مطلوبٌ بإلحاحٍ : إصلاحُ التعليمِ وخُطبِ الجمعةِ على أساس :

 *[ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ]

وأن لا يكون البرهانُ ظنّياً

الْحَمْـــــــــــــــــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِـــــــــــــــــــــــينَ

(1)

البرهان على مفهوم العنوان من آيات القرآن

*[ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَـكُمْ هَذَا ذِكْـرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24}‏ ]  الانبياء .

*[ أَمْ لَكـُمْ سُلْطَانٌ مُّبِيـنٌ {156} فَأْتُـوا بِكِتَـابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَـادِقِينَ {157} ] الصافات .

*[ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ    {64} }‏ ] النحل .

*[ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {74} وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ {75} ] القصص .

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً {174} فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {175}‏ ] النساء .

(2)

البيــــــــــــــــــــــــان

يُفهم من هذه الآيات الكريمة أنّ البرهان من ربكم هو ما أنزل اللهُ إليكم نوراً مبيناً فكان حبلَ الله الذي إذا اعتصمتم به كنتم معتصمين بالله فأنقذكم من الإختلاف والتنازع المؤدي إلى السقوط  في حفرةٍ من النار في الدنيا ولآخِرة :

*[  وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {101} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {102} وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103} ] آل عمران .

إرجع إلى مفهوم هذه الآيات في مقال : إفعلوها ولو مَرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله على الرابط :

.  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

*[ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {36} وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {37} ] يونس .

 باستقراء هذه الايات الكريمة يُفهم أمْرُ الله للبشر أن لا يُصدّقوا بخبر او بفكرة الا ⁽¹⁾ اذا ثبتت بالبرهان اليقيني ، كما بينتْ آيات البحث أعلاه ..

⁽²⁾ وأنْ لا يكون البرهان ظنّاً كما بيّنت آيات كثيرة منها آية سورة يونس {36} .

(3)

 ينقسم الناس في براهين الافكار الى ثلاث زُمر :

أ. زُمرةٌ ترى الحقَّ والخيرَ في قديم ما وجد الناس عليه آباءهم الاموات من أقوال وامور اصبحت مع الزمن ظنيةً وغير صالحةٍ حتى لو كانت في أصلها من الحق . فمعتقدات الجاهليين كانت في أصلها ملّةَ ابراهيم وهي حق . ولكن الرواية الشفهية المتأثرة بالاهواءِ والمصالحِ الانيّةِ وضعفِ ذاكرةِ البشر، إضافةً إلى تغيُّر الواقع ...

كل ذلك غيّر الحق الى معتقدات وممارسات موروثةٍ باطلة لا تصلح للإستهلاك الآدمي (زَبَدٍ) .. اتخذها اهل مكة حجةً واهيةً على رسول الله ( عليه وعلـى المرسلين السلام ) . لذلك سفّهها الله سبحانه في 42/ آية من كتاب الله العظيم لأنها طالما كانت حجة الرافضين للحق والاصلاح في كل العصور :

*[ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ {21} بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ {22}‏ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ {23} قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ {24} فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {25} [ الزخرف .

ويبدو أنّ هذه الحجة سوف تجد مَن يستمسك بها في المستقبل مِن أشباه الأنعام حتى بعد ان يُسخّر اللهُ للإنسان ما في السماوات وما في الارض :

*[ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {20} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21} [ لقمان .

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3

ورد ذِكرُ تسخيرِ الله للناس *[ َمَا فِي الْأَرْضِ {65} ] الحج .. ورَد مرةً واحدة عَرف مفهومَها الأوّلون والآخِرون . أمّا تسخيرُ *[ مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ] فلم يعرف عنه الأقدمون شيئا حتى بدأ عصر الفضاء قبل نصف قرن .

وتشير الآية 20/ لقمان أعلاه إلى أن تسخير الله للإنسان ما في السموات وما في الأرض سيؤدي إلى زيادة كبيرة في نِعَم الله ظاهرةً وباطنةً ... ومع هذا سوف يظل بعضُ الناس ( لا أكثرُهم) على باطلهم : يرفضون اتباع ما أنزل اللهُ ، مُصرّين على اتّباع ما وجدوا عليه آبائهم . فسبحان الله العظيم !!

 وقد حكى الله سبحانه عن مشركي قريش ما حكاه عن اشياعهم قومِ فرعون من كُفرِ الطرفين بالقرءان والتوراة محتجّين بالحجة المشتركة بينهم حين *[ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ {48} ] القصص . لهذا تحداهم الرسول الكريم واحتج عليهم بما أمره به ربه :

*[ قُلْ فَأْتُـوا بِكِتَابٍ مِّـنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْـدَى مِنْهُمَا أَتَّبِـعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِـينَ {49} ] القصص .

