5/2/2024
 
 

بحث في الموقع

 
 

 مواضيع مختــارة

 

      

 

     

2/22/2012 5:39:00 PM

عدد القراءات: 12771
عدد التعليقات: 15




11/16/2011 4:08:00 PM

عدد القراءات: 12335
عدد التعليقات: 9


8/27/2010 12:22:00 PM

عدد القراءات: 43744
عدد التعليقات: 1212


8/22/2010 11:38:00 AM

عدد القراءات: 13884
عدد التعليقات: 3





7/26/2010 7:06:00 PM

عدد القراءات: 15021
عدد التعليقات: 4





4/27/2010 1:11:00 AM

عدد القراءات: 14698
عدد التعليقات: 22



     

 

  

  

 
 
 

 

 

أبحــــاث

العالَمُ الآن بحاجةٍ إلى المفهوم القرآني للأمن الوقائي

3/4/2010 6:16:00 AM

عدد المشاهدات:4687  عدد التعليقات: 2
3/4/2010 6:16:00 AM

محمد راجح يوسف دويكات

 

 

العالَمُ الآن بحاجةٍ إلى المفهوم القرآني للأمْـن الوقائي

في ظل نظام رباني قرآني متكامل

 

الحمد لله رب العالمين

لاحقا للمقاليْن على الرابطين

الأمن والعدل هواء الحياة وماؤها 

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=38&cat=3

 

التقوى والإصلاح : درهم وقاية خير من قنطار علاج   

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=31&cat=5

 

(1)

لو سُئل أيُّ إنسان عن أكبر خصمين للناس لقال : هما الجوع والخوف . هذا ما يقرره رب الناس حين يُذكِّرهم بأهم نعمتين (بعد القرآن) له عليهم :

[ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ {4}‏ ] قريش .

 

ومع أنّ الله سبحانه أطعم مشركي قريش من جوع محققاً لهم الأمن الغذائي وآمنهم من خوف ببركة البيت العتيق الذي أمدهم الله بسببه بأمن وقائي جعل العرب يرهبونهم رهبة احترام  awe ، لا رهبة رعب وقرف terror . إلاّ أن ذلك كان حين كانوا جاهلين بالحق قبل إرسال الرسول بالقرآن :

[ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ {44} ] سبأ .

القوة المعرفية والقوة المادية : الثقافة..

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=226&cat=5

ولكن الذين وصلتهم رسالة نَصيّة موثقة ومحفوظة من الله لا عذر لهم أن يغفلوا عنها .. فإن عقاب الغافلين عن حق حاضر أشد من عقاب الجاهلين الذين لا يعرفون هذا الحق :

عقاب المكذبين الآخرين الغافلين أشد من

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=128&cat=4

 

لهذا ، حينما بلغت أهلَ مكةَ رسالةٌ من الله تُبين لهم الحق لم يبق لهم عُذر ، فضرب الله ما حلَّ بهم مثلا لقرية أُخرى أرّخ لها بالآية 112/النحل التي رقمها القرآني (2013) :

[ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ {112}(2013) وَلَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ {113} ] النحل .

 

والرسول هو مَن حمَل الرسالة ، أو الرسالةُ نفسُها يحملها من بعده من يصطفيه الله لحملها مخلصاً لله الدين :

.  الرسول والنبي : أصل البلاء عدم التمييز بين مهمتيهما

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=218&cat=6

ولمن يرغب أن يستوثق من الحقيقة الأولى يُذكّرنا ربُّنا سبحانه بسؤال إبراهيم لقومه وردِّ الله عليه وعليهم :

[ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ؟؟ {81}

الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ {82} وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ {83} ] الأنعام .

إبراهيم يسأل والله سبحانه  يجيب

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=161&cat=5

 

(2)

بعد هذه المقدمة نأتي لنربطها بواقع البشر عندنا وفي العالَم الذي صار مُثقلا بالأجهزةِ الأمنية المتعددة المتنافسة والمتصارعةِ واختراقاتها المتبادَلة ، ووسائلِ وأدواتِ التجسس التي زادت الطين بِلّةً ولم تستطع أن تقدم للبشر التابعين ولا لأسيادهم المسيطرين الأمنَ الذي فقدوه حين أشركوا بالله ما لم يُنزل به حُجة مكتوبة في القرآن يمكن أن تُلزم الناس كما يُلزِمهم السلطان .

