4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12762
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12327
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43732
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13877
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15010
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14691
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

إنقاذاً للأسرةِ نواةِ المجتمع : النساءُ في كتاب الله العظيم

11/10/2010 3:46:00 PM

عدد المشاهدات:5658  عدد التعليقات: 0
11/10/2010 3:46:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

إنقاذاً للأسرةِ نواةِ المجتمع : النساءُ في كتاب الله العظيم

 

*[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] *[ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ]

 بُنيانا ثابتا معجزا لا يتغير

*[ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ]

 يتغير

 

*[ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ !! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ {127} ] النساء   

أوّلاً

 دورُ المرأة في الحياة

 ولباسُها في الحياة العامة وداخلَ البيت

 من كتاب الله

(1)

يقول الله سبحانه في تصنيف الناس إلى درجات حسب أعمالهم خيراً وشراً :

*[ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ(132) ] الأنعام .

فالناس درجات بسبب أعمالهم ناجحين كانوا أو راسبين كطلاب المدارس . واللونان الأبيض والأسود كرمزين للخير والشر بينهما درجات من الألوان الرمادية .

ويقرر الله سبحانه أن الإفتاء في أمور النساء خاصةً هو لله عز وجل . فمِـن مجموع الآيات التي رتّلها الله سبحانه في كتابه الكريم بما فيها من أحكام بيّنة وإيحاءات وإشارات نستخلص الأحكام والتوصيات الربانية المتعلقة بالنساء :

*[ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ !!! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ …(127) [ النساء :

الإفتاء في الدين حق لله لا للبشر

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=28&cat=3

لم ترد صيغة ( يَسْتَفْتُونَكَ) في كل آيات الكتاب سوى مرتين : هذه واحدة والأخرى في آية الكلالة التي في آخر سورة النساء (176) . وفيها ردَّ الله سبحانه أمر الكـلالة إليـه نفسِه أي إلـى كتـابه فقـط مستنكرا ومتعجبا مـن الذين استفتوا النبي ، بينما الافتاء هو حق الله :

*[ يَسْتَفْتُونَكَ !! قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ  …(176) ] النساء .

أيْ أن حقيقة الكلالة وتفصيلاتها موجودة في كتاب الله ، وليس في موقع واحد منه . إذن لكان النص (يسألونك) التي وردت في القرآن العظيم خمس عشرة مرة يتبين من استقرائها أنها سؤال عن شيء لم يرد فيه نص فجاء الجواب في موقع واحد بالوضوح المفيد(قُلْ..) .

أما صيغة (يَسْتَفْتُونَكَ) فجاءت تتعلق بأمر وردت فيه نصوص لم يستطع الناس الجمع بينها أو فهمَها أو حسابَها (كما في الكلالة) فأحال الله سبحانه أمر الإفتاء فيها إلى كتابه الكريم وليس الى النبي .. مع تمسيك الناس طرف خيط  يُعينهم على التفكر فالفَهم . لهذا عتب الله سبحانه على المسلمين ألا يستطيعوا فهم حالات الكلالة وحساب حصصها من الآية (11) ولا الآية (12) من سورة النساء .

فلما أحال الإفتاءَ في الكلالة أي تبيينَ تفصيلاتها وأحكامِها إليه نفسه سبحانه ، أيْ إلى نصوص كتابه الكريم ، فهِم النبي الامين أن عليه ألا يُفتي في هذه المسألة خاصةً ، وأن على المؤمنين أن يتفكروا ليستخرجوا الفتاوى ويبينوها من نصوص الكتاب إذا أرادوا ألا يضلوا . ألم يأمرهم بذلك صراحة :

*[.. وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44) ] النحل .

*[ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ {187} ] آل عمران .

*****

ولحكمة بالغة استثنى الله سبحانه أمور النساء وأمْر الكلالة خاصةً مما منح نبيه الامين من صلاحية تبيين آيات الكتاب للناس في عصره ، وأبقى أحكامها خاصة في آيات الكتاب فقط تُستخرج بالتفكر فيها على ضوء واقعهم .. في إشارة الى أنّ أكثر ما قيل في النساء وما يتصل به من الكلالة من تفصيلات  صارت جزءاً من قانون الإرث الإسلامي التقليدي- وبعضها مضحك مُبكٍ - والتي قامت على تفسير البشر للكلالة هي تفصيلات أوقعت المسلمين في ضلال التقسيمات والتشعبات الإرثية (ومنها العوْل) التي حذّر الله سبحانه منها في آخر آية الكلالة

*[ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(176) ] النساء .

قانون المواريث الإسلامي من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=91&cat=5

(2)

وصيةُ الرسول والنبي كانت بكتاب الله

 هذا وغيره من الضلال نُسب التحذير منه إلى النبي الامين حتى في المرويات التاريخية التي اتفقت هنا مع وصيته ووصية كل الرسل والنبيين في كتاب الله   ( 79-80/3 ) [1]. فقد أوصى المسلمين فقط بكتاب الله كما أورد البخاري (فتح الباري ج8 ص685) وأورده مسلم في الحديث (1634) وكذلك صراحة في الحديث 1218/ ج2 من كتاب مسلم :

(وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله) . ولم يذكر السُنة !!!! بل إنه عليه السلام كان قمة في الصدق والأمانة وإتباع القرآن الكريم فقط – فكان قرءاناً ، خُلقه القرآن :

*[ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً {105} وَقُرْآناً..] الاسراء .

مبشراً ، ونذيراً ، وقرآناً : ثلاثة مفاعيل لأجله . وكان أصحابه – الذين رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه – مصاحفَ تمشي على الأرض . لهذا حرَص على ألا يَكتب الناسُ عنه شيئاً غير القرآن كما في الخبر التاريخي الذي رواه مسلم رقم 3004/ ج4 : لا تكتبوا عني : ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ، وحدثوا عني[2] ولا حرج ومن كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار.

*****

وقد التزم الجيلان الكريمان المتميزان في تاريخ المسلمين- السابقون الأوّلون والتابعون بإحسان - اللذان زكّاهما الله سبحانه بنص كتابه الكريم (100/9 + 2-4/ 62) … التزما بالقرآن العظيم فلم ينشغلوا بكتابة الحديث ولا تخريجه كما بدأ المسلمون الهابطون بعد الجيل الثاني يفعلون .

ولا يحتاج المسلم المتفكر إلى عناء كبير لمعرفة سبب استبدال المسلمين الذي هو أدنى بالذي هو خير حين يعلم أن أول كتاب في الحديث ألّفه مالك بطلب من أبي جعفر المنصور – كما قيل . وليس أيٌّ منهما من التابعين الذين زكاهم الله . ومن الواضح أنّ أبا جعفر طلب هذا لأسباب سياسية ليصبح المسلمون من بعد ذلك كالذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها (5/الجمعة) ، وفضّلوا عليها كتب الأحبار والرهبان فكان مَثلُهم كمَثل الحمار يحمل اسفارا … وكانت النتيجة ما نرى من هذا الواقع المخزي منذ أكثر من ألف سنة !!

 

وحين نزلت آية الكلالة في آخر سورة النساء بلهجتها واشارتها فهِم النبي الامين المقصود ، فأبى أن يبيّن أو يفتي في هذا الأمر ، رغم إلحاح عمر رضي الله عنه في ذلك. فقد أورد مسلم في كتابه وابن كثير في تفسيره عن عمر بن الخطاب : ما راجعت رسول الله عليه السلام في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن إصبعه في صدري وقال : يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء!؟ وهذا الخبر التاريخي يتفق مفهومه مع مفهوم نص الآية ولهجتها .

