4/28/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12763
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12328
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43733
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13878
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15013
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14692
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

ما لم يُعرَفْ عن الزواج .. وبَديليْه مِن كتاب الله العظيم

11/6/2010 6:07:00 PM

عدد المشاهدات:5060  عدد التعليقات: 9
11/6/2010 6:07:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

ما لم يُعرَفْ عن الزواج .. وبَديليْه مِن كتاب الله العظيم 

*[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]

*[ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ]

 بُنيانا ثابتا معجزا لا يتغير

*[ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ]

 يتغير .

 (1)

البرهانُ على العنوان من آيات القرآن

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنّ َ(1) فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً {49} ] الاحزاب .

*[ وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ (2) حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ...{235} ] البقرة .

*[ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ (2) ...{237}‏  ] البقرة .

*[ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ (3) {33} ] النور.

*[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} ] الروم .

 

* [ وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً (5) أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ (4) الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {25} يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {26}‏ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً {27} يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً {28} ] النساء .

(2)

البيــــــــــــان

من الإحاطة بئايات الله وكلماته سبحانه في هذه الايات الكريمة ( وغيرها ) يُفهم ان هناك نظامين ينظمان علاقة الرجل بالمرأة بشكل مشروع وان هناك بديلاً واحداً لهما هو فوضى الزنى الخبيثِ والخبيثةِ عواقبه . وبفهْم آيات الله سبحانه يَسقط ما اسموه بزواج المتعـة والمسيار والمصياف والمُساكنة وكل الأسماء التي سماها الناس هم وآبـاؤهم :

*[ .. مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ {40} ] يوسف .

وهي أسماء قال الله في أمثالها التي ابتدعها وافتراها على الله المشركون الأوّلون :

الإفتراء على الله أكبر من الشرك

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=27&cat=4

*[ مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ {103}‏ ] المائدة .

فقد دمغ الله سبحانه الذين فبركوا أسماءً وأمورا جعلوها من الدين ، مع أنّ الله لم يُنزلها على رسوله الكريم قرءانا ، لا بجليِّ العبارة ولا بخفِيِّ الإشارة ... دمغهم بالإفتراء على الله الكذبَ ، وبالإصرار على الباطل الذي وجدوا عليه آباءَهم

*[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {104} ] المائدة :

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3

والدعوةُ إلى اتِّباعِ ما أنزل الله والحكمِ بما أنزل الله التي تكررت كثيرا في القرءان مفهومها أن ما أنزل الله هو ما أنزل على رسوله إنزالا آياتٍ قرءانيةً هي كلمات الله التي بلّغها عنه الرسول الذي ما كان ليبلغ الناس أو يحكم بينهم إلاّ بئايات الله المُنزلة :

*[ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً   {105} ] النساء .

(3)

المفهوم القرءاني لبعض المصطلحات

(1) نكاح الرجل للمرأة يبدأ بمجرد إبـرام الاتفاق عليه بعزيمة  ليُوثَّـق في عُقدة نكاح  حتى لو لم يكن دخـولٌ (49/الأحزاب ) . واذا كانت أيّةُ اتفاقية تُسمى عقداً *[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {1} ] المائدة .. فإن الله سبحانه اختص اتفاق النكاح بأن سمّاه مرتين (عُقدةً) لا تُعقَّد الا بعزيمة    *[ وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ ] كما لا تُفـك او تقطع إلا بعزيمة كذلك *[ وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ .. {227} ] البقرة .

العزم شرط لعقدة النكاح وشرط لحلها بالطلاق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=44&cat=5

(2) ولا نحتاج الى ذكاء كبير لندرك ان التسمية الربانية هذه قُصد بها انْ لا تُفَك هذه العقدة بسهوله ولا بعد فترة وجيزة ، خاصة وان عقْدها بعقدة وبعزم يجب ان يكون بعد بحث واستقصاء يتحقق في نهايته معنى العزيمة كما يحدث في الواقع في اكثر حالات النكاح الذي يظل مشروع زواج الى ان يتحقق الغرض من الزواج سكينةً ومودة ورحمةً (21/الروم) .

