4/30/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12768
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12331
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43738
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13882
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15019
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14697
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

الربانية المتجانِسةُ ... بديلاً ... للديموقراطياتِ المتشاكِسةِ

7/26/2010 9:23:00 PM

عدد المشاهدات:6558  عدد التعليقات: 0
7/26/2010 9:23:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

الربّانية المتجانِسةُ ... بديلاً ... للديموقراطياتِ المتشاكِسةِ

 

*[ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً :

 رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ

 هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً !!؟؟ ]

 

الحمد لله ربِّ العالَمين

مقدَّمة 

*[ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {27} قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {28} : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً !!؟؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {29} ] الزُّمَر .

هذا مثل على الرّبانية المتجانسة وحيدة المرجعية ( الاسلامِ الحق/ كلماتِ الله المنزلة قرءاناً ) في الفكر والسلوك ألتي يتّبع فيها الانسان أمْر سيّد واحد هو ربّه الذي خلق ، وبكلماته اليقينية ....

تقابلها الديموقراطيات المتشاكسة متعددة المرجعيات التي يتّبع فيها أسياداً متعدّدين مختلفين متصارعين :

(1)

أ. فالربانية المتجانسة ( الاسلام الحق/ كلماتُ الله رب العالمين الثابتةُ لكن بفهم متجدد يصلح للعصر) ترى ان للكون إلها خالقاً واحدا هو نفسه الرب المدبر SMART DESIGNER  لما يجري فيه *[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] *[ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ {84} ] الزخرف . *[ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ... {5} ] السجده ..

وانه وان كان هناك ( أولـوا أمرٍ ) من البشر في الارض ، إلاّ أنّ ( أولي الأمْرِ مِنْكُم )59/النساء ، فهم طينة من عجينة شعوبهم سواء انتخبوهم أم لم ينتخبوهم . ومع هذا فإنّ *[ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ {154} ] آلعمران . فهو سبحانه :

 استخلف الانسان في الارض ليعمرها بالوكالة المقيّدة عنه *[ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً {30} ] البقرة  *[ هو أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا {61} ] هود ...

وهو تبارك وتعالى يمـسك بكـل اوراق ( لعبـة الحياة الدنيا ) *[ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ {123} ] هود *[ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {39} ] الرعد …

 وهو يدبر الأمر في الارض وفي الكون بموجب سُنن وقوانين كونية وبشريّة ثابتة *[ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {23}‏ ] الفتح .

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

ب. أما الديموقراطيات المتشاكسة فإنها إمّا (1) لا تعترف بخالـق ورب للكون والانسان اصـلاً كقول من قالوا (لا اله والكون مادة ) او(2) تعتـرف بذلك بحيث تكتب بعضها على عُملتِها ( In God we trust ) .. ولكنها ترى انه سبحانه وتعالى خلق واستراح ، وأنه في احسن الاحوال كملكة بريطانيا تملك ولا تحكم .

لذلك لا تجد متحاوريْن في ايّ مكان في العالم  ( بما في ذلك العالم الذي يُدعى اسلاميا ) يشيران الى دور الله رب العالمين فيما يجري على الارض ، مع أن بعض الديموقراطيين بدأوا يعترفون مؤخراَ بوجود خطة ذكيّة ( smart design ) وراء هذا الكون !!!!

(2)

أ. وترى الربانيةُ المتجانسة ( الاسلامُ الحق لا الموروث) أن الله سبحانه اذْ يدبر الأمر في الارض بنفسه فانه يُعِين البشر بوصفهم مخلوقات لها بعض حق الاختيار بتعليمات نظرية تشريعية تشكل دليل الخلق ( Manual ) . فإذا فهموه واتّبعوه ( تطبيقاً على الواقع  ) أعانهم ذلك على فهم كثير مما يجري على الارض سواء المتعلق منه بدور الله رب العالمين سبحانه او بدور البشر انفسهم .

وقد جمع الرسول الكريم بأمرٍ من ربّه هذين المَعْلمين للربانية المتجانسةِ ، جمَعهما في وصيةٍ الى الناس اجمعـين فوثقها الله سبحانه قرءانـاً :

 *[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ           {10}‏ ] الشورى . وقد أكدّ الله سبحانه مفهوم هذه الوصية بقوله :

*[ انما كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} ] النور .

فحُكم *[ الله ورسوله ] هو حكم واحد *[ ليحكم ] وليس ( ليحكما ). فهو حُكم الله بما أنزل وحُكم رسوله بما بلّغ عنه – حُكماً واحداً -  ولا يكون ذلك الا بمرجعية واحدة هي كتابُ اللهِ الواحدُ  بكلماته الثابتة ، يحكم به رسوله إذا اختلف الناسُ ، كما فعل حقيقةً وكما يجب ان يفعل خلفاءُ الرسول مِن بعده كما سنرى .

