4/29/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12764
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12329
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43734
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13879
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15016
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14693
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

خطب جمعة

نسبة الربح التجاري من كتاب الله على ضوْء الواقع

10/20/2010 4:58:00 PM

عدد المشاهدات:32696  عدد التعليقات: 11
10/20/2010 4:58:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

نسبة الربحِ التجاري من كتاب الله على ضوْء الواقع

 

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

(1)

*[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{10} ] الشورى .

هذه هي وصيّةُ الرسول الكريم المُحكمةُ والموثقة في القرآن الكريم للناس إذا اختلفوا في شيء . فما هو حكم الله في نسبة الربح التجاري من كتابه الكريم ؟

 

يؤثِّر في نسبة الربح التجاري عاملان رئيسان : أولهما النصوص القرآنية الشرعية التي تضع الإطار النظري العام وتفصيلاته . وثانيهما واقع الناس بالمعروف بينهم عُرفاً مما يؤثر في التطبيق العملي المتغير ضمن مفاهيم النصوص القرءانية :                                       

1. *[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً(30) ] النساء .

2. *[ ويْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ(1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ(2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ(3) ألَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ(4)

ليَوْمٍ عَظِيم(5) ] المطففين :                                                                           

ويلٌ للمطففين الذين يكيلون بمكياليْن  

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=274&cat=4

فالآيات الأولى من سورة النساء تبيّن الأساس الأول والأهم الذي يحكم كل تعاملات الناس التي فيها  أخذ وعطاء ومن ذلك البيع والشراء ، والإيجار والإستئجار . هذا الأساس هو التراضي من الطرفين . وصيغة التراضي تفيد التبادُل : كالتقاضي ومثلها التقاُسُم والتعاُمُل والتجاذُب والتسامُح … علماً انه ليس كل ما يتم بالتراضي مباحاً ، كالزنى .

 

وقد توسع القرآن الكريم في أهمية التراضي في تبادل المنافع بين الناس حتى حرَّم نقيضه وهو الإكراه فقال سبحانه: *[ لاَ إِكْرَاهَ !! فِي الدِّينِ …{256} ] البقرة . أيْ لا إكراه على أيّ أمر . فالنهي منصب على جنس الإكراه ، وليس على الإكراه على الدين فقط . فإن حرف الجر المرتبط بالفعل ( أكره) هو (على ) وليس في *[… وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ…{73} ] طه .

 فيكون مفهوم الآية : لا إكراه على أمر ومن ذلك الدين . فلا يُكرَه أحد على دين ولا على زواج ولا على بيع أو شراء أو إيجار أو استئجار… وهذا الحكم ببطلان كل إكراه مقرر في الدين ، ولا ضامن له إلاّ الدين بدليل أنّ القانون المسمى بقانون حماية المستأجر الذي يُكره المؤجر على استمرار التأجير وبالأجرة نفسها تفرضه القوانين الأرضية البشرية . ولكنه في الدين قانون باطل يتحمل أكثر وِزره الذي يُكره الناس عليه .

(2)

أما الآيات الثانية من سورة المطففين فتضرب على وَتَرِ الفطرة البشرية السوية التي تأبى الكيل بمكياليْن وتقرر مبدأ المعاملة بالمثل والكيلِ بمكيال واحد . ومفهوم ذلك : عامل الناس كما تحب أن يعملوك .

تزوير دين الله يليه خطورة تزوير فطرة الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=297&cat=3

فما هي نسبة الربح التي يرضاها البائع لو كان مشترياً ؟ هنا نرجع إلى طبائع الناس وما هو معروف  بينهم ضمن مفاهيم الآيات القرآنية أعلاه ، إذ لا قيمة لأي عُرف معروف إذا خالف مفهوما بيّناً لنص قرآني ، أو مجموعة نصوص يبيّن بعضها بعضا .

