5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12770
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12334
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43742
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

نظرات قرآنية في ماهيّةِ الروحِ والنفسِ والموتِ ، ومفهومِ قــتـل النفس

3/28/2012 4:07:00 PM

عدد المشاهدات:5582  عدد التعليقات: 13
3/28/2012 4:07:00 PM

محمد راجح يوسف دويكات

 

نظرات قرآنية في ماهيّةِ الروحِ والنفسِ والموتِ ، ومفهومِ قــتـل النفس

*[ ولاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ ]

{33} ] الإسراء  و {151} ] الأنعام

(1)

الـــــــــــــــــروح  (spirit): هي أعظم القوى الخفيةِ عند الله

كالكهرباء عند الإنسان .

منها القُوة الخفية التي تمكن الكائنات الحيةَ من التكاثر والنماء والحركة الذاتية

الروح : من مفاهيمها القرءان الكريم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=208&cat=4

*[ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ{29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{30} ] الحجر .

بالمشاهدة ، تشترك الكائناتُ الحية – خلافاً للجمادات -  في قدرتها الذاتية على النمو والتكاثر والحركة والتوجيه . ومن قول الله سبحانه عن آدم *[ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ] و*[ سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ] نفهم أن الله خالقَ كل شيء قد ميّز بني آدم بنفخة من روحه أعطتهم شيئا من صفات الله لا نرى منها في الكائنات الحية الأخرى إلا روحا تجعلها حيةً : تنمو وتتكاثر وتتحرك وتتوجّه ذاتيا .

نظرات قرآنية في خلق الإنسان على مرحلتين

 http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=344&cat=5

بهذا تكون لـلكائنات الحية كلِّها روحٌ هي سرُّ حياتها الذي لا يَعرف حقيقته إلاّ اللهُ خالقُ كل شيء :

*[ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً {85} ] الإسراء .

وقد تحدى الله الناس والمخلوقين أن يخلقوا وحدهم أدنى مخلوقٍ بروح :

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ {73} ] الحج .

 

ويكون آدم الذي خلقه الله بيديه قد ميّزه الله وميز بنيه بروحٍ خاصةٍ من المصدر ، من روحه سبحانه سماها القرآنُ (نفْسا) خاصةً بكل فرد هي التي تعطي الإنسان الآدمي (بما فيها من روحٍ حيوانية العامة) قدرة متفاوتةً بين الأفراد على العقل والربط والإضافة هي التي جعلته – بإذن ربه الذي استخلفه – يصل بعمارة الأرض إلى هذا المستوى المادي المتقدم الذي علم الله أنه لن تقدر عليه الكائناتُ الحية الأخرى ولا الجن ولا الملائكة .

 

بدون قدْر مُعيَّن من هذه (النفس) ، الخاصة بالإنسان الآدمي ، التي تجعل البشر يعقلون ويربطون وُيضيفـون .. فإنهم ينحطون إلى مجرد كائنات حية شبَّهها خالقها بالأنعام التي لا تعقل ولا تُحسن الربطَ ولا الإضافة .. بل هم أضلّ ، كما هو حال أكثر الناس الذين وصفهم خالقهم بأنهم لا يعقلون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يتفكرون ولا يشكرون بل إنهم للحق كارهون . كل هذا بسبب تخلّي أكثر الناس عن نعمة العقل والربط التي تميز نفوسهم عن روح البهائم :

. ألذين يخافون اللهَ والآخرة لا يحكمون ! 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=321&cat=2

*[ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً {44} ] الفرقان .

*[ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179} ] الأعراف .

عقاب المكذبين الآخرين الغافلين اليوم أشد من عقاب الجاهلين الأولين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=128&cat=4

الكائنات الحية – سوى الإنسانِ – تموت إذا فقدت الروحَ كلَّها فتصبح (مـيِّتةً) ، بتشديد الياء ، وبدون قدْر كبير من الروح تصبح (مَيْـتةً) ، بسكون الياء ، على شفا الموت التام . ما حرّمه القرآن من الأنعام هو (المَيْـتة) المشرفة على الموت لمرض ، وليس (المـيِّتةً) فقط . بينما المشرفة على الموت لحادث تُذبح قبل أن تموتَ فتُأكل . الإنسان يموت إذا خرجت منه (نفْسُه) التي بها يحيى : ينمو ويتكاثر ويتحرك ويعقل ذاتيا . فإذا فقد قدرته على العقل والربط والإضافة وبقي فيه قدْرٌ من الروح الحيوانية ، ظل يعيش كالبهائم (عيشاً أخفَّ منه الحِمامُ) *[ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ {12} ] محمد .

