4/19/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12743
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12312
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43711
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13864
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 14995
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14676
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

الفــرَحُ بنصْر اللهِ ونبوءاتُ مطلــعِ سورةِ الـــروم

2/25/2010 9:41:00 PM

عدد المشاهدات:6438  عدد التعليقات: 8
2/25/2010 9:41:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

الفرَحُ بنصْر اللهِ ونبوءاتُ مطلعِ سورةِ الروم

 

*[ الْحَمْــــــــــــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَـــــــــــــــمِينَ ]

(1)

 مفهومُ نصرِ الله

وردت كلمة (نصْر) بالاسم 11/ مرةً : أُضيفت أربعَ مرات إلى الله بصيغة *[ نصر الله ] . ووردت مرتين بصيغة *[ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ ] ، ومرةً بصيغة *[ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ {13} ] الصف ، ومرة بصيغة * *[ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ ] .

 

ووَصْفُ جنس النصر مُعرّفا مرتين بالنفي والحصر بأنه من عند الله *[ .. وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {10} ] .. يُبيِّن وَصْفَ كل جند يَغلبون بأنهم جُند الله *[ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ] بغضِّ النظر عن دعاوى الإيمان والكفر : فقد يهَب اللهُ النصرَ لأعشى على أعورَ أو لأعورَ على أعمى ، ولكنه سبحانه يهب النصر للمُبصر على كل هؤلاء  .

وقد يهب النصرَ لظالم على من هو أظلمُ منه ليُحسِّن قدرة البشر على عمارة الأرض مادياً وإنسانيا بتفصيلٍ على الرابط التالي ، منه المثَلان التاريخيان بعد ذلك :

الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=71&cat=5

أ. لقد بعَث اللهُ سبحانه نبوخذنصر وجيشه الوثنيين على أهل الكتاب الأول بني إسرائيل ونَصرَهم عليهم في وعْد أولاهما بسبب إفسادهم أول مرة .. سَنة 589/قم (قبل السبي البابلي بثلاث سنين) . فهو الذي بعثهم عليهم ، فكانوا بذلك جُندَ اللهِ الغالبين وعبادا له مُسخَّرين بأمره – علِموا هذا أو جهلوه - لإنجاز وعده الذي سبق أن قضاه إلى بني إسرائيل في الكتاب :

*[ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً {5} ] الإسراء .

 

والله سبحانه هو الذي بعث هولاكو والمغول الوثنيين على أهل الكتاب الآخِر بني إسماعيل ومن لفَّ لفَّهم ونصَرهم عليهم فكانوا جُند اللهِ الغالبين في وعْد أولاهما على المغلوبين بسبب إفسادهم أول مرةٍ . فلما بعثهم عليهم كانوا عبادا له مسخَّرين بأمره – علموا هذا أو جهلوه - لإنجاز وعْده المشابه سنة 1258/م ، بفارق زمني بين الوعدين الأوّليْن مقداره 1847/ سَنة !

*****

ب. واللهُ سبحانه هو الذي بعث تيطس والرومان الوثنيين على أهل الكتاب الأول بني إسرائيل ونصَرهم عليهم في وعْد الآخِرة بسبب إفسادهم للمرة الآخِرة سَنة 70/م ... فكان تيطس والرومان هم جُندَ الله الغالبين !

والله سبحانه هو الذي بعث نصارى الحلفاء الغربيين العلمانيين على أهل الكتاب الآخِر بني إسماعيل وكلِّ المسلمين التراثيين ، ونصَرَهم عليهم في وعد الآخِرة بسبب إفسادهم  للمرة الآخِرة سنة 1917/م ، وبفارق زمني بين الوعدين الآخِرين مقداره 1847/ سَنة !!

فسبحان اللهِ العظيمِ !!

*[.. أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ؟! {37} ] الزُّمر

*[… فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً {7}‏ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً {8} ] الإسراء .

الإشارة في قوله سبحانه *[ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ] هي إلى النصارى الذين دخلوا المسجد الأقصى في المرة الآخِرة سنة 1917/م منتصرين كما دخلوه أول مرة منتصرين سنة 1099/م بفارق زمني (464/سنة) يساوي الفارق الزمني بين النصرين الكبيرين لبني إسماعيل والمسلمين على النصارى بفتح القدس سنة 635/م وفتح القسطنطينية سنة 1453/م ، وهو (464/سنة) .

