السبقُ وميادينُه : الإيمانُ .. والمعرفةُ والعملُ الصالحُ الذي ينفع الناس
الحمد للهِ ربِّ العالَمين
مقدَّمة
]* إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(29 ) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3) إِذَا رُجَّتْ الْأَرْضُ رَجًّا(4) وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسًّا(5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا(6) وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ(9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12) ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ(14) [ الواقعة .
هذا هو تقسيم الله سبحانه للناس يوم قيامة الأموات للحساب لتُزَوَّج النفوس إلى أجسادها ( إلاّ ما سبق أن زُوّج منها فور الموت ! ) ليكون النعيم أو الجحيم للنفوس والأجساد معا بعد أن كان لأكثر الناس في حياة البرزخ الانتقالية (من الموت إلى يوم البعث) للنفوس فقط كما يرى النائم ما (1) يسرّه من الرؤى والنعيم أو ما (2) يسوؤه من الكوابيس والجحيم ، أو (3) يرقد في سلام . كما تشير خواتيم سورة الواقعة نفسها .
ولعل رقم آية *] وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ [ وهو (10) إشارة بأن علامتهم كاملة 10/10 . وفي هذا تشجيع لمن يرغبون ويقدرون على المسابقة ، لأن مقاعد السابقين في جنة الخلود الأبدي محدودة . لذلك جاءت دعوة الله سبحانه ولمرة واحدة (سابقوا إلى جنة ... 21/الحديد) . فمن كانت عندهم الرغبة والقدرة على الدخول في السباق ولم يفعلوا فقد ظلموا أنفسهم . ولعل الشاعر قد عنى أمثالهم بقوله :
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً : كنقصِ القادرين على التمام !
ميادينُ السَبْق
تكرار كلمة ]* السَّابِقُونَ [ مرتين يشير كما تُبين الآيات المبيِّنات إلى أن السابقين صنفان :
(1) سابقون بالإيمان (2) وسابقون بالخيرات أيْ بالمعرفة والعمل الصالح الذي ينفع الناس فيمكث في الأرض .
أما مفهوم السَّبق فهو سرعة المبادرة إلى الإيمان أو إلى الخيرات (معرفةً وعملاً صالحاً) بتعليق جرَس التغيير ، وليس في الكمِّ – كما سنرى .
أوّلاً
السابقون بالإيمان
(1)
أما السبق بالإيمان فيشير الله سبحانه إليه في قوله من سورة التوبة :
*[ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(100) [ التوبة .
ولعل رقم الآية (100) يوحي بكمال علامتهم ! فقد خصهم الله سبحانه بالخلود الأبدي في الجنة ، بينما أكثرُ الناس الفائزين يخلدون في الجنة ما دامت السماوات والأرض . وهو شرط للخلود يقيده بزمن . أما الخالدون أبدا فقد استثناهم الرحمن من هذا الشرط بقوله *] إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ [ .
]* وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ(108) [ هود .
مفهوم الخلود والخلود الأبدي في الجنة والنار
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5
فعطاء الله سبحانه للسابقين لا ينقطع لأنه غير مؤقّتٍ بزمن ولا بحدثٍ .
أما العذاب الأخروي الذي شاء الله سبحانه أن يكون أبديا غير مقيـد بدوام السماوات والأرض فهـو للذين (1) كفروا (2) وصدوا عن سبيل الله ، أي كفروا وظلموا فجمعوا بين الحشف وسوء الكيْلة ، على مدار التاريخ:
وفي الآية الثانية التي ذكر الله فيها أبدية عذاب المعذبين ، خص الله سبحانه مَن عصى (الله ورسوله ) في البلاغ المبين الذي انزله الله سبحانه على رسوله وأمره ان يبلغه للناس :
]* إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً {64} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً {65} يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً {68} [ الأحزاب .
والكافرون هنا هم المنافقون المذكورون في الآية 60/ الاحزاب ، وهم الذين قضى الله سبحانه أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا كما تشير الآية 145/النساء كذلك . وإلا فإن الكفر وحده دون ظلم أو صد عن سبيل الله لا يوجب التأبيد في النار بل الخلودَ فيها خمسين ألف سنة .
كما أن الإيمان وحده لا يوجب التأبيد في الجنة بل الخلودَ كذلك خمسين ألف سنة هي اليوم الآخِر .. إلا ايمان السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ( ومِثلهم السابقون الآخِرون حين يجيئون) والذين اتبعوهم بإحسان . فهُم المقصودون بالخيرية في قوله سبحانه هنا وفي (110/آلعمران) :
]* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ(6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ(7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ(8) [ البينة .