(2)

النَّــــفْـس (soul)

القرآن لم ينسب (النفس) إلاّ إلى بني آدم الذين ورثوا النفخة من روح الله عن أبيهم آدم . فهي روح خاصة بالإنسان تُميز بني آدم عن كل الكائنات الحية بحُسن تقويمِهم : (1) صورةِ أجسادهم المادية التي تُحَس بالحواس كما تُحُس الأوعية ، (2) وصورةِ نفوسِهم (التي تحدد صفاتِهم) التي تَملأ هذه الأوعية وتُحَسُّ آثارُها أعمالاً إبداعيةً ومواقفَ *[ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ] التين ..

بهاتين الصورتين كان بنو آدم مميَّزين عن كل الكائنات الحية التي نعرفها والتي سخّرها اللهُ كلَّها لهم ليكونوا خلائف الأرض ، يعمرونها باسم ربهم . وبهاتين الصورتين استحق آدم واستحقتْ ذريته التكريم :

*[ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {70} ] الإسراء .

من حُسن تقويم الإنسان الجسدي (الوِعاء) أنه متناسق الأعضاء وأنه *[ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ {45} ] النور ، لا على بطنه ولا على أربع :

*[ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {45} ] النور .

 

وعلى رأس تقويمه (النفسي) الذي يُدرَك بآثاره ، تأتي قدرتُه على العقلِ (الربط والتحليل والإضافة) التي ميّزته عن كل الكائنات الحية الأُخرى وعن الجن والإنسان الأول وعن الملائكة التي سجدت له – بأمر ربها – اعترافا بأفضليته عليها لإنجاز مهمة عمارة الأرض ، وتجديدا لإقرارها بقول ربها *[ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} ] البقرة .. كما اثبتت الأيام .

 

وقد سوّى الله جسدَ آدم ، فجعله في أحسن تقويمٍ هو الذي عليه ، قبل أن ينفخ فيه من روحه ليهبه النفس :

*[ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ {29} ] الحجر .

وقد سوّى نفْسَ آدم بحيث تكون قابلة للتقوى وقابلة للفجور باختيارها :

*[ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا           {10} ] الشمس .

(3)

العلاقةُ بين النفس والروح : النفسُ في الإنسان يقابلها الروح في الحيوان

يشترك الإنسان مع كل الكائنات الحية في أنها كلها (تنمو وتتكاثر وتتحرك) ذاتيا بفعل قوة خفية فيها هي الروح . ويختلف الإنسان عنها بقدرته الفائقة على عقل وربْط الأمور واستخلاص معلومات جديدة مبتكرة بفضل النفخة الإلهية فيه من روح الله التي ارتقتْ بروح الإنسان إلى أن تكون (نفْسا) . الكائنات الحية سوى الإنسان تموت بخروج الروح (سِرِّ الحياة) منها . الإنسان يموت بخروج نفسه منه ، كما أكّد القرآن مرارا ولم يذكر خروج الروح

 

فمن جهةٍ هي روحٌ خفية تُحرك وتوجِّه الإنسان ذاتيا/فطريا لإشباع حاجاته ككائن حيٍّ  . ومن جهةٍ أخرى هي نفْسٌ توجِّهُه وتُمكنه من الإضافة والتجديد بما فيها من ملَكة العقل والربط .  وحين تبدأ قدرة الإنسان الذاتية على النمو والحركة والعقل تتعاظم من بعد بلوغِه أشُده في سن العشرين ، ثم استوائِه (نُضجِه) في سن الثلاثين ليكون كهلاً (46/آلعمران) ، ثم بلوغِه غايةَ أشُدِّه في سن الأربعين .. تبدأ هذه القدرة بالتناقص فيشيب ثم يشيخ ثم يموت أو يُردُّ إلى أرذل العمر قبل أن يموت :

 

*[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ، وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ {5} ] الحج .

*[ وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ      {70} ] النحل .

فحتى لا تنحط قدرتك العقلية فجأة *[ بَعْدَ عِلْمٍ ] عليك بكتاب الله (64/النحل) و بالعسل (69/النحل) .