بهذا يسقط ما سمي بزواج المتعة لان الاتفاق عليه لا يكون بعُقدة ولا بعزيمة ، كما انه ليس زواجا اصلاً بالمصطلح الرباني القرءاني للزواج ، الذي تُقدِّم فيه الزوجةُ السكنَ لزوجها ويسود علاقتَهما مودةٌ ورحمة .. وإلا كانت مجرد حليلةٍ او امرأةٍ لبعْل . وهذه العقدة ليست هدفا بذاتها ولكنها بداية لتحقيق الهدف وهو الزواج حقيقةً بمقاصده ومقدَّماته المتعددة التي اشار القرءان الى تفصيلاتها الكثيرة والتي بيّناها في بحثنا :

إنقاذا للأسرة نواة المجتمع : النساء في كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=111&cat=5

(3) لقد أمر الله سبحانه من لا يقدرون مالياً على النكاح المشروع (33/النور) ان يعفّوا عن الزنى ومقدّماته فلا يقربوه حتى ييسر الله لهم نفقة الزواج (33/النور) . ووعْـد الله سبحانه لمن يقصد النكاح ، ويعفّ حتى يجد نفقته .. لم يرِد مسوَّفاً ولا مُعلَّقاً حتى بمشيئته سبحانه (33/النور) كما ورد لأهل المسجد الحرام :

*[ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء .. {28} ] التوبة .

(4) المُحصَنات : هن إمّا النساء ذوات الازواج او البعول ، فلا يحل نكاحهن لغيرهم طالما لم تُفَك عُقدة نكاحهم لهن (24/النساء ) .. وإما - كما فهِم الاقدمون في واقعهم - الحرائرُ تمييزاً لهن عن الإماء المملوكةِ رقابُهن وخدماتهن .

 

اما اليوم فقد سقطت صفة الحرية كسبب للإحصان اذ ان كل نساء الارض ( نظرياً ) حرائر ومع ذلك فاكثر النساء في المجتمعات الغربية التي هي اكثر حرية غير مُحصَنات أي غير مُحصِنات لفروجهن . بل ان هذا القدْر المنفلت من الحرية الشخصية قد دمّر المرأة ودمّر الاسرة . وهذا برهان على ان الحرية التي اعتُبرت سببا للإحصان في الماضي لم تكن مقصودة لذاتها بل لأن الحرة في ذلك الزمن ( خلافاً للأَمة ) لم تكن تعمل في الخدمة العامة (!!!!!!!) خارجَ بيتها التي ثبت في العصر الحديث انها تؤثر في درجة إحصان المرأة والرجل كليهما تأثيراً سلبياً يكاد يكون تاما في المجتمعات المتقدمة مادياً لعدم معرفتها بدليل الخلق الرباني Manual .

(5) الطوْل للبشر هو القدرة المالية والجسدية :

*[.. اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ .. {86} ] التوبة .

(3)

نظامُ الزواج ونظامُ النكاح العام 

وفوضى الزنى الخبيثِ

الآيات 25-28 من سورة النساء المذكورة في مقدمة هذا البحث الموجَز يجب أن تُتدبر بعناية لما تتضمنه من قديمِ وجديدِ المفاهيم الحساسة ذات الخطورة القصوى لعلاقتها ليس فقط بالزواج او النكاح بل وبالأسرة ودورِ المرأة العملي في الحياة ، مما يؤثر في المجتمع كله .

فالآيات تتضمن ذِكْرَ نظامين لعلاقة الرجل بالمرأة :

أولهما : هو نظام الزواج من المحصَنات المؤمنات حيث الرجل والمرأة زوجان متكاملان ومتساويان في الأهميّة *[ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ] هي درجة الإدارة كما في كل مؤسسات المجتمع . وهدفه أن تكون الزوجة سكناً للرجل ومعيناً له ومكمِّلاً لعمله الذي هو الشقاء في الكسب :

*[ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى {117} ] طه .

ولم يقل (فتشقيا) . وللزوجة في هذا النظام ان تأخذ من زوجها وهو صاحب العمل اجراً مفروضا (لا مَهراً) على عملها المنزلي داخل البيت يتناسب مع مؤهلاتها ودرجة إتقانها :

*[ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً {24} ] النساء .

للنساء في كتاب الله أجور لا مهور  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=63&cat=3 

 ولم يُذكر المَهر ولا المُهور في كتاب الله اطلاقاً . وفي نظام كهذا أحيطت العلاقة الأُسرية بالمودة والرحمة . ذلك تقدير اللطيف الخبير الذي قال عن الكتاب وهو رسالة الرسول الكريم للعالَمين :

*[ كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ(4) ] فصلت .