فسبحان الله العظيم !!!

*[.. أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ؟! {37} ] الزُّمر

التفصيل في :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

فنبوخذنصر وجُنده ، وهولاكو وجُنده ، وتيطس وجُندُه ، والحلفاء وجنودهم بما تم لهم من غَلَبة كانوا .. من جُندِ الله ، بعثهم اللهُ في مُهمات غفل عنها البشر ، فكانوا هم الغالِبين :

* [ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ {173} ] الصافات :

*[ قُل صَدَقَ اللهُ ] :

أ. *[ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ {251} ] البقرة .

ومع كل هذا وذاك :

ب.*[ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ {38}‏ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39} الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40} الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ       {41} ] الحج .

جدول زمني بأحداث تاريخية مفصلية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=94&cat=6

(2)

بهذا تتقرر الحقيقةُ الأولى :

أنَّ كلَّ نصر يُحرزه منتصِرٌ على مهزوم إنما هو من عند الله (وليس بالضرورة نصرا من الله ، يحبه ويرضاه) الذي بحكمته وقدرته وعزته يعرف متى يقضي بالنصر ولِمن ولِخير مَن عاجلاً وآجلاً ، ولا يترك للبشر أن يُحددوا مصائر البشر بأهوائهم وقِصر نظرهم :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

 وعلى المنتصرِ ألاّ يصيبه غرور بنفسه أو وهْمٌ بقدرة مَن يظن أنه أعانه على النصر سوى الله سبحانه . وعلى المهزوم كذلك أن يُقيِّم أداءَه ليُقوِّمه وأن يسأل الله (بالبحث في كتابه وسُنن الله فيه) عن السبب الذي جعل اللهَ سبحانه يهب النصرَ لخصمِه :

*[ ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْديلاً {62} ] لأحزاب  :

*[ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ {172}

وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ {173} ] الصافات :

جواب السؤال الصعب أين الخلل ؟ والسؤال الأصعب ما العمل ؟؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

(3)

وتتقررُ الحقيقةُ الثانية :

أنه حين يكون هناك (مُؤمنون بالجمع لم يرتابوا) بالمفهوم الرباني القرءاني للمؤمنين (15/الحجرات ، 2/الأنفال) .. فإن الله سبحانه يقضى لهم بالنصر في كل الأحوال سواءٌ بمعنى :

(أ) الغلَبةِ في الحرب أو بمعنى :

(ب) الإنجاء من مصير المكذبين الظالمين . وقد جعل اللهُ هذا النصرَ حقّاً عليه !!

*[ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ {47} ] الروم .

*[ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ {102} ثُمَّ (أ) نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ (ب) حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ {103} ] يونس .

*****

فوعْـدُ الله قائم بنصرِ أو إنجاءِ ( الرسل والذين آمنوا معهم ) ، فإن لم يكن هناك رُسل فالوعد بالنصر أو الإنجاء قائم بل هو حقٌّ على الله ( للمؤمنين بالجمع) إذا وُجدوا . فإذا ارتقى مؤمنون أو بعضهم إلى أن يكونوا أشهاداً (بالجمع) بالحق وهم يعلمون ( لا بالمرويات الخرافية ) .. فسوف يحكم اللهُ لهم :

*[.. وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41} ] الرعد ..

أيْ يَحْكم لهم بالنصر لا محالة ، وبتوقيت منه :

*[ إِنَّا لَنَنصُرُ ( رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ) فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ ( يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) {51} ] غافر .

ظهور الحق وقيام الأشهاد 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=187&cat=6                

فالرسل مع مَن آمنوا لهم همْ أشهاد بالحق لذلك استحقوا أن يشهدوه / يحضروه بأنفسهم . وكذلك المؤمنون إذا كانوا أشهادا بالحق - ولم يكتموه - فقد استحقوا أن يشهدوا النصر به على قَدَر –  كما أتى ربَّه موسى على قَدَر ! .

