4/30/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12766
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12329
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43736
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13880
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15016
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14694
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

نبوءات قرانية صدقها الواقع

ليست أزمةً عابرةً : فقد تصدَّع الإناءُ وظهر ما فيه مِن فسادٍ كان خافيا

10/27/2008 5:01:00 PM

عدد المشاهدات:5053  عدد التعليقات: 2
10/27/2008 5:01:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

ليست أزمةً عابرةً : فقد تصدَّع الإناءُ وظهر ما فيه مِن فسادٍ كان خافيا

فالنقودُ لا تَلِدُ النقودَ ... إنما تَلِدُها  الجهودُ

 

أثر ثقافات الإستهلاك  والإستعجال في تفريخ الأزمات

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=106&cat=4

 

الحمد لله رب العالَمين

(1)

*[ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ {39} ] الروم

 

أ. هذه الآية من سورة (الروم) التي فيها من النبوءات المدهشة ما بيّنا بعضها (وخاصة ما تعلق منها بالعراق) ، سبقت الآيةَ (40) التي تبشر بإحياءٍ ثانٍ بعد ظهور الفساد وشيوعه في البر والبحر لأنّ البشر ما قَدروا اللهَ حقَّ قدره حين أهملوا دوْره الرئيس وأشركوا به عبادا له :

*[ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {40} ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {41}‏ ] الروم .

مفهوم ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=100&cat=6

 

سياسة حافة الهاوية ليست ابتكارا بشريا    

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=265&cat=6

ب. فإذا ظهر الفساد وشاع ، فإن سُنّة الله سبحانه في الأوّلين الذين كذّبوا بئايات الله وطغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ستنطبق على الذين يفعلون فِعلهم في الآخِرين إذا أصروا على التكذيب بئايات الله بعد أن تُعرَض عليهم عرْضاً مؤثرا كما فعلنا في أكثر من مقال وبحْثٍ اطَّلعوا حتماً عليها . ومن ذلك الآيات التي تتحدث عن مصائر الذين أشركوا وأظهروا الفساد سابقاً من أهل الكتابيْن :

*[ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا : كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ {42} ] الروم

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين تُعرى أهم الموروثات الفكرية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

ج. فإذا تحقق لمن يسير في الأرض باحثاً في مصائر الذين أظهروا الفساد وطغوا في البلاد .. إذا تحقق له صِدقُ وعود الله من انطباق آياته سبحانه على واقع البشر في الماضي والحاضر (كما تحقق لنا والحمد لله وبيّناه ) ، فهو مأمور من الله ربه أن يلتزم بالدِّين القيم أيْ بكتاب الله الذي أظهر انطباقَ سُنن الله على مفاصل تاريخ الذين كان أكثرهم مشركين من أهل الكتابيْن ، لذلك ظهر فيهم الفساد حتى طغوا في البلاد :

بداية الخلل عند أهل الكتابين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=60&cat=6

(2)

 تُبين الآية(43) التي بيّنّا مفهوم رقمها على الرابط تحت العنوان أنّ :  

(1) هذا البحثَ في مفاصل التاريخ وفي سُنن الله  فيه ، والتثبتَ من ذلك ..

(2) من انطباق سُنن الله المبيَّنة في كتابه على مصائر البشر مِن أهل الكتابيْن ، كما بيّنا في :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

(3) سيعقُبه يومٌ لا يستطيع أحدٌ ردَّه ، يتصدع فيه وعاء/نظامُ الذين كان فسادهم تُُغطي عليه قوتُهم المالية والعسكرية وقُدرتُهم على التضليل . فلما تصدع نظامهم الرأسمالي الربوي الإستهلاكي ظهر ما فيه من الفساد في البر والبحر أيْ في جميع الأرض ، كما يظهر سائل نتن كان خافيا في إناء حينما يتصدع . وبما أن الكلام عن (تصدُّع) لا عن إهلاك ودمار(والحمد لله : فنحن نتمنى للبشر الهداية لا الدمار) فمعنى ذلك أن الأمر يتعلق بانهيار أفكار ومعتقدات وقيم فاسدة عند البشر يتشكل منها (ما بِأَنْفُسِهِم) تمهيدا لتغيير اللهِ ربِّهم (ما بِقَوْمٍ) من أوضاع .