ولأن الله سبحانه لطيف لما يشاء ، خبير بخلقه بصير ، فقد أذنَ بنظام آخر بديل من العلاقة بين الرجل والمرأة ، هو دون علاقة الزواج بأهدافه المبيَّنة في الكتاب ، والتي تلمسها على أرض الواقع الأُسر التي يتكامل فيها جهد الرجل خارج البيت مع جهد المرأة داخله .

*****

النظام الثاني البديل لفوضى الزنى الخبيثِ جُعل لمن لا يملكون القدرة المالية على تحقيق النظام الأول ، ويخشون على أنفسهم مشقة الانتظار ريثما يغنيهم الله من فضله ، ويرَون في نظام النكاح الثاني أهون شرين ألأعظمُ منهما الزنى .

فقد شرع الله سبحانه نظام نكاح (ما ملكت الأيمان) متنَفساً وبديلاً حين فهِم الناس أن *[ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ] هنّ الإماء اللاتي كان الناس يشترون رقابهن من أجل خدمتهن . وقد انتهى نظام الرق الذي به تُشترى الرقاب وتُشترى معها خِدمات الرقيق رجالاً ونساءً ، وبقي النظام الذي تُشترى فيه خِدمات الأجيرين بالتراضي وبموجب عقود في كل أو جُلِّ بلدان العالَم .

(4)

مفهومُ ما ملَكتْ أيمانُكم

العبارة من مثاني كتاب الله الكريم ولها مفهومان .. مفهومٌ في كل عصر :

أ. مفهومُ الإماء المكرّسات للخدمة العامّة اللاتي كانت تُشترى رقابُهن وخِدماتهن في العصر الماضي حين كان نظام الرق معروفاً ومطبقاً في كل العالم ولم تملك دولة بمفردها إلغاءَه . وقد كان وجود الإماء مُتنفَّساً وبديلاً لمن لم يمتلك القدرة على الزواج بنظامه ومفهومه الدائم ذي الحقوق والواجبات المتماثلة من جهة .. وبديلاً لفوضى الزنى الخبيثِ كلِّه .

وإذا كان الله سبحانه قد شرع للأقدمين نظامين لعلاقة الرجل والمرأة ، فلا بد أن النصوص القرآنية كهذه الآيات من سورة النساء قد صيغت صياغة ربانية دقيقة لتخاطب الإنسان المعاصر وفي كل عصر ، ليظل نظام البدائل موجوداً بحيث لا يشق على الناس إلزامُهم بنظام لا بديل له ، طالما أنهم ليسوا متساوين في القُدرات ولا في درجة الأداء .

*****

وقد علم الله سبحانه أنّ الناس درجاتٌ في الأداء *[ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ] فذَكَر (1) المحسنين الذين يتقون الله حق تقاته تسديداً ، وهم السابقون بالخيرات . وذَكر (2) المقتصدين من أصحاب اليمين الذين يتقون الله ما استطاعوا مُقاربةً . وذَكر (3) الظالمين لأنفسهم من أصحاب اليمين الذين يظلمون أنفسهم بالذنوب ولكنهم يتوبون ويُصلحون .. أو أنهم يظلمون أنفسهم حين يكتفون بدرجة أدنى مع قدرتهم على الوصول إلى درجة أعلى . لذلك قيل :

ولم أرَ في عيوب الناس عيباً : كنقص القادرين على التمام

وذَكَر (4) الظالمين لأنفسهم ظلماً مبيناً وهم أصحاب المشأمة الفاسقون عن أمر الله :

*[.. وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) ] الصافات .

*****

لكل هذا وذاك كان نظام الزواج المتكامل الموثق بعُقدة النكاح بين( زوج وزوجته) – وهو شبيه بنظام العمل الدائم المستقر- بكل ما شرع الله سبحانه له وفيه من الحقوق والواجبات المُفصّلة التي لم يُترك تفصيلٌ منها لأهواء البشر . هذا هو نظام السكينة والمودة والرحمة .

