المراجعةُ الدوريةُ لإصلاحِ الأخطاءِ وعدمُ العودةِ إليها تَمنعان مِن الانهيار

فارجِعْ ولا تَعُـدْ

الحمــــــــــــــد لله ربِّ العالَــــــــــــــــــمين

(1)

البرهان على مفهوم الرجوع من آيات القرآن

*[ .. وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {168} ] الاعراف . أي يرجعون عن أخطائهم وسيئاتهم .

*[  وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {174} ] الاعراف . أي يرجعون الى الآيات حسب تفصيل الله لها .

مفهوم تفصيل الكتاب وبيان آياته

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=125&cat=5

*[ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {65} ] الانبياء . أيْ رجعوا إلى الحق كما حاجّ به إبراهيمُ قومَه .

*[ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {41} ‏] الروم .

أيْ يرجعون عن الفساد .

*[ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ {22} ] السجدة .

أي يرجعون الى آيات ربهم بعد تذكيرهم بها ليَسْلموا من العذاب بدرجاته المتصاعدة .

*[ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً {16} لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً {17} ] الجن .

*[ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ    {12} ] السجدة . فقد رُبط الرجوع بالتوبة وإصلاح الخطأ .

يتبين من هذه الايات وغيرها ان الرجوع محمود لانه يعني الرجوع عن باطل الى الحق وعن خطأ الى صواب .

(2)

مفهوم العودة

امّا العَوْد فمذموم من المخلوقين في كل آيات القرءان لأنه يعني تكرار الخطأ بالعودة اليه . مِن هنا اخذت (عَادٌ) اسمها لأنها بعد أن أُهلكت اول مرة قبل ثمود (42/الذاريات) عادت الى ما كانت عليه فأُهلكت مرة أُخرى بعد ثمود(5-8/الحاقة) حتى لم تبق منهم باقية . لهذا ذَكر القرءان [ عَاداً الْأُولَى ] اشارة الى عادٍ الآخِرة التي حين أهلكها في المرة الثانية ، أهلكها :

*[ .. بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ {6} سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ {7} فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ؟؟!! {8} ] الحاقة .

ألذي أهلك عادا الأولى أهلك عادا الآخرة 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=220&cat=5

ومن المؤسف أن إطلاق اسم (العائدين) على اللاجئين الفلسطينيين كان فألاً سيئاً لأن الفلسطينيين عادوا الى تكرار أخطائهم بدلاً من الرجوع الى كتاب الله يلتمسون منه الهداية إلى الصواب وليجدوا فيه الجواب على السؤال الصعب : اين الخلل؟ والسؤال الأصعب : ما العمل؟؟ وكذلك حقيقة القضية الفلسطينية من أبحاث هذا الموقع :

جواب السؤال الصعب أين الخلل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

. حقيقة الوعدين بوراثة الأرض المقدسة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=173&cat=6

إطار حل القضية الفلسطينية حلاّ ممكنا لا ظلم فيه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=174&cat=6          

*****

البرهان على مفهوم العوْد والعادة من آيات القرآن

*[ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {27}‏ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {28} ] الانعام .

*[ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً {8} ] الاسراء .

أي إن عدتم الى الافساد بعد العلوّ الكبير في المرة الثالثة .. عُدنا الى العقوبة . والخطاب لبني إسرائيل وبني إسماعيل كما بيّناه من قراءتنا لمطلع سورة الإسراء :

قراءة عصرية لمطلع الإسراء وخواتيمها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=7&cat=6

*[ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُون َلِمَا نُهُواْ عَنْه ...{8} ] المجادلة .

*[ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ {19} ] الانفال .

أيْ إن تعودوا إلى المحاربة نَعُدْ إلى نصر المؤمنين عليكم !

*[ إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ {16} ] الدخان .

أيْ إنكم عائدون ألى تكرار الذنوب التي استحققتم بسببها العذاب !

*[ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم ... {89} ] الاعراف .

*[ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ {107} ] المؤمنون .

أي فإن عدنا إلى ما كنا فيه من التكذيب بآيات الله فإنّا ظالمون .

*[ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {17} ] النور.

*[ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ ⁽³⁷³⁾ تَعُودُونَ {29}⁽⁹⁸³⁾ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30}‏ ] الاعراف .

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2

أيْ اقيموا وجوهكم للدين القيّم (43/الروم) وهو كتاب الله (36/التوبة) فاجعلوا وجوهكم قائمة اليه بأن تجعلوه إمامكم وأمامكم ولا تنبذوه وراء ظهوركم ، لأنّ إخلاص الدين لله يكون باتِّباع كتابه :

*[ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ {2} ] الزمر .

