5/5/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12780
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12343
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43752
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13893
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15030
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14706
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

مقـــالات

الدبلوماسيةُ الهادئةُ : نتعلَّمها بهدوءٍ من القرآنِ الكريمِ أو بالتجربةِ المُرّة

6/10/2010 5:14:00 AM

عدد المشاهدات:5025  عدد التعليقات: 0
6/10/2010 5:14:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

الدبلوماسيةُ الهادئةُ :

نتعلَّمها بهدوءٍ من القرآنِ الكريمِ أو بالتجربةِ المُرّة

 

لنستيقنَ أنَّ العاقِبةَ للمُتقين وأنّ الأمورَ بخواتيمها

He laughs best he who laughs last

[ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ]

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين

(1)

[ ولقدْ أنزلنا إليكم آياتٍ مبيِّناتٍ

ومثلا من الذين خلَوْا من قبلكم وموعظةً للمتقين {34} ] النور

* [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً {41} وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً {42} هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً {43}‏ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً {44}

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (1) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً {45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً {46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً {47}

(1) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ

وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً {48} ] الأحزاب

نزَّل الله سبحانه ثلاثة نجوم من آيات كتاب الله القرآن في أوقات مختلفة من العهد المدني ليهتدي بها الرسول النبيُّ الكريم في ظلمات الكرْب العظيم التي وصف القرآنُ بعض  شدتها وقد تحزَّبت على المسلمين الأحزابُ :

* [ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا {10} هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً {11} ] الأحزاب .

وفي القرآن الخبرُ اليقين الذي نجد بعض بيانه في المراجع التاريخية منسجما مع النص القرآني الذي يتكلم عن مصدرِ خطرٍ داخلي ، يتكرر عند البشر ولم يكن يقل عن الخطر الخارجي ، هو خطر المنافقين الذين كانوا طابورا خامسا في مجتمع المدينة الإسلامي .

 

فكيف تعامل الرسولُ المُبلِّغُ والنبيُّ المطبِّق مع هذا الخطر الضاغط من الداخل ؟ إنْ تعامَل معه بالشدة ابتداءً وأهلُه كُثرٌ عرَّض المجتمع لفتنةِ حرب أهلية . البديل المضمون هو الحِلْم وإعطاء الفرصِ للمتمردين حتى يثوب بعضهم إلى رشدهم ويتقلص عددهم إلى الحد الأدنى الذي يُشعرهم بالضعف قبل أن يُعامَل من بقي منهم بالشِّدة فيتحقق الهدف بأقلِّ ثمن . هذه هي الدبلوماسية الهادئة لدى البشر !

(2)

امتاز عمل المنافقين بالتحريض الذي بلغ مداه بالتهديد :

* [ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ (2) لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ {7} يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ {8} ] المنافقون

وقد نُسبت مقولة الآية (8) إلى كبير المنافقين عبد الله بن أُبيّ فأشار عمر بن الخطاب بقتله وعرَض ابنُه على الرسول النبي أن يقتل أباه بنفسه فرفض قائلا : بل نرفقُ به !

 

(1) آياتُ سورة الأحزاب أعلاه تُذكِّر النبيَّ الأمين أن ربّه سبحانه قد رقّاه بأن جعَله رسولا أرسله بالقرآن ليكون شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا يُنير ظلماتِهم بئايات الله .. وأن عليه في ذلك المقام أن يلتزم بالمقال الرباني فلا يطيعَ الكافرين والمنافقين .. وأن يدَع عقابَهم وإيذاءَهم كما ينسى أذاهم له [ وَدَعْ أَذَاهُمْ ] .

لهذا كان يرفض أن يَقتل أو يأذن لأحدٍ بقتل كبيرِ المنافقين وهو في أوجِ قوته لِما يمكن أن يجرَّه قتلُه من فتنةٍ .. ملتزما بالتوجيه الرباني وليس خشية أن تقول العرب إن محمدا يقتل أصحابه !

ولأنّ البشر مفطورون على احترام الإنسان الهاديء الصبور الثابت على المبدأ (27/الحديد) فقد ظل المنافقون يتناقصون بسبب ثبات الرسول والمسلمين على الحق المبين ونصرِ الله لهم حتى أصبح كبيرُ المنافقين ضعيفا بلا قوة .

وحين مات ورأى الناسُ كيف أذلّه الله بانفضاض كثيرين عنه بالتدريج نظر النبي إلى عمر قائلا : لو أني قتلْتُه يوم أشرتَ عليَّ بقتله لأرعدَت له أُنوف لو أمرتُها اليوم بقتله لقتلَتْه !!