وفي المقابل هناك فوضى الزنى الخبيث الذي لا يمكن تسميته نظاماً . وبين نظام الزواج وفوضى الزنى يأتي :

ب. مفهومُ (نظام نِكاح المُستخدَمات من سكرتيرات وعاملات وخادمات) سواء كانت خِدمتهن وعملهن عند الرجل نفسه أو عند غيره . وهو نظام مواز للزواج تقوم فيه علاقة انتفاع متبادل بين (بعل وحليلته) شبيهةٌ بنظام (العمل بعَقد غير موقوت) ، إذ أن الاتفاق عليه هو أيضاً (عُقدة نكاح) لا تُفَـك بسهولة ، كأيِّ عقدة ، و بحقوق وواجبات هي في مُجملها دون الحقوق والواجبات في مؤسسة الأسرة القائمة على زواج متكامل متكافئ .

*****

يتبيّن من كلمات الله أن المُحسنين من المؤمنين يعفّون عن نظام نكاح كهذا لأنهم يفقهون توصية الله سبحانه *[ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ] . على ان الحليلة اذا أثبتت كفاءتها يمكن ان تكون زوجة او ان تحلّ مكان زوجة فقدت قدرتها على تأمين السكينة لزوجها لسبب او لآخر. لهذه الحالة وردت الاية (20/النساء) .

ذلك ان الزوج ذكراً او انثى لا يكون الا واحداً كما لا يكون الزوجان من كل شيء الا اثنين (49/الذاريات) :

مفهوم الزوجية والزواج وما يحل منه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=69&cat=5

(5)

دليلُ مفهومِ الفتياتِ من كتابِ الله

مما يؤيد ذاك الفهمَ قولُه سبحانه *[ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ] ولم يقل (من إمائكم المؤمنات) . فقد ورد ذِكر (أَمة) مرة واحدة في الكتاب ، وكذلك (إمائكم) بالجمع مرة واحدة .. في إشارة إلى نساء الرقيق كما كان الحال في العصور الخالية . أما في هذه الآية فقد استعمل العليم الخبير سبحانه كلمة (فتياتكم) التي لم ترد في الكتاب إلا  مرتين . وكأن كلمة (إمائكم) التي وردت مرة واحدة لها مفهوم واحد في عصر واحد مضى . أما كلمة (فتياتكم) فمن المثاني . أيْ أن لها مفهومين أحدهما قديم والآخر حديث .

فالفتيات في الماضي هن الإماء العاملات في الخدمة . أما في الحاضر فهن المُستخدَمات الصغيرات . فقد وردت (فتى) بمعنى الخادم الشاب القادر على الخدمة *[ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ {60} ] الكهف ، * [ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ {62} ] يوسف .

ووردت بمعنى الغلام الرقيق :

*[ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حبا {30} ] يوسف .

ووردت بمعنى الشاب فحسب : *[ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {60} ] الأنبياء .  

* [ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13} ] الكهف .

 

فيكون مفهوم (فَتياتكم) في هذا العصر : هو المستخدَماتُ الشابات العاملات خارج بيوتهن في الخدمة الخاصة أو العامة . فبهذا المفهوم يكُنَّ قد حللن محلّ الإماء في الخدمة الخاصة أو العامة بعد انتهاء نظام العبودية حقيقة وبقائه حُكماً في صور النساء المستخدَمات مِن سكرتيرات وعاملات غُسلت أدمغتهن وزُيِّن لهن مُقاسمةُ الرّجل شقاءَه في العمل الذي فرضه الله عليه ولم يفرضه على المرأة !!!!!! فصار يشُقّ عليهن تحقيق مفهوم علاقة الزوجية بوصفها سكناً ومودة ورحمة ، طالما كن عاملات أو مستخدَمات في الخدمة العامة او الخاصة خارج بيوتهن طيلة النهار بدلاً من الخدمة الخاصة كزوجات في بيوتٍ هُنّ فيها أميراتٌ مساعدات لصاحب البيت وصاحبِ العمل فيه . هؤلاء الفتيات العاملات في الخدمة العامة يمكن ان يكنَّ حلائل لبعول ويصعُب عليهن ان يكنَّ زوجاتٍ لأزواج الّا مَن رَحم ربي وقليل ما هُنَّ !

*****

 في الآية (25/النساء) إشارةٌ إلى نظام آخر موازٍ وبديلٍ لغير (أولي الطول) أي لغير القادرين على تحمل أعباء الزواج لسبب أو لآخر ويخشون العَنَت . هذا النظام هو نظام (نكاح الحلائل) وهي تسمية أرقى وأصوب مما سمّاه الأقدمون (زواج المتعة) الذي لا يصح أن يُسمى لا زواجا ولا نكاحا . وحتى نظامُ نكاح الحلائل لا يُسمى زواجاً (بل نكاحا) بعد أن بيّنّا مفهوم الزوجية والزواج على الرابط :

مفهوم الزوجية والزواج وما يحل منه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=69&cat=5

 أوّلاً : لأن فيه ميلاً عن الزواج ولكنه ليس (ميْلا عظيماً) كما يريد الشهوانيون من الزنى (27/النساء) . فقد ربَط الله سبحانه كلمة (زوج) بالميثاق الغليظ الدائم (20-21/النساء).

