5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12770
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12334
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43742
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

أحكامُ قربِ الصلاة .. والقيامِ إليها مِـن كتاب الله العظيم

8/31/2010 5:29:00 AM

عدد المشاهدات:4963  عدد التعليقات: 4
8/31/2010 5:29:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

أحكامُ قربِ الصلاة .. والقيامِ إليها مِـن كتاب الله العظيم

 

*[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]

 *[ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ]

 بُنيانا ثابتا معجزا لا يتغير

*[ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ]

 يَتغيَّـرُ

 

(1)

البرهانُ على العُنوان من آيات القرآن

*[ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلوةَ (1) وَأَنْتُمْ سُكرَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ (2) وَلا جُنُباً (إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ) حَتَّى تَغْتَسِلُوا (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ) أَوْ (جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً) فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً{43} أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتبِ يَشْتَرُونَ الضَّللَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ{44} ] النساء .

 

*[ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلوةِ : (1) فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ (2) وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ (3) وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ (4) وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ) أَوْ (جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً) فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{6} وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{7} ] المائدة .

 

(2)

البيــان

ورد التحريم في كتاب الله بصيغة الأمر باجتناب أمور وصيغة النهي عن قرب أمور كما ورد بصيغ أخرى منها التحريم المباشر (حُرّمت عليكم) ، والنهي المباشر (لا تفعلوا) .

واجتناب الشيء هو عدم قُربه كما أن اجتناب أصناف من الناس هو عدم القرب منهم . ومع تقارب مفهومي الاجتناب وعدم القرب إلا أن الأمر بالاجتناب (وهو الابتعاد) أقوى من النهي عن القرب . كما أن وصفنا لشيء بأنه بعيد لا يعني فقط بأنه غير قريب . لذلك ورد الأمر بالاجتناب في أمور هي أخطر من التي ورد الأمر فيها بعدم القُرب :

أ. فقد جاء الأمر : اجتنبوا الطاغوت ، وكبائرَ الإثم والفواحشَ ، والرِّجسَ من الأوثان وقولَ الزور، والخمرَ والميسرَ لأنهما رجس من عمل الشيطان ، و *[ اجتنبوا كثيراً من الظن   {12} ] الحجرات .

إرجع إلى مفاهيم الظن والشك والريب واليقين :

مفاهيم الظن والشك والريب 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=48&cat=3

ب. وجاء النهي عن قرب الشجرة ، وعن قُرب السُّكارى والجنب للصلاة ، وعن قرب مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ، وعن قُرب حدود الله فيما تشتهيه النفس الأمارة بالسوء ومن ذلك الزنى ، وعن قُرب المرأة الحائض حتى تطهُر من دم الحيض ، وعن قرب المشركين للمسجد الحرام *[ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ  ] بالقول أو الرمز .

 وقد نُهي أهل الكتابِ مِن قَبلنا عن قُرب الفواحش :

*[ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ{151} ] الأنعام .

أما الذين ءامنوا (بالكتاب كلِّه وهو القرءان) وعلى ربهم يتوكلون ، والذين استجابوا لربهم .. ووصفهم ربهم سبحانه في الأيات (36-43) من الشورى فهُم : *[ َالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ] .

 

ج. من هذين المفهومين  المتقاربيْن للاجتناب وعدم القُرب نخلص إلى أن الجُنُب في أحد مفهومي الكلمة (التي وردت مرتين) هو الذي عليه أن يجتنب الصلاة  ولا يقربها بفعل متعلقاتها التي  منها الدعاءُ وقراءة القرءان ومسُّه ودخولُ المساجد حتى يغتسل (ءاية النساء) . أما الصلاة نفسُها فيجتنبها إذا كان جُنبا حتى يطَّهَّرَ (ءاية المائدة) .

(3)

آيةُ النساء (43)

*[ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلوةَ (1) وَأَنْتُمْ سُكرَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ (2) وَلا جُنُباً - إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ- حَتَّى تَغْتَسِلُوا (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ) أَوْ (جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً) فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً {43} أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتبِ يَشْتَرُونَ الضَّللَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ {44} [ النساء .