ولعل الله سبحانه قد أراد – وفي الأيام الأخيرة من حياة النبي الامين - أن يلفت انتباه المسلمين إلى وجوب الاعتماد على أنفسهم فيتفكروا في نصوص آياته ليبيِّنوها بعد أن كان الرسول النبي الامين يكفيهم هذه المهمة في حياته بتبيين ما احتاجوا إلى بيانه في عصرهم مما أنزله الله سبحانه عليه في الكتاب نصّا أو فهْما ، إلا ما استثناه الله عز وجل وردّ الأمر في بيانه والإفتاء فيه إلى كتابه الكريم .

وعليه فإن كل ما يتعلق بالنساء مما لم يرد فيه نص في كتاب الله أو خالف مفهومَ نصٍ فيه مما نُسب إلى النبي الامين … كل ذلكم مردود . وإنما يُرجع في أحكام النساء إلى نصوص كتاب الله العظيم كمرجع تشريعي وحيد ، لتُفهم على ضوْء الواقع الإنساني ماضياً وحاضراً ومستقبلاً . وعند ذلك سندرك مَثلاً أنّ الحديث الذي يسوّي المرأة بالحمار والكلب الأسود ، وذاك الذي يتحدث عن نقصان عقلها ودينها... هي أحاديث مفتراة لا يمكن أن تصدر عن النبي الذي لم يتّبع إلا ما أوحي إليه مما أُنزل عليه ، بأمانة وصدق لا يرقى إلى مرتبته فيهما بشر!

(3)

نصوص قرآنية تشكل روحَ التشريع في علاقة الرجال بالنساء

*[ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا … {187} ] البقرة

وردَ النهي الرباني ليس عن فِعل المحرمات التي تشتهيها النفس فقط ، بل عن الاقتراب منها أي عن فِعل مقدَّماتها التي تُوقِع غالباً فيها .. ورد بصيغة (ولا تقربوا) إحدى عشرة مرة : أربع منها تتعلق بالنساء .. واثنتان تتعلقان رمزاً بشجرة آدم وزوجه . وهي الفروج التي سمّاها الله سبحانه في الايات ( 19-22 ) الأعراف ، سماها سوءات ، لأنها استعملت في السوء أيْ فيما نهى الله سبحانه عنه :

*[ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ {27} ] الأعراف .

ومرة تَنهى السُّكارى والجُنُبَ عن الاقتراب من الصلاة وليس عن مجرد فعلها فقط … ويشمل الاقترابُ المنهيُّ عنه دخولَ المساجد ، والدعاءَ ومسّ القرآن الكريم وقراءَته … ومرتين عن الاقتراب من مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن أي حسبما ذكر الله سبحانه في كتابه الذي هو أحسن الحديث... ومرة تنهى عن اقتراب المشركين من المسجد الحرام فكيف بدخوله طالما كانوا *[ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ] التوبة .. ومرة على لسان يوسف عليه السلام بشأن اخوته .

*****

أما نصوص آيات النهي عن الاقتراب المتعلقة بالنساء فهي تحديداً :

*[.. وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ… (151) ] الأنعام .  وخص الزنا :

*[ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا(32) ] الإسراء .

*[ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا …(187) ] البقرة .

عن علاقة الرجال بالنساء في رمضان وعن الأكل والشرب فيه .

*[.. وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ …(222) ] البقرة . عن النساء فترةَ الحيض حتى انقطاعِ الدم .  

فقد أرشد الله سبحانه الرجال إلى عدم الاقتراب من النساء قرباً جسدياً – بأيِّ شكل- حتى ينقطع الدم . فإذا طهُرت من الدم بانقطاعه وزوال رائحته حلّ الاقتراب دون المباشرة أي الجماع حتى (يتطهرن) وليس ( يغتسلن) فقط . فإن الاغتسال بالماء فقط يَصلح لإزالة الجنابة ولكنه لا يصلح لإباحة مباشرةِ المرأة بعد الحيض وانقطاع الدم . ولا بدّ هنا من التطهر وهو تنظيف الجسد بالماء ودلكُه بما يتيسر من أدوات ومواد تنظيف أهمها الصابون . ولا تخفى الحكمة من النص الرباني القرآني على أي متفكر ، فالجوع أمهر طباخ !

*****

 من هنا ندرك حكمة الخالق العظيم - الذي يعلم مَن خلق - مِن النهي عن الإثارة والمثيرات التي تشكل مقدَّمات العلاقةِ غير المشروعة بين الرجل والمرأة ، بل والإسرافِ في هذه العلاقة حتى لو كانت مشروعة بين زوجين … فكان الأمر بالتطهر من الجنابة ، وأقلُّه الاغتسال ، وكانت بعض الإشارات اللطيفة إلى أحكام دقيقة لتعين الرجل وزوجه على التوسط المحمود (31/النور) .

 

لهذا كان الأمر بغض البصر مجرد توكيد لمثال تطبيقي على ما يُفهم من النهي العام عن الاقتراب من الزنا … فيدخل تحت النهي بَعْدَ النظرةِ الابتسامةُ فالسلامُ والمصافحةُ ، وليِّنُ الكلامِ ، فالموعدُ فاللقاءُ/ الخلوةُ التي وردت في كتاب الله العظيم أربع مرات فقط بمعنى (الإنفراد) . وكلها تُفيد التخطيط للباطل ورُبطت بالتآمر :

*[… وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ…(14) ] البقرة . عن المنافقين .

*[… وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الغيظ …(119) ] آلعمران . عن  المتآمرين ومكرهم .

*[ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ …(9) ] يوسف . أي تنفردون به .. بالباطل .

*[… وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ …(76) ] البقرة .

عن أهل الكتاب ومؤامراتهم .

حتى لا نندم حين لا ينفع الندم  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=59&cat=3

أما استعمالات (خلا) و (خلت) الأخرى ، فقد وردت بمعنى مضى أو سبق .

(4)

 *[ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا … {143} ] وسط البقرة

فالحق لا يكون في أحد الطرفين : الإفراط أو التفريط . فلا هو في ستر كل الجسد بحيث لا يبدو منه شيء ، ولا هو في التعري . ومكان المرأة ليس في بيتها فقط بحيث لا تخرج منه ، ولا في العمل خارجه بحيث يعيبها ألا تكون فيه ! … والوسطية هي اتباع ما انزل الله عز وجل قرءاناً ، بعد الإيمان بما انزل الله قرآناً كذلك ، كما فعل *[ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ] وكما يجب ان يفعل كل مُسلمٍ مؤمنٍ .

مفهوم الوسطية القرءاني  يتحقق باتِّباع الرسول/القرآن الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=17&cat=3

(5)

اللباسُ والريش

السَوْءة في الرجل والمرأة ما اعتَبر بنو آدم بفطرتهم السويّةِ كشفَه سيّئاً . يقول الله سبحانه :

*[ يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26) ] الأعراف .

 ولعل اسم الإشارة الاول (ذلك) الذي يبدو للوهلة الأولى زائداً هو إشارة إلى *[ ذَلِكَ الْكِتَابُ ] في مطلع سورة البقرة ! ففـيه لبـاس التقـوى إذْ *[ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ] .