 وثانياً : لأن الاستمتاع المقصود في علاقة الرجل بالمرأة هو الانتفاع بعملها البيتي كلِّه الذي يجب ان تتقاضى عليه اجراً ، لأن المرأة ليست فقط لقضاء الشهوة حتى في نظام (نكاح  الحلائل) . إذ في مِثل هذه العلاقة من المنافع ما يوجد مِثله ويزيد عليه في نظام الزواج الذي يُقدّم أموراً كثيرة تزيد عن المنفعة أو المنافع العابرة وعلى رأسها السكينة في جو من المودة والرحمة التي لا تتحقق إلاّ في نظام الزواج .

لهذا كان نظام الزواج وتكوين الأسرة القوية المتماسكة المتكاملة هو النظام الأكثر شيوعاً حتى عند ( المسلمين التراثيين على عِلّاتهم ) ولا يزال . وكان نظام نكاح الحلائل غيرِ الدائم غالبا ، هو النظام الشائع في الغرب بالإضافة إلى علاقة الزنى الخبيثِ العابرةِ  التي لا تسمى نظاماً .

(6)

شروطُ نكاحِ الفتياتِ المستخدَمات

تشير الآية 25/النساء إلى أهم مواصفات نظام (علاقة الحلائل) بين الرجل والمرأة : فكلمة (ملكتْ) من المثاني . فمعظم استعمالات (ملَكَ/ يملِك) تفيد القدرة والاستطاعة  *[ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا {16} ] الرعد ، وبعضها يفيد (المُلكية) * [ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ {13} ] فاطر .

فحسب هذا المَثنى من المفاهيم يكون مفهوم *[ ما ملكتْ أيمانُكم ] أي ما ملكتم بالشراء من الإماء كما كان الحال في الماضي . ويكون مفهومها الآخَر (ما استطاعت أيديكم أو قدرتكم على الإنفاق أن تناله) . وهو ما كان – من النساء- دون مستوى المحصَنات اللاتي يتعفَّفن عما لا يليق بهن من العمل خارج بيوتهن ، حتى لو لم يكن حراماً .

فإنّ المحسنين الصابرين يعفّون عن بعض ما يَحلُّ مما لا يليق .. اتقاءَ الوقوع فيما لا يحلّ . لهذا ترتفع أجورهن وتكاليف الزواج بهنّ . ولكنها تكاليف تهون على القادر حين يلمس السكينة والمودة والرحمة التي تحيط بمؤسسة الزواج الدائم إضافة إلى ما يترتب على هذه الأجواء من خير كثير لا حصر له .

*****

على أن هناك شروطاً للفتيات الحلائل في نظام (نكاح الحلائل) ، وهي تسمية بديلة للزوجات في نظام الزواج ، أهمها :

الشرط الأول : أن يكُنّ مؤمنات : وقد حذّر الله سبحانه من التحايل في هذا الأمر قائلاً * [ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ {25} ] النساء ، أي انه أعلم بإيمان الناس من الناس انفسهم . لقد أباح اللهُ سبحانه للمسلمين الاوّلين من قبل اكتمال نزول القرءان فقط الزواجَ من الكتابيات المحصَنات أي الحرائر في ذلك الوقت (5/المائدة) ولم تشمل الإباحة مَن بعدهم بعد إكمال انزال القرءان .. بدليل القيد الذي وضعه سبحانه في الآية :

*[ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (بدون قيد) حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ (إلا ما استُثنِيَ في الآيات 22+23+24/ النساء) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ  (بشروط أخرى لاحقة في الآية)…(5) ] المائدة .

فقوله (من قبلكم) يفيد إباحة نكاح الكتابيات المُحصَنات مِن قبل ان يُؤتى المسلمون *(الْكِتَابَ كُلَّه) حين أكمل اللهُ إنزاله عليهم سَنة 632/م . اما بعد إكمال الدين بإكمال انزال الكتاب كله فلم يعد يحلّ لمؤمن ان ينكح الا مؤمنةً طالما كان هناك مؤمنون ومؤمنات .