 

أ. تمهد آية النساء لحكم الخمر، وتعالج مسألة الجنابة ، ولا تشير الى الوضوء للصلاة . اذ يُفهم من النهْي عن قُرب الصلاة ليس النهيَ عن الصلاة فقط بل النهْي عن فعل متعلقات الصلاة (والصلاةِ من باب أوْلى) : قراءةِ القرءان ومسِّه والدعاءِ ودخولِ المساجد .. هذه هي أهم متعلقات الصلاة التي أهمها قراءة القرءان : فالقرءان هو ذكرُ الله الأكبرُ فيها لأن الكلمة منه اكبر من الرمز ركوعا وسجوداً ] وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [ حتى سُميت صلاةُ الفجر قرءانَ الفجر *[ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ] .

وقد نهت الآيةُ الكريمة صنفين من الناس عن فِعل متعلقات الصلاة :

أوَّلهما : الذين لا يعلمون ما يقولون ومنهم السُكارى الذين فقدوا توازنهم الجسدي والعقلي مؤقتا إما بسبب الإكثار من شرب الخمر أو بسبب زلزال إنساني أصابهم أو أصاب الناس حتى باتوا لا يعلمون ما يقولون :

*[ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى {2} ] الحج . من هذا الصنف الاطفال الصغار ، وقاصروا العقول . ومنْعُ هؤلاء من دخول المساجد أو قراءة القرءان بيِّن السبب . فلا يُأذَن لهم بذلك إلا بزوال السبب الذي جعلهم لا يعلمون ما يقولون .

وثانيهما : الجُنب حتى يغتسلوا . والإستثناء (لا.. حتى) هو للجنب حتى يغتسلوا والسكارى حتى يُفيقوا . فإذا كان أحدهم عابر سبيل مر بجانب المسجد أثناء الصلاة مروراً عاجلاً أو تلا ءايات من القرءان أو دعا ربه على عجل (يا رب) فلا حرج عليه . ولأن عليه أن يجتنب الصلاة نفسها فقد سُمي جُنُبا . وقرْن السُّكارى بالجُنُب – حتى يغتسلوا - أمْر له دلالته .

*****

ب. والجُنُب - كما يفهم من ربط كلمات ءاية النساء- هو الذي (أ) أمنى مستتراً في مكان لا يراه فيه الناس كالغائط عند الأقدمين الذين أُشير إليهم بكلمة (منكم) . والغائط هو المكان المنخفض الذي كان يُستتر فيه عند قضاء الحاجة (يقابله الصعيد المرتفع الطيب) . وقد حل مكانه المرحاض أو دورة المياه أو الحمّام .

والجُنب كذلك هو الذي (ب) أمنى بسبب ملامسته النساء .  والملامسة في آية النساء بصيغة المشاركة تفيد كثرة اللمس المتبادَل (وليس مجرد اللمس من طرف واحد) بحيث تنتهي الملامسه في أكثر الحالات بالدخول والإمناء (الجماع) .

*****

والإمناء بدون النساء قد يكون بملامسة العضو التناسلي ملامسة تنتهي بالإمناء . هذا هو المقصود بالمجيء من الغائط في آية النساء والإشارة الدقيقة في الآية هي مجرد وصف لواقع بشري يحتاج الكلام فيه إلى تفصيل باستفتاء ءايات الله عز وجل . وهذه الملامسة تحدث عادة في السر ، كما تُقضَى الحاجة نفسها في السر وفي مكان لا يرى الناس فيه الفاعل . فإذا حصل الإمناء فيجب الإغتسال .

ومِن قوله سبحانه (لامستم) بصيغة المبادلة والكثرة وليس (لمَستم) يُفهم أن مجرد اللمس سواء للعضو التناسلي أو للنساء لا يترتب عليه اغتسال ولا يوجب وضوءاً .

