5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12771
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12335
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43744
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

النظام الرباني القرءاني النظيف ... هو البديل لفساد الرأسمالية الربوية

10/4/2008 6:03:00 PM

عدد المشاهدات:5295  عدد التعليقات: 10
10/4/2008 6:03:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

النظامُ الربانيُّ القرءانيُّ النظيفُ ... هو البديلُ لفساد الرأسماليةِ الربوية

* [ قل صَدقَ  اللهُ ] : * [ يمْحق  اللهُ الرِّبا .. ]

الحمد لله ربِّ العالَمين 

وردت الآيات المتعلقة بالربا في ثلاثة نجوم من آيات الكتاب العظيم ، تمثل المراحل الثلاث التي مر بها المسلمون في تعاملهم مع الربا : مرحلةَ التنفير، ومرحلةَ التحريم الجزئي لربا الأضعاف المضاعفة ، ومرحلةَ التحريم القاطع لما بقي منه… كما كان الحال مع الخمر.

المرحلةُ الأولى : مرحلةُ التنفير

 نزلت أولى الآيات في مكة - حين لم تكن قد وُجدت دولة إسلامية - في سورة الروم لتهيئ المسلمين لحكم الربا بتنفيرهم أوّلا منه :

* [ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا(1) لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو(1) عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ(2) (39) ] الروم .

 (1)   تُقرر هذه الآية المكية أن المال الذي يُعطَى أو يُقرض بقصد أن يزداد وينمو في أموال الناس    ( فيها : كما تنمو الخلايا السرطانية في الجسد) ، وفي أموال الناس أي بسببها ( في = بسبب ) ، وليس بسبب جهود الناس كما هو الحال في شركة المال والجهد .. فلا ينمو ولا يبارك الله سبحانه فيه .

ويُلاحظ أن كلمة (ربا) تعني المال كله الذي يُعطَى ليربُوَ، وليس الزيادة فقط . وتمهيدا لحكم أشدَّ كثيرا هو الذي جاء لاحقا في سورة البقرة ، فإن العليم الخبير هنا اكتفى بتأكيد أن المال لا يربو عند الله ولا يزيد . أما بعد التحريم لاحقا فقال: * [ يمحق الله الربا ]  أي المالَ كله – رأسَ المال والزيادة .  ولعل (المال الرابي) يذكرنا (بالزبد الرابي 17/الرعد) الذي يُلوث الماء النقي . ومِثْله الباطل الذي يلوث الحق إذا اختلط به ويجعله باطلا .. ويذكِّرنا  بالأخذة الرابية (10/الحاقة)  التي اختص الله سبحانه بها فرعون وقوم لوط :

* [ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ

{12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} ] !!

(2)  أما المال الذي يُعطَى زكاةً  بمفهوم الزكاة العام تحريكاً للمال ينفع الناس :

الزكاة والصدقات من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=62&cat=5

  أيْ تطهيرا للمال وصاحبه بقصد نيل رضوان الله مالكِ المال الأصيل .. فإنّ من يُعطونه يُضاعِفونه لأنفسهم عند الله . وهذه الصيغة كرم عظيم من الله سبحانه أن يجعل أمر مضاعفة مال الزكاة للإنسان نفسه ، لا يُخيِّب اللهُ سبحانه رجاءَه فيه تصديقا لقوله سبحانه:
* [ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُم أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ ؟؟! (40) ] القلم .

فقد أقسم الله عز وجل أيْمانا بالغة إلى يوم القيامة أن يجعل للمسلمين المتقين ما يحكمون به لأنفسهم تكريما لهم من ربهم الذي كان ولا يزال [  شاكرا عليما ] . فهل من يضمن ويكفل لأتباعه مِثل هذا الجزاء !!!

* [ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) ] الزمر .

* [ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ] ق .

 المرحلة الثانية : مرحلة التحريم الجزئي

ربا الأضعافِ المُضاعفةِ كربا البنوك الربوية اليوم

 ثم نزلت آياتُ سورة آل عمران المدنيةُ مرحلةً ثانية تنهَى عن ربا الأضعاف المضاعفة – كربا البنوك اليوم- بحيث كان المال يزيد وتتضاعف زيادته كلما عجز المدين عن السداد: أتقضي أم تُربي؟ فبدأ الله سبحانه التحريم بهذا النوع ، وأبقى على الربا الذي لا تتضاعف زيادتُه إذا عجز المدين عن السداد :

* [ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً (3) وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(132) وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ (4) وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)

وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(138) ] آل عمران .

(3) هذه أول آية مدنية نزلت في الربا ، وهي ثاني آية نزلت في الكتاب كله في الربا. فقد وصفت واقِعَه حين كان أضعافا مضاعفة – وهو كواقعه الآن إذا طال عليه الأمد . وقد بدأ الله سبحانه بتحريمه أضعافا مضاعفة أوّلا، تدرجا وتهيئة للحكم العام فيما بعد ، كما كان الحال مع الخمر.

