ألوَهْمُ الخطيرُ

الذي جعل ملايينَ من مُسلمي رَضاع الكبيرِ

يعيشون بين القبور

وغرَستْه في عقولهم مَرويّاتٌ لا يُصدِّقها طفلٌ عاقلٌ صغير :

هُوَ

زعْمُهم أنهم يؤمنون بيوم الدين ويخافون الآخِرة

والحقيقةُ أنهم يُكذِّبون بيومِ الدِّين ولَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ

عاقبة عدم الإيمان بالآخرة

http://kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=193&cat=3

ما لا يذكره كثيرون : هناك حساب في الدنيا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=197&cat=4

الحمد لله رب العالَمين

(1)

البُرهان على العنوان من آيات القرآن

*[ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ⁽¹⁾ رَهِينَةٌ {38} إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ {39} فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ {40} عَنِ ⁽²⁾ الْمُجْرِمِينَ {41} مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؟! {42} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {43} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ {44} وَكُنَّا نَخُوضُ ⁽³⁾ مَعَ الْخَائِضِينَ {45} وَكُنَّا نُكَذِّبُ ⁽⁴⁾ بِيَوْمِ الدِّينِ {46} حَتَّى أَتَانَا ⁽⁵⁾ الْيَقِينُ {47} ‏ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ⁽⁶⁾ الشَّافِعِينَ {48}

فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ؟! {49} كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ {51} بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً {52} كَلَّا ! بَل لَا ⁽⁷⁾ يَخَافُونَ الْآخِرَةَ {53} ] المدَّثر .

البيــــان

(2)

⁽¹⁾ مفهوم قوله سبحانه *[ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ⁽¹⁾ رَهِينَةٌ {38} ] هو أنَّ يوم الدينِ/الحسابِ سوف يشهد ارتباطَ ظهورِ مصائرِ ^(ج) أكثرِ الناس بأعمالهم في الدنيا ، فيظل أحدُهم رهينَ ظهورِ نتيجة عملِه بحيث لا يَعرِف مصيرَه إلاّ بعد طولِ انتظارٍ لدوْرِه ليُحاسَب حسابا عسيرا . يُستثنى من هذا الحساب العسير الذي يطول انتظارُه ليزيد من قلق أصحابه المنتظِرين .. فِئتان من الناس هم القليل الطيب (13 و 14 و 39  و 40) الواقعة :

^(أ) السابقون المقربون الذين كان مصيرهم قد تقرر وعرفوه حين نُزِّلت عليهم ملائكة الموت تبشرهم أن لا يخافوا ولا يحزنوا (30/فصلت و 13/الأحقاف) فانتقلوا فور موتهم إلى جنة الخلود الأبدي عند سدرة المنتهى ليكونوا في جنْب الله (56/الزمر) .. ولم يُذكَر هؤلاء في آيات سورة (المدثر) أعلاه لأنهم ذُكروا في مواقع أُخرى .

^(ب) وأصحابُ اليمين الذين يحاسبون حسابا يسيرا يدخلون بعده الجنة بلا تأخير . بل إن ربّهم يُعجِّل بأنْ يُلحِقَ بهم ذرياتهم الذين اتّبعوهم بإيمان وربما قصروا عنهم في العمل ، كما يُلحِق بهم اطفالا لهم ماتوا صغارا لخدمتهم بينما يظل كل امريء من غيرِهم (وغيرِ السابقين) ينتظر طويلا ليَعرف مصيرَه المرهونَ بظهور نتيجة عمله وحسابِ كل مثقالِ ذرة منه ، خيرا أو شرا (7 و 8) الزلزلة :

*[ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ {17} فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {18} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {19} مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ {20} وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ! (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) {21} وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ {22} يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ {23} وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ {24} ] الطور .

*****

في مقابل تساؤُل أصحاب اليمين (40/المدثر) عما فعله المجرمون فدخلوا بسببه سَقَر/النارَ .. يتساءَل الذين ظلوا طويلا ينتظرون ، وقد رُهنت مصائرُهم بمعرفة نتيجة أعمالهم ، يتساءَلون عن سبب تكريم الله للمتقين ، فيرُد هؤلاء أنهم كانوا يخافونَ عذاب الله فوقاهم عذابَ السَّموم ، إذ كانوا يدْعونه لأنه هو البَر الرحيم بينما كان الآخَرون يدعون أربابهم من دون الله فلم ينفعوهم : مدَد يا نبي ، أغثنا أغِثنا يا رسول الله ، الله والنبي معك ، الله وعلي معاكم ، يا حسن ويا حُسين ، الله الله يا بدوي ... 

*[ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ : {25} قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ {26} فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ {27} إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ {28} ] الطور .

للمزيد إرجع إلى :

فئات الناس عند الموت فاختر فئتك من الآن

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=104&cat=5

مفهوم الخلود والخلود الأبدي في الجنة والنار

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=102&cat=5

(3)

⁽²⁾ المجرمون الذين يتسائل عنهم أصحاب اليمين :

ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون :  لماذا !

