تشخيص الحالة العربية *[ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172} ] الأعراف

*[ أَوْ تَقُولُواْ : إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ . أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ !         {173} ] الأعراف .

*[ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ! فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ {19} ] المائدة .

*[ أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ، فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ {157} ] الأنعام . يصدِفون : يُعرِضون .

فالذين يصدِفون / يُعرِضون عن آيات ربهم ويُقبلون على أكاذيب كارل ماركس مثلا أو الأحاديث الخرافــية ،   كلهم ضالون ومكذبون بآيات الله . بل إن خُرافيي الأحاديثِ أعظمُ وِزرا لأنهم بأحاديثهم التي يعتبرونها وحْياً يوحَى *[ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ {103} ] المائدة :

. الإفتراء على الله أكبر من الفواحش ومن الشرك

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=27&cat=4

لهذا لم يأتِ حُكمُ ربهم عليهم في الدنيا والآخرةِ من فراغ :

*[ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ {22} ] السجدة .

*[ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ {1} ] الكهف

*[ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} ] الأحقاف

عناوين الفقـــرات :

(1) تعليق على مقال في صحيفة القدس بعنوان النظام الإقليمي العربي : الإصلاح أو الزوال (2) شرعـية أولي الأمر في ميزانِ القرآن : أول اختبار لقدرةِ أولي الأمر ، مُنتخَبين أو غيرَ مُنتخَبين ، ونجاحِهم في استحقاق الشرعية العملية هــــو أن يسود الأمنُ في المجتمع : فلا زعــرنات ولا تظاهــرات ولا انتفاضات ولا اعتصامات ولا ثورات . (3) النظام الأمثلُ لإدارة الكوْن يُعرَف مِن وصْفِ الله لنفسه *[ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} ] في سورة الناس ، مِسك ختامِ سور القرآنِ .. ويمكن أن يَنسخ عنه عقلاءُ الناسِ نُسخة مُصغــرة للنظام الأمثلِ لإدارة أيّ بلد . (4) الحل الرباني القرآني يقضي بإيجاد ثلاثِ سُـلطاتٍ متكاملة .

 (1)

تعليق على مقال النظام الإقليمي العربي : الإصلاح أو الزوال

http://www.alquds.com/news/article/view/id/430223#comment-161783

إن أيّ معالجة للأوضاع لا تقوم على أسسٍ ثقافيةٍ / حضارية (تنتمي إلى الحاضر) فتستهدف تغيير الإنسان ببرامج إصلاحية عصرية لإنتاج الإنسان القويِّ الأمين أوَّلاً .. ستصل – كما يحدث الآن فعلا – إلى طريق مسدود حتى لو أسفرت عن بعض التغييرات الشكلية .  مِثلُ هذا التغييرِ المنشودِ لن يُحدثه أيٌّ من الأحزاب والجماعات والفئويات الموجودةِ على الساحة . أحد الأسباب أنها لا تملك برامجَ فكرية ثقافية حضارية تغييرية إصلاحية .  لهذا كانت :

حاجتنا إلى مدارس فكرية إصلاحية لا إلى فئويات ارتزاقية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=127&cat=2

مع هذا ، فإن ما لا يُدرك كُلُّه لا يُترك جُلُّه ! وحتى لو أُدرك كله فسوف تظل ألمشكلة الأُم لكل المشكلات هي الوضع المتأزم بين الأنظمة والشعوب الذي لولاه ما كانت المآسي التي نسمع عنها ونشاهدها اليوم :

شعوبٌ تعفنت أوضاعُها ، قواعــدِها ونُخبِها على السواء ، فتعفنتْ – كنتيجةٍ - أوضاع أنظمتِها . شعوبٌ لا تبالي أنْ يُهدم البيتُ على من فيه دون أن تملك مخططا وتصاميم لبناء بيت جديد .. وأنظمةٌ وجدتْ نفسها على شجــرة بدون سُلّم يمكِّــنُها من أن تنزل عنها بأمان . وحتى لو وُجد السلّم فقد يظل العالق على الشجــرة ، العراق وليبيا مثلان ، يمنعه ((وصِيُّه)) الأجنبي من النزول الآمِن ، مع أنّ كل المعطيات تقول : ليته كان فعلَ !

