الزلازلُ حربٌ من اللهِ على الجُمودِ والإفسادِ .. ورسالةٌ بضرورةِ التغييرِ

*[ هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ

وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {52}‏ ] إبراهيم

 *[ الْحَمْـــــــــــــــدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَــــــــــــــمِينَ ]

 (1)

البرهان على العنوان من آياتِ القرآن

*[ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا {1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا {2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا !! {3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا {5} ] الزلزلة .

 رقم سورة الزلزلة (99) وزلزال تركيا الرهيب الذي أعقبه زلزال سياسي حدث سنة 1999/م !؟

*[ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ ؟! أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ {214} ] البقرة .

*[ إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا {10} هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً {11} ] الاحزاب .

(2)

البـــــــــــــــــــــيان

تُبين هذه الايات الكريمة ان الزلازل صنفان : زلازل ارضية وزلازل انسانية ( صراعات ) وأن ما يجمع بينهما هو⁽¹⁾ الخوفُ والحاجة والدمار والقتل عاقبةً ، ⁽²⁾ وضرورةُ الإعداد لهما ما استطاع الناس من قوةٍ ومعرفةٍ وقايةً ، ⁽³⁾ والحاجةُ الى التغيير رسالةً !!

مِن قوله سبحانه  *[ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ] نفهم ان الارض لا تتزلزل من تلقاء نفسها وإنما بأمر خفي ( ايحاءٍ ) من رب السموات والارض قد تبدو له اسباب مادية يعرفها البشر وقد لا تبدو لهم . لذلك يعترف كل مَن عنده علـم بطبقات الارض انـه لا يمكـن ( التنبؤ) بوقوع الزلازل .

 ومن كتاب الله سبحانه عَلِمنا ان السموات والارض والجبال أبَيْنَ ان يحملن الامانة التي هي تَحمُّلُ بعض مسئولية عَمِلها ، واشفقن منها لثقلها . فلا يُعقَل إذن أنْ تتحمّل الارضُ مسئوليةَ إخراجِ اثقالها وتدمير بلاد وإهلاك عباد مِن تلقاء نفسِها .

*****

ومن الإحاطة بئايات الله المتعلقة بالتدمير والإهلاك – وهي اهم عواقب الزلازل الارضية والانسانية نفهم ان اخفاق الناس في انجاز المهمة التي خلقهم ربهم من اجلها بالنيابة عنه لكن بإشرافه وتوجيهه ( عمارةِ الأرض التي هي العبادة ) .. يجلب عليهم غضبَ اللهِ ربِّهم الذي هو صاحب العمل .

ويمكننا ان نعزو هذا الاخفاق الى سببين رئيسين :

اولهما : الجمودُ على الواقع المادي والابقاءُ على الاشكال والاساليب والوسائل القديمة بحجة أنها تراث مقدس يجب ان نعتز به ونتسوّل به من ( السُيّاح ! ) ، علما انْ لا احد من الناس يَقبَل ان يستعمل هذه الاشكالَ والوسائل المادية القديمة لنفسه !!

هنا يتدخل رب الناس الذي هو مالك الارض وصاحب العمل فيها فيهدم امثلةً من الواقع المادي القديم البائس ليَسوق الناسَ اضطراراً الى الارتقاء بمستوى عمارتهم للارض بعد أنْ لـم يفعلوا ذلك اختياراً . وفـي العالَم المتقدم مـادياً تُجبِر الانظمةُ الناس بالقانون على :

التطوير والتحـديث  up-grading

في هذا السياق نفهم زلازلَ ايران المتكررة وزلازلَ إندونيسيا منذ إعصار 2004 ، وزلزالَ تركيا سنة 1999/م الذي أعقبه تغيير سياسي ملموس ، وزلزالَ ارمينيا سنة 1989/م الذي كشف عوراتِ الإتحاد السوفياتي وشهد تصدُّعَه فانهيارَ نظامه الفاسدِ . كما نفهم من قبل ذلكم زلزالَ نابلس سنة 1927/م الذي دُمرت به البلدة القديمة (!!) وأُرخ له في كتاب الله عز وجل بالآية 26/النحل التي رقمها القرءاني من اول فاتحة الكتاب هو 1927 :

*[ وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ {24} لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ {25} قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ {26}‏ ⁽¹⁹²⁷⁾ ] النحل .