 

*[ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {67} ] غافر .

*[ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ {152} ] الأنعام .

*[ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا {82} ] الكهف .

*[ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {22} ] يوسف .

(4)

العلاقة بين النفس والجسد

القرآن يقول إن الإنسان يموت إذا خرجت منه نفسه (ولا يذكر روحَه) التي تؤهله للتقوى أو الفجور .. ففَقد الصورة غيرَ المرئيةِ التي تملأ وعاء جسده ليصبح سوْءة/جُثة هامدة لا نفع منها كوعاء المصباح الكهربائي بدون كهرباء . لكن ما الذي يجعل جوهرةَ النفس تخرج من وعائها بعد دخولها إليه منذ نهايةِ الشهر الثالث ، نهايةِ الأسبوعِ الثاني عشرَ ؟ 

. متى يصبح الجنين إنسانا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=151&cat=6

يحدث هذا في إحدى حالتين : (1) إما أن ينقطعَ تيارُ النفس (الروح الحيوانية + العقل) من عند الله *[ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا {42} ] الزمر ، فيموتَ ككائن حيٍّ عاقل ، وتخرجَ منه بذلك النفس البشرية كما ينقطع التيار الكهربائي من المصدر .. (2) وإما أن يُخرَّب وعاؤها فلا يكون لها مأوى تأوي إليه كما إذا كُسر المصباح واحترق السلك فلا يعود للتيار سلكٌ يسري فيه ولا زجاجةٌ تُؤويه . والنفوس ثلاث زُمَـــرٍ :

1. نفوس العصاة المفترين على الله الذين لوّثوا فطرةَ الله التي فطر عليها نفوسَهم . هؤلاء تتوعدهم ملائكة الموت بالإهانةِ قبل موتهم *[ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ {93} ] الأنعام ، فتخرج نفوسهم رغما عنهم ليموتوا :

2. أما نفوس الصالحين المطمئنةُ التي ترجو لقاء ربها (110/الكهف) فهي تَعرف بجميلِ الظن ما الله صانعٌ بها ، فترجعُ إلى ربها – حين يَأذن لها -  راضية مرضية كما يرجع الإنسان إلى ما يُحب  فيُقالُ لها :

*[ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30} ] الفجر .

3. وأما النفوس اللوامة التي تلوم صاحبها على الذنب حين يتبين لها خطؤها فتستغفرُ ربها .. فتظل في شك من أمرها حتى ترى مصيرها عينَ اليقين يوم القيامة :

*[ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ{1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ{2} أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ{3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ{4} بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ{5} يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ؟ {2} ] القيامة :

فئات الناس عند الموت فاختر فئتك من الآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=104&cat=5

 (4)

قتل النفس وقتلُ / تدميرُ الوعاء

ذكر القرآن أول جريمةِ قتْل كانت بتدمير وعاء النفس (الجسد) الذي يصبح بدون النفس سوءَةً يجب أن يُعجَّل في مواراتها . وقد نسبها القرآنُ إلى أحد ابنَيْ آدم الذي عميتْ بصيرتُه وفقد آدميتَه فـقـتـل أخاه :

*[ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{30} فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ . قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ    {31} ] المائدة .

وكون الجسد سوءةً لا قيمة لها بغير النفس يطرح مشكلات أخلاقية مزمنة وعادات باليةً لم يجرؤ البشر على حسمها لعدم وجودِ مرجعية سماويةٍ بكلمات الله عندهم أو جهلِهم أو غفلتِهم عن القرآن الذي هو المرجعية الوحيدة اليوم . من ذلك أن السوءة/الجثة لا تُغسل ولا تكفن كفنا خاصا ولا يُصلى عليها إلاّ عند القبر .

. تغسيل الميت . الجنائز . بيوت العزاء

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=229&cat=3

وذكَـر القرآنُ نص النهيِ الواسع عن قتل الإنسان ، وجعله أكثر من تخريب الوعاء ..  فنهى عن قتل النفس تحديدا ليكون أعمَّ واشمل من قتل الإنسان بتدمير جسده :

*[ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {151} ] الأنعام .

*[ ولاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً {33} ] الإسراء .