وقد رُبط هذا الحُكم بطاعة الله والرسول ، أيْ بالقرءان الذي نّزله الله فصار به النبيُّ رسولا . ويبدو من آيات الربا في سورة البقرة أن المؤمنين التزموا بتخفيض نسبة الزيادة الربوية بحيث لا تكون أضعافا مضاعفة فيما لو عجز المدين عن السداد في حينه . فألغيت عبارة: أتقضي أم تربي؟ بحيث تظل الزيادة ثابتة .

 ثم نزل الحكم العام القطعي في أواخر عهد الرسول عليه السلام ( وقد استقر  النظام ) بدليل قوله سبحانه * [ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ] ومفهوم ذلك أنه كان هناك ربا حُرِّم وربا بقي . وفي النهاية حُرِّم ما بقي من الربا مهما كان حين اصبح المسلمون تحت سلطة تنفيذية قادرة على فرض حُكم الله على من لم يلتزم به عبادة واختيارا بعد أن أصبح هؤلاء قِلة . وبذلك حرُم أخذ زيادة معلومة لا لمرة واحدة ، ولا لمرة تتضاعف كلما زاد الزمن وعجز المدين عن السداد .

(4) في هذا النجم من الآيات الكريمة ربط الله سبحانه النهي عن أكل الربا مضاعفا بالحض على إنفاق المال وتحريكه حتى لا يكون كنز المال وتعطيلُه بديلا لعدم تحريكه وإقراضه ، بل يكون البديلُ الذي يُرضي الله سبحانه هو تشغيله وتحريكه بحيث يتكامل المال مع الجهد والخبرة لتكون ثمرة الاثنين إعمارا وحركة اقتصادية ينتفع بهما جميع الناس دون أن يتأذى أو يُظلم أحد .

أثر ثقافات الإستهلاك  والإستعجال في  الأزمات

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=106&cat=4

المرحلة الثالثة والأخيرة

* [ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً (5) فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(274) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ(6) وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ(276)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ (7) لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ  (277)

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ(8) مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ(9) لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ(10) وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(281) ] البقرة .

(5) في هذه الآيات الكريمة بدأ الله سبحانه الحكم النهائي القطعي لتحريم الربا بالأمر بإنفاق المال وتحريكه : سراً حين يتأذى بإنفاقه آخَرون كالصدقات على المحتاجين ، وعلانية حين لا يتعلق الأمر بأفراد يتأذوْن ، بل بوجوه خير عامة يمكن أن يؤدي الإنفاق علنا فيها إلى التنافس البنّاء في الخير، وكذلك الإنفاق العام إسهاما في عمارة الأرض أخذا وعطاء بيعا وشراء مما لا يمكن إخفاؤه ، وفي النهار.

وفي هذا النجم من الآيات ذُكر الحكم العام في الربا وهو تحريم قليلِه (ما بقي) بعد أن سبق تحريم كثيرِه أضعافا مضاعفة في آيات آل عمران. وقد أكد الله سبحانه حرمة تجميد المال وكنزِه صراحة آمرا بتحريكه في الآية 34/ التوبة :

* [… وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34) ] التوبة .

واستثنى من هذا الإدخارَ في الآية 82/ سورة الكهف :

* [ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا…    {82} ] الكهف . 

(6) بعد تحريم الربا أنذر الله سبحانه بمحْق الربا أيْ رأسِ المال والزيادةِ ، بينما قبْل التحريم في سورة الروم كان غايةُ ما ذكره رب العزة سبحانه أنه لا يُربي أو يُنمِّي الربا . وقد أكد هنا ما سبق أن وعد به في سورة الروم – ووعده الحق- أن يُرْبي الصدقات والزكاة بمفهومها العام ويضاعفها حتى يرضى فاعلوها كما أشرنا في آيات سورة الروم وكأنهم هم الذين يحكمون لأنفسهم بنسبة مضاعفة الصدقات والزكاة ، حتى أن كثيرين في الدنيا يعترفون أن البركة والزيادة في أموالهم وأوضاعهم هي أكثر بكثير مما توقعوا وأمَّلوا !!

(7) الآيتان 274 و277 من سورة البقرة معادَلتان رياضيتان ، الطرف (ب) فيهما كليهما واحد مشترك ، ومفهوم ذلك أن الطرفين (أ) متساويان:

أ . الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً    

ب.  فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {274}  

أ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ … 

ب.  لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {277}

إذنْ أجرُ الإنفاق سرا وعلانية بشرط الإيمان = أجرَ الإيمان وغيرِه من العمل الصالح بما في ذلك الصلاة والزكاة . فيكون أجر المنفقين سرا بالليل وعلانية بالنهار مع ما لا بد منه من العمل الصالح وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .. أجرا مضاعفا . هذا هو مفهوم الآية الكريمة 37/ من سورة سبأ  في مقابل مضاعفة المال الوهمية بالربا الحرام :

* [ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ(37) ] سبأ .

