4/27/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12759
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12325
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43730
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13875
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15008
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14690
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

الكتاب والحكمة / التوراة والانجيل / القرءان والذِّكر

7/26/2010 4:50:00 PM

عدد المشاهدات:5797  عدد التعليقات: 1
7/26/2010 4:50:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

ما لم يُعرف عن الصُحُف الأولى ... والصُحُف الآخِرة

الكتابُ والحكمةُ / التوراةُ والإنجيلُ / القرءانُ والذِّكرُ / ما أُنزل وما أُوحي

ومصطلحاتٌ قرآنية لا بد من معرفتها

 

الحمـــــــــــــــدُ لله ربِّ العالَمـــــــــــــين

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ : آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً {136} ] النساء .

*[ الْكِتَابِ ] بأل التعريف او *[ كِتَابٌ ] مضافاً الى الله سبحانه *[ كِتَابَ اللّهِ ] هو :

أوَّلاً

 كتــــــــــــــابُ موسى

 وهو الكتاب الذي ءاتاه الله سبحانه موسى فصار به رسولاً كريماً (17/الدخان) . عرَّفه الله تبارك اسمه بأنه *[ كِتَـابُ مُوسَى {17} ] هود ، ولم يُسمِّه التوراةَ ابتداءً . وهو كتابُ تشريعٍ نظريٍ (Law ) طويلِ الامد لا حكمةٍ تطبيقيةٍ يحكمها الواقع .

وليس في القرءان أنَّ الله ءاتى موسى الحكمة التي هي حسن التصرّف والتطبيق.. لعَجلةٍ كانت فيه (ربما بسبب نشأته في قصر فرعون) بينما يحتاج حُسنُ التطبيق الى صبر. وقصة موسى مع العبد الصالح تثبت سرعة نفاد صبر موسى عليه وعلى المرسلين السلام ، وكذلك تعجُّله بقتل المصري ، وعجلتُه الى لقاء ربه تاركاً قومه ليُضلَّهم السامري . وقد تأخَّر ايتاءُ الله موسى حُكماً وعلماً – والحُكم (الحكمة النظرية) اقل من الحكمة التطبيقية – حتى بلغ اربعين سنة ( 15/الأحقاف ) فقال فيه :

*[ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {14} ] القصص .

بينما أوتي يوسفُ حُكماً وعلماً قبل ان يستوي :

*[ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {22}‏ ] يوسف .

بل إن ما أوتيه موسى حُكماً (مَعرفةً نظريةً لقـواعد حسن التصرف) كـان بسبب الخوف :

*[ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ {21} ] الشعراء ..

في اشارة الى انّ كثيرين من الناس ابتداءً يلتزمون بحسن التصرف خوفاً !

*****

 فلما ارسل الله سبحانه عيسى المسيحَ رسولاً الى بني اسرائيل أنزل عليه الانجيل ( Angelos ومعناها رسول  من عند الله ) ولم يُسمِّه كتابا (30/الأحقاف) لأنه ليس كتاب تشريعٍ نظري طويلِ الأمد ، كما أنه ظل مخفيا في (قُمران) منذ سنة 70/م حتى عُثر عليه سنة 1947/م في يومٍ سماه القرآن *[ يوْمَ القيامةِ ] قيامةِ المسيح الكلمة ممثَّلاً بالإنجيل الحق . لهذا لم يذكره الجن الذين صرفهم الله إلى الرسول الكريم يستمعون القرآن لأنهم لم يعرفوه .

وكونُه أُنزل انزالاً ( بكلماتٍ نصّيةٍ جاءت على قَدَرٍ) لا مجردَ ايحاءٍ .. يعني انه أُنزل مكتوبا في حياة المسيح مع مائدة العشاء الرباني الأخير مع أنه كان حكمة تطبيقية وبياناً آنيا لتشريعِ كتاب موسى مناسبا لعصر المسيح . وحتى الأناجيل المعروفة جُلّها أمثال حسية تُبيّن (1) ما خفي أو أُخفي من كتاب موسى نصَّاً ، او(2) فهْماً مناسباً للواقـع في عصر الضعف وفقْد السيادة :

* [ وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {63} إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {64} ] الزخرف .

في هذا السياق تُفهم دعوتُه الى عدم استعمال العنف او الردِّ عليه ، ودعوتُه الى دفع الضرائب للدولة المسيطرة ، اختياراً لأهْون الشرّين ! إقرأ مقالَ :

       مفهوم أعطوا ما لقيصر لقيصر من القرءان الكريم ووقائع التاريخ

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=68&cat=2

 ثانيــــــــــــــــــــــاً

 التـــــــــــوراة

اما (التَّوْرَاةَ) فهي كتاب موسى وما أُلحق به من بعد ذلك مما :

(أ) انزله الله على رُسلٍ من بني اسرائيل بيانا لتشريع نظري أُخفي أو أُسيء فَهْمه ، أو :

(ب) أوحاه ربهم الى انبياء منهم فهْماً عصرياً لكتاب موسى وحكمةً تطبيقيةً . وأهم هذه المُلحَقات هو الإنجيل الذي به كان المسيح رسولا وكلمةً من الله بعد انْ كان نبياً مُذ *[ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} ] مريم .