القرآن سبق إلى تحديد مدة السلطة التنفيذية

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=284&cat=6

أشار المقال إلى إصلاح الجامعة بإنشاء محكمة دستورية عليا . إنشاءُ مثل هذه المحكمة في الظروف الحالية يحتاج إلى توافق - ليس مستحيلا - بين القوتين صاحبتيْ النفوذ في البلاد العربية ، الولايات المتحدة وبريطانيا . هذا يضمن ((التنسيق بين المصالح)) بشكل يُـنفس الاحتقانَ سواء بين الشعوب وأنظمتها أو بين القوى الأجنبيةِ ذات النفوذ التي طالما لجأت في صراعاتها إلى انقلابات عسكرية شكلية ولكنها كانت أقل سوءً ودموية من أساليب التضليل الحالية :

. البديل النافع لجامعة الدول العربية  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=299&cat=3

وجود محكمة دستورية عليا فاعلة في كل بلد بمواصفاتٍ تمكنها من الفصل في الخلافات بين الشعوب والأنظمة ..  يمكن أن يشير إلى أن البديل النافع لجامعة الدول العربية هو مجلسُ حُكماءٍ دستوري أعـلى مهمته التنسيق بين مصالح الشعوب وأنظمتها آخذا بعين الاعتبار ظروفَ البلاد والأنظمة ! هنا لا بد أن نُذكّــر بمفهوم سورة العصر الذي يتلخص في أنّ على الشعوب أنْ توصي المسئولين بالحق وعلى المسئولين بكل مستوياتهم أن يوصوا الشعوبَ بالصبر :

نعم للمناصحة . لا للمعارضة والموالاة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=160&cat=3

وهو المفهوم نفسه الذي يجب أن يحكم علاقة الأزواج في الأُسرِ التي هي نُسخٌ مصغرة عن الدول : الزوجة توصي زوجَها أن يلتزم بالحق في الكسب ليكون مضمونَ العواقب ، فيوصيها زوجُها أنّ عليها لذلك أن تصبر ! ولا معنى لِأن يقول أحدهما (لا إله إلاّ الله ويقول الآخر محمد رسول الله) ، فليس هذا من التواصي النافع الذي شرعه الله في سورة العصر . بدليل أنه لم ينفع المصريين القائلين به عبر التاريخ :

 (2)

شرعية أولي الأمر في ميزانِ القرآن

*[ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً      {9} ] الإسراء .

يقرر القرآن أن شرعية أولي الأمر التي يستمدون منها وجوب طاعة المحكومين لهم طاعة عبادة تستند :

(1) إلى أنهم (مِن) المحكومين فلا طاعة اختيارٍ لأجنبي عنهم *[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم {59} ] النساء . أدركتْ هذه الحقيقة الدولُ الكبرى فعيّنتْ - بانتخاباتٍ أو بانقلابات - مِن أهل البلاد مَن تريد ، وتخفّــتْ وراءَهم كما هو الحال في العالَم الإسلامي كله الذي فقد إرادته السياسية والعسكرية منذ الهزيمة الكبرى التي استحقها قبل قرن . منذئذٍ والشعوبُ والجيوش لا إرادة لها ، وما كان يُشاع عن انقلابات ويُشاع الآن عن انتخابات فكُلها كانت ولا تزال مهازل .

مهازل الانتخابات في الديموقراطيات المتشاكسة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=192&cat=4

(2) وأنّ انتخاب الناس لأولي أمْر منهم لمدة معينة لا يعني أكثر من حصول طالب على شهادةِ دراسةٍ نظريةٍ تؤهــله للدخول إلى الحياة العملية ولكنها لا تضمن له النجاح فيها :

فكم مُفلحٍ في تلقّي الدروسِ : تلقى الحياة فلم يُنجب !

(3) وأنّ أولَ اختبارٍ لقدرةِ أولي الأمر ، مُنتخَبين أو غيرَ مُنتخَبين ، ونجاحِهم في استحقاق ((الشرعـية العملية)) هــــو أن يسود الأمنُ في المجتمع : فلا زعــرنات ولا تظاهــرات ولا انتفاضات ولا اعتصامات بات أذكياء الأطفال يُدركون أنها مساخر ليس لها من أثر سوى تعطيلِ الأعمال وقطعِ الأرزاق وتمكين الحثالات من رقاب الناس وتحقيقِ مقاصدَ سيئة لا يُظهرها المتظاهرون ، بل (( يتظاهرون)) رياءً ويهتفون بما يستهوي الغوغاء من جرْش الكلام . وينطبق هذا على ^(أ) الخرافة والخُرافيين ، ^(ب) والفسادِ والمُفسدين :

*[ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {71} ] الأنعام .