ومن رحمة الله العليمِ بخلقه البصيرِ أنه دبَّر الأحداث لتلتقي *[ على أمْرٍ قدْ قُدِ رَ ] : فشاء سبحانه أن يوجَد مَن أقام وجهَه للدين القيم بالرجوع إلى كتاب الله القرءان والبحثِ فيه إعداداً للحق الذي لا بد من وجوده ، ( مِنْ قَبْـلِ ) أن يظهر فساد الباطل ويزهق . لذلك أمَر اللهُ كُل مؤمن بالقرءان أن يلتزم به بوصفه الدِّينَ القيِّم (ذا القيمة الذي لا قيمة لغيره) من قبل ذلك التصدع :

*[ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ {43} مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ {44} ] الروم :

أسرار العدد (43) في آيات وكلمات كتاب الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=273&cat=6

وتتجلى البُشرى في كلمات الله بتذكير الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأن ما يجري هو رياح التغيير التي يرسلها الله سبحانه مبشرات برحمة الله مقدَّمةً لفضل منه عليهم سيردون عليه بشكره :

*[ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {45} وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ      {46} ] الروم .

(3)

تصدع الديموقراطيةِ الرأسماليةِ هو المقصود بالتصدُّع

تُبين أولى آيات البحث أعلاه الفرقَ بين نظامين : أوَّلهما نظامُ الربا البشري الأناني الذي وعد الله أن لا يُرْبِيَه أوّلاً  ، إنذارا للناس بوجوب الكف عنه من قبل أن يَمْحَقَََه آخِراً ، وها هو تتجلّى قدرتُه بإنفاذ وعيده !!

فكما سقطت الديموقراطية (صُنعُ البشر) الإشتراكية من الداخل قبل تسع عشرة سنة .. ها هي الديموقراطية (صُنعُ البشر) الرأسماليةُ الربوية تتصدع ليُحِلَّ ربُّ البشر بإذنه محلها الربانيةَ (صُنْعَ رب البشر) الزكويةَ التي تنفع الناس فتمكث في الأرض :

*[ .. فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ {17} ] الرعد/التغيير .

*****

وتوحي آية البحث أعلاه بأن حبل الإنقاذ هو النظام الإقتصادي الإسلامي الرباني ( الربّانيةُ الزكوية المتجانسة ) ، نسبة إلى الزكاة التي ذكرتْها الآية نقيضا للربا وبديلا له . ولا يتحقق هذا المفهوم إذا اعتبرنا أنّ الزكاة بمفهومها التراثي التقليدي هي النسبة المعروفة التي تُؤخذ وتُصرف حسب فَهْمِنا التراثي الذي بقينا نجترُّه أربعة عشر قرنا .

بدايةً لا بد أن نشير إلى الفرق بين وعدين لله : أحدهما أن يمحق اللهُ الربا الذي يربو سرطانا في أموال الناس بدءاً بجعل النظام الربوي الرأسمالي يتصدع ليَظهر ما فيه مِن عفن ... في مقابل وعْدِه سبحانه أن يُضاعف مال الزكاة الذي ينمو في جهود الناس أيْ بسببها ،( شركةَ مال وجهد تلِد الجهودُ فيها النقودَ ) .. لا ( جمْعَ وتكديسَ نقودٍ على نقودٍ ، منتظرين أن تلدَ النقودُ النقودَ...ولن تَلِدَ النقودَ  النقودُ ) !! كما لن يلدَ الشاذون المِثليون في النظام الديموقراطي الرأسمالي المِثلي .. أولاداً !

(4)

الربّانيةُ الزكَوِيّة ... مقابلَ ... الرَّأسِماليّةِ الرَّبَوِيّةِ

الربانية الزكوية المُشارُ إليها في الآية (39) أعلاه نظام اقتصادي رباني متكامل لا يعمل جيدا إلا ضِمن نظام الربانية الحياتية المتجانسة :

الربانية المتجانسة  و الديموقراطيات المتشاكسة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=16&cat=5

كما لا تعمل سيارة فاخرة بكفاءة إلاّ بقِطَع أصلية من النوع نفسه ، فلا تعمل جيدا بقطع مُبندَقة . لذلك تصدع (الإسلام) البشري حينما لم يعد ربانيا . ولا يكون الإسلام إلاّ ربانيا ، وبعد سَنة (632/ م) .. ربانياً قرءانياً . وقد بيّنا هذا في مقال :

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

أما الرأسماليةُ الأنانية (دعه يعمل ، دعه يمُرّ) .. البشريةُ في أصلها وفلسفتها فكان المفروض أن تتصدع قبل اليوم لولا القِطعُ المُبندقة التي رُقِّعت بها آلتُها فلم تنفعها ، لأن هذه القطع كانت بشرية كذلك أُخِذَت من آلآت أخرى متعطلة . 