*****

ج. يُعفى الجنبُ من الاغتسال ( إذ تغتسلوا أكثر من اغسلوا ) إذا كان مريضاً أو في حالة سفر (على سفر) حتى لو وُجد الماء . فإذا أقام في مكان يتيسر له فيه الاغتسال *[ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ] فيجب أن يغتسل كما يجب على المريض أن يفعل إذا شفي . وهاتان حالتان يمكن أن يكون فيهما أي إنسان وليستا سببا في الجنابة . أما ملامسة العضو في الغائط أو ملامسة النساء فيمكن ان يكونا سببين للجنابة الموجبة للاغتسال من أجل قُرب الصلاة (ءاية النساء) وللتطهّر لإقامة الصلاة نفسها (ءاية المائدة) إلا إذا لم يجد الجُنب الماء حقيقة أو حكماً كأن يؤدي الاغتسال به إلى مرض محقق أو تكونَ كمِّيتُه قليلة ويُحتاج إليها للحياة .

*****

د. لا أجد في الآيتين ولا في كتاب الله العظيم ما يشير ولو إشارة إلى أن المنام له حكم اليقظة في أيّ أمر (إلاّ ما كان في رؤيا إبراهيم) . فالنائم في وفاة مؤقتة وليس مكلفاً بشيء *[ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ ] ، فلا يُعتبر ما يراه في أحلامه ومنامه ملامسةً يترتب عليها جنابةٌ أو مسئولية .  فالناس في منامهم يرون أنفسهم يقترفون جرائم وموبقات ولم يَفهم أحد من ذلك أنه يترتب على مِثل هذه التزامٌ بشيء سوى أن يستعيذ الرائي بالله سبحانه من الشيطان ونزْغه بعد اليقظة . ويَعلم كل الناس أن فرض الاغتسال على من يُمني وهو نائم قد حمَّلهم في مرحلة من أعمارهم فوق طاقتهم حين لم يكن (ولا يزال) الاغتسال ميسراً لهم دون حرج كبير. فإذا قاموا إلى الصلاة دون إغتسال لم يفارقهم الشعور بالذنب مع ما يترتب على هذا من تعوّد الاستهانة بأمور هي ذنوب حقيقية .

ولأن هذا الامر يُهم كل انسان ، فلا يُؤخذ حكمه الا مِن نصٍ مُحكَم او نص متشابه تُحكمه نصوص اخرى . وليس في كتاب الله تعالى – حسب علمي - أيُّ نصٍ مُحكَمٍ ولا متشابهٍ يمكن الاعتماد عليه في هذا الامر. بل ان نصوصاً عامةً يَدخل تحتها الحكم تقول :

*[ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا {286} ] البقرة

*[ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ {286} ] البقرة

فلا يُعقل ان يكون حُكم مَن يفعل شيئاً عامداً بإرادته كحكم من يفعله بغير ارادة منه ، فكيف إذا كان ما يرى نفسه يفعله في منامه هو مجرد أضغاث أحلام !

*****

هـ. أما إذا لم يجد الجنب ماءً بعد الإمناء في أيٍّ من حالتي الملامسة الحقيقة فقد شُرع لهم التيمم . ولأن الجُنب في هاتين الحالتين لم يحتاطوا للماء لِعَـنَتٍ خشوا منه إذا انتظروا فقد ختم الله سبحانه ءاية النساء بقوله :

*[ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ً] . كما ختم الأية 25 من سورة النساء التي أباح الله سبحانه فيها نِكاح الإماء والمستخدمات *[ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ] لمن خشي بسبب العَنَت والكبت الوقوعَ في ما هو أعظم ... ختمها سبحانه بذكر مغفرته ورحمته لمن لم يستطع أن يصبر وخشي أن يميل ميلاً عظيماً إلى الزنى :

*[ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {25} [  النساء .

النساء في كتاب الله  ثانيا : النكاح وأحكام عامة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=194&cat=5

 و. أما آية المائدة التي أَمرت بالوضوء في حالات ثلاث قبل إقامة الصلاة ، فقد عقَّبت على التيمم بديلا للوضوء بقوله تبارك اسمه *[ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ] . والحالات الثلاث هذه التي توجب الوضوء (وليس الإغتسال) هي حالات بسيطة ولا تعقيد فيها :

(1) القيامُ مِن النوم (2) وقضاءُ الحاجة (3) وملامسةُ النساء ملامسةً لا تؤدي إلى الإمناء . أما إذا أدت إلى إمناء فيجب التطهر .