بديل ثقافة العنف لتغيير  الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

ب. اما الديموقراطيات المتشاكسة فبَدَهي ان لا ترى وجودا ولا اهمية لمثل هذه التعليمات التشريعية في دليل الخلق طالما انها لم تعترف بدورٍ للخالق رب العالمين نفسه في تدبير الامور بعد أن ضاق أصحابها ذرعاّ بأكاذيب رجال الكهنوت في كل دين ظانّين هذه الأكاذيب الرّابية مع الزّمن هي الدين الحق .

وهي لذلك ترى انَّ تشريع الحق والباطل ، ما يُسمح به وما لا يُسمح يجب ان يكون للبشر وبنسبة مئة من مئة . فالحكم التشريعي النظري ( في خلافات النـاس ) هو عندهم للبشر انفسهم . ليس للخالق دور فيه لا بنفسه ولا بتشريعات منه . هذا هو مفهوم كلمة ديموقراطية : حكم البشر الذين لهم السلطة التشريعية والتنفيذية : تشريعاً وتدبيراً !!

واذا لم يُردّ الحكم في الخلاف الى الله رب العالمين الذي خلق ، كان لا بد ان يُردّ الى البشر المخلوقين المتشاكسين المتصارعين سواء الى الاموات الذين كانـوا كـذلك ، كمـا فعل ولا يزال يفعل المتدينون مـن كل ديـن ومنـهم ( المـسلمون التراثيون! )  أو إلى الأحياء الذين وصف خالقُهم اكثَرَهم في اكثر من ستين آية من القرءان الكريم ( دليل الخلق ) بأنهم لا يعلمون الا ظاهرا من الحياة الدنيا ، وانهم عن العواقب والنتائج المتأخرة غافلون ، وانهم يجهلون ولا يؤمنون ولا يشكرون وانهم للحق كارهون ...

 ومع ذلك فإن هؤلاء الاحياء مع ماهم عليه همْ أعلم بالواقع الذي يعيشه الناس من الاموات على أي حال ( خاصة حين ينتخبون قلة ِمن الخاصة تُمثلّهم ) ، بدليل ان رب العالمين وهو رب العمل على الارض قضى ان يستخلف في الارض اولئك الديموقراطيين عبيدَ الاكثرية من الاحياء لانهم اصلح لعمارتها ، وفضّلهم لهذه المهمة على عبيد الاموات سواء مـن ( المسلمين ! ) او غيرهم .

*[ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ {105} ] الانبياء .

 نعم : يرثها الصالحون لعمارتها محققين الهدف من وجودهم الذي بيّنه ربهم الذي خلق *[... هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ..{61} ] هود ، أي طلب منكم عِمارتها .

الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=71&cat=5

 (3)

أ. وترى الربانيةُ المتجانسةُ ( الاسلامُ الحق لا الموروث ) ان الانسان في الارض له صلاحيات تطبيقية للتشريع المنزل من الله رب العالمين . فهو مُكلَّف (1) بفَهْم ايات الله وكلماته الثابتة التي انزلها على رسوله تشريعا ، فهماً عصرياً ، (2) وتطبيقِها على الواقع الذي يعيشه الناس (3) فتنفيذِها اذا انطبقت عليه .

فخلافة الانسان لله رب العالمين هي خلافة ( وكالة ) مُقيّده ومحصورة بفهم نصوص التشريع الرباني في كتاب الله الذي هو عَقْد العمل بين الانسان الاجير ، وربِّه صاحب العمل بحيث يلتزم طرفا العقد بما فيه . ولكنها اقلُّ تقييداً عند التطبيق والتنفيذ . لذلك فإن ولاية الأمر ( تطبيقا للنص على الواقع فتنفيذا له ) هي للبشر يُنيبون عنهم أولي أمر منهم *[ ... وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ {59} ] النساء ، بمعنى أولي أمْر مِـن جنسهم ومن مـستواهم ( من = للتبعيض ) ، وبمعنى أن يقوموا بالامر بالنيابة عنهم ( منهم = بدليّة : بدلا عنكم ) ولا يتحقق مفهوم كلمات الله هذه الّا اذا انتَخب الناسُ كلُّهم ( عالِمُهم وجاهِلُهم رجالُهم ونساؤُهم ) حكّامَهم او نخبةً تمثلهم ( كُلّـيةً انتخابيةً ) تنتخب الحكام أولي الامر وتراقب عملهم .