فما هو النظام الصالح للحياة التي ستعمل بموجبه المصارف/البنوك الزكوية .. مقابل فوضى الإقراض الربوي الذي تصدع بسببه النظام الرأسمالي كله فظهر ما فيه من فساد مقَدَّمةً لانهياره بإذن الله ؟

يظن كل المسلمين التراثيين أن الزكاة هي النسبة المعينة التي توارثوا فهْمَها قرونا . وبالطبع لا تصلح الزكاة بهذا الفهم لتكون إطاراً لنظام اقتصادي صالح للحياة ولا بنداً فيه . في بحثنا :

الزكاة والصدقات من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=62&cat=5

 بيّنا المفهوم العام لكل من الصلاة والزكاة : فالصلاة بمفهومها العام هي كل عمل ينفع به الإنسانُ والحيوانُ نفسَه ليبقى حيا ، إذ بالفطرة والغريزة كل الكائنات الحية تحب البقاء فهي تُسبِّح لله وتصلي *[ كُلٌّ قدْ عَلِمَ صَلاتَه وتَسْبيحَه {41} ] النور . فليس لإنسان أجْرٌ على ما ينفع به نفسَه ليبقى حيا ، ولكنه يُؤجَر إذا التزم في نشاطاته الخاصة هذه (صَلاتِه) بما أنزل الله من تعليمات وتوجيهات في كتابه المنزل .

بل إن الإنسان بالمفهوم الخاص للصلاة المعروفة إنما ينفع نفسه إذا أقام صلاته فعبَد ربَّه كما يريد ربُّه بكلماته التي لا نفادَ لها ، دون أن يُشرك أحدا أيّاً كان بكيفية هذه العبادة .

*[ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً {109} قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {110}‏ ] الكهف .

 

أما الزكـاةُ بمفهومها العام فهي كل ما يُعطيه الإنسان لينفع به الآخَرين مسهما بذلك في عمارة الأرض ، وهي المهمة التي استخلف اللهُ الإنسانَ ليحققها بضم جهده إلى جهود الآخَرين . من هنا أمر اللهُ القادرين على العمل من الناس أن يعملوا ، وأمر مَن عندهم مال أن يحرِّكوه ولا يكنزوه .

وحتى بالمفهوم الخاص للزكاة فإن الإنسان الذي يؤديها أو يفعلها إنما ينفع الآخَرين أوّلاً وينفع نفسَه ثانيا . ففي النظام الزكوي ينتفع جميع الناس حين يتشارك المال مع الجهد فلا يُظلم أحدٌ إذا التزم الناس بالنص القرءاني *[ لا تَظْلِمون ولا  تُظْلَمون ] . بهذا تلدُ الجهودُ النقودَ ، بدلا مما ثبت وهْماً أن نجعل النقودَ تلد النقودَ .

يبدو هذا الطرح معقولا بفكرته العامة ، لكن ما هي بعض التفاصيل التي ستعمل بموجبها المصارف الزكوية ، فالشيطان يكمن في التفاصيل كما يقول الذين يأخذون التفاصيل من مصادر بشرية ظنية ، أما إذا أُخذت من كتاب الله الغني بالتفاصيل على ضوء الواقع المعاصر المتغير فسنرى تفاصيل لم تخطر على البال كما بيَّنا في عشرات الأبحاث والمقالات ، وبينّا كيفية استخراج تفصيلات الكتاب في مقال :

ندرة الباحثين في آيات الله المسطورة وكثرتهم في آياته المنظورة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=101&cat=4

(5)

خدمات المصارف الزكويّة

أهم الخدمات التي تؤديها المصارف الربوية هي حِفظُ الأموال ، ونقلُها/تحويلُها ، وصرفُها والمخاطرة بإقراضها وبالمضاربات على الأسهم . فكيف يمكن أن تكونَ المصارف الزكوية غير ربوية وبلا مخاطرات كبيرة فتتعاملَ بالمال بحيث يزكو ويزكو صاحبه ، بل يزكو المجتمع كله ويكون الدائن والمدين رابِحيْن  ؟

1. ذُكر ( القَرْض) ومشتقاته في القرءان 12/مرة في ستة مواقعَ ، وُصفت كلها بأنها قرض حسنٌ وللـه . فالقروض لا تُعطى للإستثمار الدنيوي المباشر ، بل يُقدمها بدون مقابل ولدولةِ (أُولي الأمْرِ مِنْكُم) المؤمنُ :

*[ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى {18} وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى {19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى {20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى {21}‏ ] الليل .

 هذا وعد من رب العالَمين للمتزكي أنه سوف يُرضيه *[ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ] ، بشرط أن يصبرَ المُقرِضُ وينتظرَ دوْره . لذلك جاء وعد ربه مُسوَّفاً !