فكيف إذا قام الأشهاد ليشهدوا بالحق من مصدرين : أشهادٌ يشهدون بالإنجيل الحق الذي بُعث به المسيحُ كلمةُ اللهِ حقا ، وعُثر عليه في قُمران قرب البحر الميت ( أدنى الأرض ) ... وأشهادٌ ربانيون قاموا فشهدوا بالحق ، كتابِ الله القرءان ، الذي هو *(الكتابُ كلُّه) All in one من *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] !!

وسيكون التقاءُ الشهادتين بالحق

نصراً من الله يرضاه

يستحق أن يفرح به المؤمنون  بإذن الله .

(4)

الحقيقةُ الثالثة

التي يُقرر اللهُ بها النصرَ هي أنّ الرسل الذين استحقوا النصر أو الإنجاء في الدنيا هم الذين ظل معهم جمع ولو قليل (40/هود) من الذين آمنوا . لذلك كان الرسل إذا تأخر نصر الله عليهم (كيونس) استيأسوا وظنوا أنّ الذين آمنوا لهم قد كذَبوهم ، لهذا لم يكن نصرٌ .. لأن الرسل استحقوا النصر بثباتهم وثباتِ الذين آمنوا معهم ، كما أن هؤلاء الذين آمنوا استحقوا النصر بثباتهم وبالرسل .

ولم يكن استيئاسُ الرسل وظنُّهم في الذين آمنوا في محله إذ لم يكن النصر عنهم ببعيد ، لأنّ النصر وتوقيتَه هما لله العزيز الحكيم ، وليس للرسل الذين لم يكن لهم من الأمر شيء (128/آلعمران) :

أ. هذا هو مفهومُ قول الله سبحانه الذي أشكل على كثيرين :

*[ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {110} ] يوسف ..

ب. ومفهومُ قولِه سبحانه لرسوله الكريم بُشرى له ولمن دعاهم بأنه سيُبصر قريبا ويبصرون معه :

*[ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ {5} ] القلم ..

ج. ومفهوم قولِه لكل مصلح يأتي على قدَرٍ ليُمسّك الناس بالكتاب ويثبتَ عليه ، مخلصا لله الدينَ كما فعل الرسول الكريم :  

*[ وَأَبْصِرْ : فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ {179} ] الصافات .

(5)

 الفرحُ المحمود

كلُّ ايات الفَرح (18 آيةً) جاءت تذُم الفَرَح والفرِحين ، وتربطَ الفَـَرح بغير الحق إلاّ بأمْرين :

أ. الفرَحِ بنعمة كتاب الله القرءان وفضْلِ الله سبحانه به على الناس . بل إن الله أمَر الناسَ أمْراً ان يفرحوا بنعمة ربهم عليهم بالقرءان لأنه خير مما يجمعون : من مالٍ او كتبٍ وأسفار :

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {57} قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ : هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ  {58} ] يونس .

فقد ورَد هذا الأمر بالفرح بنعمة القرءانِ في آيتين من سورة يونس يشير رقم أولاهما (57) الى عدد تكرار كلمة ( قرءان ) كتاباً للهِ :

*[ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {11} ] الضحى .

فخيرُ الحديث وأحسَنُه ما كان بنعمةِ الله/ الذِّكْرِ المُحدَثِ .

وأما بنعمت ربك فحدّث : فهْم ينفع الناس

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=235&cat=3     

فمن هداه الله الى القرءان إيماناً واتباعا وفهْماً  ورأى هذه النعمة خيرا مما جَمع ويجمعُ الناسُ من مادة الارض ومِـن كُتبها وأسفارها فَفَرح بها ، ففرَحه مُبرر بل هو امتثال لأمْر الله ، ولا يكون من الفرِحين المذمومين عند الله تعالى :

*[ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ {36} ] الرعد .

 

 ب . والفرَحُ الثاني المحمود هو :

(1) الفرَحُ بإحدى الحُسنيين : الفرَحُ بنصر الله للحق في الدنيا غَلَبةً أو إنجاءً لأهله :

*[ .. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ .. {5}‏ ] الروم ..

(2) وفرَحُ الذين هداهم الله وأصلح بالهم ولم يُضلّ اعمالهم ، ثم قتلوا او ماتوا في سبيل الله (4 - 5 / محمد) :       *[ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ {170} ] آلعمران .