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=21&cat=5

⁽³⁾ يأتي على رأسهم أولئك الذين كانوا يخوضون في آيات الله ..

النهي عن القعود مع القوم الظالمين الخائضين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=162&cat=3

 بما يفترونه على الله (ورسوله) من أكاذيبَ جعلتْهم ..

⁽⁴⁾ يُكذِّبون بيوم الدين – على حقيقته - بمزاعمهم عن : دخولِ الجنة بقول الشهادتين وإن سرقوا وإن زنَوا ، وبشفاعةِ النبي لهم وبكثرةِ الصلاة عليه .. وتقليدِ مَن قبلهم في مزاعمِ الخروج من النار بعد عذابٍ قليل في أسوأ الأحوال ، مُعرِضين عما يقوله الله في القرآنِ *[ الكِتابِ كُلِّه ] ، حين لم يَقبل في هذا حجة الذين أُوتوا *[ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ ] فكيف يقبل حجة الذين أوتوا *[ الكتاب كله ] مُفصّلاً :

*[ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ {23} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24} فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {25} ] آل عمران .

*[ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ {78} فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ {79} وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {80}

بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {81} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {82} ] البقرة .

وحين كذّبوا بيوم الدين على حقيقته التي بيَّنها الله سبحانه في كتابه لم تُقبل لهم صلاةٌ ولا طعامُ مسكينٍ ، حتى لو أطعموه .. بل لم يُقبَلْ لهم عمل :

*[ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً {22} وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً {23} ] الفرقان .

كان أُولئك هم الذين لم يرجوا لقاء ربِّهم من المجرمين المكذبين الأوّلين !

*****

فمَن هم هؤلاء الذين تشابهت قلوبهم فلم يكونوا يرجون لقاء ربهم فكانوا من المجرمين الآخِرين الذين لا تبشرهم الملائكة وهم في غمرات الموت ، بل يتمنَّون لو حجَبتهم عن ملائكة الموت حواجز ؟ آية الأنعام تُبيِّن :

*[ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93} ] الأنعام .

⁽⁵⁾ وقد ظل هؤلاء وأمثالُهم المتقوِّلون على الله (ورسله) واهمين بأنهم على شيء حتى جاءَهم اليقين عند موتهم فعرفوا الحق بعد فوات الأوان وأيقنوا أنهم لم يكونوا على شيء من الحق (28/آل عمران) :

*[ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ {18} اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ {19} ] المجادلة .

*****

⁽⁶⁾ لكل ذلكم لم يجدوا أحدا يشهد لهم بخير ، ولو وَجدوا واهمين مِثلَهم لما نفعتهم شفاعتُهم/شهادتُهم ، لأن الشهادة بالباطل لا تنفع أحدا !

حقيقة الشفاعة من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=131&cat=5

⁽⁷⁾ إن سبب إعراضِهم عن الذكر هو استكبارُهم بمروياتهم الخرافية التي وافقت أهواءَهم في أنهم سوف يدخلون الجنة على كل حال برحمة الله . بل زعَم بعض متصوفيهم أنّ موسى وفرعون كليهما ستشملهم رحمة الله ويدخلون الجنة ، فلا داعي للقلق والخوف من الآخرة .. وأنَّ من يقول بخلاف هذا عليه أن يبرهن عليه بئايات جليِّة لا تشفير فيها يستطيع كل امريء من الغافلين أمثالِهم أن يفهمها (آيات المدَّثر أعلاه) . لهذا حكم الله عليهم أنهم لا يخافون الآخرة ، وواقع الغافلين من العرب والمسلمين عبيدِ الأموات يُثبت هذا :

عقاب المكذبين الآخرين الغافلين أشد من عقاب الأولين الجاهلين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=128&cat=4

(3)

بسبب هذه الأوهام يجد القراءُ الواهمون صعوبةً في فهم هذه الأبحاث والمقالات لأنها تضع الأصبع على مواقع العفن المتراكمِ قروناً (موروثا ومستوردا كما تُمثله وتُعبر عنه أكثرُ وسائلِ الإعلام والفضائياتِ) دون أن تجد زاويةً لا تحتاج إلى تنظيف ، ليس لأننا نبحث عن السلبيات فقط كما خُيِّل إلى بعضهم .. بل لأننا حيثما نظرنا ونظَر أيُّ متفكر .. لا يجدُ إلاّ عَفَـنا في الأوضاع يعكسه عفنٌ في ما بأنفس الناس من دِين وفِكر ، لو كان ⁽²⁾ دينَ الله الذي يرتضيه اللهُ لكان مُمَكَّـناً لأصحابه في الأرض ، ولكان أهلُه ⁽¹⁾ مستَخلَفين مُمكَّـناً لهم كذلك لا عبيداً ، ولَما رأيتَهم⁽³⁾ مُبدَّلين من بعد أمنهم خوفا ويعيش ملايين منهم بين القبور ، كما يتبين من آية الوعد الحق (55/النور)                                                                                

