يشيرُ إلى ازدياد التشاكُس بدلاً من التجانُس في المجتمع ،

وإلى إجماعِ الناس على ما لا ينفعهم من أباطيل العادات :

باطل الإجماع : فلا إجماع إلا على باطل

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=184&cat=3

الحمدُ لله ربِّ العالَمين

*[ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً {54} ] الفرقان

مُلحقٌ مقترَحٌ بميثاق *[ عُقدة النكاح ] لِجعْلِه

زواجاً تَحوطُه المودةُ والرحمة

حين يُقررُ الناسُ الرجوعَ إلى ((Manual كتابِ ربِّهم :

القرآن ذكر المودة والرحمة بين الزوجين ولم يذكر الحب 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=239&cat=3

على ضوء المقال :

أمثلة من فطرة الله التي غيّرها البشر  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=298&cat=4

(1)

موجز الخبر :

أظهرت إحصاءات المحكمة الشرعية في  رام الله/فلسطين أنّ (45%) من حالات الطلاق المسجلة في الضفة الغربية تقع قبل اتمام احتفالات الزواج والدخول : (1581) حالة طلاق وقعت قبل إتمام الدخول من أصل  (3508) حالة طلاق سجلت في الضفة الغربية العام الماضي 2010 !!!

مؤشر هذا الخبر المحزن يتجه إلى الخط الأحمر أن المجتمع عندنا ليس فيه كثيرٌ مما يجتمع عليه الناس غيرُ الضلالاتِ والتفاهات والعاداتِ التي تُفرّق ولا تُجمّع :

الربانية السماوية تُجمّع و التراثية البشرية تُفرِّق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=248&cat=3

بينما فطر الله سبحانه مؤسسة الزواج الأُسْري على تجانسٍ بين الزوجين بأنْ *[ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً {21} ] الروم . ولن يتحقق هذا إلاّ إذا كانت الزوجة من نفس وسط زوجها ومستواه لتجمعَهما ثقافة مجتمعيةٌ غير متشاكسةٍ تجعل المجتمع يَعرفُ أوّلاً :

مفهوم الزوجية والزواج وما يحل منه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=69&cat=5

ما لم يُعرف عن الزواج وبديليه من كتاب الله

   http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=110&cat=5

ويلتزمُ ثانيا بشروطٍ ربانية أقترحُ إضافتَها حين يأذنُ الله

فتكونُ مُلحَقا بـشروطِ ميثاقِ*[ عُقْدَةَ النِّكَاحِ ]

يُذكِّر الناس بما ينفعهم *[ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ {55} ] الذاريات

وسيكون هذا الملحقُ صالحاً للتطبيق

حين يكون الناس مسلمين مؤمنين بآيات ربهم المُفصَّلة :

*[ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ{68} الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا

وَكَانُوا مُسْلِمِينَ {69} ] الزخرف .

النساء في كتاب الله  ثانيا : النكاح وأحكام عامة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=194&cat=5

*[ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {174} ] الأعراف

 (2)

مفهومُ عُقدة النكاح وكونِها ميثاقاً غليظا

*[ .. وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ {235} ] البقرة .

*[ .. أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ {237} ] البقرة .

كل الإتفاقيات بين البشر سماها القرآن العظيم (عقودا ، جمع عَقد) وسمى العقود المُعتبرةَ منها (مواثيقَ ، جمع ميثاق) . أمّا اتفاقية الزواج فقد سماها (عُقدةَ النكاح) تُعقَّد (بتشديد القاف) بعزيمة حتى لا يسهلَ حلُّها إلاّ بعزيمة ، ووصَفها بأنها (ميثاقٌ غليظ) . ولو عرفت المحاكم الشرعية هذه الحقيقةَ لما سارعت إلى تسجيل الطلاق لمجرد أن تلفظ به الذي *[ بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ] :

العزم شرط لعقدة النكاح وشرط لحلها بالطلاق

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=44&cat=5

*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {1} ] المائدة .

*[ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً {20} وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً     {21} ] النساء .

*****

لم يدرك البشر هذا المفهوم الذي ينبغي أن يشكل أحدَ أهم الأُسس التي يجب أن تُبنى عليها مؤسسةُ الزواج المترابطةِ التي فطرها الله سبحانه على المودة والرحمة لتكون نواةَ المجتمع المترابط ...

عدمُ إدراك هذا أدى إلى انحلال الأُسرة بداية في المجتمعات الغربية وإلى عدول الناس عن التناسل اختياراً ، حتى بلغت نسبة المواليد خارج مؤسسة الزواج في بلدان كفرنسا أكثر من 50% .. هذا هو السبب نفسه الذي أدى إلى بداية تفكُّكها في المجتمعات الإسلامية التراثية المتعصرنة التي أطاعت الشيطان حين أمَرها بتغيير خلْقِ الله / فِطرةِ الله التي فطَر الناس عليها .