ب. هذا هو ما تراه الديموقراطيات المتشاكسة كذلك مع فرقين :

أوّلهما : أن الربانية المتجانسة توجب على المحكومين طاعة الحاكمين بشرط طاعة هـؤلاء لله ورسـوله  *[ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ ] . ومن لطائف الصياغة الربانية لكلمات الله سبحانه أنه عطف (1) طاعة الذين امنوا لأولي الامر منهم على طاعة أولي الامر للرسول ( او من يقوم مقامه من خلفائه في اعتبار القرءان الكريم المرجع الوحيد للفصل في المنازعات ) ، وعَطَف (2) الطاعتين معاً على طاعتهم جميعاً لله عز وجل لتكون هذه شرطا لهما :

 *[ يَـا أَيُّـهَا الَّذِيـنَ آمَـنُواْ أَطِيـعُواْ اللـّهَ ( وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ و أُوْلِي الأَمـْرِ مِنكُمْ ) فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى (اللّهِ وَالرَّسُولِ) إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {59}‏ ] النساء

فإنْ تَنازَعَ المحكومون مع الحاكمين في شيء مهما كان فيجب ردّه الى الله نفسه اوَّلاً توكّلا علـيه ، كأنْ يقولوا *[... عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ {89} ] الاعراف .. ثم الى الرسول في حياته بوصفه المحكمة الدستورية العليا التي مهمّتها أن تقرر إن كان ما فعله أولوا الأمر دستورياً أم لا ( موافقاً للقرءان أم لا ). ويكون حُكمه/ حكمها مُلزِماً ونهائياً

*[ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً {64} فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً {65}‏ ] النساء .

والحكم المقصود هنا هو حكم الرسول بوصفه محكمة العدل الدستورية العليا التي تُلزم الناس بكتاب الله فيكون حُكمُها بسم الله . فحكمها هو أعلى درجات الحكم . ويجب على كل مؤمن حاكماً او محكوماً ان يرضى به وتطيبَ نفسه .

هذا في حياته ، اما بعد وفاته فمؤسسة (مجلس الخلافة الاسلامي) المسئول عن الدعوة والسياسة الخارجية وبوصفه كذلك محكمة العدل الدستورية العليا .. تقوم مقام الرسول في الحكم بين الحاكمين والمحكومين بموجب كتاب الله عز وجل الذي هو رسالة الله تعالى الى الناس اجمعين عبْر رسوله الكريم ، ويكون حكمها مُلزِماً ونهـائياً للمتنازِعين كما هـو حـال ( المحكمة  الدستورية العليا ) في البلدان الديموقراطية التي لا تُلزم هذه المحكمةَ الّا بقوانين وضعها البشر بحيث يكون البشر هم الخصْمَ والحَكَمَ بأهوائهم وتغلُّب مصالح الاقوياء والاذكياء منهم على الضعفاء والجاهلين وهم اكثر الناس .

ان الربّانية كنظام حياة ونظام سياسي تؤمّن للانسان حقوقا يعطيها له ربه المشرّع بكلماته اليقينية التي لاوجود لها اليوم الا في القرءان الكريم ، ولا يستطيع نزعَها الا ربُّه المُشرِّع الذي خلق ، وبكلماته اليقينية التي لا تبديل لها ولا ريب فيها . هذه هي الضمانة الوحيدة لحقوق الانسان . اما اذا وكّلنا البشر المخلوقين بتشريع هذه الحقوق وتعديل نصوص الدساتير والقوانين بلا ضابط ، وحسم الخلاف فيها وفي غيرها فستظل هذه الحقوق عُرضةً للتغيير والتبديل والتعديل حسب اهواء البشر .

وثاني الفرقين : بين الربانية المتجانسة والديموقراطيات المتشاكسة في علاقة المحكومين بالحاكمين هو أن إعطاء الحق للمحكومين بانتخاب ممثلين عنهم لينتخبوا الحكام المسئولين عن السياسات الداخلية ( أولي أمرٍ منهم ) ويراقبوهم .. يوجب عليهم جميعا في النظام الرباني أن يتواصوْا بالحق والصبر : المحكومون يوصون الحكام أولي الامر بالحق الذي هو كتاب الله  وما فيه من أمْرٍ بأداء الامانات الى اهلها وبالعدْل ، والحكام أولوا الامر يوصون المحكومين بالصبر بحيث يُعطَوْا فرصتهم للعمل مع احتفاظ الفريقين عند التنازع بالتحاكم الى مجلس الخلافة بوصفه محكمة العدل الدستورية العليا .