*****

 نعم ! إذا كان الله سبحانه قد أباح للمسلمين قبل اكتمال الأحكام بإكمال نزول القرءان ...أباح لهم الزواج من كتابيات محصَنات لفترة محددة انتهت بإكمال نزول القرءان.. فإنه لم يُحلّ لهم ولا للمؤمنين بعد ذلك نكاحَ إماءِ أهل الكتاب ولا ( فَتياتِهم ) . وبهذا نرى أن المسلمين المؤمنين حقيقة لا يكيلون بمكيالين !!!!

 

الشرط الثاني في (نكاح الفتيات  الحلائل ) هو أن يكون نكاحُهن (بإذن أهلهن) . وهي عبارة فَهِم منها بعض الأقدمين أنه لا يجوز أن ينكح الرجل أَمَة نفسه طالما لم يُعرفْ اهلُها ، ولم يُدركوا أن العبارة صيغت لتؤدي مفهومين في عصرين : مفهوماً في الماضي مرجوحاً وهو ضرورة أن يحصل الرجل على إذن مالك الأمة ، إذا أراد نكاحها ولم يكن هو مالكَها - وهو أمر كان قطعاً نادر الحدوث لأنَّ النفس السويةَ تعافُه - ومفهوماً راجحاً في العصر الحديث هو ضرورة أن يحصل الرجل الراغب في نكاح فتاة مستخدَمةٍ عاملةٍ خارج بيتها على إذن أهلها بحيث لا يتم مثلُ هذا النكاح سراً كما هو الحال فيما يُسمى الزواجَ العُرفي ، علاوة على أنه يجب أن يُوثَّق بـِ عقدة نكاح .

 

والشرط الثالث هو إعطاء (الفتيات) المستخدَمات أجورَهن بالمعروف أي حسب المُتَعارَف عليه عند الناس . فهو أجر أقل من اجر المحصَنات المفروض . فإن نكاحهن هو نكاح منفعة هي أقلُّ من السكينة والمودة والرحمة التي يحققها الزواج بالمُحصَنات . والأجور والمنافع تحددها أعراف الناس . أما أجور الزوجات العاملات في بيوتهن ففريضة (24/النساء) وفوقها زيادة بالتراضي إحسانا وقِسطا تساعد على ترسيخ السكينةِ والمودةِ والرحمةِ في نظام الزواج .

 

والشرط الرابع أن تكون الفتياتُ *[ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ] . إذ فوق كونِهن مؤمنات يجب أن يكُنَّ عفيفات لا يزنين جهراً (مسافحات) وليس لهن أخدانٌ ولا عشاق سراً . لذلك نهى الخالق العظيم عن الفواحش ما ظهر منها وما بطَن . ولم يُذكر هذا الشرط على الرجل في نظام نكاح الحلائل ! إذ مع كونه حراماً إلا أنه لا يُبطل هذا النوعَ من النكاح كما يُفهم من إشارة النص .

أما في نظام الزواج

فقد اشترط الخالق العظيم هذا الشرط

على كل من الرجل والمرأة على السواء فقال :

*[.. وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ.. (24) ] النساء .

أيْ مُحصِنين انفسَكم وازواجَكم . فإن عجَز أحد الزوجين عن إحصان نفسِه وإحصان الآخَر تحمّل تبِعةَ فسخ عُقدة النكاح !

وتأكد هذا الشرط على طرفي العُقدة - الرجلِ وزوجه - في موقع آخر وأضيف عليه :

*[ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) ] المائدة .

فشرط الإحصان متبادل : على كل من الزوج وزوجه أن يُحصِن نفسه وأن يُحصن الآخَر، وعلى كل منهما أن لا يزني لا جهراً ولا سراً باتخاذ عشاق أو عشيقات . ومن يفعل ذلك يتحمل تِبعة فسخ العقدة . وعلى الزوج أن يدفع لزوجته أجرا منتظما مفروضا لقاء عملها المنزلي . ولو لم يكن من فرق بين نظام الزواج ونظام مجرد النكاح إلا هذا وذاك لكفى الزوجةَ !!

عِلماً أنّ هناك فروقاً أخرى وامتيازات للزوجة في نظام الزواج على نظام نكاح الحليلة . منها انَّ التوارث يكون بين الازواج وليس بين البعول والحلائل .

