نداءٌ إلى رجال الكهنوت

من طوائف أهل الكتابيْن من قبل فوات الأوان

لاحقا لمقال (الكلمة السواء) على الرابط :

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=109&cat=2

*[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]

(1)

*[ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159} إِلاَّ الَّذِينَ :

(أ) تَابُواْ

    (ب) وَأَصْلَحُواْ

(ج) وَبَيَّنُواْ

فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160} ] البقرة

مع الأسف الشديد ، يتفق رجال الكهنوت من الطوائف الثلاث من أهل الكتابيْن ( التوراة والإنجيل) و (القرءان) منذ قرون على كتمان الحق الذي أنزله الله ربُّ العالَمين رسالاتٍ نصّيةً سماويةً على رُسل الله شهِدتْ بالحق الذي ينفع الناس ويحكم بينهم ، يستوي في ذلك الإسرائيليون ، والنصارى المسيحيون ، والإسلاميون المحمَّديون الذين كانوا كلّهم في الأصل أمةً واحدةً : مسلمين لله ربِّ العالَمين الواحدِ ، من قبل أن يختلفوا ويتفرقوا ويصبحوا :

*[ .. مِنَ الْمُشْرِكِينَ {31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ  {32} ] الروم !!!!

 وقد وثّق القرءانُ الكريم شهادة اللهِ ربِّ العالَمين أنَّ كلَّ الرسل الكرام وكلَّ الذين اتبعوهم مُخلصين مِثلَهم لله الدين كانوا في الأصل أمة واحدة مسلمة لله :

*[ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {51} وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52} ] المؤمنون .

شهد بهذا خليلُ الله إبراهيمُ أبو الأنبياءِ والمؤمنين :

*[ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {128} ] البقرة .

الدين السماوي واحد لا أديانا 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=22&cat=3

ولكن بسبب ما وصل إليه البشر من مستويات فكريةٍ بشريةٍ هابطة .. لم يفلح العِلْمُ وحده (بلا إيمان) في الإرتقاء بهم لحل مشكلاتهم التي تقف على رأسها الخلافات والصراعات الدامية والمشكلات الإقتصادية التي يكتوي بنارها الأقوياءُ والضعفاءُ ... الأغنياءُ والفقراءُ ، ويغذيها التضليل والتكتم على الحقائق ...

 فبسبب كلِّ هذا فإن الحاجة صارت مُلحّةً إلى مخالفة مقولة ونستون تشرشل : ( في الحروب يجب المحافظة على الحقيقة بإحاطتها بحرس كامل من الأكاذيب ) .. فإن حبل الكذب قصير ويوشك أن ينقطع . وإنه وإن كان كتمان الحقائق السياسية تضليلا قد يوجِد له بعضُ الناس مبررا ... إلاّ أن كتمان الحق في الدين هو كبرى الجرائم التي لن يكون لفاعلها عند الله ربّه أيُّ عذر .  

فدين اللهِ الخالقِ الرب الواحد سبحانه لا يمكن أن يكون إلاّ ديناً واحدا ، ولكن البشر – كلَّ البشر عبر التاريخ – زوّروه وجعلوه أديانا مزورة معطوبة صارت أهمَّ أسباب صراعات البشر ومآسيهم .

إن القرءان هو الطبعة الآخرة من كتب الله عز وجل التي يفترض فيها (وهي فعلا كذلك) أن تكون عامةً وشاملة ومفصلة بحيث لا يستطيع الشيطان أن يكمن في تفصيلاتها :

فهو كما وصفه مُنزله ( الكِتابُ كُلُّه )  All in one

.. إلا أن كتمان البشر للحق الذي فيه ، وما ترتب على الكتمان من تزوير جعلا الله سبحانه يقرر مُقدَّما براءةَ الرسول الكريم محمد من المحمديين المُزورين المتفرقين الكاتمين لما أنزل اللهُ من الحق :

*[ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {159} ] الأنعام .

لذلك فإن آياتِ الكتمان تنطبق أوّلاً عليهم . فهم يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بيّنها الله في كتابه القرءان مستبدلين بهذه البينات الربانية أحاديثَ خرافيةً تقوّلوها على الله ورسله لم يُنزلها الله سبحانه في الكتاب . لذاك تفرقوا بسببها وصاروا طوائف ومذاهب كلّ طائفة وكل مذهب وكل حزبٍ بما لديهم فرحون ... فاستحقوا بهذا الكتمان للحق وما نتج عنه من التفرُّق وصْفَ اللهِ لهم بأظلم الظالمين المستحقين لهذا الواقع المُخزي !