لذلك عُطف الإنجيل على التوراة في القرءان ثماني مرات وخُصصت التوراة والانجيل (بِمَا أُنزِلَ) إنزالاً لتَخرج منه الايحاءات الحِكمية ومنها الرؤى غيرُ المنزَّلة بكلمات من الله :

*[ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3} ] آل عمران .

*[ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ..       {66}  ] المائدة .

*[ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ .. {68} ] المائدة

*****

ولحكمةٍ بالغةٍ فَصَل الله سبحانه بين هاتين الآيتين اللتيْن حصرتا إيمان اهل الكتاب الاوّل وعَمَلهم الصالح  بما *[ أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِم ْ] ... فصَل بينهما بالآية المفصليّة عند المسلمين المؤمنين :

*[ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67} ] المائدة .

فقد حَصر الله سبحانه البلاغ المبين الذي حَمَّله الرسولَ الكريم وأَمره بتبليغه للناس .. حصره بكلِّ *[ مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ] . فخرج من ذلك (1) ما أُنزل الى غيره من الرسل مما لم ينزله الله عليه ، كما خرج منه (2) ما أُوحي اليه هو نفسه مجرَّد ايحاءٍ نبويّ غيرِ منزَّل بكلمات نَصّية مُحددةٍ كتاباً .

وقد أكد الله سبحانه هـذا الفهم بقوله سبحانه يصف إيمان الرسول والمؤمنين بمـا أُنزل اليه :

*[ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {285}  ] البقرة .

ثم بيّن  انّ (1) *[ مَا أُنزِلَ ] هو الكتاب :

*[ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ {15} ] الشورى .

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ : وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً {136} ] النساء .

وأنَّ (2) هذا الكتاب هو كلمات الله تحديداً :

*[ .. فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ ( النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ ) وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَـدُونَ {158} ] الأعراف

فرسوله المقصود هنا هو (النبي الأمّي) .

وأنّ (3) كلمات الله سبحانه التي نزَل بها جبريل بالكلمة والحرف *[ حم {1} عسق {2} ].. هي التي لا مُبدِّل لها ولا اختلاف فيها فلا يكون ايمانٌ الّا بها :

*[ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ : لاَ تُؤْمِنُواْ ]

سلةً واحدةً Take it or leave it

أمّا إيحاءات النبوة فهي افكار حِكْميةٌ تطبيقية إلهاميةٌ محكومة بواقعـها (كالوحْي النبوي باتخاذ القِبلة الاولى) تنتهي بتغيُّر الواقـع أو بإنـزال نص قرءاني بكلمات ثابتة ودائمـة كنص القِبلةِ الآخِرة التي حكمها النص العـام *[ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} ] القيامة .

مفهوم الوسطية القرءاني  يتحقق بأتّباع الرسول/القرآن الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=17&cat=3

*****

وكتابُ موسى هو ءاياتٌ لله تشريعيةٌ طويلةُ الامد :

*[ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ {145} ] الأعراف .

لهذا سماها الله سبحانه ( الذِّكْرَ ) لتُذكِّر المؤمنين بها بالله ربِّهم ولتكون ذِكراً او تاريخاً لهم يبيِّن سيرتهم . امّا المتكبرون في الأرض بما عندهم من عِلْم بغير ءايات الله التي هي الحق فقد وعد الله ان يَصرفهم عن الرجوع اليها (وعن فهْمها) كما يتبين من واقع اهل الكتابيْن يهوداً ونصارى ومسلمين :

*[ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ   {146} ] الأعراف .

 وفي الامور المصيرية كان الله سبحانه يؤكد او يبيّن ما ورد في هذا الذكر بما يُؤتي النبيين من بني اسرائيل

*[ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ   {105} ] الأنبياء .

وقوله سبحانه (كَتَبْنَا) يعني أنه فرَض هذه السُّنَة الربانية بحيث لا يمكن لأحد تبديلُها ولا تحويلها الى غير مستحقها .

*****

وما كتبه الله سبحانه وفرضه في زبور النبي داود – مؤسس مملكة اسرائيل الإسلامية 1012/قم – هو بيانٌ لما ورد في كتاب موسى (الذِّكر) :

*[ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {128} ] الأعراف .