فإن انشغالهم في الدنيا بتحريك أموالهم إسهاما في عمارة الأرض ونفْعِ الناس ، وفي تربية أولادهم ليكونوا صالحين... بالإضافة إلى التزامهم بما فرض الله سبحانه عليهم من الصلاة والزكاة وبقية الفرائض … يجعلهم يستحقون أجرا مضاعفا على القوة والأمانة معا بالنسبة لمَن إسهامُهم في عمارة الأرض ضعيفٌ يتمثل في الإيمان ودرجةٍ متواضعة من العمل الصالح بما في ذلك الصلاة والزكاة والفرائض … فالواحد من أولئك هو المؤمن القوي... والواحد من هؤلاء هو المؤمن الضعيف .

مفهوم الفتنة وأصنافها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=159&cat=3

أما زيادة (الفاء) في طرف معادلة الإنفاق فتفيد الحتمية والسرعة في إخلاف الله تعالى على المنفق الذي يحرك المال كما تشير الآية 39/ من سورة سبأ نفسها عقب الآية السابقة :

* [ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(39) ] سبأ .

(8) تحريم ما بقي من الربا هنا ( الذي بقي الناس يأخذونه بعد تحريم الربا المضاعف ) هو تحريم قاطع وترْكه مربوط بالإيمان . وإنما للمقرِض رأسُماله فقط  وأخْذ الزيادة ظلم من الآخذ ، وإعطاؤه أقلَّ من رأسِماله ظلم من المقترض إلا أن يرضى المقرض حقيقة / لا يأسا وحياء / بسبب حاجة المَدين ، فيكون ذلك صدقة  يُمكن حسمها من الصدقات (الزكاة) المفروضة  إذا كان المدين من الأصناف الثمانية .

(9) وينبغي هنا تدبرُ قوله سبحانه * [ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ ] وقوله * [ وَلَا تُظْلَمُونَ ] في عصر عرف التضخم المالي وانخفاض قيمة العملات التي تتوقف على قيمتها الشرائية PURCHASING VALUE . إذ يجب فهم النص وفهم الواقع ووضع تطبيقات حِكمية عملية تحفظ مصلحة الطرفين : فتشجع المُقرِض على الإقراض وتقلل من رغبة المُقترِض في الإقتراض أوّلاً ، وفي المماطلة في السداد ثانيا مع التسليم بحرمة تحديد زيادة مُسبقة على رأس المال الحقيقي أو أخْذِ مثل هذه الزيادة  ولو على سبيل الغرامة .

أما حقيقة رأس المال المقرَض فينبغي – إذا أردنا ألا يُظلم المُقرِض- أن يُربط بما يحقق ثباتَ ما في رأس المال من منفعة وقيمة ، إما بربطه بالذهب أو عملة ثابتة أو بقيمته الشرائية عند السداد ، حسب جداول الغلاء والتضخم . فكما أن أحدا لم يُجِز أن يرُدَّ المقترض في الماضي نعجة عجفاء بدلا من نعجة سمينة اقترضها مثلا ، فلا يصح اليوم أن نرد دينارا أعجف انخفضت قيمته الشرائية بدلا من دينار سمين ذي قوة شرائية معتبرة . على أن تُحدد قيمة الدينار الشرائية عند السداد فقط فيتشجع المقترض على السداد قبل ان تنخفض القيمة الشرائية اكثر ويكون عليه ان يدفع دنانير أكثر عند السداد ... ولا تُحدد مُسْبقا بنسبة معلومة تتضاعف كلما تأخر المدين كما تفعل البنوك الربوية أو لا تتضاعف.

(10) قوله سبحانه [ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ(10) ] هو توصية من الله رب المال الكريم للمُستخَلفين فيه بعدم اللجوء إلى غرامة التأخر في سداد القرض/الديْن على المعسر، بل بالتعاطف مع المدين المعسر كليا أو جزئيا باعتبار ما عجز عنه صدقة وقد ختم الخالق العظيم سبحانه هذه الوصية  بآية  من القرآن الكريم تذكّر الناس في مِسك الختام باليوم الآخر وما فيه من جزاء مُقسط واف للصالحين. أما المَدين المماطل القادر فهو ظالم * [ لَا تَظْلِمُونَ ] .

وهناك أكثر من إجراء لإلزامه بالدفع منها ما هو وقائي كالرهنِ المقبوض ، والكفالةِ من مليء ، وتوثيقِ  الديْن، ومعرفةِ  المدين ارتباطَ الديْن بقيمة العملة الشرائية … ومنها ما هو علاجي كالسجنِ والحجز والتشهير الذي قد يزجره ويردع غيره كما يفهم من قوله سبحانه [ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ] لأن الممتنع عن رد الأمانة مع القدرة أعظمُ جرما في أثره من الزاني بدليل نص ولهجة الأمر بأداء الأمانات ، الذي أورده الله سبحانه بشكل فريد وقاطع  :

 * [ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ… ]

ولعل تذكير الله لعباده المؤمنين والبشر بمفهوم الآية الأخيرة من آيات تحريم الربا .. لعله الضابط العام لسلوكهم الذي يقدمه إسلام رباني قرءاني لا تسُد مَسدَّه كل قوانين الأرض :

* [ وَاتَّقُوا يَوْمًا

 تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ

 ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(281) ] البقرة  .

والله سبحانه أعلى وأعلم !

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008