*[ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ …(50) ] الأحزاب .

*[ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ .. {12} ] النساء . ولم يقل ( حلائلُكم ) .

(7)

مع أن الناس كلهم متساوون في الإنسانية ، إذ بعضهم وُلد من بعض ، فإن اللجوء إلى نكاح الحلائل هذا هو لجوءُ مَن يخشى على نفسه العنَت وهو المشقة والكبت … لعدم قدرته على (نكاح الزوجية) الذي يؤمّن السكينة والمودة والرحمة بثمنها غيرِ الميسَّر له . وقد أباح الله سبحانه نظام نكاح الحلائل كأهون الشرين اللذين أسوؤهما الزنى المُحرّم الذي لا ضابط له . ولكنّ الصبر عنه والاكتفاء بنظام الزواج بأهدافه ونتائجه خيرٌ للمؤمنين المحسنين *[ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ ] .

*****

*[ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ] : لقد أراد الله سبحانه أن يكون بيانُ مثْل هذه الأمور وتفصيلاتُها النظرية والتطبيقية الحِكمية ( والإفتاءُ فيها ) منه سبحانه موثقاً في كتابه المُحكَمةِ نصوصُه .. حتى لا يكون لأحد انْ يحتجَّ بأقوال البشر ولا ببيان منسوب إلى النبي الأمين . عِلماً أنه عليه السلام التزم في بيانه وتطبيقاته بالكتاب العظيم الذي هو رسالة الله إلى العالَمين ، بحيث فهِمه فهْماً عصرياً مناسباً لعصره ، وترك اللهُ سبحانه للمؤمنين مِن بعده أن يتفكروا ويتدبروا آياته ويفهموها لاستنباط حلولٍ منها لمشكلاتهم العصرية كلٍّ حسْب عصرِه وواقعه :

*[ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44) ] النحل .

 فهو لم يُبيّن للناس جميعا ولا للعالَمين مع انه كرسولٍ مبلّغٍ للقرءان أُرسل الى الناس جميعا ( 158/الأعراف) ، ورحمة للعالَلمين (107/ الأنبياء) .

*****

*[ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ] : هذا الخطاب كان موجهاً لمن سبقونا ، وهو موجه لنا في العصر الحديث بشكل خاص لنستفيد مما سنَّ الله سبحانه للأقدمين من أحكام بكلماته - وليس من اعمالهم (134/البقرة) - ومن واقعنا ما يُفيدنا  كما ذكرنا .

ففي هذه الآيات إعلام لنا عما سنّ الله سبحانه للأقدمين من البشر. وفيه هداية لنا إلى ما يَصلح لواقعنا كذلك . فالقرءان الكريم مثاني . وهذه الآية (26) من النساء تؤكد مفهومَها الآية (34) من سورة النور في ختام الكلام عن نكاح الأيامى والإماء والفتيات :

*[ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) ] النور .

*****

*[ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا  (27) ] النساء .

 هذا التخفيف في تشريع البديل الثاني للزواج المستقر ، فيه ميْل عن الحل الأمثل المتمثل في نظام الزواج الموثق بعُقدة النكاح ولكنه شُرع لمنع الميل العظيم إلى الزنى  فيما لو لم يكن هذا النظام المخفَّف . أما الشهوانيون فإنهم يريدونكم أن تميلوا عما هو خير ليس إلى ما هو أدنى فقط بل ميلاً عظيماً إلى الفاحشة كما هو الحال في معظم بلدان العالم اليوم . فاحذروا!

القفزة إلى كبائر الإثم تبدأ  بخطوة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=175&cat=3

 هذا الخطاب موجه إلى الذين قد يستهجنون هذا الفهم للنصوص بحجة أن الأقدمين لم يقولوه . وما عرفوا أنّ نظام نكاح الإماء وبعقدة نكاح عند الأقدمين (كما كان ينبغي) كان متنفّسهم الذي حفظ كثيرين منهم من الميل العظيم إلى الفاحشة .