لهذا فان الأصل عند اهل الكتاب الاول هو في الصُحُف الاولى *[ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ] التي هي كتاب موسى/الذِّكر . وبما ان هذا الكتاب هو نصيب ( 23/آلعمران ) من الكتابِ كلِّه ( 119/آلعمران ) الذي أُنزل على خاتم النبيين محمد وفيه كل ما ينفع العالَمين مما أنزل الله على رسله منذ آدم حتى محمد . وقد أكمل اللهُ إنزاله عليه سنة 632/م . مَـن آمن به فقد آمَن :

*[ بالكتابِ كُلّه ]  All in one

ما ينفع الناس من وحي النبوات موثق في القرآن     

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=46&cat=5

لهذا فان خطاب الله سبحانه لأهل الكتاب الاول بعد تلك السنة ينتقل الى الذين عرفوا كتابَ الله الآخِرَ/القرءانَ ، ليصبحوا به هم اهلَ الكتابِ/ الْكِتَابِ كُلِّهِ :

*[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31} ] فاطر .

*[ ... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ .. {131} ] النساء .

فقد وصَّى اللهُ الذين اوتوا الكتاب من قبل ان تُؤتَوه انتم كاملا سَنة 632/م . اما بعد انْ اوتيتُموه كلَّه فلا وصية لهم إلا منه . لهذا وثَّق الله سبحانه الوصـايا العشر فـي الايات ( 150- 155) من سورة الانعام ، وذكَرها وزاد عليها وصايا لأهل الكتاب الاخِر في الآيات ( 22 - 39 ) من سورة الاسراء ليقول للناس إن الدين السماوي المنزل بكلمات الله هو واحد . فإن اختَلف الناس فيه حكمتْ بينهم الطبعةُ الآخرة من كتاب الله التي أنزلها مهيمنةً على ما قبلها  :

الوصايا العشر عند أهل الكتابين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=33&cat=5

*[ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ...  {48} ] المائدة .

*****

والكتاب كذلك هو التوراة والانجيل . أما المسيح فجاء مصدقا لما بين يديه من التوراة وهي كتاب موسى ومُلحقاتُه الى ما قبل الانجيل :

والقرءان الكريم يبيِّن ما في *[ الصُّحُفِ الْأُولَى {18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى {19}‏ ] الأعلى :

*[ وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ؟؟!!   {133} ] طه .

*[ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {76}‏ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {77} ] النمل .

*[ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً        {9} ] الاسراء .

*[ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَـدُ ... {6} ] الصف .    

وأحمد هـو الاسم المشترك للقرءان الكريم (كتاب الحمد) وللرسول الكريم محمد :

حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6

ثالثاً

الكتــــــــــــــابُ القُـــــــــــــــــرءانُ

والكتاب كذلك هو ما نزّله الله عز وجل تنزيلاً بالتدريج على رسوله الكريم محمد ( 3/آلعمران ) بلسان عربـي مبين وليس باللغة العربية التي اكثرها لغْوٌ وكلام فارغ :

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

وقد نزّله الله سبحانه بالسورة والآية والكلمة والحرف المكتوب ، حتى لو كان صامتاً غير مقروء ( Silent letter ) :

*[ حم {1} عسق {2} كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {3} ... وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ     {7} ] الشورى .

بهذا القرءان صار النبي محمد رسولا كريما حين بلغ الاربعين ( 40/الحاقة ) . والقرءان هو اسم العَلَم لهذا الكتاب الذي شهد الله سبحانه والملائكة بما أَنزل الله فيه الى الرسول ( 166/النساء ) بسُوَره وكلماته وحروفه المقروءة بدءأً بقوله سبحانه *[ اقْرَأْ .. ] وانتهاء بقوله سبحانه *[ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ] المائدة ، سنة 632/م .

*****

وكلمة (قُرْآنُ) صيغة مُثنى تؤدي مَثْنى من المعاني : فالقرءان نصّاً قُريء قراءَتين متطابقتين : قراءةً من رسول الله جبريل على محمد وقراءةً من رسول الله محمد على الناس .

امّا قراءة القرءان فهْماً فهي قراءتان مختلفتان في عصرين مختلفيْن اختلافا كبيرا : (1) قراءةٌ  في الاولين (2) وقراءةٌ في الآخِرين اليومَ .

 

والذِّكر هو الكتاب القرءان بكل سورِه (114) وءاياتِه (6236 ) وكلماته وحروفِها المكتوبةِ والمقروءة وما في كل ذلكم من احصاءات عددية لا يعلمها كلَّها الا اللهُ عز وجل الذي علِم ذلك كله *[ وَأَحَـاطَ بِمَا لَدَيْهِـمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28}‏ ] الجن . لهذا فإن ما حفظه الله تبارك اسمه من التحريف والتبديل ومِن ان يفسده الزمن ليس الكتابَ والقرءان فحسْب بل الذِّكْرَ كلَّه :

*[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9} ] الحِجر .