التظاهرات الجماهيرية هي من الباطل

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=205&cat=3

فالأمن هو هواءُ حياة المجتمع الذي تعصف به التظاهراتُ والانتفاضات والثورات .. وقد منَّ الله سبحانه على قريشٍ وذكّرهم بوجوب طاعته وعبادته بعد أن *[ أَطْعَمَهُم مِّن ⁽¹⁾ جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ ⁽²⁾ خَوْفٍ ] . فلا شرعية لمن أخفق في فرْض الأمن حتى لو كان كل الناس قد انتخبوه . هذا من جهةٍ ، ولكن الأمن كذلك لــن يسهُل تحقيقه بغير قسطٍ من العدل . هنا سوف تظل عبارة عمر بن عبد العزيز (حصّنْها بالعدل) مشعلاً في ظلام الفوضى والظلم :

*[ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ {1} إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ {2} فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ {4} ] قريش :

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ ، وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً       {135} ] النساء .

هذه الآية نقشتْ ترجمتها إلى اللسان الإنجليزي كلية القانون في جامعة هارفــرد على حائطٍ لها مع عبارات أُخرى اختارتها !

الأمن والعدل هواء الحياة وماؤها 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=38&cat=3

(4) ومن جهة ثانيةٍ ، فإنّ على الشعب الذي انتخبتْ أكثريتُه أولِي الأمر – إذا كان حُراً - أن يوفِيَ بالعقودِ (1/المائدة) فيُعطيَهم فرصة للعمل دون (شوشرات واعتصامات كلها زعـــرنات ..) حتى يُنهوا مدتهم فــيُــقَــيَّـموا في الانتخابات التالية بمقدارِ ما أمّنوا للناس من ^(أ) أمْــنٍ هو هــواء الحياة ^(ب) وعـــــدْلٍ هو ماؤها ، كما قيّم الشعب البريطاني رئيس الوزراء ونستون تشرشل وحزبَه (المحافظين) فأسقطهم في الانتخابات التي تلت الحرب العالمية الثانية مع أن تشرشل لم يخسر الحرب .

فتشرشل الذي أدخل بريطانيا وأوروبا والعالم في حرب مدمرة هي الحرب المعروفة بالحرب العالمية الثانية ، أُعطيَ فرصته ليُكمل مدته . ومع أن بريطانيا خرجت من الحرب بخسائر أقل من ألمانيا إلاّ أنّ كونَها ربحتْ الحرب فيه نظر ، إذ لا رابح في حرب مدمرة كتلك ، خاصة إذا تذكرنا أن بريطانيا خسرت مكانتها الأولى في العالَم .. مع ذلك لم نسمع أنّ ملايين البريطانيين خرجت إلى الشوارع لإسقاط تشرشل ، إيمانا من الشعب البريطاني بعدم جدوى الثورات لتغيير الحكام من بعد إخفاق ثورة (كرومويل) قبل أكثر من ثلاثة قرون وحتى اليوم . بل إنه صبَر ليُسقطه وحزبَه في الانتخابات التي تلت الحرب العالمية الثانية إيمانا من شعب راقٍ أن صناديق الاقتراع هي الحَكمُ وليس غوغائياتِ الشوارع ولا الجيشَ ولا الثوراتِ التخريبية .

وفي المقابل خرجت (ملايين المُخبرين ، كما قيل !) في 9 و 10 يونيو 1967 لتثبيت قيادةٍ دمرت البلد بشكل مخـــزٍ ولم نسمع أن أحدا دعــا إلى محاكمتها .. في أمّةٍ صدق فيها المتنبي !

بديل ثقافة العنف لتغيير الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

(5) وأن تكون العلاقة بين الحاكمين والمحكومين خلال هذه المدة علاقة (مُناصحةٍ) وتواصٍ بالحق والصبر إذا كانوا أحراراً يملكون قرارهم . أما إذا كانوا عبيدا مأمورين لا يملكون قراراً فأسيادهم يوزعون عليهم الأدوار بين معارضة وموالاة :

*[ وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ     {3} ] العصر .

