حقيقةُ مفهوم ثالث الثلاثة من كتاب الله

مقارنة بعقيدة التثليث عند النصارى

]* الآنَ حَصْحَصَ الْحَقّ ]

* [.. الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ

لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ .. ]

(1)

*] تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {63} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64}‏ [ النحل .

*[ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {76}‏ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {77} إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ {78} فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ {79} ] النمل .

(1.1)

فما اختلف فيه اهل الكتاب خاصةً والناسُ عامة مُبيَّن في القرءان 10/الشورى ،  76/النمل ، 15/المائدة ، 133/طه ، 196/الشعراء . ومِن ذلكم أصْل فكرة التثليث عند النصارى الذين غفلوا عن حقيقتها قُرابة عشرين قرناً .. كما غفل المسلمون التراثيون - ولا يزالون - عن حقائقَ إيمانيةً كثيرة قُرابة ثلاثة عشر قرناً !!!

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف قبل أن يُعلم منه شيء ينفع الناس 

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

(2)

*[ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا ⁽¹⁾ وَحْياً أَوْ ⁽²⁾ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ ⁽³⁾ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ {51}‏  [ الشورى .

تُبيّن هذه الآية الكريمة طُرق اتصال الله سبحانه بالبشر وهي ثلاث :

(2.1) وحْياً/إلهاماً ( بفكرة خفية وسريعة) وبها أوحى الله سبحانه الى النبيّين ويوحي الى كثير من مخلوقاته .

(2.2) والطـريقة الثانية كانت تكليماً مِـن وراء حجاب (بلا رؤية) كما كلّم الله سبحانه رسوله الكريم موسى تكليماً بصوت مسموع وبكلمات مُحدّدة *] وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً  [ :

*] قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ {144} [ الأعراف .

 وكان موسى ينظر الى ربه ( مصدرِ الصوت ) دون ان يراه ( فالنظر الى شيء غير رؤيته او إبصاره ) . ولمّا طلب أن يراه وهو ينظر اليه :

*] قَالَ رَبِّ أَرِنِي : أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ... {143}‏ [ الاعرف .

 أما كلام الله (آياته) فيمكن سماعه بصوتِ مَن يتلوا آياته ، لا بصوت الله :

*] وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ .. {6}‏ [ التوبــه .

*] وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {7} يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {8}  [الجاثية .

(2.3) أمّا الطريقة الثالثة التي كلّم الله سبحانه بها رسوليه عيسى ومحمداً ( سلام الله عليهما وعلـى المرسلين ) فهي الاتصال بهما وتكليمُهما بكلمات نصيّةٍ محدّدة بواسطة الرسول جبريل الذي هو روحُ القدس و الروحُ الامين  و رسولُ الله الى رسوليْه عيسى ومحمد :

*[ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ .. {110} [ المائده :

 فالكتاب (التشريع) هو التوراة ، والحكمة (التطبيق) هي الإنجيل على الترتيب .

(3)

*] وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ {6} [ الصف .

*] اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ {2} نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ    {3} [ العمران.

فروح القدس جبريل هو رسول الله من الملائكة الذي نزَل على رسول الله عيسى بالإنجيلِ الذي هو رسالة المسيح عيسى الى بني اسرائيل رسالةً حِكْميةً تطبيقيةً واحدة .

اما الرسالة التشريعية النظرية ( The Law ) فهي كتاب موسى المعروفُ لاحقا بالتوراة التي جاء عيسى والإنجيلُ مُصدّقيْن بها (46/المائدة) .

الكتاب والحكمة/ التوراة والإنجيل ..

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=1&cat=5

* ] وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {63} إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {64} فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ {65} [ الزخرف .