*****

في هذا الذكْر – كتاباً وقرءاناً وإحصاءً – ذِكْرُ (خبَرُ وسيرةُ ) الرسول النبي الكريم ومَن معه وذِكْرُ مَن قَبْله منذ ءادم . وعلى كل مَن يؤمن بهذا الذكر المنزَّل كما *[ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ] مخلصاً لله الدين انْ يقرأه وكأنه عليه نزل . عندئذٍ سيرى فيه ذِكْرَ (خبَر) مَن معه ومَن قبله حتى آدم كما بيّنت مقالاتُ وأبحاث هذا الموقع . هذا هو مفهوم قول الله سبحانه :

*[ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ : هَذَا (1) ذِكْرُ مَن مَّعِيَ (1) وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ     {24}‏ ] الانبياء .

وسواء كان الكتابُ القرءانُ :

(أ) ذِكراً (تاريخاً) لأخبار البشر وسِيرهِم التي تنفع الناس معرفتُها ، او كان :

(ب) ذِكراً يُذكِّرهم بما يحتاجونه من افكار واحكام وحلول لأي امر ذي بال يختلفون فيه  (10/الشورى) ..

فانه يشمل (أ) الكتابَ بحروفه المكتوبة و(ب) القرءانَ بحروفه المقروءة و(ج) كلَّ ما فيه من احصاءات عددية عَلِمها الله سبحانه *[ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28} ] الجن .

والذكر بهذين المفهومين هو الذي حفظه الله سبحانه مِن :

(1) ان يفسده ويُبطله الزمن الذي يُفسد كل شيء مخلوق له تاريخ انتهاء صلاحية Expiry date ، كما حَفِظه  مِن :

(2) ان تمتد اليه يدٌ بتحريف أو تبديل كما امتدت الى ما أَنزل الله من قبْلِه مما استحفظه اللهُ الربانيين والأحبارَ والبشرَ ! لهذا كان هذا الذكْر الكتابُ *[ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ...  {48} ] المائدة .

بل انه سبحانه تعهد بان يحفظ مِن اجل حِفظه ما يحتاج الى حفظ ، ومِن ذلك الرسول الذي نُزّل عليه إلى أن يُبلّغه للناس . فالنص القرءاني يقول *[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَـهُ لَحَافِظُونَ {9}  ] الحِجر.. ولم يقل (لحافظوه) فقط . فقوله سبحانه *[ لَهُ ] يعني (لأجله) :

كلمات الله محفوظة بنفسها وحافظة لغيرها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=10&cat=3

وقد اثبتت مدرسة الربانيين هنا في هذه الارض المقدَّسة التي بارك الله فيها للعالَمين حول الاقصى ان الله سبحانه احصى احداثَ مفاصلِ التاريخ لأهل الكتابيْن الأول والآخِر بما فيها الاحداث الحالية وبشكل معجز لفت بفضل من الله انظار أولي الالباب من العالَمين إلى عظَمة الله رب العالمين وعَظمةِ هذا الذكر الذي جعل اللهُ الاعتصامَ به حبلاً لله سبحانه اعتصاماً بالله نفسه ، ووَصَفه بما وصف به نفسه بأنه كريم وعظيم وعليّ وحكيم !!!

جدول زمني بأحداث تاريخية مفصلية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=94&cat=6

رابـــــــــــــــــعاً

 مؤهِّلاتُ معرفةِ تفصيلِ الكتاب وبيانِه

*[ وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {37} ] يونس .

*[ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} ] فُصلت .

 تُقرر هاتان الايتان ان تفصيل الكتاب الذي لا ريب فيه هو من رب العالمين ، وأنّ هاتين الحقيقتين لا ريب فيهما ، وأن هـذه التفصيلات اعدَّهـا الله سبحانه لقوم يعلمـون. فكتاب الله القرءان انـزله الله مفصَّلاً بشهادةِ الله عز وجـل (52/الأعراف) وشهادةِ الرسول الكريم نفسه ( 114/الأنعام ) وفي ءاية يشير رقمها الى عدد سور القرءان .

فليس لأحد يؤمن بالله العظيم وكتابه الكريم ان يَدَّعي او ينسب الى احد غيرِ الله انه فصّل او يُفصّل القرءان . اما بيان ما خفي منه نصّاً او فهْماً فأكثره لله عز وجل يجعله مُيَسَّراً لمن شاء مِن عباده ككل شيء عند الله خزائنه وما يُنزِّله الا بقدَر معلوم .