وقد بيّنا في بحث (الزكاة والصدقات من كتاب الله ) المُشارِ إليه أعلاه أن القرض الحسن هو أهم واردات الدولة ، يقررنسبتَه وكيفيته مجلسُ ممثلي الأمّة بالنيابة عنها حسب واقع الدولة والمجتمع .. مستفيدين في التطبيق من التجارب البشرية الناجحة . لهذا يُقدم المُكلَّفون هذا القرض للدولة راضين غيرَ منّانين ، وبصدق ليكون من (الصدقات) بديلا للضرائب المضروبة على الناس فيدفعونها كارهين .

وبهذا نرى أن القروض لا تُعطى لأفراد ، وإنما يُعطى الأفراد دُيونا أو صدقات :

*****

2. وفلسفة الدَّيْن في القرءان بيّنتها الآيتان (282- 283) من سورة البقرة اللتان سبقتْهما مباشرة ومهّدت لهما آيات تحريم الربا (275- 281) التي سبقتها آيات الصدقات والحض على الإنفاق في سبيل الله ، أيْ فيما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض (261- 274) .

فما دور المصارف الزكويةً في (أ) الديون و (ب) واستثمار أموال المودِعين ؟

أ.  المصرف الزكوي وسيط محايد بين الدائن والمَدين  .. وسيطٌ ذو خبرة في صياغة العقود وكتابة الديْن وتأمين ضمانات سداد الديْن (282/البقرة) . ولا يُترك هذا للأفراد ليقَعوا في المشكلات التي يعرفها كلُّ من سبق أن كان دائنا حتى ضُربت بالدائنين والمدينين الأمثال .

والمصرف الزكوي يتقاضى عمولةً هي أجرٌ على هذه الوساطة ومتابعتها كما يتقاضى أجرا على حِفظ الأموال وتحويلها وصرفها . ولكنه ليس مستثمرا يسعى إلى زيادة أرباحه بالمقامرات التي منها المضاربات .

وفي المصرف صندوق خاص بالديون غير الربوية بَداهةً ، رأسُمالِه أموالٌ يودعها الدائنون لهذا الغرض لا يريدون عليها جزاءً ولا شكورا سوى أن يبقى رأسُمالِهم ثابتا لا يَظلِمون بأخذ زيادة عليه ، ولا يُظلَمون بنقص في القيمة الشرائية لأموالهم التي هي رأس المال .

لذلك فإن على المَدين أن يسدد الديْنَ بقيمته الشرائية يوم السداد حسب جدول غلاء المعيشة الذي تصدره الدولة كل شهر . وقد بيّنا هذا بتفصيل في بحث عن الربا بالمفهوم القرءاني عنوانه :

النظام الرباني القرءاني هو البديل لفساد الرأسمالية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=99&cat=5

ب. أما في استثمار أموال المودِعين المستثمِرين فدوره هو دور الخبير الوسيط كذلك بين شريكين : واحِدُهما بماله والآخر بجهده ، بحيث تُولِّد النقودَ الجهودُ كما أشرنا . ومِثل هذه الشركات لا تكون إلاّ صغيرة أو متوسطة بحيث تبدأ الشركة برأسمال محدود لتنمو ذاتيا وبالتدريج والصبر . أما الشركات الكبيرة فلا تُعطى قروضا ، ولا ديونا كبيرة لأنَّ المفروض فيها إذا كانت ناجحة أن تتقدم وتنمو ذاتيا لا أن تصبح بالقروض حيتانا تبتلع الأسماك .. قبل أن تموت بالتخمة . وبذلك نضمن أشغالا لأعداد كبيرة من الناس ، لو تعثر بعضها فإنه لا يخلخل الوضع المالي للبلد كما حصل في أمريكا وغيرها بسبب بنوكِ وحيتان الشركات الكبيرة المُغامرة وأنشطتها الفاسدة .

*****

3. المصرف الزكوي مصرف حكومي لا بمعنى التمويل بل بمعنى الإشراف والضمان . الأموال فيه من الناس وللناس ، ينتفع بها الناس مباشرةً ، فتنتفع معهم الدولة كذلك بشكل غير مباشر . موظفوه من موظفي الدولة ، وقد تكون بناياته في المركز والمدن للدولة لتنفق عليها بلا بذخ ولا سرف !!

هذه لمحات فُهِمت من كتاب الله على ضوء الواقع وتجارب البشر ، يمكن عند التطبيق أن يُضاف عليها أو يُعدّلَ فيها بحيث يكون الفهم والتطبيق مُوافقيْن لكتاب الله دليلِ الخلْق وصالحيْن للتطبيق الذي ينفع الناس ليمكث في الأرض :

 

*[ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ : فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء

وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17} ] الرعد/التغيير .

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008