*****

ز. قوله سبحانه *[ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ [ يُشعر أن الغائط الذي كان مكان قضاء الحاجة عند الأقدمين الذين كان القرءان ينزل عليهم *[ أَحَدٌ مِنْكُمْ ] لن يظل كذلك مِن بعْدهم . فقد عُرفت من بعدهم المراحيض التي طوَّرها الناس اسماً ومسمى حتى باتت دورات مياه وحمامات .

 

خلاصة مفاهيم آية النساء أنها :

(1) تَنهى السكارى والجُنب عن قُرب الصلاة سواء بدخول المساجد أو قراءة القرءان او مسّه او الدعاء . فهذه هي أهم ما يرتبط بالصلاة ..

(2) وتُبيّن مفهوم الجنابة وكيفيةَ معالجتها . ولكنها لا تبين ما أمر الله سبحانه به من أجل الصلاة نفسها .. ولا اشارةَ للوضوء فيها . أمّا آيـة المائدة فتبين حكم الوضوء (دواعيه وكيفيتَه) كما تُبيّن حكم الجنابة معاً :

 

(4)

آيةُ المائدة (6)

*[ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلوةِ : (1) فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ (2) وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ (3) وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ (4) وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ) أَوْ (جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً) فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{6} وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{7} ] المائدة .

 

أ. قوله سبحانه ( إِذَا قُمْتُمْ ..) مفهومه : قمتم من النوم لقوله :

  *[ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ {1} قُمِ اللَّيْلَ ...{2} ]  و  [ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ{1} قُمْ فَأَنْذِرْ{2} ] .

فأول ما يوجب (الوضوء) للصلاة التي هي ملاقاة مع رب العالمين هو القيامُ من النوم لمدافعة الكسل الذي عُرف به  المنافقون :

*[ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً          {142} ] النساء .

 وكل بني ادم يغسلون وجوهَهم وأيديَهم بداهةً بعد ان يقوموا من النوم تنشيطا لأنفسهم ونظافةً ودفعاً للكسل . وقد يكررون هذا إما دفعاً للكسل ومغالبةً للنعاس او بعد قضاء الحاجة .

 وثاني ما يوجب (الوضوء) بعد القيام من النوم هو قضاء الحاجة في أي مكان تُقضى فيه الحاجة سواء في غائط (مكان منخفض) أو دورة مياه ...

وثالث ما يوجب (الوضوء) هو مُلامسة النساء مُبادلةً ومشاركةً يترتب عليها مجرد إثارة وتحمية يكفي للتخلّص منهما التبريد بالوضوء . أما مجرد اللمس فلا يترتب عليه شيء . فاذا ادت الملامسة الى الامناء اصبح الملامسون جُنبا وعليهم التطهّر.

*****

ب. والذي يقوم من النوم إلى الصلاة يكفيه الوضوء . أما الذي يقوم من النوم إلى الصلاة جُنبا بعد ملامسة حقيقية أدت إلى الإمناء في اليقظة فعليه التطهر وهو الاغتسال جيداً . وقد ذُكر إغتسال الجُنب في ءاية النساء كشرط للقرب من الصلاة سواء لقراءة قرءان أو مسّه أو دخولِ مسجد او دعاءٍ . ولم تَطلب آية النساء الوضوءَ لهذه الأمور. وهذا التطهُّـر أُمرت به الحائض بعد أن تَطهُر من دم الحيض . وبدون (التطهّر) بالإغتسال جيدا يحرم على زوجها أن يأتيها ، ولا يحرم عليه أن يقربها (دون أن يأتيها) إذا طهُرت من دم الحيض بعد أن كان عليه اعتزالُها وعدم القرب منها طالما لم ينقطع دمها وكانت في المحيض (اسم زمان) وهو فترة الحيض :

 

*[ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{222} نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{223} ] البقرة .