 مفهوم الإخلاص والدين الخالص   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=77&cat=2

(3)

إحصاء لطيف عن العـوْد

من التوافقات العجيبة ان الاية 29/الاعراف التي تتنبأ بعودة العرب والمسلمين الى الضلال الذي كانوا عليه يوم بدأ نزول القرآن... انّ رقمها القرءاني من اول الفاتحة هو (983) ، وان رقم كلمة (بدأكم) تعودون في كلمات سورة الاعراف المكتوبة هو(373). فاذا اضفنا هذا الرقم الى (610) وهي السنة التي بدأ فيها نزول القرءان.. كان الرقم (983) . هذا الرقم يشير الى سنة 983/م التي تقابل العام الهجري 373/هـ الذي يبدو ان العرب والمسلمين تحت حُكم البويهيين اكتملت فيه عودتهم الى ما كانوا عليه من الضلال عند نزول القرءان : فريقاً هدى وفريقاً حق عليه الضلالة ، بحيث فُرض عليهم القول بأباطيل السُّنة فاتخذ أكثرُهم هذا القرآن مهجوراً :

*[  وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً {30} ] الفرقان .

 ومن العجيب كذلك ان رقم كلمة (مَهْجُوراً) ⁽³⁷³⁾ هنا في كلمات سورة الفرقان المكتوبة هو (373) . فسبحان الله العظيم !!!! للمزيد أنقر على :

الله يقول : كونوا ربانيين لا سلفيين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=3&cat=2             

(4)

مفهومُ اسمِ مَعاد

*[ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ⁽¹³⁶⁹⁾.. {85} ] القصص .

نزلت آيات خواتيم سورة القصص التي منها هذه الآية اثناء الهجرة تطميناً للرسول الكريم وبشرى بأن الله سيرده الى مكة . وقد جاءت هذه البشرى في ثماني كلمات لتشير الى ثماني سنوات ردَّ الله بعدها رسوله الى مكة التي سماها ( مَعَاد ) وهي تسمية لم تتكرر في القرءان ، وتوحي انَ مكة سوف تعود – مع الأسف - الى ما كانت عليه من الضلال عند نزول القرآن ( 29/الاعراف ) .

فها هي أصنام الأحجار تُقدَّس وتعبد في الكعبة (الحجر الأسود) وعندها (حجر مقام إبراهيم) . والأنكى أن ينسب عُبّادُها عبادَتها إلى الرسول الكريم افتراءً عليه بل على الله ، لينطبق عليهم قول الجاهليين في عبادتهم أصنامَهم التي نصبوها في الكعبة وحولها وفي طوافهم أشباه عرايا ، كحالهم اليوم ، كما أخبر الله عنهم :

*[ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ !! {28} ] الأعراف .

 وربما لهذه الاشارة إلى مكة بأنها (معاد) لم يشأ الرسول الكريم ان يقيم في مكة وفضّل الإقامة في المدينة !

ومن عجائب الامور كذلك ان رقم كلمة (معاد) في كلمات سورة القصص المكتوبة هو (1369) . فبعد 1369/سنة من 610/م وهي سنة نزولِ القرءان وفرْضِه على الرسول الكريم ، كانت سنة 1979/م وهي سنة افغانستان التي مثّلت احداثُها تثبيتاً لثقافة الإنتحار عند المسلمين التراثيين التي كان لمشايخ مكة(معاد) دور كبير في تزيينها للناس (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) ... حتى ساءت الأمور إلى الدرجة التي يشهدها العالَم الآن وتناقلتْه الأخبار !!

ومن اعجب العجب ان سنة الانتحار تلك كانت بعد (62) سنة من هزيمة المسلمين عبيد الأموات وعقوبتهم الكبرى الآخِرة سنة 1917/م . كما ان سَنة انتحار اليهود بقيادة( باركوخبا) في قلعة (مسادا) قرب البحر الميت سنة 132/م كانت بعد (62) سنة من هزيمة بني اسرائيل وعقوبتهم الكبرى الآخِرة على يد تيطس الروماني سنة 70/م . للمزيد أنقر على :

أضواء جديدة على تاريخ فلسطين  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=19&cat=2

فسبحان الله العظيم الذي

*[ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ...{5} ] السجدة ..

*[ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28}‏ ] الجن

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

---