[ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ] إشارةٌ إلى إحياءٍ ثانٍ قادمٍ بالقرءان

*[ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ]

(1)

البرهان على العنوان من آيات القرآن

*[ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {27}

كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً ⁽¹⁾ فَأَحْيَاكُمْ

ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ⁽²⁾ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {28} ؟! ] البقرة .

*[ وَهُوَ الَّذِي ⁽¹⁾ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ ⁽²⁾ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ {66} ] الحج .

*[... وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ ⁽³⁷³⁾ تَعُودُونَ {29} ⁽⁹⁸³⁾ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30}‏ ⁽⁹⁸⁴⁾ ] الاعراف .

*[ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {110}‏ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ {111} ] الانعام .

*[ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ... {7}‏ ... إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ {10} قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ {11} ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ {12} ] غافر.

(2)

تشير هذه المجموعات الخمس من الايات الكريمة الى الإحياء الاول للبَشَر بالقرءان الكريم حين استجاب :

*[ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ] لدعوة الله والرسولِ لما يُحييهم ( 24/الانفال ) ..

ولكن هذا الإحياء بدأ يتطرق اليه الخلل في مطلع القرن الهجري الثاني (102/هـ)  كما تطرق الخلل نفسُه الى اهلِ الكتاب الاولِ مِن قبلهم حين تركوا حمْل كتابهم 5/الجمعة :

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

*[ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ ... {169} ...{170}‏ ] الاعراف...

 ولما استحكم المرض (373/هـ ، 983/984/م) كان الموت الثاني أيام البويهيين ولا نزال نعيشه منذ قرون . كانت بدايةُ اسبابه سريعةً لم تتعد قرْناً من الزمن . لذلك قال *[ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ ] .

وخلال قرونٍ وصل الخلل والضلال الى درجة التصدع ثم الموت الحُكمي *[ كَمَا بَدَأَكُمْ ⁽³⁷³⁾ تَعُودُونَ {29} ^(983/984) ] . لذلك قال سبحانه في اية البقرة (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) حين نُكس الناس على رؤوسهم وأخذوا يستفتون ويعبدون أمواتهم ممَثَّلين في أصنامِ كُتبٍ وأسفارٍ بالية نُسب أصلها ( السُّنة) إلى الرسول افتراءً عليه بل على الله الذي أرسله :

. مفهوم سنة الله وسننه فلا سنة لأحد إلا لله

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=81&cat=2

 بدلاً من استفتاء الحي القيوم الذي لا يموت ، بالرجوع إلى كتابِه العظيم .. غير مصغين إلى حجة إبراهيم على قومه في أصنامهم التي كانت رموزا لأمواتهم كذلك : *[ فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63} ] الأنبياء !!

الإفتاء في الدين حق لله لا للبشر

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=28&cat=3

(3)

 تتحدث المجموعات الخمس من الآيات الكريمة أعلاه عن إحياءٍ ثانٍ منتَظَرٍ قريباً بإذن الله  مِن بعد الموت الثاني الذي نعيش نهايته ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) . ثم يُرجع البشر الى الله يوم القيامة الكبرى. وقد فهم بعض الاقدمين ان بداية الإحياء الثاني ستكون غريبة كبداية الإحياء الأول فقالوا : بدأ الاسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء :

اوَّلاً. أما فريق الهُدى الربانيون (79/آل عمران) فسيَدعُون اللهَ *[ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ] 65/غافر  و*[ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ ] ليكتب الله لهم *[ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ] 170/الأعراف .

ثانياً. وأما الذين حقت عليهم الضلالة فيصرون على اتِّباع ما وجدوا عليه آباءَهم متخذين :

*[ الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30}‏ ] الاعراف .

ثالثاً. إن فريق الضلالة سيُقلّب الله أفئدتَهم وأبصارَهم في المرة الثانية/الآخِرةِ بين الإيمان بالحقِ/كتابِ الله تارةً .. وبين التكذيب به ، بسبب مروياتهم التراثية التي وجدوا عليها آباءَهم ، تارةً أخرى ، كما فُعل بأشياعهم من قبل  في المرة الاولى ...( 109-117 ) الانعام . لذلك سيُحال بينهم وبين ما يشتهون وسيُفعل بهم :

*[ .. كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ {54}‏ ] سبأ .

رابعاً ً. إن المكذبين الآخِرين لن يؤمنوا بالقرءان مهما رأوا مِن حجج وبراهين كما يشير الواقع ( تماما كما لم يؤمن به المكذبون الاوّلون) إلاّ أن يشاء الله !!! 111/الأنعام .

خامساً. وحين يأتيهم مَن يُذكِّرهم بذكْرِهم القرءانِ (!!) ، وليس بكتاب زرادشت أو كتاب رأس المال لكارل ماركس .. ويدعوهم الى التفكّر فيه وتبيينه كما فعل النبي الامين ، وكما يُفترض في أهل الذكر أن يفعلوا :

*[ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44} ] النحل..

فإن المكذبين الاخِرين سيكونون ثلاث فئات بثلاثة درجاتٍ من العقوبات :

*[ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ ^(أ) أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ {45} ^(ب) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ {46} ^(ج) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ {47} ] النحل .

(4)

فالفئة الاولى (أ) : هي فئة الذين يمكرون السيئات بالذكر وأهْله ويُؤذونهم بغير ما اكتسبوا . فهؤلاء لن يَأمَنوا :

*[ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ {45} ] النحل .

 ومِن هؤلاء المكذبين الاوّلين الذين مكروا السيئات : ابو جهل واميّةُ بن خلف وأبو لهب ، الذين كانوا فراعنة عصرهم ، وكذلك أشياعُهم في العصر الحديث !

والفئة الثانية (ب) : هي فئة المُتقلِّبين المتردّدين ، ساعةً يُؤمنون وساعة ينتكسون . فهؤلاء لن يُعجزوا الله أَنْ يُعذّبهم بسبب واثناءَ تقلُّبهم إما بإهلاك مفاجيء او بعذاب تدريجي ! ومن هؤلاء عتبة بن ربيعة واخوه شيبة الذين لجُبنهم أمامَ تيار الباطل نُكِسوا على رُؤوسِهم  كقوم إبراهيم !!

والفئة الثالثة (ج) : هي فئة المتخوّفين الذين يخشون الناس والله احق ان يخشوه . فهؤلاء سيأخذهم الله بسبب هذا التخوف منهم *[ عَلَى تَخَوُّفٍ ] ، ولكن لأنه سبحانه رؤوف رحيم فانه لن يُعجّل بعقوبتهم *[ عَلَى تَخَوُّفٍ ] انْ يَهتديَ بعضهم كما فعل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبو سفيان ...

*[ رَبَّنَا

 لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ]

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---