(5)

قتلُ النفس يشمل فِتنتها بتعريضها إلى ما لا طاقة لها به :

الفتنةُ ألأشد من القتل والفتنة الأكبر 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=262&cat=5

ويترتب على كل ما سبق أسئلة تحتاج إلى إجابات تُفهم من كلمات الله :

أ. هل يظل من يفقد نفسَه بفقدِه النفخة الإلهية الإضافية التي تمده بالقدرة على عقل/ربطِ الأمور .. هل يظل إنسانا طالما أنه لا يعقل بل قد يكون مؤذيا .. إذا لم يكن هناك أمل في شفائه ؟

ب. وهل يُنظر إلى السكران ومتعاطي المخدرات الذي يرتكب جريمة قد تصل إلى قتل نفْس أو أنفُسٍ بغير الحق  .. هل يُنظر إليه نظرة عطف بحجة أنه كان فاقدا نفسه ووعيَه ؟ أم أنه يجب أن يعاقب على جريمتين ؟  

ج. وهل يُعتبر تدمير نفس الإنسان بفتنةٍ هي أشد من القتل تدميرا مؤقتا أو دائما ( بتدمير النفخة الإلهية التي تميز الإنسان عن الحيوان ذي الروح فقط ) .. هل يُعتبر هذا من القتل المُحرم للنفس ؟ أم أن قتلها بتعذيبها مع الإبقاءِ على وعائها هو كقتل البشر بالقنابل النيوترونية والإبقاء على الحجر .. فهو أسوأ من قتل النفس بتدمير وعائها ؟ الحروب تشرد سكانَ البيوت بالرعب وتدمر بيوتهم . كما تقتل النفوسَ بتدمير أوعيتها/أجسادها . فما حُكم من قتَل النفوس بإماتتِها بغير الحق وأبقى على أجسادها تعيش حياةً ضنْكا (124/طه) وعيشاً (أخفُّ منه الحِمامُ !) كما هو حال كثيرٍ من البشر الذين ينطقون بلسان حال من قال :

ليس مَن مات فاستراح بميتٍ : إنما الميْت ميّتُ الأحياء !

د. من هم المسئولون عن إماتةِ / قتلِ نفوس ملايين البشر بباطل الأفكار الإجرامية والأديان المزورة التي جعلت القتلة وكثيرا من المقتولين أسوأ من الوحوش عبر التاريخ ؟

وليس الذئب يأكل لحم ذئب : ويأكل بعضُنا بعضاً عِيانا !

تزوير دين الله يليه خطورة تزوير فطرة الله 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=297&cat=3

 

خُلاصـــــــــــــــــةُ القـــــــــــــــول

الله سبحانه صمم الروح الحيوانية ليجعل الحيوان بهذه الروح ينمو ويتكاثر ويتحرك ذاتيا ، وصمم النفس البشرية لتجعل الإنسان الآدمي بالنفس ينمو ويتكاثرُ ويتحرك ذاتيا ، ويعقل / يربط الأمور ليُبدع أمورا جديدة مكتسِبا صفة الخَلق بمعنى الإبداع من الخلاق العليم الذي نفخ فيه من روحه .

الحلول الخلاقة تؤخذ من كتاب وكلمات الخلاق العليم

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=61&cat=3

الذين يَقتلون في الإنسان قدرته على الإضافة والإبداع يفسقون عن أمْرَ الله *[ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً {29} ] النساء .. فهم يقتلون نفْسَه التي تُعطيه إنسانيته .. كما فعل ولا يزال كهنوت كل الأديان الأرضية (وكلها منذ قرون أرضية) متحالفين مع كبراء الناس كما وثّق القرآنُ عنهم :

*[ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً{68} ] الأحزاب . *[ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ {38} ] الأعراف .

المُتَّبَعون مغضوب عليهم والمتَّبِعون هم الضالون

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=206&cat=4

والذين يجمُدون – مختارين- على ما وجدوا عليه آباءهم الأقدمين يقتلون أنفسهم التي تُكسبهم إنسانيتَهم وقدرتَهم على الإضافة والإبداع .. ليصبحوا كالأنعام بل أضلَّ سبيلا !

. مَن يُضل مَن في الآية ( 17) من الفرقان ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=305&cat=3

 

*[ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ {6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ {7}

فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ! {8} ] الإنفطار .

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس - * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] –  فلسطين

 

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008