لهذا يجب أن يُدرك الزوجان أوّلاً مفهوم الزوجية والزواج من القرآن الكريم (دليلِ الخَلق الرباني Manual) قبل أن يوقعا على شروطٍ حقيقية تقل بمعرفتها وبالإلتزام بها الخلافات :

مفهوم الزوجية والزواج وما يحل منه

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=69&cat=5

 (3)

المُلــــــــــــــــــــــــــــــــــحَق المقترح بـِ *[ عُقْدَة النِّكَاحِ ]

ليُذكّر الزوجين دائما بما يُرضي الله عنهما

أوّلاً. *[ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا ⁽¹⁾ فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا ⁽²⁾ أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ {34} ] النساء .

فالزوج الرجل هو رأسُ الأسرة القوّامُ عليها بموجب المادة (34/النساء) . ولا بد لكل مؤسسة من رئيس له على مرؤوسيه حقُّ الطاعة . والأسرةُ أهمّ المؤسسات . لهذا كان للزوج (بوصفِه رئيسَ الأسرة) على زوجته حقُّ الطاعة . ولكنه سبحانه حذر الزوج من البغي على زوجته إن أطاعتْه ، متوعدا مَن يظن نفسه عاليا أو كبيرا بأن الله هو العلي الكبير :

*[ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً {34} ] النساء .

ولا يعيب الزوجةَ الصالحة أن تطيع زوجها وصاحبَ عملها - إلاّ فيما ⁽¹⁾ حرّمه الله او ⁽²⁾ ما لا طاقة لها به – كحقِّ كل رئيس على كل مرؤوس في العالم ضمن القانون . الأمريكان يقولون : رئيسُك هو رئيسك ! Your boss is your boss ، ولا يروْن هذا الموقف الحازم مناقضا لديموقراطيتهم ولا لحقوق الإنسان !

*****

ثانياً. يترتب على قوامة/رئاسةِ الرجل للأسرة أنْ لا تخرج الزوجة من بيت الزوجية إلا بإذن الزوج أو معه ، ولا تُكثر من الخروج  حتى إلى بيت أهلها ، كما لا يُكثرُ الناس من التزاور لما اكتشفوه بالتجربة  (زُر غَبّاً تزدد حُباً) فهْماً لقول الله :

*[ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ

إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هم .. {24} ] ص

إرجع إلى مفهوم (الخُلطاءِ : كثيري التزاور) في مقال :

فطرة حفظ الجنس البشري  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=217&cat=5

وفرة وسائل الإتصالات تجعل هذا الأمر ممكنا حتى في الحالات الطارئة .. كما لا يخرج الموظفُ/العامل من مكان عمله إلا بإذن رئيسه دون أنْ تجدَ أحدا يعترض على هذا أو يعتبره تعديا على حقوق الإنسان .. علماً أنّ علاقة الزوجية يُفترض فيها أن تكون أقوى بكثير من علاقة العمل وأكثرَ حساسيةً ! وحين يصبح هذا الشرط رأيا عاما وعُرفاً في المجتمع  نكون قد أزلنا سببا مهما من أسباب المشكلات بين الأزواج التي إذا تراكمت أدّت إلى الطلاق !

*****

ثالثاً. *[ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً {24} ] النساء .. التفصيل في مقال :

للنساء في كتاب الله أجور لا مهور 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=63&cat=3

فللزوجة في كتاب/قانون ربها أجرٌ شهري (لا مهرٌ) مقابل عملها في بيتها (24/النساء) مساعِدةً خاصةً ومتخصصةً لزوجها الذي خلقه الله خليفة له لعمارة الأرض ثم خلق له زوجا من جنسه يُعينه ويكمل عمله .

فالمرأة في بيتها عاملة تعمل فيه بإنتاجية عالية ككلِّ متخصصٍ في عمله !

بعض أجرها حدٌّ أدنى مفروض ، منه حصتها من نفقات البيت . فالزوج لا يُنفق عليها مِنّةً ، وبعضُ الأجر علاوةُ إتقان يتناسب مع أدائها العام ومدى رِضا واستمتاع زوجِها / صاحبِ عملها بعملها .. ككلِّ أصحاب العمل الذين يرتقي العامل/الموظفُ عندهم مكانةً وأجراً برضاهم عنه واستمتاعهم بعمله .

*****

رابعاً. *[ وعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً    {19} ] النساء .

فليس هناك رجل كامل ولا امرأة كاملة . ولعل ما يكره الواحد منهما في الآخر (إلاّ الفاحشةَ) يكون سببا في خيرٍ كثير لا يعلمونه *[ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {216} البقرة . هذا وعدٌ من الله كثيرا ما يلمسه الناس في الواقع متأخرا فيدركون أنْ لو اطَّلعوا على الغيب لاختاروا ما قضى الله به في الواقع :

*[ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .. {32} ] الزخرف .

*****

خامساً. مِسك الختام هو توصيةُ الله سبحانه لكل البشر إذا أرادوا أن يجتنبوا العداواتِ البغيضةَ وأنْ لا يضلوا ولا يشقَوا :

*[ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ]

*[ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ

فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {123}

*[ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً

وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124} ] طه

   نحو مشروع حضاري عالمي للألفية الثالثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=75&cat=2

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين

---