 

(2) ولما تغيّر المقام فأصبح المنافقون قلةً لا تملك إلاّ إطلاق الإشاعات واستنفدوا حقهم من الفُرص تغيّر المقال ، فنزل القرآن يتوعدهم ويكشف أعمالهم من قبل أن يأمر بقتالهم :

* [ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57} وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً {58} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {59} (2) لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً {61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {62}‏ ] الأحزاب .

(3) فلما استنفدوا فرصهم من الإعذار والإنذار أمَر اللهُ النبي مرتين بقتالهم والإغلاظ عليهم ، لا لأنهم ارتدوا بل لأنهم كانوا فعلا يُذيعون الإشاعات ويَحيكون المؤامرات لإيذاء المسلمين ، فلعل الغِلظة عليهم تكون رحمةً لهم حين تردع بعضهم عما كانوا فيه :

وقسا ليزدجروا ومن يك حازما : فلْيَقْسُ أحيانا على من يرحمُ

* [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (3) جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ

وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {73}

يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {74} وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ {75} فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ {76} فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ {77} أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {78} ] التوبة .

 

* [ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {7}‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {8} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (3) جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {9} ] التحريم .

(3)

هذا مثل من آيات الله المبيِّنات على الحِلم/الدبلوماسية الهادئة وثمرتهما الطيبة التي لا يدركها أكثر الناس المخلوقين من عجَلٍ لأن عجلتهم تُعمي بصائرهم عن إدراك عواقب الأمور المتأخرة المرتبطة بأسبابها والمنسجمة مع سُنن الله :

من يزرعْ الشوكَ لا يحصدْ به عِنبا !!

* [ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {6} يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7} أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ {8} أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {9} ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُون {10} اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {11} ] الروم .

*****

فهل هناك مثَلٌ من الذين خلوا من قبلنا على الحِلم/الدبلوماسيةِ الهادئة ؟؟

هناك أمثال تلتقي فيها التقوى (الأخذ بالأسباب الوقائية) والصبرُ (النَّفَس الطويل) .. منها موقفُ الرسول الكريم موسى من إيذاء فرعون ومَلئه لبني إسرائيل ، وموقفُ كلمةِ الله المسيحِ الذي كرر موقف موسى المبيَّن في التوراة والقرآن . ومنها موقف النصارى الأوّلين الذين قابلوا اضطهاد الرومان لهم بثبات وصبر عجيبيْن اثنى عليهم بسببهما القرآن الكريم . وقد بيّنا هذه المواقف في بحثنا :

مفهوم أعطوا ما لقيصر لقيصر                         

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=68&cat=2

 

وفي العصر الحديث استطاعت الدبلوماسية الهادئة أن  تهدم الإتحاد السوفياتي من الداخل بغير ضجة ولا قتال . ولو علم الناس قيمةَ الدبلوماسية الهادئة من كتاب الله القرآن الذي احتوى على كل الأمثلة الماضية .. لوفروا على أنفسهم عناءً وآلاماً كثيرة بسبب تجاربهم المريرةِ . الرسلُ والنبيون عرفوا الدبلوماسية الهادئة كما علّمهم إياها ربُّهم .. فصبروا وصدَقوا وقطفوا الثمرة وأورثوا المؤمنين الشعارَ الذي لخّصه نبي الله يوسف :

* [ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {90} ]

لهذا أقر له إخوتُه بالفضل ساجدين :

* [ قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ {91} ] يوسف

إن الدبلوماسية الهادئة التي تعلمها الرسول النبي الكريم مما علّمه ربُّه من القرآن أدّت إلى أن تنجح التجربة الإسلامية الربانية الأولى بأقلِّ قدْر من سفك الدماء وفي فترة غير مسبوقة (22/سنة) جعلت المؤلف الأمريكي د. مايكل هارت يضع محمد بن عبد الله في عصر الناقة والبعير على رأس المئة الأوائل في كل عصور التاريخ بما فيها عصر سرعة الأثير .

وقد لخص شاعر هذه الحقائق التي تبدو متناقضة  في بيتٍ من الشعر :

مَن لي بمِثْل سيرِكَ المُدلَّل : تمشي الهُوينى وتَجي في الأوّل !

 

قصيروا النظر المغرورون أو فاقدوا الإرادة هم الذين لا يدركون أنهم واقعون في نطاق الدبلوماسية الهادئة لغيرهم بشعارها غير المُعلن (للصبرِ حدود) ..  

نعم ! لا يُدركون ، لأنهم ينسون حكمة بسيطة .. هي مفهوم آيةٍ تقول :

صديقُك من صَدَقَك .. لا من صدَّقكَ ، فورَّطكَ !!

* [ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ {60} ] الروم

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008