(8)

استـــــــــــــــــــــــــــــــــدراك

ختاماً : وبالقدر الذي تسمح به هذه العجالة ، لا بد ان أُشير مستدركا الى ان هذا الفهمَ البَشري الظني لكلمات الله اليقينيةِ التي لا مبدل لها وما يُقدمه من حلٍّ بل حلولٍ لمشكلات كثيرة مترابطة ، على رأسها الزواج والنكاح وأهمها البِطالةُ وما يرتبط بها من انخفاضِ انتاجيةِ العاملين ومن فساد ، وكذلك تصدعُ الاسرة وانهيارُها خاصة في المجتمعات المتقدمة مادياً - وقد بيّنا كل ذلك بتفصيل في بحثنا :

إنقاذا للأسرة نواة المجتمع : النساء في كتاب الله

: http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=111&cat=5

... ان هذا الفهم انما يصلح ويتيسر تطبيقه كلِّه في مجتمع هرَميٍّ يحكمه نظام اسلامي رباني متكامل يُسلِّم الناس فيه امورهم الى الله وكتابه العظيم .

اما بعد أنْ قطع البشر كلهم اشواطاً في هجْرِهم لكتاب الله العظيم (كما فعل العرب والمسلمون التراثيون ) او عدمِ معرفتهم به اصلاً ..

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف      

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

فتعقدت لذلك مشكلاتهم التي أخطرها ظُلْم المراة بتغيير دورها الذي صمّمها خالقها لتؤديه بكفاءة عاليةٍ ويُسْر واحترام ، مستبدِلةً به او حاملةً معه دور الرجل في الكدّ والشقاء ، فخرج بذلك قطارُها عن سِكّته ، فأخطأ من أخطأ وأصاب من أصاب... بعد كل ذلك فان اصلاح الامور تطبيقا :

الإيمان انقلابي والتطبيق تدريجي

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=73&cat=3

لا يكون الا بالتدرُّج وبخطوات مدروسة كتلك التي عالج بها رب الناس امراضاً مُزمنةً كالخمر والربا والرقّ كانت قد أَزمنت واستفحل شرها ولم يكن مِن الحكمة الامرُ بالتخلص منها دفعةً واحدةً !

طريقة تحريم القرآن للخمر بالديبلوماسية الهادئة  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=301&cat=3

 

على أنني لا ادّعي بأن فهمي هذا هو الصواب وحده سواءٌ في الفكرة العامة او في التفصيلات .. الّا انني موقن ان تغيير البشر لدور المراة في الحياة هو النجاح الاكبرُ للشيطان الذي يكاد ان يصيب به من البشر مقتلا ، كما أصاب منهم بالربا . ففي سورة النساء بالذات وثّق الله سبحانه تهديدَ الشيطان ووعيدَه للبشر كما وثق وعيدَ الله عز وجل لمن يطيع هذا الشيطان .

ومما يدعو الى النظر ان ياتي هذا الوعيد الشديد من الشيطان للبشر في سورة النساء ، وان يأتي عقِب وعيدِ الله سبحانه للبشر انْ لا يغفر أنْ يُشرَك به : إلهاً خالقاً ، او ربّاً مدبرا مشرعاً :

*[ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً {116} إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً {117} لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً {118} وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً {119} يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً {120} ] النساء .        

ومما يدعو الى النظر كذلك ان وعيد الله سبحانه بعدم المغفرة لمن يشرك بالله تكرر مرتين في القرءان وفي سورة النساء بالذات (48 و 116) !!!!!

*****

وفي سورة النساء كذلك جاء امر الله سبحانه للبشر ان يتدبروا القرءان (82) واستهجن باستفهام استنكاري تعجبي انْ يستفتي الناسُ النبي نفسه وفي شئون النساء خاصةً ، لأن الفتوى في شئونهن خاصة ستكون من الله عز وجل ومن كتابه الكريم :

*[ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء !!!!!! قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ .. {127} ]  النساء .

 لذلكم جاءت وصية الرسول الكريم الامين وفي سورة الشورى أنْ لا يُتخذ البشرُ اولياءَ يُشرِّعون ، لأن الوليّ الذي يجب ان يُردَّ اليه الامر في ايّ خلاف هو الله وحده القادر على كل شيء ، لا يُشرَك معه نبيٌّ ولا بشرٌ :

*[ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {9} وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {10} ] الشورى .

ختــــــــــــــــــــــاماً :

فإني أقول ما أمر الله سبحانه رسولَه الكريم الذي فيه للمؤمنين أسوة حسنة أن يقول فقال :

* [ قُلْ

إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ

لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي

وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {66} ] غافر .

 

*[ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ {33}

 فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} ] الطور

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008