*[ وَإِذَا قِيلَ لَهُم ] : لأهل هذه المدينة منذ أواخر الألفية الثانية : ماذا أنزل ربُكم ؟ كان المفروض فيهم أن يقولوا : القرءان هو ما أنزل ربنا *[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ] الإنسان .. ولكنهم ردوا بالأحاديث التي هي أكاذيبُ وخرافاتُ وأساطير الأوّلين التي افتروها على الله حين افتروها على رسوله الكريم زاعمين أنها وحْيٌ يوحَى ، فأصابهم من القتل والدمار سنة 1927 !! ما أصاب الذين مكروا من قبلهم !!

*[ قُلْ صَدَقَ اللّهُ ] :

*[ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ {117}‏ ] هود .

(3)

اما ثاني السببين فهو الطغيان وإكثار الفساد الانساني الناتج عن الإعراض عن ايات الله في كتابه  دليل الخلق Manual  والذي يؤدي إلى ظهور الفساد في البر والبحر وفي كل شيء . من ذلكم تبذير المليارات على مجالات هي في أحسن أحوالها كالخمر والميسر إثمهما أكبر من نفعهما ، كالهوَس بالألعاب الرياضية التي وصل ثمن بعض لاعبيها قرابة مئة مليون يورو ، وكبهلوانيات المصارعة والملاكمة وسباق السيارات والأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية عبر فضائيات أكثرها هابط  بينما في العالم مليار جائع ومئات ملايين المظلومين . أنقر على :

كلمات البطولة والبطولات والبطل والأبطال

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=203&cat=4

*[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} ... الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} ] الفجر .

إرجع إلى بحث الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية الإنسانية للحياة :

الصلاحية المادية لعمارة الأرض والصلاحية للحياة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=71&cat=5

*[ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً {35} فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً {36} ] الفرقان .

*[ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ {59}‏ ] القصص .

*[ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً {16} ] الاسراء .

أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا : بعثنا فيها مَن يدعوهم باسْمِنا/بأمْرنا/بئاياتنا :

لمعرفة تعريف القرءان للمُترفين ، إرجع إلى الرابط :

شهر رمضان فرصة أصلاح

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=82&cat=3

*[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ : اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {36} إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ {37} ] النحل :

قد تبين الرشد من الغي فاتبعوا ولا تتبعوا

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=64&cat=3

مثل الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=138&cat=2

(4)

خـــــــــــــــلاصة القــــــــــــــول

إنّ اخفاق البشر في إحداث التغيير الإنساني والمادي الإيجابي اختياراً يؤدي الى دمار وهلاك يُغيّر الناسُ بعدهما ما بأنفسهم اضطراراً ، كما فعل الأوروبيون الغربيون من بعد سقوط القسطنطينية ثم حصار فِينّا حينما اضطروا –  لتجنُّب المزيد من هزائمهم – إلى معالجة سبب الهزائم بتغيير البناء الخرافي للإنسان ( وهذه هي المقاومة الحقيقية غير العبثية ) وانخرطوا منذ سَنة 1529/م في حركة الإصلاح الفكرية والدينية التي غيروا بها وجه العالَم :

.  إفعلوها ولو مرة فاعتصموا بحبل الله بالرجوع إلى كتاب الله  

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=41&cat=2

في النهاية خسروا مدينة !

ولكنهم ربحوا أنفسهم دنيويا حتى الآن وسادوا العالَم !!

لماذا نهضوا وتخلفنا ولا نزال

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=15&cat=3

جواب السؤال الصعب أين الخلل والسؤال الأصعب ما العمل ؟

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=11&cat=2

سؤال لم يُسأل من قبل .. فك شيفرة مرَج البحرين

http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=details&newsID=123&cat=6

محمد راجح يوسف دويكات

  نابلس – *[ الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ] - فلسطين

---