مفهومُ هذا أنهم كُـلَّهم *[ إلاّ مَنْ رحِم ربُّك {119} ] هود .. لا يحققون شرط الإستخلاف في الأرض : فهم غير مهتدين ، ولا يُطيعون اللهَ ولا يُطيعون الرسولَ ولا يُقيمون الصلاة ولا يُؤتون الزكاة ، خلافا لِوهْمهم أنهم يفعلون ، وخلافا لشرط الله بيِّنِ الدلالةِ :

*[ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ]

(4)

المؤسف المُؤلم أن سبب هذه الأوضاعِ المتردية التي تعيشها الأُمة منذ قرون هم الكهنوت قبل الأنظمة ، ومع ذلك لا يشير أحد إلى مسئوليتهم ، مع أنهم هم الذين يُزينون للناس الأوهام التي أردتهم في الدنيا وسوف تُرديهم معهم في الآخرة . وهُم الذين يَحولون دون أن يُغيِّرَ الناس ما بأنفسهم من دين وفكر خُرافييْن تتشكل منهما عجينتُهم  لكي يُغير الله ما بهم من أوضاع منها أنظمتهم التي هي طينةٌ من عجينتهم : بدايةً غيِّر العجينةَ يُغيرْ الله الطينةَ !

يجدر التذكير بأن حركة الإصلاح الأوروبية التي غيرتْ مسارَ التاريخ ووجْهَ العالم  كان أصحابها مُحتجين Protestants على خرافات الكهنوت التي تشكَّل منها ما بأنفس الناس آنذاك ، ولم يبدأوا احتجاجهم على الأنظمة . فلما غيَّر الناس ما بأنفسهم من فكر ودينٍ وسلوكيات ، غيَّر الله ما بهم من أوضاع ، منها أنظمتهم التي بلغ الرقي ببعضها اليوم أنَّ رئيسَ وزراءٍ لأستراليا ضمَّ صوته إلى المعارضين لحكومته لِيُسقطها حين وجد المؤيدين له في البرلمان (بدون صوته) يتساوون مع المعارضين ! أمّا الجنرال ديغول (رجُل فرنسا) – والشيءُ بالشيءِ يُذكَر - فقد استقال حين وجد المؤيدين له في استفتاء يزيدون قليلا عن 50% !!!

لماذا نهضوا وتخلفنا ولا نزال

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=15&cat=3

ختاماً

الأيام ستكشف إذا كان ما يحدث من تغييرٍ في الطينة عند العرب كان بسبب تغييرٍ في العجينة أم أنه استباق لانفجارٍ قُصد به إبقاءُ العجينة على ما هي عليه من عفَن منذ ستين سنة لتذهبَ سُدى كل آمال الناس في التغيير حين يُؤسسون آمالَهم على أوهامٍ تجعلهم يكتشفون كل مرة أنهم بنوْها على شفا جُرف هار ، بدلا من أن يُؤسسوها على أساسٍ من تقوى الله ورضوان ، مفهومه : غيِّروا أداءَكم .. يُغيِرْ اللهُ أوضاعكم ! إرتقوا بقوَّتِـكم/كفاءتِـكم  و أمانتِـكم .. ترتفعْ إنتاجيتُكم ليكون إسهامُكم في عِمارة الأرض ملموساً !

وإلاّ ، كيف يغير اللهُ أوضاعَكم وإنتاجيةُ العاملين التي تعكس (قوَّتَهم/كفاءتَهم و أمانتَهم معاً)  في العالم العربي كانت قبل ربع قرن (37) دقيقة من ساعات عملهم ، بينما انخفضت اليوم إلى أقل من نصف ساعة ، عِلما أنّ إنتاجية الملايين منهم اليوم هي صفر بينما هم محسوبون على العامِلين في أنهم يتقاضون رواتبهم سُحتاً دون أن يُنتجوا شيئاً . وبالمقارنة فإن هذا العالَم العربي  تطور خلال ربع القرن الماضي بمقدار دقيقة ونصف فقط !! حقَّــــــاً :

*[ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ

وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً

فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ {11} ] الرعد/التغيير .

نداءٌ إلى رجال الكهنوت من  قبل فوات الأوان

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=124&cat=6

ونداءٌ إلى أهل الفكر والسياسة

المصارحة التي أساسها كتاب الله تفك الإرتباط بباطل الصراعات

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=253&cat=4

*[ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى

مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ

أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159} إِلاَّ الَّذِينَ :

(أ) تَابُواْ

    (ب) وَأَصْلَحُواْ

(ج) وَبَيَّنُواْ

فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160} ] البقرة

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- * [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] – فلسطين

---