 لذلك كان المحكومون مُلزَمين بعدم المجاهرة بآرائهم السياسية المتعلقة بالامن والخوف ، السلم والحرب ، وأن تُردَّ هذه الامور الى المستوى السياسي ( مجلس الخلافة اوَّلاً وأولي الامر ثانياً) ليستنبطا الحقائق ومدلولات الاخبار مِن زَبد الاكاذيب والاشاعات  في زمنٍ فُرضت فيه على العالم كله مقولةٌ لونستون تشرشل : في الحروب يجب المحافظة على الحقيقة باحاطتها بحرس كامل من الأكاذيب !!!!!. فالناخبون حتى في الديمقراطيات ليس لهم الحق في تقرير السياسات ولكنهم ينتخبون ممثلين عنهم هم أولوا الامر واصحاب القرار . وقد ربط الله سبحانه هذا الامر الحاسم والخطير بتدبّر القرءان الذي يُكسب المتدبِّرين قدرةً فائقة على فهم المقروء والاستنباط :

*[ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً {82} وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً {83} ] النساء .

 اقرأ الآيات ( 29 – 36 ) من سورة سبأ وتفكّرْ في دلالاتها الاصلاحية العميقة التي بيناها في مقال : بديل ثقافة العُنف لإصلاح وتغيير الأنظمة !

بديل ثقافة العنف لتغيير  الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

فإنّ قرار الحرب والسلم يجب ان يُردّ *[ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ] ليستنبطوه من كتاب الله ومن الواقع السياسي ، كما فعَل ذلك الرسول الكريم في حياته . أما بعد وفاته ، فيفعل ذلك مجلس خلافة الرسول ، مسترشداً بالواقع السياسي العام الذي يجب ان يعرفه مجلس الخلافة ، وبالواقع السياسي الخاص الذي يعرفه أولوا الامر المنتَخَبون المسئولون عن السياسات الداخلية ويملكون ارادة سياسية .. وليس الناس بمن فيهم الجيش والعامة . فليس لهؤلاء ان يُدلوا بتصريحات او يقوموا بتظاهرات يُذيعون فيها آراءَهم في المسألة الامنية للأمة . فان القيام بذلك يوشك ان يكون اتّباعا للشيطان الذي يريد *[ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِـيداً {60} ] النساء ، كما حدث ولا يزال يحدث في بلاد العرب ( والمسلمين !) .

اما في الديموقراطيات المتشاكسة فيُعطون الحق للناس (...) بالاضرابات والتظاهرات ، واذاعة التصريحات ( تنفيساً وتَضليلاً ) باسم حرية التعبير ... التي مِن شأنها كلِّها اثارة الفوضى وأتاحة الفرص للقوى الخارجية للتدخل في شؤون البلاد وزرع الفتن فيها وربما جرِّها الى حروب وصراعات لا مصلحة للأُمّة فيها !!!

وحين يقرر البشر ان يردّوا خلافاتهم وامورَهم الانسانية الى كتاب الله وحده تحديدا فسيجدون ان ما ورثوه عـن الاموات آبـائهم اصبح - وقد طال عليه الامد - كالخمر إثمه اكبر من نفعه بل كأي طعام او شراب او دواء انتهت صلاحيته للاستهلاك الادمي بعد فترة Expiry Date ، كما سيجدون ان ما يراه الديمقراطيون واكثرُ الناس مخالفٌ جُلّه لما يمكن فهمه اليوم من كلمات الله رب العالمين التي بها وحدها يَسعَد الناس :   

*[ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {24} ] الشورى

(4)

الخُلاصة

بهذا نرى ان الربانية المتجانسة لا تلتقي مع الديموقراطيات المتشاكسة الّا في مَعْلَم واحد من ثلاثة معالِمَ رئيسة . وهذا اللقاء لا يبرر القول بان الربانية ( الاسلام الحق) هي نظام ديموقراطي او ان التوجّه الديمقراطي بمعالمه الثلاثة المذكورة هو توجّه صحيح . وإن مجرّد حصر الديموقراطية بحق الناس في انتخاب الحاكم وحق انتخاب ممثلين عنهم هو تبسيط للامور لا يستطيع الصمود امام المشكلات المُزمنة التي رَبَت وتفاقمت في الانظمة الديموقراطية الرأسمالية المتشاكسة التي لم تحْظَ بهذه الشعبية التي أخذت تتهاوى ( كما سبق ان حَظيت بها الاشتراكية قبل موتها ) الا لغياب الربانية المتجانسة ( الاسلام الحق لا الموروث) عن الواقع مرجعيةً واحدةً : فهماً وتطبيقاً وتنفيذاً لكتاب الله دليل الخلْق .

ان هذا المقال عن الربّانّية المتجانسة كنظام حياة على رأسه النظام السياسي بمعالمه المذكورة َيعرض بديلا عن الديموقراطيات المتشاكسة لم يعرفه كبير دهاقنة السياسيين في عالَم القرن العشرين ( ونستون تشرشل ) الذي قرأتُ قوله قبل خمسين سنة : أعلم أنّ الديموقراطية ليست النظام الأمثل ولكننا لا نملك البديل !!!!!!!!!!!!!

*[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ

مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ

إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31} ] فاطر

محمد راجح يوسف دويكات
نابلس-
*[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين



 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008