 ولم يقل ( فإذا اغتسلن) فقط . فالتطهر أكثر من الإغتسال الذي قد يكون مجرد (دوش) . فالتطهّر يقتضي إزالة كل ما قبله من قذر ورائحة . والبشر يعرفون أن أطيب الطيب التطهر بالماء للرجال والنساء .

*****

ج. كلمات الله سبحانه في الآية (223/البقرة) تُبطل كل الأحاديث التي أُفتريت على (الرسول النبي الامين) زاعمة أنه كان يباشر زوجته ويُقبّلها وهي حائض . إذ كيف يخالف الرسول النبي أمر الله إليه وإلى المؤمنين بعدم القرب من الحائض (بقُبلة مثلاً) حتى تَطهُـر ، وبعدم مباشرتها حتى تتطهَّـر أي تغتسل جيداً بالماء ومادة تنظيف . والغاية من كل هذا لا تخفى على أولي الألباب :

*[  فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ]

د. وحتى لا يجعل الله على الناس من حرج :

*[ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً {28} ] النساء ..

فقد أعفى أربع فئات من الناس من (الوضوء بالماء) وجعل بديله التيمم :

أعفى (1) المريض ومَـن (2) على سفر (لم يستقروا بعد من السفر) من الوضوء سواء وَجدا ماء أم لم يجدا حتى يشفى أحدُهم أو يقيم (على الترتيب) فيتيسرَ له الوضوء بالماء .

وأعفى من الوضوء الذي يقوم إلى الصلاة (3) بعد قضاء حاجته أو(4) ملامسة امرأته ملامسةَ مداعبةٍ مشتركة لم تؤدِّ إلى الإمناء ... أعفاهما من الوضوء بشرط ان لا يجد أحدهما ماء يُؤْمَن استعماله . والتطهُّر في هذا كالوضوء .

*****

هـ. يختلف التيمم المذكور في آية النساء قليلا عنه في آية المائدة : ففي آية المائدة أضيف الجار والمجرور (منه)  ليفيد وجوب تنظيف وتطهير اليدين بتراب من صعيد طيب بعد قضاء الحاجة (في الغائط المنخفض الخبيث وقتـئذٍ) لأن سياق الأية هو عن الوضوء للصلاة نفسها . فيقتضي ذلك تنظيفَ اليدين بتراب طيب او أي شيء يتيسر كورق التنظيف اليوم قبل مسحهما ببعضهما وبالوجه . أما في آية النساء فالسياق هو عن الإقتراب من الصلاة بفعل متعلقاتها ، فيكفي لهذا مسحُ اليدين ببعضهما وبالوجه .

*****

و. أما غير المريضِ والمسافرِ الذي لم يُقِم بعد (فهو على سفر) فلا يباح لهما التيمم بديلا للوضوء والتطهر من الجنابة إلا إذا لم يجدا ماء حقيقة أو حكماً . ولِفقْد الماء حكما حالات منها أنه موجود لكنه قليل يُحتاج إليه للشرب والحياة ، فهو إذنْ غير موجود لغير هذا . وكذلك إذا كان بارداً جداً ولا يمكن تسخينه في جو بارد ، أو كان ملوثاً لا يصلح للتطهُّر .

*****

ز. ولأن إقامة الصلاة هي ملاقاةُ رب العالمين ومخاطبتُه كلاما ورمزاً بركوع هو رمز للخضوع وسجودٍ هو رمز للاعتراف بالفضل :

إقامة الصلاة كما بينها الله في كتابه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=54&cat=5

فقد اقتضت إقامتها أكثرَ مما يقتضيه القرب منها بقراءة قرءان ودخول مسجد او دعاء . لذلك أمر الله سبحانه (بالوضوء) غسلاً ومسحاً للأعضاء لإقامة الصلاة نفسها دون أن يشترط (الوضوء) للقرب من الصلاة . وكذلك أمر سبحانه الجُنبَ أن يتطهر قبل الصلاة نفسِها لا أن يغتسل فقط كما لو أراد أن يقرب الصلاة : وربما فُهِم من هذا وضع عقبة أمام كثرة ملامسة النساء لتحقيق التوسط وتجنُّب الإسراف المدمِّر !!!!!!