تفصيل الكتاب وبيانه من القرءان الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=125&cat=5

وبيانُ القرءان- ومِن ذلك معرفة ما خفي من تفصيلاته - لن يتيسر إلاّ :

1.  لمَن ءامن بالكتاب وانه منزل من لدُن إلهٍ ربٍ عظيم لا يساويه ولا يدانيه مخلوقٌ ولا يداني كلامَه كلامٌ لأي مخلوق حتى لو كان نبيَّا .. وإلا فانه لا يعتبر مؤمنا به وبئاياته :

*[ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {106} قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ: لاَ تُؤْمِنُواْ ...           {107} ] الإسراء :

فالإيمان إما ان يكون بالقرءان

بوصفه الكلامَ الوحيد الذي لا ريب فيه :

سلة واحدةً Take it or leave it

او لا يكون ايمانٌ

*[ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ {103} إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {104} إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ {105} ] النحل .

2. ولِمن عرف وءامن انّ هذا الكتاب نزَل بلسان عربي مبين (يبيِّن بعضُه بعضا) وليس باللغة العربية التي يكثر فيها اللغو والكلام الفارغ ، بدليل انّ كلمة ( لغة) لم ترد في كتاب الله اطلاقاً لان جذْرها (اللغو) هو الكلام الفارغ الذي امتدح الله سبحانه المؤمنين لإعراضهم عنه .

ولأن العرب (المسلمين!) لم يعرفوا هذه المعلومة البسيطة الخطيرة فقد حاولوا فهْمه بلغة شعرائهم وخطبائهم وكُتَّابهم بما فيها من ضعف واهواء ومصالح وتزوير تراكمت بسببها الاخطاء ورَبت حتى انتجت تراثاً رَبوياً ربا فيه الزبد وسموم العقول وتضخم مخزونه حتى اصبح سرطاناً فتك بالعقول ولا يزال .

 

لهذا لم يفلح العرب ( والمسلمون الأعاجم من باب اولى) في فهْمه بل زعموا انه طلاسم وحمّال اوجه وان كثيراً منه منسوخ نسخته أحاديثهم ، بل زعموا ان ما ذكره الله سبحانه عن سُننه التي لا تبديل لها في اهل الكتاب الاول هو خاص بهم وانه لا يعنيهم . ولم يدركوا ان الله سبحانه في عشرات الايات يخاطب العرب والمسلمين حين يتكلم عن اهل الكتاب واخطائهم... يخاطبهم باسلوب العرب وغير العرب :

اياكِ أعني واسمعي يا جارة !

ويتبين هذا من مطلعِ سورة الاسراء :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

ومطلعِ سورة الجمعة :

جواب السؤال الصعب أين الخلل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

ومن عشراتِ الآيات والمواقف التي قصّ الله بها اخبار اهل الكتاب الاول تحذيراً لأهل الكتاب الاخِر حتى لا يقعوا فيما وقعوا فيه . ومع ذلك فقد ارتكب المسلمون التراثيون الاخطاء بل الجرائم نفسها وبتماثُل مذهل في ادق التفاصيل ومنها الفترات الزمانية بين الاحداث . وقد بيّنا ذلكم في عشرات الايات القرءانية التي اعددناها ومئات المسائل التي يبدوا منها بُعدُ المسلمين كلِّهم (خاصتِهم وعامتِم ) منذ قرون عن الدين الحق الذي هو كتاب الله القرءان تحديداً :

عدة أهل الكتابين المشتركة في الآخِرين 659

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=55&cat=6

بداية الخلل عند أهل الكتابين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=60&cat=6

3. ولِمن قدَر اللهَ حقَّ قدْره فعَلِم ان قُدرة الله سبحانه على التدبير والتعبير اعظم مِن قدرته على الخلْق ، لان كل مخلوق فيه نقص المخلوقين ، وله تاريخ انتهاء صلاحية بما في ذلك السموات والارض . امّا القرءان كتابه العظيم فليس بمخلوق لأنه لا نقص فيه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِن خلفه وليس لكلمات الله فيه تاريخ انتهاء صلاحية . ومَن عرف ذلك توقف مُتدبراً على كل كلمة بل كل حرف وكل عدد وكل اشارة فيه مُوقناً ان كثيراً من ءاياته وكلماته وأعداده هي صُحُف (مُشفَّرة) بينما يريدها الذين لا يخافون الآخرة ان تكون لكل امريء منهم صحُفاً (منشَّرة) ، فلما لم يجدوها كذلك اعرضوا عنها :

*[ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ {51} ] :

*[ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ {49} كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ {51} بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً {52} كَلَّا بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ {53} كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ {54} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ {55} وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ {56}‏ ] المدثر. 

