إلى هذا التذبذب والنفاق وموالاة أعداء الحق . بل إن آيات الكتاب قضت على الخائضين المُضِلين (بكسر الضاد) والقاعدين معهم المضَلّين (بفتح الضاد) بعدم الهداية طالما ظل الفريقان على ما هم عليه :

*[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {36} إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ {37} ] النحل .

 

وكان النهي عن القعود مع القوم الظالمين قد فُرض أوّل مرة في مكة :

*[ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ {66} لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ {67} وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {68} ] الأنعام .

 

وآيات النساء مدنية لأنها تذْكر المنافقين الذين لم يكن لهم وجود في مكة . أما آيات الأنعام فمكية لذكرها تكذيبَ قوم الرسول من قريش *[ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ ] . وآيات النساء أشد لهجةً لخطورة النفاق (الذي تقابله اليوم العمالةُ والتجسس ) على المجتمع .

ولأن من يقع في هذه المصيدة يصعب عليه الخروج منها - إلا بشقّ الأنفس - فهو كالمريض الذي تتفاقم حالته ثُمّ َ*[ ازْدَادُواْ كُفْراً ] حتى يهلك غيرَ مغفور له *[ لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ] .

 

فباب التوبة ليس مفتوحا بلا ثمن أو بثمن بخس كما يتوهم التراثيون لأنه بعد تكرار الذنب مرتين تحيط بالمُذنب خطيئتُه إذا استمر عليها (81/البقرة) فيصعب عليه الخروج منها خاصة إذا كانت بمستوى النفاق الذي يجعل المنافق يُظهر خلاف ما يُبطن من كبائر ما نهى الله عنه .

 

ومع هذا ، ففي سورة النساء نفسِها التي وُثِّق فيها دخول كثيرين لمصيدة النفاق بسبب النساء (!!) .. فقد جعل الله سبحانه شروطا لقبول توبة أمثال هؤلاء تكاد تكون تعجيزية لأنها لم تُشترط كاملةً على غيرهم  :

*[ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا {145} إِلاَّ الَّذِينَ (1) تَابُواْ (2) وَأَصْلَحُواْ (3) وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ (4) وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا {146} ] النساء :

 مفهوم الإخلاص والدين الخالص   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=77&cat=2

(10)

الخــــــــــــاتمة

بهذا نرى أنّ من أكبر الجرائم التي يستحق فاعلها أشدَّ العذاب هي جريمة المنافقين المترددين بين الإيمان والكفر ظانين أنهم يمكن أن يتوبوا في أيّ وقت ، غيرَ مدركين أنهم قد استنفدوا حقهم من الإنذار والإعذار مرّتين ثم ازدادوا كفرا وإيذاءً بعدهما ، بدلا من التوبة ومُقتضياتها المذكورة في (146/النساء) .. لهذا لن يغفر الله لهم . والآيات (137- 139) من سورة النساء أعلاه هي توضيح وتوكيد للآية (90) من سورة آلعمران .

 

3. ومن التطبيقات القرءانية على نظام الإنذار فالإعذار فالعقوبةِ موضوعُ الطلاق الذي جعله الله سبحانه مرّتين – لا طلقتين – بلا عقوبة (228- 229/البقرة) بين كل مرة والأُخرى ثلاث دورات شهرية (ثلاثة قروء= أطهار وحيضات) . فإن لم يكن حيض (فتيقُّنٌ من عدم الحمل) فثلاثة أشهُر *[ إنْ ارتبْتُم {4} ] الطلاق .

  

ففي كل مرة أُعطي الطرفان - زوجاً وزوجته أو بعلاً وامرأته – فُرصتين من ثلاثة قروء . وقبل انقضاء الطهر الثالث في كل مرة يكون القرار بالإمساك في يد الرجل .. فإذا انقضى الطهر الثالث من كلٍ من المرتين يكون القرار بالإمساك في يد المرأة .

 

فإذا وقع الطلاق للمرة الثالثة يكون الإنفصال قسريا عقابا للطرفين حين يخرج الأمر من يديهما ، فلا تحل له *[ حتّى تَنْكِحَ زوجاً غيرَه {230} ] البقرة .

لمعرفة مفهوم هذه الكلمات الأربع ولتفصيلٍ لا بد منه لأحكام الطلاق القرءانية :

العزم شرط لعقدة النكاح وشرط لحلها بالطلاق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=44&cat=5

 

أهمُّ وأخطرُ مثل على الآيات َالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا : عُذْرًا أَوْ نُذْرًا

وسُنةِ الله في نظام الفرصتين ثم العقوبة

هو

مطلع سورة الإسراء

فارجع إليه على الرابط :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

*[ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ {43} ] العنكبوت

 

*[ قُلْ صَدَقَ اللهُ ]

*[ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ {7} ] المرسَلات

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008