(4)

كلمة الإنجيل angel يبدو أنها كلمةٌ يونانية الأصل angelos

معناها  = رسول = messenger  . وتعني في الإنجليزية اليوم :

رسول من عند الله messenger of God

(4.1) والتسمية القرءانية لِما انزل الله على المسيح عيسى هي الإنجيل التي كان بنو اسرائيل يعرفونها ويعرفون معناها ، لأن اليونانية كانت هي اللسان السائد في الحياة اليومية عندهم آنذاك (بسبب خضوعهم للحكم اليوناني أكثر من ثلاثة قرون) كالفرنسية في شمال أفريقية حتى وقت قريب .

فالإنجيل نزل بلسانهم السائد آنذاك خلافا لما توارثوه وزينه لهم الكهنوت ليظلوا محتكرين الفهمَ الذي يرضيهم :

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ {4} [ ابراهيم . كما أن كلمة المسيح تعني باليونانية لسانِ بني إسرائيل آنذاك :

المختار أو المصطفى لمهمة One anointed or divinely chosen

(4.2) فالإنجيل ^(أ) رسول من عند الله ، و عيسى ^(ب) رسول الله و روح القدس ^(ج) رسول الله . فالرسل الثلاثة : روح القدُس  وعيسى  والإنجيل هم رسول واحد لأنهم أتَوا برسالة واحدة :

فهُم ثلاثة رُسل في رسول واحد هو الإنجيل  Three - in - one الذي اقترب إظهاره بأمر الله مِن بعد أن عُثر عليه في قمران / البحر الميت سنة 1947/م ، ويحتجزه الإسرائيليون منذئذٍ مع شهادةٍ لتلاميذه أنه لم يًقتَل ولم يُصلب . لهذا برّأ الفاتيكان اليهود من دم المسيح سنة 1964 .

(5)

 وقد اشار القرءان الكريم الى مِثل هذه الفكرة فسمّى موسى وهارون رسوليْن لانهما اثنان ، وسماهما رسولاً لانهما حَمَلا رسالة واحدة . كذلك تكرّر إسناد الفعل المفرَدِ او الضمير المفرَد الى اثنين في القرءان حين يُشير الاثنان الى شيء واحد[1]  24/الأنفال ، 51/النور ، 20/الأنفال  :

*[ اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي {42} اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {43} ... فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ... {47} [ طه .

*[ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {10} ... فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {16} أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ {17} [الشعراء .

فهُما رسول واحد لأن رسالتهما واحدة .

وبذلك يكون أصل فكرة :

التثليث عند النصارى  Doctrine of the Trininty

 في أصله ، حقيقةً إيمانية كبرى يمكن فهْمهما بسهولهٍ ويترتب على فَهْمهما ايمان خالص عَرَفه الاوّلون من النصارى وغفل عنه الاخِرون حين غلَوْا فاعطَوْا المسيح مكانة فوق رسالةِ الله الإنجيلِ تماما كما فعل المسلمون الاخِرون الذين اعطوا النبي محمداً وما نسبوه إليه من أحاديث مكانةً فوق رسالةِ الله القرءانِ كلامِ الله !!

بهذا المفهومِ كان يمكن لِمَن فاته الاستماع الى رسول الله عيسى الذي سماه الله سبحانه كلمةً من الله (171/النساء) أن يستمع الى رسالة الانجيل الذي هو رسول الله وكلمتُه كذلك ، رسولاً واحداً جاء به من عند الله رسولُ الله جبريل[2]. تماما كما يمكن لمن فاته الإستماع إلى قول رسول الله محمد أن يستمع إلى القرءان الذي هو قول الله وقولُ رسوله ، قولا واحدا (40/الحاقة) .

(6)

بهذا الفهمِ غيرِ المسبوق تُحَل مشكلة التثليث بمفهوم بسيط وصحيح بدلا من جعْله لغزاً غيْرَ مفهوم نفّر ملايين النصارى مِن الدّين وجعل ملايينَ غيرهم يظنون *]  إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ [ .. بينما الحقيقة التي تنفع الناس هي أنَّ رسول الله الإنجيل هو ثالث الرسل الثلاثة وليس اللهَ سبحانه الذي لا إله ولا ربَّ الا هو الأحد :

*[ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ {4}‏ [ الاخلاص ..