 

فماذا يقول الكتاب الذي أنزله الله رحمة للعالَمين ليكون عليهم سلطانا مبيناً بعد دعوته الذين   آمنوا إلى الإعتصام بحبل الله/كتاب الله حتى لا يتفرقوا ويسقطوا في الحفرة من النار التي كانوا على شفاها وهم جاهليون وعادوا إلى ما كانوا عليه وهم غافلون ؟

. إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

 

[ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ .. {106} ] آل عمران .

فمن هم الذين سوف تسودُّ وجوههم ؟؟؟؟

[ بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ {59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {60} ] الزمر .

 

الإشارة الأولى في آيتيْ آل عمران - اللتين تُبين اسودادَ الوجوه فيهما آيتا الزمر - هي أن مرجعية هذه الأمة المشار إليها في آية آل عمران يجب أن تكون واحدةً هي كتاب الله الواحد . فهو (الخير) الذي وصفه الله بأنه [ خيرٌ مما يجمعون ] 57/يونس ، سواء من مال الأرض أو كتبها وأسفارها التي أضلت الناس عبر التاريخ .

والإشارة الثانية هي إلى أُمةِ الأمن في الآية التي مهمتها تحقيق الأمن الداخلي . أما الأمن الخارجي فهو مهمة الجيش الذي فصّلت أحكامَه مئاتُ الآيات الأُخرى .

والإشارة الثالثة هي إلى وجوب أن تكون هذه الأمة واحدةً لا تَفرُّق فيها ، ينضوي تحت  قيادتها فرعان فقط : الأمن الوقائي ، والأمن العلاجي المعروف بالشرطة .

ومن اسم الأمن الوقائي نفهم أن مهمته الوحيدة هي أن يعمل على تحقيق أمن المجتمع الذي منه أمن النظام الحاكم وقائياً بأن يعمل على رصد وتَحسُّس  الأسباب التي تؤدي إلى الإخلال بالأمن جماعياً قبل حدوثه . فإذا حدث الإخلال بالأمن صار من مهمة الشرطة والقضاء .

 

(3)

المهمات الوقائية التي يمكن أن يُعهد بها إلى هذا الفرع من الأمن الوقائي :

1. من ارتباط الأمن بالعدل بعلاقة جدلية (فهُما جديلةٌ واحدة) أدرك البشر كلهم اليوم أنه لن يكون أمنٌ لا للقوي ولا للضعيف مع ظهور/شيوعِ الفساد والظلم . وقد ذكرنا في مقال (الأمن والعدل) المشار إليه تحت العنوان .. ذكرنا رسالةَ عمر بن عبد العزيز إلى والِيه الذي طلب تخصيص أموال لتحصين أسوار عاصمة ولايته . قال له ( حصِّنها بالعدل ) !!!

 

ومفهوم هذه العبارة الفريدة أن كل أموال الدنيا لن تجدي نفعا مع كثرة الظلم (الطغيان) وإكثار الفساد , وهذا ملاحظ اليوم وعبر التاريخ . وقد ربط الله سبحانه (مُقسِماً) بين إعداده لفجر يومٍ جديد يعقب ظلام الطغيان وإكثارِ الفساد :

[ وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ {3} وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ {4} هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ {5} أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} ] الفجر .

 

فالمهمة الأولى للأمن الوقائي في نظامٍ رباني (كما يُفهم من اسمه) هي أن يرصد ويتحسس (بالحاء) بهدوء مظاهرَ الفساد والظلم الذي يوقعه الموظفون بمختلف درجاتهم على الناس وخاصةً حين يفضلون ولاءَهم لأحزابهم وفئاتهم على ولائهم لله ورسوله (كتاب الله)  وولائِهم للشعب الذي يدفع أُجورهم .. لأن على الذي يشغل وظيفةً عامة أو خاصة أن ينسى انتماءَه الحزبي الضيق أثناء عمله .