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {140} ] البقرة

(2)

وتنطبق آياتُ الكتمان كذلك على الطائفتين من أهل الكتاب الأوّل الذين يكتمون ما وجدوه في لفائف قُمران (على وزن قُرءان) التي بها بُعث المسيحُ الكلمةُ (رسالةُ الله الإنجيلُ الحق) وقامَ منذ أن عُثر عليها في يوم حاسم سماه القرءان [ يَوْمَ الْقِيامَةِ ] أي قيامةِ المسيح الكلمةِ في يومٍ من شهر 11/1947 ، وفيها نُسخة من التوراة كما عرفها المسيحُ الذي جاء مُصدّقا بها ( وهي أقدم من أقدم نسخة معروفة بألف سنة ) ، مع النسخة الأصلية من الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح والحواريين مع مائدة العشاء الأخير المذكورةِ في الآية (114) من سورة المائدة … ليرجعَ إلى الإنجيل الحق ذي الـ 114/قولا للمسيح (التي هي قول الله إليه بوصفه رسوله) الذي يُصدِّقه القرءانُ ذو الـ 114/سورة ... ليرجع إليه المؤمنون بالمسيح بعد وفاته فتطمئن قلوبهم ويعلموا أن المسيح قد صدقهم فيما نسَبه إلى الله مشافهةً . وقد بيّنا هذا بالتفصيل في مقال غير مسبوق عن :

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

وفي مقال عن مخطوطات نجع حمادي وإنجيل توما التي عُثر عليها في مصر سَنة 1945 :

من مخطوطات نجع حمادي إلى قمران إلى القرآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=40&cat=6

إن الأمر لا يتعلق  فقط بعقابٍ دنيوي لكل مَن يكتم شهادةً عنده من الله أو يكتم حقا ينفع كشْفُه البشرَ .. عقابٍ  مقدورٍ عليه في الدنيا سواء كان ضربا من الله للبشر على رؤوسهم.. أو ضربا على جيوبهم ، أو على الأثنين .. بل بعقابٍ أبدي في الآخِرة غيرِ مقدورٍ عليه ينتظر الذين يكتمون شهاداتٍ عندهم من الله هي رسالاتٌ أنزلها على رسله الكرام ، لأنهم بهذا الكتمان قد حرموا البشر من حقهم في معرفة الحق الذي به وحده يسعد الناس حين يجعلهم هذا الحقُّ يتغلبون لا على بعضهم بعضا بصراعاتٍ وحروب مدمرة .. بل ينتصرون على أعداء البشرية من الجوعِ والخوف والظلم والفقر والمرض ، فيُدوِّرون حديدَ ( رماحهم إلى محاريثَ ، وحديدَ سيوفهم إلى مناجلَ ) !!

بشرى لأهل الكتابين بيوم الجمع  لا ريب فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=80&cat=6

*[  قُلْ صَدَقَ اللّهُ ] :

*[ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {213} ] البقرة .

*[ تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {63} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64}‏ وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {65} ] النحل .

الخُلاصة

إن السبيل الوحيد لنجاة الذين كتموا شهادةَ الحق من الطوائف الثلاث.. من العذاب الأليم في الدنيا والآخرة هو في استثناء الآيتين أول البحث للذين :                                 

 (أ) تَابُواْ

      (ب) وَأَصْلَحُواْ

   (ج) وَبَيَّنُواْ

فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160} ] البقرة

*[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33}

 فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34 ] الطور

اللهُمَّ

إنك أمَرتَ رسولكَ الكريمَ

أنْ يُبلِّغ هذا القرآنَ المُنزَلَ إليه من ربه ولا شيءَ سواه .. ففَعلَ

وأنا على ذلك مِـن الشاهدين

وأمرتَ الذين أوتوا هذا الكتابَ العظيمَ أنْ يُبيِّنوه للناس

فبيَّنتُ منه مما آتيتَني ما استطعتُ

ألا هل بيَّنتُ ؟ اللّهمَّ اشهدْ !

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---