*****

بهذا نرى أنه لا ذِكر بجليّ العبارة ولا بخفي الإشارة إلى المبالغات المرهقة في إقامة الأفراح والليالي الملاح التي يُقيمها الناس في مناسبات الزواج والنكاح فتُرهقُ الجميع مالياً وعصبياً بحيث يؤول كثير منها إلى المتاعب وربما الطلاق . وغالبا ما تكون من البداية سببا للخلافات بين الأصهار لاختلاف أمزجتهم وتباين رغباتهم . وقد سمعتُ إحدى الممثلات التائبات مرة تشكوا أن أحدا لم يُهنئْها بقرارها - الذي أسعدها – أن ترجع إلى ربها وتستقيم ، علما أن  التهاني انهالت عليها في مناسبة زواج كان محفوفا بالمتاعب وآلَ إلى الطلاق :

العيد والفرح والتعطيل

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=97&cat=6                    

(6)

الفرح بالعيد

مفهوم كل هذا انه اذا كان للمسلمين المؤمنين ان يتخذوا لهم عيداً يفرحون به فرحاً محموداً فيجب ان يرتبط هذا العيد :

أوّلاً : بنعمة بداية نزول كتاب الله القرءان في شهر رمضان (العيد الأول) ..

وثانيا : بنعمةِ إكمال نزوله فإكمالِ الدين (3/المائدة) في يوم الحج الأكبر(العيد الثاني) وليس بالفطر والأضحى اللتين لم ترد أيٌّ منهما لا جذراً ولا مشتقاً في كتاب الله . وبذلك يرتبط العيدان الدائمان بالقرءان الكريم ، او بنعمةِ نصرٍ من الله العزيز الرحيم !! فأين المسلمون التراثيون من هاتين النعمتين اللتين استبدلوا بهما فرحهم بفراق رمضان (!!) وبطعام البطون وأكل الشحوم واللحوم !!!

أثر ثقافات الإستهلاك  والإستعجال في  الأزمات  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=106&cat=4

(7)

متى يكون الفرحُ بنصر الله ؟؟

سورة الروم مليئة بالأفكار والإشارت الجليةِ المُنَشّرة والخفيةِ المُشفَّرة :

بيّنتْ آياتُ مطلع سورة الروم نوعية النصر الذي يفرح به المؤمنون وأنه ليس أيَّ نصرٍ :

*[ الم {1} غُلِبَتِ الرُّومُ {2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ {3} ] فِي بِضْعِ سِنِينَ " لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {5}‏ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {6} يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7} ] الروم .

 

ففرحُ المؤمنين كان بنصر الله الذي يحبه يرضاه ، وفرحُ الروم كان بنصر من عند الله . أما الإشارات :

فأوّلها : شهادةُ اللهِ أن أكثر الناس لا يعلمون ، لأنهم حتى لو علموا فهم لا يعلمون إلا ظواهرَ الأمور وبداياتِها ولكنهم يغفلون عن الأمور الآخرة التي منها :

(أ)عواقِبُها / نتائجُها المُتأخِّرة ..

(ب) وأنها قد تتكرر لاحقا في مرة آخِرة ، إذ لكل شيء أُولى وآخِرة ، فالقرءان مثاني :

*[ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {70} ] القصص .

*[ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {1} يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ {2} ] سبأ .

وهناك أحداث حدَثت أول مرة وحدَث مِثلُها مرةً آخِرة :

 (أ) منها أن الإسلام الرباني الحق الذي بدأ غريبا أول مرة سَنة (610/م) عاد غريبا في المرة الآخرة اليومَ            منذ 1993/م :

*[ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ : {29} فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30} ] الأعراف .

التفصيل في الرابط التالي ، الفقرة (7) :

مفهوم سنة الله وسننه فلا سنة لأحد إلا لله

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=81&cat=2

(ب) ومنها أن القرءان يُقرَأ قراءَتين : قراءةً أولى في الأوّلين والقراءةَ الآخِرة في الآخِرين اليوم ، لم يَعرف عنها الأوّلون بمداركهم القليلة إلا أقل من القليل ، ولهم عذرهم :                      

. القراءة الآخرة للقرءان : خطاب إسلامي

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=66&cat=2

(ج) ومنها وعْدُ أولاهما ووعدُ الآخِرة في مطلع الإسراء ، وقد ذُكرا أوّل المقال .