 

والأمر بالمعروف هو الأمر بما تعارف عليه الناس من أمور عملية تطبيقية يأمر بها نص قرآني أوْ لا ينهى عنها . وبمثل هذه الأمور يستطيع المؤمنون أن يأمروا الّناس أمْراً مدعومين بالنص أوّلَاً وبما تعارف عليه الناس في واقعهم ثانيا بحيث يُنظر إلى الخارجين عن الاثنين النصِّ والمعروف نظرة استهجان شديدة تجعلهم ضعفاء أمام الرأي العام .

 

فما هي أعراف الناس التي تنسجم مع الطبائع السوية والتي يمكن رصْدها من واقعهم كبشر في عملية البيع والشراء بحيث تؤثر في تحديد التجار لنسبة الربح التجاري ، علما أنه لا الدِين ولا القانون يستطيع أن يحدد نسبة ثابتة وعامة للربح التجاري (بدون خلق مشكلات يصعب حلها) ... لا بالثلث كما يُدّعى أحيانا ولا بغيره . فما هي الأعراف التي تؤثر في تحديد نسبة الربح لكل تاجر ولكل سلعة ؟

1. نسبة المخاطرة في الاتِّجار بالسلعة ، فإنها تؤثر في ثمنها كما تؤثر نسبة المخاطرة في تحديد أجْر الخدمة عموما . فالناس إنما يتبادلون السلع أوالخِدمات . فهناك سلع يَسهل الاتجار بها فيكثر تُجارها فيدفعهم التنافس لتخفيض أسعارها والرضا بنسبة قليلة من الربح ، وهناك سلعٌ ألمخاطرة في الاتجار بها عالية وتجارها قليلون ، فتكون نسبة الربح فيها عالية .

 

2. كثرة المستهلكين للسلعة ، فإن كثرة المبيعات لسلعة معينة تخفض أسعارها لأنها تجعل الصانعين والتجار يكتفون بنسبة أرباح أقل حين تعوِّضهم كثرة المبيعات عن قلة نسبة الأرباح .

 

3. ندرة السلعة التي بسببها يقل العرض فيرتفع ثمنها بداهة فترتفع نسبة الربح . وبالمقابل فإن كثرة العرض تخفض الثمن ونسبة الربح .

 

4. كثرة الطلب التي قد تصبح سببا لندرة السلعة مما يؤثر في ثمنها وبالتالي في نسبة ربحها . وتشتد الأزمة إذا اجتمعت كثرة الطلب مع ندرة السلعة فيرتفع سعرها ارتفاعاً حاداً وترتفع نسبة ربحها . والعكس صحيح . فإذا قلَّ الطلب وزاد العرض انخفضت الأسعار وربما اضطر بعض التجار أن يبيعوا بخسارةٍ لحاجتهم أحيانا إلى السيولة النقدية .

 

5. نوع السلعة من حيث الجودةُ و الرداءة . فالسلع الجيدة عمرها طويل وتكلفة صناعتها أعلى فبدهيّ أن يكون سعرها أعلى ونسبة ربحها أعلى. وعكس ذلك السلع الرديئة ، التي يُضطر تجارها إلى تخفيض أسعارها ونسبةِ ربحهم فيها لتسويقها . ولكل نوع مستهلكون فمنهم من اتخذ شعاره :( الغالي هو الرخيص) بمعنى أن الرخيص لا يدوم طويلا فيضطر مستهلكه إلى شراء أعداد كثيرة منه ترتفع تكلفتها أكثر مما لو اشترى صنفا جيدا يدوم أكثر حتى ولو بسعر أعلى .

 

6. من طبائع الناس المشاهَدةِ في الواقع أنهم يرتاحون حينما تكون هناك أسعار مستقرة ، معروفة للسلع . ويَضربون على ِمثل هذه السلع مَثَل (طابع البريد) الثابت المعروف سعره . ولا تجد في مِثل هذه الحالة أحدا غير راض إذا اشترى سلعة ، ولا يَسأل عن نسبة أرباح التجار فيها ، إذ العادة أن تكون النسبة معقولة في حالات سلعٍ استقر ثمنها كهذه حتى لو كانت غالية الثمن .