الخطاب هنا لبني آدم إذ لا يزال الناس على اختلاف أديانهم وقناعاتهم يعتبرون كشف السوءة في الرجل والمرأة بالتعرّي أمراً سيئاً غير مقبول . ولا تزال كل قوانين أهل الأرض تعاقب عليه بشكل أو بآخر . فالسوءة فقط هي ما تعارف كل بني آدم على اعتبار عدم مواراتها أمراً سيئاً مستهجناً . بل إن السوءة في المرأة لا تعتبر من زينتها (وكذلك أكثر جسدها) لأن كل الناس أو جلهم لا ينظرون إليها كشيء جميل بغض النظر عن الإثارة الغريزية التي يُحدثها كشفها . لهذا فُطر بنو آدم على سترها بخلاف الأعضاء الأخرى في جسد المرأة التي قد يختلفون فيها .

 

والفروج تصبح سوءات إذا كُشفت أو استعملت في السوء ، أيْ فيما نهى الله سبحانه عنه . وهي نقاط ضعف في الإنسان (عورات) منها أو بسببها يمكن أن يمسه السوء . ألا ترى أن الله سبحانه ينبهنا إلى أن السماء مبنية بدون فروجٍ/شقوقٍ يمكن أن تُضعفها ! فإذا أراد الله عز وجل يوم القيامة تبديلها (غير السماوات) أحدث فيها فروجاً كما يُفعل بالبناء إذا أريد هدمه :

*[ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) ] ق .

*[ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) ] المرسلات .

لهذا جاء أمر الله سبحانه للمؤمنين والمؤمنات بحفظ فروجهم محافظة على سلامتهم ، وربط هذا بالغض من البصر وقايةً :

*[ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا  يَصْنَعُونَ (30) ] النور .

 نعم ! أزكى لهم ، بكل ما تشمله كلمة ( أَزْكَى) من معاني الطهارة والنماء فالاستمتاع المثمر المأمون ، رغما عما يروّجه الفجرة من أن الاستمتاع بالحرام أزكى وألذ . ولو لم يكن من موانع الاستمتاع إلا الخوف من الأمراض القاتلة كالإيدز لكفى . ولا يتسع المقام لبسط موانع الاستمتاع بالحرام !!!

كما ربط الله سبحانه أمْره بحفظ الفروج .. ربَطه بذِكْر الله ليعين عليه :

*[… وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا           (35) ] الأحزاب .. على الترتيب :

فالمغفرة للحافظين فروجَهم ، والأجر العظيم للذاكرين والذاكرات على الترتيب . وهنيئاً لمن يجمع بينهما . هذه الآية الكريمة تفصيل لنص عام :
*[ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) ] الأعراف .

نعم ! تذكروا أن الكاميرا الخفية تصورهم وتسجل عليهم صوتاً وصورةً، وتذكروا أن مِن العجز أن يشتري الإنسان العاقل ألماً آجلاً طويلاً بمتعة عاجلة قد لا تدوم أكثر من دقائق ، وتذكروا إنذار الخالق للمطففين الذين يقبلون للناس مِن الأذى ما لا يقبلون لأنفسهم.. فتجدهم يكيلون بمكيالين: مكيال لهم ومكيال للناس . وإلاّ لما قبلوا لنساء غيرهم: زوجات وأخوات وبنات ولا لبنيهم أن يكونوا معهم في وضع لا يقبلونه هم لنسائهم وأولادهم مع غيرهم !!!!!

الكاميرا الخفية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=153&cat=3

(6)

*[ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم {4} ] التين

 من آية الأعراف السابقة عن اللباس والريش يُفهم أن اوّل لباس هو الكساء الداخلي الذي يستر السوءتين . ولا تزال العامة تُسميه (لباساً) لالتصاقه بالبشرة وأخْذِه شكل منطقة السوءتين . وقد سمى الله سبحانه الرجل لباساً للمرأة التي هي أيضاً لباس له (187/ البقرة) لأن كلاً منهما يستر عورات الآخر أي نقاط ضعفه ، بكونه مصدر سكن ومودة ورحمة له[3]، فيُخفي ما فيه من ضعف وعيوب تَظهر بدونه على حقيقتها ويأخذ الواحد منها بالآخر كما في حالات الفجرة والفساق . مِن هنا يَحرُم على الرجل والمرأة ان يكشف احدُهما للناس عن الآخر ما يستحيي كل منهما من كشْفه عن نفسه !

وذِكْر الريش وهو كساء الطائر وزينته يشير إلى أن ما عدا اللباس الذي يستر السوءتين من أكسية هو زينة للرجل والمرأة كليهما كما يزين الريش الطائر. وكما يسوء منظر الطائر بلا ريش ، يسوء منظر الإنسان العاري حتى ليخافه الضبع . لهذا ينفر الذوق الإنساني من منظر العاري رجلاً أو امرأة حتى لو وارى سوءتيه  ، فيختل حُسن تقويمه الذي خلقه الله سبحانه فيه ، لأن حُسن تقويم الإنسان لا يتم إلا بلباسٍ يواري السوءتين وثيابٍ تَزين جسده كما يزين الريشُ الطائر. وإن صاحب الحق في تعريف الزينة التي تزيد في حسن تقويم الإنسان هو خالقه سبحانه كما أوصاه في دليل الخلق  (Manual) الذي أرسله إليه . وهي توصيات يُقرّ بكثير منها ذوو الذوق السليم من بني آدم. لذلك التزم اكثر الرجال باللباس الكامل وخالفت في ذلك اكثرُ النساء طاعةً لشياطين الإنس والجن يوحي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرفَ القول غرورا!!

أمثلة من فطرة الله التي غيّرها البشر  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=298&cat=4

(7)

الزوجيةُ في المخلوقات

قضى الله سبحانه أن يكون الخالق العظيم فرداً لا ثاني له ولا شبيه ولا مكمّل. كما قضى أن تكون كل المخلوقات أزواجاً يلاحَظ بالاستقراء أنها متكاملة في دور كل منها وليست متشابهة :

*[ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(49) ] الذاريات .

*[ وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) ] الروم.

والخطاب هنا للرجل الذي خلق الله منه (من جنسه ووسطه) زوجَه وجعل مهمتها أن تعينه وتوفر له السكن والراحة في بيت جعله الله سَكنا ، بعد شقاء العمل الذي جعله أصلاً من نصيب الرجل :

*[ فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) ] طه .

فقد جعل الله سبحانه التعب والشقاء في الحياة من نصيب الرجل خَلْقاً وفِطرةً ، فبدّل الناسُ خَلق الله/فِطرته وزينوا مع الشيطان لأنفسهم أن يظلموا المرأة والرجل بأن أشركوا المرأة بالرجل في شقاء العمل خارج البيت ، فشقيت وشقي بسبب ذلك الرجلُ ، بل إنهم جعلوها تسعى لهذا وتعتبره مغنماً بينما هو ظلم لها .. مثلما زينوا للخادمة في الطائرة عملها بتسميتها مضيفةً !! . فكانت كمن سعى إلى حتفه بظلفه  حين تخلت عن المهمة التي خلقها الله سبحانه من أجلها وهي توفير السكن للرجل وحُسنُ تربية الاطفال ورعايةُ البيت ، مقابل خدمته للناس ليوفر له ولها ولأولادهما العيش الكريم .