(د) وهناك أوّلون وهناك آخِرون : فهناك سابقون أوّلون وهناك سابقون آخِرون .. وهناك مؤمنون أوّلون وهناك مؤمنون آخِرون .. وهناك مكذبون أوّلون وهناك مكذّبون أخِرون :

*[ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ {49} لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ {50} ] الواقعة .

ما لا يُعرف عن الساعة والبعث  والقيامة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=200&cat=6    

(هـ) ومنها غَلَبةُ الروم في الأولى وغلبتهم في الآخرة في الأوّلين ، وفيها إشارات كثيرة .. والإشارةُ إلى تكرارها في الآخِرين مذهلةٌ وتفسر أحداثا سَتُجَلّى لوقتها :

. لُعبةُ الأُمم تعفنت حين لم تستطع قوة أنْ تربحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=319&cat=4

(8)

 ومن إشارات مطلع سورة الروم أن الله سبحانه أغفل ذِكرَ اسم القوة التي غَلبت الرومَ (في الأولين) لأنه أراد من الفرسِ الذين علم الله سبحانه أنهم سيدخلون في دين الله أن ينسَوا فارسيتهم ، طالما أن الله نسي هذا الاسم وأبدلهم به أسما خيرا منه – مسلمين . فأرادهم أن يعتزوا بالإسلام لا غير ، كما أن الله سبحانه لم يذكر كلمة (عرب) في القرءان وذكر (الأعراب) غالبا في معرض الذم . ولكنه سبحانه ذكر لسان القرءان العربي ، في إشارة إلى وجوبِ أن يَنسى كلُّ من يدخل في دين الله قوميتَه ولسانَه ، ووجوبِ أن يَعرف كل مسلم لسان القرءان العربي الذي به يَفهَم القرءانَ ليكونَ بِه مؤمنا ومن المتَّقين (وليس اللغة العربية المليئة بالتعقيدات واللغو والكلام الفارغ) ، متذكرين قول ربهم :

*[ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {33} ] فصلت .

* [ قُلْ آمِنوا بِه أوْ : لا تُؤمِنوا .. {107} ] الإسراء :

سَلّةً واحدةً  Take it OR leave it !

*[ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً {97} ] مريم .

*[ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {58} ] الدخان .

*[ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ {198} فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ {199} كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ {200} : لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ  {201} ] الشعراء .

*****

فلو نزّل اللهُ القرءان العربي على أعاجم لما فقهوه ولما كانوا به بداهةً مؤمنين ، إذ كيف يُؤمن إنسان بكلامٍ لا يفقهه ؟! وكذلك لو كان القرءان أعجميا ونزّله الله على عرب لما فقهوه ولما كانوا به بداهةً مؤمنين .

لهذا فإن أثر القرءان على المجرمين من العرب هو كأثر القرءان العربي على أعاجم *[ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى .. {44} ] فصلت ... أو كأنه أعجمي نزل على عرب . وفي الحالتين ما كانوا به مؤمنين . وواقع البشر عربا وغيرَ عربٍ منذ قرون يُثبت هذا ويثبت أن العرب استعجموا القرءان فهجروه واستبدلوا به ما هو أدنى منه بكثير من لهْو الحديث وخرافات السُّنة ( حدّثنا وروى ) ..

*****

والنتيجة هي هذا الواقع المخزي الذي يعيشونه ، وهذا العذاب الأليم المقيم الذي هم عليه منذ أن اتخذوه مهجورا ولا عُذر لهم . وسيحملون أوزارهم ومن أوزار الذين أضلوهم  بإيهامهم أن بإمكانهم أن يكونوا مؤمنين دون أن يتعلموا لسان( القرءان ) العربي الذي لا يكون الناس مؤمنين إلا به :

*[ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ : {68} الَّذِينَ (أ) آمَنُوا بِآيَاتِنَا (ب) وَكَانُوا مُسْلِمِينَ  {69} ] الزخرف .