فأبدية النعيم في الجنة هي للسابقين بالإيمان كما مر، وللذين آمنوا وعملوا الصالحات الذين يخشون ربهم *] وَقَلِيلٌ مَا هُمْ [ . أما خلود الذين كفروا أو أشركوا مجرد كفر أو شرك دون صد أو ظلم أو معصية (الله والرسول) كما مرَّ فليس أبديا :
]* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ(107) [ هود .
فخلودهم في النار دائم ما دامت السماوات والأرض ثم ينتهي بفنائهم وفناء السماوات والأرض معهم ، إلاّ ما شاء الله من خلود أبدي للذين كفروا و ظلموا بالصدّ عن سبيل الله .
وكما يفهم من سورة المعارج ومن البحث أعلاه ، فإن يوم الحياة الدنيا هو خمسون ألف سنة ، وهو اليوم الأول أو (الأولى) فيكون اليوم الآخر أو (الآخرة) خمسين ألفا أخرى تزول في نهايتها السماوات والأرض باستثناء جنّةِ السابقين بالإيمان أو بالخيرات بشرط الإيمان . هؤلاء هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ]* وَقَلِيلٌ مَا هُمْ [ لأنّ هذه الجنة لن تكون ضِمن السماوات والأرض . وكذلك في المقابل جهنمُ الذين كفروا وظلموا . فيبقى أولئك في نعيم أبدي في جنَّة المأوى عند سدرة المنتهى التي هي أصلا خارج نطاق السماوات والأرض ، ويبقى هؤلاء في جحيم أبدي خارج نطاق السماوات والأرض . والله سبحانه أعلم .
(3)
دليل سبق المهاجرين والأنصار ] بِالْإِيمَانِ [
]* لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ(8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(10)[ الحشر .
جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟
] وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(19)[ الحديد .
فالإيمان ]* بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ [ وليس (بأنبيائه) مفهومه الوحيد أن الإيمان يكون بالله سبحانه حسْب رسالات الرسل المكتوبة الموثقة التي كان أهمها التوراة التي اشتملت على ما قبلها من صحفٍ كصحف إبراهيم ، وما أنزل الله بعدها إلى المؤمنين بها من رسالات معدِّلة لبعض ما ورد في التوراة ومن ذلك إنجيل عيسى وأكثرُه حكمة تطبيقية كانت محكومة بواقعها ومناسبةً لزمانها .
وقد انتهى مفعول التوراة وملحقاتها ببعثة الرسول محمد عليه السلام الذي كانت نبوته خاتمة النبوات . أما رسالته وهي القرآن الكريم فقد تضمنت كل ما في الرسالات السابقة من خير بالإضافة إلى ما علم الخالق العظيم سبحانه من حاجة الناس إليه من تشريع وتوجيه إلى يوم الدين ليكون كتابُ الله القرءان هو *[ الكتاب كلّه All in one [ كما وصفه منزله (119/آلعمران) . لهذا أُمر الرسول الكريم أن يقول ، مشيرا إلى ما نُزِّل إليه من الكتاب :
]* … قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24)[ الأنبياء . نعم مُعرضون كإعراض أكثرِنا منذ قرون وحتى اليوم عن هذا الذكر العظيم .
(5)
وقد علم الله سبحانه أن المؤمنين به وبرسله إيمانا خالصاً نقيا من الزبد سيكونون قلة في كل العصور . فشبه تبارك وتعالى ما أنزل على رسله من حق بما أنزل من السماء من ماء خالص نقي نافع سالت به أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا – أي يزيد مع الزمن- وشبّهه مرة ثانية بالزبد والشوائب التي تطفو على سطح المعادن المنصهرة عند تنقيتها بالنار.. قائلا إن الماء والمعدن هما مثل الحق الذي *] ينفع الناس [ ، أما الزبد والشوائب فيهما فمَثل الباطل الذي علم الله سبحانه أن أكثر الناس سيظنونه الحق بسبب كثرته وتزيين الشيطان لهم إياه ، مع تقرير الله سبحانه أنه سيذهب *] جُفاءً [ بإذن الله تعالى . هذا هو مفهوم الآية 17/ الرعد :
*[ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ {16} أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17} ] الرعد .
من هنا كان أنبياء بني إسرائيل كثيرين ، بعثهم الله سبحانه لتذكير الناس في كل جيل بضرورة التمييز بين السيل والزبد ، المعدن النافع للناس والشوائب . وكان منهم رسل أُرسلوا برسالة معدِّلة أو بإضافة ، وأُمر الناس أن يؤمنوا بها :
]* وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ(66) يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(68) [ المائدة .
وفيما أُنزل إليهم من ربهم من التوراة (كتاب موسى وما بعده) ، وكُفرهم به يقول سبحانه :
]* الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(183) [ آلعمران .