فلا الرجل يسكن إلى امرأة متعبةٍ عاملة خارج بيتها لأنها صارت بحاجة إلى من تسكن إليه – وفاقد الشيء لا يعطيه – ولا المرأة أتقنت دور الرجل في الكد والشقاء ولا اتقنت دورها في تربية اطفالها والعناية ببيتها ، كما فقدت قَدراً من حصانتها التي تتأثر سلْباً اذا لم تكن *[ سَلَماً لِّرَجُلٍ ] واحدٍ يكون صاحبَ عملها وزوجَها واباً لأولادهما.

(8)

الأصل أن يكون لكل زوجٍ زوجٌ واحد

مفهوم الزوجية والزواج وما يحل منه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=69&cat=5

يقول الله سبحانه :

*[ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا .. (1) ] النساء .

 وقد تكرر هذا المفهوم ثلاث مرات في كتاب الله العظيم ليكون ذا دلالة بأن الأصل أن يكون للرجل زوجة واحدة . فقد كان الله سبحانه قادراً على أن يخلق لآدم آلاف الزوجات وأن يبثّ منه ومنهن عشرات ألوف الأولاد. ولكنه سبحانه قضى أن يخلق له زوجاً واحداً لحكمة بالغة وبحيث تظل نسبة المواليد في كل بلدان الدنيا متقاربة بين الذكور والإناث . ولاعتبارات إنسانية فقط ، أصلها اليتم بسبب الحروب خاصة أجاز الله عز وجل جمْع أكثر مِن امرأة واحدة إلى أربع في وقت واحد . فالواحدة هي الأصل والتعدد استثناء مشروط بمصلحة يتامى.. أوّلاً وبالعدل فيهم وفي النساء.. ثانياً ، وأقلُّه عدم وقوع ظلم صارخ *[ كُلَّ الْمَيْلِ ] .

تعدد النساء في كتاب الله العظيم

  http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=12&cat=4

(9)

مواقعُ النساء وملابسُهن

 ينبغي أن يُفهم أن درجات الناس في الالتزام متفاوتة وكذلك في الجزاء ، وأن الأمر لا يتعلق بلونين فقط أبيضَ وأسود . فالأبيض في طرف يحيله شيء من السواد إلى رمادي متفاوت الشدة ليلتقي مع الأسود المتناقص بشيء من الأبيض ربما في وسط الطريق . وللناس أن يختاروا درجاتهم حسب قدرتهم على الفهم والأداء واستعدادهم للالتزام :

*[ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً {7} ] الطلاق .

*[ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {62} ] المؤمنون .

 وليس من مصلحة عمارة الأرض – وهي الهدف من خلق الله سبحانه للإنسان- أن يتساوى الناس لا في الخير ولا في الشر. فلا يزالون بخير ما تفاوتوا .. فإذا تساوَوا أو تمنوا المساواة في القدرات والنعم (كتمني النساء أن يكن مثلَ الرجال) .. هلكوا !

*[ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ ... {22} ] فاطر.

*[ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً {31} وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {32} ] النساء .

والمرأة المؤمنة في موقعها ولباسها درجتان رئيستان حددت سورةُ الأحزاب مواصفات الدرجة الأولى منهما كما حددت سورة النور مواصفات الدرجة الثانية .

(10)

موقعُ نساء الدرجة الأولى ولباسُهن

 درجة الكمال الأولى هي درجة نساء النبي بوصفه أعلى مسئول في الدولة . هذه الدرجة لم يوثقها الله سبحانه في القرءان عبثا الّا لِتُعتبَر الواحدة منهن أسوة للمؤمنات (كما وثّقها القرآن) ، كما أن رسول الله عليه السلام هو أسوة المؤمنين الحسنة ، لِما لنساء عِلية القوم عند البشر من أثر إيجابي كبير أو سلبي خطير .

 

فموقعهن في مجتمع المؤمنين ولباسُهن ( في مفهومه) ينبغي أن يكونا مطمحَ نساء خُلفائه ونساء عِلْية القوم من المسلمين . ولباقي النساء الحق في إتباع ما أمرهن الله به حسب مفاهيم ايات سورة الأحزاب .. أو الاكتفاءُ بما أشارت إليه سورة النور من لباس القواعد من النساء في الحياة العامة اللاتي يضعن ثيابهن الخارجية لكن غيرَ متبرجات بزينة . ولكل امرأة حق في أن تُلحق نفسها بنساء علية القوم من المؤمنين أو تُلحق نفسها بالقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا . ولكلٍ درجات مما عملوا !

 

وسورة الأحزاب جَعلت موقع المرأة ولباسَها في الحياة العامة سواءً في الحالتين : حالةِ الاستقرار واستتباب الأمن ، وحالة الطوارئ وانفلات الأمن . فالموقع الأصلي الرئيس للمرأة المؤمنة المسلمة ذاتِ الزوج والبيت هو أن تستقر في بيتها زوجاً وأماً وراعية بيت أي أميرَته سَلَماً لصاحب عمل واحد هو زوجها ووالد أطفالها . فاذا عملت خارجَه فان ذلك ينقص من عملها الاصلي داخله بمقدار ما تعمل في الخارج ، مع فارقٍ ان انتاجيتها في العمل الخارجي متدنيّة غالبا كما يشهد بذلك الواقع حتى في البلدان المتقدمة ماديا .

اما في عملها البيتي كامرأة فهي تمارس تخصصها بانتاجية لا يقدر عليها الرجل . من هنا فإن كثيراً من النساء في الغرب يحسدن المسلمات حين يسمعن أنهن لا يحتجن إلى العمل وشقائه خارج البيت لإعالة أنفسهن ، لأن أزواجهن أو أهلهن يكفونهن شقاءَ العمل في الخارج مقابل العمل داخل بيوتهن ومملكتهن الصغيرة ... ويَصِفْنهن.. بالمَلِــكات !!

*****

فالمرأة المؤمنة من الدرجة الأولى – درجةِ عِلْية القوم خلافا للمألوف عند غير المسلمين - لا تظهر أمام الناس بزينة يزداد إثمها كلما كانت صارخة . وإنّ هذا الموقع وهذا الالتزام يُذهب عنها وعن أهل بيتها الشكوك والسوء ، حتى إذا ما كَلّمت أحداً لا يكون في كلامها أو نبرته لينٌ أو رموز يمكن أن تُؤوّلَ ويُساءَ فهمُهما فيطمعَ فيها الفسّاق ، بل تقتصرُ في كلامها على ما ألفِه الناس الأسوياءُ وعرفوه :

*[ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً {32} ] الأحزاب .

 وتستوي في الزينة المقصودة التي يحرُم عليها أن تتبرج بها أي تظهر على الناس لتلفت انتباههم (كالبرج) .. تستوي زينةُ الجسد الخَلْقية أو الزينةُ الصناعية  من ملابس (ومكياج) أو حُلِيٍّ توضع على مواقعِ زينتها الجسدية الخمسة كما تعارف عليها اكثر الناس : (1) شعرِ الرأس (2) الوجهِ (3) الرقبة ومنطقةِ الجيب (4) أسفلِ الذراعين مع اليدين (5) وأسفلِ الساقين فوق القدمين. فيَحرم إبداء هذه المناطق وما عليها من زينة لغير المحارم *[ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ] أيْ شاع بين الناس أن يبدو من مواقع الزينة هذه ، في بلدانهم وظروفهم المختلفة . وما سوى ذلك

يحرمُ إبداؤه الّا لبعلٍ او زوج .