4. ولِمن صدّق الله عز وجل وءامن ان تفصيلات الكتاب (وشيفرتها) لن تُحلَّ الا لقوم يعلمون ، فصّله الله على مقاسهم :  فهم يَعلَمون الواقع الذي يعيشونه، ويَعلمون عن سُنن الله وءاياته في الكون المنظور قبل ان يحاولوا فهم تفصيلات هذا الكتاب المسطور . ولأن العرب والمسلمين التراثيين كانوا ولا يزالون قوماً يجهلون منذ اكثر من عشرة قرون فانهم عَجزوا عن استخراج وفهْم تفصيلات هذا الكتاب المذهلة ، بل ظنوه خطوطاً عريضةً لا تفصيل فيها ورأوا فيه تناقضاً واختلافاً كثيراً مكذبين الله عز وجل . ولم يجدوا مخرجاً إلاّ القول بأن كثيرا من ءاياته منسوخ ومُلغى تارة لفظاً وتارةً حُكماً. ارجع الى بحثنا :

ندرة الباحثين في آيات الله المسطورة وكثرتهم في آياته المنظورة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=101&cat=4

5. ولِمن عرف قيمةَ ( المُعجَمِ المفهرس لالفاظ القرءان الكريم ) معجمِ اللسان العربي القرءاني الذي ما كان لأحد ان يُحْسن تفسير كلمات الله بكلمات الله لولاه. واكبر دليل على جهل العرب حين انصرفوا عن هذا القرءان العظيم وهجروه بعد نهاية القرن الهجري الاول .. هو انَّ الله صرف قلوبهم عن إعداد مثل هذا الكتاب حتى خرج بفكرته وقام بإعداده وطبْعه المستشرق الالماني النصراني (فلوجل) سنة 1842/م ، قبل ان يراجعه ويرتبه وينشره الكاتب المصري محمد فؤاد عبد الباقي سنة 1938/م (!!) ، قائلاً فيه بحق :

( فلئن كان كتابٌ من عند غير الله له اوفر نصيب من الصحة لقد كان هذا الكتاب .) ومع ذلك فان اكثر مَن يَطفون على سطح وسائل الاعلام التضليلية لم ينتفع به بأكثر من استعماله لمعرفة رقم اية او سورة !!!

خمس حقائق عن القرءان لا بد أن تُعرف

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=152&cat=5

 

خــــــامســـــــــــــاً

 الإنـــــــــــــــزال و التنـــــــــــزيل

 باستقراء ءايات الإنزال و التنزيل مستعينين بالمعجم المفهرس لالفاظ القرءان الكريم يتبيّن لنا :

1. ان التنزيل ( مِن نزّل) هو الإنزال التدريجي ، وان الإنزال (من أنزل) أعمّ فهو يشمل ما أُنزل  جملةً واحدة او نُزِّل على دفعات (منجَّماً) .

مفهوم قوله سبحانه وكبره تكبيرا   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=103&cat=3

2. وأنّ ما أُنزل او نُزِّل يكون من الأعلى قُدرةً *[ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ] على مَن دونَه .. إما :

أ. ءاياتٍ ربانيةً بكلمات نَصّيةٍ محددة مفروضةٍ نزل بها الروح الامين على رُسل الله لتكون أمْراً مفروضاً من الله العليّ الكبير:

*[ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3}] آلعمران .

*[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ] الانسان .

*[ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} ] الشعراء .

*[ سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {1} ] النور .

*[ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {85} ] القصص .

فالقرءان نزّله اللهُ على الرسول النبي الكريم وفَرَضه عليه وحمّله تبليغه ( 54/النور ) بلاغاً مبينا . ولم يَفرضْ عليه كلمةً واحـدة غيرَه لا في وجوب الايـمان (285/البقرة ) ولا فـي وجوب التبليغ ( 67/المائدة ) ولا في وجوب الإتبـاع للتطبيق ( 2-3/الأعراف) .

*[ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً {5}‏ ] الطلاق .

*[ إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ {196} ] الاعراف .

ب. او يكون ماءً من السماء :

*[ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17} ] الرعد .

*[ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {11} ] الزخرف .

ج. او يكون ملائكةً :

*[ ... وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ {24} ] المؤمنون

*[ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ {111} ] الانعام .

*[ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {30} ] فُصلت .

د. او يكون ما أُنزل ونُزّل عَطاءً من الله وإذْناً منه سبحانه باكتشاف الناس لأمور وحقائق وتيسيرها لهم .. ومِثْل هذا كثير :

*[ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ {21} ] الحجر .

أي نُنزّل الأمر بتيسيره للناس على قدَرٍ ليكون الانتفاع به في قدرتهم .