وقد كان بعضُ ما أُنزل إليهم من ربهم ذِكْرَ الرسول الكريم في التوراة والإنجيل خاصة .. وأمْرَ اللهِ لهم بالإيمان به وبالكتاب الذي نُزِّل عليه باسمهما المشترك [ أَحْمَدُ ] : مِن (محمد) و (الحمد) التي هي اول كلمات القرءان الكريم واسم فاتحة الكتاب : سورة الحمد :
حقيقة بعث وقيامة وظهور المسيح
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=5&cat=6
أما بعد إكمال دين الإسلام ( كتابِ الله ) بنزول آخر آيات القرآن الكريم ، فلم ولن يُنزِّل الله سبحانه نصاً يُكلِّفُ أحداً بالإيمان به . فالقرآن الكريم هو الحق وهو بنصوصه المعجزة رسالات يتجدد مفهومها مع ثبات نصها . لهذا شبهه الله سبحانه بشجرة طيبة أصلها – وهو النص - ثابت .. وفرْعها – وهو مفاهيم النصوص المتجددة - يتجدد في السماء ليرتفع بها كل مَن يتدبر القرآن ويجدد فهْمَه حسب ما يجلّيه ويقتضيه الواقع .
الأصالة والتجديد الثابت والمتغير
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=37&cat=3
(6)
ونظرا لأن النبوات قد ختمت بالنبي الأمين محمد فإن المفكرين الربانيين من المسلمين يجب أن يقوموا مقام أنبياء بني إسرائيل السابقين في تجديد فهم القرآن ، وفي تذكير الناس بأن الإيمان ينبغي أن يكون بالله ورسوله أي بما نُزِّل إليه في الكتاب دون زبدٍ أو إضافاتٍ كزبدِ وإضافات الأحبار والرهبان مِن قبلهم .. وفي تذكير الناس كذلك بأن كتاب الله تعالى هو أصل الإيمان والتشريع، لا يشاركه في ذلك أيُّ كتاب، كما ان الله سبحانه هو الخالق والرب لا يشاركه في ذلك شيءٌ ولا احد .
هذا المفهوم مُخالف لما عليه (المسلمون التراثيون) منذ اثني عشر قرنا ، إلاّ الذين يؤمنون بالله ورسله فانهم يؤمنون بالقرآن على أنه وحْده الحق . والسابقون إلى هذا الإيمان هم المبادرون إلى التمسُّك وتمسيك الناس بالحق/كتاب اللهِ القرءانِ في كل جيل .. فهُم من السابقين الذين يؤمنون بالله ورسله أي بآيات الله تعالى .
هؤلاء هُم المجدِّدون الذين تحدثت آثار عن ظهور بعضهم كل قرن على قلتهم .
الطاغوت الذي تتوارثه الأجيالُ يجعل الأمم
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=279&cat=6
من هنا أُخذ الأثر : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل (أي في مهمتهم) . وهم العلماء المفكرون المتدبرون للقرآن ، الذين يخلفون الرسول الكريم في تبليغ القرآن ويخلفون النبي في التفكر فيه لبيانه وتعليمه للناس :
]* وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44) [ النحل .
فالذين يتفكرون ويجددون فهْم الآيات حسبما يريهم الله سبحانه في الآفاق وفي أنفسهم ، أيْ في عالم المادة وفي عالم الإنسان ، لا يخشوْن إلا الله سبحانه حين لا يوافق قولُهم ما عليه الناس. هم العلماء الذين ذكر الله سبحانه في كتابه أنهم يخشون الله بدلا من خشية عباده : (مِن : من المثاني)
]* …إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28)[ فاطر .
وبوضع خط تحت لفظ الجلالة يكون مفهوم الآية أن الذين يخشون الله وحده – دون الناس- هم العلماء بآيات الله المادية وآيات الكتاب ( 27- 30/ فاطر) . أما مَن يخشى غير الله سبحانه إذا تبينت له الحقيقة فكتمها فليس من العلماء .. بالإضافة إلى ما ينطبق عليه من وعيد ، يُخرجه عن أن يكون من عباد الله الصالحين بل ويقْرنه بالذين كفروا وماتوا وهم كفار ما لم يتُب ويُصلح ويُبيِّن :
]* إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكتاب أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ(159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ(162) ] البقرة .