(11)

مفهومُ *[ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ]

قوله سبحانه : *[ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ] هو الحَكَم في الجدل العقيم حول ما تكشفه المرأة المسلمة من زينتها . فما ظهر وشاع أن يبدو من مواقع الزينة الخمسة المذكورة - إلاّ الجيب فلا استثناء فيه - في بلد بحيث يمكن أن تتأذى المرأة بسببه .. فللمرأة أن تبديه بالقدر الذي يدفع عنها الأذى ، اتباعا لمفهوم قوله سبحانه :

*[.. يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً  {59} ] الأحزاب .

ومن الأدلة التي لا تُحصى على عِلم الخالق العظيم أن المرأة المسلمة تستطيع أن تلتزم في أي مكان بيسر ودونما حرج بأمر الله بسَتر المواقع الثلاثة : أسفلِ الذراعين ، وأسفلِ الساقين (بالبنطال أو الثوب الطويل/ الماكسي أو الجوارب) ومنطقة الجيب (برداء/ بلوزة ، ذاتِ قبة عالية يتحقق بها الجمال دون الإثارة) .

 

أما الوجه فإذا ظهر وشاع في بلد كما في أكثر بلدان العالَم أن يُكشف بدون أذى فيُكشف بدون زينة/مكياج ، وذلك خير . وإذا شاع في بلد أن يُغطّى كليا أو جزئيا بحيث يمكن أن تُؤذى بما تكشفه منه .. فإن الحكمة تقتضي منها أن لا تشذ عن العرف الظاهر عند الناس في هذا الأمر . وفي الحالتين ثَمَّ أمر الله  .

 

وكذلك الحال في غطاء الرأس الذي قد تُؤذى المرأة المسلمة بسببه في كثير من البلاد . ولأن الله سبحانه عَلم الأمر مقدّما فإنه لم يأمر بتغطية الرأس بجلي العبارة ، كما أمر بالضرب بالخمار على الجيب الذي يمكن أن يُخمَر(يُغطَى) بقميص أو رداء بقَبة لا يثير إشكالا في أيّ بلد . لذلك ختم الله سبحانه آية الأحزاب (59) بقوله *[ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ]

 

 والتبرج للمرأة هو الظهور أمام الناس لغير حاجة كفعلهن في الجاهلية الأولى زمنَ [.. الصُّحُفِ الْأُولَى {18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى {19}‏ ]. وذِكْر ( الأولى ) إشارة إلى الصحف الثانيةِ/الآخِرة وهي صحف القرءان . ويُعتبر الجهل بها أو الغفلة عنها بعد إنزالها أشدَّ وأنكى .. إذ غُسلت فيها الأدمغة ومُلئت بما يشجع المرأة على الخروج من بيتها وكثرة الاحتكاك والاختلاط – وهما أشد من التبرج الذي هو مجرد الظهور كما يظهر البرج بين الأبنية او في السماء .

 والتبرج الذي نُهيت عنه المرأة المؤمنة من الدرجة الأولى –  درجةِ عِلْية القوم - هو كثرة الظهور أمام الناس لغير حاجة سواء خارج البيت - أو داخله لغير المحارم - ولو بغير زينة . وهناك التبرج بزينة المذكور في الآية 60/النور الذي نُهيت عنه كل النساء حتى القواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً . فقد أذِن الله تعالى لهن بوضع أيْ خلْع الثياب الخارجية – كالجلباب - عند الظهور أمام الناس في الحياة العامة . لكنه سبحانه اشترط حتى على هؤلاء القواعد ألاّ يظهرن أمام الناس بزينة .

 

وإذا قدم إلى بيت المرأة المؤمنة التي اختارت أن تكون من الدرجةِ الأولى – درجةِ نساء النبي وعِلية القوم - إذا قدم رجل غيرُ مَحْرم ليسأل حاجة فينبغي أن تجيبه من وراء حجاب/حاجز غاضّةً مِن بصرها بحيث لا تَرى ولا تُرى وِقاية من الوساوس وحفاظاً على طهارة قلوب الطرفين ، وإبعاداً للرجس عنهن . هذا هو مفهوم الحجاب الرباني القرءاني :

الحجاب والنقاب من كلمات الله القرءانية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=198&cat=4

إضافة إلى ما ذُكر في سورة النور – كما سيأتي- فإن لباس الكمال للمرأة المؤمنة من الدرجة الأولى في الحياة العامة التي يراها فيها الناس ، لحاجة تتحقق بها منفعتُها ومنفعةُ المجتمع .. هو جلباب أو ثوب فضفاض – ماكسي- يغطي الجسد كله إلا ما دعت إليه حاجة عامةٌ ظهرت أي عمّت وشاعت عند الناس ، على أن لا يشمل هذا الاستثناءُ إلا أجزاء من القسم العلوي غيرِ السفلي فقط للجسد بمفهوم ما ظهر أيْ (ما علا) ، وبالقدْر الذي تدعو إليه الحاجة كما ذُكر ، على أن لا يكون هذا الجلباب مزيناً بزينة تلفت الأنظار وتجلب للمرأة المشاكل .

(12)

موقعُ نساءِ الدرجة الثانية ولباسُهن

يمكن للمرأة المؤمنة أن تعمل عملاً إضافياً خارج بيتها - لأن العمل الأصلي وبأجْرٍ لأيّة امرأة هو في بيتها - إذا دعتها الحاجة إلى ذلك : سواء حاجتُها أو حاجةُ بيتها أو حاجةُ المجتمع إلى عملها . على أن يُفهم أن عمل أكثر النساء عموما خارج البيت هو استثناء وعمل إضافي مشروط بالحاجة المذكورة أوّلاً ، وبإتقانها عملَها الأصلي ثانياً .. مثلما يُشترط على موظف أو عامل يَطلب الإذن بممارسة عمل إضافي أن يكون محدودا بحيث لا يؤثر على أدائه في عمله الأصلي وإلا مُنع . كما يُشترط على من يُريد أن يصلي أو يصوم أو يحج أو يعتمر نافلة .. أن لا يؤثر هذا على عمله . لأن العمل الصالح هو كل عمل يُسهم به العامل في عمارة الأرض ، أي بما ينفع الناس حسب تعليمات وخطة رب العمل العظيم سبحانه الذي ندب الإنسان ذَكراً أو أنثى إلى العمل الصالح بعد الإيمان به  والولاء له :

*[ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(97) ] النحل .. على الترتيب .

فالوعد بالحياة الطيبة في الدنيا وعد فردي يشمل كل فرد يحقق الشرط ويُعطِي به عطاء خاصاً به كبصمته ، فلا يتطابق مع عطاء آخر ولا بصمته. وقد يتحقق الوعد لفرد أو أفراد في ظروف وأوضاع سيئة يعيشها المجتمع ، أو بعد ان يعيشها فرد أو أفراد في وقت مـا ولحكمة مـا . أما الجـزاء في الحياة الآخرة فجمـاعي يُصنَّف الناس فـيه زمـراً ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ) وليس فقط (ولنجزينه) كما قال ( فَلَنُحْيِيَنَّهُ ). والذي يعمل صالحا آخذاً بالأسباب وهو مؤمن.. هو المؤمن القويّ/الكفيّ الامين الذي وعده الله سبحانه ثواب الدنيا والآخرة . وهو يشترك مع المؤمن الضعيف غير الكفيّ في ثواب الآخرة بنسبة الأعمال لكلٍّ *[ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ ] :

*[ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً {134}‏ ] النساء !