فالذين آمنوا ولهم رصيد من عمل الصالحات يوصون المسئولين بالحق فيحترمُ المسئولون وصيّتهم ويوصونهم بالصبر الذي لا بد منه لإنجاز أيّ عمل . على أن تُمحى من القاموس السياسي كلمتا (الموالاة والمعارضة) ليُستبدَل بهما مصطلح (المراقبة والمناصحة) *[ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ {125} ] النحل ، لأيّ حاكم مهما كان فسادُه حقيقةً أو زعماً ، إذ ليس هناك مَن كان أكثرَ فسقا وإفسادا وإجراما من فرعون بشهادة القرآن (75/يونس) ، ومع ذلك قال الله لموسى وهارون مبيناً أسلوبَ مخاطبته :

*[ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {43} فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {44} ] طه .

. نعم للمناصحة . لا للمعارضة والموالاة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=160&cat=3

(6) فإذا رأى قِطاعٌ من الناس غيرَ ذلك ، فعليهم :

أ . أن يَلجؤوا إلى (مجلس حكماء دستوري سيادي أعـلى) ، لا بد من وجوده في كل بلد ، هو الذي يفصل بين الحاكمين والمحكومين ويملك عزلَهم ، لا الجيشُ ولا مليونياتٌ افتراضية يُستَحمَرُ بها المغفلون ، ولا قطعانُ المتظاهرين الذين قد يكونون أظلمَ من أسوأ الحكام .

التزوير الكبير في دعاوى المليونيات تكشفه مقولة تقول : حدِّث مَــن تظنه عاقلا بما ينقضه التفكر ، فإن صدّق فلا عقل له ! بهذا نعلم أن دعاوى المليونيات في مصر لا صحة لها . الذين تحدثوا عــن الملايين من الطرفين في ميدان التحرير أو غيره من الميادين في مصر استخفوا بعقول الناس واستحمروهم ، والحساب يُكذب مزاعمهم : فمساحة أكبر هذه الميادين – ميدان التحرير – لا تزيد عن (45) ألف متر مربع . ولو افترضنا أن المتواجدين كلَّهم وقوف وأن المتر المربع يتسع لأربعة وأن المساحة المخصصة لكل واقف هي ربع متر مربع فإن أكبر عدد لن يزيد عن (45,000 × 4) = 180/ألف إنسان . ولو أضفتَ إليهم متظاهرين في الشوارع المؤدية إلى الميدان فــلن يصل العدد إلى نصف مليون بأي حال ، فــأيـــن الملايين ؟ يا أُمةً .. !

ب . أو أن يردّوا الأمر إلى الله ربِّهم وربِّ الحكام داعــين *[ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ {89} ] الأعراف ، وشاكِين بثّهم وحُزنَهم إليه من جهازِ بثٍّ ( قلبٍ سليم ) يُرسل ويستقبل ، موقِـــنين *[ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {56} ] هود .

فهو القادر على توجيهِهم جميعا إلى ما فيه خيرهم ، ومن ذلك إصلاحُ المسئولين والأخذُ بنواصيهم إلى ما هو خير .. أو أخْذُهم *[ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ {42} ] القمر .. كما عرفنا من الماضي ونشاهدُ في الواقع :

*[ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ {69} ] النمل .

*[ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {11} ] الأنعام .

*[ وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ{41} كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ{42} ] القمر .

*[ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ{44} سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ{45} ] القمر .

*[ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ {19} ] الأنفال .

(7) إن *[ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ] لا يغامرون بإيمانهم وصالح أعمالِهم من أجل أن يحكموا بشرا وصف ربُّهم أكثَرهم أنهم *[ لاَ يَعْقِلُونَ ] و *[ لا يفقهون ] و *[ لا يؤمنون ] و *[ لا يشكرون ] *[ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ {70} ] المؤمنون . ألذين آمنوا يُصدقون بقول ربهم :

*[ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {83} ] القصص .

. ألذين يخافون اللهَ والآخرة لا يحكمون بشراً وصفهم ربهم أنهم لا يعقلون و.. ! 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=321&cat=2

ولما غابت هذه الفكرة عن علي بن أبي طالب أذن الله أن يٌقــتَــل ليعيش في جنب الله ويَــليَ أمرَ المسلمين مَــن لم يكن خيرَهم ولكنه كان خيراً لهم !

(3)

النظام الأمثلُ لإدارة الله للكوْن

يمكن أن يَنسخ البشر عنه نُسخة مُصغــرة للنظام الأمثلِ لإدارة أيّ بلــد كما بيّناه في مقال :

مفهوم الإستواء على العرش من كلمات الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=339&cat=5

*[ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} ] الناس .