  

إن كثيرا من الخارجين على القانون يفعلون هذا بسبب الإهمال والفساد والمظالم التي يمارسها الموظفون والتي قد لا يعلم كثيرا منها أولوا الأمر .. أو أن الخارجين على القانون يتخذونها ذريعة ، إما لأنها موجودة فِعلا أو لأنهم أساؤا الفهم . وواجب الأمن الوقائي – إذا وثق الناس به – أن يبين الحقائق للساخطين بالقدْر الذي ينفع المجتمع . ويمكن أن تكون صلاة الجمعة أهم منابر مخاطبة الشعب بخطاب مركزي اسبوعي حسبما بيّنا على الرابط :

 الجديد من القرءان والواقع عن صلاة الجمعة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=9&cat=3

 

المهمةُ الثانية للأمن الوقائي (كما يُفهم من اسمه)  هو أن يكون ذراع (المجلس الدستوري الأعلى الذي هو مجلس خلافة الرسول في الإسلام) لمساعدته بتزويده بالمعلومات التي تحسَّسها والتي يحتاجها المجلس حين يفصل في النزاعات بين الناس المحكومين وبين أولي الأمر الحاكمين .. كما بيّنا في المقال غير المسبوق على الرابط :

بديل ثقافة العنف لتغيير  الأنظمة وإصلاحها

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=2&cat=5

 

المهمة الثالثة للأمن الوقائي (كما يُفهم من اسمه) هي تحسُّسٌ مجتمعيٌ مستمر :

أ.  لمعرفةِ الفقراء والمساكين حقيقةً وتزويدِ أولي الأمر (السلطة التنفيذية) بمعلومات حقيقيةٍ عنهم حتى لا يكون في المجتمع فقيرٌ (قصمت الحاجةُ فَقارَه) أو مسكينُ (دخْـلُه لا يكفي حاجاته الأساسية) ، حتى لا يكون في المجتمع متسوِّلون امتهنوا التسوُّل .

ب. ولرصْد الفروق بين الطبقات الإقتصادية في المجتمع التي يقع على عاتق (المجلس الدستوري الأعلى) العملُ لإيجاد التوازن الإقتصادي بيْنها كي لا تتسع كثيرا ويكونَ المال    [ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ ] .. على أن لا يكون هذا التوازن بإفقار الأغنياء ولكن برفع مستوى الطبقة المتوسطة من مصادر مالية (نافلة) لا فضل للناس فيها ولا تُجبى منهم (1/الأنفال و 7/الحشر) ، كأثمان المعادن التي أهمها عندنا البترول ، وكرسوم الممرات المائية وعائدات المشاريع العامة التي مُوِّلت من الأنفال ..

أما الصدقات بمفهومها القرآني (في مقابل الضرائب ) فتُؤخذ من الناس حسب طاقتهم كما يُقرها مجلس ممثلي الشعب .. للإنفاق على ما ينفع كل الناس ليمكث في الأرض ، حسبما شرعه الله ربُّ الناس وبيّنه في كتابه العظيم :

الزكاة والصدقات من كتاب الله

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=62&cat=5

 

ذلك أنّ (1) الفقر والإخلال (2) بالتوازن الإقتصادي [ ألاّ تطغَوْا في الميزان ] 8/الرحمن ، مع ما يرافقهما من شعور بالظلم هي أهم أسباب الحسدِ والضغائن فكثرةِ الإخلال بالأمن . ويُعتبَر القضاء عليها أهم الإجراءات الوقائية التي تقي المجتمع من أكثر أنواع الجرائم وأسباب المعيشة الضنك .

 

(4)

ولعل هذا المفهوم الواسع لأفضلية الوقاية على العلاج هو المقصود من قوله سبحانه تقريرا لأهمية الأخذ بالأسباب التي أهمها الأسباب الوقائية من كل شر :

[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ

إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} ] الحجرات .

[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ .. {6} ] التحريم .

 

[ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {155} ] الأنعام .

وَاتَّقُواْ : واتَّقوا (إحذروا) عدمَ اتّباعِ سبيلِه الواحد ، واتّباعَ السُّبلِ الأخرى التي تُفرق وتحجب رحمةَ الله عنكم بحرمانكم من الوقاية التي هي خير من كثير من العلاج باهظ الثمن !

[ وأنَّ هذا صراطي مُستقيماً فاتَّبعوه ولا تتَّبعوا السُّبلَ فتفرَقَ بكم عن سبيلِه ذلكمْ وصّاكمْ به     لعلَّكم تتَّقون {153} ] الأنعام .

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3

لكنّ ما قلناه عن الوقاية هنا يصعب تحقيقه بدرجة مُرضية إلاّ في مجتمع يتّبع فيه الحكام والمحكومون ما أنزل اللهُ/كتابَ الله/صراطه المستقيم ، مع أن الإستفادة من فكرته ستكون ممكنة ونافعةً في أيّ نظام يمتلك الإرادة السياسية وطولَ النظر .