 

وقد حددت سورة النور ملبس المرأة المؤمنة التي تختار أن تكون من الدرجة الثانية وهي أيضاً درجة محترمة لكنها دون الأولى *[ وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى {95} ] النساء ، كما أن أصحاب اليمين المقتصدين هم دون السابقين المقربين المحسنين *[ وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ] :

أ‌.  لباسٌ غير مُزيّن بزينة تلفت الأنظار، يغطي الجسد حتى القدمين ، قطعةً أو قطعتين ، وخمارٌ يغطي الرأس حيث يظهر/يشيع غطاء الرأس ، وما ظهر أي علا من الجسد إلاّ ما ظهر وشاع بين الناس أن يُبدوه : فيغطي جيب الثوب وجوبا ( وهي فتحته التي تسمح للرأس بالدخول منه ) .. اذ ان ما يكشفه الجيب حتى اعلى الثديين هو أكثر أجزاء جسد المرأة إغراء وفتنة في المرأة ، ومع ذلك لا تجد إصرارا من البشر على وجوب كشفه كالإصرار على كشف شعر الرأس الذي ورد ستره بخفِيّ الإشارة ، خلافا لوجوب ستر منطقة الجيب بجلي العبارة  . فلا يبدو أو يُعلم مِن زينتها الخَلْقيةِ ولا مِن زينتها الإضافية المكتسبة، إلا ما دعت إليه حاجةٌ و قَبِله مجتمع المؤمنين وشاع فيهم .. أو فرضه مجتمع وُجد فيه مؤمنون .

 

 وهذا القدر (بدون جلبابٍ/ثوب) هو اللباس العام المسموح به لغير نساء الدرجة الأولى . وقد ربطه الله سبحانه باللباس العام للنساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ومنهن العجائز لينفِّر عامَة النساء من الاكتفاء به دون الجلباب ، وليجعل الله سبحانه الجلباب بمفهومه ثوبَ عزة وفخار لا ثوباً ترتديه المرأة على استحياء .

 

 وحتى القواعد من النساء ، عجائزَ أو غير ذلك ممن لا يرجون نكاحا ، اشترط الله سبحانه عليهن مقابل إلقاء الجلباب في الحياة العامة ألا يظهرن أمام الناس بزينة . ومع ذلك فالجلباب لهن أفضل وأعفّ لأن نـص السماح هو :

*[ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ       (60) ] النور . ولم يقل : والله غفور رحيم !!

(13)

مفهومُ التبرُّج

إذا ربطنا التبرج المذكور في سورة الأحزاب بالتبرج المذكور في سورة النور - ولم يُذكر التبرج إلا مرتين في كتاب الله العظيم- نلاحظ أن النهي عنه في سورة الأحزاب مُطلَق فقد نهى رب العزة سبحانه نساء النبي ومن تتأسى بهن من المؤمنات أن يظهرن أمام الناس لغير حاجة ، سواء بزينة أو بغير زينة *[ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ] . فالظهور أمام الناس لمجرد الظهور كما لإثبات المساواة المزعومة أو التسكع بلا هدف ، أو العمل التسلوي الذي لا حاجة لها به ولا للمجتمع كعمل السكرتيرات … هو تبرج مذموم منهيّ عنه .

 

أما التبرج المنهي عنه في سورة النور فهو الظهور أمام الناس بزينة لم يَأذَن الله سبحانه بإبدائها حتى لو كانت هناك حاجة لظهور المرأة . أما التبرج أو الظهور أمام الناس بدون زينة الذي أذن الله سبحانه به لمن اختارت أن تكون من الدرجة الثانية .. فمسموح به وبدون الجلباب للقواعد من النساء واللاتي يَقبلن أن يُعتبرن مِثلهن . وفي هذا إشارة لطيفة من الخالق العليم بخلقه أن الظهور أمام الناس ( والعمل خارج البيت من أهم دواعيه ، وكذلك التوسع في التعلّم العالي بدون هدف نافع للناس) ينبغي أن يُترك للقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا ولا يحملن همَّ ومسئوليةَ الأمومةِ وإمرةِ البيوت .

ومن العدل أن تُفسِح النساءُ اللاتي أنعم الله سبحانه عليهن بنعمة العمل في الخدمة الخاصة في بيت لا يشاركهن فيه الّا الزوج والولد.. المجالَ لأخَوات لهن كي ينفعن بالخدمة العامة أنفسهن وغيرَهن فيكون لكل امرأة بذلك نصيب من الدنيا دون مزاحمة أو منافسة غيرِ متكافئة !!

 

 ولو التزمتْ المجتمعات الإنسانية بهذه التوصية الربانية اللطيفة فلنا أن نتصور كم من مشكلات المجتمع اقتصاديةً واجتماعيةً وأخلاقيةً يمكن أنْ تُحلّ بعد ان تفاقمت مشكلات المرأة والاسْرة حتى اصبحت كعبَ أخيل الانظمة والمجتمعات العالمية :

 *[ تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {63} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64}‏

وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {65} وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ {66} ] النحل .

*****

من قوله سبحانه *[ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ ] ندرك أن الثياب التي أذِن الله سبحانه للقواعد من النساء بوضعها أي خلْعِها خارج البيت هي الثوبُ الخارجي أي ثوب الحياة العامة(الجلباب) فقط مع بقاء الجيب مستورا بخمار أو رداء .

اما داخل البيت فلا يُبدين مواقع الزينة الخمسة الّا للأصناف الإثني عشر المذكورين في الآية (31) من سورة النور ، وهم أكثر الناس تردداً على البيت ، وهم وأولادهم محارم . فخرج منهم الأعمام والأخوال في هذا الأمر ، الذين استُثنوا مرتين لحكمةٍ ما : مرة في الآية 31/النور وأخرى في الآية55/ الأحزاب . فلو شاء الله لذكرهم في الاية31/النور .

 

وذِكْر البعول - ومنهم الأزواج - مع هؤلاء الأصناف ، دون ان يُميزهم عنهم في إبداء الزينة .. توصية لطيفة من الله سبحانه بحشمة اللباس في البيت حتى مع البعل او الزوج في غير مخدع الزوجية تقليلا للإثارة ، ولتظل المباشرة في درجة التوسط المحمود ، بعيداً عن الإسراف المؤذي المذموم . فقد سُئل احد الحكماء عن الباه/الشهوة فقال :

هو مُخٌ ساقيك ونور عينيْك فأقِلَّ منه او أكْثِرْ!!!

أما ما سوى ذلك من مواقع الزينة الخلْقية أو المكتسبة الخَمسة فلا يحلُّ إبداؤه لأحد إلا للزوج وفي مخدع الزوجية الذي أحلّ الله فيه لكل من الزوجين فقط ما أحلّ بنصوص أخرى .