هذه الأوصاف الثلاثة التي وَصف الله سبحانه بها نفسه وهو يضبط ملكوته ( ربّاً ، وملكاً ، وإلهاً للناس ) ينبغي التوقف عندها لينسخ البشر عنها وهُم يحاولون ضبْطَ مجتمعاتهم بالحد الأدنى اللازم لاستمرار عمارة الأرض    *[ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {60} ] النحل :

(1) فرَبِّ النَّاسِ {1} في السماء نَسخ البشر عنه لتقوم مقامَه السلطةَ التنفيذية المُنتَخبة في الأرض التي أوجب الله على الناس طاعتها إذا التزمت هي بطاعة اللهِ ، إلهِ الناس .

(2) ومَلِكُ النَّاسِ {2} في السماء *[ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّر       {23} ] الحشر ، نسَخ البشرُ عنه ( نَسخاً تقريبياً) ملِكاً بشرا في الأرض (كما في بريطانيا) أو رئيساً للبلاد (كما في أمريكا ) يُفترض أن يملك الإرادة السياسية التي تمكنه من أن ^(أ) يُضفيَ الشرعية على السلطة التنفيذية ^(ب) ويكونَ مسئولا عن السلطة القضائية التي تفصل بين الناس المحكومين .

(3) وإِلَهُ النَّاسِ {3}  *[ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ {84} ] الزخرف *[ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ] .. هو القاضي الأعلى متميزا بالحكمة والعلم . فهو الحَـــكمُ الأعلى بين الناس المحكومين في الأرض وبين أولي الأمر منهم  حين يطغى بعضهم في البلاد فيُكثرون فيها الفساد (11/ الفجر)   أو يبغي المسئولون عليهم (22/ ص) ولا يجدون من البشر رادعا ، فيتدخل الله سبحانه ليحكمَ بينهم كما حكم على داوود *[ وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ   {41} ] الرعد ، ويُريَهم آياته فيعرفونها *[ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ {25} ] النور .

 إِلَهُ النَّاسِ {3} هو مالكُ المُلك الذي يُؤتي المُلـكَ / الحُكمَ من يشاء وينزِعه ممن يشاء بموجب سُننٍ وقوانينَ ربانية عـزّزتها إحصاءات في (آيتي مالكِ المُلك 26 و 27) من سورة آلعمران لو عرفها الناس لأراحوا واستراحوا وما ضلّوا ضلالاً بعيدا :

*[ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِــزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26} تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ^{(464/ كلمة مقروءة في السورة)} {27} ] آلعمران :

من سَنةِ 635/م يوم أعـَــزَّ اللهُ المسلمين بفتح القدس ..

إلى

سَنةِ 1099/م يوم أذلّهم بخسارتها وأعـزَّ الغربيين الصليبيين

= 464/ سَنةً

ومن 1453/م يوم أعـَــزَّ اللهُ المسلمين ثانيةً بفتح القسطنطينية ..

إلى

1917/م  يوم أذلهم بالهزيمة في الحرب العالمية الثانية وأعـزّ الحلفاء الغربيين ثانيةً

= 464 / سنةً

فسبحانَ اللهِ العظيمِ

*[ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {6} ] المجادلة .

. سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم  ..  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=338&cat=6

*****

مع الأسف ، لم ينسخ البشرُ عن سلطة إلهِ الناس ، مالكِ المُلكِ الذي له *[ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ] ، لم ينسخوا سُلطةً مشابهة محسوسة على الأرض لتحكم بين الناس المحكومين وبين ملوكهم ورؤسائهم الحاكمين فلا مُعقِّب من البشر لحُكمها . ومع الأسف الشديد مرةً أخرى لم يخطـــرْ ببال البشر المظلومين والذين يظنون أنفسهم كذلك أن يشْكوا بثّهم وحزنهم حقيقةً إلى اللهِ إلهِ الناس الذي *[ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41} ] الرعد ، مع أو بدون سلطة بشرية تحكم ولا مُعقب لحكمها إلاّ الله . لم يخطر هذا ببال البشر ، مع أن وجود سلطة بشرية كهذه هو مفهوم وصية الرسول الكريم التي أوصى بها المؤمنين عن ربه :

*[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {10} ] الشورى .