*[  إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ {15} ] السجدة .

وكيف يؤمنون بئايات الله فيخرون سجدا عند تذكيرهم بها .. إذا كانوا يستكبرون عنها بمروياتٍ خرافية وشهادات ومكاسبَ باطلةٍ بُنيت عليها ؟ !

(9)

 ومن إشارات مطلع سورة الروم أنّ دخولَ الفرس في دين الله أثبت أن أكثر الناس حقيقةً لا يعلمون إلاّ الظاهر ، وإلاّ فما كان للمسلمين الأوّلين أن يرغبوا في انتصار الروم ظانين أنه خير لهم بحجة أنّ الروم أقرب إليهم كأهل كتاب ، ولم يعرفوا أن انتصار الروم على الفرس لاحقا سوف يكون خيرا لسببين لم يخطرا ببالهم :

أولهما : أنّ غلبة الروم على الفرس لاحقا التي تنبّأ بها القرءان (في الأوّلين !!) أدت إلى إضعاف الفرس فسهُل على المسلمين أن يهزمزهم بالضربة القاضية فدخلوا في دين الله . وهذه منفعة للطرفين .

 

وثانيهما في الوقت نفسه : أنّ غلَبة الروم الذين كان هوى المسلمين معهم أدّت إلى مفسدة عاجلة ومنفعة آجلة . أما المفسدة فهي أن الروم ظلوا خصوما يزعجون المسلمين حتى سنَة 1453/م ، كما ظلّ ورثتهم الغربيون في خصومة مع المسلمين .. وأما المنفعة فهي فيما قدَّمه ورثةُ الروم الغربيون للعالَم من تقدم علمي مادي باهر ، وهذه منفعة للبشر لم يستطع المسلمون الذين ظلوا تراثيين خرافيين أن يقدموها :

سؤال لم يُسأل من قبل .. فك شيفرة مرَج البحرين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=123&cat=6

أما المنفعة الأُخرى المكملة للأولى فهي ما ستكشفه الأيام من خير قريب بإذن الله حين يدخلون في دين الله ملايينَ .. فيكون رجوعهم إلى كتاب الله دليلاً للخلق Manual  ليقودوا به العالَم ... يكون خيرا مضمونا لهم وللبشر .

بشرى لأهل الكتابين بيوم الجمع  لا ريب فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=80&cat=6

 من أجل هذا وغيره وصف الله سبحانه أكثر الناس بأنهم لا يعلمون لأن عِلمهم بظواهر الأمور العاجلةِ في الأوّلين لا يُعتبَر علما !

واليوم ، يتكرر في الآخِرين ما كان من الأوّلين ، فأكثر الناس لا يعلمون ، بل إنهم في التهريج والتضليل راغبون !!! *[  وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ] !!!

(10)

والإشارة الرابعة في مطلع السورة هي في قوله سبحانه *[ فِي بِضْعِ سِنِينَ ] المكونةِ كلماتُها من (تسعة أحرف) كما أن كلمات الله *[ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ] (هي تسع كلمات) :

فمن سَنة 617/م التي غُلبت فيها الروم أوّل مرة حتى 626/م التي غَلبتْ فيها = تسع سنين . في هذه السنة فرح المؤمنون بنصر الله لهم يوم (الأحزاب) الذي كان نصرا من الله سبحانه بدون قتال ولا سفك دماء :

*[ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً {25} ] الأحزاب .

بذلك النصر من الله الذي كان بلا قتال حُق للمسلمين أن يفرحوا بنصر الله ، بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوبُ الحناجرَ . ومفهوم ذلك أنه ما كان لهم أن يفرحوا حتى بالنصر لو كان ثمنه سفكَ دماء . فما كان لهم أن يفرحوا وهم يرون إخوانهم يندبون قتلاهم مع كونهم قد قُتلوا في سبيل الله ، فإن الموت على كل حال مصيبة لأحياءٍ ، ولا يجدر بالمؤمن أن يفرح بنجاته وإخوةُ له يحزنون على قتلاهم !!!!