ولم يحتجَّ عليهم بآلاف الاسفار والكتب التي كانت عند اهل الكتاب وعند غيرهم ، بل طلب منهم ان يأتوا بكتاب من عند الله يكون اهدى من التوراة والقرءان بمعنى نزولِه بعدهما فيكون آخرَ طبعةٍ من كتاب الله ليستحق أنْ يتَّبِعَه . وهي حجةٌ سوف يتحدى بها المؤمنون بالقرءان كلَّ البشر الى يوم الدين ، إذ لم يقم أحد خلال الأربعةَ عشرَ قرنا بعد القرءان – ولن يقوم - ليدعيَ مجردَ ادِّعاء أنَّ لديه كتابا كهذا !!!

*****

ب. وزُمرة ترى الحقَّ والخير فيما يراه اكثر الناس من الاحياء كما في الديمقراطيات المتشاكسة ، غيرَ مفرقين بين الحق النظري ، والتطبيق العملي الذي ينبغي ان يكون للناس رأيٌ فيه . وقد وصف الخالق العظيم ( في 66/ آية ) اكثر الناس بانهم *[ لاَ يَعْلَمُونَ {187}‏ ] الأعراف .. و *[ لاَ يَشْـكُرُونَ {243} ] البقرة .. و *[ لاَ يُؤْمِنُونَ {17} ] هود .. *[ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَـقِّ كَارِهُـونَ {70} ] المؤمنون .. وأنّ *[ أَكْثَرَهُمْ  يَجْهـَلُونَ  {111} ] الأنعام .. بل *[ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ {110} ] آلعمران .. *[ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ {103}‏ ] المائدة .. *[ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24}‏ ] الأنبياء .

لذلك لم يستطيعوا ادراك ان الكتــابَ *[ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعــَالَمِينَ {37} ] يونس .. *[ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ {4} ] فصلت !! فسبحان الله العظيم !!

 والبشر اليوم يتَّبعون مَن *[ لاَ يَمْـلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْـعاً وَلاَ ضَرّاً ] 16/الرعد ، مِن الأمواتِ أو الاحياءِ الذين *[  لَا يَعْلَمُونَ {6} يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7} ] الروم .

 لذلك كانت معيشتُهم ضْنكا حين فقدوا الأمْنَ (هواءَ الحياة) .. والعدلَ (ماءَها) .

أنظر الفروق بين الربانية المتجانسة والديموقراطيات المتشاكسة على الرابط :

الربانية المتجانسة  و الديموقراطيات المتشاكسة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=16&cat=5

*****

ج. وزمرة ترى ان الحق والخير هو فيما يحكم به خالـق الانسان ورب عمـله على الارض ، موثّقـاً في آخِر طبعةٍ مِن كتابـه العظيم دليل الخلق ( Manual ) الذي من آمن به فقد آمن :

*[ بالكتاب كُلّه ] All in one

وقد انزله الله سبحانه على عبده ورسوله الكريم ليكون ذكراً للعالمين وبرهاناً للمُستقدِمين والمُستأخِرين :

ما ينفع الناس من وحي الرسالات و النبوات موثق في القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

هذا هو مفهوم آية الانبياء اعلاه *[ هَذَا ذِكْـرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ] .. لا يُعرِض عنه كبرهان يقيني لا ريب فيه الا الذين لا يعلمون بل يجهلون أنَّ الحق الثابت هو كتابُ الله تحديداً *[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ ..{31} ] فاطر .

الأساس لمشروع حضاري ع + E  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=67&cat=2

الخُـــلاصـــــــــــــــــــــة

علينا ان نتذكر دائما ونُذكِّر أبناءَنا ونربِّيهم في البيوت المدارس .. ويُذكِّرَ بعضُنا بعضا في المساجد وفي كل مناسبة بما أَمر الله سبحانه به رسولَه الكريم الذي هو أُسوة المؤمنين الحسـنة *[ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ] ، وألّا نقبلَ أو يقبلوا ان يكون هذا البرهان ظناً سواء مما يراه أكثر الاحياء الذين *[ لَا يَعْلَمُونَ ] ، او ما رَواه البشر عن اموات قال الله سبحانه في أفضلِهم وهم النبيّون :

*[ تِلكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ : لَهَا مَا كَسَبَتْ .. وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ

وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ {134}‏ {141} ] البقرة

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

---