 

ولكنْ أيُّ إنسان لا يرضى حين يكتشف أنه غُبِن غَبْناً فاحشاً . ويتبين هذا من اكتشافه أنه اشترى سلعة من تاجر بسعرٍ ما ، بينما سعرها عند آخرين ( وليس عند واحد فقط يمكن أن تكون له قصة) أقل منه بكثير. ومثل هذه الحالات من الغبن الفاحش يمنعها شرع كتاب الله ، لأن مبدأ التراضي لم يعد قائما فيها كما يمنعها مبدأ منع الكيل بمكيالين : مكيالٍ َرضِيه البائع للشاري ولكن لا يرضاه البائع لنفسه لو كان شارياً .

(3)

على أن هناك نصوصاً قرآنية تحذر من الاستعجال وتُذكر بأهمية الصبر وطول النفَس في الحياة عامة والعمل التجاري خاصة . فإن المكسب السريع السهل الذي ُتسهم فيه النسبة العالية  من الربح كما يسهم فيه الكسب الحرام هو مكسبٌ خطِر لآثاره السلبية المتعددة . ويشار هنا الى قول الله سبحانه محذرا من المكسب الحرام الذي قد ييسره الله سبحانه لفرد أو أفراد ليكون امتحانا لهم :

*[ …يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ {94} ] المائدة .

وفي مِثل هذا الصيد أو الكسب الذي يبدو أسهل أو أرخص من المعتاد بحيث يُحجِم عنه العاقلون يقول الانجليز : too good to be true !!!

الخلاصة

يتبين من كل هذا أنه لا يُكرَه أحدٌ على أن يبيع أو يُؤجر بسعر معين ، ولا أن يَقبل بنسبة ربح معينة وثابتة ، فالتسعير الإلزامي للأسعار الذي يرتبط بنسبة الربح اخفقت كل تجارب الأنظمة في فرضه على الناس . فقط المستهلك يستطيع أن يُغليَ الأسعار ومعها نسبة الربح بإقباله عليها ، أو أن يُخفِّضها بالعزوف عنها . ونجد في تاريخ المسلمين رفْضَ عمر بن الخطاب أن يُسعّر اللحوم لمّا وجد أن الإلزام بسعر هو إكراه نهى الله سبحانه عنه ولذلك قال : أرخصوها بالترْك .

 

 ومن اللطيف أن نذكر أن الولايات المتحدة قامت بمحاولات لتسعير اللحوم باءت بالإخفاق حتى إذا سأل الصحفيون الرئيس الأمريكي (نكسون) في مطلع السبعينات من القرن الماضي : ماذا ستفعل إدارته لتخفيض سعر اللحوم بعد أنْ لم ينفع تسعيرها ؟ قال :   Don’t eat meat ، مُعلناً بذلك إفلاس فكرة التسعير الإلزامي ومعه بالطبع التحديد الإلزامي لنسبة الربح .

 

إن التثقيف  والتذكير المستمرين ( لذلك سُمي القرآن ذِكْراً ) للناس بحقائق الحياة التي منها سوء مصير الذين يستعجلون الأرباح ويستسهلوها بأن يرفعوا الأسعارَ ونسبةَ الربح حتى لو سرّهم ذلك بداية ... سيجعلان الناس ومنهم التجار يُدركون الواقع الذي يُشير إلى أن الأطولَ نَفَسا والأكثر حكمةً وصبراً ينظر إلى الأمام فيفضل البيع الكثير الدائم بنسبة أرباح معقولة على البيع القليل بنسبة أرباح عالية تجعل المستهلكين يُحجمون عن التعامل معه ، فيندم بعد فوات الاوان .

  وقد أجاد شاعر حكيم حين عبّر عن أهم كيفيات ضبط الأسعار وهي تخفيض الطلب فقال :

وإذا غلا شيءٌ عليّ تركتُه   : فيكون أرخصَ ما يكون إذا غلا !!!

وصدق مقسم الأرزاق سبحانه مذكرا  عباده :

 

*[ وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2}

إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}  ]

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008