وأنَّ الرسولين الآخَرين هما المسيحُ عيسى وروحُ القُدُس جبريلُ .

(6.1) وقد حصل عند المسلمين خلْطٌ مماثل حين نبذوا كتاب الله وراء ظـهورهم كالذين من قبلهم (187/آلعمران) ، واستبدلوا به الذي هو أدنى منه بكثير. ولو احاطوا بئايات الله عِلـماً وأنّ الله سبحانه سمّى القـرءان رسولاً (10- 11/الطلاق) ، كما سمّى الإنجيل رسولاً .. لأدركوا ان رُسلَ الله الثلاثةَ : روحَ القُدس جبريلَ ومحمداً والقرءان هم ثلاثة رُسل ، وهـم كذلك رسول واحـد Three- in- one  هو القرءان الذي هو قول الله الذي نزل به وقاله رسولُ الله جبريلُ روح القدس لرسول الله محمد قائلاً له *[ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ] فقرأه وقاله باسم ربه الذي خلق .. اضافةً الى انّ كتابَ الله القرءانَ نفسَه هو ثلاث رسالاتٍ التوراةِ والإنجيلِ والقرءانِ :

في كتاب واحد Three- in- one

من آمن به فقد آمن *[ بالكتاب كلُّه All- in- one ] 119/آلعمران  .

ما ينفع الناس من وحي الرسالات و النبوات موثق في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

ومَن قرأه فقد لقِي موسى وعيسى ومحمداً . يُفهم هذا من قوله سبحانه :

* ] ولَقد آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ .. {23} [ السجدة

(7)

أمّا أنّ جبريل هو روح القُدس والروح الأمين فموثَّق في القرءان الكريم :

*] قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {97} [ البقرة .

*] قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ {102}‏ [ النحل.

*[ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِـنَ الْمُـنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ {195} [ الشعراء .

(7.1)

وتأكيداً لأمانة روح القُدس في التبليغ عن الله سبحانه بأمانة مطلقة فقد وصف اللهُ القرءانَ الكريم الذي هو أصلاً قول الله تعالى ... وصفه بأنه قول رسوله الكريم جبريل ، الذي لم يقل لرسولِ الله محمدٍ قولاً سواه :

 *] إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {19} ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {20} مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ {21} وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ {22} وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ {23} [ التكوير .

(7.2) وتأكيداً لأمانة رسولِ الله محمدٍ في تبليغ القرءان للناس عن الله بأمانةٍ مطلقة  فقد وصف الله سبحانه القرءان الكريم كذلك بأنه قولُ رسوله الكريم محمد الذي لم يتقوّل على الله شيئا ، اذ لم يَقُل كرسولٍ كلمةً واحدة غيرَ القرءان :

*] فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ... {44} [ الحاقة .

(7.3)

بل ان الله سبحانه وصف رسوله محمداً بأنه مُبَشِّرٌ ونذيرٌ وقرءانٌ :

*] وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً {105} وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ ، لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {106} [ الاسراء.

 فالكلمات ( مبشراً ونذيراً وقُرءاناً) هي ثلاثة مفاعيل لأجلِه ( لأجل انْ تكون مبشرا ونذيرا وقرءانا... ) . وبالمقابل فقد سمى الله سبحانه الذِّكرَ/القرءانَ  رسولاً :

*[ .. فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً {10} رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ... {11} [ الطلاق.

 فالذكر بحروفه المكتوبةِ والمقروءةِ وإحصاءاته (القرءان) الذي أنزله الله على رسوله محمد هو رسول يتلو ايات الله عزَّ وجلَّ ، ويقُصّها 76/النمل ،  وينطق بهـا  62/المؤمنون ، ويحكم بها 213/البقرة ..