*****

ح. قوله سبحانه في آية المائدة *[ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ .. {6} ] ، مقدِّماً الوجه على اليدين خلافاً للواقع ، هو ترتيب اهمية وليس ترتيباً زمنيا . اذ ان اليدين تُغسلان حقيقة قبل الوجه ، بل ان أكثر البشر يغسلون ايديهم من أجل غسل وجوههم مراراً في اليوم .

*****

ط. كلمة (أيدي) وردت في القران الكريم بمعانٍ تبدأ من رؤوسِ الاصابع التي تلمِس فسميت أَيدي (7/الأنعام) ، فالاصابعِ التي تَكتُب (79/البقرة) ، فالاكُفِّ التي تُقبَض وتُبسَط   (67/التوبة) ، فالاكفِّ والسواعدِ معا التي تعمل وتكسِب (35/يس) ، فالاكفِّ والسواعدِ والاذرُع معا التي تضرب وتبطش وتقاتل (44/ص)  (195/الأعراف)  (28/المائدة) ... كلّها سميت (أيدي) تحددها القرينة :

ولكن الله سبحانه حدّد اليدين اللتين تُغسلان في الوضوء *[ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ] ، وحدَّد الرِّجليْن *[ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ] . واستعمال (الكعبين) بالمثنى تحديداً للرِجْليْن ، بينما (المرافق) بالجمع تحديدا لليدين... يُفهم منه انّ رِجل/قدَمَ الانسان الواحدة لها كعب واحد هو مِفصل القدم عن (الساق) فيكون للرِّجليْن كعبان ، امّا يدُ الانسان الواحد فلها اكثر من مِرفق او مفصل يَرفق الجزء من اليد بالآخَر ويُلحقه به حتى صار لليدين مرافقُ لا مرفقين فقط .

 

 يُفهم من هذا ان مرافق اليد هي مفاصل فيها تُعين على الانتفاع بها : فما كان لأحد ان ينتفع بيد مُثبتة في الجسم ولا تتحرك . فتكون المرافق المقصودة في كل يد هي المفاصل الثلاثة : التي تفصل الكف عن الساعد ، والساعدَ عن الذراع ، والذراع عن الجسد . انما يُحدّد المِرفق المقصود بالغسل في كلِ يد واقعُ صاحبها وعمله :

فاصحابُ الاعمال الكتابية عملُهم هو الكتابة بايديهم التي هي الاكُفّ على الأكثر . وما عداهما يظل نظيفا . فمرفق الكف الذي يسمح بحركة اليد هو اوّل مفصل الرسغ . والعمّال الذين يؤدون اعمالاً خِدْمية ، وكذلك المزارعون ، يعملون غالبا بالسواعد المكشوفة التي تفصلها عن الاذرعِ المفاصلُ الوسطى . والعاملون اعمالاً تقتضي كشْف الأذرعِ كالسباكين تكون مرافق أحدهم المقصودةُ بالغَسل هي مِفصلا الذراعين عن الجسد .

القرءان يصنع الفرق : تعريف السارق وعقوبته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=88&cat=5

وبهذا تكون المرافق المشار اليها في آية المائدة (للوضوء) هي مفاصل اليد التي لا يحتاج ما بعدهما الى غسل لكونه نظيفا . ويؤيد هذا الفهم إنه اذا جاز ان يُمسح بالرجليْن النظيفتين سواء بجوربين او خُفين نظيفين كما فهِم الاقدمون او بدونهما حقيقةً – عطفاً للأرجل النظيفة على الرؤؤس مسحا لبعضها (وأَرْجُلِكم) .. فان عدم غسل الساعدين النظيفين المستورين عادةً بالكُميّن هو أوْلى من السماح بعدم غسل الرِّجلين والاكتفاء بمسح بعضهما .

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم

 

*[ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ !!

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً {82} ] النساء

*[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ !! أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {24} ] محمد

 

*[ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {286} ] البقرة

 

محمد راجح يوسف دويكات        

نابلس-   *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008