بل إن هذه الفكرة ستحتاجها القوى الكبرى التي تسيطر على غيرها ، وإلاّ فإن الأوضاع في كل أو جُلّ دول العالَم الفاقدةِ لإرادتها السياسية – ومنها دول العالم العربي والإسلامي - ستخرج بسبب الطغيان وإكثار الفساد عن السيطرة .. لا إلى النظام بل إلى فوضى الأفغنة والعرقنة والصوملة والسودنة ..... ولا يقولن قائل : ها هي البلقنة واللبننة قد انتهت ، فإن الطغيان وإكثارَ الفساد سيجعلان الفتق يتسع على الراتق إلى أن يأذن الله بفجر يوم جديد يعقب ظلام الطغيان وإكثار الفساد ، حسب سُنة الله سبحانه التي لا تتخلف :

[ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً {62}‏ ] الأحزاب .  

(5)

معرفة الحقائق تكون بالتَّحسُّس لا بالتجسس

نهى الله سبحانه عن التجسس بكلمتين في آية واحدة وربَطه بالظن وبالغيْبة (الإفترآت على الناس من غير دليل وهدف نافع) :

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {12} ] الحُجرات .

 

ولعل ما وصل إليه العالَم اليوم من سهولةِ وكثرةِ اقتراف الجرائم الفردية والجماعية (مع شيوع التجسس) .. لعله يدفع أهل الفكر إلى مراجعة هذه المرحلة التي يعيشها البشر في صراعاتٍ أكثرها خفيُّ الأسباب ، لم ينفع فيها التجسسُ والإختراق المتّبادل .. من أجل الإنتقال بالعالَم إلى مرحلة التنافس المكشوف النظيف والمشروع بعد أن انتهى من مرحلة الحروب العالَمية المدمرة إثر اعتبار عقلاءِ البشر من كوارث الحرب العالمية الثانية كما اعتبر الأوروبيون جزئيا . ولن تتيسر للبشر تلك النعمة كاملةً إلاّ بإيمانهم ومعرفتهم بنعمة الله الكبرى ، القرآنِ الذي [ هوَ خَيْرٌ مما يجْمَعونَ ] 58/يونس :

لا حلّ إلاّ بمرجعية  علوية مكتوبة

http://www.kuno-rabbaniyeen.org/Default.asp?page=details&newsID=148&cat=3

ولكنه سبحانه أوصى (بتحسُّس الحقائق) بالحواس لا بأجهزة التسجيل التي يمكن خداعها والتلاعب في تسجيلاتها بفبركات باتت معروفة ، والفرق دقيق (نقطة تحت الحاء) :

[ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {87} ] يوسف .

[ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً {19} ] الكهف .

 

وتحسُّسُ الحقائق المحسوسة من الناس للوصول إلى الأهداف الوقائية الثلاثة المذكورة أعلاه .. يكون بالتلطف في المراقبة والإستفسار بحيث لا يشعر المُستَفسَر منه أنّ وراء السؤال هدفا فيرتاب بالمُستفسِر وقد يضلله . وقد أثبتت التجارِب أن كل اجهزة التجسس التقنية لا تُغني عن التحسس  البَشري للحقائق !

وذِكر الحقائق المحسوسة وليس ما في السرائر يُذكرنا بمقولة ذات مغزى تحتاجها كثير من الأنظمة في هذا السياق .. قالها (زياد بن أبيه) والي البصرة/العراق في معرض شرح سياسته الأمنية للناس قبل أربعة عشر قرنا :

والله لو علمت أن أحدكم قد قتله السّل من بغضي ما كشفت له سترا حتى يُبدي صفحته لي !

 

الخلاصة

أنّ درهم وقايةٍ خيرٌ من قنطار علاج مُكلف

وأن الخير كله لتحقيق هذه القاعدة الذهبية هو فيما أوصى به اللهُ أهلَ الكتابيْن

في مسك ختام الوصايا الذهبية العشر المشتركة طريقاً للرحمة ..

                   الوصايا العشر عند أهل الكتابين                    

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=33&cat=5

باتباع كتاب الله المبارك صراطا واحدا مستقيما يُوحِّد 

وفي اتّقاء اتِّباعِ غيرِه من السُّبُل التي تُفرق

وتُفرخ الصراعات الدامية

 153 - 155/الأنعام !

 

محمد راجح يوسف دويكات

نابلس- [ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

 

 

 



 
 
ما ينشر في هذا الموقع ( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ) وليس حقا لفرد أو أفراد
2008