(7.4) رسولا : بدل مِن ذِكرا ، أو مفعول لأجله : من أجل أن يكون ( الذِّكرُ رسولاً ) . إرجع إلى مقال : ما لم يُعرف عن القرآن والرسول حتى كان ما كان :

. ما لم يعرف عن الرسول والقرءان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=98&cat=2

 (8)

ذُكر *] رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ  [   و  *] كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ [ بمفهوميْن مُترادفيْن :

*[ وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ ... {101}  [البقرة .

*[ وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ ... {89}  [البقرة .

فاذا كان كتابُ الله القرءان رسولاً ، ومحمدٌ رسولاً ، وروحُ القدس رسولاً ، فإن هؤلاء الرسلَ الثلاثةَ هم رسول واحد لان قولَهم واحد . وبهذا تُحَل عند المسلمين مشكلة الذين يُفرّقون بين الله ورُسُله فيقولون : هذا قول الله

( القرءان ) وهذا قول رسوله ( الحديث/السُّنة ) . اذْ تبيَّن انه ليس لرسوله محمد الّا قولٌ واحد هو القرءان/الكتابُ الذي هو قول الله .

وكان الاجدَرَ بهم ان يُفرّقوا بين قول الرسول الذي هو قول الله لا ريب فيه ، وبين قول النبي وهو قول بشر أصاب فيه وأخطأ . لذلك أمَر النبيُّ الأمينُ انْ لا يُكتب :

  الرسول والنبي : أصل البلاء عدم التمييز بين مهمتيهما

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=218&cat=6

 ومع الاسف لم يقرأ المسلمون الإنذار الرباني شديد اللهجة الذي يصف الله به اربعة اصناف من الناس بانهم :

*[ الْكَافِرُونَ حَقّاً ] : منهم الذيـن يُفرّقـون بين الله ورسله فيقولون : القرءان قول الله .. والسُّنة والحديث قول رسول الله . وهـؤلاء هـم غير صنف الذين يُفـرّقون بين الرسل انفسهم :

*[ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْـضٍ {150}  [النساء .

وعلى النقـيض من الصنفين يأتـي الذين *[ أمنوا باللهِ وَرُسُلِه ] فلم يُفرّقوا بين اللهِ ورُسله .. ولا بين رُسله أنفسِهم :

*[ إنَّ الَّذِينَ⁽¹⁾ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ ⁽²⁾ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ ⁽³⁾ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ ⁽⁴⁾ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً {150} أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً {151} وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {152} ] النساء .

*[ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ ... {19} ] الحديد .

مفهوم السبق وميادينه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=113&cat=5

(9)

ختاماً : فإن على المسلمين المتحاورِين مع النصارى أنْ يعترفوا بأخطائهم التاريخية في فهْم الدين.. قبل أن يطلبوا من النصارى الاعتراف بأخطائهم في فهْم الدين كذلك .

فإذا عَلِمتْ الطائفتان أن الطـبعة الآخِرة مـن كتاب الله الذي انـزل الله سبحانه نَصيباً مـنه (23/آلعمران) على ]* طَآئِفَتَيْنِ مـِن قَبْلِنَا {156} [ الانعام .. علمتْ أنها تُجيب عن كل تساؤلات البشر فيما يختلفون فيه لأن هذه الطبعة الآخِرة جـاءت *] بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ] All - in- one ، الذي اعدَّ الله سبحانه تفصيلاته التي لا حصر لها لتناسب قوماً يعلمون ، فهو كتابٌ ]* فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} [ فصلت ...

فاذا عَلِمتْ الطائفتان ذلك واستطعنا ان نُقيم البرهان العمليَّ عليه في حسم الخلافات بين البشر كما أظُننا فعلنا في هذه البحث وكثيرٍ غيره من مقالات وأبحاث هذا الموقع التي اقتربت من أربعمئة  .. فإن ما سيَعُمُ البشر كلَّهم من الخير القريب القادم ان شاء الله تعالى لا يعلمه الا هو .

فَـ *] الآنَ حَصْحَصَ الْحَقّ [ .

*[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33}

فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} ] الطور

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *] الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ [- فلسطين

---