*****

 وقد تكرر فرح المؤمنين بنصر الله غيرِ المُكلف  في المرة الأُخرى التي غُلبت فيها الروم .. تكرر بفتح المؤمنين للقدس صُلحا سنة 635/م . وبيْن أن يَغلبَ الرومُ سنة 626/م من بعد أن غُلبوا سنة 617/م = تسع سنين .. وبين أن يُغلبوا سنة 635/م  من بعد أن غَلبوا سنة 626/م = تسع سنين . لهذا جاء قول الله سبحانه في تسع كلمات *[ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ] أي من قبل أن يَغلب الرومُ حينما غَلَبوا (617/م) ومن بعد أن يَغلبوا حينما غُلِبوا (635/م) !!

 

بهذا تكون القراءةُ الآخرة بعد القراءة الأولى للآيتين (2+3) من سورة الروم كما بيّنها الواقع التاريخي ، بمبادلة الحركتين الضمة والفتحة دون تبديل كلمات الله :  

*[ غَـلـبَتْ الرُّومُ {2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيُغْـلَـبُونَ {3} ] .

وقد كانت هذه نبوءةً قرءانيةً صدّقها الواقع ، كما بيّنها قول الله سبحانه :

*[ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {20} وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً {21} ] الفتح .

(11)

*[ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ] 

هناك قراءتان لقوله سبحانه *[ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ] قراءةٌ أُولى في الأوّلين وقراءةٌ آخِرةٌ في الآخِرين اليومَ صدّقتهما وقائعُ التاريخ :

أ. ففي الأولين ( في ) مكانية ، والمكان هو الأرض المقدسة (فلسطين / أدنى الأرض) التي فيها أكثر الأماكن انخفاضا عن سطح البحر ( أريحا ) ، وهي كذلك أدنى / أقربُ إلى الكعبة التي هي أوّلُ بيت وُضع للناس ، وربما كانت فيها أدنى وأقربُ بُقعةٍ إلى السماء *[ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ .. {30} ] القصص . هنا –  في أدنى الأرض – غُـلبت الروم سنة 617/م في الأولين !

تكليم الله سبحانه لموسى أين كان ؟ !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=202&cat=5

ب. وفي الآخِرين ( في ) سببية ، أي أنهم غُلبوا (!!) بنُقطةٍ في الجولة الأولى من صراعٍ ... بسبب مشكلة أدنى الأرض (!!) * [ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ! ] !!!!!

*****

أمّا مَن هم الروم الآخِرون ؟! ومن هم الآخَرون الآخِرون من القوى العالَمية المشترِكة في لُعبة الأمم منذ ستين سنة ( التي لا يزيد دور العرب والمسلمين فيها عن دوْرِ المناذرة والغساسنة في الأوّلين – حجارةِ شطرنج ) الذين سينطبق عليهم ما كان من الروم الأوّلين والفرس الأوّلين مع فارق .. فستفكُّ شيفرتَه الأيام القادمةُ التي تبشر بتغيير كبير إن شاء الله يُنعمُ فيه اللهُ رَبُّ العالَمين على السابقين الآخِرين وكل الأطراف بنعمة النصر الذي يستحق أن يفرح به المتصارعون بل كل البشر .. إلاّ *[ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ]  .. حين يكون نصرا يكفي اللهُ به المؤمنين والبشرَ القتال والصراعَ ، ويُحقق لهم نصرا على أعداء البشرية من الجوع والفقر والمرض والجهل والظلم ، وفقدان الأمنِ والعدل هواءِ الحياة ومائِها ، كما سيتمكنون بكتاب الله القرءان دليلاً للخلْق  Manual من حلِّ المشكلة الإقتصادية وأسبابها الثقافية والسلوكية التي عصفت بكل دول العالَم في الأشهر الأخيرة ولا تزال آثارها تتفاعل وتتفاقم دون أن تجد حلاّ :

جواب السؤال الصعب أين الخلل ؟ والسؤال الأصعب ما العمل ؟؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

*[ قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {12} ] الأنعام :

بشرى لأهل الكتابين بيوم الجمع  لا ريب فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=80&cat=6

 

وسيتحقق هذا بإذن الله حسب فهْمنا الظني لكلام الله اليقيني :

*[ ... فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {5}‏ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {6} ] الروم .

النبأ العظيم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=143&cat=6

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008