ففي هذه الآيات المباركة تتميز جنة السابقين عن جنة أصحاب اليمين المذكورة كما سيأتي في الآيات (132-136) من سورة آل عمران .. تتميز بقوله سبحانه : *] سابقوا [ ، مرتبطةً بالمصائب ، بدلا من *] سارعوا [ وكلاهما ورد مرة واحدة في الكتاب . ثم تتميز بأنها أصغر لكون السابقين أقل عددا ، ولكنها جنة أبدية والنعيم فيها أعظم نوعية ، فهي كعرض السماء والأرض، بينما جنة أصحاب اليمين عرضها السماوات والأرض . فإذا زالت السماوات والأرض بأمر الله تعالى زالت معهما الجنة هذه ومَن فيها . أما جنة السابقين فعرضها كعرض السماء والأرض فهي ليست جُزءا من السماوات والأرض. ولعلها جنةُ المأوى *[ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى {14} ] النجم ، المذكورةُ في سورة النجم والله سبحانه وتعالى أعلم .
ثم إن جنة السابقين هي للذين آمنوا بالله ورسله أي آمنوا بآيات الله في كتبه. فقد قُدِّمت كتبُ الله سبحانه على رسله في المرتين اللتين ذُكرت فيهما عناصر الإيمان :
]* آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا… ] البقرة .
فحتى الرسول آمن مثلَ الناس بما أُنزل إليه وبكتب الله سبحانه قبل رسله .
]* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا : آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا(136)[ النساء .
أما مريم التي سماها رب العزة سبحانه *] صِدّيقة [ فالسبب أنها ءامنت *] وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ(12) [ التحريم . ولم يُذكر إيمانها برسله هنا لأن الإيمان بكتب الله يتضمن بداهة الإيمان برسله ، إذ بهذه الكتب وما فيها من آيات الله كانوا رسلا .. آمن الناس بهم
وقد اشترط الله سبحانه لتحقق الإيمان بالله ، اشترط الإيمان برسله ، كل رسله دون استثناء أحد منهم، أي دون تفريق بينهم، ليقيم بذلك الحجة على كل مَن لم يؤمن برسالة الرسول محمد عليه السلام بعد بعثته، ودون تفريق بين قول الله الذي انزله عليهم وما بلَّغوه للناس . فإن فرّقوا بين الله ورسله قائلين : هذا قول الله وهذا قول رسوله فهم من الكافرين حقاً بنَصّ الكتاب !!
]* إِنَّ الَّذِينَ (1) يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ (2) وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ (3) وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ (4) وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا(150) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(152)[ النساء .
]* وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(27) قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(28) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(29)إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ(30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ(31)
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ(32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ(33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(34) ِليُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ(35) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ(37) [ الزمر .
الربانية المتجانسة و الديموقراطيات المتشاكسة
ثانيــــــــــــــــــــــــــــــــاً
السابقون بالخيرات : بالمعرفة أساساً للعمل الصالح
(8)
الميدان الثاني للسبق بعد السبق بالإيمان هو السبق بالخيرات أي بالعمل الصالح مُؤسسا على الإيمان والمعرفة التي هي قوة (Knowledge is power) بحيث ينفع الناس فيمكث في الأرض . وإذا كان السبق بالإيمان أو الإيمانُ ذاته فقط قد لا يُخلِّف وحده آثارا تمتد بعد وفاة صاحبه ، فإن العمل الصالح المؤسَّس على تقوى من الله ورضوان يستمر أجره بعد وفاة صاحبه ما بقيت آثاره لتنفع الناس :
]* إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)[ يس .
وعليه فإن العمل الصالح – الخيرات - مؤسَّسا على الإيمان والمعرفة هو ميدان آخر للسباق المستمر ]* مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ…(96) [ النحل ..
أي ينفد بموت فاعله ، إلاّ ما كتبه له اللهُ من عمل ، فيستمر أجره طالما انتفع به الناسُ .
]* .. وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {48} المائدة .
*[ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {9} ] الزمر .
*[ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {91} وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ {92} وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {93} ] النمل .
وإذا كان السبق بالإيمان قد غلب في ميدانه السابقون الأولون من معاصري الرسل ، فكانوا ثلة من الأولين ، وكان السابقون بالإيمان الآخِرون قليلا من الآخِرين بعد معاصري الرسل… فإن ميدان السبق بالخيرات ظل مفتوحا للمؤمنين من الأولين والآخِرين . ومع ذلك بقي الأولون السابقون بالخيرات ثلةً والآخِرون السابقون بالخيرات قلةً نسبية *] وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13) [ سبأ .
وفي الآخِرين الذين ورثوا الكتاب بعد الأولين ، يقول الله سبحانه :
]* وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ(31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32) [ فاطر .
عجز الأمة وسبباه
الفرح بنصر الله ونبوءات سورة الروم
الرسول والنبي : أصل البلاء عدم التمييز بين مهمتيهما
. مفهوم الوسطية القرءاني يتحقق باتِّباع الرسول/القرآن الكريم
وحي الله سبحانه ووحي الشيطان
مفهوم الإسلام ومفهوم الإيمان
الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة
*[ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {286} ] البقرة