ومن ذلك الحديدُ *[ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ  ] والأنعامُ *[ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ] والبترول والمعادن وكلُّ ما اكتشفه الناس عبر العصور وانتفعوا به حين جاءهم على قَدَرٍon time  . فقد يسّر الله لهم ذلك بقَدَر معلوم : بقانون يحدد أبعاد الكمّ والكيف والزمان والمكان ... ولا يعني انه انزل هذه الاشياء نفسها من السماء كما قال كثيرون في الحديد حين عجزوا عن فهم القرءان ، بل ان الإنزال قد يكون إنزالَ أمْرٍ او إذنٍ بأن يُيسَّر شيء ...

ومن ذلك الارزاق *[ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ {22}  ] الذاريات . بل إن الماء الذي يبدو مُنزَّلاً من السماء يُنزَّل الإذن به كذلك من السماء أيْ من عند الله *[ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ] .

ومن ذلك إنزال السكينة والجنود والمن والسلوى ، والحكمة والعذاب وكل ما ذكره الله سبحانه في كتابه العظيم وربطه بالانزال او التنزيل .

*****

إلاّ انَّ اعظم فضل من الله هو أنْ *[ يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ {90} ] البقرة .. قرءاناً بكلمات الله يُتلى ، اختص الله سبحانه به الرسول الكريم .. أو القرءان بفهْمه الذي اختص الله به اولياءَه الذين أخلصوا الدين لله فعبدوه حسب كتابه الكريم :

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {57} قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58} ... أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {64} ] يونس .

*[ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ {2} ] الزُّمر .

*[ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31} ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {32} ] فاطر

.  الرسول والنبي : أصل البلاء عدم التمييز بين مهمتيهما

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=218&cat=6

هـ. على ان الإنزال بمعنى الفرْض قد يكون من غير الله عز وجل :

*[ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ {210} وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ {211} ] الشعراء.

*[ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ {221} تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {222} ] الشعراء .

*[ ... وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ ... ] البقرة ، أي ما فَرضه المنتصرون على ملِكين من ملوك بني اسرائيل بتعليم الناس اباطيل المرويّات بدلاً من كتاب الله الذي فيه الحَلُّ الأمثل لمشكلاتهم ومشكلات البشر !!

بداية الخلل عند أهل الكتابين   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=60&cat=6

و.  كما قد يضاف الإنزال بمعنى العطاء الى غيـر الله كذلك *[ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {5} ] الليل ، كمـا يضاف الرزق *[  فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ ... ] مع انه سبحانه *[ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {58} ] الذاريات .

*[ .. أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ {59} ] يوسف .

سادساً

الـــــــــــوحْي والإيـــــــــــــحاء

الوحي على اطلاقه بدون قيـد او قرينة تقيـّده وتحصره بالانـزال او الكتاب او الايـات .. يشمل كل ما يوحِي به (اتصالاً خفياً) اللهُ رب العالمين بنفسه او بالوكالة ايحاءً أي الهاماً من افكار وامورٍ حكمية تطبيقية لا بكلمات نصّية محددة موثّقةٍ .

. لا حلّ إلاّ بمرجعية نصِّية علوية مكتوبة

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=148&cat=3

من ذلك ايحاؤه الى انبيائه وغير انبيائه : فقد أوحى الى أُم موسى وإلى مريم أُم عيسى ووصفها بانها صدّيقة ولم تكن ايٌّ منهما نبيّا . وأوحى الى العبد الصالح الذي كان أعلم من موسى في عصره مع ان موسى رسول نبي .

والله سبحانه دائم الايحاء الى مخلوقاته *[ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا {56} ] هود ، ايْ دائم الاتصال بمقدمة دماغ كل شيء مخلوق مـن ماء *[ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء {45} ] النور.

وقد ادى عدم التفريق بين الوحي المنزَّل والوحي غير المنزل الى خلْط كبير ضلَّ بسببه جُلُّ اصحاب الدين السماوي بطوائفه الثلاث يهوداً ونصارى ومسلمين تراثيين . لذلك كان البلاغ الذي أُمر الرسول الكريم ان يبلِّغه هو الوحي المنزَّل تنزيلاً ايْ المفروض فرضاً آياتٍ بيّناتٍ أوْحى به رسول الله الكريم جبريلُ عن الله سبحانه الى رسول الله محمد بالكلمة والحرف والعدد وبلّغه الرسولُ الكريم للعالَمين تلاوةً ليكون بياناً كافياً :

 

* [ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ (1) مَا أُنزِلَ (2) إِلَيْكَ (3) مِن رَّبِّكَ وَإِن (4) لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ (5) وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {67} ] المائدة.

الخطاب هنا للرسول ليحدد مهمته وهي البلاغ/البيان الكافي فقط  ككل الرسل : *[ مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ ... {99} ] المائدة .

*[ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ {35} ] النحل .