ولو تحاكَموا إلى الله نفسه ، إلهِ الناس (لا يوكّل أحداً) مستجيبين له *[ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ {31} ] الحج ، ومؤمنين به وحدَه لوجدوه قريبا حين يدعونه صابرين كصبرهم ، بل أقلَّ صبرا بكثيرٍ ، على بُطء سير محاكم البشر

*[ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ،

فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِــــــــــــــي وَلْيُؤْمِنُواْ بِــــــــــــــــــــي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ   {186} ] البقرة .

(4)

الحل الرباني القرآني يقضي بإيجاد ثلاثِ سُـلطاتٍ متكاملة

فيا أيها الناس : يا من سفك بعضُكم دماء بعض واستحمَركم الذين زينوا لكم أعمالاً ما أنزل الله بها من سلطان من اعتصاماتٍ عبثيةٍ ، ومظاهراتٍ تهريجية لا يمكن أن تكون سِلمية ، وثوراتٍ إجراميةٍ لم تجنوا منها كلِّها إلاّ الخيبة ، وزينوا لكم أن السبب الأول لمصائبكم هو (استبدادُ وديكتاتورية) كبرائِكم وأن الحل هو في الثورة عليهم ، وليس في الثورة الثقافية الحضارية الهادئة على أنفسكم وكهنوتِكم ونُخبِكم :

هزائمنا حضارية علاجها مشروع حضاري     

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=317&cat=2

 بهذا صرفوكم عـن تغيير ما بأنفسكم حتى يُغيّـــر ( اللهُ ) ما بكم حسب وعْده سبحانه *[ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ  {11} ] الرعد :

الشعوب المحجور عليها ليست حرة فلا يظهر فيها ديكتاتور  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=320&cat=4

 ومع الأسف لم تتوقفوا لتقارنوا بين وضع فرنسا التي دمرتها (شوشرات) الثورة الفرنسية ، التي زيّنها لكم الشيطان ، وبين وضع بريطانيا التي اتبعتْ التغييرَ الهاديء منذ فشلِ ثورة (كرومويل) قبل ثلاثة قرون ونصف ..

لقد جربتم البشر المخلوقين فخذلوكم ، فجرّبوا اللهَ ربَّكم ، وستجدونه عند ظــن الصالحين ، الذين سيقولون حين يُسألون عن سبب فلاحهم *[ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ {28} ] الطور .

فادعــــــــــــــــــــوه قائليــــــــــــــــــن :

*[ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا : رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ {89} ] الأعراف .

الحل الرباني القرآني يقتضي أن يُقيمَ البشرُ نظاماً يتقاسم إدارة البلادِ فيه :

^(أ) سلطةٌ تنفيذية منتخبة تملك القوة والدراية السياسة التي ((لا)) ولن يملكها المتدينون المتقون ، فلم يملكها (علي بن أبي طالب ، ولا الحسن ولا الحسين) وملَكها (معاوية) الذي لم يكن خيرَ الناس ولكنه كان خيراً لهم .

^(ب)  وسلطة قضائية تملك الأمانة ويرأسها حــرٌ أمين (كعـليّ) يملك إلزامَ القضاة أن يحكموا بين الناس بالعدل ودونما إبطاءٍ ومماطلةٍ تتميز بها كل محاكم العالم  :

^(ج) ومجلسُ حكماءٍ دستوريٌ أعلى مُحصّنٌ من العزل ، يجمع في مجموعِه القوة إلى الأمانة ويكون فوق جميع السلطات البشريةِ ليفصل في المنازعات بين المحكومين والحاكمين ويُغني الأمة كلها عن الجرائم التي يكتوي بنارها الشعوبُ والحكامُ . وقد بيّنا تفصيلات هذا في بحث (بديل ثقافة العنف لتغيير الأنظمة وإصلاحها ) أعلاه .

لو فعلتم ذلكم وبدأتم بداية جيدة لأنجزتم في فترة وجيزة نصف العمل بدلا من هدْر الوقت والطاقات في جرْش الكلام واستجداء المزيدِ من التدخل الأجنبي الذي لم ينفعكم سابقا لينفعَكم الآن !

البداية الجيدة نصف العمل ... 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=292&cat=4

*[ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ{4}

رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {5} ] المُمتحنة .

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] -  فلسطين

 www.Facebook.com مدرسة الربانيين – محمد راجح دويكات

---