 (14)

مرجعيةُ البحث

أ. سورة الأحزاب/33

1. *[ يَانِسَاءَ النَّبِيِّ (أزواجه وبناته كما يتبين من الآية 59/ فإن سلطان الرجل على زوجه وبناته ولم يقل يانساء الرسول مع أنه أمَرهن أن يطعن الله ورسوله) مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ (في الدنيا، من قوله *[ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ] وفي الآخرة . ولا يكون العذاب ضعفين إلا بالجلد مئتي جلدة. أما ما ملكت الأيمان من الفتيات المؤمنات *[ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ] أي خمسون جلدة بدلا من مائة. وليس للرجم المزعوم ضِعف ولا نِصف) وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا(31) يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ (بحيث يكون الكلام وطريقة أدائه لينا يُطمِع الفسّاق وضعاف الإيمان)  فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا(32) (والقول المعروف هو المألوف بين الناس: لا يخرج عن أدب الأداء ولا أدب اللفظ، ويكون بدون حذلقات أو كنايات أو إشارات كالغمز أو الرمز يمكن أن تُؤوّل ويُساءَ فهمها على أنها دعوة …) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (أي ألزمنها إلا لحاجة) وَلَا تَبَرَّجْنَ (تظهرن للناس دونما حاجة ولو بغير زينة كما تظهر البروج بين الأبنية أو في السماء) تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (وذِكْر الأولى في عصر الصحف الأولى إشارة إلى الجاهلية الأُخرى عند نزول الصُحف الآخِرة/القرءان) وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَءَاتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (فمن أحب أن يتأسى ببيت النبي الحاكم وأهله أسباباً، حقق من النتيجة بقدر ما يتأسى به من الأسباب) (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ[4] إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا(34) ]

فإذا كان للمسلمين أسوةٌ حسنة في رسول الله عليه السلام ، فلِمَ لا يكون للمسلمات أسوةٌ تطبيقية حسنة فيما وثّقه القرءان عن نساء النبي بوصفه رأس أولي الأمر! فمن استطاعت أن تفعل ذلك فهو فضل الله العظيم عليها وعلى أهل بيتها. وإن صدور هذا الأمر لهن بقانون ، أي بنصٍ مكتوب موثق في الكتاب صادر عن المشرع الوحيد وهو الله سبحانه – وليس بنظام حِكمي تنفيذي مؤقت – يدلّ على أن النساء  مخاطَبات بمفهومه .

*****

2. *[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ ( وهذا الأمر الذي كان خاصاً بالنبي كوليّ امر ينطبق على أولي الأمر والمسئولين الذين تشغلهم مسئولياتهم عن استقبال الناس في بيوتهم لأكثر من سبب، إلا لسبب خاص لا يتم إلا في البيت كوليمة أو مناسبة خاصة) غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ( فإذا دعيتم في مناسبة فلا تذهبوا قبل وقت طويل، فإذا كان طعام فأقلّوا منه ولا تأكلوا بشراهة، ولذلك قال ( طَعِمْتُمْ ) ولم يقل (أكلتم) أو (شبعتم) ولا تُطيلوا المكث بعد الطعام وانتهاء المناسبة يؤنِس بعضكم بعضاً بحديث ينسيكم مرور الوقت فيتأذى صاحب البيت) وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا (شيئاً يُنتفع به) فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ (لأنهن أُمرن أن يلزمن بيوتهن ، فقد أُمرن وأُمروا إذا سألوهن شيئاً أن يكون بينهم وبينهن حاجز بحيث لا يرينهم ولا يرونهن ، وليس الحجابُ غطاءَ الوجه ولا غطاءَ الرأس ، فالمرات الخمس التي استعملت فيها كلمة (حجاب) في القرآن الكريم تفيد عدم الرؤية المتبادلة) ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ …(53) ]

وهذا أوضح دليل على عدم الرؤية المتبادلة  بحيث لا تحصل رؤية لا منهم لهن ، ولا منهنّ لهم ! ولا يتحقق هذا بغطاء الرأس الذي أعطوه مفهوم الحجاب .

*****

3. *[ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ (وإدناء الجلابيب وهي العباءات في ذلك الوقت على الأجساد بحيث تحيط بها وتسترها، هو الجديد في الأمر الرباني، أما لباس الجلابيب فقد كان معروفاً في الجاهلية ولكنها كانت تُترك لتعبث بها الريح فيَظهر ما تحتها فتنةً وإغراء) ذَلِكَ أَدْنَى (من أجل) أَنْ يُعْرَفْنَ (أنهن حرائر عفيفات) فَلَا يُؤْذَيْنَ (فبإحاطة الجلباب بالجسد كله / بحيث يستره من جميع الجهات/ تتميز الحرة العفيفة عن المبتذلات والمشبوهات اللّاتي كن يَتركن الجلابيب تكشف لباسهن الداخلي وزينتهن وكأنهن يدعون الفسّاق بلسان الحال!) وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(59) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (الذين يتعرضون للنساء العفيفات المحتشمات بالأذى) وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ (مُطلقو الإشاعات المغرضة كحديث الإفك) لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا(60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا(61) ] :

 

أ. فإدناء  العباءات أو الجلابيب يكون بإمساكها من الأمام (باليد أو بأزرار) لتغطي الجسد لا أن تُترك مفتوحة تعبث بها الريح فتنكشف الزينة الداخلية واللباس الداخلي . فإذا غَطى الجلبابُ الجسد حتى القدمين ، وغطى خمارُ الرأسِ الرأسَ والجيبَ ، وهو فتحة اللباس ، او غطّى الخمارُ الثوبَ الذي يَكشف أعلى الصدر (أما أسفل الصدر وباقي الجسد فيستره الجلباب) كان هذا لباسَ الكمال للمرأة في الحياة العامة حيث لا يصح أن يراها بدونه أحد إذ لا استثناء في الحياة العامة الا للقواعد من النساء . وهو نفسه لباس الطوارئ للمرأة إذا انفلت حبل الأمن بحيث لا يطمع فيها منافق أو فاسق لمعرفته أنها عفيفة حرة لها من يحميها .

 قيل أن قطّاع طرق عرضوا لغني وعالم . فقال الغني : الويل لي إن عرفوني ! وقال العالم : الويل لي إن لم يعرفوني !!

وفي الآية (59) إشارة ربانية لطيفة إلى أن المرأة التي تتعرض للأذى دون التزام منها بما أوصى الله سبحانه به تتحمل جزءاً من المسؤولية عمّا يلحق  بها !!

 

ب. أما الآيتان الأخيرتان (60+61) فتشيران إلى عقاب الفسّاق الذين يتعرضون للنساء بالأذى وخاصة العفيفات المحتشمات . وهو عقاب مفتوح قد يبدأ بعقاب خفيف ويتدرج إلى السجنِ والنفيِ حتى القتل بل التقتيل .

(15)