(1) *[ مَا أُنزِلَ ] : كلاماً عُلويَّاً نصّيا مفروضاً مُحدداً بالكلمة والحرف . ولم يقل (ما أوحي) . وقوله سبحانه ( مَا ) وليس (ممّا) يعني ان عليه ان يبلّغ كلَّ ما أُنزل اليه من ربه كما هو دون زيادة ولا نقصان وان لا يكتم منه شيئاً ولو حرفاً . وقد بيَّن الله سبحانه أَشكال تبليغِ هذا البلاغِ بانها الانذار والتبشير والتذكير والجهاد الكبير، كل ذلك بالقرءان . وقد حصر الله سبحانه هذه الأشكال بالقرءان المنزَّل تحديداً :

*[ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ {19} ] الأنعام .

*[ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً {97} ] مريم .

فهل يظن مؤمن بالقرءان ان الرسول الكريم قد انذر الناس او بشّرهم بكلمة واحدة من غير القرءان !!!

*[ .. وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} ] الأحقاف .

*[ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ {45}‏  ] ق .

*[ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً {52} ] الفرقان .

 

(2) *[ إِلَيْكَ ] خرج مما أُنزل ليُبلَّغَ تلاوةً كلُّ كلام سبق إنزاله الى غيره . خلافا للايمان : فقد أُمر الرسول الكريم ان يؤمن بما أُنزل اليه ( وليس بما اوحي) وما أُنزل من قبله ( 4/البقرة ) . اما في التبليغ فقد أُمر ان يُبلّغ ما انزل اليه فقط ، كما أُمر هو والمؤمنون ان يتبعوا ما أُنزل اليهم فقط ( 3/الأعراف ) وليس ما أُنزل مِن قبلهم .

 

 (3) *[ مِن رَّبِّكَ ] خرج ايُّ كلام يُنزله غيرُ ربه . فالشياطين يمكن ان تتنزل لتُلقي بايحاءات عليه وعلى غيره     ( 52/الحج ) :

الجديد عن مطلع العلق وآيات الحج 52- 53  

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=224&cat=2

والبشر قد يُنزِلون أي يفرضون مِن الأعلى على مَن دونهم كلاماً وأوامرَ وسياسات ( 102/البقرة ) .

 (4) *[ لَّمْ تَفْعَلْ ] ايْ لم تنفذ هذا الأمر بتمامه . فالتبليغ فِعلٌ . فلو لم يلتزم بمفاهيم هذه الآية التزاما تاما فلن يكون قد بلّغ رسالة ربّه . لأن رسالة الله عز وجل لا تتجزَّأ بل يجب ان تُبلَّغ كما هي تلاوةً فقط إنذاراً وتبشيراً وتذكيراً وجهاداً كبيراً :

*[ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ {92} ] النمل .. *[ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ {151} ] الأنعام .. *[ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا {175} ] الأعراف .

ولولا فضل الله على رسوله لرسب في الإمتحان وكذلك كل مَن يستمسك بالحق المبين ويَثبت عليه :

*[ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ {12} ‏] هود .

*[ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً {75}‏ ] الإسراء .

*****

أمّا بيان ما خفي على الناس من مفاهيم الآيات المُنزلة فلا يدخل في البلاغ (الذي هو مهمة الرسول الوحيدة) ، بل كان مِن مهمةِ النبي - لذلك أَمر بعدم كتابته خلافاً للقرءان - ومِن مهمةِ اهلِ الذِّكر الذين أوتوا القدرة على فهْم ايات الله كلٍّ في واقعه . فقد اوجب عليهم سبحانه ان يتفكروا في بيان ما أَنزل الله حتى في عصر النبي نفسه ( لِلنَّاسِ ) وليس للناس جميعا ولا للعالَمين .

*[ .. فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {44} ] النحل .

*[ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ {187} ] ال عمران.

فالبيان ضِدّه الكتمان والإخفاء .

(5)*[ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ] هذه كفالة مشروطة من الله سبحانه ان يحفظ ويَحرس رسوله الكريم من كل شرّ بدل حراسة الناس له طالما أوفَى بعهد الله بأن ظل مبلّغاً لما *[ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ ] . فلما وفَّى الرسولُ الكريم بالشرط موفّياً مهمة التبليغ توفاه الله سبحانه عند ذلك صادقاً اميناً .. إذ لم تعُد له مُهمة يقوم بها بعد إكمال وتبليغ الدين الذي هو نصوص/كلمات كتاب الله سبحانه بكل ءاياته وكلماته وأعداده ! ويقيناً لو بُعث الرسول الكريم من جديد لما اضاف الى القرءان الكريم او نقص منه كلمة ولا حرفا واحداً ولأنكر كل ما عليه المسلمون التراثيون مِن السُنّة والإجماع والقياس وفقه الأموات !!!

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3

 

*[ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ {53} ] آلعمران

* [ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {286} ] البقرة

 

محمد راجح يوسف دويكات      

نابلس – *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008