مرجعية البحث

ب . سورة النور/24

*[ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ (من العيون بمواراتها باللباس الساتر، وما سوى الفروج فبثيابٍ هي ريشُ زينة، حفظاً لها ولهم من الأذى المرتبط باستعمالها في الحرام فتكون سوءات) ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ (أطهر لما فيه من نماء وثمر وأمن وبالتالي متعةٍ متبادلة بعكس كل أو جل حالات الزنى الحرام) إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (ثم زادهن عن المؤمنين: وَلَا يُبْدِينَ (يتعمدن إبداء/ وليس: ولا يبدو منهن) زِينَتَهُنَّ (ما يُعتبر زينة من جسدها وهي الزينة الخلْقية والمكتسبةُ ومنها زينة اللباس والإضافاتِ التي منها الحُليّ والمكياج. ولم يذكر الله سبحانه الفروج هنا لأنها ليست من الزينة باعتراف معظم الناس ذوي الذوق السليم. وإنما جاء الأمر بسترها كلها وحفظها خاصاً قبل ذلك) إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (والجديد هنا هو الضرب بالخمار على الجيب/ أما استعمال الخمار غطاء للرأس مُنسدلا إلى الخلف فقد كان معروفاً، ومثل ذلك الجلباب أو العباءة فقد كان استعمالها معروفاً ولكن الجديد كما في سورة الأحزاب هو الأمر بإدنائه على الجسد كلِه من الامام) وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ (1) أَوْ ءَابَائِهِنَّ(2) أَوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ(3) أَوْ أَبْنَائِهِنَّ(4) أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ(5) أَوْ إِخْوَانِهِنَّ(6) أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ(7) أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنّ (8)  أَوْ نِسَائِهِنَّ(9) أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ(10) أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ(11) أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ(12) ( وعورات النساء هي عيوبهن ونقاط ضعفهن[5] بحيث يمكن أن يتكلموا بذلك ويَصفوه فيصيبهن بذلك ضرر، علما انه ليس هناك امرأة كاملة بدون عيوب ) وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ (وقوله لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ دليل على أن اللباس لا يصح أن يَشفَّ عن زينتهن ولا أن يصِفها كأن يكون ضيقاً يصِفُ الأعضاء فيُعلمُ شكلها دون أن تُرى ، إضافة إلى عدم الإتيان بحركات (كالرقص) تدل على زينةٍ فيها، خَلْقيةٍ أو مكتسبة ، ومن الزينة الخفية الصوت الجميل) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ    تُفْلِحُونَ(31) ] النور

قوله سبحانه (جَميعًا) إشارة إلى أن كل المؤمنين مخاطبون بهذا ، وأن الخطأ في شيء منه ممكن الحدوثِ من كل واحد ، ولكن المهم هو عدم الإصرار عليه .

 

*[ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ (دون أن يظهرن على الناس بزينة يمكن أن تبدو أو تُعلم) وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(60) ] النور.

 

أُبيح للقواعد من النساء اللاتي يئسن من الزواج لأي سبب أن يخرجن ويظهرن للناس بدون الثوب الخارجي – الجلباب- بشرط ألا يُظهرِن أو يُبدين زينةً يجب على كل النساء سَترُها . فالتساهل مع القواعد يشمل أمرين : إمكانيةَ إلقاء الجلباب ، وإمكانيةَ الظهور للناس كما للعمل لكن بغير زينة ، بحيث يكتفين بلباس الدرجة الثانية بشروطها في الآية (31) . وبذلك تكون فرص العمل أمامهن أوسع …! ولم يقل إنهن العجائز فقط .

 

أ. ( ظَهر) : لها في الآية (31) معنيان : علا ، وشاع .

*[ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ {48} ] التوبة ، أي عـلا وعكسها سَفـُل *[ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا ... {40}‏  ] التوبة .

*[ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ {97} ] الكهف ، أي يعلوه فيصلوا إلى ظَهره/أعلاه .

*[… وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) ] الزخرف ، أي يعلون ويَصعدون .

*[ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا (أي فشا وعُرف بين الناس . فإن شيوع الفاحشة في مجتمع كالمجتمعات الغربية لا يعني أنها ليست حراماً) وَمَا بَطَنَ (أي خفـي) {151} ] الأنعام .

 فـلا قيـمة لقـول العـامّة ( حُطّ رأسك بين الروس... ) ولا لقـولهم ( الموت مع الناس نعاس ) .

*[ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ {41} ] الروم ، أي فشا بينهم وعمّ .

 

 فما ظهر من الزينة بمعنى ( شاع ) لا يكون الا مما علا من الجسد ، ومما فشا في المجتمع الإيماني معرفةُ الخير فيه ضِمن النص القرءاني الثابت ، ودعت الحاجة اليه . وعكسها ما خفي وبَطَن فلم تكن هناك حاجة لأن يبدو للناس . فغير ما علا من الجسد يجب سَتره عن كل الناس بلباس لا زينة فيه . أما ما يكشفه الجيب .. فيجب سَتره عن الناس بخمار لا زينة فيه .

 

ب. أما ما أذِن الله سبحانه للأصناف الاثني عشر ان يروه من زينة المرأة الخَلْقية المكتسبة فهي المواقع الخمسة التي ذكرناها سابقاً من جسد المرأة وما عليها من زينة . وأما الأجزاء الأخرى كالذراعين والساقين والبطن والظهر فلا يجوز كشفه لأحد إلا للزوج وفي مخدع الزوجية .

 

 والسماح للمرأة بإبداء مواقع الزينة الخمسة وما عليها من زينة وحِليةٍ أمام الأصناف الإثني عشر فقط وفي البيت - وليس خارجه أو في الحياة العامة - يُظهر لنا أنّ تعليمات الخالق العظيم إلى خَلْقهِ هي تعليمات عملية قابلة للتطبيق الميَّسر دون تعسير أو مشقة :

*[ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا .. {286} ] البقرة .

فإنّ عمل المرأة في بيتها واحتمالَ دخول هؤلاء الأصناف عليها في أي وقت يقتضي ألا تلتزم بما علِم اللهُ أنه يشق عليها ، فأعفاها منه وعفا عنه .

والله سبحانه وتعالى أعلى واعلم

*[ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {286} ] البقرة

 

مدرسة الربانيين

  خطاب إسلامي رباني معاصر

 يجمع بين

أصالةِ النص القرءاني وثباتِه ... والتجديدِ في فهْمِه وتطبيقِه

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 



[1] ان وصية الرسول الكريم بل كل رسل الله تعالى وانبيائه لمن اتبعوهم كما نقلها عنهم رب العزة سبحانه ووثقها في القران العظيم هي *[ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79} وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {80} ] العمران . فما ورد في البخاري ومسلم وصيةً من النبي هو توكيد لوصية كل الرسل والنبيين بالكتاب .. وفي الكتاب نفسه !

[2] حدثوا عن عملي تحديثاً ولا تكتبوه . اما القول (نصوص التشريع) فلله سبحانه في آيات الكتاب . ومِثل ذلك (حدثوا عن بني اسرائيل) أي عما عملوا وكان منهم من أخطاء وعن سُنن الله فيهم ، مما وثقه الله سبحانه في الكتاب (كمطلع سورة الإسراء) وليس مما روته كتبهم وأسفارهم ، وتناقله أحبارهم ورهبانهم .

[3] كما جعل الله سبحانه الليل سكنا وساتراً لضعف البشر وسماه لباساً يستر عوراتهم وهي نقـاط ضعفهم التي لا يحبون ان يطّلع أحد عليـها *[ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً {10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً {11} ] النبأ .

[4] ربطت آيات الله تعالى بالكتاب والحكمة عشر مرات في الكتاب الكريم لتقرر حقيقة ان آيات الله سبحانه هي مرجعية التطبيق الحق: تُتلى ويُعلّم ما فيها من *[ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ  ] أي ( نظرية تشريعية ثابتة ) و (حكمة تطبيقية متغيرة) . أما في هذه الاية فقد أُمرت نساء النبي ومن يتأسى بهن من النساء ان يتعلمن آيات الحكمة التطبيقية الحياتية دون ان يُرهَقن بتعلّم الحقائق النظرية لقلة حاجتهن اليها... فكلمةُ *[ وَالْحِكْمَةِ ] هي عطف تخصيصٍ على آيات الله تُخصصها بآيات الحكمةِ العملية التطبيقيةِ !!!

[5] العورات هي نقاط الضعف *[ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً  {13} ] الاحزاب . أي مكشوفة وضعيفة التحصين .



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008